انا لم افهم ولم استوعب سبب الروح المعنوية العالية للجنود الاوكران ؟؟ علما ان رواتبهم ضعيفة ولايوجد في الجيش الاوكراني اية مميزات مالية محفزة ؟ هل هو حب لوطنهم اوكرانيا ؟
لماذا لم يذوبو كالملح امام الجيش الروسي ؟ مثلهم مثل العراقيين و الليبيين ؟
حقيقة لا اجد سببا مقنع لتصميم الجيش الاوكراني على الصمود ومقاومة الروس
الحرب في أوكرانيا تختلف جذريا عن الحرب في العراق و ليبيا من عدة جوانب.
أولا: الخطاب الإعلامي الروسي و تبريرات الحرب كانت خاطئة 100%, بوتين ادعى أن أوكرانيا ليست بلدا حقيقيا وهي جزء من روسيا الام, وهذا أرسل رسالة خاطئة لكل الأوكرانيين حتى الروس منهم أن هويتهم و حدودهم مهددة بالإلغاء و عليهم أن يتبنوا هوية و لغة و ثقافة روسية مطلقة. على عكس التبريرات الغربية التي صورت للشعب العراقي مثلا انكم بلد عظيم و له تاريخ كبير و تستحقون العيش بديمقراطية وحرية وحياة مترفة على النموذج الخليجي ونحن أمريكا قادمين لمساعدتكم و تخليصكم من الدكتاتورية الصدامية.
ثانيا: التجربة الأوكرانية مع الروس ضمن الاتحاد السوفيتي و حتى ما بعد الاستقلال إلى عام 2014 أعطت و رسخت انطباع سيء عن أن التحالف مع الروس أو القبول بالاستسلام للروس سينتج عنه حياة صعبة مليئة بالمعاناة الاقتصادية مع غياب للحرية و القدرة على الاندماج مع الغرب المتطور و بالخصوص أوربا التي يعتبرون أنفسهم جزء منها. أما على الطرف العراقي مثلا فقد كانت امثلة مثل اليابان, ألمانيا, كوريا الجنوبية, دول الخليج نماذج ممتازة لتجربة دول أخرى ساعدتها أمريكا على النهوض و أن تصبح في مصاف الدول المتقدمة.
ثالثا: القيادة السياسية في أوكرانيا قيادة منتخبة و كانت تسعى الى دمج الشعب الأوكراني مع أوربا من خلال الناتو والاتحاد الأوروبي وهذا امل للأوكرانيين لمستقبل أفضل, عكس القيادة العراقية التي أضافت العراقيين عقود من الحروب والحصار الاقتصادي بلا نتيجة. فالمواطن العراقي كان كل امله ان يجد أبسط مقومات الحياة اليومية.
رابعا: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة من عام 2014 مما وفر الوقت الكافي للتعبئة و التدريب و الاستعداد, و حتى الحشود الروسية استغرقت أشهر. عكس الوضع بالعراق, فقد كان هناك تراخي عجيب من القيادة العسكرية العراقية بأن الحرب لن تقع وإذا وقعت ستكون محدودة و ستقف بعد أيام قليلة تحت الضغط الشعبي العربي و الغربي بدليل لم نسمع عن تفجير جسر مثلا أو وجود تحصينات حول المدن الرئيسية. الخوف الأكبر للقيادة السياسية العراقية كان ثورة او تمرد داخلي.
خامسا: الفرق الكبير بالتسليح بين الطرفين الأوكراني و العراقي, فأوكرانيا بلد مصنع للسلاح من الطائرات والدبابات والأسلحة المتوسطة والخفيفة و يمتلك قاعدة صناعية قوية مع دعم غربي مفتوح وصل الى مليارات الدولارات على العكس من الجيش العراقي الذي تم تدمير كل قدراته التصنيعية أما في عام 1991 او عن طريق تفكيك المصانع ضمن جولات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل. و لم يقدم أحد اي معونة عسكرية او سياسية للجيش العراقي في وقتها.
سادسا: الجيش الأمريكي لا يمكن مقارنة بالجيش الروسي.. الجيش الأمريكي متفوق جدا عسكريا و قادر مثلا على تعبئة مئات الآلاف من الجنود و ارسالهم لبلد بعيد مثل العراق و يقاتلون من دون اي مشاكل لوجستية, فطول 45 يوم تقريبا من الحرب لم تتوقف القوات الأمريكية من الهجوم و على كل المحاور.
سابعا: مساحة أوكرانيا تصل الى 1.5 من مساحة العراق و سكان أوكرانيا يصلون الى ضعف سكان العراق بالمقارنة بتعداد العراق عام 2003, و طبيعية جغرافية أوكرانيا أكثر تعقيدا من طبيعة العراق الذي تشكل الصحراء الغير مسكونة نص مساحته.