الجزائرقبل الميلاد
تدل الرسوم التي اكتشفت بنواحي تاسليي،الهقار، كسور ومناطق أخرى ان ظهور الإنسان الجزائري يعود الى 600 ألف سنة،حيث كان سكّان شمال افريقيا يلقبون بالبربر ،توزعواعلى بلاد المغرب الكبير ، وأول تنظيم دولي لهم، وإن كانت دولة عابرة، كان في أيام الحروب البونيقية بين قرطاجة والرومان وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد.
بعدها تمكن الفينيقيون من السيطرةعلى التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، وأنشئوا محطات تجارية، كان من أبرزها قرطاجنة في عام 814 ق.م التي أقيمت على الساحل التونسي. وقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، فأسسوا بها مدناً ساحلية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.
الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا مستقرين بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين،فأصبحت الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم. أقامت الجزائر علاقات تجارية مع قرطاجنة كانت موصوفة بالمودة، حتى وصلت حدالمصاهرة . لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري. لم تشأ قرطاجنة أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مادامت مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات البربرية. كان للقرطاجيين اثرهم الحضاري في البربر، فاخذوا عنهم مبادئ النظم الإدارية والاجتماعية وبعض الصناعات وعلى الأخص التعدين وعصر الزيوت والخمور. وعندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، نشبت بينهما الحروب البونيقية التي استمرت 120 عاما ـ من 264 ق.م. إلى 146 ق. م ،حينها استطاع البربر ان يتحرروا من نفوذ قرطاجية، وكوّنوا لأنفسهم دولة مستقلة شملت المغرب الأوسط والأقصى. و كان من أشهر ملوك البربر في هذه الفترة ماسنيّسا الذي عمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا واسطولا بربريا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري والفلاحة وجلب لذلك الخبراء الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما لتحقيق هدفه بتوحيد المغرب. و قد ظل ماسنيّسا في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنهده الأخيرة أرسلت جيوشها الى الجزائر خشية ان ينتصرماسنيّسا على قرطاجة ويوحد شمال أفريقيا ويتعاظم أمره، وبدلك لا تامن روما القوة التي تنجم عن الوحدة السياسية المغربية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام146ق.م قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث وحدات إدارية، أفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية مباشر، قسنطنية وقسمت مناصفة إلى مملكتين، واحدة برئاسة مسبسا ابن ماسينسا نوميديا ، وكانت تمتد من البلاد التونسية إلى الجزائر، و الاخرى برئاسة يوقورطا، اما موريطانيا فوضع على رأسها القائد البربري بوكوس الدي لم يخضع للرومان، حيث عمل على توحيد بلاد المغرب العربي والذي استطاع ان يبسط نفوذه على نوميديا كلها فخشيت روما ان يودين له كل المغرب فأعلنت عليه الحرب،التى انتصر فيها الرومان.
كان بوكوس ملك موريطانيا قد وقف إلى جانب روما في حربها ضد يوقورطا، وعندما فر هذا الأخير التجأ إلى بوكوس سلمه إلى أعدائه، وكافأته روما بأن ضمت مملكته الجزء الغربي من نوميديا ، تمتعت موريطانا الغربية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ضل ملكها يوبا الثاني 25,ق، م...إلى 40 ميلادية ,,وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.. وقد جعل من شرشال عاصمة دولته التي أطلق عليها اسم القيصرية ، فجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان، شيدوا في أنحائها القصور الجميلة والهياكل الفخمة ،فأصبحت مدينة شرش الموطن الشعراء والفلاسفة والكتاب.
أطلقت الإمبراطورية الرومانية عام 42م علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية بعد أن غزاها الامبراطور كاليغولا واغتيال بطليموس لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري مباشرة، ومعروف ان موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية ايول شرشال حاليا، التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته الامبراطور اوكتافيوس اغسطس الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه.
ثم عمل علي جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مظهرها العمراني ومضمونها الحضاري، ونظرا للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة أيام تحولها الي الإدارة الرومانية ،كان طبيعيا ان يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وسميت المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية نسبة لمدينة طنجة التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته.،وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة وعاصمة لمملكة بوغود من قبل.
فموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم (المور) وهم أقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب العربي، و احتمال ان للمصطلح جذور فينيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفظ والمعني بين عبارة ماحورين الفينيقية التي تعني أهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمس، وهي مطابقة لما تعنيه كلمة مغرب في العربية، لم يكتمل للرومان بسط نفوذهم المطلق على جميع بلاد المغرب الا بعد أن فشلت ثورة تاكفريناس ، الذي أعلن العصيان و الثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت روما سلطانها على بلاد المغرب ، فاستعمرتها بشكل مباشرليستقر حكمها في شمال أفريقيا.
استوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في استعمارها فعملوا على استغلال ارضها ، لإنتاج ما يمونهم فحفروا الآبار وشق القنوات ونضموا وسائل الري ، وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي ربطت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين طنجة وسلا مارا بالعرائش، ومن طنجة إلى وليلة وطريق تلمسان، وليلة وقرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة، وقد استخدمت هذه الطرق في الشؤون التجارية رغم أن الرومان كانوا قد شقوها لأغراض عسكرية.
وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال أفريقية تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر، والمصابيح الزيتية والأقمشة والاواني والخيول والبغال، كذلك كانت شمال أفريقية تمد روما بالحيوانات الضاري التي كانت عاصمة الامبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج عن ازدهار التجارة، ان ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وتعددت المباني الفخمة وتزايد عدد السكان، كما ازدهر الفن والادب ومختلف العلوم، وظهر من بين البرابرة كتاب مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد، ومنهم الكاتب ترتوليان المولود بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا حتى وصل إلى روما حيث مات هناك خلال عام 222 م، اشهر بمؤلفاته التي قاوم بها الوثنية، و من اعلام الفكر المغربي كدلك القديس أوغيستين الذي ولد عام 354 م ومات عام 430 م بمدينة عنابة ومن أشهر مؤلفاته ، مدينة الألهة.
و قد بدا ازدهار الفن في المغرب خلال العهد الروماني ، بتشييد الهياكل الفخمة كالتماثيل الجميلة والمساريح والحمامات الرائعة ، كما امتازت المنازل بالأروقة والأعمدة الرخمية والنافورات والحدائق ,, ولا تزل بعض هذه الأثار الرومانية منتشرة في مختلف أنخاء بلاد الشمال الأفريقي سيما من سوسة إلى وليلة بالمغرب الأقصى.
بعد انتهاء الاحتلال الروماني لبلاد المغرب العربي ،خلفه الاحتلال الوندالي الديدام منعام 429 م إلى غاية عام 534 م، حيث دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق، وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة فاستقروا هناك، قاموا بإعمال تخريبية كبيرة و استولواعلى الأراضي الخصبة ، وعاملوا المغاربة بوحشية كبيرة.
تمكن المغاربة في ظل الحكم الوندالي من إنشاء إمارات ، كمملكة التافنة التى امتدت من الشلف إلى ملوية، مملكة الحضنة شملت منطقة التيطري، مملكة الاوراس شملت الشمال الشرقي من الجزائر،وانتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين لتبقى الجزائر تحت حكم الاحتلال البيزنطي الى غاية عصر الفتوحات الإسلامية.
تدل الرسوم التي اكتشفت بنواحي تاسليي،الهقار، كسور ومناطق أخرى ان ظهور الإنسان الجزائري يعود الى 600 ألف سنة،حيث كان سكّان شمال افريقيا يلقبون بالبربر ،توزعواعلى بلاد المغرب الكبير ، وأول تنظيم دولي لهم، وإن كانت دولة عابرة، كان في أيام الحروب البونيقية بين قرطاجة والرومان وذلك في القرن الثالث قبل الميلاد.
بعدها تمكن الفينيقيون من السيطرةعلى التجارة الداخلية والخارجية لسواحل البحر المتوسط، وأنشئوا محطات تجارية، كان من أبرزها قرطاجنة في عام 814 ق.م التي أقيمت على الساحل التونسي. وقد امتد نفوذ قرطاجنة ليصل إلى غاية السواحل الجزائرية، فأسسوا بها مدناً ساحلية، كبجاية وتنس وشرشال وهيبون (عنابه)، جيجل ووهران.
الفينيقيون هم أمة سامية من ولد كنعان بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام كانوا مستقرين بجزيرة العرب وارتحلوا بعد ذلك إلى الشام مع إخوانهم ليستقروا بفينيقيا، أرض لبنان الحالية وجزء من سوريا وفلسطين،فأصبحت الشام يطلق عليها أرض كنعان وهم العرب في نسبهم ووطنهم. أقامت الجزائر علاقات تجارية مع قرطاجنة كانت موصوفة بالمودة، حتى وصلت حدالمصاهرة . لم يكن يهم قرطاجنة التوسع في الأراضي الجزائرية، بقدر ما كان يهمها استثمار أهل البلاد واستغلالهم، وهذا ما جعل البرابرة يكرهونهم، لأن هذا الاستغلال كان قبيحا وقاسيا، فهدف قرطاجنة من خلال إقامة تلك العلاقات الودية مع الجزائريين، هو ضمان القدر الكافي من الأمن للسماح بالازدهار التجاري. لم تشأ قرطاجنة أن تبسط نفوذها على الأراضي الجزائرية، مادامت مصالحها مضمونة من خلال التحالفات التي كانت قائمة بين أمراء البربر، ومدام هذا الأمر يجعل من قرطاجنة الوصية والحامية على الإمارات البربرية. كان للقرطاجيين اثرهم الحضاري في البربر، فاخذوا عنهم مبادئ النظم الإدارية والاجتماعية وبعض الصناعات وعلى الأخص التعدين وعصر الزيوت والخمور. وعندما اشتد الصراع بين روما وقرطاجة، نشبت بينهما الحروب البونيقية التي استمرت 120 عاما ـ من 264 ق.م. إلى 146 ق. م ،حينها استطاع البربر ان يتحرروا من نفوذ قرطاجية، وكوّنوا لأنفسهم دولة مستقلة شملت المغرب الأوسط والأقصى. و كان من أشهر ملوك البربر في هذه الفترة ماسنيّسا الذي عمل على نشر اللغة القومية بين الشعب، وكوّن جيشا واسطولا بربريا قويا، وضرب النقود باسمه، وارتقى بوسائل الري والفلاحة وجلب لذلك الخبراء الفنيين من اليونان وإيطاليا، وعمل على توطيد علاقاته مع روما لتحقيق هدفه بتوحيد المغرب. و قد ظل ماسنيّسا في نزاع مع قرطاجة، ناصرته فيه روما ولكنهده الأخيرة أرسلت جيوشها الى الجزائر خشية ان ينتصرماسنيّسا على قرطاجة ويوحد شمال أفريقيا ويتعاظم أمره، وبدلك لا تامن روما القوة التي تنجم عن الوحدة السياسية المغربية. وعندما انتصرت روما على قرطاجة ودمرتها عام146ق.م قسمت بلاد المغرب إلى ثلاث وحدات إدارية، أفريقيا كانت تشمل أكثر المدن التونسية وقد وضعت تحت الإدارة الرومانية مباشر، قسنطنية وقسمت مناصفة إلى مملكتين، واحدة برئاسة مسبسا ابن ماسينسا نوميديا ، وكانت تمتد من البلاد التونسية إلى الجزائر، و الاخرى برئاسة يوقورطا، اما موريطانيا فوضع على رأسها القائد البربري بوكوس الدي لم يخضع للرومان، حيث عمل على توحيد بلاد المغرب العربي والذي استطاع ان يبسط نفوذه على نوميديا كلها فخشيت روما ان يودين له كل المغرب فأعلنت عليه الحرب،التى انتصر فيها الرومان.
كان بوكوس ملك موريطانيا قد وقف إلى جانب روما في حربها ضد يوقورطا، وعندما فر هذا الأخير التجأ إلى بوكوس سلمه إلى أعدائه، وكافأته روما بأن ضمت مملكته الجزء الغربي من نوميديا ، تمتعت موريطانا الغربية بالاستقلال والرخاء والنهضة في ضل ملكها يوبا الثاني 25,ق، م...إلى 40 ميلادية ,,وقد سهر هذا الملك على خدمة بلاده ومصالح رعاياه ونهض بالزراعة والري وازدهرت الحياة الاقتصادية في عهده.. وقد جعل من شرشال عاصمة دولته التي أطلق عليها اسم القيصرية ، فجلب إليها الفنانين والمهندسين من مصر واليونان، شيدوا في أنحائها القصور الجميلة والهياكل الفخمة ،فأصبحت مدينة شرش الموطن الشعراء والفلاسفة والكتاب.
أطلقت الإمبراطورية الرومانية عام 42م علي القسم الشرقي من المملكة التي كان يحكمها الملك بطليموس ابن يوبا الثاني اسم مقاطعة موريطانية القيصرية بعد أن غزاها الامبراطور كاليغولا واغتيال بطليموس لتصبح المملكة في حوزة الإقليم العسكري الخاضع لسلطة التاج الامبراطوري مباشرة، ومعروف ان موريطانية الشرقية أصبحت تنعت بالقيصرية نسبة لعاصمتها الإدارية ايول شرشال حاليا، التي غير اسمها يوبا الثاني واطلق عليها لقب ولي نعمته الامبراطور اوكتافيوس اغسطس الملقب بقيصر تكريما له وعرفانا بفضله عليه.
ثم عمل علي جعلها مدينة مشابهة للمدن الهلينسية في مظهرها العمراني ومضمونها الحضاري، ونظرا للشهرة التي بلغتها عاصمة المملكة أيام تحولها الي الإدارة الرومانية ،كان طبيعيا ان يتخذ منها مقرا لحكام المقاطعة وسميت المقاطعة الجديدة المقامة علي القسم الغربي من موريطانيا بمقاطعة موريطانية الطنجية نسبة لمدينة طنجة التي اتخذ منها الحاكم الروماني مقرا لقيادته.،وقد كانت طنجة بدورها مدينة عريقة وعاصمة لمملكة بوغود من قبل.
فموريطانية مصطلح جغرافي اشتقه الأقدمون من اسم (المور) وهم أقوام ليبية قديمة كانت تسيطر علي المناطق الغربية من بلاد المغرب العربي، و احتمال ان للمصطلح جذور فينيقية علي اعتبار القرابة اللغوية من حيث اللفظ والمعني بين عبارة ماحورين الفينيقية التي تعني أهل المغرب أو المغاربة الذين يقطنون الجهات التي تغرب فيها الشمس، وهي مطابقة لما تعنيه كلمة مغرب في العربية، لم يكتمل للرومان بسط نفوذهم المطلق على جميع بلاد المغرب الا بعد أن فشلت ثورة تاكفريناس ، الذي أعلن العصيان و الثورة على روما، وعندما استسلم، بسطت روما سلطانها على بلاد المغرب ، فاستعمرتها بشكل مباشرليستقر حكمها في شمال أفريقيا.
استوطن الرومان بلاد المغرب وبذلوا طاقاتهم في استعمارها فعملوا على استغلال ارضها ، لإنتاج ما يمونهم فحفروا الآبار وشق القنوات ونضموا وسائل الري ، وأقاموا القناطر والطرقات ومن ذلك الطرق المرصوفة الكبيرة التي ربطت بين المدن الكبرى مثل الطريق الذي كان يصل بين طنجة وسلا مارا بالعرائش، ومن طنجة إلى وليلة وطريق تلمسان، وليلة وقرطاجنة قسنطينة وطرابلس وتافنة، وقد استخدمت هذه الطرق في الشؤون التجارية رغم أن الرومان كانوا قد شقوها لأغراض عسكرية.
وقد تزايد الإنتاج الزراعي والحيواني والصناعي لبلاد المغرب حتى أصبحت شمال أفريقية تمول روما بالحبوب والفواكه والخمور والصوف والزيوت والمرمر، والمصابيح الزيتية والأقمشة والاواني والخيول والبغال، كذلك كانت شمال أفريقية تمد روما بالحيوانات الضاري التي كانت عاصمة الامبراطورية تحتاجها في ألعابها وحفلاتها ونتج عن ازدهار التجارة، ان ارتفع مستوى المعيشة وتضخمت الثروات وتعددت المباني الفخمة وتزايد عدد السكان، كما ازدهر الفن والادب ومختلف العلوم، وظهر من بين البرابرة كتاب مبدعون وفلاسفة خالدون سيما بعد دخول المسيحية بنحو قرنين إلى البلاد، ومنهم الكاتب ترتوليان المولود بمدينة قرطاجنة والذي درس الحقوق وعمل قسيسا حتى وصل إلى روما حيث مات هناك خلال عام 222 م، اشهر بمؤلفاته التي قاوم بها الوثنية، و من اعلام الفكر المغربي كدلك القديس أوغيستين الذي ولد عام 354 م ومات عام 430 م بمدينة عنابة ومن أشهر مؤلفاته ، مدينة الألهة.
و قد بدا ازدهار الفن في المغرب خلال العهد الروماني ، بتشييد الهياكل الفخمة كالتماثيل الجميلة والمساريح والحمامات الرائعة ، كما امتازت المنازل بالأروقة والأعمدة الرخمية والنافورات والحدائق ,, ولا تزل بعض هذه الأثار الرومانية منتشرة في مختلف أنخاء بلاد الشمال الأفريقي سيما من سوسة إلى وليلة بالمغرب الأقصى.
بعد انتهاء الاحتلال الروماني لبلاد المغرب العربي ،خلفه الاحتلال الوندالي الديدام منعام 429 م إلى غاية عام 534 م، حيث دخلوا من الجهة الغربية للمغرب عبر مضيق جبل طارق، وزحفوا حتى وصلوا إلى قرطاجة فاستقروا هناك، قاموا بإعمال تخريبية كبيرة و استولواعلى الأراضي الخصبة ، وعاملوا المغاربة بوحشية كبيرة.
تمكن المغاربة في ظل الحكم الوندالي من إنشاء إمارات ، كمملكة التافنة التى امتدت من الشلف إلى ملوية، مملكة الحضنة شملت منطقة التيطري، مملكة الاوراس شملت الشمال الشرقي من الجزائر،وانتهى الحكم الوندالي بالمغرب سنة 534 م على يد البيزنطيين لتبقى الجزائر تحت حكم الاحتلال البيزنطي الى غاية عصر الفتوحات الإسلامية.
التعديل الأخير: