عفاش شخص ماكر جدا .
في عام 1990 لما حدثت الوحدة بين الجنوب والشمال , طالب عفاش بدمج الجيشين حتى يأخذ القرار كامل وهو مارفضه البيض رئيس الجنوب , لذلك فكر صالح في حل ماكر هو في مايظهر محاولة حسن نوايا لكن في باطنها تظهر نية الغدر الواضح .
طالب عفاش بإن تكون هناك ثلاثة ألوية شمالية في الجنوب كذلك ثلاثة ألوية جنوبية في الشمال , لكن تم إختيار المواقع بمكر من عفاش دون ملاحظة , فتم وضع الألوية الشمالية في مواقع جبلية حصينة جدا وكاشفة لعدن والضالع وغيرها من محافظات الجنوب وكان أحدها تحديدا في قاعدة العند .
إما الألوية الجنوبية فقد وضعها عفاش في أماكنة مكشوفة ويحاذيها الوية شمالية جبلية .
لذلك أول مافكر البيض في إنهاء الوحدة عام 1994 بعد إكتشافه نوايا عفاش بالإستلاء الكامل وإبتلاع دولته , كان أمر الإستيلاء على الألوية الجنوبية في الشمال سهل وفي أقل من أسبوع لموقعها السئ وكانت الأولوية الجنوبية الثلاثة تمثل أكثر من 60% من قوة اليمن الجنوبي .
وهذا عكس ماحصل للأوية الشمال في الجنوب فقد صمدت لما يقارب شهرين , بل كانت في حالة هجومية على عدن والضالع لقوة موقعها , حتى وصلتها بقية قوات صالح وإقتحام عدن وبقية اليمن الجنوبي .
صالح كّرس هذا المفهوم وطالب بتوزيع الحدود بينه وبين السعودية بشكل ماكر أيضا بإن تكون مواقع جبلية من الإتجاه اليمني وعكسها من الإتجاه السعودي وذلك في اتفاقية عام 2000 , ولو نلاحظ أن تكاثر التسسللات وبداية القلاقل الحوثية تمت فقط بعد هذه الاتفاقية الخاطئة للأسف .
طبيعة تواجد قوات عفاش على الحدود متواضعة سابقا لأن السعودية لم تسمح له بوضع ألوية وقوات كبيرة قرب حدودها , لكن كان يستغل قوات الحوثي من خلف الكواليس لإبتزاز السعودية مادياً بزعم حمايته لحدود السعودية وهذا بقصد الفائدة المادية لاغير , وفي الحروب الحوثية الستة من عام 2004 - 2009 , كلها كان يمكن لعفاش القضاء تماما على الحركة لكنه كان يترك لها مجال للحياة مرة أخرى والإبتزاز المادي مجددا , وهو نفس مايفعله بالقاعدة لكن في مناطق حضرموت وجنوب اليمن .
بعد نهاية الحرب بمشيئة الله يجب إعادة ترسيم الحدود بشكل يكشف كل شبر من صعدة ونواحيها وأن يحرم التواجد الحوثي المسلح أو حتى الجيش اليمني لمسافة تزيد عن 60 كم من الحدود , وأن يكون تضم اليمن لمجلس التعاون وتخرج من فقرها وجهلها الذي اضناها أن تمسح كلمة الحوثي للأبد من ذاكرة أهل اليمن حتى في المجال السياسي فترك ذيل الثعبان بعد قتله كما يقال يولد ثعبان آخر .