أمريكا تحول الأباتشي إلى وحش طائر مضاد للمسيرات في تحديث عسكري غير مسبوق

sss2007zzz · الأمس في 09:19

الأباتشي

تتسابق الجيوش اليوم لتحديث ترساناتها بعد أن أصبحت الطائرات المسيرة محور الحروب الحديثة، فالتطور السريع في قدرات الدرونز من الاستطلاع إلى الهجمات الدقيقة أجبر القوى العسكرية على تطوير دفاعات متنقلة ومرنة قادرة على مواكبة هذا التهديد المتغير باستمرار.

الجيش الأمريكي يعيد النظر في الدفاع الجوي لمواجهة الأنظمة غير المأهولة

ومؤخرًا كشفت تقارير صحفية، أن تزايد أسراب الطائرات المسيرة في أوكرانيا والبحر الأحمر والشرق الأوسط دفع جميعَ أفرع الجيش الأمريكي إلى إعادة النظر في الدفاع الجوي لمواجهة الأنظمة غير المأهولة (المسيرة)، حسب موقع military.

وتُوفر الأنظمة الثابتة مثل باتريوت وأفنجر وIFPC تغطيةً بالغة الأهمية، لكنها لا يُمكن أن تكون في كل مكان، وذلك ظهر تحليل الجيش نفسه، الذي رُدد في شهادات الكونجرس واستراتيجية وزارة الدفاع لعام 2024 لمواجهة الأنظمة غير المأهولة، فجوةً متزايدة الاتساع: تتحرك الطائرات المسيرة بسرعة تفوق قدرة وحدات الدفاع الجوي البرية على إعادة التمركز.
وصرح مسؤولو طيران الجيش خلال إحاطات التحديث للفترة 2024-2025: “نعلم أن الطائرات المسيرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ساحة المعركة. وهذا يتطلب دفاعات متنقلة ومتعددة الطبقات، قادرة على التحرك مع قوات المناورة، فذلك هو المنطق الجديد وراء تحوّل طائرات الأباتشي.

الأباتشي

اكتشاف وتتبع وإسقاط أنظمة الطائرات المسيرة

أثبتت مروحية الهجوم AH-64E أباتشي التابعة للجيش الأمريكي مؤخرًا قدرتها على اكتشاف وتتبع وإسقاط أنظمة الطائرات المسيرة (UAS) خلال عملية Flyswatter، وهي تجربة إطلاق نار حيّ في قاعدة مشاة البحرية الجوية (MCAS) في نيو ريفر، كارولاينا الشمالية (الصورة مقدمة من الحرس الوطني لجيش كارولاينا الجنوبية، DVIDS).
وبدأ الجيش رسميًا بتقييم أداء طائرات الأباتشي في مواجهة أنظمة الطائرات المسيرة (UAS) في سلسلة من تجارب إطلاق النار الحيّ لعامي 2024 و2025، بما في ذلك عرض توضيحي كبير في قاعدة مشاة البحرية الجوية في نيو ريفر، كارولاينا الشمالية.

وكانت مروحيات AH-64E التابعة للحرس الوطني لجيش كارولاينا الجنوبية هي المُطلق الرئيسي.

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن الجيش من PEO Aviation ومركز DEVCOM للطيران والصواريخ، نجحت الطائرة في الاشتباك مع عدة طائرات مسيرة باستخدام أسلحة وأجهزة استشعار أباتشي المتوفرة فقط. لا توجد صواريخ تجريبية، ولا كبسولات سرية، ولا نماذج أولية خاصة.
و تضمنت قدرات الجيش المؤكدة التي عُرضت في الفعالية صواريخ موجهة بالليزر (APKWS) للأهداف الصغيرة والسريعة، صواريخ هيلفاير وJAGM لتهديدات الطائرات بدون طيار متوسطة الحجم، نيران مدافع عيار 30 ملم لاعتراض الطائرات من مسافة قريبة، استخدام الليزر التعاوني مع الفرق الأرضية والطائرات الأخرى، و رادار Longbow وأجهزة استشعار M-TADS/PNVS لتتبع الطائرات بدون طيار حتى في ظروف الرؤية الضعيفة.

سد الفجوةولعقود، صُممت طائرة أباتشي AH-64 لتدمير الدبابات وتقديم دعم وثيق للقوات البرية. أما الآن، فيُكلفها الجيش بمهمة لم يتوقعها الكثيرون، اصطياد الطائرات المسيرة، و لسد هذه الفجوة، يتجه الجيش إلى منصة يثق بها بالفعل، وهي طائرة أباتشي AH-64E الإصدار 6، ويحولها إلى منصة متنقلة لمكافحة الطائرات غير المأهولة.

الأباتشي

لماذا يحتاج الجيش إلى قاتل طائرات مسيرة متنقل قادر على التحرك مع القوات؟

صرح مسؤولون في الجيش بأن العرض أظهر أن طائرة أباتشي “قادرة على توسيع نطاق تغطية الدفاع الجوي وتكملة الأنظمة الأرضية”، خاصةً خلال العمليات عالية الوتيرة حيث تحتاج الوحدات المتنقلة إلى الحماية الفورية بدلاً من انتظار وحدات SHORAD لإعادة تمركزها.
تغيرت حرب الطائرات المسيرة بوتيرة أسرع من تطور برامج الدفاع الجوي، إذ تشير استراتيجية وزارة الدفاع الأمريكية للأنظمة غير المأهولة لعام 2024 إلى نفس المشكلة التي تواجهها الجيوش في جميع أنحاء العالم، فالطائرات المسيرة رخيصة الثمن، وسريعة الانتشار، وتزداد ذكاءً عامًا بعد عام. فهي تقلل من وقت الإنذار وتطغى على الرادارات الثابتة.
تضيف تقارير دائرة أبحاث الكونغرس لعامي 2024 و2025 مصدر قلق آخر: لا تزال وحدات الدفاع الجوي الأمريكية قليلة جدًا، وغالبًا ما تكون مرتبطة بدفاع الأصول الثابتة والقواعد والموانئ ومراكز اللوجستيات، وليس كل قافلة أو عنصر في الخطوط الأمامية.

مروحية الأباتشي الأمريكية – أرشيفية

مزايا الأباتشي التي يسعى الجيش الآن لاستغلالها

وتتمتع الأباتشي بعدة مزايا، فهي تستطيع طائرة AH-64E إعادة تمركزها بسرعة لتغطية الثغرات، خاصةً أثناء المناورات السريعة، كما يمكنها الرؤية فوق خطوط الأشجار، والتلال، والمناطق الحضرية التي تخفي الطائرات المسيرة عن الرادارات الأرضية، و يستطيع رادار Longbow ونظام M-TADS تتبع الأجسام الصغيرة التي قد لا تراها الوحدات الأرضية.
كما يتيح تكامل Link 16 لطائرات الأباتشي استقبال مسارات الطائرات المسيرة من أجهزة الاستشعار الأرضية، أو الطائرات الأخرى، أو الوحدات القريبة.
وتتيح خيارات الأسلحة المتعددة لها الاستجابة لأحجام مختلفة من الطائرات المسيرة دون انتظار أنظمة الدفاع الجوي المتخصصة.
ولعقود، صُممت طائرة أباتشي AH-64 لتدمير الدبابات وتقديم دعم وثيق للقوات البرية. أما الآن، فيُكلفها الجيش بمهمة لم يتوقعها الكثيرون، اصطياد الطائرات المسيرة، و لسد هذه الفجوة، يتجه الجيش إلى منصة يثق بها بالفعل، وهي طائرة أباتشي AH-64E الإصدار 6، ويحولها إلى منصة متنقلة لمكافحة الطائرات غير المأهولة.
وبتلك الإمكانيات تُصبح الأباتشي أول شاحنة دفاع جوي متنقلة للجيش، وهي طائرة حربية يمكنها الانطلاق بسرعة لحماية الوحدات عند ظهور الطائرات المسيرة فجأة.