مزمجر الشام
وأمام هذا الواقع في الجنوب حاولت بعض الأطراف كسر هيمنة " الأردن والإمارات والسعودية " على الفصائل ، من خلال دعم بعض الفصائل الغير منضوية تحت عباءة الموك ، كأحرار الشام ، وجند الملاحم ، و بعض فصائل الجيش الحر الصغيرة
الا أن الفشل الذريع - إدارياً وعسكريا - لقيادة حركة أحرار الشام حال دون اكمال ذلك المشروع ، رغم المبالغ المقدمة للحركة من عدة جهات ( أهلية في غالبها من الخليج ) ، وظلت تلك الفصائل دون فاعلية كبيرة في المنطقة
وفي الوقت الذي هيمنت فيه الموك على قرار الفصائل في الجنوب ، وغياب الفاعلية للفصائل التي لا تنتمي للموك ، كانت الامارات تتبنى عدة فصائل في مسعى منها لابتلاع قوى الثورة في الجنوب ، وقد نجحت بذلك بالفعل !
فقد تمكنت الإمارات من خلال دعم " قوات شباب السنة " و " جيش اليرموك " و" جيش العشائر " من الهيمنة على المنطقة الشرقية من حوران ، وذلك عبر ذراعها في سوريا رجل الأعمال " خالد محاميد " المقرب من دحلان
وهو ما دفع بتلك الفصائل إلى قبول المصالحة مع نظام الأسد والمحتل الروسي بعد أيام قليلة من الهجمات الأخيرة على الجنوب ، بتوجيه من الامارات والموك ، وهو السيناريو الذي تُفضّله الإمارات في المشهد السوري ( إجهاض الثورة )
ولك أن تتخيل مايفعله المال الاماراتي في الجنوب حين تعلم أن أول فصيل يوقع مصالحة مع الروس هو "قوات شباب السنة" الذي اتهمته روسيا نفسها - عبر وزارة خارجيتها - قبل عام ونصف بامتلاك أسلحة كيماوية ومحاولة استخدامها ! فتحول من تنظيم ارهابي يملك أسلحة كيماوية إلى شريك في المصالحة !
ومن المهم أن تعلم عزيزي القارئ أن ما يتم ذكره من بعض "المستسلمين والمثبطين" اليوم من أن ما قامت به تلك الفصائل الخائنة من مصالحة مع المحتل الروسي والنظام ، على إنه أهون الشرّين ، ماهو إلا محض كذب و خداع
فإن ما تملكه "قوات شباب السنة" لوحدها من عدد وعتاد قادر على الصمود شهور كاملة في وجه الميليشيات الايرانية ، وأن الحاضنة الشعبية التي يتذرعون برعاية مصالحها عبر تلك الخيانة هي من كانت تطالبهم ليل نهار بإشعال الجبهات والاستمرار بالثورة ! 17
وفي ظل هجمات النظام وتفرّده بكل من داريا والزبداني وحلب والغوطة ، ومنشادات الجميع لفصائل درعا بالتحرك ، الا أن أمريكا والاردن وبقية غرفة الموك استطاعوا تخدير الفصائل بعبارة : الجنوب مُستثنى من أي محاولة للسيطرة عليه من قبل النظام وأن امريكا لن تسمح للروس والنظام بالدخول إلى درعا .
وما إن استكمل النظام سيطرته على تلك المناطق وتوجه بقواته إلى الجنوب ، حتى دعت المخابرات الأردنية قادت الفصائل في درعا لاجتماع أخبرتهم فيه عن تخلي أمريكا عن وعودها السابقة ! ، وأن الأردن لن يقدم أي دعم لهم !
ويا ليتهم - بعد العهود والتخدير والتطمينات الكاذبة - قالوا للفصائل كما قال بنو اسرائيل لموسى "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" ، بل ساهموا في الضغط على الفصائل للاستسلام والخنوع وعدم مواجهة العدوان !
ما من باع دماء الشهداء وقضية ثورته بالمال الخليجي والوعود الأمريكية ، فقد رضي بالذل والاستسلام ، وأما من اشترى مرضاة ربه و حافظ على مبادئ ثورته وجهاده ، ظل صامدا مرابطاً وما بدل ولم يعطِ الدنية في دينه