في حوار مع صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية..
الوليد بن طلال: لا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا

sdfhg.png

الاثنين 21 ربيع الأول 1436 الموافق 12 كانون الثاني (يناير) 2015
القاهرة- دينا مصطفى


بعدما وصفته بالمستثمر الذكي، اهتمت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية بإجراء حوار مع الأمير الوليد بن طلال حول أزمة انخفاض أسعار النفط، حيث حرص الأمير بالإعلان صراحة عن تأييده التام للقرار الشجاع الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من النفط بالرغم من تيقنه التام بأن سعر الـ 100 دولار للبرميل ولَّى ولن يعود.



وأكد الأمير، خلال الحوار، أن هذا الانخفاض الدراماتيكي الذي طرأ على أسعار البترول في الفترة القصيرة الماضية كان مفاجأة للجميع وأنه لا يمكن لأحد من المسؤولين في العالم أن يدعي أنه كان يتوقع هذا الانخفاض.



وبالرغم من اعتراف الأمير بعدم رضائه التام عن معظم الإجراءات التي اتخذها كل من وزير البترول والمالية بالمملكة في الفترة الأخيرة إلا أنه أكد تأييده التام للقرار التاريخي الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من البترول، فقد أظهر القرار ما يتمتع به المسؤولون بالمملكة من حكمة وذكاء وسرعة بديهة.



واستطرد الأمير قائلا: لقد تمكنت المملكة بهذا القرار من خفض التبعات السلبية التي كانت ستصيب اقتصادنا، فنحن الآن نعاني الأسعار المنخفضة، أما إن كانت المملكة وافقت على خفض إنتاجها لكنَّا أصبحنا اليوم نعاني أمرين قلة الانتاج وقلة الأسعار.



وأكد الأمير أن المملكة أثبتت بقرارها هذا أنها استفادت من تجربتيها السابقتين اللتين تعرضت لهما في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عندما وافقت على خفض انتاجها لتفاجأ بعد ذلك بأن الدول الأخرى المنتجة للبترول لم تقم بخفض انتاجها بالمثل ما تسبب في ضياع حصة المملكة في السوق العالمية.



وأوضح الأمير أن كثرة الجهات المنتجة للبترول؛ فالعراق وليبيا مستمرتان في إنتاج البترول، بالرغم من الصراع المرير الدائر داخلهما، بالإضافة لبطء النمو الاقتصادي الذي تشهده بعض القوى الاقتصادية، مثل اليابان الذي وصل نموها الاقتصادي لصفر والصين التي وصل نموها الاقتصادي لـ6% والهند التي وصل نموها لـ 7%.



وعند سؤاله عن ما ذكرته بعض التقارير الإخبارية أن المملكة اتخذت هذا الإجراء من أجل تأديب روسيا، أكد الأمير أن كل هذا الكلام هراء؛ لأن المملكة باعتبارها من أكبر الدول المصدرة للبترول أصابها ضرر بالغ من جراء هذا الانخفاض تمامًا مثل الضرر الواقع على روسيا، فلا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا.

 
في حوار مع صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية..
الوليد بن طلال: لا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا

sdfhg.png

الاثنين 21 ربيع الأول 1436 الموافق 12 كانون الثاني (يناير) 2015
القاهرة- دينا مصطفى


بعدما وصفته بالمستثمر الذكي، اهتمت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية بإجراء حوار مع الأمير الوليد بن طلال حول أزمة انخفاض أسعار النفط، حيث حرص الأمير بالإعلان صراحة عن تأييده التام للقرار الشجاع الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من النفط بالرغم من تيقنه التام بأن سعر الـ 100 دولار للبرميل ولَّى ولن يعود.



وأكد الأمير، خلال الحوار، أن هذا الانخفاض الدراماتيكي الذي طرأ على أسعار البترول في الفترة القصيرة الماضية كان مفاجأة للجميع وأنه لا يمكن لأحد من المسؤولين في العالم أن يدعي أنه كان يتوقع هذا الانخفاض.



وبالرغم من اعتراف الأمير بعدم رضائه التام عن معظم الإجراءات التي اتخذها كل من وزير البترول والمالية بالمملكة في الفترة الأخيرة إلا أنه أكد تأييده التام للقرار التاريخي الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من البترول، فقد أظهر القرار ما يتمتع به المسؤولون بالمملكة من حكمة وذكاء وسرعة بديهة.



واستطرد الأمير قائلا: لقد تمكنت المملكة بهذا القرار من خفض التبعات السلبية التي كانت ستصيب اقتصادنا، فنحن الآن نعاني الأسعار المنخفضة، أما إن كانت المملكة وافقت على خفض إنتاجها لكنَّا أصبحنا اليوم نعاني أمرين قلة الانتاج وقلة الأسعار.



وأكد الأمير أن المملكة أثبتت بقرارها هذا أنها استفادت من تجربتيها السابقتين اللتين تعرضت لهما في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عندما وافقت على خفض انتاجها لتفاجأ بعد ذلك بأن الدول الأخرى المنتجة للبترول لم تقم بخفض انتاجها بالمثل ما تسبب في ضياع حصة المملكة في السوق العالمية.



وأوضح الأمير أن كثرة الجهات المنتجة للبترول؛ فالعراق وليبيا مستمرتان في إنتاج البترول، بالرغم من الصراع المرير الدائر داخلهما، بالإضافة لبطء النمو الاقتصادي الذي تشهده بعض القوى الاقتصادية، مثل اليابان الذي وصل نموها الاقتصادي لصفر والصين التي وصل نموها الاقتصادي لـ6% والهند التي وصل نموها لـ 7%.



وعند سؤاله عن ما ذكرته بعض التقارير الإخبارية أن المملكة اتخذت هذا الإجراء من أجل تأديب روسيا، أكد الأمير أن كل هذا الكلام هراء؛ لأن المملكة باعتبارها من أكبر الدول المصدرة للبترول أصابها ضرر بالغ من جراء هذا الانخفاض تمامًا مثل الضرر الواقع على روسيا، فلا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا.


الأمير الوليد يتكلم بلسان رجل الأعمال والمستثمر وهو خاسر أيضاً في هذه الحرب (كرجل أعمال ينتفع من الإنفاق الحكومي على المشاريع) ..
 
الحفر في حقول الزيت الصخري يفقد جدواه الاقتصادية
مختصون لـ "الاقتصادية": هبوط النفط سيستمر لأسابيع .. ومرشح للاستقرار عند 40 دولارا
ca38f4bcc454eb4b09c715acf583b310_w570_h650.jpg

الإنفاق العالمي على إنتاج النفط سيتراجع 17 في المائة إلى 571 مليار دولار خلال عام 2015. "رويترز"



أسامة سليمان من فيينا



توقع مختصون نفطيون أن تستمر أسعار الخام في اتجاه الهبوط خلال الأسابيع القليلة المقبلة، قبل أن تستقر عند 40 دولارا للبرميل.

يأتي ذلك في وقت بدأت فيه شركات النفط والغاز الأمريكية تخفض خططها للإنفاق الرأسمالي في عام 2015 وسط مصاعب تواجه صناعة الزيت الصخري تعرقل مشاريعها التوسعية، نتيجة ضعف أسعار النفط التقليدي في الأسواق.

وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور كريستوف لايتل رئيس الغرفة الاقتصادية النمساوية، "إن الاستثمارات في القطاع النفطي بشكل عام تواجه أزمة كبيرة ولا بد من تقييم تلك المشاريع لتعيد حساباتها حتى تستمر في جدواها الاقتصادية، مشيرا إلى تقرير صدر عن بنك باركليز أظهر أن شركات النفط والغاز قد تخفض الإنفاق على أنشطة التنقيب والإنتاج في أمريكا الشمالية بنسبة 30 في المائة أو أكثر في العام الحالي إذا ظلت أسعار الخام الأمريكي في نطاق 60-50 دولارا للبرميل.

وأضاف لايتل لـ "الاقتصادية"، أن "مراجعة الخطط الاستثمارية أصبحت توجهاً أساسياً لكل الشركات النفطية مع اتجاه واسع لتقليص النفقات، وربما العمالة أيضا"، لافتاً إلى أن تقرير بنك باركليز أكد أن الإنفاق في أمريكا الشمالية سينخفض 14.1 في المائة في حين سينخفض الإنفاق العالمي 6.7 في المائة.

وأوضح رئيس الغرفة الاقتصادية النمساوية أن بوادر الانكماش الاستثماري بدأت تتضح بشكل كبير في عديد من الدول المنتجة، وقد أعد عديد من الشركات الأمريكية بالفعل ميزانيات أصغر بكثير للعام الحالي بل وقلص بعضها عدد منصات الحفر التي تستخدمها نظرا لكون الحفر في عدد من حقول النفط الصخري بات غير ذي جدوى اقتصادية بالأسعار الحالية.

وأوضح لايتل أن تداعيات الأزمة ستطال الشركات الأمريكية في الأساس وإنتاج النفط الصخري نظرا للارتفاع الكبير في تكلفة الإنتاج وحداثة تجربته مقارنة بإنتاج النفط التقليدي في الشرق الأوسط الذى يتسم بانخفاض تكلفة الإنتاج، ما يشير إلى أن تلك المنطقة من العالم ستحتفظ نسبيا بقوتها الإنتاجية والاستثمارية في السوق.

ويقول إيجور ياكوفلف المحلل الروسي لـ "الاقتصادية"، "إن وقع الأزمة كبير على الاقتصاد الروسي ولكن موسكو لديها آليات جيدة للتعامل مع الأزمة ومنها تخفيض الإنفاق والتوسع في تسويق المنتجات النفطية وغيرها من الآليات المهمة"، مشيرا إلى أن تخفيض مؤسسة فيتش التصنيف الائتماني لروسيا إلى «- بي بي بي» مع توقعات سلبية يجيء في إطار الانخفاض الحاد في أسعار النفط والروبل، ولكن موسكو قادرة على استعادة التوازن خاصة في ضوء توقعات باستعادة أسعار النفط لمستويات جيدة في منتصف العام الجاري.

وأكد ياكوفلف أن توقعات مؤسسة التصنيف الائتماني بانكماش الاقتصاد الروسي 4 في المائة خلال عام 2015 يتطلب الإسراع في الاستعانة بخطط اقتصادية بديلة وتخفيض الإنفاق العام والعمل بشكل جدي على تنويع الموارد وتحسين المؤشرات الاقتصادية.

وأوضح المحلل الروسي أن وقع الأزمة يطال كل المنتجين الكبار بدرجات متفاوتة وهو اختبار لصلابة اقتصاديات هذه الدول وقدرتها على إدارة الأزمات، مشيرا إلى تقرير صدر عن شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يؤكد أن عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة انخفض بواقع 61 للأسبوع الخامس على التوالي في مواجهة تهاوي سعر الخام، وهو ما يعد أكبر انخفاض خلال 24 عاما، في الوقت الذي تخفض فيه الشركات عدد المنصات النفطية.

ووصف ياكوفلف الهبوط الحاد لأسعار النفط بنسبة نحو 55 في المائة منذ الصيف الماضي بالتجربة الفريدة التي تواجه المنتجين والاقتصاد العالمي بشكل عام وتتداخل فيها عوامل اقتصادية وسياسية وهو ما دفع كثيرا من شركات النفط والغاز العالمية إلى خفض خططها للإنفاق الرأسمالي في العام الجاري.

وشدد ياكوفلف على أهمية التوسع في الاعتماد على الطاقات البديلة كحل أساسي لتقليل تبعات انهيار أسعار النفط الخام، موضحا أن تقارير اقتصادية رصدت زيادة عدد المنصات الباحثة عن الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.

وذكرت بيانات لشركة بيكر هيوز للخدمات النفطية أن عدد المنصات النفطية انخفض إلى 1421 في أسبوع حتى اليوم التاسع من كانون الثاني (يناير) وهو أدنى مستوى منذ شباط (فبراير) المقبل.

وانخفض عدد المنصات النفطية في عشرة من بين الأسابيع الثلاثة عشر الأخيرة منذ بلغ مستوى قياسيا 1609 منصات. ورغم الانخفاض الأخير في عدد المنصات لا يزال العدد أعلى مقارنة بنظيره في الفترة نفسها من العام الماضي عندما بلغ 1393 منصة. من جهتها، تقول أمريتا إنج المحللة السنغافورية لـ "الاقتصادية"، "إن التنسيق والتشاور المستمر بين كبار المنتجين أصبح ضرورة ملحة في الوقت الراهن مقارنة بأي وقت سابق"، مشيرة إلى أنه في هذا الإطار يمكن أن نفسر زيارة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قبل يومين إلى طهران لبحث التنسيق لمواجهة الانخفاض الحاد في أسعار النفط. وأوضحت إنج أن إيران وفنزويلا العضوان المهمان في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تعانيان معا تدهور أسعار النفط حاليا لمستويات قياسية دون الـ 50 دولارا للبرميل وهو ما يهدد اقتصادات الدولتين اللتين تعتمدان بشكل أساسي على تصدير النفط الخام.

وأشارت إنج إلى أن السوق تعاني حالياً حالة التحدي والعناد بين المنتجين لأن "أوبك"، ترفض نهائيا التفكير في خفض الإنتاج وتحمل المنتجين خارج "أوبك" المسؤولية عن تخمة المعروض وتنتظر منهم المبادرة بالتخفيض وتؤكد أنها لن تخفض الإنتاج بمفردها، وتحمل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة المسؤولية عن تخمة المعروض في السوق.

ونبهت المحللة السنغافورية إلى تقارير تؤكد ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة النفطي من نحو خمسة ملايين برميل يوميا إلى ما يزيد على تسعة ملايين برميل يوميا على مدى السنوات الست الماضية، مسجلا مستوى قياسيا مرتفعا في نحو 30 عاما مدعوما بإنتاج النفط الصخري.

وذكرت إنج أن إحصائيات تتوقع تراجع الإنفاق الرأسمالي العالمي على تنقيب وإنتاج النفط مع تواصل هبوط أسعاره واتجاه الشركات نحو خفض النفقات لتدني العوائد، موضحة أن الإحصائيات تشير إلى أن الإنفاق العالمي سيتراجع 17 في المائة إلى 571 مليار دولار خلال عام 2015، وذلك بعد إجراء دراسات على 476 شركة تعمل في مجال النفط والغاز.

وكانت سلة خام "أوبك" قد شهدت سلسلة من الانخفاضات المتتالية منذ بدء العام الجديد لتهبط من 51.84 دولار للبرميل إلى 44.85 دولار للبرميل إلا أنها شهدت الخميس الماضي تحسنا نسبيا حيث سجلت 45.74 دولار للبرميل.

من جهة أخرى، استمر تراجع أسعار النفط على نحو كبير خلال تعاملات الأسبوع الماضي حيث هبطت لأول مرة منذ سنوات أسعار التعاملات الفورية عن التعاملات الآجلة وسط توقعات باستمرار نفس الحالة في الأسبوع الجاري ولم تظهر مؤشرات جديدة عن تحسن ظروف السوق.

وسجلت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت والنفط الأمريكي أدنى مستوياتها منذ نيسان (أبريل) 2009 وأغلقت على سابع خسارة أسبوعية على التوالي رغم أن الأسعار تعافت من مستوياتها المنخفضة بعد صدور بيانات أظهرت هبوطا حادا في عدد منصات الحفر النفطية العاملة في الولايات المتحدة.

ونزل برنت دون 49 دولارا للبرميل لكنه أغلق فوق 50 دولارا بعدما أظهر تماسكه الأسبوع الماضي عقب تصريح شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية بأن عدد منصات الحفر الباحثة عن النفط في الولايات المتحدة انخفض بواقع 61 هذا الأسبوع وهو أكبر انخفاض في 24 عاما. ولم يطرأ على أسعار الخام تغير كبير خلال الجلستين الماضيتين بعدما هوت نحو 10 في المائة خلال اليومين الأولين من الأسبوع، فيما نزل سعر العقود الآجلة لبرنت 85 سنتا عند التسوية إلى 50.11 دولار للبرميل بعدما تراجع في وقت سابق من الجلسة إلى 48.90 دولار.

وتراجع الخام الأمريكي 43 سنتا عند التسوية إلى 48.36 دولار للبرميل بعدما نزل في وقت سابق إلى 47.16 دولار للبرميل، وخلال الأسبوع خسر الخام الأمريكي 8 في المائة في حين هوى برنت بنسبة 11 في المائة.


 
الأمير الوليد يتكلم بلسان رجل الأعمال والمستثمر وهو خاسر أيضاً في هذه الحرب (كرجل أعمال ينتفع من الإنفاق الحكومي على المشاريع) ..

انا اتوقع انه جائه اتصال تأديبي يبين حجمه ويبين انه لايفقه فيما يتكلم عنه لو تلاحظ ان طريقة كلامه تغيرت 180 درجه من شخص كان يقلل من قدر وزير النفط ومن شخص يطالب بمناظره مع وزير الماليه الى شخص مؤيد لقرار الحكومه في لمح البصر
الوليد اخر رجل يفقه في الاقتصاد فجميع استثماراته هي شراء اسهم في شركات وشراء وانشاء العقارات لايقارن بأغلب تجار المملكه الذين يقومون بأنشاء المصانع والمزارع والمناجم فهم فعلا من مارسوا التجاره اكثر منه قارن بين شخص مثل سليمان الراجحي الذي انشأ شركات صناعيه وشركات زراعيه بشخص يشتري اسهم هذه الشركات اي انه لايبذل اي مجهود اطلاقا بل حتى ان عدد موظفينيه لايتجاوز 100 موظف واغلبهم لبنانيون
 
يمثل تحديا لتهديدات أوباما باستخدامه حق الفيتو
الجمهوريون يمررون مشروع قانون خط أنابيب «كيستون» المثير للجدل
be3735ae4ca4a8f2946fd3835af3023a_w570_h650.jpg

بناء خط أنابيب كيستون إكس إل من الحدود الكندية إلى ولاية تكساس يثير جدلا في امريكا. "رويترز"



«الاقتصادية» من الرياض



نجح مجلس النواب الأمريكي أمس في تمرير مشروع قانون يتعلق بمشروع بناء خط أنابيب للنفط المثير للجدل في خطوة من قبل الأغلبية الجمهورية الجديدة تمثل تحديا لتهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستخدامه حق النقض الفيتو.

وبحسب "الألمانية"، فقد وافق مجلس النواب بأغلبية 266 صوتا مقابل 153 على مشروع القانون الذي يسمح ببناء خط أنابيب كيستون إكس إل من الحدود الكندية إلى ولاية تكساس الأمريكية، ومن المقرر أن يصوت مجلس الشيوخ على مشروع القانون الأسبوع المقبل.

ووافقت محكمة "نبراسكا" العليا أول أمس على المشروع المقترح لإنشاء خط أنابيب "كيستون إكس إل" لنقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة، وهو ما يمهد الطريق لإزالة العقبة الرئيسية لإطلاق هذا المشروع.

ويسدل هذا الحكم الستار عن التحدي القانوني لقانون "نبراسكا" الذي أتاح للجمهوريين التصميم على إنشاء مشروع خط الأنابيب في الولاية.

كانت إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" قد أعلنت في وقت سابق أن القضية أمام محكمة "نبراسكا" هي السبب الرئيس لتأجيل القرار النهائي حول المشروع.

واقترح الحرب الجمهوري إنشاء هذا المشروع، ويبدو أنهم في طريقهم لتمريره عبر مجلسي الشيوخ والنواب في ضوء هيمنتهم على أغلبية المقاعد، ولكن الرئيس "أوباما" أعلن معارضته للمشروع وأنه سوف يستخدم حق النقض "الفيتو" لعرقلة مشروع قانون "كيستون".

ويرى الرئيس الأمريكي أن مشروع "كيستون إكس إل" سيكون له أثر ضئيل في أسعار الوقود في الولايات المتحدة، وذلك وفقاً لبيان المتحدث الرسمي للبيت الأبيض "جوش إرنست".

ويريد أعضاء الحزب الجمهوري تصديق "أوباما" على مشروع خط الأنابيب الذي سينقل النفط من كندا، فيما أضاف المتحدث الرسمي للبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سينتظر طرح أي تشريع مقترح قبل أن يتخذ قراراً باستخدام "الفيتو" من عدمه.

وخالف مجلس الشيوخ التوقعات في تشرين الثاني(نوفمبر) وفشل في تمرير مشروع خط الأنابيب "إكس إل" وأعلن البيت الأبيض حينها معارضة "أوباما" للمشروع ملوحاً باستخدام "الفيتو".


 
انا اتوقع انه جائه اتصال تأديبي يبين حجمه ويبين انه لايفقه فيما يتكلم عنه لو تلاحظ ان طريقة كلامه تغيرت 180 درجه من شخص كان يقلل من قدر وزير النفط ومن شخص يطالب بمناظره مع وزير الماليه الى شخص مؤيد لقرار الحكومه في لمح البصر
الوليد اخر رجل يفقه في الاقتصاد فجميع استثماراته هي شراء اسهم في شركات وشراء وانشاء العقارات لايقارن بأغلب تجار المملكه الذين يقومون بأنشاء المصانع والمزارع والمناجم فهم فعلا من مارسوا التجاره اكثر منه قارن بين شخص مثل سليمان الراجحي الذي انشأ شركات صناعيه وشركات زراعيه بشخص يشتري اسهم هذه الشركات اي انه لايبذل اي مجهود اطلاقا بل حتى ان عدد موظفينيه لايتجاوز 100 موظف واغلبهم لبنانيون

فعلاً وأتفق مع كلامك تماماً .. الأمير الوليد لم يقم بدوره في إنعاش القطاع الخاص وقيادة الإقتصاد السعودي نحو إنتاجية أعلى
وبشكل عام الوليد تواجد في السوق السعودي عندما إرتفع الإنفاق الحكومي بعد إرتفاع النفط وكان قبل إرتفاع النفط يستثمر أمواله فقط في الخارج
(الذاكرة لا تنسى)
 
إيران وفنزويلا تحضان «أوبك» على دعم أسعار النفط


«الاقتصادية» من الرياض



دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي يزور طهران حالياً إلى التعاون داخل منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من أجل دعم اسعار النفط.

ووفقاً لـ "الفرنسية"، فقد صرح روحاني خلال استقباله لمادورو أن تعاون دول أوبك سيسهم في استقرار الأسعار عند مستوى مقبول في 2015، فيما طالب مادورو من جهته بتعاون الدول المصدرة من أجل إعادة استقرار أسعار النفط الذي يعد منتجاً استراتيجياً لكلتا الدولتين.

ووصل مادورو إلى طهران مساء أمس في زيارة تستمر 24 ساعة هي الأولى له إلى هذا البلد منذ توليه الحكم في 2013، وتعاني إيران وفنزويلا العضوتان في «أوبك» تدني أسعار النفط الذي تراجع إلى ما دون 50 دولارا للبرميل.

وعززت إيران وفنزويلا علاقاتهما السياسية والاقتصادية منذ العقد الأول للألفية الحالية، فقد طور الرئيسان السابقان محمود أحمدي نجاد وهوجو تشافيز هذه العلاقات من خلال التشديد على سياستهما المشتركة المعادية للولايات المتحدة.

وشدد روحاني على أن إيران ستواصل تعاونها مع فنزويلا في مجالات السكن والنقل والصناعة والتغذية والأدوية لتلبية حاجات هذا البلد، بينما دعا مادورو إلى استمرار وجود الشركات الإيرانية في فنزويلا التي يمكن أن تشكل قاعدة جيدة للصادرات الإيرانية باتجاه أمريكا اللاتينية.

وأبلغت فنزويلا حلفاءها في أمريكا اللاتينية أنها تريد توسيع برنامج البتروكاريبي الذي يضم 18 دولة، لتوفير النفط بشروط تفضيلية في الوقت الذي يزيد فيه هبوط أسعار النفط من الضغوط على الاقتصاد الفنزويلي.

وكان الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو تشافيز قد أسس برنامج البتروكاريبي في 2005 لمساعدة الدول المجاورة على مواجهة ارتفاع أسعار الطاقة، حيث يتيح لها تمويل 60 في المائة من مشترياتها.


 
محنة أسعار النفط تدفع فنزويلا وإيران إلى الاستنجاد بالسعودية

خبراء يستبعدون إمكانية استجابة الرياض للنداء الإيراني الفنزويلي لخفض إنتاج النفط.

العرب
feather.png
[نُشر في 12/01/2015، العدد: 9795، ص(1)]


_42548_16.jpg

الضغوط الإقتصادية تحشر إيران وفنزويلا في الزاوية

لندن – دفعت الضغوط الاقتصادية إيران وفنزويلا إلى العمل على إيجاد حلول واقعية لإنهاء أزمة تراجع أسعار النفط عالميا وذلك من خلال التوجه للحديث مباشرة إلى السعودية، كبرى الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
ويقوم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بزيارة إلى الرياض بعدما أجرى محادثات في طهران حول تدهور أسعار النفط الذي تراجع إلى ما دون عتبة الخمسين دولارا للبرميل الواحد.

ووصل مادورو في وقت متأخر ليل السبت إلى الرياض حيث استقبله الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد في السعودية، فيما التقى لاحقا بولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

لكن أغلب التوقعات ترجح أن مادورو يحمل رسالة إلى السعوديين تتمحور حول إمكانية التوصل إلى صيغة مشتركة يمكن أن تساهم في الخروج من الأزمة التي تعاني منها طهران وكراكاس على حد سواء.

وأعلن الرئيس روحاني أثناء لقائه مع مادورو أن “التعاون بين أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط الذين ينتهجون الخط نفسه سيسمح ولا شك بالقضاء على خطط بعض القوى ضد أوبك واستقرار الأسعار عند مستوى مقبول في 2015”.

ولدى استقباله مادورو، ندد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي بـ”الانخفاض الغريب لأسعار النفط في فترة زمنية قصيرة والذي لا يمكن أن يكون إلا لسبب سياسي وغير اقتصادي”.

وقال خامنئي إن “أعداءنا المشتركين يستخدمون النفط كسلاح سياسي ولديهم بالتأكيد دور في خفض الأسعار”، دون تحديد الجهة التي يُعتقد أنها لا أحد سوى المملكة العربية السعودية.


_14210019955.jpg

ستيف هانكيه: فنزويلا سقطت في طاحونة الأسعار

ورغم اتهام إيران للرياض بأنها من يقف وراء خفض الأسعار بشكل عام، ظلت فنزويلا حريصة إلى حد كبير على الابتعاد عن هذا المسلك حتى تحتفظ بفرص التفاوض مع الرياض قائمة. وجاءت لحظة التفاوض مع السعوديين وجها لوجه كما توقعها مادورو الذي اختار المخاطرة بتوقيع اتفاقيات توسيع الارتباط بطهران في كافة المجالات قبل السفر إلى الرياض من أجل التفاوض على ما يراه كثير من المحللين فكا لهذا الارتباط.

وشرعت إيران وفنزويلا في تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية منذ العقد الأول للألفية الحالية. فقد طور الرئيسان السابقان محمود أحمدي نجاد وهوغو تشافيز هذه العلاقات من خلال التشديد على سياستهما المشتركة المعادية للولايات المتحدة.

ويبدو أن أزمة أسعار النفط الحالية لعبت دورا في إعادة التقارب أكثر بين البلدين، وهو ما ترك انطباعا بأن السعودية بدورها ستأخذ خطوة إضافية بعيدا عن فنزويلا، وأن زيارة مادورو إلى الرياض ليست بالنسبة للسعوديين أكثر من تحصيل حاصل.

وقال ستيفن شابو، المدير التنفيذي لأكاديمية “ترانس أتلانتيك”، إن “إيران وفنزويلا تعتمدان بشكل كبير على بقاء أسعار النفط مرتفعة”. وأضاف “الحاكمان لا يشعران بالمسؤولية تجاه شعبيهما، لذا فمن المتوقع خروج احتجاجات سياسية ضد الحكومة في البلدين، بالإضافة إلى روسيا، قريبا”.

وطبقا لإحصائيات صدرت مؤخرا عن صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الألماني ووكالة فيتش للتصنيف الائتماني، فإن إيران تحتاج ألا يقل السعر اللازم لتحقيق التوازن في الموازنة عن 130 دولارا للبرميل، وفي فنزويلا 117 دولارا، وفي روسيا 98 دولارا.

لكن يظل وضع فنزويلا صعبا نظرا للمشكلات العميقة التي يعاني منها الاقتصاد الوطني من قبل تراجع أسعار النفط.

ويقول ستيف هانكيه، أستاذ الاقتصاديات التطبيقية في جامعة جون هوبكينز الأميركية “الوضع سيئ بالنسبة لفنزويلا على نحو خاص”. وأضاف “لقد سقطوا في المعصرة. هذه ليست تحليلات أو تكهنات، إنها مشكلة واقع”.

وأكد هانكيه “كاراكاس تعاني من عجز مالي ضخم، وسيزيد في الأيام المقبلة إذا استمرت أسعار النفط في التراجع”


 
تراجع أسعار النفط يضع الاقتصاد الإيراني على حافة الهاوية

الإيرانيون يطاردون العملات الأجنبية خوفا من ضياع مدخراتهم وطهران عاجزة عن إيجاد سبيل للخروج من الأزمة الاقتصادية.

العرب
feather.png
[نُشر في 12/01/2015، العدد: 9795، ص(10)]


_42551_103.jpg

الرئيسان الإيراني والفنزويلي في محاولة يائسة لانقاذ اقتصاد البلدين من حافة الانهيار

لندن – يقول مراقبون إن توقيت انهيار أسعار النفط العالمية وضع الاقتصاد الإيراني على حافة الهاوية، وأكدوا أن طهران لم تعد تملك أي ورقة للخروج من أزمتها المالية الخانقة باستثناء اللجوء لتقديم تنازلات كبيرة في ملفها النووي للاسراع بإنهاء العقوبات الغربية.
تكشف التحركات الإيرانية المستميته لإنقاذ أسعار النفط العالمية حجم الزلزال الذي أصاب الاقتصاد الإيراني نتيجة تراجع الأسعار، خاصة في ظل إغلاق كبار منتجي أوبك لجميع أبواب خفض الإنتاج.

ويتضح حجم المأزق الإيراني من خطابات المسؤولين الإيرانيين الذين أصبحوا يتحدثون عن تبني “اقتصاد المقاومة” للحد من سرعة تهاوي الاقتصاد الإيراني.

وتعد إيران من أكبر المتضررين من تراجع أسعار النفط العالمية لأنها كانت تعاني أصلا من آثار العقوبات الغربية منذ نحو 3 سنوات، والتي أدت إلى عزل النظام المصرفي الإيراني عن العالم ووضعت عقبات كبيرة أمام جميع القطاعات الاقتصادية.

بل إن أثار العقوبات امتدت الى تجارة المواد الإنسانية والأدوية بسبب صعوبة اتمام الصفقات في ظل العقوبات المصرفية، وخشية المصارف الدولية من الوقوع تحت طائلة العقوبات الأميركية.

وفقدت العملة الإيرانية نحو ثلثي قيمتها بسبب تلك العقوبات، قبل تراجع أسعار النفط. وقد اتسع هبوطها بعد قرار منظمة أوبك، بعدم خفض الإنتاج، لتفقد نحو 10 بالمئة أخرى من قيمتها في الشهر الماضي.

وتفيد الأنباء الواردة من إيران إلى اتساع معاناة الإيرانيين بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، في ظل تراجع العملة وارتفاع الأسعار بسبب المستويات الفلكية للتضخم الذي يزيد على 30 بالمئة.

ويقول مراقبون إن تردي الأوضاع يهدد بانفجار الغضب في أوساط الإيرانيين‘ إذا لم تعثر الحكومة على حل يخفف المعاناة.

10 بالمئة انخفاض العملة الإيرانية الشهر الماضي لتبلغ خسائرها 70 بالمئة منذ فرض العقوبات
ومن المرجح أن يتسارع هبوط العملة الإيرانية في الأشهر المقبلة، إذا لم تعثر الحكومة على وسيلة لخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية، في وقت يتسابق فيه الايرانيون لبيع الريال للحصةل على أي عملة أجنبية حتى لو كانت الدينار العراقي، بسبب خشيتهم من فقدان قيمة مدخراتهم.

وتضع العقوبات سقفا لصادرات النفط الإيرانية من خلال تراخيص محددة تمنحها الولايات المتحدة لبعض الدول الآسيوية لاستيراد النفط الإيراني، شرط مواصلة خفض الواردات بشكل تدريجي. ويتحرك سقف الصادرات منذ بداية العام الماضي في حدود مليون برميل يوميا.

وجاء انهيار أسعار النفط ليقلص تلك العوائد الشحيحة بنحو 57 بالمئة منذ منتصف يونيو الماضي، مما ضاعف من آثار العقوبات الغربية.

ويرجح المحللون أن تؤثر الأزمة الاقتصادية إلى تراجع قدرة إيران على تمويل اجنداتها السياسية في دول المنطقة مثل سوريا ولبنان والعراق واليمن، وأنها إذا لم تفعل ذلك فإنها ستغامر بانفجار الأزمة في الداخل.

ويقدر صندوق النقد الدولي سعر برميل النفط الذي تحتاجه إيران لتحقيق التوازن في الموازنة بنحو 130 دولارا للبرميل، في وقت تتحرك فيه الأسعار حاليا قرب 50 دولارا للبرميل.

وأعلنت طهران منذ نوفمبر، أي قبل اتساع هبوط أسعار النفط أنها ستلجأ للسحب من صندوق الثروة السيادية لمواجهة تراجع أسعار النفط.

ويقول معهد صناويق الثروة السيادية أن صندوق التنمية الوطنية الإيراني يملك نحو 62 مليار دولار، لكن جزءا كبيرا منها مجمد بسبب العقوبات الغربية.

ويرجح المحللون أن يشتد اختناق الاقتصاد الإيراني بسبب عدم وجود أي فرصة لخفض انتاج منظمة أوبك، بعد أن أعلمنت السعودية أن المنظمة لن تخفض الانتاج حتى لو بلغت الأسعار 20 دولارا للبرميل على حد تعبير علي النعيمي وزير النفط السعودي.

ويتوقع مراقبون أن يؤدي استمرار هبوط أسعار النفط وتدهورمؤشراتالاقتصادالكليوالجزئي، إلى دفع طهرانعلىالأرجحإلىتقديمتنازلاتكبيرةلرفعالعقوباتعنها.

ومن المتوقع أن يؤدي ذلك الى توتر شديد في الاستقطاب بين الاصلاحيين والمحافظين ويؤدي الى تحول كبير في السياسات الإيرانية.

تقديم تنازلات كبيرة في الملف النووي أصبح الطريق الوحيد أمام طهران للخروج من الأزمة، لكنه لن يأتي بنتائج سريعة
وأدى العبء الكبير الذي وضعه تراجع أسعار النفط على إيران، وكذلك روسيا وفنزويلا، الى انتشار الحديث عن نظرية مؤامرة تشير الى أن توقيت تراجع الأسعار تم توقيتها للضغط على خصوم واشنطن في الكثير من الملفات الدولية الساخنة مثل الملفات الأوكرانية والسورية والعراقية.

وكان نائب رئيس البنك المركزي الإيراني سيد کمال سيد علي قد أقر في الشهر الماضي بصعوبة الوضع الاقتصادي. وقال إن “رجال الأعمال والاقتصاد كانوا ينتظرون اتفاقا شاملا لإيران مع الغرب حول البرنامج النووي، لكن عدم حصول ذلك سبّب اضطرابا في السوق الإيرانية”، حيث يفضل رجال الأعمال شراء الدولار خوفا من انهيار آخر لسعر صرف الريال.

واعتبر المحلل الاقتصادي محمد علي يوسفي أن ضعف الإنتاج المحلي، والحاجة لمزيد من الواردات، والعقوبات الدولية من أسباب الانخفاض المستمر لسعر صرف الريال.

ويوجه بعض الايرانيين الاتهام للحكومة في تعمد خفض العملة المحلية مقابل الدولار، لخفيف أزمتها المالية لأنها تدفع رواتب موظفيها بالريال.

ولا يقتصر تأثير العقوبات وفقا لمراقبين على التعاملات التجارية فقط، بل يمتد إلى أسعار السلع ومستويات التضخم وأسعار الفائدة، ومستويات الادخار والاستثمار وحركة رؤوس الأموال.

ويعاني الاقتصاد الإيراني من ركود قاتل ومستويات تضخم كبيرة تضاف إلى معدلات بطالة قياسية وتناقص في احتياطيات العملة الصعبة بسبب نقص إنتاج وتصدير النفط وتراجع أسعاره الحالية بالأسواق.

ويرى المحللون إن أزمة الريال الإيراني ستدخل البلاد في متاعب وتحديات غير مسبوقة، وأنها ستكون العامل الحاسم في تقرير سياسة طهران في ملفها النووي.
 
ايران تتعهد بمساعدة فنزويلا على وقف تراجع أسعار النفط

r


دبي (رويترز) - أبلغ الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس فنزويلا يوم السبت أنه أيد تحركا منسقا بين طهران وكراكاس لوقف الانخفاض المستمر في أسعار النفط عالميا الذي وصفه بأنه "مؤامرة سياسية وضعها أعداء مشتركون."

ويقوم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بجولة يزور خلالها الدول الأعضاء في منظمة أوبك للضغط من أجل رفع أسعار النفط التي هوت إلى مستويات جديدة الأسبوع الماضي حيث تراجعت عن 50 دولارا للبرميل وهو يعادل تقريبا نصف ما كان عليه سعر البرميل في يونيو حزيران عام 2014 .

ووجه انخفاض أسعار الخام ضربة لميزانية كل من إيران وفنزويلا اللتين تعتمدان بشدة على صادرات النفط.

وقال خامنئي في محادثات مع مادورو "التراجع الغريب في أسعار النفط في وقت قصير مؤامرة سياسية ولا علاقة لها بالسوق. أعداؤنا المشتركون يستخدمون النفط حيلة سياسية ولهم دور قطعا في هذا الانخفاض الشديد في الأسعار."

وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن خامنئ "أيد اتفاقا بين رئيسي إيران وفنزويلا للقيام بحملة منسقة ضد انخفاض أسعار النفط."

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في وقت سابق يوم السبت إن إيران وفنزويلا "يمكنهما التعاون قطعا لإحباط استراتيجيات القوى العالمية... وتحقيق استقرار الأسعار عند مستوى معقول في عام 2015."





 
توقيع كييف اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي زاد من المصاعب
انهيار الروبل يترك الدب الروسي في منطقة شديدة الحرارة
59be61b86ebf6f9b543f2d89f0ab800b_w570_h650.jpg

معبر كراسنايا غوركا بين الحدود الروسية - البيلاروسية الذي أعادت مينسك تشغيله بعد أكثر من ثلاث سنوات من توقفه بموجب اتفاق جمركي رفع قيودا حدودية بين روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان. وفي الإطار الرؤساء فلاديمير بوتين وأليكساندر لوكاشينكو ونور سلطان نزارباييف، ز



كاترين هيلي من موسكو



"مرحباً بكم في روسيا"، هذا ما تقوله لافتة كبيرة نصبت لتكون علامة على الحدود الفاصلة بين بيلاروسيا (روسيا البيضاء) وروسيا، على الطريق الرئيسي الواصل بين مينسك وموسكو. لكن في الوقت الذي يمر فيه رومان، وهو سائق شاحنة جاء من بلدة أورشا البيلاروسية، يخرج زفرة مكبوتة دلالة على السخرية أثناء مروره من تحت هذه اللافتة. فقد كانت شاحنته التي تنقل النقانق إلى مدينة سمولينسك الروسية المجاورة محتجزة في الجمارك البيلاروسية لمدة ساعة على الأقل.

عاد موظفو الجمارك البيلاروسيون إلى مركز عملهم في كراسنايا غوركا، وهو أكبر معبر مؤد إلى روسيا، بعد أكثر من ثلاث سنوات من إزالة روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان القيود التي كانت تفرض على الحدود. هنا يمكن أن ترى مفتشي الجمارك البيلاروسيين وهم يتفحصون بدقة كل شاحنة تقريباً في وقت كانت فيه الرياح الثلجية تجلد ظهورهم من كل جانب. يقول رومان: "أوشكت هذه الحدود على الاختفاء، لكنها أصبحت الآن صعبة جداً. لو كان الأمر بيدي لكنتُ أفضل ألا آتي إلى هنا بعد الآن".

لكن لم يكن من المفروض أن يكون الوضع كذلك. في الأول من كانون الثاني (يناير)، وهو التاريخ الذي سبق إيقاف رومان في مركز الجمارك بأربعة أيام، كان يفترض أن يدخل اتفاق الاتحاد الجمركي الأوراسي حيز التنفيذ، وهو مشروع كان من المقرر أن يوسع من الاتحاد الجمركي للأعضاء الثلاثة ويجعل منهم نادياً إقليمياً لديه سوق مشتركة، ويؤدي في النهاية حتى إلى عملة موحدة. وفي هذه السنة ستنضم كل من أرمينيا وقيرغيزستان إلى هذا الاتحاد، لكن روسيا تأمل في النهاية في انضمام أغلب جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
بالنسبة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يعتبر مثل هذا الاتحاد شيئاً يدور حول أمور أكثر أهمية كثيرا من الاقتصاد. فعلى الرغم من تكرار بوتين رفضه فكرة أنه يريد إحياء الاتحاد السوفياتي، إلا أنه يقول إن الجمهوريات الأعضاء السابقة في الاتحاد السوفياتي تشكل جزءا من بنية تحتية واختصاصات إقليمية وثقافية مشتركة، وهي أمور يجدر بها أن تستخدمها موردا للتطور المشترك فيما بينها.

كتب بوتين في عام 2011: "نقترح تشكيل رابطة متعددة القوميات، قوية قادرة على أن تكون واحدة من الأعمدة الرئيسية في العالم الحديث وتعمل جسرا فاعلا يصل بين أوروبا ومنطقة الباسيفيكي الآسيوي الديناميكية".

حلم الإمبراطورية

لكن كثيرا من المراقبين الروس يرون في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وسيلة رئيسية لجعل روسيا قوية مرة أخرى - وهي مهمة تقع في صلب أجندة بوتين. يقول سيرجي ماركوف، المحلل الموالي للكرملين: "إن ذلك يضع روسيا مرة أخرى في مركز العالم الذي تنتمي إليه". لكن ديبلوماسياً من أوروبا الشرقية يعمل في موسكو كان أكثر صراحة عندما قال: "إذا نظرت إلى التوسع المقصود لهذه الكتلة، فسترى أن الغرض من ذلك واضح: إنه يُعيد الإمبراطورية ثانية إلى بوتين".

وتظهر التطورات التي كشفت عنها أحداث أوكرانيا منذ أواخر عام 2013 كيف كان بوتين يلجأ للاعتراض بعنف على أي شيء يعمل على إخراج هذه الخطط عن مسارها. ومن الأمثلة على ذلك الأزمة التي اشتعلت في دولة مجاورة (أوكرانيا) عندما تخلى فيكتور يانوكوفيتش، الذي كان في حينه رئيساً لتلك الدولة، عن اتفاق مقرر مع الاتحاد الأوروبي. اتخذ يانوكوفيتش ذلك القرار تحت ضغط شديد من موسكو، في وقت أصبحت فيه كتلة بوتين التجارية أقل قابلية للتطبيق بكثير دون أوكرانيا. والآن وبعد أن ذهب يانوكوفيتش، وبعد أن وقعت كييف اتفاقا تجاريا مع الاتحاد الأوروبي، فإن ما بقي من الإمبراطورية التي كان سيشكلها بوتين يتفكك الآن بسرعة.

وفي الشهر الماضي لم تقم بيلاروسيا، وهي واحدة من الشركاء الأساسيين في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فقط بإعادة القيود على حدودها مع روسيا، ولكنها سعت أيضاً تغيير اتفاقية التجارة الثنائية، بحيث يتم التبادل التجاري بالدولار بدلاً من الروبل. وفي الأسبوع الماضي قال أليكساندر لوكاشينكو، الرجل القوي الذي يحكم بيلاروس، وهو يشير إلى حقيقة أن أكثر من نصف صادرات بلاده تذهب إلى روسيا وأكثر من 90 في المائة منها يتم تسويتها بالروبل: "لا نستطيع الاعتماد على سوق ونصف سوق. صحيح أن روسيا أخ وصديق لنا. لكنك ترى كيف يتصرفون أحياناً. ولذلك علينا أن نتأكد من أننا نقوم بالتنويع، مهما كان الثمن". ويقول مختصون روس إن مثل القلق يعرض التكامل الإقليمي للخطر. ويقول سيرجي بيسبالوف، الزميل الباحث في الأكاديمية الرئاسية الروسية للاقتصاد الوطني والإدارة العامة: "الوضع أصبح خطيرا من وجهة نظر كل من بيلاروسيا وكازاخستان". ويضيف: "حتى وقت قريب كان هذان البلدان يعتقدان أن نشوء فضاء اقتصادي مشترك مكون من اتحاد اقتصادي أوراسي سيكون مفيداً لهما، لكن انخفاض قيمة الروبل غير من الموقف بصورة عجيبة".

تحذيرات بيلاروسية

وحتى أن لوكاشينكو حذر من أن مينسك (عاصمة بيلاروسيا) جاهزة للدفاع عن نفسها عسكرياً، الأمر الذي يعني أن بلاده لديها شكوك أمنية عميقة تجاه جارتها الكبيرة. وقال في الشهر الماضي: "إن سلوك شقيقنا الشرقي الكبير لا يمكن إلا أن يسبب لنا القلق الشديد، ولن يُسمح لأي كان بالتحدث إلى بلدنا من مركز قوة. نحن لسنا دولة كبيرة، ولا نمتك أسلحة نووية، لكن لدى جيشنا من الفاعلية ما يكفي للرد على أي تهديد يوجه لبلدنا". وكان الفتيل الذي أشعل كل هذا هو الخلطة السامة نفسها التي تعمل على إسقاط الاقتصاد الروسي، إنه الموقف الروسي تجاه الغرب وانهيار العملة الروسية بسبب انهيار أسعار النفط. وجاء تحرك بيلاروسيا لإعادة فرض الجمارك بعد أن حاولت موسكو إيقاف مينسك عن تقويض حظر تفرضه روسيا على الواردات الغذائية من الغرب، وهو الرد الروسي على العقوبات التي فرضها الغرب بسبب أوكرانيا.

d84e6727c6eef5dee99787a28d83f7a9_w570_h650.jpg

وكان التحرك الخاص بالاتفاق التجاري رد فعل على انهيار الروبل الروسي، وهو الذي يهدد بجرجرة جيران روسيا معاً إلى حلبة أزمة اقتصادية. وقد لجأ البنك المركزي البيلاروسي يوم الإثنين الماضي إلى تخفيض السعر الرسمي للروبل البيلاروسي في مقابل الدولار بنسبة 7 في المائة، بسبب استمرار تحرك الروبل الروسي حول 61 روبلاً مقابل الدولار، بعد أن كان 33 روبلاً للدولار الواحد قبل عام.

كذلك تسبب انخفاض العملة الروسية في نزف مورد حيوي في دخل عدة اقتصادات مجاورة لروسيا، وهي البلدان التي تعتمد على تحويلات العمالة المهاجرة إلى روسيا. وحسب أرقام نشرتها خدمات الإحصاءات الاتحادية الروسية، انخفض صافي الهجرة إلى البلاد بنسبة عالية وصلت إلى 10 في المائة في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الأول (أكتوبر) 2014، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، ومن المتوقع أن يتزايد هذا الاتجاه بعد أن انحدرت قيمة الروبل إلى مستويات أدنى في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وقال جافهار جواريفا، مدير مركز الهجرة والقانون، وهو مجموعة غير حكومية تقدم المساعدة القانونية للمهاجرين: "أصبح الكثير من العاملين يفكرون بعناية شديدة فيما إذا كان لا يزال من المجدي البقاء في البلاد". وأضاف: "أصبحت قيمة أجورهم أقل مما كانت عليه من قبل، وفي الوقت نفسه لا تزال تكاليف المعيشة مستمرة في الارتفاع".

والأكثر تضررا من هذه المشكلة ستكون دول مثل طاجيكستان التي تستمد 52 في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي من تحويلات المهاجرين، وفقا للبنك الدولي. وتعهد لوكاشينكو بالدفاع عن بلاده عسكريا يظهر أن عدوان موسكو على أوكرانيا تسبب في عدم ارتياح وعدم ثقة وخوف مطلق بين جيران روسيا الآخرين. وقد رفض كل من لوكاشينكو ونور سلطان نزارباييف، رئيس كازاخستان، الحليف الأساسي الآخر لروسيا في الكتلة ما بعد السوفياتية، دعم بوتين في مواجهته مع كييف وأكدا أن أوكرانيا ليست عدوهما. ويجادل بعضهم في المنطقة أنه في حين تم تكريم بوتين بوصفه زعيما استعاد السلطة والاحترام والمجد لروسيا، إلا أن سياساته العام الماضي قادت بلاده في الواقع إلى عزلة فعلية. وبالنسبة للغرب والدول المجاورة لروسيا، لا يكاد يكون ذلك سببا للانتصار. ويخشى بعضهم من أنه في الوقت الذي يشعر فيه بوتين بأنه محصور في الزاوية من المحتمل لروسيا أن تصبح أكثر خطورة.

ورقة الصين

قال دبلوماسي أوروبي شرقي: "الاتحاد الأوراسي يعتبر منصة لإعادة بناء روسيا قوة عالمية - أصبح ضربا من الخيال الآن". وأضاف: "لقد قمنا بالتحديق في أزمة أوكرانيا على أنها لعبة جيوسياسية كان يفوز فيها بوتين. في الواقع، لقد راهن بكل ما لديه من بطاقات جيوسياسية". وتابع: "قوض بوتين القوة الناعمة قليلا التي كانت موسكو قد تركتها بعد الاتحاد السوفياتي، والآن تستكمل الأزمة الاقتصادية الإجهاز على ما تبقى".

لكن السياسيون والأيديولوجيون في روسيا يرفضون هذا التحليل بمنتهى القوة. وقال يوري تافروفسكي، وهو أستاذ فخري في جامعة الصداقة للشعب الروسي: "الصين تساعد روسيا على الوقوف بحزم ضد العقوبات الغربية". وأضاف: "وفي الوقت نفسه، تقوم دول بريكس ببناء بديل للمؤسسات الدولية التي لطالما هيمن عليها الغرب".

لكن انخراط بكين مع موسكو يقل كثيرا عن التحالف الذي تحتاج إليه روسيا. الحكومة الصينية، الحذرة من تأجيج المشاعر الانفصالية في الداخل، التي توجد إمكانات صراع جديدة لا لزوم له مع الولايات المتحدة، امتنعت عن تقديم أي دعم لضم موسكو لشبه جزيرة القرم. قدمت بكين دعما لبوتين عن طريق توقيع صفقات ضخمة في العام الماضي، مثل عقد توريد الغاز لعدة سنوات بقيمة 400 مليار دولار، في حين مدت المصارف الحكومية الصينية خطوط ائتمان لعدة مصارف روسية ولغيرها من الشركات. لكن شروط صفقة الغاز لا تزال غير واضحة، والقروض الصينية لم تصل إلى المستوى التي يمكن عندها استبدال المصارف الغربية باعتبارها مصدر تمويل للشركات الروسية.

ويمكن لبكين أيضا أن تتبلور منافسا في المدار التقليدي في آسيا الوسطى، التابع لموسكو. وعلى الرغم من أن المحللين الروس يستشهدون باقتراح الرئيس الصيني، تشي جينبينج، إنشاء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" مثالا على الموقع الأساسي لروسيا بين آسيا وأوروبا، إلا أن مفهوم بكين على الأقل يضع كثيرا من التركيز على تطوير العلاقات مع أوروبا على طول مسار قد يتجاوز روسيا، مثلا من خلال تطوير خطوط السكك الحديدية عبر كازاخستان، بدلا من استثمارات إضافية في سيبيريا.

فقدان روسيا السريع للمكانة الجيوسياسية قد يستغرق بعض الوقت حتى يصبح أكثر وضوحا. ومن المحتمل للاتحاد الأوراسي، على الرغم من المشكلات الاقتصادية، أن يتلقى دفعة جديدة من الشرعية، من خلال محادثات مقررة مع الاتحاد الأوروبي، اقترحتها ألمانيا وسيلة لإعادة إشراك روسيا في حوار حول مسائل خارج أوكرانيا. لكن في المحافل الخاصة، يعبر دبلوماسيون أوروبيون عن شكوكهم في أن المحادثات يمكن أن تفعل أي شيء سوى حفظ بعض ماء الوجه لبوتين.

الجبهة العسكرية

على الجبهة العسكرية، من المتوقع لروسيا أن تستمر في إلقاء ثقلها هنا وهناك، وأن تعمل القوات المسلحة الروسية على تصعيد وتيرة ونطاق أنشطتها خارج حدود البلاد. ووفقا لحلف شمال الأطلسي، فإن عدد الحوادث حيث تدافعت الطائرات المقاتلة لأعضاء التحالف العسكري ردا على الطائرات الروسية التي تكاد تنتهك مجالها الجوي ارتفع خلال العام الماضي. لكن مختصين عسكريين يقولون إن هذه المواقف لا تعني امتلاك القوة بأي حال من الأحوال. ولأن الجيش الروسي يخضع لبرنامج تحديث لعدة سنوات، فإنه يحاول أن يضع أفرادا غير مدربين بشكل كاف، وبشكل يرثى له، في وضع يمكنهم من تشغيل المعدات الجديدة. وقال مسؤول عسكري غربي: "لديهم كمية لا تصدق للحاق بالركب، مقارنة بقوات حلف شمال الأطلسي". ووفقا لمختصي الدفاع في موسكو، فقد اعتاد طيارو المقاتلات الروسية حتى وقت قريب على الطيران مدة لا تزيد على 20 ساعة سنويا. وبالنسبة لطياري حلف شمال الأطلسي، فإن عدم إكمال 30 ساعة طيران شهريا يتطلب أن يعيد الطيار الفحص.

والآن، مع تضييق انخفاض أسعار النفط الخام على الميزانية الروسية، التي تعتمد على استخراج النفط والغاز في أكثر من نصف إيراداتها، حتى الاستمرار في الترقيات العسكرية يجري التشكيك فيه. والقيادة تدرك جيدا نقاط الضعف هذه. وبحسب ديمتري جورنبيرج، وهو مختص في شؤون الجيش الروسي في جامعة هارفارد، بدلا من الخضوع إلى واقع جيوسياسي جديد، يستخدم بوتين تكتيكات جديدة للتعامل معه.

وقال: "علينا أن نتوقع الكثير مما يسمى الحرب الهجينة أو الحرب الجديدة". وبالنسبة لبعضهم، هذه المخاطر لا مجال أمامها إلا أن تتعمق في الوقت الذي تظهر فيه على المشروع الأوراسي التابع لبوتين علامات التعثر.

 
انهيار أسعار النفط يعيد أميركا إلى "كرسي القيادة"
يعيد النفط رسم خارطة العالم من جديد في القرن الحادي والعشرين، وبفعل السحر يلعب الذهب الأسود الدور الأبرز في تشكيل عالم السياسة والاقتصاد، ومنذ بداية تدهور أسعار النفط في يونيو/حزيران الماضي بدأت أميركا تعود بقوة إلى "كرسي القيادة "، بعد أن خبا نجمها خلال أكثر من عقد ونصف، مستفيدة من رخص الوقود وانعكاساته على الصناعة والخدمات. وقال الخبير الاقتصادي الأميركي محمد العريان في تصريحات تلفزيونية "الاقتصاد الأميركي في طريقه للنمو بقوة وإن المخاوف الرئيسية تتمثل في التأثيرات الخارجية". وتشير البيانات الاقتصادية الرسمية الأميركية التي أعلن عنها مؤخراً، إلى أن النفط يفعل في إنعاش الاقتصاد الأميركي، ما لم يفعله أكثر من 4.5 تريليونات دولار، ضخها مصرف الاحتياط الفيدرالي "البنك المركزي" في الأسواق الأميركية. وحسب البيانات، فإن عدد الوظائف الجديدة في شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي فقط، بلغت 252 ألف وظيفة وأن حوالى 3 ملايين أميركي حصلوا على وظائف جديدة خلال العام 2014، معظمها في النصف الثاني من العام، وهي الفترة التي شهدت بداية تدهور أسعار النفط، كما انخفض معدل البطالة في أميركا إلى 5.6%، وهو أدنى معدل للبطالة منذ الأزمة المالية التي اندلعت في أغسطس/آب 2008. وخسرت أسعار النفط نحو 56.52% من قيمتها منذ بداية شهر يونيو/حزيران الماضي، حيث تراجعت من 115 دولارا للبرميل إلى نحو 50 دولارا حاليا، واستمر التراجع مع رفع روسيا إنتاجها إلى مستويات قياسية وتحسن صادرات العراق من النفط، وإقرار السعودية تخفيضات كبيرة على نفطها. ولاحظت "العربي الجديد" أن مزاد السندات طويلة الأجل التي طرحتها الخزانة الأميركية في الأسبوع الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي، شهدت أكبر نسبة إقبال منذ سنوات الأزمة، وهنالك تدفق كبير من السيولة الخارجية على شراء الموجودات الدولارية، في ظل قوة العملة الأميركية وانخفاض معدل التضخم. وتشير متوسط توقعات إلى أن الاقتصاد الأميركي يتجه للنمو خلال العام الجاري بحوالي 3.2% حسب متوسط توقعات مصارف كبرى، منها جي بي مورجان الأميركي وبي إن باريبا الفرنسي. ويأتي هذا المعدل من النمو في ظروف تختفي فيها المخاوف من التضخم، بسبب رخص الوقود وانخفاض كلفة البضائع المصنعة التي يدخل النفط في إنتاجها. وحسب محللين "يطمئن النفط الرخيص وتداعياته على الوقود والإنتاج، أن التضخم لن يكون مرتفعاً، رغم المخاوف من ارتفاع سعر الفائدة الأميركية"، ويتوقع محمد العريان أن يعمل مصرف الاحتياط الفيدرالي على رفع نسبة الفائدة على الدولار ولكن بالتدريج. ويقول اقتصاديون في جامعة وارتون للأعمال التجارية في فلادليفيا، إن سوق المال الأميركي ربما يتمكن من استعادة قوة دفعه؛ مستفيداً من جاذبية السوق الأميركية للمستثمرين الأجانب الراغبين في تحقيق أرباح، عبر شراء موجودات مقيمة بالدولار القوي، مقارنة باضطراب وتدهور أسعار صرف معظم العملات الرئيسية. وذلك إضافة إلى وفورات أسعار الطاقة في الصناعة والزراعة والنقل والسفر. ويقدر اتحاد شركات الطيران في أميركا أن تحقق شركات الطيران وفورات تقدر بنحو خمسة مليارات دولار، من انخفاض سعر الوقود في العام المقبل. وتقدر فاتورة الوقود بهذه الشركات بنحو 51 مليار دولار سنوياً. ورغم خسائر شركات النفط الصخري وانعكاسات أسعار النفط على تدهور اقتصاديات الولايات النفطية، يبقى انهيار الأسعار في صالح الاقتصادي الأميركي، حيث يضيف رخص كلف الطاقة، إلى انخفاض كلف إنتاج البضائع الأميركية، ويرفع من تنافسية البضائع الأميركية في السوق المحلي أمام البضائع المستوردة من جهة، ومن جهة أخرى سيرفع من تنافسية البضائع الأميركية المصدرة أمام البضائع الآسيوية التي لا تزال تعاني من ارتفاع كلفة الغاز الطبيعي. ويضاف إلى رخص سعر النفط، السعر المتدني جداً للغاز الذي تقل سعر مليون وحدة منه عن سعر أربعة دولارات، مقارنة بحوالي ثمانية دولارات في آسيا وأوروبا.
- See more at:
 
إيران تدرس خفض سعر النفط إلى 50 دولاراً في الموازنة

قال أمین مجلس تشخیص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي، إن "هناك سیناریوهین لسعر النفط في موازنة البلاد للعام الإیراني القادم (یبدأ في 21 مارس)، السیناریو الأول سعر 72 دولارا، أما في السیناریو الثاني یمكن تخمین سعر أقل، ویبدو أن 50 دولارا هو السعر المناسب".

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" عن رضائي قوله إن "مجلس تشخیص مصلحة النظام سیبحث موضوع الموازنة للعام الإيراني القادم وإن أعضاء المجلس سیتدارسون معدل مطابقة لائحة الموازنة للعام القادم مع الخطوط العریضة في تطبیق المادة 44 من الدستور وکذلك أسعار النفط".

وبخصوص الآلیات المعتمدة لمواجهة انخفاض العوائد النفطیة في الموازنة، أوضح رضائي أن "الإنتاج الوطني والاستفادة من الطاقات المتاحة في القطاعات الاقتصادیة المختلفة تعتبر من آلیات مواجهة انخفاض أسعار النفط."

من جهة أخرى أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال استقباله نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في طهران السبت، على أن "التعاون بين الدول المتناسقة في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" من شأنه أن يساعد على تثبيت أسعار النفط خلال العام 2015".

وكانت فنزويلا قالت الشهر الماضي إنها ستدرس دعم طلب لعقد اجتماع عاجل لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وذلك بحسب المستوى الذي ستسجله أسعار النفط في الربع الأول من 2015.

وهوت أسعار الخام بما يفوق 55% من قيمتها منذ يونيو الماضي نتيجة وفرة المعروض وضعف النمو العالمي، مما أضر بشكل كبير بالاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على عائدات النفط.

ودفع ذلك الحكومة الإيرانية لرفع الضرائب على المواطنين من خلال ضريبتي الدخل والقيمة المضافة، لسد العجز المتنامي في ميزانيتها والذي بلغ حوالي 11 مليار دولار.

 
النفط يهوي إلى 49.34 دولاراً للبرميل

هوت أسعار النفط في التعاملات الصباحية، اليوم الإثنين، إلى أدنى مستوى لها في أكثر من 5 سنوات و9 أشهر، مع توقعات جديدة بمزيد من الهبوط خلال العام الجاري. وتراجع سعر العقود الآجلة لخام برنت تسليم 15 فبراير/شباط بنسبة 1.54% لتصل إلى 49.34 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ مارس/آذار 2009، فيما تراجع سعر العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم 15 فبراير/شباط بنسبة 1.8% إلى 47.49 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير/شباط 2009. ويأتي هذا التراجع، في الوقت الذي تحاول فيه فنزويلا عضو منظمة أوبك، إقناع المنتجين باتخاذ خطوات لضبط السوق، عبر جولة يقوم بها رئيسها حالياً لعدة دول خليجية. وتراجعت أسعار النفط نحو 57% منذ يونيو/حزيران 2014، بعدما زاد المعروض منه في الأسواق، وسط صراع بين الدول المنتجة للحفاظ على حصصهم السوقية. وخفض البنك الاستثماري جولدن مان ساكس، اليوم توقعاته لأسعار خام برنت لتصل إلى 43 دولاراً للبرميل خلال ستة أشهر و 70 دولاراً للبرميل خلال 12 شهراً، فيما خفض توقعاته للخام الأميركي إلى 39 دولاراً للبرميل خلال 6 أشهر و 65 دولاراً للبرميل خلال 12 شهراً. - See more at:
 
82.5 مليار دولار تعجز عن وقف نزيف الروبل الروسي

أنفق المصرف المركزي الروسي خلال العام الماضي 82.51 مليار دولار في السوق المالية المحلية لوقف تهاوي الروبل أمام الدولار، بسبب تداعيات العقوبات الغربية المفروضة على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، و .
وأفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية أن المصرف المركزي لبلادها ضخ خلال السنة المنصرمة 76.13 مليار دولار و5.41 مليارات يورو (6.38 مليارات دولار) لوقف نزيف العملة المحلية.

وبلغت في السوق المالية المحلية ذروتها خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث ضخ فيه 27.2 مليار دولار و1.6 مليار يورو (1.88 مليار دولار)، في حين اكتفى في ديسمبر/كانون الأول المنصرم بضخ 11.9 مليار دولار.

غير أن مراقبين استبعدوا أن تفيد هذه التدخلات في وقف تهاوي الروبل، في ظل استمرار تراجع أسعار النفط رغم تعهد موسكو باتخاذ لدعم الروبل أمام الدولار.

- See more at:
 
«الصخري» ليس مفاجأة بل مقدمة

126.jpg

عثمان الخويطر نائب رئيس شركة أرامكو سابقاً


استطاع الإعلام أن يجعل من إنتاج النفط الصخري أسطورة، وهو لا يعدو عن كونه نتاج ظروف حان وقت ظهورها، ومقدمة لما سيأتي عندما يبدأ إنتاج النفط التقليدي بالنزول. فوجود النفط داخل مسام صخور صماء كان معروفا لدى المتخصصين منذ زمن طويل. وتكنولوجيا الحفر الأفقي وعملية التكسير الهيدروليكي كانت أيضا تستخدَم في الحقول النفطية العادية منذ أكثر من 40 عاما. وكان العائق الوحيد لمحاولة إنتاج الصخري ارتفاع التكلفة. ولذلك فهو لم يلق أي اهتمام من شركات النفط التي كانت لديها مصادر أقل تكلفة وأسهل إنتاجا. وعندما بلغ سعر برميل النفط الـ100 دولار، وظهرت بوادر شح في الإمدادات النفطية، بدأت محاولة إنتاج الصخري عن طريق عملية التكسير الهيدروليكي، وهي ضخ كميات كبيرة من الماء المخلوط بقليل من الرمل والمواد الكيماوية، تحت ضغط كبير. وذلك من أجل تكسير الصخور الصماء، وإحداث شقوق تسمح للسوائل النفطية بالجريان في اتجاه البئر. ومن حسن الحظ، لأصحاب الفكرة، أن التجربة الأولى كانت في أمريكا التي يتوافر فيها كثيرا من عوامل النجاح. فالعملية تحتاج إلى أجهزة حفر متوسطة التكلفة، وأيد بشرية مدربة، ووفرة معدات الضخ ذات الضغط العالي، وسهولة الحصول على عقود الترخيص. وجيولوجية الآبار في أمريكا تساعد على سرعة الوصول إلى الهدف، بحكم التجارب المكتسبة من حفر مئات الآلاف من الآبار، وهي ليست بعمق معظم آبار النفط حول العالم. ومما يسًّر انتشار إنتاج الصخري في أمريكا غض نظر السلطات هناك عن التأثير البيئي، رغبة في تشجيع إيجاد مزيد من الوظائف في مناطق الإنتاج. ومع جميع التسهيلات وتوافر عوامل النجاح، فقد تراوحت تكلفة الإنتاج بين 50 و 90 دولارا للبرميل، مع أن نسبة كبيرة من الآبار قد تكون بين 60 و80 في المائة للبرميل. ويكثر الحديث عن احتمال تخفيض التكلفة بنسبة كبيرة نتيجة للتطور التكنولوجي. وهذا فيه شيء من المبالغة. فالتكنولوجيا لن تغير جيولوجيا الطبقات الأرضية، ولا رواتب العاملين، ولا تكلفة تأجير الأرض والمعدات. نعم، ربما يكون هناك مجال لتحسين الأداء، ولكن ليس تغيير الثوابت. وقد يختلط الأمر على البعض عندما يسمع عن تكلفة 80 و50 دولارا للبرميل، ويظن أن 80 تحولت إلى 50.

يتوزع احتياطي النفط الصخري حول العالم بنسب مختلفة. وقد يكون أكبر احتياطي صخري في روسيا، حسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ، التي قدرت الاحتياطي العالمي بما يقارب 350 مليار برميل. ونظرا لصعوبة، أو ربما استحالة التأكد من صحة التقدير، فقد يزيد أو ينقص بنسبة كبيرة. ويتميز إنتاج النفط الصخري بكمياته القليلة. فمعدل إنتاج البئر في أمريكا خلال السنوات الخمس الأولى بين 100 إلى 200 برميل كحد أعلى. وتفقد البئر 50 إلى 70 في المائة من إنتاجها خلال السنة الأولى. بينما بئر النفط التقليدي تنتج بضعة آلاف برميل ولسنوات طويلة.

والسبب هو أن فاعلية عملية التكسير لا تمتد إلى أكثر من عشرات الأمتار حول محيط البئر، وهو حجم صغير، فتفقد البئر كمية كبيرة من إنتاجها خلال وقت قصير. ولذلك، فإنه من الضروري تعويض ما يقارب 40 في المائة من الإنتاج سنويا فقط من أجل الحفاظ على المستوى المطلوب. ومن المؤكد أن إنتاج النفط الصخري خارج أمريكا ستكون تكلفته أعلى بكثير من التكلفة الأمريكية. فهناك اختلاف جوهري بين الحالتين. فمعظم الآبار في الدول الأخرى أكثر عمقا من الآبار الأمريكية وأصعب حفرا. وتأجير أجهزة الحفر والمعدات الأخرى تزيد على مثيلاتها في أمريكا. وفي معظم الحالات سيستعينون بالخبرات الأمريكية، وهو ما يضاعف من تكلفة الأيدي العاملة، ناهيك عن العوامل البيئية التي تتضاعف حساسيتها في كثير من مناطق العالم. ومجمل الحديث أن إنتاج الصخري خارج أمريكا الشمالية لن يكون مجديا اقتصاديا حتى ترتفع الأسعار بنسبة كبيرة، مع اختلاف من منطقة إلى أخرى.

تتنبأ المؤسسات الرسمية الأمريكية بأن يصل إنتاج النفط الصخري ذروته في غضون خمس إلى ست سنوات، ربما يصل خلالها الإنتاج إلى ستة ملايين برميل. وقد نوه أكثر من مصدر إلى أن الإنتاج الحالي الأمريكي يتركز في مناطق الإنتاج الجيد ذاته، وهو ما يعني احتمال ارتفاع التكلفة في المستقبل وليس نزولها، وهو احتمال وارد. وتجري الآن محاولات في عدة دول لمعرفة اقتصاديات إنتاج النفط الصخري، وعند أي مستوى من الأسعار يكون اقتصاديا. وهي أقرب إلى جس النبض منها إلى الإنتاج الفعلي. وهناك شواهد من تقارير متخصصة تؤيد صعوبة إنتاج الصخري خارج أمريكا الشمالية. فقد ذكرت بريتش بتروليوم في أحد تقاريرها أنه سيكون في استطاعة روسيا إنتاج 800 ألف برميل من النفط الصخري في عام 2035 . ومعروف أن روسيا صاحبة أكبر احتياطي صخري. ومع ذلك فلن يكون بإمكانها إنتاج النفط الصخري إلا بعد عقدين من الزمان. ورغم أن احتياطيها لا يقل عن 70 مليار برميل، إلا أن إنتاجها قد لا يصل المليون برميل، كما يظهر من التقرير آنف الذكر. ولو كان من نوع التقليدي وبهذه الكمية لاستطاعوا إنتاج أكثر من خمسة ملايين. واختيار "بريتش بتروليوم" لذلك التاريخ يتعلق دون شك بمستوى الأسعار في المستقبل البعيد. فمن المؤكد أن سعر البرميل آنذاك سيسمح للاستثمار المجدي اقتصاديا في الصخري. وفي تلك الظروف، لن يقتصر إنتاج النفط الصخري على روسيا، بل سيشمل دولا مثل الصين وأستراليا والبرازيل ودولا أخرى. كما أن السوق النفطية في الوقت ذاته تكون قد فقدت كميات كبيرة من إنتاج النفط التقليدي، وبحاجة إلى مصادر جديدة من النفط الصخري، ومزيد من النفط الرملي الكندي والصخر النفطي، إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة.

ومصادر النفط غير التقليدي بأنواعها، ذات الخصوصية الإنتاجية المتدنية، من نوع الصخري الأمريكي، لن تستطيع تعويض ما سنفقده من نضوب النفط التقليدي بعد عقد أو عقدين. وإن حاولنا إنتاج أكبر كمية ممكنة فإن ذلك سيكون بثمن باهظ ومجهود جبار وبوجود أسعار خيالية. لأن ذلك يتطلب حفر مئات الآلاف من الآبار الأفقية المكلفة، وتوفير الآلاف من أجهزة الحفر والمعدات المساندة، وهو ما يتطلب استثمار مبالغ كبيرة وحلا مرضيا للمؤثرات البيئية في كل دولة. والذي يجد البعض صعوبة في إدراكه، هو أن إنتاج النفط الصخري جاء رحمة بنا في السعودية. فقد كفانا مؤونة رفع إنتاجنا إلى مستويات تضر بمستقبل حقولنا وأجيالنا. فلو لم يأت الصخري لكنا قد اضطررنا إلى رفع إنتاجنا مليونين إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا عن المستوى الحالي، على أقل تقدير، لكون دورنا في السوق النفطية المنتج المرجح. وهذا سيكون بتكلفة مالية خيالية وإنهاك لحقولنا. ولذلك، فظهور الصخري كان في الوقت المناسب بالنسبة لنا، وأنقذنا من تحمل عبء ثقيل سيضر بمستقبل أجيالنا. ويعبر البعض عن قلقهم من تهديد النفط الصخري لإنتاجنا. والآية القرآنية الكريمة تقول: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون". فكيف يهدد إنتاجنا وفرق تكلفة الإنتاج بيننا وبينه أكثر من 60 دولارا للبرميل، لمصلحتنا؟ مع أننا، وكما أسلفنا، مع إنتاج الصخري ولسنا ضده. ونود أن نطرح سؤالا بسيطا لمن لا يحبذون نمو الصخري. ماذا ستكون عليه الحال لو سحبنا من السوق النفطية إنتاج الصخري والنفط الرملي، وهو قريب من ستة ملايين برميل؟ فسوف - دون أي شك - تقفز الأسعار إلى ما فوق 150 دولارا، وربما رفعنا إنتاجنا إلى مستوى ما بين 12 و13 مليون برميل. وهو ما ليس لمصلحة مستقبلنا. ومن اللافت للنظر أن كثيرين ممن يتوجسون خيفة من الصخري، لا يحملون هما لمستوى إنتاجنا المرتفع والفائض عن الحد الأدنى لمتطلبات اقتصادنا.
 
صدمة أسعار النفط .. 2015 عام «صراع الحصص»

04e9358d0ed1cac5c6e9588122617a21_w200_h0.jpg




تحليل: عبد الكريم اليوسف
خبير نفطي واستشاري ومدير أول في قطاع التنمية الاقتصادية في شركة أوليفر وايمان


تحول النفط في الأشهر الثلاثة الماضية إلى أهم مادة إخبارية في النشرات الاقتصادية بعد أن انهارت أسعاره من أعلى قيمها وبأكثر من 60 في المائة نزولاً بشكل مفاجئ وفي فترة قياسية ونادرة الحدوث ما أثار الكثير من الهلع في أوساط المتداولين والكثير من التساؤلات والتكهنات من قبل الاقتصاديين والخبراء حول مستقبل هذا القطاع وتداعيات هذه الصدمة في الأسعار على الدول المنتجة ومن ضمنها السعودية. فما أسباب هذا الانهيار المفاجئ؟ وبماذا يختلف عن الانهيارات السابقة؟ وما تداعياته على القطاع وعلى الدول المنتجة؟ وهل سيستمر هبوط الأسعار أم ستعاود الصعود؟

تقلبات أسعار النفط ومسبباتها عُرفت سوق النفط منذ سبعينيات القرن الماضي بالتقلبات السعرية الحادة صعوداً وهبوطاً فليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها أسعار النفط لضغوط سعرية، سواء من جانب الطلب أو جانب العرض مع اختلاف المسببات بين اقتصادية وسياسية. جاء آخر تلك الضغوط قبل الهبوط الأخير وربما أكثرها حدة بسبب جانب الطلب على أثر الأزمة المالية العالمية في 2008 حيث تهاوت الأسعار بما يزيد على 60 في المائة في فترة وجيزة مدفوعة بانخفاض الطلب على النفط بعد دخول معظم الدول المستهلكة في دائرة الركود أو التباطؤ الاقتصادي. سارعت حينها منظمة أوبك في تقليص حصص الإنتاج على ثلاث مراحل وبعد ثلاثة اجتماعات طارئة لدول المنظمة في النصف الثاني من عام 2008، حيث بلغ إجمالي التقليص الإنتاجي فيها 4.2 مليون برميل أو 12 في المائة من إجمالي إنتاج دول المنظمة قبل الأزمة الاقتصادية بهدف امتصاص الفائض في العرض. ساهم هذا الإجراء في إعادة التوازن للسوق النفطية، حيث أخذت الأسعار مساراً تصاعدياً في النصف الأول من 2009 وتعافت تماماً في 2011 لتستقر فوق مستوى 100 دولار لما يقارب الأربع سنوات.


93d52fa0f358640b8d2110b3a65448c4_w570_h650.jpg

وبعد أربع سنوات من الاستقرار السعري تكالبت على سوق النفط ضغوط من جانبي العرض والطلب، فمن جانب الطلب دخل عدد من الدول المستهلكة الكبرى دائرة التباطؤ أو الركود الاقتصادي كروسيا والصين واليابان ومنطقة اليورو، ما دعا مؤسسة النقد الدولية أن تراجع توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي نزولاً في كل من 2014 و2015، كما قامت وكالة الطاقة الدولية (IEA) بخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في السنوات القادمة للمرة الرابعة في خمسة أشهر، حيث تقوم وكالة الطاقة الدولية بإصدار نشرات شهرية عن سوق النفط ومن ضمن ذلك استشراف كميات الطلب على النفط للسنوات القادمة مبنية بشكل أساسي على الأداء الاقتصادي للدول للمستهلكة. فباستثناء الولايات المتحدة، فإن عام 2014 لم يكن عاماً مزدهراً للاقتصادات المتقدمة وبوادر 2015 لا تحمل أيضاً الكثير من الأخبار المشجعة. فآثار العقوبات الاقتصادية وتكلفة الحرب في أوكرانيا بدأت تنعكس على الاقتصاد الروسي والذي دخل بالفعل مرحلة الركود، أما الصين فقد خفضت معدلات نموها الاقتصادي إلى ما دون الـ8 في المائة (وهي النسبة التي يراها الكثير من الاقتصاديين الحد الأدنى لتحقيق أهدافها الاقتصادية) نتيجة لتباطؤ النمو في الناتج الصناعي، بل وانكماشه حسب بيانات شهر كانون الأول (ديسمبر)، كما دخلت اليابان مرحلة جديدة من الركود الاقتصادي نتيجة السياسات الضريبية التي اتخذتها الحكومة مطلع العام، أما منطقة اليورو فلا تزال تعاني تبعات أزمة الديون السيادية، حيث لا يزال النمو الاقتصادي ضعيفا جداً مع إمكانية انزلاق المنطقة إلى دوامة الركود الاقتصادي.

b5fcc00a25cee289e7f653a6d5476f8e_w570_h650.jpg


أما جانب العرض، وهو الجانب الآخر من المعادلة الاقتصادية التي عصفت بأسعار النفط، فقد كان مصدرهالرئيس هذه المرة الولايات المتحدة من خلال طفرة إنتاجية من حقول ما يعرف بالنفط الصخري (Shale oil). يوجد هذا النفط بكميات ضخمة في الولايات المتحدة، ولكن في مكامن يصعب استخراجه منها بتكلفة تجارية حتى وقت قريب. ولكن أدى استقرار أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل منذ 2010 إلى تحفيز ابتكار تقنيات مثل الحفر الأفقي (Horizontal Drilling) وما يُعرف بالتكسير الهيدروليكي (Hydraulic Fracturing) ما مكّن شركات النفط من جعل استخراجه مجدياً اقتصادياً، حيث تراوح تكلفة استخراجه بين الـ50 والـ80 دولارا للبرميل وبالتالي تحقيق ربح مجز بشرط أن يستمر سعر برميل النفط فوق أسعار التكلفة. نتج عن ذلك بزوغ نجم أطلق عليها طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة، حيث ارتفع إنتاجه بمقدار 3.2 برميل يومياً منذ 2010 وهو ما يعادل إنتاج دول نفطية مؤثرة كالإمارات وإيران، وأدت هذه الطفرة إلى إغراق السوق وخلق فائض في العرض يقدره بعض المحللين بمليون برميل يومياً مرشح للازدياد، بل ويتوقع كثير من الخبراء أن تتحول الولايات المتحدة من استيراد النفط إلى تصديره في العقد المقبل إذا ما استمرت طفرة الإنتاج هذه .

ومع هذه الضغوط من جانبي العرض والطلب تهاوت الأسعار في فترة قياسية لتخسر أكثر من 50 في المائة من قيمتها في ظرف ثلاثة أشهر، وكالعادة اتجهت الأنظار إلى منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) التي عقدت اجتماعها نهاية شهر (نوفمبر) وبحثت إمكانية خفض الإنتاج مدفوعة برغبات بعض الدول، التي تعيش ظروفا اقتصادية خانقة وتحديداً إيران وفنزوليا والعراق والجزائر. أما المملكة (وبقية دول مجلس التعاون الأعضاء في المنظمة) فقد اتخذت موقفاً يدعو إلى الإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية والتعويل على آليات الطلب والعرض لتحقيق تصحيح واستقرار الأسعار على المدى المتوسط. وفي نهاية المطاف اتفقت دول المنظمة على عدم خفض الإنتاج مرسلة موجة من الذعر في سوق التداولات تكبد فيها سعر برميل النفط مزيداً من الخسائر، وذلك في مسعى منها للحفاظ على حصصها السوقية كما أعلن وزراؤها.

التداعيات على ميزانية المملكة إن الأثر الاقتصادي على الدول المنتجة للنفط من انهيار الأسعار يتركز حول محورين: الأول هو ضعف التنوع الاقتصادي في تلك الدول والحجم الكبير للقطاع النفطي في نواتجها المحلية، والثاني هو اعتماد موازنات حكوماتها على عوائد الصادرات النفطية. ونظراً لملكية معظم حكومات الدول المنتجة للشركات النفطية، فإن تركيز المحللين الاقتصاديين يصب كثيراً في المحور الثاني (موازنات الحكومات) ولتحليل هذا الأثر يجب النظر إلى كل من نسبة العوائد النفطية إلى غير النفطية في الموازنات العامة بالإضافة إلى سعر برميل النفط الذي تحقق بموجبه الميزانية التوازن بين العوائد والنفقات، وهو ما يعرف بسعر نقطة التعادل لبرميل النفط (Break-even price) للميزانية العامة، الذي يتفاوت بشكل كبير بين الدول المنتجة، حيث يصل على سبيل المثال إلى 140 لإيران و 100 لروسيا و70 للكويت، وذلك حسب تحليل أجرته مجلة الإيكونمست أخيرا.

وبالنظر إلى الميزانية العامة للسعودية عام 2015، وما رصدته من عوائد ومصروفات ففي حال استمرت الأسعار بمستوياتها الحالية مع استمرار النفقات الحكومية في الارتفاع (بلغ ما تم رصده 860 مليار بزيادة بسيطة عن العام الماضي) فستسجل الميزانية عجزاً قُدر بـ145 مليار ريال، حسب أرقام الميزانية. وعلى الرغم من أن وزارة المالية لا تعلن السعر المفترض لبرميل النفط في حساب الميزانية فمن المتوقع أنه يتراوح بين 60 و65 دولار للبرميل. ولكن ونظراً لأنه من المعتاد أن تتجاوز المصروفات الفعلية أرقام الميزانية فمن غير المستبعد أن يرتفع العجز إلى 300 مليار ريال، حيث بلغ معدل تجاوز المصروفات الفعلية 25 في المائة مما تم رصده في السنوات الـ15 الماضية. أي أنه لتحقيق ميزانية متوازنة بين المصروفات والعوائد نهاية 2015 يتوجب أن يحقق سعر برميل النفط 90 دولارا للبرميل على أقل تقدير.


21d6d8560ba2b6f2eb4c9b0de40be9d7_w570_h650.jpg


وعلى الرغم من أن هذا العجز كبير جداً، وإن حصل فسيفوق حجم أي عجز في السنوات الماضية، فإن المملكة تتمتع برصيد احتياطات نقدية ضخمة كفيلة بسده وسد أي عجز مالي لعدة سنوات قادمة، حيث بلغت احتياطيات النقد الأجنبية لدى مؤسسة النقد العربي السعودي ما يقارب الثلاثة تريليونات ريال تم توفيرها من فوائض الميزانية الكبيرة في السنوات الماضية. كما أن قدرة المملكة على الاستدانة لتسديد العجز تعد عالية وتتمتع بتصنيفات ائتمانية إيجابية لدى جميع مؤسسات التصنيف الائتماني، كما أن الدين العام للمملكة يكاد لا يذكر، إذ بلغ أقل من 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو معدل منخفض جداً إذا ما قورن بمعظم دول العالم الأخرى (يصل المعدل العالمي إلى 50 في المائة) أو حتى مقارنة بمستوياته في المملكة في نهاية التسعينيات (قارب الـ100 في المائة من الناتج المحلي). وملخص هذه الحالة المالية للمملكة أنها في وضع مريح جداً لمواجهة تحديات المرحلة القادمة وأكثر من أي وقت مضى.

ومن هنا، فإن السياسات المالية والنقدية المحافظة التي اتبعتها المملكة في السنوات الماضية من خلال توفير فوائض الميزانية كاحتياطيات أجنبية سيمتص كثيراً أي أزمة للسيولة على المديين القصير والمتوسط. فلو أن الحكومة أغدقت بإنفاق جميع عائدات النفط في السنوات الماضية لأدى ذلك إلى خلق تقلبات كبيرة في السيولة يشعر بها المواطن مع كل انخفاض لأسعار النفط. وممكن مقاربة هذه السياسة بنظرية الاقتصاد الكينزي (Keynesian economics) التي وضعها العالم الاقتصادي John Keynes حيث يرى بأهمية دور الحكومة في تحفيز الاقتصاد عند دخوله مراحل الركود من خلال زيادة الإنفاق وملء الفراغ الذي تخلقه دورة الأعمال (Business cycle).

مدى حصانة القطاع الخاص أما بالنسبة للقطاع الخاص في السعودية فما يعيبه حالياً هو صغر حجمه نسبياً بالمقارنة مع حجم قطاع النفط (37 في المائة للقطاع الخاص مقابل 47 في المائة لقطاع النفط في 2013)، وهي حصة منخفضة إذا ما قورنت باقتصاديات الدول المتقدمة، وعلى الرغم من نمو القطاع الخاص مما يقارب الـ300 مليار ريال في 2003 إلى أكثر من تريليون ريال في 2013، فإن نسبة مساهمته في الناتج المحلي لم تتغير وذلك بسبب ارتفاع إسهام قطاع النفط. وطالما لم يتجاوز نمو القطاع الخاص نمو قطاع النفطي على المدى الطويل فسيستمر اعتماد المملكة على النفط، ولهذا فمن ناحية الاقتصاد الكلي، فإن حصانة المملكة من تقلبات السوق النفطية لم تتقلص وخطط التنويع الاقتصادي لم تتكلل بالنجاح بعد.

أما الجانب الإيجابي فيما يخص القطاع الخاص في المملكة فهو يكمن في تركيبته التي لا يشكل القطاع النفطي نسبة تذكر منها، وبسبب ذلك نجد محدودية تأثر هذا القطاع بتقلبات أسعار النفط تاريخياً، فعلى الرغم من انخفاض أسعار النفط الحاد في 2008 وقبله في 1998 على سبيل المثال فقد استمر القطاع الخاص في النمو وبمعدلات مرتفعة نسبياً. ومن هنا فمن المتوقع أن يستمر القطاع الخاص في النمو في 2015 مدفوعاً باستمرار الإنفاق الحكومي والاستهلاك وبالتالي زيادة حصته في الناتج المحلي إلى مستويات قد تتجاوز الـ40 في المائة، خصوصاً مع انخفاض حصة قطاع النفط.


04438128956faeda53feddd209c52d5d_w570_h650.jpg


الأثر المباشر للميزانية في المواطن تحدثنا آنفا عن أثر انخفاض أسعار النفط على الميزانية بشكل عام، ولكن كثيرا من المواطنين لا يعرف انعكاسات الميزانية عليه وعلى أسرته. ولتحليل ذلك الأثر يمكن قراءة الميزانية حسب نوع الإنفاق: الرأسمالي والتشغيلي. فالإنفاق الرأسمالي يعزز من جودة الخدمات التي تقدمها الدولة عبر تطوير وبناء المزيد من الطرق والمستشفيات والمؤسسات التعليمية والإسكان وغيرها من مشاريع التنمية التي تُسهم في تقديم حياة أفضل للمواطن، كما تسهم المشاريع في تحفيز القطاع الخاص وضخ السيولة في الاقتصاد الوطني، أما النفقات التشغيلية فاستمرارها يعني استمرارية الرواتب لموظفي الدولة وزيادتها تعني خلق المزيد من الوظائف في القطاع الحكومي، حيث يعمل قرابة نصف السعوديين.

وبالنظر إلى ميزانية المملكة: فبالنسبة للنفقات الرأسمالية التي تقدر بـ30 في المائة من حجم الميزانية في الأعوام الستة السابقة فمن المنتظر أن تستمر للعامين القادمين - على أقل تقدير- وبغض النظر عن أسعار النفط، وقد أكد وزير المالية ذلك أخيرا وأكدته ميزانية 2015. ولكن من غير المستبعد أن يتم تقليص هذه النفقات بشكل محدود عبر التركيز على المشاريع التنموية ذات التأثير الأكبر على المواطن. أما في حال بقاء أسعار النفط في مستوياتها الحالية لعدة سنوات أخرى فقد تنخفض نفقات المشاريع إلى ما دون الـ10 في المائة من إجمالي الميزانية كما حصل عند هبوط الأسعار في فترة التسعينيات وعندها سيشعر المواطن بكل تأكيد بتباطؤ عجلة التنمية والانخفاض في مستوى الخدمات.

أما بالنسبة للنفقات التشغيلية، فإنه عطفاً على حجمها الحالي فمن المستبعد جداً أن تعجز الحكومة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه عقود تشغيل وصيانة ورواتب موظفي الدولة ومصروفات الدعم وغيرها من النفقات التشغيلية على المديين القصير والمتوسط حتى مع مستوى الأسعار الحالي فسعر 50 دولارا للبرميل كفيل بتغطية هذه النفقات دون الحاجة للاستدانة أو السحب من الاحتياطات النقدية.

انخفاض النفط هل يحد من التضخم؟ يربط الكثير من الناس ارتفاع أسعار النفط بالتضخم وهذا صحيح، إذ إن النفط هو أهم مصادر الطاقة وتدخل الطاقة في إنتاج كل شيء من الأجهزة والآلات والمواد البلاستيكية حتى المنتجات الزراعية. وكما شهد العقد الماضي ارتفاعاً غير مسبوق لأسعار النفط فقد صاحب ذلك ارتفاع لعدد كبير من المنتجات الأخرى لمسها المواطن بشكل مباشر وأثرت كثيراً في مستويات التضخم. وكما في الارتفاع فإن الانخفاض في أسعار النفط أيضاً يؤدي إلى انخفاض السلع الأخرى فقد انخفضت مؤشرات جميع السلع الأخرى من نحاس وحديد وبتروكيماويات وأيضاً المواد الغذائية، فقد انخفض مؤشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) الذي يشمل المواد الغذائية الرئيسة (اللحوم والألبان والحبوب والزيوت النباتية والسكر) بمعدل 10 في المائة حسب بيانات شهر نوفمبر ومن المنتظر أن ينخفض بشكل أكثر، نظراً للعلاقة المترابطة بين أسعار هذه السلع والنفط في السنوات الماضية.


91827e6b05285479fdfa620cb0a33978_w570_h650.jpg


وأخيراً فبالتزامن مع انخفاض أسعار النفط ارتفع الدولار ومعه الريال إلى مستويات قياسية مقابل جميع العملات الرئيسية باستثناء اليوان الصيني فمنذ مطلع العام ارتفع الدولار بمعدل 10 في المائة مقابل اليورو و25 في المائة مقابل الين. ويؤدي ارتفاع مستوى صرف الريال إلى ارتفاع القوة الشرائية للريال للسلع المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي واليابان التي تصل إلى 30 في المائة من قيمة الواردات السعودية، ما سيسهم في إبقاء مستويات التضخم منخفضة نسبياً.

سوق الأسهم أما الانخفاضات التي شهدتها سوق الأسهم أخيرا والتي أدت إلى إثارة القلق بل ذعر ملحوظ في دوائر المتداولين والرأي العام فهي إلى حد كبير نفسية ونابعة من حالة من الغموض حول مستقبل الاقتصاد الوطني من قبل المتداولين في ظل انهيار أسعار النفط، فبالنظر إلى الشركات المدرجة نجد عدم وجود ارتباط حقيقي بين نشاطاتها وقطاع النفط، إذ إن القطاع الوحيد المرتبط بسوق النفط بشكل مباشر هو قطاع البتروكيماويات الذي تشكل قيمته السوقية أقل من 25 في المائة من القيمة السوقية للشركات المدرجة. أما بقية القطاعات فإن كانت أسهمها تتفاعل عادة بشكل مباشر مع تقلبات أسعار النفط، فإن عوائدها وأرباحها لا تتأثر كثيراً بالسوق النفطية. ولا شك هنا أن سوق الأسهم تتفاعل عادة مع تقلبات سوق النفط الحادة، خصوصاً في حالة الهبوط المفاجئ لأسعار النفط، ولكنها ليست القاعدة فعندما انهار مؤشر الأسهم في 2006 من أعلى مستوياته حول 20,000 نقطة كانت أسعار النفط 60 دولارا للبرميل، واستمر المؤشر حينها في الهبوط حتى 13,000 نقطة في ثلاثة أشهر على الرغم من ارتفاع أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل، وعندما وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في صيف 2008 فقد مؤشر الأسهم السعودية أكثر من 2000 نقطة ذلك العام.

ومن هنا، فإن أزمة الانهيارات المتتابعة لسوق الأسهم في الفترة الماضية مرتبطة كثيراً بالعامل النفسي وزرعت تصريحات وزير المالية، وكذلك إعلان الميزاينة نوعاً من الطمأنينة في السوق، ولكن الإشارة الأهم التي ينتظرها السوق هو إعلان نتائج الربع الأخير، ومن المنتظر ألا تتأثر الأرباح كثيراً بأسعار النفط (باستثناء شركات البتروكيماويات). ومن شأن ذلك أن يعيد للسوق توازنها خصوصاً مع انخفاض أسهم الكثير من الشركات المدرجة بشكل كبير ما جعلها تشكل فرصاً استثمارية جذابة على المدى المتوسط حيث انخفضت المكررات الربحية لعدد من الشركات الريادية إلى دون 10 وهو مكرر يعد مغرياً لدخول السوق، حسب المعايير الفنية للتداول.

التداعيات على الدول المنتجة الأخرى إن مجمل دول مجلس التعاون في مأمن من التبعات الاقتصادية لانخفاض أسعار النفط، فهذه الدول تحتاج إلى أقل من 80 دولارا للبرميل لتحقق التوازن بين المصروفات والإيرادات في موازناتها العامة للعام الماضي. أضف إلى ذلك أن الاحتياطيات المالية الضخمة التي تمتلكها هذه الدول التي تصل إلى 850 مليار دولار في الإمارات و550 مليار دولار في الكويت و250 مليار دولار في قطر تمنح هذه الدول الملاءة اللازمة لمواصلة الإنفاق على مشاريع التنمية وغيرها من المصروفات حتى لو تعرضت إلى عجز في موازناتها.


a549570e61562b09301567ac628f6011_w570_h650.jpg


أما الدول الأعضاء الأخرى في “أوبك” فقد تغرق في أزمات اقتصادية حادة نتيجة لانخفاض أسعار النفط ونخص منها إيران والعراق وفنزويلا ونيجيريا والجزائر. فإيران تجد نفسها في مأزق حقيقي في ظل الأسعار الحالية وهي أصلاً تعاني حصارا اقتصاديا خانقا بسبب برنامجها النووي إضافة إلى انخفاض حاد في سعر صرف الريال الإيراني وتضخم كبير وصل إلى 25 في المائة هذا العام. وكانت إيران قد دعت إلى خفض الإنتاج قبيل اجتماع “أوبك” الماضي وذهب رئيسها حسن روحاني إلى أبعد من ذلك واصفاً انخفاض أسعار النفط بـ”الخيانة للعالم الإسلامي”. فمن أجل أن تحقق إيران توازناً بين المصروفات والإيرادات في موازنتها العامة وجب أن تصل أسعار النفط إلى 140 دولارا للبرميل. كما قدم الرئيس روحاني موازنته لعام 2015 إلى البرلمان الإيراني حاملة في طياتها زيادة كبيرة في حجم الضرائب المفروضة على المواطنين. وعلى النقيض من دول مجلس التعاون فإن احتياطيات إيران الخارجية تصل إلى 50 مليار دولار وهي متواضعة جداً بالنظر لحجم اقتصادها، ولا تكفي لسد عجز الميزانية ناهيك عن صعوبة إجراء سحوبات منها بسبب العقوبات الاقتصادية. أما العراق فهو يدور في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية ونزول سعر النفط تحت الـ 110 دولارات للبرميل سيؤدي إلى عجز في الميزانية بلا شك وذلك بغض النظر عن الأزمات الأمنية والسياسية، التي تعصف بالبلد. أما فنزويلا فهي الأخرى على حافة الإفلاس فقد بلغ مستوى التضخم بها 60 في المائة حتى الآن وتعاني البلاد شحا حادا في المواد الأساسية، ولهذا سعى الوزير الفنزولي بشدة إلى إقناع دول “أوبك” إلى خفض الإنتاج وكان أكبر الخاسرين بنهاية الاجتماع.

وإذا نظرنا إلى الدول المصدرة خارج “أوبك” نجد أن روسيا في مأزق اقتصادي لا يختلف كثيراً عن إيران فاقتصادها دخل فعلياً حالة الانكماش بشكل رسمي وانخفض الروبل 45 في المائة مقابل الدولار نتيجة العقوبات الاقتصادية، ومع انخفاض أسعار النفط، فإن الموازنة ستحقق عجزاً في ميزانيتها طالما قل سعر النفط عن 100 دولار للبرميل.

انعكاسات هبوط الأسعار على الدول المستهلكة بالنظر إلى معظم دول العالم من الدول المستوردة للطاقة، فإن أي انخفاض لأسعار النفط يعد محفزاً لاقتصادياتها، وبحسب توماس هيلبلينج وهو خبير من البنك الدولي في مقولة نشرتها مجلة الإيكونومست، فإن أي تغيير بنسبة 10 في المائة لأسعار النفط يصاحبه تغيير بنسبة 0.2 في المائة للاقتصاد العالمي. بل إن حتى الولايات المتحدة التي تستورد ما يقارب 7.5 مليون برميل يومياً من النفط قد يوفر مواطنوها ما يقارب الـ150 مليارا في العام القادم في حال بقاء الأسعار على حالها، وهذا بلا شك يشكل دفعة قوية للاقتصاد الأمريكي. وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية لمعظم الدول المستهلكة الأخرى فإن انخفاض أسعار النفط سيسهم في الدفع بها خارج دوامة الركود، وبالتالي ارتفاع الطلب مجدداً على النفط. فكما ذكر آنفاً، فإن وكالة الطاقة العالمية تستعين بالمعطيات الاقتصادية في استشرافها للطلب على النفط. فكلما ازداد الإنتاج الصناعي ازداد معه الطلب على النفط فقد ارتفع على سبيل المثال استهلاك الصين للنفط بمعدل 50% في عشر سنوات من 6.5 مليون برميل يومياً في 2004 إلى عشرة ملايين برميل يومياً في 2014 بالتوازي مع نمو إنتاجها الصناعي في تلك الفترة، وكما أن انخفاض أسعار النفط وبالتالي منتجاته المكررة وبالتحديد البنزين يزيد من مستوى الاستهلاك على مستوى الفرد وعلى وجه التحديد في البلدان النامية. ومن هنا، فإن انخفاض أسعار النفط في الفترة الحالية يشكل فرصة للاقتصاد العالمي للتعافي واستعادة مساره التصاعدي، وبالتالي ارتفاع الطلب على النفط من جديد.

التداعيات على إنتاج النفط الصخري من غير المتوقع أن تتخلى أي من الدول المنتجة في المرحلة الحالية عن مستويات إنتاجها بشكل أحادي وطوعي فدول منظمة “أوبك” لا تزال متمسكة بحصتها السوقية، حيث قال وزير الطاقة الإمارتي قبل أيام أنه لا داعي لأن تعقد أوبك اجتماعاً طارئا لمناقشة الأسعار حتى في حال انخفاضها إلى 40 دولارا للبرميل. كما أجاب وزير النفط السعودي علي النعيمي على تساؤلات على هامش مؤتمر التغير المناخي في ليما حول ما إذا كانت أوبك تنوي خفض الإنتاج بقوله “لماذا علينا أن نخفض الإنتاج؟”. هذه الإشارات تشير إلى تغيير جذري في استراتيجية “أوبك” في التجاوب مع انخفاض أسعار النفط، فالمملكة والدول المؤيدة لموقفها في “أوبك” لم تعد مستعدة لتحمل عبء المحافظة على استقرار الأسعار والتخلي عن حصصها الإنتاجية لصالح الدول المنتجة للنفط من خارج “أوبك” وأهمها روسيا وكندا والبرازيل التي لم يسبق أن تعاونت بشكل فعلي في الحفاظ على استقرار السوق، فروسيا على وجه التحديد رفضت التعاون مع “أوبك” وتقليص حصص الإنتاج خلال 2001 و2008 وفي نفس الوقت جنت ثمار ارتفاع الأسعار نتيجة إجراءات خفض إنتاج دول “أوبك”.

ولكن أكثر التساؤلات تداولاً حول جانب العرض أخيراً هي عن مدى قدرة حقول النفط الصخري على الاستمرار في الإنتاج في ظل الضغوط السعرية الحالية وللإجابة على ذلك يكفي فقط معرفة تكلفة الإنتاج لهذا النوع من النفط، ولكن ونظراً لتفاوت هذه التكلفة من حقل لآخر (بين 40 - 90 دولارا للبرميل) فإن عددا لا بأس به من إنتاج الحقول لا يزال ذا جدوى اقتصادية حتى في ظل المستوى الحالي للأسعار.

كما يجب الأخذ في الحسبان مبدأ التكلفة غير المتكررة أو الغارقة (Sunk cost) قبل الجزم بدخول بعض حقول النفط نطاق الخسارة الإنتاجية، ومعنى ذلك أن الجزء الأكبر من معدل تكلفة الإنتاج لكل برميل نفطي يتم صرفها عادة في مرحلتي الحفر وإنشاء البنية التحتية للآبار النفطية، بينما تكلفة مرحلة الإنتاج المسماة هنا بالتكلفة الحدية أو الهامشية (Marginal cost) لا تكاد تذكر بالمقارنة. فالأهم هنا – وبالمنظور القصير- هو معرفة أن هذه التكلفة الهامشية لا تتخطى العشرة دولارات للبرميل لكل الآبار المنتجة حالياً وهذا يفسر عدم تقلص الإنتاج الفعلي الأمريكي على الرغم من تهاوي أسعار النفط لمستوياتها الحالية، إذ إن الشركات المنتجة في الحقول ذات التكلفة العالية تكبدت خسائر بناء البنية التحتية والحفر في وقت سابق وطريقها الوحيد لتقليص الخسائر الإجمالية هو استمرار في الإنتاج. المعلومة الأخرى والتي لا يجب تجاهلها هو سرعة تناقص الإنتاج لآبار النفط الصخري، حيث ينخفض حجم الإنتاج النفطي بين 60 في المائة إلى 70 في المائة بعد أول سنة من الإنتاج فلو بدأ برميل النفط إنتاج عشرة آلاف برميل يومياً ينتهي به الإنتاج نهاية العام إلى أربعة آلاف أو ثلاثة آلاف برميل فقط. كما ذكر بحث أجرته مجموعة Global Sustainability Research يشير إلى أن إنتاجية الآبار الحديثة تقل عن تلك التي تم حفرها في السنوات الأولى لطفرة الإنتاج أي أنه على الرغم من كبر حجم الاحتياطات، فإن أكثر الآبار إنتاجية وبالتالي ربحية تم تطويرها في وقت سابق من قبل الشركات النفطية.

نستنتج هنا أنه وبالرغم من استمرار إنتاج النفط الصخري بمستوياته القياسية فإن استمرار انخفاض الأسعار يهدد مستقبل نموه في السنوات القادمة. وقد بدأت بالفعل ظهور علامات ضعف الثقة فيه من خلال انخفاض تصاريح الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 40 في المائة حسب بيانات شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من قبل بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما أعلنت قبل أيام شركة كونوكو فيلبس وهي أحد أكبر منتجي النفط الصخري من ميزانيتها الرأسمالية للعام القادمة بنسبة 20 في المائة.

ما يراهن عليه تنفيذيو قطاع النفط الصخري هو إما ارتفاع الأسعار إلى مستوياتها مطلع العام أو تطورات تقنية نوعية تسمح باستخراج النفط الصخري بتكلفة منافسة للنفط التقليدي.

مسار الأسعار في 2015 من الصعب جداً التكهن باتجاه أسعار النفط في العام الجديد وذلك في ظل ظروف ذات تأثيرات عكسية على الأسعار فالاقتصاد العالمي يمر بعدة أزمات يسودها الغموض ودول نفطية مهمة كليبيا والعراق ونيجيريا تعيش ظروفا أمنية حرجة. ولكن تاريخ تقلبات الأسعار في العقود الماضية يشير إلى أن تعافي أسعار النفط من نكسات سعرية سابقة يستغرق ما بين ستة أشهر إلى بضع سنوات.

ولكن المتغير الجديد في هذه الأزمة السعرية هو النفط الصخري الذي يرى الكثير من المحللين أنه لم يمنح السوق سقفاً سعرياً فقط، بل أيضاً قاعاً سعرياً. فطفرة إنتاج النفط الصخري ساهمت في كبح جماح ارتفاع الأسعار في العامين الماضيين، ونظراً لتكلفة إنتاجه المرتفعة فمن المرجح أن يلعب دور المنتج الموازن للسوق (Swing producer) ولكن بشكل غير إرادي، وذلك لأن هبوط الأسعار إلى ما دون 50 دولارا للبرميل سيسحب كميات كبيرة من الإنتاج تؤدي إلى عكس مسار الأسعار، ولكن تظل هذه هي المرة الأولى التي يمر فيها النفط الصخري بهذا المحك، وكل ما يقال عن تكلفة الإنتاج وقدرات الشركات المنتجة مبني على بحوث ودراسات ونظريات تدخل الآن اختبارها الأول.

في الموجز مما لا شك فيه أن تهاوي أسعار النفط بهذا الحد وبهذه السرعة يكلف الدول المصدرة للنفط ومن ضمنها المملكة المليارات من الدولارات وله تأثير سلبي في موازناتها واقتصادياتها بمستويات متفاوتة، لذا فإن خيار عدم مكافحة انهيار الأسعار من قبل منظمة “أوبك” يشكل ضرراً لدولها على المدى القصير، ولكن خفض الإنتاج في المقابل قد يكلف منظمة أوبك في المديين المتوسط والطويل أكثر من ذلك بكثير، إذ إنه قد يسهم في رفع الأسعار وقتياً، ولكنه سيفتح المجال لأهم المتسببين في انهيار الأسعار وهم منتجو النفط الصخري لزيادة إنتاجهم على حساب دول المنظمة والضغط مجدداً على الأسعار.

ولحسن الحظ فإن سياسة المملكة المالية المحافظة في السنوات الماضية، والتي وازنت بين الإنفاق على التنمية من جهة وتسديد الدين العام ورفع احتياطياتها النقدية من جهة أخرى مكنتها من اتخاذ موقف عدم تخفيض الإنتاج ستمكنها من تلافي تبعات هذا الهبوط، على النقيض من دول كروسيا وإيران وفنزوليا التي تعيش أزمات اقتصادية خانقة ستتفاقم كثيراً مع استمرار الأسعار في مستوياتها الحالية.

الأهم هنا بالنسبة للمملكة في هذه المرحلة أن تكون هذه الأزمة في سوق النفط تذكيراً لنا بأهمية تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط من خلال دعم وتطوير قطاعات الصناعة والتقنية والخدمات ومراجعة خطط التنمية والاستفادة من الأخطاء السابقة. لا نعلم إلى متى ستستمر هذه النافذة الزمنية، حيث إننا نقف أمام مصدر ناضب ونرى العالم من حولنا يتجه نحو الاعتماد على مصادر أخرى للطاقة ويطور تقنيات تقلل من استهلاك النفط ومشتقاته. إن بناء اقتصاد متنوع ومزدهر ومستدام لم يعد خيارا بل ضرورة ملحة وواجب تجاه الأجيال القادمة.
 
‘‘ Fitch Ratings ‘‘ تعلن عن بوادر إنهيارالاقتصاد الروسى قريباً # روسيا

أعنت وكالة ‘‘ Fitch Ratings ‘‘ للتصنيف الأئتمانى عن تدهور الاقتصاد الروسى ووصولة إلى مرحلة خطيرة بدأت منذ منتصف العام المُنقضى 2014. وذلك على أعقاب الانخفاض الحاد فى أسعار النفط تَبِعة إنهيار تام لعملة الدولة ‘‘ الروبل الروسى ‘‘ أمام معظم العملات المنافسة محل التداول على النطاق الدولى .

وجاءت التوقعات من قِبَل الوكالة لتؤكد إستمرار وتيرة الإنكماش التى سيظل الإقتصاد الروسى معانيا من آثارها خلال الشهور القادمة لتصل إلى قيمة 4 % بالسلب فى العام الحالى 2015 .

وأضافت وكالة إئتمانية أخرى شهيرة تُدعى “ستاندرد أند بورز” بعض التقارير المعلن فى طياتها مسبقاً عن دراسة مسألة خفض التصنيف الإثتمانى لروسيا، وتعود السببية فى ذلك إلى تقلبات سعر صرف الروبل الروسى ،والبطء الشديد لمعدلات النمو الإقتصادى وقصور خطط كفاية الإنتاج التى تعانى منها اقتصاديات الدولة فى الوقت الراهن .

يأتى هذا بالإضافة إلى الحديث عن طول فترة الإئتمان للديون الروسية طويلة الأجل بالعملات الاجنبية بالإضافة إلى الديون المُقررة بالعملة المحلية مما سيصعب من خطط الإصلاح الإقتصادى التى تتبناها الحكومة الروسية لإيجاد حلول إقتصادية لأزمات الإقتصاد الروسي الطاحنة .
 
مطالب فنزويلا وإيران بخفض إنتاج أوبك لا تلقى آذانا صاغية في الخليج
دبي/الدوحة (رويترز) - قال مندوبون لدى منظمة أوبك يوم الإثنين إن التحرك الدبلوماسي الذي تقوده فنزويلا وإيران لخفض إنتاج المنظمة لم يخفف موقف الأعضاء الخليجيين الرافض لذلك في الوقت الحاضر.

ويزيد هبوط أسعار النفط إلى أقل من 49 دولارا للبرميل يوم الاثنين الضغوط على فنزويلا التي يعاني اقتصادها من انكماش مطرد وعلى إيران التي ترزح تحت وطأة العقوبات.

والتقى رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو يوم الأحد بولي العهد السعودي الأمير سلمان في الرياض قبل أن يسافر إلى قطر والجزائر في جولة لبحث أزمة أسعار النفط.

وأبلغ الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي رئيس فنزويلا يوم السبت أنه يدعم التنسيق بين طهران وكراكاس لتعزيز أسعار النفط التي تراجعت بما يزيد عن 50 في المئة منذ يونيو حزيران 2014.

لكن الدول الخليجية الأعضاء في أوبك والتي تشكل ما يزيد عن نصف إنتاج المنظمة من الخام متمسكة بموقفها منذ اجتماع أوبك في نوفمبر تشرين الثاني في فيينا.

وقال مندوب خليجي لدى أوبك "هناك تحرك من فنزويلا لخفض الانتاج وهذا ما قالوه في فيينا ويحشدون التأييد له الآن. لكني أرى أنه ليس هناك أي دلالة على خفض الإنتاج من جانب دول الخليج."

وأضاف "الحل الوحيد هو أن تترك السوق لتستوعب هذا الفائض وسيقوم وزراء أوبك في اجتماعهم في يونيو بتقييم ذلك."

وقال مندوب آخر "ينبغي إتاحة بعض الوقت لمعرفة التأثير على الأسعار. أعتقد أن وزير النفط السعودي (علي النعيمي) كان واضحا للغاية بشأن ذلك."
وقال النعيمي إنه أقنع زملاءه في أوبك بأنه ليس من مصلحة المنظمة خفض إنتاج النفط مهما تراجعت الأسعار.

وقال مصدر دبلوماسي إنه تم الإتفاق خلال زيارة مادورو للسعودية على أن تجتمع لجنة مشتركة على مستوى عال من البلدين كل أربعة أشهر لبحث الأوضاع في السوق.

وأضاف أنه تم إبداء القلق بشأن الأسعار أثناء زيارة الرئيس الفنزويلي لقطر لكن الدوحة لم تقدم أي وعود أو التزامات بشأن ما ينبغي اتخاذه.

وقال مادورو في قطر إنه سيزور مزيدا من الدول المنتجة للنفط في محاولة لحشد التأييد لموقف بلاده.

وأضاف "نقوم ببناء توافق جديد على هذا الموقف الجديد في سوق النفط.. من أجل استقرار السوق والأسعار."

وتعقد أوبك اجتماعها التالي في يونيو حزيران وقالت مصادر إنه لا يوجد اقتراح بعقد اجتماع قبل ذلك الموعد.

وقالت المصادر إن السعودية غير مستعدة لتحمل أي تخفيضات في الانتاج بشكل منفرد وإن أي خفض ينبغي أن يكون من جميع أعضاء أوبك.

لكن ليبيا والعراق وإيران تستطيع جميعها أن تطلب استثناءها من خفض الإنتاج نظرا لتأثرها إما بحروب أو عقوبات لكن بعض المنتجين الآخرين يرفضون تلك الحجج.

وقال مصدر آخر في أوبك "السبيل الوحيد ليكون أي اتفاق مجديا هو الالتزام الكامل. على فنزويلا والجزائر وإيران ونيجيريا والعراق أن تخفض الإنتاج."
 
عودة
أعلى