«خفافيش» الهجوم والاستطلاع الآلية

IF-15C

عضو مميز
إنضم
3 سبتمبر 2007
المشاركات
2,746
التفاعل
81 0 0
البديل «الأكفأ» للمقاتلات الجوية:

«خفافيش» الهجوم والاستطلاع الآلية


ستتحول غرف العمليات الجوية إلى غرف أشبه بنوادي «الفيديو جيم»
يمكن للعدو السيطرة على هذه الطائرة وأسرها أو ردها على أصحابها أو تضليلها



altair_predator2003_06_09.jpg


ما الجدوى من إرسال مقاتلة يصل ثمنها إلى 40 مليون دولار يقودها طيار لتنفيذ مهمة فوق هدف محصن بوحدات دفاع منيعة؟
ما جدوى ذلك في حين أنه من الممكن تنفيذ هذه المهمة دون مخاطر على مستوى الطيارين أو الطائرة نفسها مع زيادة احتمالات فرص النجاح لها نتيجة تدني فرص اكتشافها وتدميرها وارتفاع مستوى الأداء الفني والقتالي لحد يقترب من المستوى الأمثل وكل ذلك بتكاليف أقل بكثير؟


إن البديل المقصود هنا هو الطائرات دون طيار، فكلما ارتفعت تكاليف استخدام المقاتلات وزادت المخاطر التي يتعرض لها الطيارون بسبب تنامي إمكانيات وقدرات أسلحة الدفاع الجوي، اتجهت الأفكار إلى تطوير وتصميم طائرات دون طيار يمكن استخدامها بطريقة أكثر فاعلية في تنفيذ مهام القتال الجوي الخطرة وهي المهام التي يتعرض فيها الطيارون لاحتمالات عالية من الخسائر في الأرواح قبل الأموال.
وبعد سنوات قليلة من الآن، ستتحول غرف العمليات الجوية على حد قول الخبراء العسكريين إلى غرف أشبه بنوادي «الفيديو جيم» حيث تجلس أجيال جديدة من الشباب وراء شاشات الكمبيوتر لمجرد التحكم في طائرات يقودها عن بعد ليدمر هدفا ثمينا يبعد عن المكان الذي يسترخي فيه بمئات


في مطلع عام 1934 استطاع مهندس بريطاني تصميم طائرة بمحرك صغير (كان اسمها ملكة النحل) يتم التحكم فيها لاسلكيا بعصا توجيه، وقد تم استخدام تلك الطائرة كهدف رماية للمدفعية المضادة للطائرات الموجودة على قطع البحرية الملكية البريطانية، والغريب أنه لم يستطع أي من أفراد طاقم المدفعية إصابة الطائرة على مدار ساعتين من الرماية المتواصلة عليها، بل وتمت استعادة الطائرة سليمة فلفتت النظر إلى إمكانياتها وقدراتها على الإفلات من نيران المدفعية.

KZO_Flight_Germany_01.jpg



تطوير الفكرة

كان التطوير الذي شهدته الطائرات دون طيار بطيئا حتى بداية الستينات، وذلك عندما اتجه فكر القوات الأمريكية إلى استخدامها لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوي.

ونجح الأمريكيون بالفعل في الإسراع بتطوير تلك الطائرات، وتمكنت من تقليل خسائر الطيارين الأمريكيين في حرب فيتنام.

وأثناء حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، تعرض العدو الإسرائيلي لخسائر جسيمة بسبب العمليات التي تولت تنفيذها وحدات الدفاع الجوي المصرية، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى الاهتمام بهذه الطائرات تصميما وتصنيعا واستخداما.

ولم تنته فترة السبعينيات إلا وكانت إسرائيل تمتلك المقومات اللازمة لتصنيع أنواع متعددة ومتطورة من هذه الطائرات، وتطور الأمر إلى أنها نجحت في تسويق الطائرات التي صنعتها على مستوى العالم.

أهم الاستخدامات


في عام 1982، نجحت إسرائيل في استخدام الطائرات بدون طيار بكفاءة في الهجوم على وحدات الدفاع الجوي السورية المتطورة من طراز سام 6، كما قامت بطلعات تمويهية وخداعية تمكنت من خلالها رصد وتحديد مواقع تلك الوحدات وتردداتها، وعلى إثر هذه الطلعات الاستطلاعية، قامت طائرات الجو الإسرائيلي بدك مواقع الدفاع الجوي السوري، وقد مكن هذا النجاح إسرائيل من أن تصبح من الدول ذات الإنتاج المتميز لهذه الطائرات على مستوى العالم، حيث تصنع أكثر من ستة أنواع منها، وتبلغ حصتها في السوق العالمية حاليا حوالي 25% 30%، كما تبيع هذه الطائرات لدول ذات ثقل عسكري كالصين والهند.
أما النجاح الثاني الذي شهدته تلك الطائرات، فقد تحقق لدى استخدامها بواسطة قوات التحالف ضد العراق إبان حرب الخليج الثانية، حيث استطاعت الحصول على معلومات في غاية الأهمية عن الدفاع الجوي العراقي ومواقع الحرس الجمهوري البرية وبالتالي فتحت الطريق الآمن أمام الطلعات الهجومية من قبل القوات الجوية الأمريكية والبريطانية.


الاستخدامات الحالية للطائرات دون طيار

أكثر استخدامات الطائرات دون طيار حيوية هي مهام الاستطلاع البصري والحراري والصوتي والإلكتروني، ومن أخطر الأدوار التي تقوم بها أيضا استنزاف بطاريات الدفاع الجوي الصاروخية وتمويهها وخداعها وتنفيذ عمليات الإعاقة والشوشرة والإنارة الليزرية للأهداف المطلوب ضربها، يضاف إلى ذلك أيضا تقوية البث الراداري والاتصالات الميدانية. من جانب، تستخدم تلك الطائرات من الناحية العملية كأهداف رماية لأطقم بطاريات الدفاع الجوي حيث تمتاز بمناورة عالية، وأيضا ضبط محاور وإحداثيات محطات الرادار والمراقبة الجوية والاكتشاف والتتبع ومعايرة أجهزة المراقبة والهوائيات والمرسلات والمستقبلات. ومن المهام الرئيسية كذلك تصحيح ومراقبة ضرب المدفعية وتوجيه قادة وحدات الدروع آلية الوحدات المضادة، ومراقبة الحدود والسواحل وأعمال البحث والإنقاذ وإلقاء الإمدادات العاجلة للوحدات المحاصرة، كما تستخدم في كشف الأهداف البحرية البعيدة ومناطق الألغام البحرية، وفي شق ممرات آمنة للقطع البحرية عن طريق تفجير حقول الألغام البحرية. وأخيرا، يتم إعدادها لاعتراض الصواريخ البلاستيكية بعد تسليحها بصواريخ جو/ جو.

نقاط الضعف

بالرغم من المميزات الكثيرة لهذه الطائرات والتي تتفوق بها على الطائرات التقليدية، فإن هناك بعض نواحي الضعف والقصور، منها على سبيل المثال:

* يمكن للعدو السيطرة على هذه الطائرة وأسرها أو ردها على أصحابها أو تضليلها وذلك في حالة فك شفرة الإرسال والاستقبال المستخدمة فيها.

* قد تعجز هذه الطائرات عن التصرف في حالة تعطل أحد المحركات أو الأجهزة المحمولة حيث يستحيل إيجاد بديل محل قدرات الإنسان الفعلية في التفكير والتحليل واتخاذ القرار بنسبة 100%.

* مع تزايد تعقيدات هذه الطائرات وزيادة مكوناتها ومداها وحمولتها، بدأت تفقد ميزتها الأساسية وهي البساطة وقلة التكاليف.
* مشاكل التنسيق بين مراكز مراقبة هذه الطائرات وغرفة العمليات والسيطرة الجوية، بالإضافة إلى مشاكل التدريب المشترك مع الطائرات التي يقودها طيارون.


مجالات التطوير

تركز الأبحاث الحالية لهذه النوعية من الطائرات على عدة مجالات لتطويرها وزيادة فعاليتها في علميات الاستطلاع، بل والمناورة، ولعل أبرز تلك المجالات:

زيادة فترة بقاء هذه الطائرات في الجو لساعات طويلة والتحليق بسرعات كبيرة وزيادة حمولتها، مع تزويدها بالقدرة على اختراق عمق دفاعات العدو لمسافات طويلة.

زيادة قدرات الحواسب الآلية بهذه الطائرات لتكون أكثر دقة وسرعة مع دراسة واسعة لكافة الاحتمالات المصاحبة للعمليات التي يتم تنفيذها، وكذلك تزويدها بقدرات أفضل للتعامل مع الحواسب الآلية في محطات المراقبة والسيطرة الجوية.

زيادة قدرات المناورة وزوايا الالتفاف الصعبة للهروب والإفلات من المقاتلات الاعتراضية والدفاع الجوي المعادي.

الاستخدام الأمثل في حالة الطيران المنخفض لتجنب الارتطام بالأرض.
التصميمات المستقبلية


يقول خبراء ومصممو طائرات الاستطلاع دون طيار إن التطوير المستقبلي لها سيعمل على تقليل وزنها بنسبة 40% تقريبا من إجمالي وزن مثيلتها من المقاتلات الحالية، وستكون أيضا أقل كلفة بنسبة 60%، علاوة على تخفيض تكاليف الدعم الفني والتدريب والصيانة والتشغيل بنسبة تصل إلى 80%، والأهم من ذلك أنه خلال الخمس سنوات القادمة، سيتم المزج في التشكيلات الجوية المقاتلة بين الطائرات دون طيار مع الطائرات المقاتلة الأخرى حيث تتولى الأولى مهام التوجيه والسيطرة وحل مشاكل الطيران بدلا من اللجوء لمحطات المراقبة والسيطرة الأرضية.

إضافة إلى ذلك، سيكون من بين المهام الأساسية لهذه الطائرات قصف الأهداف الثابتة في عمق الدفاعات، خاصة في طلعات الهجوم الأولى فضلا عن القيام بمهام الاعتراض الجوي ومشاغلة وحدات الدفاع الجوي واكتشاف إمكانياتها ونوعياتها وتحديد مواصفاتها الفنية تمهيدا لضرب تلك الوحدات، كما تستهدف عمليات التطوير المستقبلية زيادة كفاءة عمليات الاستطلاع المتنوع وجمع المعلومات في عمليات تسمى ب «الاستطلاع اللحظي». في تلك العمليات يكون التركيز على سرعة وصول المعلومات مباشرة إلى المستفيد بينما مع تأخير المعلومات التي تصل من القنوات الأخرى من قبيل الأقمار الصناعية وطائرات الإنذار المحمولة.

إعداد مهندس/ أحمد خضر



 
altair_predator2003_06_09.jpg



هذه الطائره استخدمت في غزو افغانستان والعراق

وفي اليمن في ضرب احد مسؤلين تنظيم القاعده اثنائ تواجده في اليمن
 


المركبات الجوية دون طيار


أهم المركبات الجوية دون طيار (UAV) الحالية هي "غلوبال هوك" RQ-4A Gipbal Hawk)) وتحلق على ارتفاع شاهق لمدة طويلة (HALE)، وقد حلقت للمرة الأولى في العام 1998م، وهي تقلع بوزن 11600 كيلو جرام وتعتبر ثقيلة بثقل المقاتلة (F-16).

تستطيع مركبة "غلوبال هوك" إن تؤمن مراقبة على مدى 24 ساعة في شعاع قطرة 1200ميل بحري (2225كم)، وتتمتع حالياً بحمل مستشعرات يصل وزنها إلى 900 كجم، وتجمع بعض هذه المركبات كاميرات الكترونية بصرية وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتصوير الثابت وراداراً يكون الصورة بأدق تفاصيلها، وذلك على مدى فعال يبلغ أكثر من 100 ميل بحري (185كم).

وقد حققت المركبة المعنية في أطول طيران لها في التجارب 5ر31 ساعة، وبلغت أطول مسافة حققتها 25000كم، وقد وصلت إلى ارتفاع بلغ (66400) قدم (20240م)، وتستطيع مستشعراتها إن تغطي مساحة أكثر من 000ر100 كيلومتر مربع في طلعة واحدة. ورغم آدائها البارز، تجري دراسات لاستبدال مروحتها التربينية (AE 3007) من رولس رويس (RR) بمحرك أقوى، أو إعادة تصميم المركبة لاستعمال مروحتين تربينيتين من طراز (AE 3007).

كذلك تجري دراسة لزيادة باع الأجنحة من 4ر35 إلى 7ر45 متراً لزيادة صمودها إلى أكثر من 36 ساعة. وقد تحدثت تقارير عن تعديل في المركبة الجوية المعنية كي تحمل قنبلتين موجهتين زنة الواحدة 225 كجم أو أربع قنابل أصغر حجماً. إلا أنه يظهر على الأرجح بأن التركيز في الاستخدام سيبقي على المراقبة من علو شاهق بلا سلاح.

النوع الثاني: هو المركبة "بريدايتور" (Predator) توجه من بعيد، وقد حلقت مركبة (RO-1A) الجوية دون طيار للمرة الأولى في العام 1994م، وقامت على أساس الخبرة مع الشركة نفسها التي أنتجت مركبة ( Gnat 750) التي كانت وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) تشغلها.

استعملت مركبة (Predator) أيضاً فوق البوسنة وكوسوفو، وقد استعملت مركبة ( MQ-1B) الجوية دون طيار المتعددة الأدوار (التحديد المستعمل حالياً لمركبات بريدايتور المسلحة) للأهداف الأرضية التي يحددها الليزر لمهاجمتها بالطائرات المأهولة، وقدمت تصوير فيديو لمركبات ( AC-130Hs)، وتستطيع أن تؤمّن في دور المراقبة تصويراً فيديوياً عالي الوضوح للقائد على الأرض، أو إلى البنتاجون (باستعمال وصلات بالأقمار الاصطناعية)، وقد طلب لغاية الآن 79 مركبة بريدايتور على الأقل لمصلحة مختلف الأسلحة الأمريكية، وطلب سلاح الجو الإيطالي ست مركبات منها، وتقدر ثمن الواحدة بحوالي 5 ملايين من الدولارات.

لدى مركبة "بريدايتور ب" (MQ-9A,Predator B) التي حلقت للمرة الأولى في بداية عام 2001م محركات بمروحة تربينية طراز (TPE 331) من شركة (Honeywell) عوضاً عن المحرك بكباس (Piston engine) السابق (Rotax)، الذي يتيح زيادة وزن الإقلاع من 1045كجم إلى 2900كجم، وزيادة الارتفاع العملياتي من 7600م إلى 13000م. ومع ذلك خفض صمودها الأقصى من 40 إلى 24 ساعة. وستكون المركبة المعنية (MQ-9A) قادرة على أن تحمل في داخلها حملاً نافعاً وزنه 340كجم وحملاً خارجياً وزنه 1360كجم. وتشمل التطورات الممكنة مستقبلاً استعمال عدد أكبر من صواريخ "ستينغر" (Stinger) جو - جو مثلما استخدمت من قبل.
وللمركبات الجوية دون طيار أهمية خاصة للقوات البحرية، لأنها تشكل وسيلة مراقبة واستطلاع بعيدة، دون الحاجة لحاملة طائرات تقليدية، فالمركبة الجوية دون طيار البحرية يمكن إطلاقها على سكة واستعادتها بتوجيهها إلى داخل شبكة عمودية كبيرة، إلاّ أن هذا يؤدي إلى تآكل كبير في أجزائها، كما أنه لابد أن تكون قادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً، مما يخلق بعض المشكلات التي تحتاج لمعالجتها لملائمة ظروف الاستخدام.
 
عودة
أعلى