التجسس على أفريقيا بقاعدة سرية أمريكية فى الجزائر
مرفت الحطيمنشر في
روزاليوسف الأسبوعية يوم 30 - 10 - 2010
تحت سقف مكافحة الإرهاب، وفى الوقت الذى تنفى فيه الحكومة
الجزائرية خبر إقامة قاعدة أمريكية على الأراضى
الجزائرية،
أكدت مجلة V.S.D الفرنسية فى عددها الأخير وجود هذه القاعدة تحديدا فى ولاية تمنراست، على بعد 20 كم من الطريق الدولى 3 يوجد مقر هذه القاعدة السرية التابعة للجيش الأمريكى والتى مولها الكونجرس ب500 مليون دولار، وأنشأتها الشركة الأمريكية هالبيرتون.
هذه القاعدة تابعة لجهاز الأمن القومى الأمريكى مهمتها الأساسية التنصت على الجماعات الإرهابية فى دول الشرق الأوسط إلا أن هناك شكوكا كبيرة حولها نظرا لحالة السرية الشديدة التى تحيط بها، كذلك حول مقرها الذى يقع فى قلب الصحراء
الجزائرية.
القاعدة العسكرية الأمريكية فى «تمنراست» - حسب المجلة - تضم حوالى من300 إلى400 عسكرى أمريكى متخصص فى الاتصالات السلكية واللاسلكية من خبراء التنصت مهمتهم التقاط مكالمات الهواتف المحمولة أو الفضائية الشائعة الاستعمال بين الجماعات المسلحة فى الصحراء، وأنّ اهتمامالخبراء الأمريكان لا يتوقف عند التجسس على الجماعات المسلحة فقط، بل امتد إلى التنصت على اتصالات جهاز المخابرات الجزائرى المعروف اختصارا ب DRS الذى وصفته بأنه جهاز معروف بعملياته التضليلية.
كانت دول فى منطقة الساحل والصحراء الأفريقية قطعت خطوة نوعية جديدة باتجاه توحيد جهودها لمواجهة الظاهرة الإرهابية وذلك بتنصيب قيادة عسكرية مشتركة تتولى التنسيق الأمنى والاستخباراتى والعسكرى بين الأجهزة المكلفة بمقاومة الإرهاب وملاحقة عناصر القاعدة فى المنطقة والذين حولوا نشاطهم بشكل لافت نحو الصحارى الشاسعة مقتربين من السواحل
الغربية لأفريقيا للتزود بالأسلحة عبر المحيط ودمج أنشطتهم بأنشطة مهربى المخدرات لتوفير الأموال، فضلا عن عمليات خطف الرهائن والحصول على الفديات لإطلاقهم.
الهيكل الجديد يتمثل فى غرفة قيادة مصغرة للعمليات العسكرية تشترك فيها كل من
الجزائر ومالى والنيجر وموريتانيا وتحمل اسم «لجنة الأركان العملياتية المشتركة» وقد تمخضت عنها قاعدة تمنراست التى تم الاتفاق عليها خلال اجتماع قادة جيوش الدول الأربع فى 14 أغسطس 2009 والتى تضمنت قرارا مشتركا بإنشاء مركز قيادة للتنسيق الأمنى والعسكرى المشترك يكون مقره مدينة تمنراست الصحراوية
الجزائرية.
كانت وزارة الدفاع
الجزائرية قد استبقت الحدث معلنة فى بيان لها أن: «هذه اللجنة العسكرية ستتكفل بالإشراف على التنسيق المعلوماتى والعملياتى» فى كل ما يتعلق بمحاربة الإرهاب وتسيير العمليات والمهمات العسكرية المحتملة ضد تنظيم «القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى» والمسلحين وشبكات تهريب السلاح والجريمة المنظمة فى المنطقة. واعتبر البيان أن هذه الخطوة تأتى فى سياق التنسيق والتعاون العسكرى والأمنى ومكافحة الإرهاب بين
الجزائر ومالى وموريتانيا والنيجر.
«خطة تمنراست» تتضمن سلسلة من الترتيبات الفنية العسكرية المشتركة، والتعاون فى مجال العتاد العسكرى والتكوين، كما تقوم بدوريات عسكرية فى مناطق الحدود المشتركة لمراقبة تحركات المجموعات الإرهابية المسلحة وضبط الحركة على الحدود.
ووفقا للمجلة الفرنسية فإنه منذ زمن طويل وهناك شك من وجود مثل هذه القاعدة السرية إلا أنه تم التأكد من وجودها من خلال مصادر استخبارات أوروبية، فى
واشنطن رفضت وزارة الدفاع
الأمريكية «البنتاجون» تأكيد أو نفى وجودها رسميا إلا أنها أكدت وجود ملحق عسكرى من وكالة الاستخبارات
الأمريكية CIA فى تمنراست، ويوم 22 نوفمبر من العام الماضى 2009 عين الرئيس الامريكى باراك أوباما الجنرال وليم كيب وورد الذى يبلغ من العمر60 عاما رئيسا لل «أفريكوم» وهى القيادة العسكرية
الأمريكية فى أفريقيا، وكان قد استقبله لدى وصوله إلى
الجزائر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فى القصر الجمهورى وكان هو أول من أقنع الرئيس
الجزائرى بفتح قاعدة تنصت فى الصحراء
الجزائرية، ثم تمت بعد ذلك الاتفاقية بين الطرفين للتنصت على المكالمات التليفونية واستفادة
الجزائر من المعلومات التى يتم التوصل إليها.
وبعد يومين من هذا اللقاء - وفقا للمجلة الفرنسية - خرج الجنرال الأسود وورد فى مؤتمر صحفى ونفى تماما وجود مثل هذه القاعدة بعد أن تلقى تعليمات من الرئيس أوباما بضرورة نفى
الخبر خوفا من أن يتسبب ذلك فى شحن الرأى العام
الجزائرى ضد أى قوات أمريكية موجودة هناك.
بعد هذا النفى، تحديدا يوم 25 نوفمبر من العام الماضى، بدأت ماكينة العمل تدور على قدم وساق للانتهاء من إنشاء القاعدة السرية، حيث تلقى الجنرال
الجزائرىعبدالمجيد صاحب قائد المنطقة الرابعة العسكرية فى
الجزائر أوامر للتنسيق من أجل وصول المعدات والأجهزة اللازمة إلى مكان القاعدة السرية
الجديدة، وقام بالفعل قائد المنطقة الرابعة
الجزائرية بإجراء 4 زيارات إلى
الولايات المتحدة بين نوفمبر 2009 ويوليو2010 .
وبالفعل أنشئت القاعدة السرية والتى تبعد عن ليبيا بمسافة 200 كم فقط و120 كم من منطقة اليزى
الجزائرية التى كانت تعتبر فى بعض الفترات مقرا لتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى والتى كانت قد اختطفت فى عام2003 عدد 32 سائحا أجنبيا.
القاعدة السرية
الأمريكية الجديدة نشرت الكثير من أجهزة التنصت فى المنطقة المؤدية إلى داكار العاصمة السنغالية وحتى
الخرطوم العاصمة السودانية ومن
الجزائرإلى لاجوس العاصمة النيجيرية، وفى سرية شديدة يوجد داخل مقر القيادة فى القاعدة
الأمريكية جيش صغير من الفنيين الذين يقومون بالتنصت على التليفونات الثابتة والمحمولة واستقبال المعلومات إلكترونيا من المنطقة بأكملها، فهل هذه الأجهزة ستكون مهمتها فقط التنصت على المجموعات الإرهابية أم ستقوم أيضا بالتنصت على الدول المجاورة للجزائر فى الشرق الأوسط؟
هذا الفريق - حسب المجلة الفرنسية - يتكون من 300 إلى 400 رجل وليس أكثر من ذلك لكى لا يثير وجودهم شيئا، وقام الجيش الأمريكى بتدريبهم فى معسكر خاص فى بريتوريا وهم مكونون من مجموعة ضباط أمريكيين وعدد قليل من المستشارين المدنيين وخبراء متعاقدين مع البنتاجون وبعض الأشخاص من الجيش المحلى
الجزائرى.
فى نهاية تقريرها كشفت المجلة أن الجنرال وورد زار ملك المغرب فى محاولة لإقناعه بإنشاء قاعدة سرية جديدة ثانية على أراضيه مثل التى أنشئت فى
الجزائر إلا أن ملك المغرب لم يعط أى رد حتى الآن.
http://www.masress.com/rosaweekly/89199
نعم كل المصادر ضدكم