الإمارات في اليمن.. دعم مطلق للشرعية عسكرياً وسياسياً
مقاتلة إماراتية في التحالف العربي بقيادة السعودية (غيتي)
الإثنين 15 يوليو 2019 / 01:5024 -أبوظبي
منذ اندلاع الأزمة اليمنية وقفت الإمارات إلى جانب خيار لدعم الشرعية في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، للتصدي للتمدد الحوثي والإرهاب، والحفاظ على أمن الخليج والمنطقة العربية، وإعادة اليمن إلى الأسرة العربية الخليجية، ووقف التدخل الإيراني في المنطقة.
وساهمت الإمارت عسكرياً بجهد بارز في إطار التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ "عاصفة الحزم" في 2015، في إنقاذ الدولة اليمنية، والشعب اليمني، وإعادة الشرعية ، وتحرير معظم الأراضي اليمنية من الانقلاب الحوثي.
وفي إطار هذه الاستراتيجية عملت الإمارات إلى جانب قوات التحالف والقوات اليمنية الموالية للشرعية، على وقف تمدد المتمردين الحوثيين، واستعادة مواقع استراتيجية، مثل باب المندب وغيره من الموانئ اليمنية التي تستخدمها إيران لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية للحوثيين، التي يستخدمونها بدورهم في استهداف المدنيين في اليمن والسعودية.
من عاصفة الحزم إلى تحرير عدن
ومنذ اللحظات الأولى لعاصفة "الحزم" التي انطلقت في 25 مارس (آذار) 2015، استنفرت الإمارات جهودها، وكان لها دور كبير وبارز في تحرير العاصمة المؤقتة عدن، والمحافظات المجاورة لها مثل أبين، ولحج، ومناطق الساحل الغربي، ومأرب. ولم تبخل الإمارات في المعارك بالشهداء الذين دفعوا حياتهم لنصرة الشعب اليمني.
وفي هذا السياق، أكدت الحكومة اليمنية، وفق ما أوردت "سكاي نيوز" عربية، أن عاصفة الحزم قضت على المشروع الإيراني، وخطط طهران في إيجاد موضع قدم لها في اليمن، لتهديد دول مجلس التعاون الخليجي، واستهداف أمنها واستقرارها، وابتزاز المجتمع الدولي بتهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب.
وبعد "عاصفة الحزم" وإعلان عملية "إعادة الأمل" لاستكمال تحرير اليمن، وإعادة البناء لعبت الإمارات دوراً كبيراً في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات الحوثي، إضافة إلى تحرير سد مأرب التاريخي، قبل الإنجاز العسكري الكبير الذي مثله تحرير العاصمة المؤقتة عدن، بحضور فاعل وقوي للقوات الإماراتية إلى جانب تدريب وتسليح قوات المقاومة اليمنية.
وأسفرت هذه الجهود، وخلال وقت قصير من تحرير عدن والانتقال إلى لحج وأبين ومأرب، في بدء مرحلة أخرى، وهي تنظيم قوات الجيش اليمني وتأهيل المقاومة ضمن ألوية عسكرية، وتزويدها بما تحتاج من سلاح لبدء معارك تحرير باب المندب، وهي المعارك التي حققت فيها قوات التحالف انتصارات نوعية، وصولاً إلى مدينة الحديدة.
اتفاق ستوكهولم
كما تقدمت القوات الإمارتية على الساحل الغربي في سلسلة من الانتصارات على الميليشيا الحوثية، لتغدو الحديدة جاهزة للتحرير، ثاني أكبر الموانئ اليمنية، وأحد المنافذ المهمة التي تستخدمها إيران في تمويل عملياتها العسكرية لوكلائها الحوثيين، الأمر الذي فرض على ميليشيات الحوثي التسليم باتفاق ستوكهولم.
ومثلت معارك الساحل الغربي استنزافاً حقيقياً لميليشيا الحوثي، التي فقدت أبرز قياداتها في معارك الحديدة، أبرزهم رئيس ما يسمى المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد.
وكان من أهم الانتصارات على هذه الجبهة، تحرير مدينة حيس بحضور فاعل من القوات الإماراتية، لتقترب بذلك من هدفها النهائي لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
تحجيم الإرهاب
وفي إطار التصدي للإرهاب في اليمن، شاركت القوات الإمارتية في العملية العسكرية الحاسمة لتحرير المكلا من تنظيم "القاعدة"، وصولاً إلى إلحاق هزيمة تاريخية بهذا التنظيم الإرهابي، بالإضافة إلى استعادة باب المندب لتحمي الملاحة الدولية، وفقاً لما ذكره الكاتب حبيب الصايغ، في مقال نشرته صحيفة "الخليج" الإمارتية.
وفي 26 فبراير(شباط) 2018، نفذت قوات النخبة الشبوانية وبدعم من القوات المسلحة الإماراتية، عملية نوعية في صعيد محافظة شبوة أطلقت عليها اسم "السيف الحاسم"، تمكنت فيها من السيطرة على كامل صعيد شبوة، التي كانت تعد وكراً لتنظيم القاعدة.
واستكمالاً لتطهير محافظة أبين من عناصر القاعدة، أعلنت قوات الحزام الأمني وبدعم من التحالف العربي في 7 مارس(آذار)2018، حملة لتطهير جبال مديرية المحفد كبرى مديريات محافظة أبين.
دعم المسار السياسي
وبالتوازي مع العمليات العسكرية، كان التدخل الإماراتي من البداية محكوماً بأهداف استراتيجية سياسية، اعتماداً على تطور الأوضاع على الميدان، ما يعني مراجعة وتعديل الجهد العسكري بما يتلاءم والمهام المحمولة على الإمارات ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وفي إطار هذا التوجه، أعلنت الإمارات إعادة انتشار قواتها العاملة ضمن التحالف العربي، في اليمن، وأوضح مصدر إماراتي رفيع، أن الإمارات تعيد انتشار قواتها في اليمن دعماً للمسار السياسي، ولإفساح المجال للقوات اليمنية لأخذ دورها في عدد من المناطق المحررة، مشدداً على أن الإمارات تعمل في اليمن ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، وفق ما نقلت صحيفة "البيان" الإمارتية.
أسباب تكتيكية
وشدد المصدر، على أن إعادة الانتشار في الحديدة، محكوم بالالتزامات الدولية الجديدة في المنطقة، مضيفاً أن هذا الانتشار برمته الذي يشمل مناطق أخرى، يخضع في جوهره، إلى اعتبارات تكتيكية لا سياسية، تذكيراً بالتزام الامارات بأهداف التحالف من البداية للوصول الى حل سياسي في اليمن.
وفي هذا السياق نقلت افتتاحية لصحيفة الخليج الإماراتية، أن الإمارات "لم ولن تترك اليمن، إلا بعد عودة الشرعية إلى كامل أراضيه، وهي جزء أساسي من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي يدعم الشرعية في مواجهة الانقلابيين الحوثيين. ما قامت به مجرد إعادة انتشار في مواقع محددة في الحديدة لأسباب استراتيجية وتكتيكية، تدخل ضمن عملية السعي لتعزيز فرص السلام واستعادة الأمن، بعدما تم إنجاز الكثير من الأهداف العسكرية والإنسانية والأمنية".
منذ اندلاع الأزمة اليمنية وقفت الإمارات إلى جانب خيار لدعم الشرعية في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، للتصدي للتمدد الحوثي والإرهاب، والحفاظ على أمن الخليج والمنطقة العربية، وإعادة اليمن إلى الأسرة العربية الخليجية، ووقف التدخل الإيراني في المنطقة.
24.ae