محتويات هذا المقال ☟
أزمة ذخيرة في أكرانيا وروسيا في طريقها لكسب حرب الشرق
اعتبرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن حجم ذخيرة أوكرانيا بات قضية حاسمة في معركة دونباس بشرق البلاد، وذلك في وقت تكثف. فيه روسيا من هجماتها من أجل السيطرة على إقليمي لوغانسك ودونيتسك بعد أن سيطرت على كامل مدينة سيفيرودونتسك المحورية هناك.
وأشارت الصحيفة في تحليل إخباري نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إلى أنه في معركة دونباس -التي أصبحت إلى حد كبير مبارزة مدفعية .بين القوات الروسية والأوكرانية- كانت كييف تعتمد بشدة حتى وقت قريب على ذخيرة الحقبة السوفيتية للمدفعية التي تشكل جزءا كبيرا من ترسانتها.
وأضافت أنه ”بعد أن نفدت الذخيرة بشكل يائس الآن، تناشد أوكرانيا حلفاءها لاستبدال مدفعيتها بأنظمة تستخدم ذخيرة حلف شمال. الأطلسي (الناتو)“، مشيرة إلى ”أنها أسلحة تصل ببطء مقارنة باحتياجات أوكرانيا“.
وتابعت أن ”هذه القضية كانت حاسمة في معركة دونباس في الأسابيع الأخيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن القوات الروسية تطلق ما يصل. إلى 60 ألف قذيفة في اليوم مقارنة بخمسة آلاف قذيفة لنظيرتها الأوكرانية، وذلك بسبب حقيقة أن الأخيرة اضطرت. بشكل متزايد إلى الحفاظ على الذخيرة قدر الإمكان“.
وعن أزمة أخرى في العتاد الأوكراني، ذكرت ”الغارديان“ أنه ”بينما كان حلفاء كييف في الغرب يعملون على توفير أنظمة متوافقة .مع قذائف ”الناتو“، فإن التحول الشامل للجيش الأوكراني في خضم الصراع يتخلف عن متطلبات ساحة المعركة المحتدمة الآن.
وقالت الصحيفة في هذا الشأن إن ”الأزمة الحالية بالنسبة لأوكرانيا بشأن الانتقال إلى أنظمة ”الناتو“ هي التدريب“.
ونقلت عن ماريانا بيزوغلا، نائبة رئيس لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، قولها ”لدينا ذخائر من النوع الجديد، لكننا ما زلنا نفتقر إلى الأسلحة لإطلاقها“.
أكرانيا تطلب المزيد من السلاح
يأتي ذلك في وقت ناشد فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، قادة مجموعة الدول السبع المجتمعين في ألمانيا منذ الأحد. الحصول على مزيد من ”الدعم العسكري والسياسي والمالي من الحلفاء لإخراج روسيا من الأراضي التي تم احتلالها حديثا قبل أن يسمح الطقس البارد للغزاة بتعزيز مكاسبهم“.
ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية عن أحد مساعدي زيلينسكي قوله إن الأخير أبلغ الزعماء أن الشتاء الأوكراني القاسي .سيجعل من الصعب على قواته الدفاع عن مواقعهم والحفاظ على خطوط الإمداد إلى الجبهة، موضحًا أن ”الأرض المجمدة ستسهل. على القوات الروسية الغازية نقل الدبابات والمدفعية والإمدادات“.
وأضاف المصدر، وفقًا للصحيفة، أن زيلينسكي شدد على أن الوقت الحالي ليس هو الوقت المناسب للتفاوض مع روسيا، قائلا .”ستتفاوض أوكرانيا عندما تكون في وضع يمكّنها من ذلك، أي عندما تعيد تأسيس موقف قوي“.
هل تربح روسيا الحرب؟
ذكرت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن روسيا ”ربما تدفع ثمناً باهظاً لتقدمها الزاحف“ في منطقة دونباس الشرقية، لكنها أشارت. إلى أنه ”مع وجود المزيد من قوات الاحتياط في طريقها والاستعداد لقصف المدن لإخضاعها، يعتقد بعض المحللين أن موسكو ستستولي في النهاية على .المنطقة الصناعية الإستراتيجية.
وقالت الصحيفة في تحليل لها ”في هذه المرحلة، وبعد أن حقق الحد الأدنى من أهدافه، سيميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. إلى عرض وقف إطلاق النار على أوكرانيا، والذي قد يقسم الناتو في وقت يحتاج فيه التحالف الغربي للوحدة أكثر من أي وقت مضى“.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم ”لن يقبل الأوكرانيون هذه الهدنة، لكنه (بوتين) سيعرضها لأنها ستؤدي إلى مزيد من الانقسام. في صفوف الناتو، فعلى سبيل المثال، سبق أن اتهمت بريطانيا فرنسا بمحاولة إجبار الرئيس الأوكراني على قبول اتفاق سلام سيّئ“.
وأشارت ”التايمز“ إلى أن بريطانيا لا تؤيد أي اتفاق مع الروس ”بسبب مخاوف من أن ذلك سيمنح بوتين الوقت لتجديد قواته .المستنزفة قبل أن يرسل القوات مرة أخرى لمحاولة الاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية“.
وبعد سقوط مدينة سيفيرودونتسك، الجمعة، قالت الصحيفة إن المخابرات البريطانية تعتقد أن أسبوعا من القصف العنيف المستمر. يشير إلى أن روسيا تحاول الآن استعادة الزخم على محور إيزيوم الشمالي، بعد أن فشلت في القيام بذلك في وقت سابق.
وأضافت الصحيفة أن القوات الروسية تحاول أيضًا تحسين مواقعها شمال خاركيف، في شمال شرق البلاد، ”من خلال شن هجمات .محدودة وغير ناجحة على طول الخطوط الأمامية المتنازع عليها“.
المكاسب الروسية يمكن عكسها
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري غربي قوله إن ”المكاسب الروسية يمكن عكسها إذا كان الغرب لديه الإرادة والمال .والتدريب، وإذا كان بإمكان أوكرانيا أن تتحمل فترة طويلة بما يكفي لبناء قدرة هجومية جوية وبرية للرد“.
ولتحقيق هذا، قالت الصحيفة ”يجتمع حلفاء الناتو في قمة في مدريد اليوم حتى الخميس، حيث سيناقشون حزمة أخرى من الدعم لأوكرانيا.ومن المتوقع أن يشمل ذلك قدرات الاتصال الآمن والوقود الذي تشتد الحاجة إليه في ساحة المعركة“.
في غضون ذلك، قال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الميجور جنرال كيريلو بودانوف، إن انسحاب قوات بلاده من مدينة سيفيرودونتسك. بعد أسابيع من القتال ضد القوات الروسية في المدينة الشرقية خطوة ”تكتيكية“ لتجنب تكرار حصار مصنع ”آزوفستال“ المشؤوم في ماريوبول.
وأضاف المسؤول الأوكراني _في مقابلة مع صحيفة ”فاينانشال تايمز“_ أن أوامر الانسحاب، الجمعة، كانت بسبب أسابيع .من المدفعية الثقيلة الروسية التي أدت إلى ”تسوية سيفيرودونتسك بالأرض“.
وتابع بودانوف ”لذلك تحركت القوات الأوكرانية من سيفيرودونتسك إلى مناطق مرتفعة غربًا عبر نهر سيفيرسكي دونتس إلى المدينة الشقيقة. ليسيتشانسك، والمناطق المحيطة بها،“ موضحاً أن هذا الانسحاب سيجعل من ”الصعب للغاية“ على القوات الروسية المتمركزة على الضفة الشرقية للنهر العبور والتقدم.
واختتم بودانوف حديثه مع الصحيفة البريطانية قائلا ”إن الغرب بحاجة إلى تقديم المساعدة بجدية أكبر وإلا فإن الحرب. ستمتد لفترة أطول، مع تكاليف أعلى لأوكرانيا والعالم“.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook