صحيح أن الجزائر مرت بظروف قاسية خلال العشرية السوداء واستطاعت أن تتجاوزها بفضل تماسك المجتمع ومواردها الطبيعية، لكن التحديات الاقتصادية اليوم تختلف جذرياً عن تلك المرحلة. في التسعينيات، كان الاقتصاد العالمي أقل ترابطاً، وكانت أسعار الطاقة مرتفعة، مما منح الجزائر هامشاً من الأمان بفضل صادراتها من النفط والغاز. أما اليوم، فالعالم يشهد تحولات اقتصادية عميقة، وتنافساً شرساً على الاستثمار، وتراجعاً في الطلب على الوقود الأحفوري مستقبلاً.
أما القول بأن "الذي ذاهب للحائط هو من ديونه تتضخم يوم بعد يوم من أجل الإسراع في مشاريع استضافة تظاهرة كرة قدم..."، فهو نقد واقعي لبعض السياسات الاقتصادية في دول الجوار، لكن الجزائر نفسها ليست بمنأى عن تحديات التمويل والإنفاق على التظاهرات الرياضية. فتمويل الرياضة في الجزائر لا يزال يعتمد بشكل كبير على إعانات الدولة، ومع غياب مصادر تمويل ذاتية قوية، تعاني الأندية من مشاكل مالية وديون متراكمة، رغم ضخ الملايير من الخزينة العمومية. وحتى مشاريع الملاعب والبنى التحتية الرياضية كثيراً ما تتعرض لانتقادات بسبب ضعف الجودة وسوء التسيير وهدر المال العام.
أما فكرة أن "الجزائر حتى لو حاصرها العالم فستعيش بخيراتها الباطنية والسطحية"، فهي تعكس ثقة في الموارد الطبيعية، لكنها أيضاً مجازفة كبيرة في عالم يتغير بسرعة. الاعتماد شبه الكلي على المحروقات يجعل الاقتصاد هشاً أمام تقلبات الأسعار، كما أن الاقتصاد الجزائري يعاني من ضعف في التنويع، وارتفاع فاتورة الاستيراد، وقلة الصادرات خارج المحروقات. هذا الوضع يجعل الجزائر بحاجة ماسة إلى إصلاحات اقتصادية حقيقية وتنمية قطاعات جديدة، وليس فقط الاتكال على الخيرات الباطنية.
ما علاقة مشاركتك هذه بالموضوع .