"الضامنون الثلاثة" متورطون في إحراق الغوطة: الروس بالقصف والإيرانيون بالدعم والأتراك بالصمت
كتبت الصحفية العربية، رغدة درغا،" أن الدول "الضامنة" لوقف النار في سوريا تحولت إلى متورِطة في محرقة الغوطة الشرقية، إما لكونها متفرجا صامتا أو شريكا فاعلا.
ورأت الكاتبة العربية أن روسيا فقدَت السيطرة بعدما كانت تبدو قادرة عليها قبل فترة، وهي الآن تفقد أعصابها وقد كان الانطباع أنها مالكة المفاتيح الأساسية في سوريا. إيران تتعرى في مجزرة. تركيا تُكابر وتُزايد وهي تبرم صفقة غض النظر عن الغوطة التي تُلاقي مصيراً أسوأ مما حدَث في حلب نتيجة صفقة تركية - روسية عام 2016، وذلك مقابل إعانتها في "الانتصار" في عفرين.
وقالت إن ما حدَث عملياً هو سقوط الثلاثي "الضامن" لوقف النار في الغوطة الشرقية والتي هي إحدى مناطق "خفض التوتر" التي أقرها الضامنون الثلاثة روسيا وإيران وتركيا.
وباتت مصر تقريبا شبه الضامن الرابع في الغوطة الشرقية نفسها إذ إنها ساعدت روسيا في التوصل إلى هدنة سابعة هناك، وموسكو احتاجتها الآن. وقد نقلت مصادر موالية للنظام أن "مصر تتوسط بين دمشق وجيش الإسلام. ضباط مخابرات مصريون في دمشق لإجراء محادثات مع مسؤولي النظام حول المقاتلين من غير الجهاديين في الغوطة".
والقاهرة لا تُمانع، وفقا للكاتبة، أن تكون روسيا في حاجة إلى الوساطة المصرية في الغوطة، وأن تتوسط لإيجاد مخرجٍ لموسكو أمام تعاظم الضغوط الدولية على روسيا. لذلك الكلام عن تنسيق عالي المستوى بين مصر وروسيا يرتكز جزئياً إلى استخدام النفوذ الروسي مع النظام وإيران مقابل استخدام النفوذ المصري مع ما يُسمى "مجموعة القاهرة" من المعارضة السورية، والتي لبعض أو أحد رموزها علاقة بفصائل الغوطة الشرقية.
وهذا ليس سهلا، تقول الصحفية، فموسكو تريد الانتهاء كلياً من الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية التي كانت طالبتها "بوقف المقاومة وإلقاء السلاح»" طوعا، وهي تعتبر اليوم أن "عملية التفاوض من أجل الوصول إلى تسوية سلمية في الغوطة أُجهضت"، كما جاء عن "مركز المصالحة" الروسي في قاعدة حميميم.
تُدرك موسكو أن انهيار مسار أستانة بات وارداً جداً، وأن هذا يصبَ في المصلحة الأمريكية في الوقت الذي يزداد فيه التشنج في العلاقات الروسية الأمريكية. ورأت الصحفية أن الدبلوماسية الروسية تُحاول اللعب على الحبال المشدودة: إنها في حاجة إلى مصر في جنوب سوريا كضامنٍ معها، وهي تُبرم الصفقات مع تركيا في شمال سوريا بصفتها ضامن أستانة، وهي تدافع عن الضامن الإيراني كيفما كان وأينما كان لأنها لا تخشاه في سوريا بقدر ما تخشاه في القوقاز.
كانت روسيا، إلى وقت قريب، تبدو واثقة، كما كتبت "رغدة درغام"، "تمتلك جميع المفاتيح في سوريا، السياسية والعسكرية والاقتصادية، وتستعد لتوزيع الحصص وإعادة الإعمار على أساس أن الحرب انتهت وأن روسيا وحلفاءها ضمنوا الانتصار. وأما اليوم، والكلام للكاتبة، فإن روسيا قلقة في حيرة وتبعثر.