شكرا على التحويل ..اعتقد انه المكان الانسب لاكمال النقاش.
عودة للموضوع الاصلي, انا عادة حذر جدا قبل اتهام فصائل اي نزاع بالمصلحة الشخصية, السبب؟ انني رايت نفس المشهد في العديد من الصراعات السابقة ...و كان دائما الاتهام بالمصالح الشخصية, او الردة او العمالة للطرف المقابل واجهه لمشاكل اعمق بين التنظيمات المتناحرة.
ابتداء من الاقتتال الداخلي الفلسطيني في الستينات و الثمانينات (اولا بين فصائل الجبهه الشعبية ثم بين فتح و من انشق عنها) , مرورا بالاقتتال الداخلي المسيحي في لبنان و حرب الاخوة (حزب الله و حركة امل) ثم -إلى درجة ابعد قليلا- الاقتتال الداخلي الشيشاني ثم العراقي (فيما عرف بفتنة الفصائل بين الدولة و الجيش الاسلامي و حوادث اغتيال ائمة المساجد و قيادات الإسلامي, اذكر منهم ابو علي) ثم اخيرا في سوريا, سواء حديثا بين الدولة و النصرة ثم باقي الفصائل, و قديما بين الطليعة و الاخوان في الثمانينات (الفرق الوحيد ان الاخيرين وصلت للتكفير ولكن لم تصل للاشتباك المباشر بسبب ظروف جغرافية بحتة).
اضرب الامثلة السابقة و انا اعلم جيدا انها امثلة متباعدة في ظروفها و حيثياتها و الاهم من ذلك في ابطالها , و ربما تكون معلوماتي ليست بنفس القدر من العمق عن جميع الصراعات انفة الذكر, لذلك اي تصحيح لمعلوماتي مرحب به.
بالنظر لكل الامثلة السابقة, سنجد انه -رغم دخول المصالح الشخصية على الخط هنا وهناك- الخلافات السابقة كلها كانت تتمحور حول احدى او بعض الاسئلة التالية:
1- من نحن؟
2- من هم اعدائنا
3- من هم حلفائنا
4- (الاكثر حساسية) من هم من نقبل بالتعامل معهم ؟
5- ما هي معركتنا ؟ (محلية, عالمية, اقليمية)
6- كيف تنتهي معركتنا ؟ و متى يحين وقت قطف ثمار قتالنا
7- ما هو الهدف النهائي لقتالنا
استطيع ان ادعي ان معظم الخلافات انفة الذكر كانت حول واحد او عدد من الاسئلة السابقة ..
في حالة النصرة و الدولة مثلا, سنجد ان الخلاف كان محتدما حول
1- هوية المعركة: هل هي معركة تحرير سوريا, ام معركة اقامة الخلافة والتي سوريا هي مجرد جزء من صورة اكبر ؟
( هو نفس الخلاف الفلسطيني في السبعينات التي اعتبر جزء غير صغير من فصائله ان معركة فلسطين هي جزء من معركة اليساري العالمي ضد الامبريالية بينما ارادها القسم الاخر معركة محلية اقليمية )
2- الحلفاء والاعداء : الموقف من الفصائل المدنية و العلمانية و محددات العلاقة مع الفصائل الاخرى فبينما كان موقف الدولة واضحا, كان ميشيل كيلو يكيل المديح للنصرة
3- هوية العمل العسكري ..هل هو فصائل متعددة متفقة على هدف و متناسية للفروقات بينها, ام بندقية واحدة بقيادة واحدة؟ و كان هذا واضحا ايضا بحادثة طلب البيعة التي ردت عليها النصرة بمبايعة الظواهري بدل من البغدادي.
(و هو بالمناسبة نفس الخلاف المسيحي اللبناني في الثمانينات التي افترقت الى غير رجعة بعد بدء معارك "توحيد البندقية المسيحية").
لذلك اجد -كراي شخصي على الاقل- ان حصر هذه الخلافات الجوهرية بمطامع شخصية هو اختصار لمشاكل عميقة بتفسير بسيط.