زوجة الجاسوس الاسرائيلي "ايلي كوهين"، والذي تبوأ مناصبا قيادية في سوريا قبل ان يكتشف ويعدم في عام 1965، ترسل رسالة لبشار الاسد تطالبه بالافراج عن عظام زوجها
#مابعد_بعد_اتفاق_سوتشي #تحليل
رأى كثيرون ان اتفاق سوتشي سيؤدي الى حفظ دماء المدنيين ومنع مليشيات الاسد وحلفائها من شن معركة على الشمال المحرر وبالتالي بقاء الشمال محررا، وهذا صحيح تماما لكن لفترة مؤقتة، ولنتحدث اكثر عن السيناريوهات المحتملة لما بعد الاتفاق
فاتفاق سوتشي افقد الحل العسكري شرعيته الدولية، وبالتالي حرم المعارضة الداخلية من استخدام اهم الادوات التي تملكها وهي السلاح، وبالتالي اصبح شن اي هجوم على مليشيات الاسد خرق للاتفاق
هذا بالضبط مايحتاجه الاسد، فهو يحتاج الى الوقت لاعادة ترتيب صفوفه العسكرية، حيث استطاعت روسيا اخافة جبهات كثيرة للثوار لايهامهم ان الاستسلام هو افضل خياراتهم ولم تفلح سياسة روسيا في الشمال لذلك لجأت للاتفاق، والان ستعمل روسيا بهدوء على الترويج للمصالحات، والتركيز على محاربة الارهاب والذي يعني ان على كل فصيل ان يقاتل الفصيل الذي على يمينه والهدف من ذلك هو تفتيت المعارضة العسكرية بعد تجميدها حتى لايبقى فيها الا امثال العودة، هذا في الشمال. هذا ماتفكر به روسيا، لأنها تعلم تماما ان الاسد لايستطيع عسكريا دخول الشمال الآن، والا لما توانت روسيا
اما الملف السوري بعد تجميد الحل العسكري، فقد تحول تلقائيا الى طاولة المفاوضات، اي تحولت الثورة الى المسار السياسي، وهذا يعني ان الحل السياسي اما سيكون حسب الطريقة الروسية (ابقاء الاسد واختزال الثورة بتعديلات دستورية) او بالطريقة الاممية (هيئة التفاوض) والتي تم اختراقها ايضا من الروس، وافضل السيناريوهات البشعة لهذا المسار هو انتخابات رئاسية سيشارك فيها بشار تحت اشراف اممي، في ظل غياب شخصية ثورية تمثل المعارضة او يمكن التوافق عليها محليا او دوليا.
ان افترضنا جدلا ان هناك سيناريو افضل لهذا المسار؛ وهو ان يتم ازالة الاسد، فمن الشخص الذي ستقبل به روسيا واسرائيل وايران رئيسا لسوريا؟ ولماذا يقبلون بشخص جديد قد يؤدي الى انقسام اخر داخل النظام السوري والذي يحاولون منع انهياره، ولو فرضنا جدلا ان هناك شخص سيحل محل الاسد، ولنفرض ايضا انه ليس من النظام نفسه، فهل يعقل ان تقبل المؤسسة الامنية او العسكرية في نظام الاسد مرشحا كالجربا او الحريري او طلاس؟
ان تجميد ملف ادلب، سيعطي المعارضة السياسية في الخارج، سراب المشاركة في وضع الحل السياسي ليس وفقا لتطلعات الشعب السوري والذي قل من يتكلم بإسمه دون ولاءات واملاءات دول اخرى، بل وفق ماترتضيه الدول المؤثرة في الملف السوري، خاصة اسرائيل وروسيا وايران، وبالتالي فإن هذه المعارضة ليس لها فائدة الا في شرعنة ماسيتم التوصل اليه دوليا
ونعتقد كما قلنا ان الامر سيذهب لانتخابات رئاسية بموافقة المعارضة الخارجية، ومما لايثير الشك ان الاسد سيفوز بسبب عدم وجود شخصية معارضة متوافق عليها في ظل انقسام المعارضة وفي ظل وجود دولة محترفة في تزوير الانتخابات مثل روسيا
هذا الفوز سيكون مدموغا باعتراف دولي وممن يدعي تمثيل الشعب السوري، وبالتالي يمكن للاسد وقتها ان يطالب باعادة الشمال المحرر بصفته رئيس شرعي منتخب، وان يشن عمل عسكري على الشمال، او تقبل المعارضة المسلحة في الشمال باعادة رفع الاعلام وتفعيل مؤسسات الاسد مقابل عدم دخوله للشمال في سيناريو مشابه لملف الجنوب لكنه اطول
في حال انتخاب الاسد، فلن يكون الا رئيسا صوريا، ليس لانه سيكون بدون صلاحياتو بل لأن ايران تغلغلت في مفاصل النظام، وستعمل على استكمال مشروعها في تشييع سوريا
وقد يستثنى من هذا السيناريو، النفوذ الامريكي في شرق الفرات، والتي لاتستطيع دولة ان تجبرها على الانسحاب، بل قد تقوم باعلان فيدرالية تمتد من منبج الى القامشلي الى البوكمال الى التنف لمنع الممر البري الايراني، لاراحة اسرائيل من القلق الايراني، والمؤشرات على وجود تحرك امريكي بهذا الاتجاه بدات بالظهور
لايعني ماذكرنا اعلاه ان هذا سيحصل، لكن حاولنا فقط رسم سيناريو لمجريات الامور، والله اعلم ماسيحصل خاصة في ظل وجود عوامل اخرى مثل ملف اللاجئين، ملف ايران، احتمال قيام ثورة في مناطق المصالحات، واحتمال وجود نزاع دولي او سقوط دول ، وامور اخرى لايعلمها الا الله
لماذا قالت الحاضنة الشعبية: هيئة المفاوضات لا تمثلني؟؟
القنبلة الشعبية التي انفجرت اليوم بتسمية جمعة "هيئة المفاوضات لا تمثلني" ليست مفاجئة وليست صادمة لأي متتبع حقيقي لمجريات الثورة وللعارف بالأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها مؤسسات محسوبة على الثورة "الإئتلاف الوطني, الحكومة المؤقتة, هيئة المفاوضات, ومن قبلهم ما كان يسمى قيادة الأركان والمجلس العسكري الذي تم التخلص منه عام 2014).
تلك الاخطاء التراكمية انفجرت اليوم بوجه الهيئة التفاوضية منفردة لكن هذا لا يعني أن يشعر البقية بالأمان فالكأس الذي تجرعته الهيئة اليوم ستشربه بقية المؤسسات وأعدكم بذلك, وذلك لعدة أسباب سأختصرها قدر الإمكان:
1- أن كل تلك المؤسسات التي يفترض انها تمثل ثورة لأعظم شعب لم تلد من رحم حاضنة الثورة بل كانت نتاج توافقات عربية وإقليمية ودولية.
2- أن مرجعية تلك المؤسسات في القرارات المصيرية لم تكن حاضنة الثورة بل الجهات التي أوصلتهم لمواقعهم. (من هي مرجعية الائتلاف؟؟ من هي مرجعية الهيئة التفاوضية؟؟)
3- أن معظم الأهداف التي كانت تسعى لتطبيقها لم تكن أهدافاً خالصة للثورة بل إملاءات الخارجيات والسفارات والأجهزة الامنية.
4- أنه لا توجد ولاية زمنية لتلك المؤسسات بل هي مستمرة طالما من وضعها راض عنها بدليل أن الإئتلاف مضى عليه ست سنوات تقريباً وهو مستمر فكيف نحارب ديكتاتورية الأسد ونحن نطبقها بمؤسسات الثورة؟؟
5- أن الإصلاحات التي حدثت للهيئة وترميمات الإئتلاف وتغييرات الحكومة لم تكن غايتها تحسين أداء مؤسسات الثورة بقدر ما كانت إبعاد من يرفض التنازل أو الاضطرار لابعاد من كانت عليه اشارات استفهام فاضحة من ناحية الأمانة بل كانت الغاية من التغييرات هو تطويع تلك المؤسسات للتنازل عما تبقى من ثوابت الثورة السورية.
6- الوصول إلى حالة الموت السريري لمؤسسات الإئتلاف والحكومة بحيث أصبح وجودها من عدمه لا يعني أي تغيير بمسار الثورة وهذا خطأ فادح ارتكبه الائتلاف عندما استسلم للقدر الذي رسمه له البعض وقبل بمخرجاته.
7- الخطأ الجسيم الذي وقعت به مؤسسات الثورة قاطبة أنها ضمت بعض الأشخاص المعروفين للجميع أنهم يدينون بالولاء لبشار الأسد أكثر من ولائهم للثورة.
سأكتفي بما قلت رغم وجود الكثير الكثيرمما يقال بهذا المجال.