بعد محاولات حثيثة جدا لقوات الاسد لتحقيق تقدم خلال الاشهر السابقة على محور جوبر وعين ترما لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل حيث ابتعلت هذه الجبهة العشرات من قوات الاسد، تبع ذلك محاولات من الفرقة الرابعة والوحدات العسكرية التي تم نقلها من محور الغوطة الغربية الى محور الغوطة الشرقية لاستعادة السيطرة على زمام الامور خاصة بعد التقدم الذي حققه الثوار في حرستا ومحور ادارة المركبات، ففشلت هذه القوات ايضا في استعاة المناطق التي خسرتها مؤخرا لكنها قبل اسبوعين تقريبا تمكنت بعد ضغط هائل من فتح طريق ضيق الى ادارة المركبات، هذا الطريق مازال مرصود ناريا حيث تم/يتم تدمير اي عربة حاولت/تحاول المرور من خلاله، لكنه مفتوح نسبيا للمشاة الراجلين من قوات الاسد. وهذه المعارك تثبت بشكل لايدع للشك ان قوات الاسد فاشلة في حرب المدن وتتجنب الدخول بها.
بعد انتهاء معارك ابو الضهور وخفة المواجهات في دير الزور، واستلام المليشيات الايرانية لزمام الامور هناك، قامت قوات الاسد بتحريض ودعم روسي وايراني عسكري وسياسي بفتح معركة الغوطة بعد ان حشدت لهذه المعركة 80% تقريبا من الجهد الهجومي لقوات ومليشيات الاسد من جميع اصقاع سوريا، مستفيدين ومطمئنين من نوم معظم الجبهات والتي ستفوت هذه الفرصة المهمة جدا في اعادة خلخلة التوازنات العسكرية، خاصة في الجنوب السوري، والتي سيأتي الدور عليها "والله اعلم" بعد دمشق لتقوم مليشيات الاسد بإنهاء جميع الفصائل الثورية هناك المؤيدة والغير مؤيدة لأنها تريد لجميع هذه المناطق ان تدار بحكومة مركزية من دمشق وبتعاون مع الاردن والذي يريد مع نظام الاسد في اعادة فتح معبر نصيب لتفعيل خط الترانزيت الاقتصادي بين لبنان والخليج/الاردن.
اما الكيان الصهيوني فلن يعارض مثل هذا الهجوم ان تم من خلال قوات تتبع للاسد كما تم في الغوطة الغربية، وقد يقوم بابقاء منطقة عازلة قرب الجولان لفصيل واحد يقال انه "لواء النخبة"
بالعودة للغوطو، فلقد بدأ بالفعل الهجوم الرئيسي لقوات الاسد قبل ايام من محاور شرق الغوطة، وتحديدا حوش الضواهرة والنشابية وتل فرزات، وهي محاور يقوم بالدفاع عنها جيش الاسلام، وليس اي فصيل آخر تحاول روسيا ترويج المعركة ضده في الغوطة، وهذا يبين للمراقب ان روسيا لاترى من الالوان الثورية التي تراها المعارضة الا الابيض (الموالي للاسد) والاسود (المعارض للاسد) بغض النظر عن توجهات الفصيل المعارض.
هدف الهجوم من هذا المحور كما يبدو هو المدنيين، حيث تحاول روسيا تقسيم الهجوم الى ثلاث مراحل، يتم من خلال المرحلة الاولى كسر خطوط دفاع النشابية والشيفونية وحوش الضواهرة وهي تقع في مناطق زراعية تسهل لقوات النمر والتي تشارك على هذا المحور من تطبيق ماتعلمته في المعارك التي تخاض في مناطق بنفس الطبيعة الجغرافية وتقوم الفرقة الرابعة بفتح محور اشغالي من جبهة حرستا لمنع الثوار من تركيز دفاعاتهم
وما ان يتم السيطرة على الثكنات العسكرية في منطقة الشيفونية وحوش الاشعري "لاقدر الله" سيتم الانتقال الىالمرحلة الثانية وهي حرمان الغوطة من بساتينها، ولهذا اتت تعليمات صارمة جدا من قوات الاسد وتحديدا من قوات النمر بمنع دخول الاغذية والادوية الى الغوطةوالهدف من هذه الخطوة هو استخدام سلاح الجوع والمرض للضغط.
بانتهاء المرحلة الثانية تعتقد روسيا ان الفصائل ستكون محصورة داخل المدن مع تجمع سكاني هائل، بحيث يسهل وقتها تشديد الحصار وزيادة معدلات القصف خاصة على المشافي والمخابز والمدارس وباستخدام قنابل مضادة للتحصينات كما حصل في حلب، بهدف شل قطاع الخدمات الغذائية والصحية والترويج وقتها للمعابر الآمنة للطلب من المدنيين بالخروج من الغوطة كسبيل وحيد للخلاص، وهذا ماتريده ايران والتي ستحفز الاسد على بدء حملة لاحقة على جنوب دمشق تتضمن ببيلا ويلدا والقدم واليرموك وبذلك يكون الحزام الشيعي قد احاط بدمشق بشكل كامل من جمرايا حتى التل فحرستا فالسيدة زينب فداريا الى طريق بيروت
لذلك يتوجب على الثوار اعادة دراسة دفاعاتهم لهذه المعركة المصيرية، والتعلم من الدروس المستفادة في صد هجوم عدو يقوم عادة في مثل هذه السيناريوهات بتركيز قوة مدفعية هائلة على منطقة يريد التقدم بها، عن طريق الدفاع المتحرك في العمق في الاماكن المفتوحة ..
نورس للدراسات