مع ترقب إطلاق مشروعات في قطاعات النفط والطاقة والتكرير والبتروكيماويات
زيارة ولي ولي العهد إلى بكين تدفع باستثمارات «أرامكو» و«سابك» في الصين لتتجاوز 50 مليار ريال
خادم الحرمين والرئيس الصيني يدشنان مشروع ياسرف الإستراتيجي
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
تتجه العلاقات الاقتصادية والصناعية السعودية الصينية ولاسيما في قطاعات النفط والطاقة والتكرير والبتروكيماويات والبحث والابتكار إلى حقبة جديدة من التحالف والازدهار مدعمة بضخامة الاستثمارات المشتركة المرتقبة التي تقودها شركتا أرامكو السعودية و»سابك» المدفوعة بالتحول الوطني 2020؛ حيث يترقب الجانبان خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع الإعلان عن إطلاق زخم كبير جداً من المشروعات الإستراتيجية الصناعية الجديدة في الصين والتي من شأنها رفع حجم استثمارات أرامكو و»سابك» في الصين لأكثر من 50 مليار ريال.
توقعات بتنمية حجم التبادل التجاري بين البلدين.. وتطلعات لتنمية الشراكة وتعزيز الاستثمارات المتجددة
ويبلغ حالياً مجموع استثمارات شركتي سابك وأرامكو في الصين أكثر من 40 مليار ريال.
ويتطلع عملاقا النفط والبتروكيماويات العالميان أرامكو و»سابك» لمزيد من الاستثمارات المشتركة مع مجموعة «سينوبك» الصينية للبترول والبتروكيمياويات التي تتزعم قائمة أكبر شركات البتروكيماويات في العالم بحجم المبيعات السنوية لعام 2015 التي حلت بالمرتبة الأولى بقيمة مبيعات ضخمة بلغت 445 مليار دولار.
خطط «سابك» و»شينهوا نينغشيا» لصناعة الفحم
ومن المنتظر أن تدعم زيارة الأمير محمد بن سلمان تنفيذ خطط شركتي «سابك» و»شينهوا نينغشيا» الصينية لصناعة الفحم المحدودة لتطوير مجمع للبتروكيماويات في الصين في منطقة غنية بتوافر الفحم الذي سيستخدم لإنتاج المواد الخام للمجمع، الذي يأتي ضمن أهداف إستراتيجية «سابك» ومساعيها الحثيثة في استكشاف الفرص الاستثمارية الجديدة وتنويع مصادر إمداداتها من الخام اللقيم في صناعة البتروكيماويات.
وتفرض «سابك» حالياً منافسة قوية في الصين في تحالفاتها الإستراتيجية في شركة ساينوبك سابك للبتروكيماويات في تيانجين بحجم استثمار بلغ (10.125) مليار ريال، ومجمع إنتاج البولي كاربونيت بقيمة استثمارية تبلغ 6.3 مليارات ريال؛ حيث تمضي الشركة سريعاً لمضاعفة حجم تلك الاستثمارات.
وأعلن مسؤولون بشركة الصين للبتروكيماويات «سينوبك» عن تفاؤلهم بتنمية الشراكة مع شركتي أرامكو و»سابك» إلى أفق أرحب من التحالف والتلاحم مشيرين إلى النجاح الباهر الذي حققته ثلاثة مشروعات تم التعاون فيها بين سينوبك، وأرامكو و»سابك»، من أهمها المشروع الأول وهو شركة فوجيان المتحدة للبتروكيماويات، بالتعاون بين كل من سينوبك وشركة أرامكو السعودية وشركة إكسون موبيل، وتقع هذه الشركة في منطقة الميناء بمدينة تشيوانتشو بمقاطعة فوجيان، باستثمار 6.18 مليارات دولار، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 14 مليون طن كل سنة، وتعمل على تكرير النفط السعودي الكبريتي، وتتمتع بقدرة إنتاجية سنوية داعمة للسوق السريعة النمو بطاقة 7.5 ملايين طن من النفط المكرر بجودة عالية، و1.3 مليون طن من المواد البلاستيكية، و700 ألف طن من المواد الخام للألياف الكيماوية وغيرها من المنتجات البتروكيماوية.
سينوبك سابك (تيانجين)
المحدودة للبتروكيماويات
إضافة إلى المشروع الثاني عبر شركة سينوبك سابك (تيانجين) المحدودة للبتروكيماويات، والتي تم تأسيسها بالتعاون بين مدينة تيانجين والشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك»، وتقع الشركة في المنطقة الساحلية الجديدة بمدينة تيانجين، باعتبارها واحدة من أكبر المؤسسات المشتركة لإنتاج الإثيلين في الصين، وتعمل أساسا في إنتاج وتسويق وبحوث الإثيلين ومشتقاته، ولدى الشركة ثماني معدات للإنتاج الواسع ولديها أحدث التقنيات في العالم، وتبلغ قدرة الإنتاج السنوي للإثيلين مليون طن، وهي الأضخم على مستوى العالم، ووحدة إنتاج البولي بروبلين بقدرة 450 ألف طن كل سنة وتمثل أكبر وحدة مفردة للإنتاج في العالم، وفي كل سنة تقدم الشركة للسوق العالمية 3.2 ملايين طن من المنتجات البتروكيماوية التي تتزعم إنتاجها «سابك» في العالم تشمل الإثيلين، والبولي إثيلين، وجلايكول الإثيلين، والبولي بروبلين، والبيوتاديين، والفينول، والبيوتين-1، وزيت الوقود، والأسيتون، والبنزين المهدرج، ومثيل ثالثي بوتيل الأثير (أم تي بي إي).
ويعقد الجانب الصيني آمالا عظيمة في مجال تسويق النفط المكرر من السعودية في ظل وجود مشروع مشترك ضخم بين شركة «سينوبك» سينمي المحدودة للبترول وشركة أرامكو السعودية وشركة وإكسون موبيل بحجم رأس مال مسجل يبلغ أكثر من مليار ريال وتعتبر أول شركة مشتركة لبيع النفط المكرر على مستوى المقاطعة في داخل الصين، وتعتبر أكبر شركة مزودة للنفط المكرر في مقاطعة فوجيان، يتبعها أكثر من ألف محطة وقود وعشرة مخازن للنفط لشركة سينوبك سينمي المحدودة للبترول، ويبلغ عدد العاملين بها أكثر من عشرة آلاف.
ومن المتوقع أن تساهم الزيارة أيضاً في تنمية حجم التبادل التجاري بين البلدين لأكثر من 1.73 تريليون ريال المحققة خلال 12 عاما، عبر صادرات بلغت نحو 1.2 تريليون ريال، وواردات 532 مليار ريال. في حين بلغت صادرات المملكة إلى الصين خلال عشر سنوات نحو 1.16 تريليون ريال، بينما بلغت الواردات منها خلال الفترة نفسها 511 مليار ريال، بتبادل تجاري قيمته 1.67 تريليون ريال.
شراكة إستراتيجية بـ «مصفاة ياسرف»
العلاقات الاقتصادية متواصلة ومستمرة بين البلدين، وقبل سبعة أشهر دشن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس الصيني شين جين بينغ افتتاح مصفاة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير «ياسرف».
وتشكل مصفاة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير «ياسرف» الأضخم في عهد خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأحدث في تاريخ صناعة التكرير العالمي؛ حيث تعتبر نقلة نوعية في تاريخ اقتصاد المملكة، إذ أن المصافي المملوكة لشركة أرامكو السعودية أو المصافي المشتركة المحلية والدولية تسهم بشكل كبير في رفع قدرة المملكة التكريرية ورفع الجدوى الاقتصادية لصناعة النفط بالمملكة، مع العمل بوتيرة متسارعة على تنويع مصادر الدخل؛ حيث تسهم في تلبية متطلبات الطاقة اللازمة للتنمية الصناعية للعملاء في الأسواق الرئيسية حول العالم؛ حيث إن تدشين مصفاة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير «ياسرف» يؤكد أن شركة أرامكو السعودية مازالت حتى اليوم تقطع أشواطاً مهمة في طريقها لتحقيق أهدافها الإستراتيجية نحو رفع قدراتها التكريرية.
مصفاة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير «ياسرف» أقيمت من خلال مشروع مشترك مع سينوبك أكبر شركات التكرير في قارة آسيا، وبتصميم يتيح لها معالجة الزيت العربي الثقيل من إنتاج حقل منيفة العملاق، وهي مصفاة تحويل كامل تقع في مدينة ينبع الصناعية على الساحل الغربي من المملكة، وتستخدم هذه المصفاة تقنيات خاضعة لحقوق ملكية لضمان جودة وكمية الإنتاج من أنواع وقود النقل الممتازة، مثل البنزين والديزل ذي المحتوى الكبريتي فائق الانخفاض، كما تنتج غاز البترول المسال ومنتجات أخرى تشمل مادة البنزول والكبريت والفحم البترولي للتصدير، وتستهدف منتجاتها الأسواق الإفريقية والأوروبية.
وتعمل مصفاة «ياسرف» بطاقة تكريرية 400 ألف برميل في اليوم، تركز على أنواع الوقود النظيفة ذات الجودة العالية المستخدمة في وسائل النقل، وقد صممت المصفاة بمواصفات محددة؛ حيث تقع على مساحة 5.2 ملايين متر مربع في ينبع الصناعية بطاقة تكريرية تبلغ 400 ألف برميل يومياً من حقل منيفة، وزودت بعناصر تشغيلية صناعية فائقة التطور.
وتُعد مصفاة «ياسرف» أكثر مصافي المملكة تطوراً؛ فهي تجمع أفضل التقنيات من جميع أنحاء العالم في مقر معالجة واحد يسمح لوحدات المعالجة التي تملكها بفصل لقيم النفط الخام الثقيل وتحويله إلى منتجات نهائية عالية الجودة، إضافة إلى أن هذه المصفاة العملاقة العالمية الطراز يُوظف مجمعها أحدث المنافع والأنظمة الخارجية لمساندة عمليات التشغيل، إلى جانب ما يرتبط بها من لقيم ومواد وسيطة وتخزين للمنتجات.
زيارة الأمير محمد بن سلمان تعزز الشراكة الإستراتيجية مع الصين
مجمع شركة فوجيان المتحدة للتكرير والبتروكيماويات التابع لأرامكو في الصين
مشروع أرامكو في الصين يتزعم الطاقات النفطية المكررة في الصين بقدرة إنتاجية 14 مليون طن سنوياً
مشروع «سابك ساينوبك» أكبر تحالفات الشركتين في القارة الآسيوية
مصفاة ياسرف ثمرة شراكة سعودية صينية