لايوجد تخبط كما يظن الجميع لا من أمريكا ولا من السعودية والكل تقريباً توقف عن دعم الجيش الحر لاسباب منطقية وأسباب تهدد الأمن العالمي وأمن الأردن والكويت بشكل أساسي وهما المجال الحيوي لأمن الخليج ومنافذ مهمة للعبور نحو عمق جزيرة العرب ..
الجيش الحر حقق خلال العامين 2011 و 2012 نجاحات باهرة حيث استطاع حصر النظام حتى داخل دمشق .. منذ الربع الأخير من العام 2012 عملت قطر وتركيا بالتعاون مع إيران والنظام السوري وحكومة المالكي في العراق على ضرب الثورة السورية عبر ادخال تنظيم القاعدة في قلب الثورة وكان هذا ابتداءً بسلسلة أحداث متزامنة مثمثلة بإعفاءات لقيادات متطرفة من سجون النظام السوري وأحداث هروب مفتعلة لقيادات متطرفة في سجون عراقية وتدفق هائل لخبرات قتالية متطرفة من خلال المطارات والموانيء والمعابر التركية ونجحوا في ذلك ثم تبع ذلك في آواخر العام 2013 ادخال داعش عبر أيضاً سلسة من الاحداث المتزامنة حيث سلمت تجهيزات ثلاث فرق عسكرية بكامل عتادها لداعش دون مواجهات تذكر مثمثلة في فرقتين غرب العراق وأكبر الفرق العسكرية السورية وهي الفرقة 17 في الشرق السوري وتدفق هائل للخبرات القيادية القتالية المحترفة من تركيا وعبر شبكات منظمة جداً من وسط آسيا وأوروبا وشمال افريقيا والشرق الأوسط ودعم تركي عبر عمليات بيع النفط القذر وشبكات التبرعات الخيرية المنتشرة في العالم الاسلامي اللتي تديرها قطر وتنظيم الاخوان المسلمين .. هنا توقف العالم عن دعم الجيش الحر لأنه ببساطة الجيش الحر ذاب واضمحل وتقلص تماماً في وجود النصرة وداعش وتشكل التحالف الدولي بدعوة من السعودية لحرب داعش اللتي فتكت بالغرب العراقي والشرق السوري وقامت بأعمال ارهابية على الحدود السعودية والاردنية ومن حينها تغيرت النظرة تماماً نحو الفوضى في العراق وسوريا واللتي كان الهدف التركي والإيراني والقطري منها هو الدفع نحو خرق أمني لجدار المجال الحيوي الشمالي للسعودية والأردن والكويت ولكن تم تأمين هذا المجال وسحق أي تواجد لهم عبر الجنوب السوري والحدود العراقية السعودية ودفعهم وحصرهم نحو الشمال السوري وفصل العراق عن سوريا وتمزيق داعش .. الدخول الروسي ليس سيئاً كما يظن البعض التدخل الروسي كان حاسم في الفصل العملياتي بين بين قوات النظام والميليشيات الايرانية عن داعش والنصرة وهذا كان مهم جداً في تحجيم الطرفين وستتضح اهمية ذلك لاحقاً عند استهداف الميليشيات الإيرانية
المعضلة التركية تتمثل بأن التحالف الدولي بالقوة النارية وروسيا عبر القوة النارية والتشذيب والتوجية حاصرت الوحوش الارهابية وحصرتها في أدلب والشمال السوري ولم يعد لهذه الوحوش منفذ سوى المنفذ الذي أتت منه وهي تركيا وكل ذلك أتى بسلسلة متزامنة من الأحداث عبر تحييد قطر وتصفير دورها وأحداث سياسية وأمنية واقتصادية للضغط على الداخل الايراني والتركي .. برأيك 15 ألف ارهابي في ادلب أين سيتوجهون يجب أن يجدوا منفذ وعلى تركيا وإيران أن يحلوا هذه المعضلة اللتي صنعتها أيديهم برأيي أرى أن الأرض التركية والغرب الإيراني مناطق ستكون رخوة مع الانهيارات الاقتصادية وعدم الاستقرار الداخلي .. أما قطر فحسابها عسير جداً ولكن في وقته ..