Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
نورس للدراسات/ NORS
#القلمون_الشرقي #خاص_نورس
قصف يستهدف مطار الضمير اليوم بالقلمون الشرقي
لم تنفعهم لا المصالحة ولا قتال داعش
حي القدم
من عائلتين حربيتين نصيريتين دمويتين بامتياز..
تعرف بالتفصيل إلى ساعد "جميل حسن" ورئيس الشرطة العسكرية الجديد لدى النظام
===============================
تقارير خاصة | 2018-03-08 03:32:08
"اللواء غسان جودت اسماعيل" معاون "جميل حسن"
ليس هناك من إثبات عملي لتمدد نظام الطائفية والمحسوبيات الذي أسسه حافظ الأسد.. ليس هناك إثبات أفضل من مراقبة أوامر الترفيعات والتعيينات التي يصدرها بشار بين فترة وأخرى، ومن أحدثها تلك الأوامر التي صدرت قبل أيام بتعيين "اللواء غسان إسماعيل" معاونا لمدير إدارة المخابرات الجوية "جميل حسن"، وتسمية "العميد رياض عباس" رئيسا للشرطة العسكرية في عموم سوريا.
فمن هما هذان الضابطان، ولماذا يجسد تعيينهما حلقة متجددة في مسلسل متواصل من "علونة" المراكز الحساسة في الجيش والمخابرات.. سؤال ستحاول "زمان الوصل" الإجابة عنه عبر تقديم تفاصيل عن سيرة "إسماعيل" و"عباس" ماضيا وحاضرا.
*صوبوا مباشرة
==
لنبدأ بالضابط الذي اختاره بشار ليكون الساعد اليمن لـ"جميل حسن" في إدارة لم يتزعمها سوى الضابط العلويون منذ أن أسسها حافظ الأسد قبل 55 عاما.
الاسم الكامل لمعاون رئيس المخابرات الجوية الجديد هو "غسان جودت إسماعيل"، ويتحدر من "جنينة رسلان" التابعة لمنطقة دريكيش في ريف طرطوس، ويبلغ من العمر 58 عاما.
منذ انطلاق الثورة تقاطعت شهادات مختلفة حول مبادرة "إسماعيل" وتحمسه الشديد لقمعه بالحديد والنار، فكان يعطي الأوامر المباشرة بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، وفق ما وثق تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" صدر أواخر عام 2011، تحت عنوان "بأي طريقة"، كناية عن الأوامر التي كان ضباط جيش النظام ومخابراته يعطونها للقضاء على المظاهرات والمتظاهرين بـأي وسيلة كانت.
وفي هذا التقرير الحقوقي يقول منشق عن المخابرات الجوية يدعى "هاني" إن العقيد غسان إسماعيل قائد وحدة العمليات الخاصة أعطى أوامر شفهية بإطلاق النار على المتظاهرين، وقت أن تم إرسال وحدته لقمع مظاهرة في داريا أثناء عملية أخرى في يونيو/حزيران 2011، مع الفرقة الرابعة. مضيفا: كانت أوامره "لا تطلقوا النار في الهواء، صوبوا مباشرة [على المتظاهرين]".
ولاحقا لكل ذلك، تم إدراج اسم "غسان إسماعيل" على لوائح العقوبات الأوروبية التي ضمت كبار مجرمي النظام.
وحشية إسماعيل المكنى للمفارقة "أبو باسل"، اجتمعت مع طائفيته لتبني له سلم الصعود المعروف في "سوريا الأسد"، فتنقل بين المناصب حتى غدا رئيسا لفرع المهام الخاصة في الجوية، ومقره مطار المزة العسكري، وهو الفرع الذي تربى فيه "سهيل حسن" ولمع نجمه في سماء الإجرام من خلاله.
في 2016 وقع اختيار بشار على "إسماعيل" ليكون رئيسا لفرع أمن الدولة في محافظة السويداء، عوضا عن "العميد محمد خلوف"، وهذا الأخير يعد واحدا من أشهر من تولوا فرع 235 مخابرات عسكرية، الشهير شعبيا باسم "فرع فلسطين".
مطلع العام الماضي رقى النظام "غسان إسماعيل" إلى رتبة لواء، ليسلمه قبل أيام منصب "معاون مدير إدارة المخابرات الجوية"، متيحا له من خلال المهمة الجديدة مزيدا من صلاحيات القمع وملاحقة من تبقى من السوريين وكتم أنفاسهم، إما حقيقة (عبر القتل) أو مجازا عبر الترهيب ومنعهم من أي كلام أو انتقاد يمس "هيبة الدولة".
لكن كل ما مضى من سيرة "إسماعيل" يبدو في كفة، وتحدره من عائلة حربية بامتياز و"محشوة" بكبار الضباط يبدو في كفة أخرى، حيث تقول معلومات "زمان الوصل" إن لدى "اللواء غسان إسماعيل" أخا برتبة يدعى "سامر" وقد رفعه النظام إلى رتبة "عميد" في نفس نشرة الترفيعات التي ورد فيها اسم "غسان".
وليس "سامر" أقل حظوة من أخيه، فقد عينه بشار عام 2012 ضمن محكمة الترهيب المسماة "محكمة الإرهاب"، والتي لا ينصب فيها إلا "أصحاب الحظوة"، نظرا لما يملكه عضو هذه المحكمة من سطوة كبيرة وفرص لاتنضب لابتزاز أهالي المعتقلين بمئات الملايين، علما أن لكل عضو في هذه المحكمة "تسعيرة" تتناسب مع صولته التي تخوله الدوس على كل محاضر "التحقيق" القادمة من المخابرات إذا لاحت له "خضرة" الدولار.
ولـ"غسان" و"سامر" شقيق آخر لم يمهله الموت، وإلا لكان حظي بترفيع ومنصب جديد معهما، ونقصد به "العقيد المظلي عمار جودت إسماعيل" الذي قتل في أيلول/سبتمبر 2012.
وإلى جانب الضباط "غسان" و"سامر" و"عمار"، هناك أخ رابع يدعى "زياد" وقد قتل في حلب ربيع العام 2012 وهو يقاتل في صفوف قوات النظام.
*الحارس القديم
=====
إذا كانت نبذة بسيطة عن سيرة أولاد "جودت إسماعيل" من الضباط تلخص تاريخ "علونة" الجيش والمخابرات، فإن استعراض سيرة الرئيس الجديد للشرطة العسكرية تؤكد هذا التوجه الذي اشتد على عهد بشار أضعاف ما كان عليه على عهد حافظ.
وتقول المعلومات المتوفرة لدينا عن الرئيس الجديد للشرطة العسكرية أن اسمه الكامل "رياض حبيب خرفان عباس"، وأنه يتحدر -ربما للمصادفة لا أكثر!- من منطقة جبلة، قرية عين قيطة في "بيت ياشوط"، وهي منطقة عرفت باحتكار أبنائها مناصب عليا في أجهزة النظام القمعية.
وكما إن للواء غسان إسماعيل أخوة نافذون، فإن لـ"العميد رياض"، وربما من باب المصادفة أيضا!، أخ برتبة عقيد يدعى "فادي" يتولى رئيس مفرزة المخابرات الجوية في مطار حلب، وأخ آخر برتبة عقيد أيضا يدعى "فواز"، علما أن "رياض" الملقب "أبو علي" هو أكبر إخوته.
انطلق "رياض عباس" كأي ضابط طائفي بسرعة الصاروخ، فحاز في شبابه "شرف" حماية حافظ الأسد، ومرافقته شخصيا، من موقعه كضابط في "سرية الموكب" تحت قيادة "ذو الهمة شاليش" ابن أخت حافظ.
ومن منصب إلى آخر، تم تولية "رياض عباس" منصب قائد الشرطة العسكرية في محافظة حلب، ثم أسندت إليه مهمة رئيس فرع الأمن السياسي في نفس المحافظة، ليقوم بدوره المرسوم في قمع واعتقال وتعذيب السوريين خلال سنوات الثورة.
في عام 2014 ترددت أنباء حول "نجاة" العميد رياض من محاولة اغتيال على يد عنصر يخدم في مكتبه بالأمن السياسي، لكن هذه الأنباء بقيت في خانة الشائعات التي يصعب التحقق منها.
وقبل عدة أيام جدد رأس النظام ثقته بحارس أبيه القديم (العميد رياض)، فعينه رئيسا للشرطة العسكرية في عموم سوريا؛ ليكون ضمن الطبقة التي تشكل قمة هرم القمع في البلاد.
*حقيقة "البيريه" الحمراء
===
فرغم مرور 7 سنوات من القمع المكثف والمستمر، ما زالت صورة الشرطة العسكرية في أذهان بعض السوريين مبسطة في عسكري فظ يرتدي "البيريه" الحمراء ويحمل هراوة يلاحق بها العساكر في الشوراع.. رغم أن حقيقة الجهاز هي أعمق بكثير جدا، بل إنها تحفر في صلب كابوس الرعب والقتل الذي يعيش السوريون أجواءه منذ عقود.
فالشرطة العسكرية هي المسؤولة عن إدارة أشد المعتقلات سوءا في سوريا، بما فيها سجنا تدمر وصيدنايا الغنيان عن التعريف، فكل من قاد ويقود وسيقود هذه السجون هو من سلك الشرطة العسكرية انتسابا أو ندباً، بدءا من "فيصل غانم" جزار تدمر مرورا بـ"بركات العش" مدير سجن المزة، وانتهاء بـ"طعلت محفوض" الرئيس السابق لسجن صيدنايا، وخلفه "العميد محمود أحمد معتوق" الذي لقي حتفه قبل فترة إثر تعرضه لنوبة قلبية، كما كشفنا في تقرير حصري (اضغط هنا).
وهكذا يتضح ببساطة أن من يوليه النظام منصب القائد العام للشرطة العسكرية، لابد أن يكون على درجة عالية من الولاء والموثوقية، ولابد قبل ذلك أن يكون على درجة عالية من التوحش، ليدير شؤون شبكة من المعتقلات هي في النهاية مسالخ بشرية، ومعامل موت "أنتجت" عشرات آلاف الضحايا، قسم منهم دفن في مقابر جماعية، وقسم آخر تم وضعه في محارق ليتحول إلى رماد.
وليست هذه مهمة الشرطة العسكرية الوحيدة، ففي مقرها العام بحي "القابون" في دمشق سجن كبير وخطير للغاية، لكنه لم يحظ بالتغطية الإعلامية الكافية.. ووفقا لشهادة نادرة سبق لجريدتنا الحصول عليها من عسكري منشق فإن معتقل الشرطة العسكرية هذا يضم نحو 15 ألف معتقل.
وكأي معتقل آخر لدى نظام الأسد، فإن التعذيب حتى القتل أمر متاح في سجن الشرطة العسكرية، وتشهد على ذلك صور ضحايا قضوا تعذيبا في هذا السجن، وفق ما وثق ملف المنشق "قيصر"، الذي ضم نحو 55 ألف لقطة لقرابة 11 ضحية.
وعلاوة على كل ما سبق، فإن الشرطة العسكرية هي أداة تنفيذ أحكام الإعدام التعسفية التي تصدر في صيغة قرارات مبرمة لا تقبل الطعن ولا النقض عما يسمى المحكمة الميدانية، وهي هيئة صورية قاضيها هو الخصم والحكم.
ويضم مقر الشرطة العسكرية العام مقر المحكمة الميدانية الأولى والثانية، التي يكفي المعتقل السماع بخبر مثوله أمامها حتى يدرك أنه ذاهب إلى الموت، أما المعجل عبر الإعدام أو المؤجل عبر التحويل إلى صيدنايا.
ومع رواج بازار القمع والقتل الذي افتتحه بشار الأسد، استعادت الشرطة العسكرية جزءا من تاريخها الدموي الذي كاد يخبو بمرور السنين، حتى إن مشاركات هذا الجهاز في مجازر الثمانينات وما تبعها بدت أشبه بألعوبة مقارنة بالسنوات الأخيرة.
فقد بات عنصر الشرطة العسكرية الذي يخدم في المقر العام، فما بالك بالضابط،.. بات صاحب صولة يرتعد أمامها عشرات الآلاف من الباحثين عن مصير أبنائهم المختفين قسريا.
فإلى مقر الشرطة العسكرية يشد هؤلاء رحالهم ليسألوا عن مآل أقاربهم وذويهم المغيبين في المعتقلات، وبعد إذلال وانتظار مرير، يتم إعطائهم الخبر، إما عبر وثيقة وفاة (تقول بالطبع إن من يبحثون عنه توفي بشكل طبيعي نتيجة عارض صحي)، أو يتم "تبشيرهم" بأن من يبحثون عنه قد حول إلى "صيدنايا"، لتبدأ رحلة جديدة من الامتهان في سبيل الحصول على تصريح بزيارته.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل