الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )

الغوطة الشرقية.. سيناريوهات متعددة لمعركة الثورة الأخيرة

3545101572-crop.jpg


بلدي نيوز – (تركي مصطفى)

ظلت غوطة دمشق الشرقية طيلة أعوام الثورة عصية على عدوان نظام الأسد والميليشيات الشيعية الإيرانية, ما جعل منها دعامة عسكرية للثورة, ورافدا سياسيا للمعارضة في كل المحافل الدولية, فضلا عن كونها شوكة في عين نظام الأسد, الذي ما برح يحاول حسم معركتها عسكريا باستهدافها بالأسلحة الكيماوية, وبالحصار المميت.

لفتت الغوطة انتباه إيران بعد أن بنت قاعدة عسكرية بالقرب من مطار دمشق الدولي, الذي سخرته لاستقبال أسلحتها وتهريب ميليشياتها, وتعرض قوافلها العسكرية الذاهبة إلى "حزب الله" لهجمات صاروخية من قبل ثوار الغوطة.

هذه المدركات، وضعت غوطة دمشق برمتها كهدف لقوات الأسد وميليشيات إيران, وقيامها بمحاولات متكررة لحسم معركة الغوطة عسكريا، لكن كان فشلها ذريعا في كل مرة, على الرغم من أن استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الغوطة.

بادرت فصائل الغوطة بهجوم معاكس بهدف السيطرة على دمشق, فأوقف تقدمها قرار إقليمي دولي لمنع سقوط بشار الأسد, وهذا ما أكدته طهران وموسكو تباعا, ومع تطور الحرب السورية والاقتتال الداخلي بين فصائل الغوطة, تمكن نظام الأسد من إطباق الحصار الكامل على الغوطة, وفي الآونة الأخيرة كثف القصف عليها بغطاء جوي روسي, ترافقه حملة إعلامية لمحور الأسد وإيران وروسيا, ليتحول محيط الغوطة إلى ثكنة عسكرية تنتظر لحظة الانفجار الكبير في معركة غير متكافئة بين قوة المهاجم الذي يملك الطيران والعتاد العسكري, والمدافع الذي لا يملك سوى تكتيكات دفاعية, وخبرة سنوات طويلة في حرب المدن.

أمام استمرار المعارك طرأت تغيرات شتى على خارطة السيطرة ونمط القتال وخططه وإمكانياته ومواقف الأطراف في التحالفات والتكتلات, وظلت معركة دمشق مثار جدل حول تعثر فصائل الثورة المسلحة الذي أفضى إلى تهجير ممنهج ودمار مدن وبلدات على رؤوس أهلها.

تناقش هذه الورقة المعركة المستمرة والمفتوحة في غوطة دمشق بين فصائل الثورة السورية المسلحة من جهة, وبين قوات نظام الأسد والميليشيات الشيعية الطائفية المدعومة بالطيران الروسي من جهة أخرى.

ونمهد باستعراض تحليلي موجز لأهمية الغوطة في بعدها العسكري المتصل بنتائج المعركة وأهدافها, ونتناول بالتحليل جوانب هذه المعركة, خططا وتفاعلات ونتائجا, كما نقف على آفاقها المحتملة اعتمادا على توجه عجلة المعارك ومحركاتها التي ستقلب الموازين في سياق مآلاتها.

أهمية الغوطة ومعركتها

يمكن وصف معركة غوطة دمشق, بأنها الجانب الأكثر حساسية وتأثيرا في مسار الثورة باعتبارها جزءا من العاصمة السياسية (سفارات وقنصليات ومطار دولي), وتتركز فيها مواقع وغرف عمليات الميليشيات الإيرانية الشيعية التي تحتل مفاصل العاصمة, وبمحاذاتها يمر خط إمداد إيران إلى ميليشيا "حزب الله" اللبناني من مطار دمشق الدولي عبر منطقة القلمون الغربي وصولا إلى ضاحية بيروت الجنوبية.

ويتبع ذلك قيمة استراتيجية وجيواستراتيجية للغوطة التي يخترقها نهر بردى، مما أعطاها ميزة اقتصادية كانت عاملا استراتيجيا في صمود أهلها على مدار سنيّ الثورة. وتكمن أهمية الغوطة في كونها أهم منطقة دمشقية صامدة في وجه الإيرانيين وحليفهم الأسد, وهو ما وضعها في خريطة من يسعى لتحقيق نصر عسكري وسياسي.

حصار السنوات الخمس

بعد العجز عن استعادتها عسكريا, فإن نظام الأسد ومعه الميليشيات الإيرانية, اتبعا في غوطة دمشق استراتيجية الحصار حتى الموت, ومنذ ما قبل خمسة أعوام ونيف باتت جميع المداخل المؤدية إلى غوطة دمشق الشرقية مغلقة، لانتشار الحواجز العسكرية التابعة لنظام الأسد التي تمنع دخول أية مواد غذائية أو طبية، ولا خروج أو دخول المدنيين، لتدخل الغوطة في حصار خانق, فالتهبت الأسعار لتصل حدا لا يمكن لأغلب الأهالي الذين يعانون قبل الثورة ظروفا معيشية صعبة إمكانية تحمل ذلك, كما توقفت كل المرافق العامة والخدمات عن العمل, ولم تقتصر أبعاد الحصار على تأمين الحاجات الأساسية بل تعدته إلى تفشي أمراض يعجز الكادر الطبي عن معالجتها أو الحد منها.

وللإغراق أكثر في تفاصيل مآسي الحصار, فإن هناك مثلا عائلات بأكملها لا تأكل بشكل يومي، ومنها تأكل وجبة واحدة في اليوم وأحيانا الوجبة الواحدة في يومين, وطعام الكثير من العائلات اقتصر على ما هو متوفر من زراعة محلية لا تكفي الاستهلاك المحلي, فنتج عن ذلك ظهور الأعراض المرضية على معظم سكان الغوطة، كنقص التغذية والتهاب الأمعاء، والتهاب الأعصاب وضعف الأسنان بسبب نقص الفيتامينات، فلا وجود للحليب ومشتقاته كما أن اللحوم أصبحت مرتفعة السعر.

وكي تكتمل فصول المعاناة، فإن سكان الغوطة لا يخفون خيبة أملهم بمن يفترض بهم حمايتهم أو العمل على تأمين متطلباتهم، فقد كانوا يترقبون رداً حاسماً يخلصهم من حصارهم, من فصائل الغوطة المسلحة التي باتت تأكل بعضها بعضا, بعدما كشفت الوقائع والأحداث في الغوطة والاجتياحات المتبادلة بين الفصائل أن العامل الخارجي يلعب الدور الأكبر في تحريك المكنة الفصائلية في كافة الاتجاهات, ويتجلى للمراقب عن كثب أن أدوارا متبادلة تتقاسمها الفصائل المسلحة في إخضاع مناطق نفوذهم للسيطرة الكاملة, وإن كان "جيش الإسلام" صاحب الحظ الوافر في الغوطة لما يتمتع به من نفوذ وسيطرة عسكرية.

مما أضاف لأهالي الغوطة موتا آخر لا يقل بشاعة عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام الأسد باستخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين قبل خمسة أعوام والتي تعتبر مرحلة جديدة في إزهاق أرواح آلاف المدنيين من أهالي الغوطتين الشرقية والغربية، وسط صمت المجتمع الدولي وأكاذيبه المفضوحة في محاسبة الجاني، حيث اكتفى بتجريده من سلاحه الكيماوي, والعويل على أرواح أطفال الغوطة وإدانة الأمم المتحدة لنظام الأسد وهي أشبه بالمضغ بلا أسنان.

وقد جرت تلك المجزرة في 21 آب 2013م, وقضى فيها نحو 1400 شخص، جلّهم من النساء والأطفال.

محققون أمميون قالوا "إن الأسلحة الكيميائية التي استعملت في منطقة الغوطة خرجت من مخازن جيش نظام الأسد". وأجمعت التقارير على أن "أجهزة مخابرات عدد من الدول الغربية ذهبت في تقصيها للحقيقة إلى مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم بغاز السارين السام على المدنيين في منطقة الغوطة، ومنها تقرير الاستخبارات الفرنسية وكذلك الألمانية".

أما منظمة "هيومن رايتس ووتش" فأكدت بعد أكثر من أسبوعين من الهجوم حصولها على أدلة توضح وقوف قوات نظام الأسد وراء مجزرة الغوطة، وأشارت إلى أن حمولة كل صاروخ تجاوزت55 ليترًا من غاز السارين، وأكّدت أيضًا أن شكل الصاروخ المُستخدم مميز ولم يُرَ مثله خارج سوريا، وأوضحت أن لديها صورًا سابقة لمثل هذا النوع من الصواريخ الموجود في حوزة جيش الأسد، ما يؤكد بالنسبة إلى المنظمة، وبما لا يدع مجالًا للشك، أن قوات نظام الأسد هي من استخدمت هذه الصواريخ.

غير أن الأسد"الممانع" نجا من العقاب بعد قيام إسرائيل بتسوية قضية أسلحته الكيماوية بالتعاون مع الروس لتجنيبه ضربة أميركية من جهة، وتخليص أوباما المنصرف من ورطة خطه الأحمر من جهة أخرى، وتدمير هذا السلاح الذي ربما يهدد "أمن إسرائيل".

تكتيك المعركة

في كل المعارك التي خاضتها فصائل الغوطة ضد قوات نظام الأسد لم تصل إلى مدى بعيد يهدد نظام الأسد, نتيجة المواقف الدولية الداعمة لتثبيته, وعلى رأس تلك الدول "إسرائيل" التي ساندته سياسيا في تجاوز العقاب الدولي جراء استخدامه الأسلحة الكيماوية, منعا لوصول أي نظام ديمقراطي في سورية يهدد فعليا "إسرائيل" التي تحتل الجولان السوري.

أمام اندفاعة الميليشيات الإيرانية والحملة الجوية الروسية الشرسة, فإن نجاح فصائل المعارضة يتطلب إغلاق الفجوات التي يعتزم المهاجمون إحداثها بين مدن وبلدات الغوطة لإيجاد ثغرات على شكل ألسنة ممتدة تفضي إلى تطويقها وإحكام السيطرة عليها, وستعمد الميليشيات المهاجمة إلى شن هجوم منظم من محورين: الأول محور المرج في محاولة لاستكمال السيطرة على بساتين الغوطة التي تعد السلة الغذائية لأهالي الغوطة, والثاني هجوم على كافة أحياء المدن, وبالأخص على دوما, وفي حال تمكنت الفصائل من تثبيت مواقعها ستتجه إلى شن هجمات خاطفة كما فعل جيش الإسلام في هجومه على منطقة المشافي القريبة من الطريق الدولي.

لذلك تجري معركة الغوطة الشرقية وفق خطط وآليات فرضتها الأحداث العسكرية على فصائل الثورة المسلحة التي تحولت من وضعية الهجوم إلى الدفاع وتطويره, واتجهت في مناطق التماس مع العدو في اعتماد استراتيجية دفاعية تشمل استخدام الألغام الأرضية لدعم الدفاع عن النقاط الرئيسية, كخط دفاعي أول لإعاقة أي هجوم بري, وأي مناطق تتيح طبيعتها العسكرية عمل رأس جسر من ميليشيات إيران المتدفقة على الغوطة, فيما تشكل حرب الشوارع (المدن والبلدات) خط الدفاع الثاني الذي باتت خططه جاهزة، تدعمها إمكانيات بشرية ومهارات قتالية نوعية عند فصائل الغوطة, لا تتوفر لدى الميليشيات والمرتزقة والشبيحة حديثي الالتحاق بمكاتب "واغنر" وشركات الخميني العسكرية, فيما تواصل روسيا بطيرانها حصد أرواح المدنيين التي تجاوزت خلال أربعة أيام أكثر من 300 مدني بالإضافة إلى مئات الجرحى وتدمير مناطق واسعة في بلدات ومدن الغوطة.

مستقبل الغوطة

في ضوء الهجمة الشرسة يمكن تصور المآل المحتمل لغوطة دمشق وفق عدة رؤى, يقف على رأسها خيار الحسم العسكري لتقرير مصيرها, بعد أن بات أولية لدى المعتدين, وفقًا لتصريحات الروس تحت مبررات واهية, فضلا عن أن ما يجري في الغوطة هو استكمال لاستراتيجية موسكو في إخضاع الثورة السورية, سواء بخيار القوة أو بالخيار السياسي, وفي ظل هذا الخيار، تجدر الإشارة إلى أن قوات الأسد هي رديف للقوات المهاجمة كالميليشيات الشيعية الإيرانية واللبنانية والعراقية, ومرتزقة "واغنر" الروسية, وفي حال عجزهم عن التقدم إلى قلب الغوطة, سيطالب الروس بإخراج فصيل "هيئة تحرير الشام", ريثما تحين الظروف لاستكمال السيطرة على المنطقة, أما في حال صمود فصائل الغوطة في وجه الهجمة الشرسة, واستمرار حمامات الدم المتدفقة من أجساد الأطفال والنساء, فالمجتمع الدولي بكل ضعفه سيضطر وفقا لمصالحه لإدخال الأمم المتحدة لتدويل الغوطة من باب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في ظل الحملة الجوية والبرية التي تشرف عليها وترعاها روسيا، حيث تفرط في قتل المدنيين لأسباب تخص مصالحها, وبما أن قانون الحرب يضع على عاتق روسيا مسؤولية حماية المدنيين, لذلك ستسارع روسيا إلى استصدار قرار من مجلس الأمن يبيح لها الاستمرار في القتل بذريعة محاربة الإرهاب واستكمال مخططها مع إيران لاحتلال آخر منطقة ملاصقة للعاصمة دمشق, وبالتالي سنشهد في الأيام القليلة القادمة صراعا محموما بين الدول المتنافسة على سورية, وستكون مجازر الغوطة إحدى أدوات المتاجرة بأرواح المدنيين.
 
النظام يتعمد تدمير المشافي والأفران في الغوطة الشرقية


بلدي نيوز – ريف دمشق (مالك الحرك)
كثفت قوات النظام وروسيا قصفها للمراكز الطبية والحيوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق، اليوم الأربعاء، ما تسبب بخروج عدد منها من الخدمة، في سياسة ممنهجة لاستهداف المرافق الصحية والمدنية.

وقال مراسل بلدي نيوز في دمشق إن معظم القصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ والمدفعية استهدف اليوم المشافي والمراكز الطبية والأفران في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، إضافة إلى قصف مراكز الدفاع المدني.
وذكر المراسل أن كلا من "مركز بيت سوى الصحي"، و"مركز الرحمة الطبي" في بلدة حزة، ومستشفى جوبر ومستشفى عربين، خرجت من الخدمة جراء القصف بالبراميل والصواريخ والمدفعية، ضمن الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها نظام الأسد وحليفه الروسي.
وأشار المراسل إلى أن طيران النظام المروحي قصف بالبراميل الفرن الآلي في بلدة "حزة" وأخرجه عن الخدمة.

بدورها، قالت مديرية صحة دمشق وريفها في بيان، إن هناك تعمداً واضحاً في استهداف البنية الطبية وسيارات الإسعاف من قبل قوات النظام وحلفائه في الغوطة الشرقية بمختلف أنواع القصف الجوي والصاروخي.
وأكدت المديرية أن عدة مشافي في الغوطة الشرقية تعرضت للاستهداف وبعضها خرج عن الخدمة واستشهد أحد الكوادر الطبية فيها.
وبينت أنها سجلت إلى الآن أكثر من مئة من الوفيات مع مئات المصابين والجرحى في المشافي في ظل نقص حاد في المواد الطبية والمستهلكات، بسبب الحصار المفروض على الغوطة بشكل تام منذ أكثر من سنة.
 
بعد أن أخذ النظام حصته منها.. الفصائل تتناهب ما بقي من إدلب



بلدي نيوز – (أحمد عبد الحق)
تجدد مشهد الاقتتال الداخلي بين الفصائل العسكرية، باقتتال جديد قديم في تفصيلاته وأسبابه وحتى أطرافه في إدلب وحلب، لم يكن الأول بين طرفي الصراع اليوم ممثلة بـ"هيئة تحرير الشام" وكلٍّ من "حركة الزنكي وأحرار الشام" المتحدين مؤخراً في "جبهة تحرير سوريا".

وتوسع الاقتتال ليشمل معظم محافظة إدلب ونقاط عديدة في ريفي حلب الغربي والجنوبي، حيث سيطرت "جبهة تحرير سوريا" على مدينة أريحا وبلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم الأربعاء، بعد انسحاب عناصر "هيئة تحرير الشام" دون اشتباكات مباشرة بين الطرفين.

فيما شهدت مدينة معرة النعمان إطلاق نار كثيف مصدره عناصر "هيئة تحرير الشام" في الناحية الشمالية الشرقية من المدينة.

كما تشهد مدن سلقين وحارم وإدلب وجسر الشغور والعديد من المناطق التي تسيطر عليها "هيئة تحرير الشام" انتشاراً أمنياً وحواجز مكثفة تعمل على تفتيش كافة السيارات، كما تم وضع العديد من السواتر الترابية والعديد من المحارس المدشمة قرب المقرات.

وفي السياق، أصيب مدنيون بجروح بعضهم بحالة خطرة، جراء الاشتباكات المتبادلة بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا" في عدد من قرى وبلدات ريف حلب الغربي، شمال سوريا.

ويأتي الاقتتال في وقت عصيب من عمر الثورة السورية والمناطق المحررة المتبقية تحت سيطرة المعارضة، ليس في ظل الحملة العسكرية التي تواجهها الغوطة الشرقية والموت الذي يّصبّ على رأس أهلها فحسب، بل كون الاقتتال جاء بعد انتكاسة كبيرة منيت بها المناطق المحررة في أرياف حماة وحلب وإدلب، بخسارة مسافات تقدر بربع المنطقة المحررة وقرى وبلدات تقدر بأكثر من 350 بلدة، سقطت جميعاً بيد النظام وحلفائه.

دبابات ومدافع ورشاشات وعناصر مدججة، والجديد اليوم طائرات مسيرة عن بعد تستخدم في المعارك الدائرة بين الفصائل، وأرتال وحشودات تتحرك في المحرر، غابت كلها عن جبهات القتال إبان تقدم النظام وميليشياته على أكثر من 350 قرية وبلدة شرقي "سكة الحجاز" وسلمت منطقة بأكملها خلال أقل من شهر للعدو الحقيقي، في وقت كانت تتجهز الفصائل لقتال بعضها البعض، غير آبهة بمن يقتل في الغوطة ويُسفك دمه، ومن شُرد ونزح من أرضه وبات تائهاً في مخيمات النزوح يبحث عن خيمة تقيه برد الشتاء وحر الصيف وسلة إغاثة تسد رمق أطفاله الجياع.

يتشارك جل مَن في المناطق المحررة بريفي إدلب وحلب اليوم، سؤالاً واحداً لا يجدون له إجابة مقنعة من أي طرف، في وقت يشتعل لهيب الاقتتال الداخلي في المناطق المحررة وتبدأ الحشود في التحرك لتحرير المحرر وقتل الأخ.. سؤال واحد ما زال بلا إجابة "أين كان سلاحكم وعتادكم عن ردع النظام وحلفائه شرقي سكة الحديد ..؟".

تحرير المحرر هو ما دأبت على فعله الفصائل في الشمال منذ 2014 حتى اليوم، ورغم كل الانتكاسات والنكبات والتراجع أمام النظام، إلا أنها تواصل مسيرتها في قتل بعضها البعض، متجاهلة مصائر ملايين المدنيين ممن شكلوا حاضنة وحاميا وشرعية وجود لها.

وفي كل اقتتال يسوق "الباغي" الحجج ويمهد لهجومه بمعسكرات تدريب وإعداد شرعي وتجييش وشحن.. مستغلاً شعارات الدين والنصرة للمستضعفين والمهاجرين.

وفي ظل اشتعال فتيل الاقتتال من جديد باتت محافظة إدلب مرة جديدة أمام منعطف حساس مجهول النتائج في حال استمرت عمليات التحشيد والقتل والتي لامحال لن تخرج بمنتصر إلا النظام وحلفاءه ممن يتربصون بالمناطق المحررة واحدة تلو الأخرى، وينتظرون إنهاء الفصائل بعضها البعض ليعاودوا الهجوم وتجريد المنطقة من أراض ومساحات جديدة، ثم يتركون ما بقي منها لما تبقى من أشلاء الفصائل يقتتلون عليه حتى الفناء!.
 
كيف يستغل المقتتلون في الشمال السوري مأساة غوطة دمشق؟

1535354727-crop.jpg


بلدي نيوز – إدلب (خاص)

تبادلت كل من "جبهة تحرير سوريا" و"هيئة تحرير الشام"، اليوم الأربعاء، الاتهامات حول الاقتتال الأخير الذي اندلع بين الفصيلين أمس الثلاثاء في ريف حلب ومحافظة إدلب شمال سوريا.

"تحرير الشام"، قالت في بيانها إن "جبهة تحرير سوريا شنت هجوماً موسعاً على مواقع الهيئة بريف حلب الغربي.

ونقلت وكالة "إباء" الناطقة باسم تحرير الشام، على لسان مسؤول قاطع حلب "ابو ابراهيم سلامة"، قوله إن "حركة نور الدين الزنكي فاجأتنا بأرتالها المدججة بالسلاح الثقيل والتي لم يراها خلال حملة النظام على ريف إدلب الجنوبي".

وأضاف "سلامة" أن "تحرير الشام لم تتوقع أن أول معركة لجبهة تحرير سوريا ستكون على مواقع الهيئة بالريف الغربي، خصوصا أن هذا العمل يتزامن مع الهجمة التي يشنها نظام الأسد على الغوطة الشرقية"، مشيرا إلى أن الهجوم كان عشوائيا وأسفر عن وقوع عدة جرحى في صفوف الأهالي، ونوه أن تحرير الشام لم تبدأ بالقتال واقتصرت على رد البغي على مواقعها، على حد قوله.

وأردف "سلامة" أن العديد من المقاتلين في صفوف حركة نور الدين الزنكي اعتزلوا القتال وتواصلوا مع قيادة الهيئة بريف حلب الغربي، معلنين انشقاقهم عنها من بينهم الكتائب الموجودة في مدينة الدانا ودير حسان بريف إدلب الشمالي.

من جهتها، أصدرت "جبهة تحرير سوريا" بيانا، مساء أمس الثلاثاء، اتهمت خلاله هيئة تحرير الشام، أنها شنت حملات اعتقال على الحواجز طالت عناصر من تحرير سوريا، وأتبعت ذلك بشن هجوم على عدد من القرى والبلدات التي يسكنها مقاتلي "تحرير سوريا" ما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات في صفوف المدنيين والمقاتلين، وذلك بعد مضي أيام من الحشود واستقدام الآليات الثقيلة من قبل تحرير الشام".

وأشار البيان إلى أن هجوم تحرير الشام تزامن مع الهجمة الشرسة التي يشنها نظام الأسد على الغوطة الشرقية، وانشغال مقاتلي تحرير سوريا لفتح معركة ضد قوات النظام في الشمال السوري للتخفيف عن أهالي الغوطة، وإجلاء أهالي الفوعة بسبب اتفاق أحادي بين تحرير الشام ونظام الأسد وإيران.

واتهمت "تحرير سوريا" في بيانها، "تحرير الشام" بانسحابها من مناطق الشمال السوري وتسليمها قرابة ثلث مساحة الشمال السوري لنظام الأسد دون أي قتال، مشيرة إلى أن تحرير سوريا لم يتم دعوتها على الإطلاق لتحكيم شرع الله وأن كثيرا من المشايخ والفضلاء يشهدون أن تحرير سوريا وفصائلها دعت إلى الصلح، بيد أن تحرير الشام اعرضت التحاكم للشرع.

واختتمت تحرير سوريا بيانها بالقول أنها لن تسمح لأي أحد يعمل لتصفية الثورة السورية، على حد قوله، وأنها لن تتجاوز في قتالها صد العدوان وكف يد السفيه، داعية في بيانها مقاتلي تحرير الشام الالتزام في بيوتهم والتعهد بعدم التعرض لهم.

يشار إلى أن اشتباكات عنيفة يشهدها الشمال السوري المحرر في بلدات ومدن ريفي حلب وإدلب وهي "اورم الكبرى، وخان العسل، وتقاد، وعاجل، ودارة عزة، ودير حسان، وأريحا، ترملا، محيط بلدة باتبو"، أفضت بسيطرة تحرير سوريا على بلدة "ترملا" ومدينة "أريحا" جنوبي إدلب.

وتزامن الاقتتال مع دعوات المدنيين كافة الفصائل العسكرية للتوحد بهدف فتح جبهات ضد قوات النظام في الشمال السوري، للتخفيف عن الغوطة الشرقية التي يشن عليها النظام وحلفاؤه حملة إبادة، أدت لاستشهاد أكثر من 250 مدنيا خلال الثلاثة أيام الماضية وإصابة المئات بجروح فضلا عن تدمير ست مستشفيات.
 
"تحرير سوريا" تطرد "تحرير الشام" من أريحا وترملا بإدلب



بلدي نيوز - إدلب (خاص)
سيطرت "جبهة تحرير سوريا" على مدينة أريحا وبلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي، صباح اليوم الأربعاء، بعد انسحاب عناصر "هيئة تحرير الشام" دون اشتباكات مباشرة بين الطرفين.
وأفاد مصدر عسكري لبلدي نيوز، "أن فصيلي صقور والشام وأحرار الشام التابعين لجبهة تحرير سوريا، بسطا سيطرتهما بشكل كامل على مدينة أريحا جنوب إدلب، بعد انتشار واسع لعناصرهما في أريحا وبلدة ترملا".
وأضاف المصدر، "أن عناصر هيئة تحرير الشام انسحبوا من مدينة أريحا دون أي اشتباكات بين الطرفين، ولا يزال هناك انتشار واسع وحواجز تفتيش على مداخل المدينة لعناصر جبهة تحرير سوريا".
وأشار المصدر إلى أن جبهة تحرير سوريا سيطرت أيضاً على بلدة ترملا جنوب شرق إدلب، بعد انسحاب عناصر هيئة تحرير الشام منها بالكامل، دون أن تجري اشتباكات بين الطرفين.
فيما شهدت مدينة معرة النعمان إطلاق نار كثيف مصدره عناصر هيئة تحرير الشام في الناحية الشمالية الشرقية من المدينة، دون ذكر أي تفاصيل أخرى عن الموضوع.
كما تشهد مدينة سلقين وحارم وإدلب وجسر الشغور والعديد من المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام انتشاراً أمنياً وحواجز مكثفة تعمل على تفتيش كافة السيارات، كما تم وضع العديد من السواتر الترابية والعديد من المحارس المدشمة قرب المقرات.
وفي السياق، أصيب مدنيون بجروح بعضهم بحالة خطرة، جراء الاشتباكات المتبادلة بين "هيئة تحرير الشام" و"جبهة تحرير سوريا" في عدد من قرى وبلدات ريف حلب الغربي، شمال سوريا.
وقالت مصادر محلية لبلدي نيوز، "إن اشتباكات عنيفة بالدبابات والرشاشات الثقيلة تدور بين هيئة تحرير الشام من جهة وجبهة تحرير سوريا من جهة أخرى، في قرى "عاجل، وتقاد، وجمعية الكهرباء في محيط بلدة خان العسل" بريف حلب الغربي، سعيا من الطرفين إلى بسط النفوذ على تلك القرى".
وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين، لاسيما في بلدة عاجل الواقعة في محيط بلدة أورم الكبرى غربي حلب، جراء طلقات عشوائية سقطت على المدنيين، في منازلهم أو شوارع البلدة.
وأردف المصدر، أن فصيلي تحرير الشام وتحرير سوريا، قد أعلنا حرباً مفتوحة على بعضهما، مشيرا إلى أن المعارك مستمرة منذ قرابة الـ 24 ساعة الماضية، انطلقت في منطقة بيوتي بريف حلب الغربي حلب، وعلى جبهة الملاح في محيط المدينة، وعلى أطراف بلدة أورم الكبرى، وسط استنكار للمدنيين في تلك المنطقة.
وشهدت الأطراف الغربية لبلدة باتبو غربي مدينة حلب، مساء أمس الثلاثاء، قصفاً واشتباكات متبادلة بين تحرير الشام وتحرير سوريا، ما أدى إلى إصابة بعض المدنيين المقيمين في المخيمات العشوائية في محيط البلدة ونقلهم إلى المشافي الميدانية.
وتزامن الاقتتال مع دعوات المدنيين كافة الفصائل العسكرية للتوحد بهدف فتح جبهات ضد قوات النظام في الشمال السوري، للتخفيف عن الغوطة الشرقية التي يشن عليها النظام وحلفاؤه حملة إبادة أدت لاستشهاد أكثر من 250 مدنيا خلال الثلاثة أيام الماضية وإصابة المئات بجروح فضلا عن تدمير ست مستشفيات.
يشار الى أن قتالاً عنيفاً نشب في الأشهر الماضية الأخيرة بين "حركة نور الدين الزنكي" و"هيئة تحرير الشام" في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية غربي حلب، فيما تصارعت حركة أحرار الشام مع تحرير الشام في ريف مدينة إدلب مطلع الشهر السابع من العام المنصرم، أفضت بغلبة تحرير الشام على أحرار الشام.
 
خالد شعبان
ما يجري في #الغوطة_الشرقية يتشابه تماماً مع سيناريو #حلب والذي أفضى إلى تسليمها من قبل الفصائل والجماعات وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام", وهذا ما قد يقوم به "جيش الإسلام" والجماعات الأخرى المساندة له في الغوطة أيضاً.
#دمشق #عفرين #سوريا
 
تحرير سوريا” تُطرد “النصرة” من مدينتين في ريف إدلب سيطرت جبهة تحرير سوريا على مدينتي معرة النعمان وأريحا وبلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي اليوم الأربعاء، بعد انسحاب عناصر هيئة تحرير الشام منها إثر اشتباكات متقطعة اليوم الأربعاء. وقال…https://www.emaratyah.ae/849310.html

DWkYq-RVQAAce0W.jpg
 
الآن يفكرون في هدنة وفقط يدعون! ناقص يقول رجاء يا سيد بشار كفاية قصف! لاحظوا أنه فقط يريد إجلاء المدنيين خارج الغوطة لا إيقاف القصف وبقاء الناس في بيوتهم! تذكرون لما تعلق الأمر بالنصارى والإيزيديين فورًا شكلوا تحالفًا دوليًا قال إيه بزعم حماية حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب!

DWkiheUUMAAFAhc.jpg
 
وظيفة الجييش التركي الذي أدخلته هتش إلى إدلب هي رفع تقارير للجيش الروسي ومنع أي مسلح من الدخول إلى القرى، يعني حرس حدود عند النظام و روسيا !!

DWlD07PU8AA4Smn.jpg
 
خليل المقداد
#جيش_الإسلام قاتل كافة الفصائل ومنع تحرير #دمشق وحمى قوافل المرتزقة القادمين من #إيران و #العراق عبر مطار دمشق.

كان له اليد الطولى في حماية المطارات الحربية عندما فتح له النظام طريقا بحجة معركة #الله_غالب الوهمية

هل تذكرون يوم دعشن جيش_تحرير_الشام ومنعه من تحرير مطار الضمير؟
 
خليل المقداد
عندما تتدخل فصائل المعارضة التي تسمي نفسها جيش حر، لمنع #داعش من الإستيلاء على ٤ مطارات كانت تحاصرها وتحيدها، فإن كل ما سال من دماء الأبرياء إنطلاقا من هذه المطارات هو برقبة هذه الفصائل قادة وعناصر.
 
ناشطون
جبهة تحرير سوريا تتمكن من السيطرة على مدينة أريحا و قرى كفر حايا شنان فركيا المغارة بينين دير سنبل منطف معرزاف معربليت الرامي أورم الجوز و ترملا

جبهة تحرير سوريا تتمكن من السيطرة على بلدةالمسطومة قرب إدلب

جبهة تحرير سوريا تسيطر على معرة النعمان الان

اشتباكات في محمبل الان
#الجولاني انتهى
 
خليل المقداد
إغاثة الغوطة لا تكون باستجداء عطف مجتمع دولي عاهر فاجر داعر داعم للعصابة.

#أنقذوا_الغوطة شعار يجب أن تطبقه فصائلها المسلحة قبل غيرها، ولا يكون إلا بفتح معركة #دمشق وقطع طريق المطار.

إنقاذ الغوطة لايكون بحماية العصابة في دمشق وقوافل المرتزقة القادمين عبر مطارها!
 
اللي نسميهم بويجية لما بدأ الهجوم على ربعهم هددوا الأمريكان بالانسحاب من الحرب على ت الدولة واستنفروا وتركوا مواقعهم مع النظام وانطلقوا لنصرة جماعتهم
احنا الآن الغوطة آخر معاقل الثورة في العاصمة دمشق عم يحترقوا اهلها ويموتوا ولامنحط قال أهل الغوطة أهم من معركتكم
#الغوطة_تحترق



DWh5T8KWsAUyVkd.jpg
 
خليل المقداد
عندما تتدخل فصائل المعارضة التي تسمي نفسها جيش حر، لمنع #داعش من الإستيلاء على ٤ مطارات كانت تحاصرها وتحيدها، فإن كل ما سال من دماء الأبرياء إنطلاقا من هذه المطارات هو برقبة هذه الفصائل قادة وعناصر.
خليل المقداد إعلامي داعش والقاعده وحليف نظام الاسد
ترى المنتدى يدعم الثوره السوريه وليس نظام الاسد أو ثورة المضاده سواء من الخوارج والنصيريه والملاحدة
 
عودة
أعلى