لا يمكن فصل قضايا المنطقة عن بعضها البعض ... هنالك العديد ممن يلعبون في المنطقة ,
1- روسيا التي يبدو انها ستتخلى عن بشار و تحاول مغازلة دول الخليج من اجل صفقات تجارية لتعويض خسارئها في سوريا ( الاسلحة و المعدات التي تم توريدها لنظام بشار و التي لا اعتقد بان احدا سيدفع ثمنها ان سقط نظامه !) ... مع حفاظها على علاقات متوازنة مع مصر و تحالف جيد مع ايران ... الا ان المعروف عن روسيا بانها تبيع حلفائها في اللحظات الاخيرة .
2- امريكا , لا تبدو متحمسة جدا للقضاء على النفوذ الايراني او ادواته في المنطقة , بل اكاد اجزم بانها تفضل دولا تحت النفوذ الايراني من اخرى تحت ظل حكومات وطنية ذات قرار مستقل , لانها في الحالة الاولى ستتعامل مع ايران فقط لتمرير القرارات على عدة دول ( مثال : يمكن لايران ان تغير السياسات الداخلية و الخارجية للعراق و سوريا و اليمن فيما لو لم يتم ضرب الحوثيين , كما يمكنها تعطيل الحياة السياسية في لبنان !) ..
3- فرنسا , تحاول الدخول الى المنطقة بعد ان استشعرت عدم الحماس الامريكي , و هي بالطبع تبحث عن مصالح اقتصادية .
4- تركيا الاردوغانية , تريد الحفاظ على علاقة جيدة مع دول الخليج العربية و الحصول على نفوذ واسع في سوريا و العراق و دول اخرى عبر الاذراع السياسية المرتبطة بحزبها الحاكم اديولوجيا ( اقصد الاخوان المسلمين ) .. كما ان لها نفوذ قوي على فصائل مسلحة في سوريا ستظمن لها تحريك بعض الاوراق في الداخل السوري ..
5- ايران تواصل محاولات الدفاع عن بشار الاسد في سوريا , و هي مستعدة لتقديم الكثي لاجل بقائه , او على الاقل تشكيل دولة علوية تابعة لها .. مع استمرار سيطرتها السياسية و الامنية على العراق و تشريد العرب السنة الذين سيصلون الى مرحلة يأس تجعل منهم جنودا في داعش!, و الدعم المستمر لحزب الله ...و مهاجمة دول الخليج - السعودية خصوصا - اعلاميا و عبر اعلى المستويات في الدولة , و هي تحاول جر المملكة الى لعبة المهاترات الاعلامية لكي تكسب المزيد من التأييد بين صفوف المغيبين , لكن المملكة ودول الخليج عموما تركوا الساسة الايرانيين ينبحون دون ان يلقموهم حجرا حتى ... الامر الذي سيدفعهم لمزيد من التصعيد الاعلامي !
6- من الواضح ان بريطانيا و المانيا و باقي دول الاتحاد الاوربي خارج اللعبة , و هم يكتفون بدعم خجول للاكراد في العراق و تصريحات ضد داعش
7- المملكة العربية السعودية تدخل عصرا جديدا , التدخل المباشر لحماية امنها القومي , و هي تحاول بناء تحالف متين مع دول عربية و اسلامية ( يمكن القول بانها تعول مصر و المغرب و الامارات و الكويت و البحرين و السودان و قطر ) .. و لاحظوا عدم ذكري لباكستان و ماليزيا لاسباب عديدة لا داعي للخوض فيها ... و ايضا فان المملكة و حلفائها باتوا يدركون بان امريكا لا يمكن التعويل عليها دوما ( لكنهم لن يعادوا امريكا في المرحلة الحالية ) و بان عليهم تعميق علاقاتهم مع باقي اللاعبين الدوليين ( روسيا , الصين , الاتحاد الاوربي ) , كما انهم باتوا اكثر انفتاحا على القوى المعتدلة في سوريا و التي ربما تتمكن من اسقاط بشار و الصمود بوجه داعش التي تنتظر اسقاط النظام لتنقض على الفصائل !
8- داعش !
يمكن القول بان داعش هي جماعة مريبة , لا تمتلك اهداف محددة و لا تلتزم بقواعد اللعبة في المنطقة , لا يمكن انكار قوتها على الاقل في سوريا و العراق و ليبيا حاليا , فهي تسيطر على نصف مساحة سوريا ( و ستتوسع المساحة في الايام القليلة القادمة ) و اقل بقليل من نصف مساحة العراق ( و ايضا المساحة قابلة للتوسع بعد ان يتم استنزاف الحكومة ماليا و الجيش و من معه بشريا و هذا ما يجري في تكريت و الانبار ) و مناطق حيوية في ليبيا .. و هي بالطبع عدوة لكل دول التحالف العربي و صرحت بهذا مرارا , بل و نفذت عمليات في مصر عبر جناحها المحلي ,و في المملكة ...
مع كل هذه الفوضى , يجب التحرك بحذر و عدم المجازفة في اتخاذ القرارات او عداوات جديدة !
انها الفوضى التي بشرت بها حكومة بوش الابن ...