طهران تضغط في مجلس الأمن لتسوية الأزمة سلميًا
قال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة دراسات الخليج في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تحرك قطع حربية إيرانية نحو مضيق باب المندب الغرض منها إيصال أكثر من رسالة ليس فقط على صعيد التحالف العربي الذي تقوده السعودية مع عددا من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، وإنما أيضا رسالة للمجتمع الدولي.
وأوضح «إدريس»، في تصريح لـ«بوابة الشروق»، السبت، أن الرسالة الأولى التي أرادت أن توجهها إيران لدول التحالف العربي مفادها بأن طهران متواجدة بقوة على الأرض على الصعيد الميداني، وتريد أن تبلغ السعودية بشكل مباشر أن الدول العربية والخليجية الداعمة لها من خلال عملية «عاصفة الحزم» لن يستطيعوا الانتصار على حلفاء إيران في المنطقة، وأن جماعة الحوثي هم طرف أصيل في المعادلة السياسية داخل اليمن مهما طالة فترة النزاع المسلح منذ بداية الأزمة.
وألمح بأن إيران تكتفي فقط بالتواجد الميداني من خلال قطع بحرية تتحرك بخطوات محسوبة نحو مضيق باب المندب، وفي إدراك تام لحقوقها في المياه الإقليمية والدولية دون أن تنجر إلى صراع عسكري مع دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية أي مجرد حرب نفسية دون أي وجود عسكري فعلي منها على صعيد ما يحدث في اليمن.
وتابع: أن الرسالة الثانية للمجتمع الدولي وتحديدًا للجسات الطارئة المنعقدة منذ أمس، في مجلس الأمن؛ لأنها تعلم جيدًا أن الجانب الروسي يحاول ممارسة ضغوط على الدول العربية المعنية بإصدار مشروع قرار لحل النزاع في اليمن، فضلا عن استدعاء روسيا لمندوبي دول مجلس التعاون الخليجي بمجلس الأمن لجلسات تشاورية قبل إصدار مشروع القرار.
وأضاف أن إيران تحاول الضغط على الدول التي تمتلك حق التصويت داخل مجلس الأمن لإجبار الجميع على الرضوخ إلى حل سلمي وتسوية سياسية بين الطرفين محل النزاع سواء جماعة الحوثي التي تتلقى دعم إيران أو الطرف الأخر المعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وعن قرار باكستان بالانسحاب من «عاصفة الحزم»، قال: إن «القرار يملكه سلطة البرلمان الباكستاني والذي يصوت غالبيته بالموافقة على عدم المشاركة في التحالف العسكري ضد الحوثيين، كما أن رئيس الوزراء الباكستاني، لا يملك سلطة توجيه قوة عسكرية بدون موافقة البرلمان»، مؤكدا أن تحرك القطع الحربية الإيرانية نحو مضيق باب المندب ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بقرار باكستان.
وأوضح أن قرار باكستان بالانسحاب أصبح يمثل ضغوط كبيرة على السعودية وعلى دول الخليج فضلا عن مصر المشاركة بجزء من قواته الجوية والبحرية في العملية العسكرية، مشيرًا إلى أن عدد من الدول الداعمة للسعودية ستعيد النظر من حيث المشاركة بشكل فعلي في «عاصفة الحزم».
وأكد أن القصف الجوي للتحالف ضد الحوثيين باليمن على مدار 15 يوما لم يحقق الهداف المرجوة منها، فمازال الصراع على الصعيد الميداني مستمر بين القبائل اليمنية المعترفة بشرعية الرئيس هادئ، وأنصار الحوثي، التي تواصل قصفها للأحياء السكنية من خلال المدفعية التي تمتلكها، لافتا إلى أن الوضع على الأرض معقد.
من جانبه، قال اللواء كمال عامر، مدير المخابرات الحربية الأسبق، إن الملاحة في المياه الدولية يمثل أمر مختلف فمن حق كل دولة أن تتحرك بالقطع البحرية في المياه الدولية وفقا لأمور ومقاييس نسبية خاصة بيها، ومن هنا استندت إيران لقرارها بتحرك قطع بحرية تابعة إليها نحو مضيق باب المندب، مشيرا إلى أن إيران تدعم الحوثيين لمد نفوذها في المنطقة.
وأوضح مدير المخابرات الحربية الأسبق، أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية أعلنت أن المياه الإقليمية باليمن تحت سيطرتها، وأن وجود القطع البحرية الإيرانية نوع من أنواع التلويح بأن إيران مازات متواجدة وليست ببعيدة عن المشهد منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في 27 مارس الماضي، مشيرا إلى أن قوات التحالف تراقب تلك القطع وإذا حاولت إيران التدخل في الصراع اليمني فمن حق قوات التحالف أن تتعامل معها إذا استشعرت خطورة الموقف، وهو ما لا نامله حتى لا تتصاعد الأزمة وتشتعل المنطقة.
وأوضح أن رد فعل إيران بتحرك قطع حربية نحو مضيق باب المندب نابع من صعود نفوذ إيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع الغرب في 2 إبريل الماضي، مؤكدا على أن «عاصفة الحزم» ستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة إليها، فضلا عن تنشيط المقاومة الشعبية الداخلية، لافتا إلى تطور الأوضاع على الصعيد الميداني، والتي أسفرت عن عن زيادة العناصر المؤيدة للشرعية في عدد من المحافظات.
فيما أكد محمد محسن أبو النور، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن ما صدر من طهران بمثابة مناورة سياسية عسكرية استهدفت إقناع الباكستانيين بأن إيران جادة في التعاطي مع الأزمة اليمنية، وستتصرف بحزم لو تدخل الأسطول الباكستاني وكان رد الفعل في إسلام آباد على قدر ما توقع الإيرانيين فقد صوت البرلمان ضد العملية.
وأوضح «أبو النور»، في تصريح لـ«بوابة الشروق»، أن إيران أرادت إيصال رسالة إلى القوات البحرية الرئيسية في تلك الكتلة المائية الضخمة (ومنها القوات البحرية المصرية) مفادها أن إيران لن تترك ساحة العمليات مجانًا، والتأكيد على أن السعودية لن تكون قادرة على إدارة أكثر من ساحة عمليات بمفردها، وأن الحرب قد تتعدى البر إلى البحر من جهة الجنوب وليس من جهة السواحل الغربية فقط
قال الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة دراسات الخليج في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تحرك قطع حربية إيرانية نحو مضيق باب المندب الغرض منها إيصال أكثر من رسالة ليس فقط على صعيد التحالف العربي الذي تقوده السعودية مع عددا من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، وإنما أيضا رسالة للمجتمع الدولي.
وأوضح «إدريس»، في تصريح لـ«بوابة الشروق»، السبت، أن الرسالة الأولى التي أرادت أن توجهها إيران لدول التحالف العربي مفادها بأن طهران متواجدة بقوة على الأرض على الصعيد الميداني، وتريد أن تبلغ السعودية بشكل مباشر أن الدول العربية والخليجية الداعمة لها من خلال عملية «عاصفة الحزم» لن يستطيعوا الانتصار على حلفاء إيران في المنطقة، وأن جماعة الحوثي هم طرف أصيل في المعادلة السياسية داخل اليمن مهما طالة فترة النزاع المسلح منذ بداية الأزمة.
وألمح بأن إيران تكتفي فقط بالتواجد الميداني من خلال قطع بحرية تتحرك بخطوات محسوبة نحو مضيق باب المندب، وفي إدراك تام لحقوقها في المياه الإقليمية والدولية دون أن تنجر إلى صراع عسكري مع دول التحالف العربي الذي تقوده السعودية أي مجرد حرب نفسية دون أي وجود عسكري فعلي منها على صعيد ما يحدث في اليمن.
وتابع: أن الرسالة الثانية للمجتمع الدولي وتحديدًا للجسات الطارئة المنعقدة منذ أمس، في مجلس الأمن؛ لأنها تعلم جيدًا أن الجانب الروسي يحاول ممارسة ضغوط على الدول العربية المعنية بإصدار مشروع قرار لحل النزاع في اليمن، فضلا عن استدعاء روسيا لمندوبي دول مجلس التعاون الخليجي بمجلس الأمن لجلسات تشاورية قبل إصدار مشروع القرار.
وأضاف أن إيران تحاول الضغط على الدول التي تمتلك حق التصويت داخل مجلس الأمن لإجبار الجميع على الرضوخ إلى حل سلمي وتسوية سياسية بين الطرفين محل النزاع سواء جماعة الحوثي التي تتلقى دعم إيران أو الطرف الأخر المعترف بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وعن قرار باكستان بالانسحاب من «عاصفة الحزم»، قال: إن «القرار يملكه سلطة البرلمان الباكستاني والذي يصوت غالبيته بالموافقة على عدم المشاركة في التحالف العسكري ضد الحوثيين، كما أن رئيس الوزراء الباكستاني، لا يملك سلطة توجيه قوة عسكرية بدون موافقة البرلمان»، مؤكدا أن تحرك القطع الحربية الإيرانية نحو مضيق باب المندب ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بقرار باكستان.
وأوضح أن قرار باكستان بالانسحاب أصبح يمثل ضغوط كبيرة على السعودية وعلى دول الخليج فضلا عن مصر المشاركة بجزء من قواته الجوية والبحرية في العملية العسكرية، مشيرًا إلى أن عدد من الدول الداعمة للسعودية ستعيد النظر من حيث المشاركة بشكل فعلي في «عاصفة الحزم».
وأكد أن القصف الجوي للتحالف ضد الحوثيين باليمن على مدار 15 يوما لم يحقق الهداف المرجوة منها، فمازال الصراع على الصعيد الميداني مستمر بين القبائل اليمنية المعترفة بشرعية الرئيس هادئ، وأنصار الحوثي، التي تواصل قصفها للأحياء السكنية من خلال المدفعية التي تمتلكها، لافتا إلى أن الوضع على الأرض معقد.
من جانبه، قال اللواء كمال عامر، مدير المخابرات الحربية الأسبق، إن الملاحة في المياه الدولية يمثل أمر مختلف فمن حق كل دولة أن تتحرك بالقطع البحرية في المياه الدولية وفقا لأمور ومقاييس نسبية خاصة بيها، ومن هنا استندت إيران لقرارها بتحرك قطع بحرية تابعة إليها نحو مضيق باب المندب، مشيرا إلى أن إيران تدعم الحوثيين لمد نفوذها في المنطقة.
وأوضح مدير المخابرات الحربية الأسبق، أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية أعلنت أن المياه الإقليمية باليمن تحت سيطرتها، وأن وجود القطع البحرية الإيرانية نوع من أنواع التلويح بأن إيران مازات متواجدة وليست ببعيدة عن المشهد منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في 27 مارس الماضي، مشيرا إلى أن قوات التحالف تراقب تلك القطع وإذا حاولت إيران التدخل في الصراع اليمني فمن حق قوات التحالف أن تتعامل معها إذا استشعرت خطورة الموقف، وهو ما لا نامله حتى لا تتصاعد الأزمة وتشتعل المنطقة.
وأوضح أن رد فعل إيران بتحرك قطع حربية نحو مضيق باب المندب نابع من صعود نفوذ إيران بعد التوقيع على الاتفاق النووي مع الغرب في 2 إبريل الماضي، مؤكدا على أن «عاصفة الحزم» ستستمر حتى تحقيق الأهداف المحددة إليها، فضلا عن تنشيط المقاومة الشعبية الداخلية، لافتا إلى تطور الأوضاع على الصعيد الميداني، والتي أسفرت عن عن زيادة العناصر المؤيدة للشرعية في عدد من المحافظات.
فيما أكد محمد محسن أبو النور، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن ما صدر من طهران بمثابة مناورة سياسية عسكرية استهدفت إقناع الباكستانيين بأن إيران جادة في التعاطي مع الأزمة اليمنية، وستتصرف بحزم لو تدخل الأسطول الباكستاني وكان رد الفعل في إسلام آباد على قدر ما توقع الإيرانيين فقد صوت البرلمان ضد العملية.
وأوضح «أبو النور»، في تصريح لـ«بوابة الشروق»، أن إيران أرادت إيصال رسالة إلى القوات البحرية الرئيسية في تلك الكتلة المائية الضخمة (ومنها القوات البحرية المصرية) مفادها أن إيران لن تترك ساحة العمليات مجانًا، والتأكيد على أن السعودية لن تكون قادرة على إدارة أكثر من ساحة عمليات بمفردها، وأن الحرب قد تتعدى البر إلى البحر من جهة الجنوب وليس من جهة السواحل الغربية فقط