ضباط مصريون لتجنيب "جيش الإسلام" هجوما واسعا: روسيا ترى في إخضاع الغوطة "أولوية ميدانية"
===========================
2018-2-27 | خدمة العصر
نقل الصحفي السوري، إبراهيم حميدي، مدير مكتب صحيفة "الحياة" سابقا في دمشق، أن هناك اختلافا بين موسكو ودمشق إزاء متابعة نتائج "مؤتمر الحوار الوطني السوري" في سوتشي، خصوصاً تشكيل اللجنة الدستورية، لكنهما متفقتان على أن الأولوية حالياً للواقع الميداني، حيث قدم الجيش الروسي أعلى قدر من الدعم العسكري والسياسي لشن هجوم واسع على غوطة دمشق مع ترك نافذة لإمكانية عقد ضباط مصريين صفقة تستثني "جيش الإسلام" في دوما من الهجوم الواسع.
وأفاد الكاتب، استنادا لمعلوماته، أن دمشق ترفض البحث حالياً في "التسوية السياسية"، ذلك أن القناعة في دمشق أن "المنتصر هو من يفرض شروطه، ونحن انتصرنا". لذلك، هناك رفض واضح لنتائج مؤتمر سوتشي.
لكن موسكو، وفقا لتقديرات الصحفي، ترى الأمور غير ذلك، إذ إنها تريد تنفيذ القرار "2254". على الأقل، هذا ما يقوله مسؤولون روس. وهم يريدون أن تبحث دمشق في الحل السياسي، غير أن أقصى ما فعله الكرملين أنه أوفد لافرينييف إلى الأسد بالتزامن مع عدم قبول وزير الخارجية سيرغي لافروف لقاء شعبان في موسكو للتذكير بنتائج سوتشي والاستعداد لتنفيذ القرار "2254".
ولا يفسد هذا الخلاف التطابق في المجال الميداني، كما أورد الكاتب، لأن "الأولوية حالياً للواقع الميداني" وإن كان لكل طرف رأيه في الحسم الميداني. ونقل، استنادا لمعلومات، أن قوات النظام حشدت على أطراف الغوطة ما بين 50 ألفا و60 ألف من الفرقة الرابعة والفرقة السابعة و"الفوج 16" وقوات العميد سهيل الحسن المعروف بـ"النمر" الذي بات يحظى برعاية عسكرية روسية مرئية. ووافقت روسيا على تقديم الدعم العسكري والغطاء الجوي لاقتحام غوطة دمشق، كما إن الجيش الروسي أرسل أحدث طائراته وهي "سوخوي57" مع طائرات مقاتلة وقاذفة أخرى.
ورأى الكاتب أن هدف الكرملين هو تجنب خسارة ميدانية كبرى قبل موعد انتخابات الرئاسة في 18 مارس المقبل كما حصل لدى ضرب الجيش الأميركي المرتزقة من الروس قرب دير الزور وإسقاط قاذفة روسية في إدلب وتعرض قاعدة حميميم لهجوم بطائرات من دون طيار. كما إن الكرملين يعمل على تحقيق "إنجاز ميداني" عبر تكثيف الضغوط العسكرية إلى الحد الأقصى ووضع غوطة دمشق أمام خيارين: قبول شروط روسيا، أو الاستعداد لاقتحام وتكرار "سيناريو حلب".
ونجحت موسكو في التمادي وشراء الوقت بالمماطلة في الموافقة على المسودة السويدية - الكويتية لقرار مجلس الأمن لوقف النار، وفرضت تعديلات في المسودة لا تفقد القرار مضمونه فحسب، بل تعطي شرعية لموقف روسيا.
وفي هذا السياق، نقل الكاتب عن دبلوماسي غربي أن التعديلات الروسية شملت ألا يكون تطبيق وقف النار فورياً، بل بدء الهدنة "من دون تأخير" لثلاثين يوماً. كما تضمن النص النهائي أن الهدنة لا تشمل "الأفراد والتنظيمات" المرتبطة بـ"داعش" و"القاعدة" بحسب تصنيف الأمم المتحدة، مما يعني إمكانية خوض "معركة الغوطة" من باب مكافحة الإرهاب.
وباتت موسكو هي الحكم في تنفيذ الهدنة من غارات تشنها طائراتها، وفقا لما كتبه الصحفي السوري، ورفضت توفير آلية للرقابة على تنفيذ الهدنة، باستثناء تفويض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتقديم تقرير خلال أسبوعين.
وأضاف الكاتب أن لقرار شكل ورقة تفاوضية قوية لموسكو أمام أنقرة، ذلك أن دعوة القرار "2401" لوقف النار في كل سوريا، جعل استمرار العملية التركية في عفرين رهن موافقة روسيا. ومن جهتها، قدمت أنقرة ورقة دعم أخرى لموسكو لدى توحيد "أحرار الشام" و"نور الدين الزنكي" في "جبهة تحرير سوريا" لطرد "هيئة تحرير الشام" من غرب حلب ومن إدلب وسط انتفاضة يحركها مقاتلو "الجيش الحر" ضد "الهيئة" في إدلب.
وكتب الصحفي السوري في تقريره أن موسكو تركت الباب مفتوحاً لاحتمال عقد صفقة في غوطة دمشق، إذ إنها تريد خروج مقاتلي "الهيئة" وعددهم ليس كبيرا. ونقل أن ضباطاً مصريين يعملون على الأرض لتجنيب "جيش الإسلام" ودوما حرباً روسية شاملة عبر "تعديل" اتفاق "خفض التصعيد" الذي كان وقف برعاية مصرية في صيف العام الماضي، بحيث يتم تجديده وفق صيغة جديدة تتضمن إخراج المحسوبين على الجهاديين و"منع أي إمكانية لقصف السفارة الروسية وإسقاط قذائف على العاصمة".
وفي السياق ذاته، كتب السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبر فورد، أن روسيا وإيران ربما لا تتفقان على كل شيء فيما يتعلق بسوريا، لكنهما تتفقان على أن الرئيس الأسد ونظامه يجب أن يبقيا، وأن دولاً أجنبية يجب ألا تتدخل أبداً لدعم حركات الاعتراض الشعبية التي تحاول إسقاط الأنظمة الديكتاتورية. ولن تمارس روسيا أي ضغوط على إيران أو سوريا عندما تقْدم دمشق وطهران على خطوات تعتقدان أنها حيوية لضمان "بقاء الدولة السورية". علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة والغرب لن يخوضا حرباً في مواجهة روسيا حول مصير النظام السوري.