بعد حالات تسمم.. ضباط الأسد يشتكون للروس
================
عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل | 2017-08-08 13:38:22
يعاني جيش النظام من فساد مستشر على مختلف المستويات
توجه ضابط بالحرس الجمهوري بالشكوى من الجوع إلى الروس، في الوقت الذي تقدم إدارة التعيينات العسكرية مواد غذائية معلبة منتهية الصلاحية إلى جنود الجيش، مما تسبب بوقوع عدة حالات تسمم في ريف اللاذقية الخاضع لسيطرة النظام.
يأتي ذلك بعد معلومات حصرية نشرتها "زمان الوصل" عن اعتقال مدير إدارة التعيينات التابعة لهيئة الإمداد والتموين اللواء "سليمان السلامة"، الذي أودع منذ أيام معتقل "صيدنايا" بعد اكتشاف دوره في تزوير تاريخ إنتاج كميات فاسدة من سمك "السردين" و"التونا" جرى توزيعها على جيش النظام.
وكشفت التحقيقات بالحادثة التي بدأت منذ تلك الفترة، أن لجان التفتيش وجدت في مكتب اللواء المعتقل أختام تجار لختم "صفقات وهمية"، ما أسفر عن اعتقال عدد من المتورطين نتيجة توالي الاعترافات، إلى أن توجت التحقيقات باعتقال اللواء "السلامة".
ويعد "السلامة" ثاني ضابط بهذه الرتبة يتعرض للاعتقال خلال شهر بعد أمر من بشار الأسد باعتقال اللواء "عبد الباسط لوكي" مدير "إدارة المهمات" الموجود في "صيدنايا" أيضا لتورطه بصفقة قيمتها أكثر من 80 مليون دولار، بخصوص استيراد بدلات واقية للرصاص من الصين.
ورجح المصدر أن يكون الضغط الروسي وراء حملة الاعتقالات في جيش النظام، لدفع الأسد كي يخفف الفساد في صفوف قواته.
*تبرير الفساد
يبرر معظم الموالين فساد رأس هرم السلطة في سوريا بعدم العلم بما يجري، ويلقون باللوم على الموظفين والحاشية والضباط دون أن يقتربوا من الذي يعينهم أو يسلمهم المسؤوليات، ويبقيهم بعيدا عن المحاسبة.
روي أحد المساعدين المتقاعدين "زارنا الفريق حافظ الأسد في كانون الثاني من عام 1986 إلى المرصد المقابل لجبل الشيخ، وكان الجو باردا جدا، وسألنا عن احتياجاتنا وما إذا كان ينقصنا شيء".
كان برفقته عدد كبير من الضباط، فرفعت يدي وأخبرته بأننا نعاني من الجوع نتيجة نقص المواد التي تصلنا.
فقال لأحد العساكر "اجلب لي كرة من الثلج، وعندما أحضرها الجندي، أخذها منه حافظ الأسد وقلبها بيده، وسلمها لأقرب ضابط إليه، وطلب منه أن يعطيها لمن يليه، حتى وصلت الكرة إلي وقد ذاب أغلبها، ووجه الأسد كلامه إلينا قائلا " نحن نرسل لكم الكثير، ولكنه يذوب على الطريق، كما حصل مع كرة الثلج هذه".
هذه الرواية يتداولها مؤيدو الأسد ويطالبون دائما بمعاقبة المسؤولين عن النقص، وينزهون قائد الدولة والمجتمع بشار الأسد عن الفساد.
*الحرس الجمهوري يشتكي للروس
وجد بعض الضباط متنفسا للتعبير عن تذمرهم من سوء التغذية التي يعانون منها بعد وصول الروس إلى سوريا، وبروز دورهم على الساحة بصفتهم المسؤولين عن الأسد وجيشه، حيث توجه أحد ضباط الحرس الجمهوري بشكوى "مرفقة بصورة لمواد غذائية" إلى القاعدة العسكرية الروسية في "حميميم"، حول كمية الطعام الذي أرسلته له القيادة مع عناصره الستة، والمكون من ربطتي خبز وكمية من البطاطا لا تكفي لإطعام عنصر واحد، وطلب في شكواه عدم ذكر اسمه.
ونشرت القناة الإعلامية لـ"قاعدة حميميم" شكوى الضابط مع شرح بأنه قد يتم التحقيق في الموضوع من قبل جهة حكومية سورية.
عبر العميد المتقاعد "صقر ح" في رابطة المحاربين القدماء باللاذقية عن استغرابه لـ "زمان الوصل" عن توجيه هذه الشكوى، ومن قبل ضابط بالحرس الجمهوري الأكثر موالاة لآل الأسد، حيث يعتبر الحرس من الوحدات المدللة للقيادة العسكرية.
وأكد أن هذا يعكس مدى الانحطاط الذي وصلت إليه الحالة في الجيش، وتوضح بشكل جلي أن الضباط السوريين قد وجدوا من هو قادر على حمايتهم من سطوة الأمن السوري، ويستطيع المواطن أن يدرك أن النظام السوري فقد الهيمنة على جيشه، ولم يعد قادرا على التحكم به، حيث لم يكن يجرؤ ضابط في الجيش السوري على التذمر من الإطعام، وإلا فعقوبته السجن من قبل قائده إن لم يتم تسريحه تعسفيا.
*الجوع والفساد حالة عامة
ويعاني جيش النظام من فساد مستشر على مختلف المستويات، حيث تطال انتقادات الموالين قبل المعارضين نوعية الطعام المقدم لجنود يحملون أرواحهم على أكفهم دفاعا عن كرسي الأسد.
وكتب "مأمون البحر" على (صفحة أخبار البهلولية) "والله العظيم وين في خضرة سيئة ومعلبات فاسدة بيجبولنا هي ،،،وهادا إذا جابو معلبات".
ووصفت "ورد جوري" اللصوص في الجيش والمسؤولين عن الإطعام بأنهم دواعش الداخل ولا يخافون من الله" حسب قولها.
وكانت إدارة التعيينات العسكرية قد أرسلت في منتصف الشهر السابع من هذا العام كمية من المعلبات "طون وسردين وحليب" إلى القوات العسكرية التي تقاتل مع نظام الأسد في ريف اللاذقية منتهية الصلاحية، ووقعت عدة حالات من التسمم بين الجنود والضباط، وتم نقلهم إلى المشفى العسكري باللاذقية، وفقا لمعلومات خاصة حصل الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" من قبل أحد الأطباء في المشفى.
في سياق قريب قال مصدر خاص لـ"زمان الوصل" إنه التحق بدورة للمثقفين "خريجي الجامعة" بشكل جماعي، وتم تجميعهم في شعبيتي تجنيد جبلة واللاذقية في بداية هذا الشهر، وتم ترحيلهم إلى دمشق في باصات مهترئة، وجمع منهم المرافقون قبل الانطلاق وأمام رئيس الشعبة باللاذقية مبلغ 4000 ل س عن كل فرد من أجل دفع أجرة سوقهم إلى المعسكرات.
وأثار هذا الأمر استغراب الأهالي والمجندين، حيث وجه أحدهم سؤالا إلى العقيد رئيس شعبة التجنيد باللاذقية "إذا كنتم لا تستطيعون ترحيلنا على نفقة الجيش حسب القوانين العسكرية، فكيف سوف تطعموننا".