مصر تُحصّن بوّابتها الشرقية وتفتح مخازن أسلحتها للبنان
![TRXSXFXNXW.jpg](/vb/proxy.php?image=http%3A%2F%2Fwww.lebanondebate.com%2Fimages%2Fmainpage%2FTRXSXFXNXW.jpg&hash=eb55b0514ad0203c368f4f3e6e33e274)
في ضوء الخطر الذي يهدّد منطقة الشرق الأوسط من جهة، والمواقف الغربية المتقلّبة من جهة أخرى، يُدرك المسؤولون أنّ الحلّ الوحيد لمجابهة التنظيمات الإرهابية لن يكون إلّا من خلال المواجهة العربية المشتركة. وفي هذا السياق، جاءت زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق إلى مصر للقاء المسؤولين الأمنيّين وتبادُل المعلومات والخبرات.
يؤكّد مصدر مصريّ مطّلع لـ«الجمهورية» أنّ «المعامل العسكرية المصرية يمكنها تصنيع كلّ أنواع الأسلحة من الخشب والمعدن، بما يُلائم الدول العربية، ولذلك يمكنها تجهيز الجيش اللبناني».
ويقول المصدر إنّ «مصر دخلت في مجال صناعة الأسلحة التقليدية والذخيرة، يوم قرّر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ذلك مع ثورة 23 تموز 1952، كما أنّها أدخلت التعديلات على الأسلحة لتتماشى مع الطبيعة الصحراوية»، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّها «أدخلت تعديلات على بندقية الـ«M16» الأميركية، لكي لا تتعطّل بسبب الطبيعة الصحراوية والجغرافيّة للمنطقة».
ويشدّد على أنّ «السلاح المصري أصبح منتجاً، ويعتمد على الحديد والخشب بدلاً من البلاستيك، لكي لا يتأثر بالعوامل الطبيعية من جهة، أو الاستعمال العسكري العنيف من جهة أخرى»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعانت بالخبراء والعلماء لتطوير أسلحتها التي انتقلت من الأسلحة الفردية والمتوسطة إلى المتطوّرة».
ويلفت إلى أنّ «التعديلات طاوَلت أيضاً الـ F16، خصوصاً أنّ اتفاقية كامب ديفيد تنصّ على أنّه لا يحقّ لمصر استخدام الأسلحة الهجومية حفاظاً على أمن إسرائيل، من هنا حوَّلت هذه التعديلات الطائرات من اعتراضية، أي دفاعية، إلى هجومية»، مذكّراً أنّ «الجيش المصري استعانَ بهذه الطائرات في سيناء لضرب معاقل الإرهابيين».
ويرى المصدر أن «لا شيء يمنع من استعانة لبنان بالقدرات العسكرية المصرية العالية جداً، ليس فقط على صعيد الأسلحة البسيطة ولكن أيضاً وصولاً إلى الطائرات والدبابات».
ويعتبر أنّ «الاستعانة بالقدرات المصرية بدلاً من القدرات الأجنبية تؤكّد ضرورة الحفاظ على المشاركة العربية»، مؤكّداً أنّ «مصر يهمّها الحفاظ على البوّابة الشرقية لها، أي لبنان وسوريا، لأنّ تاريخها يشهد أنَّ كلّ المصائب التي حلّت بها أتت من تلك البوّابة، ما يوجب تحصينها لتنعكس إيجاباً على الأمن المصري».
وانطلاقاً من الدور الذي لعبَته مصر في انتخاب الشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً للجمهورية، وإمكان أن تلعب الدور نفسَه في الاستحقاق الرئاسي، يؤكّد المصدر أنّ «مصر لطالما لعبَت دوراً في تأمين الأرضية لانتخاب رئيس الجمهورية اللبناني، ولكنّ الظروف لم تنضج بعد لملء الفراغ الرئاسي».
وعن موقع السعودية ودورها اليوم في المنطقة، يرى المصدر أنّها «لاعبٌ رئيس، خصوصاً بعد أحداث مصر وانشغالها في شؤونها الداخلية إثر ثورة 25 كانون الثاني»، مشيراً إلى أنّ «هناك مَن يسعى للعِب أدوار إقليمية بصَرف النظر عن موافقتنا أم رفضنا، وهذا الأمر انعكسَ بظهور جماعات متشدّدة وتبنّي الفكر الليبرالي الذي زرَع السوس».
ويضيف: «أعترض على المقارنة أو مجرّد ربط الدور السعودي بالدور القطري الذي لم يكن سليماً»، لافتاً إلى أنّ «السعودية دولة إقليمية لأنّها من نسيج العالم العربي وتنسّق مع مصر في ما يتعلق بأحداث المنطقة».
ويصف المصدر ما يشهده الشرق الأوسط، بأنّ هناك «قوّة مهيمنة تخطط لتقسيم المنطقة، ولهذا السبب لن يكون الحلّ إلّا على الصعيد الاجتماعي، أي بنَبذِ فكرة الأقلّيات الطائفية وتعزيز مواطنية الدوَل بعيداً من النعرات الطائفية والتطرّف».
ويشرح أنّ «تغذية الاضطهاد الديني في مصر بدأت في الثمانينات، ولكن سرعان ما انعكست تلاحماً رهيباً بعد إحراق الإخوان المسلمين 86 كنيسة و8 مساجد، إذ رمّمت»بيوت الله» وتمّ افتتاح صندوق مشترك لتخطّي تلك الأزمة، خصوصاً في ظلّ التحفّظ الغربي».
ويضيف: «يعتبر الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي أنّ أمن العالم العربي هو من مسؤولية مصر، لذلك يرى ضرورة الوصول إلى حلّ سياسي في سوريا»، رافضاً «تقسيم سوريا وإراقة دم الشعب السوري بمَا فيه النظام، ولذلك يجب أن يجلس السوريون على طاولة الحوار بهدف إيجاد حلّ».
ويستبعد المصدر أن يشهد لبنان ما اختبرَه العراق وسوريا، «لأنّ الأفرقاء السياسيين خاضوا تجربة الحرب الأهلية وأصبح لديهم الخبرة الكافية للتعاطي مع الأحداث الطارئة»، معتبراً أنّ «محاربة التطرّف والخطر في لبنان تعتمد على ذكاء الشعب اللبناني».
ليس لديك تصريح لمشاهدة الرابط، فضلا قم ب تسجيل الدخول او تسجيل