والد زعيم البوليساريو في حوار ساخن مع الشرق الاوسط
والد زعيم البوليساريو في حوار مع الشرق الاوسط : لا حل لنزاع الصحراء إلا بمنح المنطقة حكماً ذاتيا تحت السيادة المغربية
الشيخ الركيبي : رفضت دائماً الانضمام للأحزاب السياسية
والد زعيم البوليساريو في حوار مع الشرق الاوسط : لا حل لنزاع الصحراء إلا بمنح المنطقة حكماً ذاتيا تحت السيادة المغربية
الشيخ الركيبي : رفضت دائماً الانضمام للأحزاب السياسية
ناشد الشيخ الخليلي محمد البشير الركيبي والد محمد عبد العزيز الامين العام لجبهة البولساريو عبر «الشرق الاوسط» ابنه بالعودة الى المغرب، وقال في حوار جرى معه في مدينة بني ملال في وسط المغرب بتأثر شديد «اريد منه ان يأتي عندي الى المغرب لأراه ... طال امد الفراق واريد لقياه، قبل ان ارحل الى دار البقاء».
وأكد ان موقفه من نزاع الصحراء هو نفس موقف العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يدعو الى منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً في إطار السيادة المغربية. وأعلن الشيخ الركيبي (95 سنة) انه رفض دائماً الانضمام لأي حزب سياسي لانه لا يحب السياسة ، مشيراً الى ان عدة احزاب عرضت عليه الانضمام لها لكنه رفض ذلك .
> مرت على اندلاع نزاع الصحراء 30 سنة، كيف تنظرون الى هذا النزاع الذي طال امده، والذي يلعب نجلكم محمد عبد العزيز دورا في استمراريته؟ ـ رأيي واضح جدا إزاء هذا الموضوع، نظرا لأنني كنت ضمن المجموعة الاولى لجيش التحرير، المكونة آنذاك من 25 شخصاً، التي سعت الى دحر القوات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية وإخراجها من الصحراء. وكان اول هجوم قادته المجموعة عام 1956 ضد القوات الفرنسية بمنطقة ام لمعشار بمدينة كلميم (توجد في المنطقة غير المتنازع عليها حاليا)، وحررنا المنطقة رغم اننا لم نكن نتوفر انذاك سوى على بنادق تقليدية بينما استعانت القوات الغازية بالطائرات لقصفنا، ثم سرنا في اتجاه الساحل لقتال القوات الاسبانية ابتداء من مدينة طانطان مرورا بسيدي افني قبل ان نعرج على العيون والساقية الحمراء ومنطقة توزيكي بمدينة الزاك، ثم الحزام وتدارت، واندلعت انذاك معارك شرسة، استطعنا بفضل الله وعونه وشجاعة سكان الصحراء، الذين انضموا الى خلايا جيش التحرير من اجل تحقيق التحرر الوطني.
وأعود الى نزاع الصحراء لأقول إن تدويل الملف يدفع أي شخص الى التزام الصمت، وعدم التصريح بما يخالجه. فتدخل العالم في النزاع بهذا الشكل يحول دون ايجاد حل له، ولكوني لست سياسيا، ولا اريد ان اكون كذلك، لان اهل السياسة في نظري، وربما اكون مخطئا في ذلك، يكذبون، أرى أن التوتر في المنطقة لا يمنح الفرد فرصة لتقييم الوضع، وتقديم حل.
> ولكن هناك اقتراحات متعددة لحل النزاع، ضمنها الاقتراح المغربي القائم على منح حكم ذاتي لسكان الصحراء تحت السيادة المغربية، وهناك الاقتراح الذي تفضله الجزائر وجبهة البوليساريو المتعلق باستفتاء تقرير المصير وانفصال الصحراء عن المغرب ؟ ـ اهل الصحراء معروفون، ولا أحد يشكك في انتمائهم لهذه الارض الطاهرة. ولا حق للجزائر ان تتدخل في قضية الصحراء، ورأيي سيكون مع رأي العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو رأي يقول بمنح السكان حكما ذاتيا لتسيير شؤونهم بانفسهم تحت السيادة المغربية، وبذلك تظل لحمة الاخوة المؤمنين قائمة، اما تشتيت الناس فلن يفيد في شيء، بل سيزيد من تأزيم حالات الانسان النفسية.
> نود معرفة وجهة نظركم حول الاحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون ؟ ـ ما جرى في العيون لن يكون له اي مسلك ولن يكون في صالح الشباب والنساء، والاسلام لا يقبل ابدا بمنطق التطاحن واشعال فتيل الصراع بين الاخوة، والله لطف بنا حينما توقفت الأمور عند ذاك الحد، وهذا ما كنت اتمناه.
> هل صحيح أن شيوخ واعيان ووجهاء الصحراء يحتكرون كل شيء، ويهمشون الشباب، مما يؤدي الى اندلاع الاحتجاجات التي تصل الى حد المطالبة بالانفصال ؟ ـ ما قام به الجميع في العيون يندى له الجبين، ولا يستحق ذكره، وسواء كانت المشكلة تكمن في الشيوخ، وهي اشارة يستفاد منها وجود ظاهرة الاحتكار الاقتصادي بالمنطقة من قبل الوجهاء، او تكمن في الشباب، من خلال تصورات يحملونها، فانه لا خير يرجى من ذلك. لماذا ؟ «لأن امتي لا تجتمع على ضلالة» كما يقول الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. فالحديث الشريف يلخص جوابي، وما دام الوضع عكس ذلك فان نتيجته ستكون سلبية. > عند تأسيس جبهة البوليساريو، هل عاينتم عن قرب لحظات التأسيس وماذا كان احساسكم انذاك؟ ـ لم اشهد لحظة تأسيس جبهة البوليساريو، ولم أكن حاضرا اثناء الاستعداد لذلك. كنت انذاك في مدينة الرباط ، واحمد الله انني لم أحضر بداية الاقتتال.
> أنت والد محمد عبد العزيز، الامين العام لجبهة البوليساريو الذي اعلنت من جانب واحد «الجمهورية الصحراوية»، وفي الوقت نفسه اعلنت عن تشبثك بمغربية الصحراء. هل من رسالة تريد توجيهها الى ابنكم ؟
ـ اريد منه ان يأتي عندي الى المغرب لأراه، لقد طال امد الفراق، ولم اعد اقوى على فعل اي شيء، اتمنى ان يرجع الى المغرب، ارضه ووطنه ووطن اجداده، وانا متيقن ان تربيتي له لن تذهب سدى، فهو مغربي، واريد لقياه، قبل ان ارحل الى دار البقاء.
> ما هو الاحساس الذي ينتابكم عندما ترون ابنكم على شاشات بعض الفضائيات؟
ـ تنتابني رغبة في احتضانه، والربت على كتفيه، مرت ما يزيد عن 30 سنة من الفراق. لم نلتق، وفي ذات اللحظة يتملكني شعور واحساس جميل بالابوة، ورغبة في صلة الرحم، وحب الاب لابنه، وطاعة الابن لوالده، وللقيم التي تضبط السير العادي لأي أسرة، لكن أيضا حينما أراه في شاشات التلفزيون احسن بنوع من النفور تجاهه. > هل هو على اتصال دائم معكم؟
ـ لا توجد بيننا اي وسيلة للاتصال، انقطع الحبل منذ ما يزيد عن 30 سنة. كنت اعمل وأكد لارسل له المال حتى يتابع دراسته بمدينة الرباط، وكنت أعتقد أنه يثابر من أجل التحصيل المعرفي، لكني فوجئت به يغادر الرباط في اتجاه العاصمة الجزائر.
> سبق للامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي أن نظما زيارات متبادلة بين سكان الصحراء وسكان مخيمات تندوف (مقر البولساريو في جنوب غرب الجزائر)، هل جال في خاطركم انكم ستلتقون به بمناسبة تلك الزيارات ؟
ـ كانت الزيارات المتبادلة عملية انسانية، ونشكر المشرفين عليها، وكانت بادرة خير، واول الخير قطرة، واحسست ان الجميع اخوة، ولم يعد هناك اي حاجز يمنعنا من التواصل، لكن ما احزنني هو توقف هذه العملية الانسانية، واتمنى بصدق ان تعاد هذه التجربة لمد حبل المودة المقطوع بين الاسر ويلتقي الاحباب قبل ان يفرقهم الموت.
> ماذا يمكن ان تقول لسكان مخيمات تندوف ؟ ـ لا احب ان يظل حبل الاتصال مقطوعا بين العائلات الصحراوية، ولا يوجد مؤمن يريد لاخيه المؤمن ذلك، فالله اوصانا بصلة الرحم والتواصل، ولا يعقل ان يظل الابن بعيدا عن ابيه، والمرأة عن زوجها، والزوج عن زوجته، والاخوال والاعمام كذلك، فهذا عار يظل قائما حتى الان.
> ما هو انطباعكم حول قافلة «صلة الرحم» التي اشرفت عليها الاحزاب السياسية لربط الصلة بين العائلات من جميع مناطق المغرب؟ ـ كل شيء من هذا القبيل مهم، وصلة الرحم واجبة لانها تساعد على توطيد الاخوة ونبذ القطيعة التي لا تؤدي ابدا الى الخير.
> انتم الآن تقطنون بمدينة تادلة في محافظة بني ملال (وسط المغرب).. ما الفرق بين هذه المدينة والصحراء؟
ـ احمد الله، لا ينقصني اي خير، وانا وعائلتي نعيش حياتنا بشكل عادي والناس في المدينة يحترموننا ونحترمهم، ولا يكنون لنا سوى المودة. وبالنسبة لي السكن في تادلة او الصحراء سيان رغم وجود بعض الفوارق، ولن اخفيك سرا انني كنت احبذ ان اذهب الى البادية بالصحراء، لنصب الخيمة والعيش بالطريقة التقليدية التي يعيشها اهل الصحراء والتي تشبه طريقة الرحل، لكن صحتي الان لا تسمح لي بذلك ولم اعد قادرا على القيام بما كنت اقدر على فعله في الماضي.
> ماذا تغير في الصحراء بعد خروج الاستعمار الفرنسي الاسباني منها؟
ـ اشياء كثيرة تغيرت، ظهر العمران بشكل مثير، وانجزت اصلاحات مهمة في مجال التجهيزات والمرافق العمومية، وهذا التحول واضح للجميع، ولا يمكن لأحد انكاره. فبعد خروج الاستعمار الاسباني والفرنسي، لم يترك اي شيء، كانت المنطقة جرداء الا من المراكز العسكرية. وكان الاستعماريون يرابطون فيها من اجل صد هجمات جيش التحرير، والحقيقة الثابتة انهم لم يشيدوا اي شيء بالصحراء، ولم يقدموا اي خدمات تذكر لسكان المنطقة على غرار ما فعلوا في بعض المدن.
> اقترحت عليكم قيادات حزبية الانضمام الى صفوفها، لماذا رفضتم ذلك؟ ـ ما زلت حتى الان ارفض ذلك، لانني لا احب السياسة ولا اريدها، فالسياسة تخلق المشاكل بين الناس والعداوة بين الاخوة، وبالفعل عرضت علي احزاب الانضمام اليها وافضل عدم ذكر اسماء زعمائها الذين تفضلوا بطلباتهم الي قصد الانضمام.
المصدر:جريدة الشرق الأوسط
وأكد ان موقفه من نزاع الصحراء هو نفس موقف العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يدعو الى منح سكان الصحراء حكماً ذاتياً موسعاً في إطار السيادة المغربية. وأعلن الشيخ الركيبي (95 سنة) انه رفض دائماً الانضمام لأي حزب سياسي لانه لا يحب السياسة ، مشيراً الى ان عدة احزاب عرضت عليه الانضمام لها لكنه رفض ذلك .
> مرت على اندلاع نزاع الصحراء 30 سنة، كيف تنظرون الى هذا النزاع الذي طال امده، والذي يلعب نجلكم محمد عبد العزيز دورا في استمراريته؟ ـ رأيي واضح جدا إزاء هذا الموضوع، نظرا لأنني كنت ضمن المجموعة الاولى لجيش التحرير، المكونة آنذاك من 25 شخصاً، التي سعت الى دحر القوات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية وإخراجها من الصحراء. وكان اول هجوم قادته المجموعة عام 1956 ضد القوات الفرنسية بمنطقة ام لمعشار بمدينة كلميم (توجد في المنطقة غير المتنازع عليها حاليا)، وحررنا المنطقة رغم اننا لم نكن نتوفر انذاك سوى على بنادق تقليدية بينما استعانت القوات الغازية بالطائرات لقصفنا، ثم سرنا في اتجاه الساحل لقتال القوات الاسبانية ابتداء من مدينة طانطان مرورا بسيدي افني قبل ان نعرج على العيون والساقية الحمراء ومنطقة توزيكي بمدينة الزاك، ثم الحزام وتدارت، واندلعت انذاك معارك شرسة، استطعنا بفضل الله وعونه وشجاعة سكان الصحراء، الذين انضموا الى خلايا جيش التحرير من اجل تحقيق التحرر الوطني.
وأعود الى نزاع الصحراء لأقول إن تدويل الملف يدفع أي شخص الى التزام الصمت، وعدم التصريح بما يخالجه. فتدخل العالم في النزاع بهذا الشكل يحول دون ايجاد حل له، ولكوني لست سياسيا، ولا اريد ان اكون كذلك، لان اهل السياسة في نظري، وربما اكون مخطئا في ذلك، يكذبون، أرى أن التوتر في المنطقة لا يمنح الفرد فرصة لتقييم الوضع، وتقديم حل.
> ولكن هناك اقتراحات متعددة لحل النزاع، ضمنها الاقتراح المغربي القائم على منح حكم ذاتي لسكان الصحراء تحت السيادة المغربية، وهناك الاقتراح الذي تفضله الجزائر وجبهة البوليساريو المتعلق باستفتاء تقرير المصير وانفصال الصحراء عن المغرب ؟ ـ اهل الصحراء معروفون، ولا أحد يشكك في انتمائهم لهذه الارض الطاهرة. ولا حق للجزائر ان تتدخل في قضية الصحراء، ورأيي سيكون مع رأي العاهل المغربي الملك محمد السادس، وهو رأي يقول بمنح السكان حكما ذاتيا لتسيير شؤونهم بانفسهم تحت السيادة المغربية، وبذلك تظل لحمة الاخوة المؤمنين قائمة، اما تشتيت الناس فلن يفيد في شيء، بل سيزيد من تأزيم حالات الانسان النفسية.
> نود معرفة وجهة نظركم حول الاحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون ؟ ـ ما جرى في العيون لن يكون له اي مسلك ولن يكون في صالح الشباب والنساء، والاسلام لا يقبل ابدا بمنطق التطاحن واشعال فتيل الصراع بين الاخوة، والله لطف بنا حينما توقفت الأمور عند ذاك الحد، وهذا ما كنت اتمناه.
> هل صحيح أن شيوخ واعيان ووجهاء الصحراء يحتكرون كل شيء، ويهمشون الشباب، مما يؤدي الى اندلاع الاحتجاجات التي تصل الى حد المطالبة بالانفصال ؟ ـ ما قام به الجميع في العيون يندى له الجبين، ولا يستحق ذكره، وسواء كانت المشكلة تكمن في الشيوخ، وهي اشارة يستفاد منها وجود ظاهرة الاحتكار الاقتصادي بالمنطقة من قبل الوجهاء، او تكمن في الشباب، من خلال تصورات يحملونها، فانه لا خير يرجى من ذلك. لماذا ؟ «لأن امتي لا تجتمع على ضلالة» كما يقول الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام. فالحديث الشريف يلخص جوابي، وما دام الوضع عكس ذلك فان نتيجته ستكون سلبية. > عند تأسيس جبهة البوليساريو، هل عاينتم عن قرب لحظات التأسيس وماذا كان احساسكم انذاك؟ ـ لم اشهد لحظة تأسيس جبهة البوليساريو، ولم أكن حاضرا اثناء الاستعداد لذلك. كنت انذاك في مدينة الرباط ، واحمد الله انني لم أحضر بداية الاقتتال.
> أنت والد محمد عبد العزيز، الامين العام لجبهة البوليساريو الذي اعلنت من جانب واحد «الجمهورية الصحراوية»، وفي الوقت نفسه اعلنت عن تشبثك بمغربية الصحراء. هل من رسالة تريد توجيهها الى ابنكم ؟
ـ اريد منه ان يأتي عندي الى المغرب لأراه، لقد طال امد الفراق، ولم اعد اقوى على فعل اي شيء، اتمنى ان يرجع الى المغرب، ارضه ووطنه ووطن اجداده، وانا متيقن ان تربيتي له لن تذهب سدى، فهو مغربي، واريد لقياه، قبل ان ارحل الى دار البقاء.
> ما هو الاحساس الذي ينتابكم عندما ترون ابنكم على شاشات بعض الفضائيات؟
ـ تنتابني رغبة في احتضانه، والربت على كتفيه، مرت ما يزيد عن 30 سنة من الفراق. لم نلتق، وفي ذات اللحظة يتملكني شعور واحساس جميل بالابوة، ورغبة في صلة الرحم، وحب الاب لابنه، وطاعة الابن لوالده، وللقيم التي تضبط السير العادي لأي أسرة، لكن أيضا حينما أراه في شاشات التلفزيون احسن بنوع من النفور تجاهه. > هل هو على اتصال دائم معكم؟
ـ لا توجد بيننا اي وسيلة للاتصال، انقطع الحبل منذ ما يزيد عن 30 سنة. كنت اعمل وأكد لارسل له المال حتى يتابع دراسته بمدينة الرباط، وكنت أعتقد أنه يثابر من أجل التحصيل المعرفي، لكني فوجئت به يغادر الرباط في اتجاه العاصمة الجزائر.
> سبق للامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي أن نظما زيارات متبادلة بين سكان الصحراء وسكان مخيمات تندوف (مقر البولساريو في جنوب غرب الجزائر)، هل جال في خاطركم انكم ستلتقون به بمناسبة تلك الزيارات ؟
ـ كانت الزيارات المتبادلة عملية انسانية، ونشكر المشرفين عليها، وكانت بادرة خير، واول الخير قطرة، واحسست ان الجميع اخوة، ولم يعد هناك اي حاجز يمنعنا من التواصل، لكن ما احزنني هو توقف هذه العملية الانسانية، واتمنى بصدق ان تعاد هذه التجربة لمد حبل المودة المقطوع بين الاسر ويلتقي الاحباب قبل ان يفرقهم الموت.
> ماذا يمكن ان تقول لسكان مخيمات تندوف ؟ ـ لا احب ان يظل حبل الاتصال مقطوعا بين العائلات الصحراوية، ولا يوجد مؤمن يريد لاخيه المؤمن ذلك، فالله اوصانا بصلة الرحم والتواصل، ولا يعقل ان يظل الابن بعيدا عن ابيه، والمرأة عن زوجها، والزوج عن زوجته، والاخوال والاعمام كذلك، فهذا عار يظل قائما حتى الان.
> ما هو انطباعكم حول قافلة «صلة الرحم» التي اشرفت عليها الاحزاب السياسية لربط الصلة بين العائلات من جميع مناطق المغرب؟ ـ كل شيء من هذا القبيل مهم، وصلة الرحم واجبة لانها تساعد على توطيد الاخوة ونبذ القطيعة التي لا تؤدي ابدا الى الخير.
> انتم الآن تقطنون بمدينة تادلة في محافظة بني ملال (وسط المغرب).. ما الفرق بين هذه المدينة والصحراء؟
ـ احمد الله، لا ينقصني اي خير، وانا وعائلتي نعيش حياتنا بشكل عادي والناس في المدينة يحترموننا ونحترمهم، ولا يكنون لنا سوى المودة. وبالنسبة لي السكن في تادلة او الصحراء سيان رغم وجود بعض الفوارق، ولن اخفيك سرا انني كنت احبذ ان اذهب الى البادية بالصحراء، لنصب الخيمة والعيش بالطريقة التقليدية التي يعيشها اهل الصحراء والتي تشبه طريقة الرحل، لكن صحتي الان لا تسمح لي بذلك ولم اعد قادرا على القيام بما كنت اقدر على فعله في الماضي.
> ماذا تغير في الصحراء بعد خروج الاستعمار الفرنسي الاسباني منها؟
ـ اشياء كثيرة تغيرت، ظهر العمران بشكل مثير، وانجزت اصلاحات مهمة في مجال التجهيزات والمرافق العمومية، وهذا التحول واضح للجميع، ولا يمكن لأحد انكاره. فبعد خروج الاستعمار الاسباني والفرنسي، لم يترك اي شيء، كانت المنطقة جرداء الا من المراكز العسكرية. وكان الاستعماريون يرابطون فيها من اجل صد هجمات جيش التحرير، والحقيقة الثابتة انهم لم يشيدوا اي شيء بالصحراء، ولم يقدموا اي خدمات تذكر لسكان المنطقة على غرار ما فعلوا في بعض المدن.
> اقترحت عليكم قيادات حزبية الانضمام الى صفوفها، لماذا رفضتم ذلك؟ ـ ما زلت حتى الان ارفض ذلك، لانني لا احب السياسة ولا اريدها، فالسياسة تخلق المشاكل بين الناس والعداوة بين الاخوة، وبالفعل عرضت علي احزاب الانضمام اليها وافضل عدم ذكر اسماء زعمائها الذين تفضلوا بطلباتهم الي قصد الانضمام.
المصدر:جريدة الشرق الأوسط