تفاصيل حصرية لمعركة الحسم في الساحل الغربي لتعز
الوية عسكرية وقوات خاصة وثلاثة محاور للهجوم
تستعد قوات يمنية بإسناد بري وجوي من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية
لشن عملية عسكرية مرتقبة ضد المتمردين الحوثيين وكتائب المخلوع علي عبدالله صالح
في جبهة باب المندب غرب عدن وصولا إلى مناطق الساحل الغربي في محافظة تعز جنوب اليمن.
وتنفرد "عربي21" بنشر تفاصيل حصرية؛ عن حجم الاستعدادات الجارية
والتعزيزات العسكرية المقرر وصولها إلى مسرح العملية العسكرية التي ستنطلق من ثلاثة محاور
وطبيعة الإسناد البري والجوي لقوات التحالف فيها.
طبيعة الاستعدادات
وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة باليمن، مساء الأحد،إن الترتيبات لمعركة "باب المندب" تجري على قدم وساق؛ من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة والمقاومة الشعبية بإشراف من التحالف العربي الذي سيشارك بقوات خاصة في هذه العملية المزمع إطلاقها على المدى القريب.
المصادر التي اشترطت عدم كشف هويتها، كونها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، أضافت لـ"عربي21" أن قيادات عسكرية رفيعة من الجيش والمقاومة زارت السبت، منطقة "كهبوب" في إطار الترتيب للهجوم العسكري المرتقب، يتقدمهم "قائد المنطقة العسكرية الرابعة، اللواء، أحمد سيف اليافعي، وقائد لواء زايد الأول، عبدالغني الصبيحي، وقائد اللواء الثالث حزم، عمر سعيد الصبيحي" وقادة آخرون من تشكيلات المقاومة المسلحة.
ومن ضمن الاستعدادات ذكرت المصادر أن مجاميع مسلحة قبلية، جرى استدعاؤها للمشاركة في هذه المعركة الفاصلة مع الحوثيين وكتائب المخلوع صالح في جبهة باب المندب.
وتسيطر قوات الجيش اليمني على مضيق باب المندب (الممر المائي الدولي) الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، والذي يعتبر شريانا رئيسيا للحركة الاقتصادية والتجارية، بالإضافة إلى أن 90 في المئة من صادرات النفط الخليجية تمر عبر هذا الممر.
هجوم من ثلاثة محاور
وحسب المصادر فإن الهجوم لقوات الجيش والمقاومة الجنوبية سينطلق من ثلاثة محاور؛ أقصرها حدود منطقة الصبيحة في لحج (جنوبا) مع مديرية الوازعية وصولا إلى البرح غرب تعز.
أما المحور الثاني لخطة الهجوم "كهبوب" الواقعة على بعد كيلومترات من مضيق باب المندب، وهي نقطة المنتصف بينما المحور الثالث للعملية سيشمل خط الساحل المطل على باب المندب.
وأوضحت المصادر أن جبهة "كهبوب" القريبة من باب المندب، التي يسيطر الحوثيون على مواقع مهمة فيها، ستكون خط الهجوم الأول لقوات الشرعية، وهمزة الوصل بين جبهتي الوازعية من جهة الشرق، وخط الساحل من جهة الغرب.
الموقع الجغرافي لـ"كهبوب"
تقع منطقة "كهبوب" على بعد (28) كيلومترا عن مضيق باب المندب، وتتبع إداريا مديرية المضاربة في محافظة لحج، وهي خليط من السهول والهضاب وبمساحة تقدر بـ (20) كيلومترا مربعا.
ويقع ضمن نطاقها الجغرافي جبل استراتيجي يحمل نفس اسم المنطقة، يطل على باب المندب، وعلى المعسكرات التي تتمركز قوات التحالف العربي بمنطقة السقيا بين باب المندب ورأس العارة في عدن.
طبيعة الإسناد للتحالف
من جانب آخر، تؤكد المصادر لـ"عربي21" أن التحالف العربي سيكون حاضرا في المعركة المرتقبة ضد الحوثيين وكتائب صالح، من خلال قوات خاصة ستساند وحدات الجيش والمقاومة على الأرض إلى جانب الغطاء الجوي الذي سيوفره سلاح الجو التابع للتحالف.
وبينت المصادر اليمنية وثيقة الاطلاع، أن قوة مشتركة إماراتية وسعودية تتألف من 200 إلى 300 جندي وضابط وبآليات عسكرية، بينها مدافع ودبابات وعربات مصفحة، ستشترك مع الجيش والمقاومة في المعركة المقرر اندلاعها في جبهة باب المندب غرب عدن. منوها إلى أن هذه الآليات والمعدات لم تصل بعد لمسرح العمليات في كهبوب.
ولفتت إلى أن دولة الإمارات ستشارك لأول مرة، بمقاتلات "رافال" الفرنسية في جبهة باب المندب، علاوة على ذلك، من المقرر أن يعزز السعوديون الجبهات بكاسحات ألغام.
خارطة سيطرة الحوثيين
وأفادت المصادر المطلعة بأن مسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح، يسيطرون على مواقع إستراتيجية أهمها جبل "خمسة قرون" المطل على مساحة صحراوية وساحلية تقدر بـ (70)كم مربعا تقريبا.
ووفقا للمصادر، فإن كهبوب المقر المتوقع لانطلاق العملية العسكرية المرتقبة في جبهة باب المندب، كان مسرحا لعمليات الكر والفر بين الحوثيين وقوات المقاومة الجنوبية (بعض تشكيلاتها يقودها سلفيون) خلال الأشهر الماضية، كان آخر الجولات في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت إن المقاومة الشعبية استطاعت في إحدى الجولات استعادة السيطرة على تلال كان يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وتمكنت من قطع خط الإمداد التابع لهم والواصل من منطقة "الحنيشية" جنوب غرب بلدة الوازعية، وشرق ذباب في باب المندب وشمال كهبوب.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، خسرت المقاومة مواقعها وانسحبت من أهم التباب التي كانت تخنق الحوثيين من جهة شمال كهبوب. حسبما ذكرته المصادر.
وحول أسباب التراجع للمقاومة، عللت المصادر ذلك، بسبب غياب الغطاء الجوي وكاسحات الألغام، فضلا عن توقف الدعم لجبهات المقاومة التي يقودها السلفيون، ما مكن الحوثيين من التمركز على مشارف باب المندب.
تعزيزات الحوثيين وصالح
وفي المقابل، تقول المصادر اليمنية ذاتها إن جماعة الحوثي وكتائب صالح، عززوا جبهات الوازعية وباب المندب، عبر تحريك عدد من قطعاتها العسكرية من المحور الشرقي لتعز باتجاه تلك الجبهتين المقرر أن تشملها عملية عسكرية للجيش اليمني بدعم من التحالف.
وتكتسب أهمية هذه المعركة من كونها تؤمن خط الملاحة الدولي الذي يمر من مضيق باب المندب، وإسكات الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها سفينة حربية أمريكية من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين، وقبلها الهجوم الذي تعرضت له سفينة تابعة للإمارات، تبناه الحوثيون ما أدى إلى تدميرها بشكل جزئي.