تحقيق : حقيقة الالوية التي ظهرت في عدن وكيف تشكلت ؟!
كتب / احمد الربيزي
يتسأل الكثير ممن تفاجئ بدخول وحدات عسكرية نظامية الى صفوف المقاومة الشعبية الجنوبية في عدن في الأيام القليلة الماضية وكانت الدهشة الأعجاب بادية على المواطنين الذين شاهدوا العسكر وهم يمروا ببزاتهم العسكرية والتي كانت قد أختفت منذ إندلاع الحرب العدوانية على مدينة عدن وعلى المحافظات الجنوبية الأخرى
هذا الظهور المفاجئ لوحدات عسكرية في جبهات القتال شرق مدينة عدن بجانب المقاومة وكذلك بتمركزهم في بعض نقاط المرور القريبة من مناطق الالتماس في جبهات القتال حول المداخل الشرقية لمدينة عدن جعل المواطن يشعر بإطمئنان نسبي بعد ان كانت هذه النقاط يتمركز فيها شباب المقاومة الذي لا يمتلكون خبرة كافية للتعامل مع المارة
ولاشك ان وجودهم ببزاتهم العسكرية المميزة في الجبهات قد دفع بمزيدا من الحماس ورفع معنويات المدافعين عن المدينة من مليشيات المتمرد الحوثي وحليفه الرئيس اليمني السابق (صالح)
وكغيري كثير يتسأل كيف جاؤوا وكيف انبعثوا وخرجوا من رحم المقاومة الشعبية ليشكلوا الوية عسكرية نظامية والحرب تدور رحاها من حواليها
وفي بحثي الدؤوب حول هذا الأمر ولكي نجلي حقيقة الألوية العسكرية التي تشكلت والحرب تدور رحاها في أطراف المدينة ذهبت لاستقصي الأمر من بعض الضباط الذين وجدتهم في جبهات القتال وبالتنسيق مع العقيد خالد الفياضي رئيس دائرة التوجيه المعنوي في أحدى اللالوية الحديثة التقيت العميد فضل باعش ضابط في الجيش اليمني ومن ضباط الجيش الجنوبي السابق الذي أقصوا في فترات سابقة من وحداتهم في عهد الرئيس السابق (صالح) بدون أي سبب يذكر غير كونه من القيادات التي تنتمي الى المحافظات الجنوبية طرحت عليه وعلى زميله العقيد عبدالقادر الجعري عدة أسئلة وأستخلصت من حديثهم مايلي :
فقد قال العميد فضل باعش (قائد لواء النصر المشكل حديثا) :عند إندلاع الحرب العدوانية من قبل المتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع (صالح) وجدنا إنفسنا أمام واجبنا الوطني في الدفاع عن مدننا ومحافظاتنا الجنوبية وأشتركنا في البداية مع أخوتنا في المقاومة الشعبية كأي مواطن وحاولنا من خلال وجودنا أن نفيد أخوتنا في المقاومة الشعبية الجنوبية ولكن رأينا اننا لن نستطيع ضبط الأمور الا من خلال مؤسسة عسكرية تضم كل من ينتمون الى السلك العسكري خصوصا بوجود الأليات في كثير من المعسكرات التي تركها ضباطها وأفراده عرضة للنهب فعملنا على الاستفاده منها وإدخالها الى الجاهزية وتعزيز جبهات القتال بهذه الاليات
وتحدثنا مع العقيد عبدالقادر علي الجعري (قائد الكتيبة الأولى في لواء النصر) عن بدايات تشكيل الألوية العسكرية التي ظهرت مؤخرا في جبهات القتال دفاعا عن مدينة عدن وقال :
كما قال القائد (باعش) فعلا الحاجة الى وجود قوة عسكرية نظامية كانت هي المحفز الأول لنا يدفعنا اليها الواجب الوطني والإخلاقي تجاه أهلنا في المدينة وأخوتنا المقاتلين في الجبهات الذين يحتاجوا الى خبراتنا العسكرية ولهذا عمدنا نحن والكثير من زملائنا الذين تداعينا للقيام بواجبنا في منع نهب المعسكرات واستطعنا ذلك بمساعدة الكثير من المواطنين الشرفاء ومن رجال المقاومة خاصة في معسكر بير أحمد ومعسكر بير فضل ووجدنا الأليات كثيرة دبابات ومصفحات وعربات وقد كانت للأسف لشديد مخربة بتعمد وينقصها الكثير من الاحتياجات الضرورية من قطع غيار وغيرها
وقد قمنا باستدعاء الكثير من زملائنا ووجهنا نداءات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر اتصالاتنا بمن نعرفهم من المتخصصين من مهندسين وضباط وأفراد وقيادات للأليات ووجدنا استجابات ماكنا نتوقعها من الكثير من العسكريين الضباط والأفراد المتخصصين ومن الجنود المشاة
ونعود الى حديث العميد فضل باعش (قائد لواء النصر) الذي أضاف " كنا عندما نصلح الأعطاب في أحدى الدبابات أو اي قطعة سلاح من قبل المهندسين - الذين سيكتب عنهم التاريخ ذات يوم- نقوم بعد تسليحها بإرسالها مع طاقمها المتكامل الى جبهات القتال ، وقد عززنا أغلب الجبهات بعدد لابأس به من الدبابات والكاتيوشا وهناك ضباط كثير من زملائنا سينصفهم التاريخ لاشك في ذلك لان ماعملوه يفوق طاقاتهم خصوصا في فترة قياسية قصيرة وهم نواة الويتنا المشكلة بل ونواة جيشنا الوطني
وبهذا أعددنا أنفسنا لنعمل ليل نهار على تنظيم صفوفنا في كتائبنا وسرايانا وكان ينقصنا السلاح الخفيف والمتوسط الذي به نستطيع حماية سلاحنا الثقيل الدخول في جبهات الدفاع عن مدينتنا وعن أهلنا وبفضل التعاون المستمر مع عمليات المنطقة الرابعة استطعنا الحصول على جزء من مانحتاجه ولازلنا نتطلع الى أكمال ما ينقصنا خصوصا وأننا في قلب المعركة حاليا
وأضاف (باعش) طبعا هذا الأمور كلها ومنذ البداية كنا ننسق حولها مع قائد المنطقة حينها الشهيد اللواء علي ناصر هادي والذي شجعنا كثير بالرغم من شحة أمكانياته التي لا تلبي الحد الأدنى من طلباتنا الا اننا وجدنا تشجيعه أكبر داعم لنا بالإضافة الى الدعم المحدود من بعض المقتدرين
وحينها بدأنا بتشكيل كتائب وسرايا اللواء ولا يفوتني هنا ان أنوه ان هناك ضباط آخرين من زملائنا يعملون كذلك بنفس هذا العمل الوطني ويشكلوا كتائبهم وسراياهم ومن ذلك تشكيل ( لواء الحزم (1) ) ونحن في الأخير عسكر جميعنا ملتزمون لقيادة المنطقة العسكرية وللعمليات المشتركة التي توجهنا ولا نقول أننا أستكملنا تشكيلاتنا ونعد أنفسنا في إطار التشكيل والتطوير المستمر
ولا أخفيكم سرا اننا كنا نتنقل من مكان الى آخر والجميع يعرف ظروف الحروب واليوم الحمد لله أشتركنا نحن في (لواء النصر ) وزملائنا في (لواء الحزم ) بقيادة العميد فضل حسن والى جانب المقاومة الشعبية في عدن الحبيبة في جبهات القتال وكان لوجود هذه الوحدات العسكرية أثر كبير في الأنتصارات التي تحققت على الأرض وعبركم نتعهد أمام الله وأمام شعبنا بأننا سنحميها بأرواحنا ونوعدهم بأننا سنطهر بقية الاحياء من عصابات التمرد التابعة ل(الحوثي والمخلوع) و الخارجة عن الشرعية وعن المنطق والمعتدية على مدننا ومحافظاتنا بدون وجه حق قريبا بإذن الله
هذا ماأستطعت ان أستخلصه في بحثي عن حقيقة الالوية المشكلة في عدن حديثا وقد قمت بمراجعة ما يستحق النشر وما هو غير صالح للنشر من منطلق أعتبارها أسرار عسكرية