الحرب الروسية الأوكرانية تعصف بجيوب الأمريكيين وأمريكا تقترب من عتبة الألم

الحرب الروسية الأوكرانية تعصف بجيوب الأمريكيين وأمريكا تقترب من عتبة الألم

رأت وكالة ”أسوشيتد برس“ الأمريكية، أن الحرب في أوكرانيا قد تؤثر على جيوب الأمريكيين أكثر من حربي أفغانستان والعراق.
وذلك في الوقت الذي بدأ فيه العالم يشعر سريعا بـ“الاضطراب المالي“ لأكبر حملة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت الوكالة في تقرير لها نشرته أمس السبت، إنه ”دون إرسال قوات أمريكية للمشاركة بشكل مباشر، يمكن أن يكون للحرب في أوكرانيا.
تأثير بعيد المدى على قطاع عريض من الأمريكيين أكبر من حربي أفغانستان والعراق“.

وأشار التقرير إلى أن ”الصراع في أفغانستان والعراق أودى بحياة أكثر من 6900 جندي أمريكي و7500 متعاقد مع الجيش الأمريكي.
وتجاوز الإنفاق الأمريكي 2.3 تريليون دولار“.

وأضاف: ”لكن تلك الحروب لم يكن لها تأثير يذكر على الكيفية التي يعيش بها الغالبية العظمى من الأمريكيين حياتهم اليومية“.

تضاريس صعبة

وتابعت الوكالة أنه ”بعد 5 أشهر من انتهاء الحرب في أفغانستان، يدخل الأمريكيون مرحلة صعبة ومعقدة مع الغزو الروسي لأوكرانيا..

وبينما يعد الرئيس جو بايدن، بأنه لا ينوي المشاركة المباشرة بالحرب، فقد أقر بأن الحرب التي شنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي على جيوب الأمريكيين“.

وقال بايدن، في خطاب للأمريكيين، يوم الثلاثاء: ”دكتاتور روسي يغزو دولة أجنبية جعل الكثيرين يدفعون الثمن في جميع العالم“.

وأشارت ”أسوشيتد برس إلى أن ”العالم بدأ يشعر بالاضطراب المالي لأكبر حملة عسكرية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، إذ شهد الأسبوع الماضي .

ارتفاع أسعار النفط الخام الأمريكي بنحو 13%، فيما وصلت تكلفة الغاز الطبيعي لمستوى قياسي في أوروبا، إذ أججت الحرب مخاوف السوق. من حدوث صدمة في المعروض“.

وشهدت مؤشرات سوق الأسهم الرئيسية، المتقلبة منذ أسابيع، المزيد من الخسائر، فيما حذر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
من أن ”الأسوأ لم يأت بعد“ بعد مكالمة هاتفية مطولة يوم الخميس مع الرئيس الروسي.

مواجهة بوتين

وقالت الوكالة: ”هناك دلائل في واشنطن وكل العواصم الأوروبية على مواجهة الرئيس الروسي، والاستعداد لتحمل بعض الآلام الاقتصادية“.

وتابعت: ”إنها لهجة مختلفة بشكل ملحوظ عما كانت عليه في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر التي حفزت حرب أفغانستان“، لافتة إلى أن ”.

الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، ناشد الأمريكيين وقتها الوقوف ضد الإرهاب بالعودة إلى العمل“، بينما حاولت إدارته استعادة الثقة في صناعة الطيران الأمريكية.

وفي واشنطن، سابقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، البيت الأبيض، في الأيام الأخيرة، في الضغط من أجل فرض عقوبات تستهدف.

بشكل مباشر قطاع الطاقة في روسيا، بحسب وكالة ”أسوشيتد برس“ التي قالت إن ”الإدارة كانت مترددة في استهداف النفط الروسي.
خشية أن تؤدي مثل هذه الخطوة لتعريض اقتصادات الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين للخطر“.

حالة طوارئ وطنية

وقدم النائبان في مجلس الشيوخ الأمريكي، جو مانشين وليزا موركوفسكي، مشروع قانون لوقف واردات النفط الروسية إلى الولايات المتحدة.

من خلال إعلان حالة طوارئ وطنية، وهو أمر يمكن أن يفعله الرئيس الأمريكي بمفرده، بحسب التقرير.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين يعتقدون بشكل متزايد أن الولايات المتحدة قد تضطر إلى فعل المزيد لمساعدة أوكرانيا.

ورأى 45% من الأمريكيين في الأيام التي تلت غزو روسيا، أن الولايات المتحدة ”لم تفعل سوى القليل“، فيما قال 37% آخرون.
إن الولايات المتحدة ”كانت تقوم بالعمل الصحيح“، وأجاب 7% فقط بأن الجهود كانت ”أكثر من اللازم“.

الإجراءات الألمانية

وفي ألمانيا، سارع المستشار أولاف شولتز، لتجميد خط أنابيب ”نورد ستريم 2“ – وهو خط أنابيب غاز روسي إلى ألمانيا تم استكماله.
مؤخرا بقيمة 11 مليار دولار – إلى أجل غير مسمى بمجرد غزو روسيا، وهو ما يختلف تماما عن الموقف الألماني السابق.

كما تراجعت الحكومة الألمانية عن سياستها المتبعة منذ فترة طويلة المتمثلة في عدم إرسال أسلحة إلى منطقة نزاع، وأعلنت أنها سترسل.
أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة متطورة إلى أوكرانيا، فيما أعلنت أيضا أنها ستزيد ميزانيتها الدفاعية بمقدار 3 أضعاف.

وحتى المجر، التي قاوم رئيسها القوي الموالي لروسيا، فيكتور أوربان، التحدث علانية ضد روسيا في الفترة التي سبقت الحرب.
أدانت العمل العسكري الروسي، وأعربت عن دعمها للعقوبات، ووافقت على منح حماية مؤقتة للاجئين الأوكرانيين.

عتبة الألم

وقالت ”أسوشيتد برس“: ”الآن، مع ارتفاع التكاليف على الاقتصادات الغربية، سيتم اختبار عتبة الألم، التي يواجهها الرئيس الأمريكي والحلفاء بشكل أكبر..

وعندما سئل عن ثقة الإدارة في الوحدة مع ارتفاع تكاليف الحرب، سعى السكرتير الصحفي للبيت الأبيض إلى إعادة التركيز على الرئيس الروسي“.

ورأى المؤرخ في جامعة ”إنديانا بوليس“ الأمريكية، إدوارد فرانتز، أن ”بايدن يتجه نحو فترة جيدة في السياسة الخارجية بعد النهاية الفوضوية للحرب الأمريكية في أفغانستان“.

وأشار إلى أنه ”بقدر ما كان الانسحاب متشابكا ومؤلما، فقد أتم بايدن وعد حملته الانتخابية بإنهاء الحرب في أفغانستان، وهو أمر فشل .
أسلافه الثلاثة في القيام به“.

كما سمح له أيضا بتحويل تركيز واشنطن بشكل كامل إلى ما يعتبره بايدن تحديًا مركزيًا في السياسة الخارجية لأمريكا، وهو مواجهة . صعود الصين اقتصاديا وعسكريا.

وقال فرانتز: ”الآن، بدلا من ذلك، عدنا إلى الحرب الباردة.. وإذا كان هذا مشروعا طويلا – ويبدو بالتأكيد أنه سيكون كذلك –.

فإن الرئيس يواجه الآن التحدي المتمثل في الشرح للأمريكيين، لماذا تشكل معاناتنا الاقتصادية بسبب أوكرانيا أهمية.. هذا لن يكون سهلا“.

الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook