محتويات هذا المقال ☟
بكين تواصل قرع طبول الضغط العسكري على تايوان
اعتبرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية، أن إعلان الصين إجراء تدريبات جديدة بالقرب من تايوان، الاثنين، إشارة إلى أن بكين .قد تواصل ”قرع طبول الضغط العسكري“ على الجزيرة بعد إجراء أكبر مناوراتها على الإطلاق في المنطقة. ردًّا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، الأسبوع الماضي.
ونقلت الصحيفة عن قيادة جيش التحرير الشعبي الصيني قولها إنها تركز على إجراء ”عمليات مشتركة لمكافحة الغواصات. والهجوم البحري“ في مكان غير محدد.
ورأت الصحيفة الأمريكية، أن التدريبات الأخيرة للصين تعطي إشارات صريحة ومباشرة بأن بكين تسعى إلى ”تطبيع وجودها العسكري“ .حول تايوان؛ ما يسمح للقوات الصينية بممارسة ضغط بطيء على الجزيرة يتضمن قطع الكثير من الوصول إلى مجالها الجوي ومياهها.
ووفقًا للصحيفة، جاء إعلان الصين بعد يوم من اختتام جيشها للتدريبات لمدة 72 ساعة حول تايوان، في محاكاة فعالة للحصار.
وخلال تلك التدريبات، أطلقت الصين ما لا يقل عن 11 صاروخًا في البحر عبر شمال وجنوب وشرق تايوان، ونشرت سفنًا حربية وطائرات. مقاتلة لمحاكاة احتلال الجزيرة.
الصين لن تغزو تايوان قبل عامين
وعن احتمال غزو الصين لتايوان، نقلت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية عن كولين كال رئيس الشؤون السياسية بوزارة الدفاع الأمريكية. (البنتاغون)، قوله إن الأخيرة لم تغير التقييم الذي قدمه العام الماضي الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة،. مارك ميلي، بأن الصين من غير المرجح أن تغزو تايوان في العامين المقبلين.
وأضاف كال، أن ”هدف بكين من التدريبات كان محاولة إخضاع تايوان والمجتمع الدولي من خلال التهديد بقطع عمليات الشحن .عن المضيق“، وتابع: ”سنستمر في الطيران والإبحار والعمل حيثما يسمح لنا القانون الدولي بذلك، وهذا يشمل مضيق تايوان، وسنواصل الوقوف .إلى جانب حلفائنا وشركائنا في المنطقة.“
وتعكس تصريحات كال، محاولات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، للتقليل من أهمية التدريبات، حيث يقول المسؤولون إنها .”أكثر صخبًا من كونها مؤشرًا على نشاط عسكري“.
الخروج عن السيطرة
في سياق متصل، تساءلت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية حول ما إذا كانت الأزمة التايوانية ستخرج عن السيطرة، معتبرة أن قرار. بيلوسي بزيارة الجزيرة ولقاء رئيستها قد دفع العالم إلى حافة الهاوية والقلق من تصعيد عسكري وشيك في مضيق تايوان.
وقالت المجلة في تحليل لها: ”لا يوجد شيء اسمه أزمة يمكن الفوز بها بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان. ومع ذلك، يبدو أننا دخلنا في أزمة لا داعي لها من الأساس“. وأضافت: ”كانت رحلة بيلوسي خطوة خاطئة من البداية، وبغض النظر عن حسن النية،. فإنها فشلت في تقديم فوائد ذات مغزى لتايوان. وفي المقابل، قدمت للصين ذريعة قوية للتصعيد العسكري والدبلوماسي الحاد“.
وتابعت ”ناشيونال إنترست“: ”كما توقع معظم الخبراء، أدت رحلة بيلوسي غير الحكيمة إلى اندلاع مواجهة تشكل مخاطر جدية على تايبيه .وواشنطن على حد سواء.
ويجب أن تستعد الصين والولايات المتحدة الآن لنزع فتيل الأزمة التي أثارتها زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي إلى تايوان“. مضيفة ”يتمثل المبدأ الأول للإدارة الفعالة للأزمات بين الولايات المتحدة والصين في التوقف عن التصعيد الآخذ في الارتفاع في الأيام الأخيرة، .والعمل على مواصلة الحوار المفتوح والمتبادل بين الطرفين، وتطوير مسار نحو خروج يحفظ ماء الوجه لكلا الجانبين في أقرب وقت ممكن“.
نتائج عكسية
في غضون ذلك، رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، أن التوترات في مضيق تايوان جاءت بنتائج عكسية على اليابان التي دخلت. في دائرة التهديدات الصينية جراء التدريبات العسكرية الأخيرة لبكين.
وقالت المجلة في تحليل لها: ”كانت للمناورات العسكرية الصينية حول تايوان تداعيات واضحة على اليابان. كان من الواضح أن عرض القوة .العسكرية على بعد 70 ميلاً فقط من الأراضي اليابانية وإطلاق الصواريخ البالستية على المياه التي تسيطر عليها طوكيو. كانا بمثابة تحذير من أن البلاد تخاطر بجرها إلى أي صراع مستقبلي في المنطقة“.
وأضافت: ”في حين أن دوافع الصين في استهداف اليابان بشكل غير مباشر غير معروفة، فإن النتائج واضحة تمامًا. يجلب العمل العسكري. المكثف بشكل مدهش إحساسًا جديدًا بالإلحاح لزيادة القدرة الدفاعية لليابان، وزيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير. وربما وضع قواعد جديدة من شأنها أن تسمح للمرة الأولى بخطوات عسكرية استباقية إذا كانت اليابان في خطر“.
ونقلت المجلة عن محللين يابانيين قولهم، إن تصرفات الصين بمثابة ”تحذير مباشر“، خاصة فيما يتعلق باستضافة اليابان لأكثر من 5 آلاف. من أفراد الخدمة الأمريكية، وهو أكبر انتشار خارجي للقوات الأمريكية في العالم.
وأضاف المحللون: ”كان الغرض من التدريبات الصينية هو تهديد اليابان بشكل مباشر وجعلها تدرك أنه إذا تعاونت مع الولايات المتحدة. لاحتواء الصين أو منعها من إجراء عملية توحيد تايوان، فسوف يتم إلحاق الضرر بها“.
وتابعت ”فورين بوليسي“: ”تأتي عمليات إطلاق الصواريخ الجديدة في وقت مهم لليابان، حيث وعد رئيس الوزراء، فوميو كيشيدا. بزيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي لليابان.“
وزير خارجية تايوان: الصين تستعد لغزونا
حذر وزير خارجية تايوان جوزيف وو، يوم الثلاثاء، من أن الصين تستخدم التدريبات العسكرية التي بدأتها احتجاجا على زيارة رئيسة. مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، ذريعة للتحضير لغزو الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وأكد جوزيف وو، في مؤتمر صحفي في تايبه، أن تايوان، التي تقول الصين إنها أرض تابعة لها، ”لن تتعرض للترهيب حتى في ظل. استمرار التدريبات مع انتهاك الصين للخط الفاصل غير الرسمي في مضيق تايوان“.
وقال وو: ”الصين تستخدم التدريبات للتحضير لغزو تايوان“، وحث على ”تقديم دعم دولي لحماية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان“.
وأضاف: ”إنها (الصين) تجري تدريبات عسكرية واسعة النطاق وتطلق صواريخ وتشن هجمات إلكترونية وحملة تضليل وإكراه اقتصادي. في محاولة لإضعاف الروح المعنوية العامة في تايوان“.
وتحدث وو في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر العسكري بعد أن انتهت يوم الأحد أكبر مناورات صينية على الإطلاق حول الجزيرة، استمرت. 4 أيام وشملت إطلاق صواريخ باليستية ومحاكاة هجمات بحرية وجوية في السماء والبحار المحيطة بتايوان.
وبدأت تايوان تدريباتها العسكرية المقررة منذ فترة طويلة يوم الثلاثاء، وأطلق جيشها نيران مدافع هاوتزر في البحر في مقاطعة بينغتونغ الجنوبية.
ولم تستبعد الصين أبدا السيطرة على تايوان بالقوة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين يوم الاثنين، إن ”الصين .تجري تدريبات عسكرية عادية في مياهها بطريقة مفتوحة وشفافة ومهنية“، مضيفا أن تايوان جزء من الصين.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook