تقرير المركز الأوروبي للاستخبارات الاستراتيجية والأمن-الحلقة الثامنة عشر
مشاركة العسكريين الجزائريين في تعذيب أسرى الحرب المغاربة لدى البوليساريو
مشاركة العسكريين الجزائريين في تعذيب أسرى الحرب المغاربة لدى البوليساريو:''إن جميع الأسرى قد قد تم استنطاقهم من طرف الضباط الجزائرييين في الرابوني''(تقرير فرانس ليبيرتي).
'' تم اعتقال 460 أسيرا في سجون جزائرية إلى غشت 1994 في بوفارك، بمعسكر جلفة(300 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية)، وفي قصر البوخاري(150 كيلومترا جنوب العاصمة). ولا يتعلق الأمر هنا بأسرى امغالا (أسرى مغاربة اعتقلوا أثناء المواجهة الوحيدة بين المغاربة والجزائريين، وهنا يكون وجودهم في سجون جزائرية مبررا...) وقد عانوا من المعاملة السيئة وسوء التغذية''.
اغتيال الأسرى:
أحصت منظمة''فرانس ليبيرتي'' 14 حالة موثقة لأسرى الحرب المغتالين، أحيانا بهدف منعهم من كلام مع مراقبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أحد هؤلاء الأسرى المغتالين يدعى إبراهيم.
وقد فقد شخص يدعى''تيبيا'' عقله من جراء التعذيب، وقتل عام 1983.
26أسيرا آخر ضرباو أو عذبوا حتى الموت عقب محاولتهم الفرار. وجريمة محاولة الفرار يتم العقاب عليها بالتعذيب أو الموت.
ثمانية أسرى حرب ماتوا في حوادث شغل.
كشف أسرى الحرب للفضول الجماعي:
لقد تم كشف أسرى الحرب أمام الفضلو الجماعي، بل تم استخدامهم في معارض الفرجة من أجل الدعاية حيث يتم إجبارهم على انتقاد وسب الدولة المغربية(الأمر الذي يخالف البند 13 من اتفاقية جنيف الثالثة). وجاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''إن هذا المساس الخطير بكرامتهم ظاهر بشكل جلي، وبعض هؤلاء الأسرى يشعرون بالغيظ من الزائرين أو''السياح'' كما يسمونهم، أي ممثلي جمعيات التضامن الدولي الذين شاهدوهم واحيانا قاموا حتى بتصويرهم''.
سوء التغذية:
جاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''يحصل أسرى الحرب على وجبتين في اليوم، صحن من العدس وأحيانا نوع من الشربة أو صحن من الأرز أو العجين، ويقوم الأسرى بعجن خبزهم بأنفسهم، ولايوجد في نظظامهم الغذائي لا بروتينات حيوانية ولا بروتينات نباتية، وبعض الأسرى يكملون تغذيتهم بالعمل لدى الأعيان الصحراويين مقابل الأكل''.
الحرمان من الألبسة وغياب المسكن:
جاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''خلال سنوات التسعينات لم يكن الأسرى يملكون لا أحذية ولا ألبسة أخرى ما عدا السراويل، وكانوا ينامون في حاويات أو في خنادق في مجموعات من عشرة أشخاص وبغطاء واحد لكل ثلاثة أشخاص. وقد قابلت البعثة(بعثة المنظمة) العشرات من الأسرى الذين ما زالوا حتى اليوم بدون ملجإ وينامون في العراء، ويتعلق الأمر أساسا بالأسرى الذين يعملون في الأشغال الشاقة في المناطق العسكرية وفي المراكز العسكرية حول الرابوني''.
الأعمال الشاقة:
لقد حددت منظمة فرانس ليبيرتي لائحة الأعمال الموكولة إلى الأسرى: صناعة الآجر وبناء البنيات التحتية، حيث يفرض على كل أسير صناعة 120 آجرة على الأقل في اليوم .
وتتكون الأوراش من 20 إلى 300 أسير حرب، وذلك بحسب أهمية الورش:''يتم إيقاظهم من النوم على الساعة الرابعة فجرا وتجميعهم. وفي الخامسة صباحا يتوجهون في عدة مجموعات إلى العمل، ولا يمكنهم أن يرتاحوا إلا مرة واحدة في اليوم عند استيقاظهم وإلا فإنهم مضطرون طيلة النهار للتحامل على أنفسهم، بل لا يمكنهم حتى التوقف عن العمل للشرب، والذين يعبرون عن استغرابهم من شرب الماء المتسخ الموجود على الأرض والذي يستعملونه في صناعة الآجر يتم ضربهم بالسياط. ويتوقفون ليتناولوا القليل من الأرز أو العدس يقدم لهم في النقالة التي تستعمل لنقل مواد البناء في الأوراش، بعد ذلك يستأنف الأسرى العمل إلى وقت حلول الليل. وقد بني مركز الاعتقال ''الشهيد الحداد'' الذي يوجد إلى الجنوب من تندوف بسواعد الأسرى المغاربة خلال 45 يوما عام 1982, وقد كانوا 200 شخصا واشتغلوا ليلا ونهارا...''.
لكن هناك ما هو اخطر من هذا: ففي خرق تام للبند 05 من اتفاقية جنيف الثالثة(التي تمنع استخدام الأسرى في أشغال ذات طبيعة عسكرية) تم تعيين أسرى حرب للعمل في مواقع لها طبيعة عسكرية، حيث قاموا بحفر خنادق في منطقة وركزيز، وقاموا بنقل العتاد...إلخ.
6/5 رد جبهة البوليساريو
على فرانس ليبيرتي:
هذه القائمة الطويلة من المعاملات السيئة لم تستحق سوى ردا ضعيفا من جانب جبهة البوليساريو، تمثلت في وثيقة نشرت في سبتمبر 2003.
وفي استهلال الدفاع عن نفسها تصف تقرير منظمة فرانس ليبيرتي بأنه''جزئي ووغير متوازن وشرير'' وتلوم المنظمة لكونها''عكست الادعاءات التي كان مصدرها الوحيد هم أسرى الحرب المغاربة، والضباط المعتقلون خلال المواجهات العسكرية المباشرة''، إنها وثيقة مثيرة حقا.
وتتصدى الجبهة بعد ذلك للرد على اتهامات منظمة فرانس ليبيرتي، ولكن أقل ما يمكن أن يقال عن ذلك هو أن الجبهة فشلت في الإقناع.
وإذا استثنينا ما يتعلق بتقديرات المنظمة وتناقضاتها فالظاهر أن البوليساريو تريد قبول مبرراتها المضادة كما هي وبدون نقاش. هكذا مثلا فيما يتعلق بضحايا حوادث الشغل فإن البوليساريو تجادل فقط في الجانب الذي يخص أسباب الوفاة أو في تاريخ الوفاة.
فيما يتعلق بالأسرى الذين تم قتلهم ببرودة عقب محاولتهم الفرار ادعت جبهة البوليساريو أنها لا تعرف بعض الأسماء التي ذكرتها المنظمة الفرنسية، وزعمت أن بعض هذه الأسماء هي لأشخاص ما يزالون أحياء، ولكنها مع ذلك أقرت بعشرات الوفاة العائدة إلى ''تبادل إطلاق النار'' أو '' إلى الجوع والإرهاق والعطش''.
لكن الملفت أكثر هو غنكار حالات التعذيب المؤدية إلى الوفاة، وهنا مجددا كان يتم إنكار بعض الأسماء بدعوى أنها غير حقيقية، وأن عدد آخر منها مات منذ زمن، ولكن بسبب''الأمراض'' أو''المشاجرات'' أو ''السكتة القلبية''.
فيما يتعلق بالأشغال الشاقة، أكد البوليساريو بأن الأسرى ''يحصلون على بعض المنافع المادية والتعويضات على الخدمات التي يقدمونها''، نفس الأمر فيما يتعلق بالتكليف''بجميع أعمال البناء'' الموجودة للأسرى فقط حيث وصفت ذلك بأنه''مبالغ فيه جدا''، مما يعني بشكل واضح ـ إذا كان للكلمات معنى ـ أن ذلك ليس خاطئا بالمرة.
مشاركة العسكريين الجزائريين في تعذيب أسرى الحرب المغاربة لدى البوليساريو
مشاركة العسكريين الجزائريين في تعذيب أسرى الحرب المغاربة لدى البوليساريو:''إن جميع الأسرى قد قد تم استنطاقهم من طرف الضباط الجزائرييين في الرابوني''(تقرير فرانس ليبيرتي).
'' تم اعتقال 460 أسيرا في سجون جزائرية إلى غشت 1994 في بوفارك، بمعسكر جلفة(300 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية)، وفي قصر البوخاري(150 كيلومترا جنوب العاصمة). ولا يتعلق الأمر هنا بأسرى امغالا (أسرى مغاربة اعتقلوا أثناء المواجهة الوحيدة بين المغاربة والجزائريين، وهنا يكون وجودهم في سجون جزائرية مبررا...) وقد عانوا من المعاملة السيئة وسوء التغذية''.
اغتيال الأسرى:
أحصت منظمة''فرانس ليبيرتي'' 14 حالة موثقة لأسرى الحرب المغتالين، أحيانا بهدف منعهم من كلام مع مراقبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أحد هؤلاء الأسرى المغتالين يدعى إبراهيم.
وقد فقد شخص يدعى''تيبيا'' عقله من جراء التعذيب، وقتل عام 1983.
26أسيرا آخر ضرباو أو عذبوا حتى الموت عقب محاولتهم الفرار. وجريمة محاولة الفرار يتم العقاب عليها بالتعذيب أو الموت.
ثمانية أسرى حرب ماتوا في حوادث شغل.
كشف أسرى الحرب للفضول الجماعي:
لقد تم كشف أسرى الحرب أمام الفضلو الجماعي، بل تم استخدامهم في معارض الفرجة من أجل الدعاية حيث يتم إجبارهم على انتقاد وسب الدولة المغربية(الأمر الذي يخالف البند 13 من اتفاقية جنيف الثالثة). وجاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''إن هذا المساس الخطير بكرامتهم ظاهر بشكل جلي، وبعض هؤلاء الأسرى يشعرون بالغيظ من الزائرين أو''السياح'' كما يسمونهم، أي ممثلي جمعيات التضامن الدولي الذين شاهدوهم واحيانا قاموا حتى بتصويرهم''.
سوء التغذية:
جاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''يحصل أسرى الحرب على وجبتين في اليوم، صحن من العدس وأحيانا نوع من الشربة أو صحن من الأرز أو العجين، ويقوم الأسرى بعجن خبزهم بأنفسهم، ولايوجد في نظظامهم الغذائي لا بروتينات حيوانية ولا بروتينات نباتية، وبعض الأسرى يكملون تغذيتهم بالعمل لدى الأعيان الصحراويين مقابل الأكل''.
الحرمان من الألبسة وغياب المسكن:
جاء في تقرير منظمة فرانس ليبيرتي:''خلال سنوات التسعينات لم يكن الأسرى يملكون لا أحذية ولا ألبسة أخرى ما عدا السراويل، وكانوا ينامون في حاويات أو في خنادق في مجموعات من عشرة أشخاص وبغطاء واحد لكل ثلاثة أشخاص. وقد قابلت البعثة(بعثة المنظمة) العشرات من الأسرى الذين ما زالوا حتى اليوم بدون ملجإ وينامون في العراء، ويتعلق الأمر أساسا بالأسرى الذين يعملون في الأشغال الشاقة في المناطق العسكرية وفي المراكز العسكرية حول الرابوني''.
الأعمال الشاقة:
لقد حددت منظمة فرانس ليبيرتي لائحة الأعمال الموكولة إلى الأسرى: صناعة الآجر وبناء البنيات التحتية، حيث يفرض على كل أسير صناعة 120 آجرة على الأقل في اليوم .
وتتكون الأوراش من 20 إلى 300 أسير حرب، وذلك بحسب أهمية الورش:''يتم إيقاظهم من النوم على الساعة الرابعة فجرا وتجميعهم. وفي الخامسة صباحا يتوجهون في عدة مجموعات إلى العمل، ولا يمكنهم أن يرتاحوا إلا مرة واحدة في اليوم عند استيقاظهم وإلا فإنهم مضطرون طيلة النهار للتحامل على أنفسهم، بل لا يمكنهم حتى التوقف عن العمل للشرب، والذين يعبرون عن استغرابهم من شرب الماء المتسخ الموجود على الأرض والذي يستعملونه في صناعة الآجر يتم ضربهم بالسياط. ويتوقفون ليتناولوا القليل من الأرز أو العدس يقدم لهم في النقالة التي تستعمل لنقل مواد البناء في الأوراش، بعد ذلك يستأنف الأسرى العمل إلى وقت حلول الليل. وقد بني مركز الاعتقال ''الشهيد الحداد'' الذي يوجد إلى الجنوب من تندوف بسواعد الأسرى المغاربة خلال 45 يوما عام 1982, وقد كانوا 200 شخصا واشتغلوا ليلا ونهارا...''.
لكن هناك ما هو اخطر من هذا: ففي خرق تام للبند 05 من اتفاقية جنيف الثالثة(التي تمنع استخدام الأسرى في أشغال ذات طبيعة عسكرية) تم تعيين أسرى حرب للعمل في مواقع لها طبيعة عسكرية، حيث قاموا بحفر خنادق في منطقة وركزيز، وقاموا بنقل العتاد...إلخ.
6/5 رد جبهة البوليساريو
على فرانس ليبيرتي:
هذه القائمة الطويلة من المعاملات السيئة لم تستحق سوى ردا ضعيفا من جانب جبهة البوليساريو، تمثلت في وثيقة نشرت في سبتمبر 2003.
وفي استهلال الدفاع عن نفسها تصف تقرير منظمة فرانس ليبيرتي بأنه''جزئي ووغير متوازن وشرير'' وتلوم المنظمة لكونها''عكست الادعاءات التي كان مصدرها الوحيد هم أسرى الحرب المغاربة، والضباط المعتقلون خلال المواجهات العسكرية المباشرة''، إنها وثيقة مثيرة حقا.
وتتصدى الجبهة بعد ذلك للرد على اتهامات منظمة فرانس ليبيرتي، ولكن أقل ما يمكن أن يقال عن ذلك هو أن الجبهة فشلت في الإقناع.
وإذا استثنينا ما يتعلق بتقديرات المنظمة وتناقضاتها فالظاهر أن البوليساريو تريد قبول مبرراتها المضادة كما هي وبدون نقاش. هكذا مثلا فيما يتعلق بضحايا حوادث الشغل فإن البوليساريو تجادل فقط في الجانب الذي يخص أسباب الوفاة أو في تاريخ الوفاة.
فيما يتعلق بالأسرى الذين تم قتلهم ببرودة عقب محاولتهم الفرار ادعت جبهة البوليساريو أنها لا تعرف بعض الأسماء التي ذكرتها المنظمة الفرنسية، وزعمت أن بعض هذه الأسماء هي لأشخاص ما يزالون أحياء، ولكنها مع ذلك أقرت بعشرات الوفاة العائدة إلى ''تبادل إطلاق النار'' أو '' إلى الجوع والإرهاق والعطش''.
لكن الملفت أكثر هو غنكار حالات التعذيب المؤدية إلى الوفاة، وهنا مجددا كان يتم إنكار بعض الأسماء بدعوى أنها غير حقيقية، وأن عدد آخر منها مات منذ زمن، ولكن بسبب''الأمراض'' أو''المشاجرات'' أو ''السكتة القلبية''.
فيما يتعلق بالأشغال الشاقة، أكد البوليساريو بأن الأسرى ''يحصلون على بعض المنافع المادية والتعويضات على الخدمات التي يقدمونها''، نفس الأمر فيما يتعلق بالتكليف''بجميع أعمال البناء'' الموجودة للأسرى فقط حيث وصفت ذلك بأنه''مبالغ فيه جدا''، مما يعني بشكل واضح ـ إذا كان للكلمات معنى ـ أن ذلك ليس خاطئا بالمرة.