محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

مصرى7

عضو
إنضم
13 أغسطس 2013
المشاركات
712
التفاعل
107 0 0
احب مصر واستخدم جنود مصر ومهندسين مصر وابناء مصر

بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حدث تنازع علي السلطة في البلاد بين ثلاث قوي و هي الدولة العثمانية و الإنجليز الذين نزلوا علي شواطئ مصر و الأمراء المماليك.

قامت الدولة العثمانية بتعيين محمد خسرو باشا والياً علي مصر من قبل السلطان العثماني. غير أن المماليك أثاروا الاضطرابات و القلاقل في الصعيد فقد كانوا يطمعون في استقلال مصر عن الدولة العثمانية و انفرادهم بحكمها. لذلك طلب الوالي محمد خسرو من قائد الفرقة الألبانية محمد علي التوجه للصعيد للقضاء علي اضطرابات المماليك. إلا أن محمد علي ماطل في الذهاب و طالب خسرو باشا بدفع رواتب الجند المتأخرة قبل التوجه لمحاربة المماليك. فلما عجز خسرو عن دفع الرواتب، تمرد الجنود و هاجموا قلعة الوالي حتي أضطر إلي الفرار إلي دمياط.
خلف خسرو باشا طاهر باشا في ولاية مصر، و لكنه لم يستمر طويلاً فقد هاجمته فرق الأتراك الإنكشارية و قتلوه لأنه كان يحابي فرق الألبان عليهم، و قاموا بتعيين أحمد باشا والياً خلفاً لطاهر باشا. و لكن محمد علي قائد فرق الألبان تحالف مع المماليك لإقصاء أحمد باشا عن الحكم حتي أنه لم يمض إلا يوماً واحداً في الحكم.
عين السلطان العثماني علي باشا الجزايرلي والياً علي مصر خلفاً لأحمد باشا. و حاول أن يؤلف قوة وطنية مصرية تناهض قوة المماليك. و لكن لسوء حظه وقعت إحدي مراسلاته مع الشيخ السادات في يد أمير المماليك عثمان البرديسي، فدبر مؤامرة لقتله قبل أن يتولي حكم مصر في يناير 1804 م.
و بمقتل علي باشا الجزايرلي أصبحت الزعامة السياسية خالية سوي من محمد علي قائد الألبان و محمد بك الألفي أمير المماليك، في الوقت الذي يبدو فيه السلطان العثماني عاجزاً عن إعادة مصر لسلطانه، و تربص الإنجليز الذين يريدون أن يسيطروا علي مصر لتأمين مصالحهم الإقتصادية في المنطقة.
و لدق آخر مسمار في نعش التبعية للخلافة العثمانية و هيمنة المماليك، لجأ محمد علي إلي قوة خفية لم تكن ظاهرة كلاعب أساسي علي مسرح الأحداث، و لكن محمد علي استشعرها و قدر قوتها الكامنة و استخدمها بذكاء شديد للوصول إلي الحكم ، ألا و هي قوة الشعب.

بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حدث تنازع علي السلطة في البلاد بين ثلاث قوي و هي الدولة العثمانية و الإنجليز الذين نزلوا علي شواطئ مصر و الأمراء المماليك.

قامت الدولة العثمانية بتعيين محمد خسرو باشا والياً علي مصر من قبل السلطان العثماني. غير أن المماليك أثاروا الاضطرابات و القلاقل في الصعيد فقد كانوا يطمعون في استقلال مصر عن الدولة العثمانية و انفرادهم بحكمها. لذلك طلب الوالي محمد خسرو من قائد الفرقة الألبانية محمد علي التوجه للصعيد للقضاء علي اضطرابات المماليك. إلا أن محمد علي ماطل في الذهاب و طالب خسرو باشا بدفع رواتب الجند المتأخرة قبل التوجه لمحاربة المماليك. فلما عجز خسرو عن دفع الرواتب، تمرد الجنود و هاجموا قلعة الوالي حتي أضطر إلي الفرار إلي دمياط.
خلف خسرو باشا طاهر باشا في ولاية مصر، و لكنه لم يستمر طويلاً فقد هاجمته فرق الأتراك الإنكشارية و قتلوه لأنه كان يحابي فرق الألبان عليهم، و قاموا بتعيين أحمد باشا والياً خلفاً لطاهر باشا. و لكن محمد علي قائد فرق الألبان تحالف مع المماليك لإقصاء أحمد باشا عن الحكم حتي أنه لم يمض إلا يوماً واحداً في الحكم.
عين السلطان العثماني علي باشا الجزايرلي والياً علي مصر خلفاً لأحمد باشا. و حاول أن يؤلف قوة وطنية مصرية تناهض قوة المماليك. و لكن لسوء حظه وقعت إحدي مراسلاته مع الشيخ السادات في يد أمير المماليك عثمان البرديسي، فدبر مؤامرة لقتله قبل أن يتولي حكم مصر في يناير 1804 م.
و بمقتل علي باشا الجزايرلي أصبحت الزعامة السياسية خالية سوي من محمد علي قائد الألبان و محمد بك الألفي أمير المماليك، في الوقت الذي يبدو فيه السلطان العثماني عاجزاً عن إعادة مصر لسلطانه، و تربص الإنجليز الذين يريدون أن يسيطروا علي مصر لتأمين مصالحهم الإقتصادية في المنطقة.
و لدق آخر مسمار في نعش التبعية للخلافة العثمانية و هيمنة المماليك، لجأ محمد علي إلي قوة خفية لم تكن ظاهرة كلاعب أساسي علي مسرح الأحداث، و لكن محمد علي استشعرها و قدر قوتها الكامنة و استخدمها بذكاء شديد للوصول إلي الحكم ، ألا و هي قوة الشعب.

بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حدث تنازع علي السلطة في البلاد بين ثلاث قوي و هي الدولة العثمانية و الإنجليز الذين نزلوا علي شواطئ مصر و الأمراء المماليك.

قامت الدولة العثمانية بتعيين محمد خسرو باشا والياً علي مصر من قبل السلطان العثماني. غير أن المماليك أثاروا الاضطرابات و القلاقل في الصعيد فقد كانوا يطمعون في استقلال مصر عن الدولة العثمانية و انفرادهم بحكمها. لذلك طلب الوالي محمد خسرو من قائد الفرقة الألبانية محمد علي التوجه للصعيد للقضاء علي اضطرابات المماليك. إلا أن محمد علي ماطل في الذهاب و طالب خسرو باشا بدفع رواتب الجند المتأخرة قبل التوجه لمحاربة المماليك. فلما عجز خسرو عن دفع الرواتب، تمرد الجنود و هاجموا قلعة الوالي حتي أضطر إلي الفرار إلي دمياط.
خلف خسرو باشا طاهر باشا في ولاية مصر، و لكنه لم يستمر طويلاً فقد هاجمته فرق الأتراك الإنكشارية و قتلوه لأنه كان يحابي فرق الألبان عليهم، و قاموا بتعيين أحمد باشا والياً خلفاً لطاهر باشا. و لكن محمد علي قائد فرق الألبان تحالف مع المماليك لإقصاء أحمد باشا عن الحكم حتي أنه لم يمض إلا يوماً واحداً في الحكم.
عين السلطان العثماني علي باشا الجزايرلي والياً علي مصر خلفاً لأحمد باشا. و حاول أن يؤلف قوة وطنية مصرية تناهض قوة المماليك. و لكن لسوء حظه وقعت إحدي مراسلاته مع الشيخ السادات في يد أمير المماليك عثمان البرديسي، فدبر مؤامرة لقتله قبل أن يتولي حكم مصر في يناير 1804 م.
و بمقتل علي باشا الجزايرلي أصبحت الزعامة السياسية خالية سوي من محمد علي قائد الألبان و محمد بك الألفي أمير المماليك، في الوقت الذي يبدو فيه السلطان العثماني عاجزاً عن إعادة مصر لسلطانه، و تربص الإنجليز الذين يريدون أن يسيطروا علي مصر لتأمين مصالحهم الإقتصادية في المنطقة.
و لدق آخر مسمار في نعش التبعية للخلافة العثمانية و هيمنة المماليك، لجأ محمد علي إلي قوة خفية لم تكن ظاهرة كلاعب أساسي علي مسرح الأحداث، و لكن محمد علي استشعرها و قدر قوتها الكامنة و استخدمها بذكاء شديد للوصول إلي الحكم ، ألا و هي قوة الشعب.
-
بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حدث تنازع علي السلطة في البلاد بين ثلاث قوي و هي الدولة العثمانية و الإنجليز الذين نزلوا علي شواطئ مصر و الأمراء المماليك.
قامت الدولة العثمانية بتعيين محمد خسرو باشا والياً علي مصر من قبل السلطان العثماني. غير أن المماليك أثاروا الاضطرابات و القلاقل في الصعيد فقد كانوا يطمعون في استقلال مصر عن الدولة العثمانية و انفرادهم بحكمها. لذلك طلب الوالي محمد خسرو من قائد الفرقة الألبانية محمد علي التوجه للصعيد للقضاء علي اضطرابات المماليك. إلا أن محمد علي ماطل في الذهاب و طالب خسرو باشا بدفع رواتب الجند المتأخرة قبل التوجه لمحاربة المماليك. فلما عجز خسرو عن دفع الرواتب، تمرد الجنود و هاجموا قلعة الوالي حتي أضطر إلي الفرار إلي دمياط.
خلف خسرو باشا طاهر باشا في ولاية مصر، و لكنه لم يستمر طويلاً فقد هاجمته فرق الأتراك الإنكشارية و قتلوه لأنه كان يحابي فرق الألبان عليهم، و قاموا بتعيين أحمد باشا والياً خلفاً لطاهر باشا. و لكن محمد علي قائد فرق الألبان تحالف مع المماليك لإقصاء أحمد باشا عن الحكم حتي أنه لم يمض إلا يوماً واحداً في الحكم.
عين السلطان العثماني علي باشا الجزايرلي والياً علي مصر خلفاً لأحمد باشا. و حاول أن يؤلف قوة وطنية مصرية تناهض قوة المماليك. و لكن لسوء حظه وقعت إحدي مراسلاته مع الشيخ السادات في يد أمير المماليك عثمان البرديسي، فدبر مؤامرة لقتله قبل أن يتولي حكم مصر في يناير 1804 م.
و بمقتل علي باشا الجزايرلي أصبحت الزعامة السياسية خالية سوي من محمد علي قائد الألبان و محمد بك الألفي أمير المماليك، في الوقت الذي يبدو فيه السلطان العثماني عاجزاً عن إعادة مصر لسلطانه، و تربص الإنجليز الذين يريدون أن يسيطروا علي مصر لتأمين مصالحهم الإقتصادية في المنطقة.
و لدق آخر مسمار في نعش التبعية للخلافة العثمانية و هيمنة المماليك، لجأ محمد علي إلي قوة خفية لم تكن ظاهرة كلاعب أساسي علي مسرح الأحداث، و لكن محمد علي استشعرها و قدر قوتها الكامنة و استخدمها بذكاء شديد للوصول إلي الحكم ، ألا و هي قوة الشعب.

بعد خروج الحملة الفرنسية من مصر حدث تنازع علي السلطة في البلاد بين ثلاث قوي و هي الدولة العثمانية و الإنجليز الذين نزلوا علي شواطئ مصر و الأمراء المماليك.

قامت الدولة العثمانية بتعيين محمد خسرو باشا والياً علي مصر من قبل السلطان العثماني. غير أن المماليك أثاروا الاضطرابات و القلاقل في الصعيد فقد كانوا يطمعون في استقلال مصر عن الدولة العثمانية و انفرادهم بحكمها. لذلك طلب الوالي محمد خسرو من قائد الفرقة الألبانية محمد علي التوجه للصعيد للقضاء علي اضطرابات المماليك. إلا أن محمد علي ماطل في الذهاب و طالب خسرو باشا بدفع رواتب الجند المتأخرة قبل التوجه لمحاربة المماليك. فلما عجز خسرو عن دفع الرواتب، تمرد الجنود و هاجموا قلعة الوالي حتي أضطر إلي الفرار إلي دمياط.
خلف خسرو باشا طاهر باشا في ولاية مصر، و لكنه لم يستمر طويلاً فقد هاجمته فرق الأتراك الإنكشارية و قتلوه لأنه كان يحابي فرق الألبان عليهم، و قاموا بتعيين أحمد باشا والياً خلفاً لطاهر باشا. و لكن محمد علي قائد فرق الألبان تحالف مع المماليك لإقصاء أحمد باشا عن الحكم حتي أنه لم يمض إلا يوماً واحداً في الحكم.
عين السلطان العثماني علي باشا الجزايرلي والياً علي مصر خلفاً لأحمد باشا. و حاول أن يؤلف قوة وطنية مصرية تناهض قوة المماليك. و لكن لسوء حظه وقعت إحدي مراسلاته مع الشيخ السادات في يد أمير المماليك عثمان البرديسي، فدبر مؤامرة لقتله قبل أن يتولي حكم مصر في يناير 1804 م.
و بمقتل علي باشا الجزايرلي أصبحت الزعامة السياسية خالية سوي من محمد علي قائد الألبان و محمد بك الألفي أمير المماليك، في الوقت الذي يبدو فيه السلطان العثماني عاجزاً عن إعادة مصر لسلطانه، و تربص الإنجليز الذين يريدون أن يسيطروا علي مصر لتأمين مصالحهم الإقتصادية في المنطقة.
و لدق آخر مسمار في نعش التبعية للخلافة العثمانية و هيمنة المماليك، لجأ محمد علي إلي قوة خفية لم تكن ظاهرة كلاعب أساسي علي مسرح الأحداث، و لكن محمد علي استشعرها و قدر قوتها الكامنة و استخدمها بذكاء شديد للوصول إلي الحكم ، ألا و هي قوة الشعب.


محمد علي باشا (4 مارس 1769 - 2 أغسطس 1849)، باني مصر الحديثة وحاكمها ما بين 1805 - 1848. كانت فترة بداية حكمه فترة حرجة في تاريخ مصر خلال القرن التاسع عشر حيث نقلها من عصور التردي إلى أن أصبحت دولة قوية يعتد بها.
نشأته وقدومه إلى مصر
:
ولد في مدينة قولة الساحلية في شمال اليونان عام 1769، وكان أبوه "إبراهيم آغا" رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولدًا لم يعش منهم سواه، وقد مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه "طوسون" الذي مات أيضًا فكفله صديق والده "الشوربجي إسماعيل" الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه من "أمينة هانم" وهي امرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له إبراهيم وطوسون وإسماعيل (وهي أسماء أبيه وعمه وراعيه) ومن الإناث أنجبت له ابنتين. وحين قررت الدولة العثمانية إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الألبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلى مصر حتى قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة. وظل في مصر يترقى في مواقعه العسكرية، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه إلى أن تخلص من خورشيد باشا وأوقع بالمماليك حتى خلا له كرسي الحكم بفضل الدعم الشعبي الذي قاده عمر مكرم.
ولايته
:
بعد أن انتخبه المصريون في دار المحكمة ليكون واليًا على مصر في 17 مايو 1805 قضى على المماليك في مذبحة القلعة الشهيرة الذين كانوا يكونون مراكز قوى ومصدر قلاقل سياسية مما جعل البلد في فوضي. كما قضى على الإنجليز في معركة رشيد وأصبحت مصر تتسم بالاستقرار السياسي لأول مرة تحت ظلال الخلافة العثمانية. وقد بدأ بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة، وكانت بداية العسكرية المصرية بإنشاء أول مدرسة حربية في أسوان في جنوب مصر على يد الكولونيل سليمان باشا الفرنساوي، ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيون بعدما حل الجيش الفرنسي في أعقاب هزيمة نابليون بونابرت في معركة واترلو.
قام بمحاربه الحجازيين والنجديين، وضمهما لحكمه سنة 1818. واتجه لمحاربة السودانيين عام 1820 والقضاء على فلول المماليك في النوبة. كما ساعد السلطان العثماني في القضاء على الثورة في اليونان فيما يعرف بحرب المورة، إلا أن وقوف الدول الأوروبية إلى جانب الثوار في اليونان أدى إلى تحطم الأسطول المصري فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان العثماني، وكان قد انصاع لأمر السلطان العثماني ودخل هذه الحرب أملًا في أن يعطيه السلطان العثماني بلاد الشام مكافأة له، إلا أن السلطان العثماني خيب آماله بإعطائه جزيرة كريت والتي رآها تعويضًا ضئيلًا بالنسبة لخسارته في حرب المورة، ذلك بالإضافة إلى بعد الجزيرة عن مركز حكمه في مصر وميل أهلها الدائم للثورة. وقد عرض على السلطان العثماني إعطاءه حكم الشام مقابل دفعه لمبلغ من المال، إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته على حكمه. قام باستغلال ظاهرة فرار الفلاحين المصريين إلى الشام هربًا من الضرائب وطلب من والي عكا إعادة الهاربين إليه، وحين رفض الوالي إعادتهم باعتبارهم رعايا للدولة العثمانية ومن حقهم الذهاب إلى أي مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة عكا وتمكن من فتحها، كما استولى على الشام وانتصر علي العثمانيين عام 1833 وكاد أن يستولي على الأستانة العاصمة، إلا أن روسيا وبريطانيا وفرنسا حموا السلطان العثماني فانسحب عنوة ولم يبق معه سوى سوريا وجزيرة كريت. وفي سنة 1839 حارب السلطان لكنهم أجبروه علي التراجع في مؤتمر لندن عام 1840 بعد تحطيم أسطوله في معركة نافارين. وفرضوا عليه تحديد أعداد الجيش والاقتصار على حكم مصر لتكون حكمًا ذاتيًا يتولاه من بعده أكبر أولاده سنًا.
سياساته وأعماله
:
يرى الكثير من المؤرخين أن إنجازاته فاقت كل إنجازات الرومان والروم البيزنطيين والمماليك والعثمانيين[من صاحب هذا الرأي؟]، وذلك لأنه كان طموحًا بمصر ومحدثًا لها ومحققًا لوحدتها الكيانية، وجاعلًا المصريين بشتى طوائفهم مشاركين في تحديثها والنهوض بها معتمدًا علي الخبراء الفرنسيين وخبرتهم التي اكتسبوها من حروب نابليون. وتمكن من أن يبني من مصر دولة عصرية على النسق الأوروبي، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء أوروبيين ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في ثلاثينات القرن التاسع عشر وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث. وكانت أهم دعائم دولته العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة، حيث كان يؤمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الأوروبي المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي، ووجد إن هذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من أوروبا، ولذلك فإنه قام منذ عام 1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن إيطالية مثل ليفورنو وميلانو وفلورنسا وروما وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والطباعة. وأتبعها ببعثات لفرنسا وكان أشهرها بعثة عام 1826 التي تميز فيها إمامها المفكر والأديب رفاعة الطهطاوي الذي كان له دوره الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية في مصر. وقد قام بفتح مصر لكل وافد، وانفتح على العالم ليجلب خبراته لتطوير مصر. ولأول مرة أصبح التعليم منهجيًا، فأنشأ المدارس التقنية ليلتحق خريجوها بالجيش، وأوجد زراعات جديدة كالقطن، وقام ببناء المصانع، واعتنى بالري، وشيد القناطر الخيرية على نهر النيل عند فرعي دمياط ورشيد.
التعليم
:
إهتم بالتعليم بدرجة لم يسبقه إليها أحد ممن حكموا مصر وذلك لأنه أدرك أن شعوب أوروبا لم تنهض إلا عندما نهض بها التعليم، فحرص على إنشاء التعليم النظامي الواضح المعالم لأول مرة في مصر، وأنشأ العديد من الكليات وكانت يطلق عليها آنذاك "المدارس" وذلك لتعليم كافة أبناء الشعب المصري، ومنها المدارس الحربية مثل مدرسة السواري أو الفرسان بالجيزة، ومدرسة المدفعية بطرة ومجمع مدارس الخانكة، ومدارس الموسيقي العسكرية وغيرها من المدارس. وأيضًا كان هنالك العديد من المدارس الأخرى مثل "مدرسة الولادة" واستجلب لها القابلات اللاتي كن يعملن بتلك المهنة آنذاك ليتم تدريبهن على أسس علمية صحيحة وإعطائهن شهادات معتمدة قي نهاية الدراسة، ومدرسة الطب أو مدرسة القصر العيني ومدرسة الطب البيطري ومدرسة الزراعة، ومدرسة الطوبجية بشبرا، التي تحولت فيما بعد إلى مدرسة المهندسخانة والآن كلية الهندسة وكان الغرض من إنشائها عسكريًا بالأساس، وذلك لتزويد الجيش المصري بالبنائين المحترفين لإنشاء الحصون وتطوير العمارة وما إلى ذلك، ومدرسة الألسن التي أنشها لأنه لاحظ أن أبناء الأرمن والأقباط واليهود والشوام يستطيعون الترقي في أعلى المناصب أو إنعاش تجارتهم وازدهارها لقدراتهم اللغوية الجيدة وإلمامهم بالكثير من اللغات مما يجعلهم يحسنون التعامل مع الجالية الأجنبية في مصر والتقرب منهم سواء بغرض التجارة أو التعلم.
الصناعة
:
إهتم بالصناعة التي تطورت في عهده، وأصبحت ثاني عماد للدولة بعد التعليم خاصة الصناعة الحربية وذلك لمواكبة الأنظمة التي كانت موجودة بأوروبا وذلك حتى لا تعتمد مصر على جلب كافة احتياجاتها من الخارج، وهو الأمر الذي سيجعلها تحت رحمة الدول الكبرى من ناحية واستنزاف موارد الدولة من ناحية أخرى، إلى جانب أن معظم الخامات المستخدمة في الصناعة كانت موجودة فعلًا في مصر، فضلًا عن توفر الثروة البشرية. كما قام باستبدال الطرق البدائية قي الصناعة وإدخال الآلات سواء الميكانيكية أو التي تدار بالبخار والمكابس بدلًا منها. وقد تبني السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات، منها:
الصناعات التجهيزية: وتمثلت قي صناعة آلات حلج وكبس القطن وفى مضارب الأرز ومصانع تجهيزه، وتجهيز النيلة للصباغة، ومعاصر الزيوت، ومصانع لتصنيع المواد الكيماوية.
الصناعات التحويلية: وهي الصناعات المتعلقة بالغزل والنسيج بكافة أنواعه، وأقام مصانع للنسيج، وكان أول مصنع حكومي بمصر هو "مصنع الخرنفش للنسيج" وكان ذلك في عام 1816، وأيضًا أنشأ "مصنع الجوخ" الذي جلب له خبراء من بريطانيا للتأسيس وإدارة تلك الصناعة في مصر بالإضافة إلى تعليم العاملين في هذا المصنع أسرار الصنعة لتقوم عليهم بعد ذلك تلك الصناعة، وكان الغرض من إنشاء مصنع الجوخ هو توفير الكسوة العسكرية للجيش المصري.
الترسانة البحرية: أنشأ مصنع السفن، وجلب له خبراء من أوروبا وذلك لتعليم المصريين تلك الحرفة، وأصبح لأول مرة توجد ترسانة سفن عملاقة بالشكل الحديث المتعارف عليه في مصر، وكان لتلك الترسانة الفضل في إنشاء جميع سفن الأسطول المصري الذي غزا به أوروبا بعد ذلك.
تنازله ووفاته
:
تنازل عن العرش في 2 مارس 1848 وذلك لأنه أصيب بالخرف، وعاش بعد ذلك في بالإسكندرية وتوفي فيها في 2 أغسطس 1849، ودفن بجامعه بالقلعة بالقاهرة.
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

بعض من انجازاته العسكرية بالجيش المصرى
أراد نابليون الثالث ان يححق توازنا مع نفوذ الولايات المتحدة الامريكية - في خمسينيات القرن التاسع عشر - وذلك بتأسيس حكومة ملكية كاثوليكية في المكسيك تكون تابعة لفرنسا ، منتهزا فرصة اساءة حكومة المكسيك معاملة رعايا فرنسا وانجلترا واسبانيا ، فأتفق مع حكومتي انجلترا واسبانيا علي استخدام القوة المسلحة لاخضاع المكسيك عام 1861 .

الامبراطور نابليون الثالث .



ولكن مالبث الخلاف أن دب بين الدول الثلاث ، فسحبت انجلترا واسبانيا جنودهم من المكسيك في ابريل 1862 وبذلك انفردت فرنسا بالقتال في تلك البلاد .

ولما كان نابليون الثالث صديقا لخديوي مصر انذاك " سعيد باشا " فقد ارسل اليه يطلب معاونته بوحدة من الجنود المصريين ، فوافق سعيد وأرسل اليه أورطة ( كتيبة ) مؤلفة من 453 ضابطا وجنديا مكونا من أربع بلوكات ( سرايا ) تابعة للالاي ( لواء ) المشاة التاسع عشر ، وكان جنودها يتألفون من مصريين وسودانيين ، وغادرت الأورطة الأسكندرية في 8 يناير 1863 بقيادة البكباشي " مقدم جبر الله محمد " ، ووصلت الي ميناء " فيراكوز " اكبر مؤاني المكسيك في 23 فبراير .

االتقارير الفرنسية الاولي عن الأورطة المصرية :

وجاءت التقارير الفرنسية الاولي تصف الأورطة المصرية بحسن الانضباط شكلا وسلوكا ، وأنها ذات استعداد عسكري يثير الاعجاب ، ولكن لأن أسلحتهم تخالف الأسلحة الفرنسية فقد تم استبدالها بأسلحة فرنسية علي أن تعاد اليهم اسلحتهم عند عودتهم لمصر ولما كان التفاهم مع الافراد صعبا بسبب اختلاف اللغة ، فقد تم الاستعانة ببعض الجنود الجزائريين للقيام بأعمال الترجمة بينهم وبين الفرنسيين ، ثم وصفت التقارير الرسمية قيام جنود هذه الأورطة بأعظم الخدمات نظرا لشجاعتهم وبراعتهم في اطلاق النار ، وبذلك أمكن الاعتماد عليهم في المناطق والمعارك التي لم يستطع الجنود الفرنسيين خوضها ، كما قامت الأورطة المصرية بصد الغارات التي كانت تشنها العصابات المكسيكية ضد قوافل الذخيرة والمخافر الامامية .

تأمين طرق المواصلات :

وقبل مباشرة الأورطة لأعمال القتال قامت القيادة الفرنسية باعادة تنظيمها وتشكيلها وفقا للتنظيم الفرنسي وما كادت الأورطة تستقر في منطقتها حتي أصدرت لها القيادة الفرنسية الاوامر بتطهير الاراضي المكسيكية من عصابات الثوار التي كانت تعيث في البلاد فسادا وعندما حوصرت مدينة ( بوبيلا ) ثاني اهم المدن المكسيكية في الفترة من 23 يناير الي17 مايو 1863 بواسطة الثوار ثم سقطت وأستسلمت حاميتها المكونه من 26 جنرالا و 900 ضابط و 12000 جندي ، كان من الضروري الاحتفاظ بطرق المواصلات بينها وبين الساحل ، في حين كان الثوار المكسيكيون دائمي قطعها ، لذلك تم تكليف الاورطة المصرية بحراسة هذا الخط في منطقة الاراضي الحارة ، ويمكننا معرفة نتيجة اداء الجيش المصري لهذه المهمة في تعبير القائد الفرنسي العام في مدينة ( فيراكروز ) عن اعجابه بحسن اداء الأورطة المصرية في تقريره الذي قال فيه : " أنه يعجز عن مدي امتنانه وشكره لهولاء الجنود الذين يستحقون الاطراء والثناء من جميع الوجوه " .

صفات عسكرية نادرة :

وفي مايو 1863 سقط قائد القوات المصرية البكباشي " مقدم حاليا " جبر الله محمد " اثر اصابته بالحمي الصفؤاء وخلفه في القيادة نائبه الصاغ " محمد الماس " ، وفي تأبين القيادة الفرنسية للضابط المصري المتوفي ذكر تقريرها الاتي : " لقد كان علي جانب كبير من دماثة الخلق والتحلي بصفات عسكرية نادرة ، كما كان محترما من من الجميع لسلوكه الحسن وقيامه بالواجب علي الوجه الأكمل وتقديره الكامل للمسئوليات الملقاه علي عاتقه " .



وفي 21 يونية 1863 أقيم في مدينة " فيراكروز " احتفال حضره القائد الفرنسي العام ومثلت فيه جميع السلطات العسكرية والمدنية وقد عهد الي الأورطة المصرية القيام بالتشريفات ، وبعد انتهاء الاحتفال قامت بالاستعراض في أكبر ميادين المدينة ، كما أقيمت لها احتفالات باهرة اخري في كافة المدن ، وتقديرا من القائد العام الفرنسي ( المارشال فوريه ) علي حسن الاداء القتالي لهذه الاورطة المصرية فيما خاضته من معارك كافأها علي ذلك في 28 سبتمبر 1863 بأن تؤلف منها ( كتيبة الجنود الممتازة ) ، كما منح افرادها علاوة نقدية ، وميزوا بشارات صفراء توضع علي أذرعهم ، الأمر الذي احدث اثرا عظيما في نفوس جنودها وضباطها ، ودل علي عظيم تقدير القيادة الفرنسية لهذه الأورطة وجدارة جنودها واستحقاقهم .

معركة 1863 ودور المصريين فيها :

تدور هذه المعركة حول قطار للركاب والبضاعة كان يعمل به 50 فردا من كبار المسئولين المدنيين والعسكريين الفرنسيين ، قام من محطة ( فيراكروز ) متجها الي ( سوليداد ) وفي منتصف الطريق اكتشف سائق القطار أن عصابات الثوار خلعوا قضبان السكة الحديدية في منطقة تحيطها الجبال ، مما اضطر السائق الي التوقف بعد سقوط عدد من عربات القطار ، واستغل الثوار التوقف فهاجموه بالنيران من المرتفاعت التي كانوا يحتلونها من الجانبين مما هدد بوقوع كارثة " الموقف كان اعداد كبيرة من المكسيكيين فوق الجبال والقطار معطل وبه قوة صغيرة من المصريين والفرنسيين " كان يحرس القطار سبعة افراد فقط من الأورطة المصرية ، وبسرعة لافتة للنظر اتخذوا مواقع اطلاق نيرانهم داخل وخارج عربات القطار ، وكانوا متأهبين للاشتباك فور ظهور المهاجمين ودخولهم في مرمي اسلحة المصريين.

وقد أدت كثافة نيران الثوار المكسيكيين الي اصابة القائد الفرنسي " ليجيه " فحمله أحد الجنود المصريين الي داخل القطار واصيب المصري ايضا ، فحمله جندي مصري اخر ونقله هو والجندي المصاب الي داخل القطار واستمر الجنود المصريين المتبقيين وهم خمسة جنود في المقاومة واصطياد الثوار المكسيكيين المتفوقين عددا وتسليحا ، مما أوقع خسائر جسيمة في صفوفهم اضطرتهم الي ايقاف اطلاق النار والعودة الي مواقعهم في الجبال ، ولم يستطيعوا الاقتراب من القطار الا لمسافة لاتزيد عن بضعة امتار ومن وصل منهم قري القطار سقط قتيلا ، بفعل نيران المصرين ، وساد الهدوء الموقف حتي وصلت نجدة مصرية ايضا من مدينة " تيجريا " وقد سقط في هذه المعركة اثنان من الجنود المصريين واصيب اخران .

ووصف القائد العام الفرنسي دور المصريين في هذه المعركة في تقريره الي الحكومة المصرية قائلا : " لقد أبلي المصريين بلاء حسنا في هذه الموقعة رغم عددهم البسيط واظهروا من رباطة الجأش مايندر وقوعه ، وكانوا جميعا موضع اعجاب الضباط والجنود الفرنسيين الذين قاتلوا الي جانبهم ، وليس هناك أدني شك في أن النجاح الذي أحرزناه انما يرجع في معظمه الي تلك المقاومة الجديرة بالمدح والثناء لهولاء المصريين خصوصا بعد أن اتضح بعد ذلك أن عدد المكسيكيين الذين هاجموا القطار كانوا حوالي 300 فرد بين مترجل وفارس ، وقد تم ترقيتهم جميعا " .

جندي لاتسمح نفسه بالهزيمة :

وفي تقرير اخر كتبه القائد الفرنسي الي وزارة الحرب عن معركة دارت في 12 يوليو 1864 وسادها قتال عنيف كتب يقول : " ان هولاء الجنود المصريين والسودانيين الذين لاتسمح نفوسهم بالهزيمة يستحقون كل ثناء .. واني لم أر في حياتي مطلقا قتالا نشب في سكون عميق وحماسة نادرة مثل ذلك الذي خاضه هولاء الجنود ، فقد كانت أعينهم وحدها هي التي تتكلم وكانت جرأتهم تذهل العقول وتحير الالباب حتي لكأنهم ما كانوا جنودا بل اسودا " .



اما في معركة 14 يوليو 1864 " بعدها بيومين اي لم يكن هناك فرصة للراحة " واثناء مطاردة فلول الثوار ذكر القائد الفرنسي في تقريره : " لقد قاتل المصريين والسودانيين قتالا باهرا دام ساعة واحدة ، وليس بين الضباط والجنود القدماء من لايذكر هذا القتال بالاكبار والاعجاب " .

وقام القائد الفرنسي بمنح ضابط الصف " عبد الله حسين باشة " وساما عسكريا للبسالة التي أبداها في تلك المعركة ، والجرح الذي أصيب به وعدد القتلي من الاعداء الذين أجهز عليهم وحده ، وكان عددهم ستة أمثال عدد الجنود المصريين الذين شاركوا في هذه المعركة .

وقد كتب قائد الأورطة الي الخديوي اسماعيل تقريرا بالمعارك التي خاضتها الأورطة ، فأرسل اليه كتابا في 24 اكتوبر 1864 أظهر فيه رضاءه التام عن شجاعة واداء ضباط وجنود الأورطة المصرية ، وأمر بترقيتهم جميعا والاستجابة لجميع مطالبهم فضلا عن مكافأتهم عند عودتهم الي مصر .

معارك عام 1865 :

وقد وقعت خلال الفترة من 21 الي 24 يناير 1865 ثلاث معارك دفعة واحدة وكانت معارك كبيرة شاركت فيها الأورطة المصرية ببسالتها المعهودة ، عبر عنها القائد العام الفرنسي في تقريره الذي قال فيه : " من الصعب العثور علي كلمات يمكن التعبير بها عن بأس هذه الأورطة البارعة وصبرها علي الحرمان وتحمل المشاق وحميتها في اطلاق النيران وجلدها في السير فقد قام كل ضابط وجنوده بواجبه في هذه المعارك الثلاث خير قيام " وقد اصيب الملازم اول محمد سليمان بست طلقات برهنت علي اقدامه واستحق منحه رتبة " يوزباشي : نقيب حاليا " قبل أن يتوفي متأثرا باصابته .

وفي 2 مارس 1865 دارت رحي معركة اخري طاحنة أبلي فيها الجنود المصريين والسودانيين بلاء حسنا مما حدا بالقيادة الفرنسية الي الانعام بأوسمة علي ثلاثة جنود سودانيين ، واثنيين من المصريين ، وكان جنود الأورطة يحتلون منطقة متسعة من الاراضي 160 كم متر مربع في سبعة مواقع منفصلة عن بعضها بكل مالايزيد عن 30 جنديا ، ومع ذلك استطاعت أن تدافع عن هذه المنطقة ، ومنعت الثوار من اختراقها بل وبعثت الخوف والذعر في قلوبهم وفي ذلك يصف قائد المناطق الحارة أعمال الجنود المصريين في تقريره قائلا : (( يالها من يقظة ويالهم من رجال ابطال ، تملك حب القيام بالواجب افئدتهم ، فهم لاينفكون عن القيام به ، حتي أنه لم يحدث مطلقا أن بوغت يوما جندي منهم نائما او غائبا عن نوبة حراسته ، وهم من تلقاء انفسهم يضاعفون الحرس الي ثلاثة امثاله ليلا بدون اوامر ليأمنوا أي مباغتة من قبل المكسيكيين )) .

وفي أغسطس 1865 أرسل الملازم صالح حجازي علي رأس 20 جنديا من فيراكروز لتعزيز احد المواقع ، وبينما هو وجنوده سائرون أنقض عليهم 200 مكسيكي ، فلم تجزع هذه القوة الصغيرة وفتحت نيرانها بسرعة وكثافة علي المكسيكيين وأوقعتهم في حيرة وارتباك ، ثم انتهز المصريون فرصة ارتباك العدو والتجأوا الي احدي المغارات وعندما طوقها العدو صمدت في الدفاع عن موقعها وصدت هجمات المكسيكيين وحالت دون اقترابهم منهم حتي وصلت النجدة التي فكت الحصار عنهم .

وفي أكتوبر 1865 أرسلت سرية من الأورطة المصرية لمعاقبة قوة من الفرار يربو عددها علي ثلاثة اضعافها ، كانت قد هاجمت قطارا وذبحت المسافرين فيه من النساء والاطفال فمزقتها السرية المصرية واجبرت المتبقي من الثوار المكسيك علي الفرار بعد أن منيت بخسائر فادحة وقد قررت القيادة الفرنسية علي أثر ذلك الحادث انشاء مجموعة خاصة من الأورطة المصرية تكونت من 50 فارسا للقيام باستكشاف وحراسة خطوط السكة الحديدية وقد أظهرت شجاعة نادرة في مواجهة الثوار ومنعهم من مهاجمة القطارات .

وفي ديسمبر 1865 كلف القائد الفرنسي الأورطة المصرية بحماية امبراطورة المكسيك عند مرورها بمدينة " فيراكروز "في طريقها الي ولاية اليقطان ، فأتخذ قائد الاورطة اجراءات الحماية لموكب الامبراطورة بواسطة قوة حراسة مكونه من 300 جندي رافقوا القطار وعند وصولها أطلقت مدفعية الأورطة المصرية 101 طلقة مدفع اكراما لها ، وأقيم حرس شرف من جنود الأورطة لاستقبالها داخل القصر وقد أعربت الامبراطورة عند عودتها عن اعجابها ورضاها التام بشجاعة وحسن أداء الجنود المصريين لواجباتهم ، وقد دفع ذلك الامبراطور مكسيليان الي منح كل ضابط وجندي مصري علاوة اضافية ، فضلا عن منح الضباط أوسمة مكسيكية .

الجلاء عن المكسيك :

في ليلة 25 يوليو 1866 هاجمت فرقة من الثوار المكسيكيين قوتها 200 فرد نقطة حراسة يحتلها 26 جنديا فقط من الأورطة المصرية ، ورغم أن الهجوم كان مفاجئا ورغم قلة عددهم مقارنة بضخامة اعداد المهاجمين فقد دارت معركة ضارية استمرت حتي الساعة الخامسة والنصف صباحا بعد أن أنسحب العدو تاركا في الميدان تسعة من القتلي وعددا كبيرا من الجرحي وقد علق قائد الاراضي الحارة علي هذه المعركة قائلا : " لقد استحقت هذه الأورطة المصرية جزيل المدح والثناء لسلوكها العجيب " .

وفي 15 اغسطس 1866 أقيم استعراض بمناسبة عيد الامبراطور نابليون الثالث فأنتهزت هذه الفرصة للاحتفال بتسليم جنود الأورطة المصرية الأوسمة الفرنسية التي أكتسبتها في عمليات مطاردة الاعداء ، وبحلول عام 1867 تقرر جلاء الجيوش الفرنسية بالمكسيك ، فأخذت الأورطة في الأنسحاب اعتبارا من 13 يناير 1867 وتم جلاؤها في 12 مارس من نفس العام .

محصلة المعارك في المكسيك :

خاضت الأورطة المصرية-السودانية خلال الفترة التي قضتها في المكسيك من 23 فبراير 1863 الي 12 مارس 1867 أي اربع سنوات و 17 يوما ، 48 معركة حربية كبري ، ولم تهزم في أي معركة علي الاطلاق ، رغم أنها في جميع المعارك قابلت اعدادا مضاعفة لعدد افرادها ، أما المديح والثناء الذي وجه اليها من قبل القيادة والحكومة الفرنسية عقب كل معركة فهي كثيرة جدا ويصعب حصرها ، فعندما أبحرت الأورطة من فيراكروز في 12 مارس 1867 حرص الامبراطور نابليون الثالث علي استعراضها بنفسه ، حيث وصلت الي باريس في نهاية ابريل 1867 ، وكان يرافقه جاهين باشا وزير الحربية المصري وقتها ن وقام الامبراطور بنفسه بتوزيع الاوسمة والنياشين علي ضباط وجنود الأورطة.

الخديوي اسماعيل .


ثم غادرت الأورطة فرنسا الي مصر ووصلتها في اواخر مايو 1867 وقد خسرت 140 شهيدا ، وقد استعرضها الخديوي اسماعيل في 28 مايو 1867 في فناء قصر رأس التين بالاسكندرية واصدر قرارا بترقية جميع ضباطها وجنودها .

المصدر :
مجلة النصر العسكرية " العدد 872 : فبراير 2012 " .
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة


العصر الذهبى للجيش المصرى فى العهد الحديث كان محمد على

  • حرب المورة :
فى عام 1820 ثارت اليونان ضد الحكم العثمانى ، فلجأ الباب العالى الى اقوى ولاته محمد على باشا ، يستعين بجيشه على قمع الفتنة باليونان ، وكان السلطان قد ارسل اليها عام 1822 جيشا بقيادة خورشيد باشا لم ينل غير الهزيمة .
وفى عام 1823 عين السلطان محمد على واليا على جزيرة كريت مع ولايته على مصر واصدر اليه اوامره بأخماد ثورتها ، فأخضعها ابراهيم باشا واحتلتها الجنود المصرية ، وفى عام 1824 عين محمد على واليا على بلاد الموره لأخضاعها ، وفى منتصف يوليه من العام المذكور اقلع الاسطول المصرى من الاسكندرية بقيادة الاميرالاى اسماعيل وكان مجموع سفنه 63 ، واستأجر 36 سفينة لنقل العدد والذخيرة ، وكان عدد القوات البرية 17000 من المشاة ، و 700 من الخيالة واربع بطاريات مدفعية ومدافع اخرى للقلاع وللجبال ، وكانت هذه القوات كلها تحت قيادة البطل ابراهيم باشا .

[FONT=&quot]تقابل الاسطولان المصرى والعثمانى فى جزيرة ( رودس ) واتجها الى بلاد المورة ونزلت الجيوش قرب قلعة ( متون ) فتقهقر اليونانيون الذين كانوا يحاصرونها . [/FONT]

[FONT=&quot]وتقدم الجيشان المصرى والعثمانى فى داخل البلاد وخضعت معظم بلاد الموره وكانت اهم معارك هذه الحرب الاستيلاء على ( تريبولترا ) و ( مسيولونجى ) التى قاومت رشيد باشا مدة طويلة حتى اسقطها ابراهيم باشا ، اما اثينا فقد فتحت ابوابها بعد مقاومة عنيفة عام 1827 ، وقد بلغت خسائر الجيش المصرى فى حصار ( مسيولونجى ) وحدها ستة الاف قتيل ، اما الاتراك فقد خسروا عشرين الفا مع ذلك فقد خضعت اليونان للجيوش المنتصرة .[/FONT]

ولكن سرعان ماأتخذ الموقف شكلا جديدا فقد تدخلت الدول الاوروبية لنقض النتائج الفعلية التى ربحها المنتصر بعد ان رأت تلك الدول ان النتيجة المباشرة لذلك النصر ستجعل شرق البحر الابيض المتوسط بحيرة مصرية دعامتها جزيرة كريت التى يرفرف عليها العلم المصرى برجالة الذين يأتون اليها من القاهرة ، وستكون لتلك الجزيرة اهمية استراتيجية تربط سواحل الاسكندرية وسواحل اليونان الجنوبية بعد ان تؤول حكومتها الى ابراهيم باشا .

فأتفقت الدول الثلاث انجلترا وفرنسا وروسيا على ارسال اسطول بقيادة الاميرال كورنجتون لأيقاف التقدم المصرى العثمانى المشترك .

وتمكن كورنجتون من ابرام هدنة مع ابراهيم باشا كانت فى مصلحة اليونان وفى الوقت ذاته كانت تدور مفاوضات الصلح بين هذا القائد والسلطان لمنح اليونان استقلالها الداخلى .

فى تلك الاثناء تمكنت بعض سفن الدول المذكورة من دخول ميناء ( نفارين ) وكان راسيا فيها الاسطول المصرى العثمانى .

وفى اليوم التالى اخبر ابراهيم باشا كورنجتون ان احد الثوار اليونانيين يهاجم بقواته ( برتاس ) وانه مضطر الى تخليصها من ايديهم ، فلم يقبل كورنجتون ان يبارح ابراهيم خليج نفارين ولو انه استطاع الافلات ببعض سفنه تاركا معظم سفن الاسطول بالميناء .

  • نفارين :
اصدر ( كورنجتون ) اوامره لأسطول الحلفاء بالدخول فى الخليج استعدادا للتحكك بالاسطول المصرى ، وتصادف ان اقتربت احدى السفن التركية من احدى البوارج الانجليزية ، فأرسلت هذه زورقها تأمرها بالابتعاد ، فجاوبتها بتصويب نيرانها الشديدة عليه فنشب القتال فى الحال بين الفريقين ، واستمر حوالى ثلاث ساعات دمر اثنائها الاسطول المصرى العثمانى .
ولم تختتم معركة نفارين عند هذا الموقف ، فقد ظهر كورنجتون عند الاسكندرية وانذر محمد على باشا بتخريب الميناء اذا لم يخل ابراهيم المورة .

كان ابراهيم باشا منهمكا فى تهدئة داخلية المورة فأصبح بعد ( نفارين ) كما كان نابليون فى مصر بعد معركة ابو قير البحرية .

وفى ذلك الوقت تخابرت انجلترا وفرنسا مع محمد على بواسطة قنصليهما فى مصر ، واتفقا معه فى 3 اغسطس سنة 1828 على سحب جيوشة واخلاء شبه جزيرة المورة ، فأمر الباشا ابنه بالجلاء .

وفى اكتوبر سنة 1828 اخلى ابراهيم باشا اليونان واحتلها الفرنسيون ، واعترفت الدولة العثمانية بأستقلال اليونان عقب حرب انتصرت فيها روسيا على العثمانيين بموجب معاهدة ادرنة فى 14 سبتمبر 1828 .

وكانت خسائر مصر فى اليونان فادحة فقد بلغت القوات التى جردتها لهذه الحرب اثنين واربعين الفا خسرت منهم ثلاثين الفا ، وبلغت نفقات الحملة 775 الفا من الجنيهات ، وفقدت ايضا اسطولها الناشىء ، ولم تنل مصر من مساعدتها للدولة العلية سوى ان محمد على باشا ضم اليه جزيرة كريت التى كافأه بها السلطان محمود .

ولكن مما نزاع فيه ان هذه الحرب قد اكسبت مصر منزلة معنوية كبيرة لأنها كانت اول حرب اوروبية خاض الجيش المصرى غمارها وبرهن فيها على كفاءته ، واثبت انه يضارع ارقى الجيوش الاوروبية فى ميادين القتال ، فلا غرو ان ارتفع شأن مصر ونال جيشها شهرة عالية بين الجيوش الاوروبية فى ذلك الحين .

وكان من نتائج الحرب اليونانية ان اخذت مصر تكتسب مركزا دوليا ، فأن الدول الاوروبية قد فاوضت محمد على رأسا دون وساطة تركيا ، فكسبت بالفعل مركزا ممتازا بين الدول ، وهذا ماحدا محمد على ان يعمل على تنفيذ فكرة الاستقلال عن تركيا ويطمح فى الاستقلال عن تركيا ويطمح الى الانفصال عنها وتحقيق استقلال مصر .

  • حروب الشام :
ابراهيم باشا

فكرة طالما كانت تختلج فى نفس عاهل مصر الاعظم محمد على باشا الكبير منذ سنة 1810 الا وهى ضم سوريا الى مصر ، وكان يأمل ان يصل الى حكمها بموافقة السلطان فى تركيا ، فقد سبق ان وعده السلطان بالتنازل له عن بعض الولايات تعويضا له عما خسر من مال ورجال فى شبه جزيرة العرب وفى رودس وقبرص وكريت وبلاد المورة وفى السودان ، الا ان السلطان لم يف بما وعد .

فأعتزم محمد على ان يناله بحد السيف ، وسرعان مانشبت حرب شعواء بين القوات المصرية والتركية بدأت مرحلتها الاولى فى اكتوبر عام 1831 وانتهت فى ديسمبر سنة 1832 ، حيث عاد السلام يرفرف على الدولتين مدى سبعة اعوام الى ان تجددت الحرب ثانية فى عام 1839 .

بدأت حروب الشام بأن ارسل محمد على الى ( عبد الله باشا الجزار ) والى عكا يأمره برد المزارعين المصريين الذين هاجروا الى الشام فرارا من الضرائب ، فأبى بحجة انهم من رعايا السلطان ولهم الحرية التامة فى ان يعيشوا فى اى جهة من املاك الدولة .

وكان لمحمد على فى ذمة عبد الله باشا دينا ، فطالبه به فرفض ايضا ، فكتب محمد على الى والى عكا مهددا بأنه سيرسل ابنه ابراهيم ليستخلص من المال والرجال ( وزيادة واحد ) ( يقصد بالواحد الزيادة عبد الله نفسه ) ، ولما شكا محمد على الى السلطان من تصرفات والى عكا لم ينصفه .

وازاء ذلك لم يجد محمد على مندوحة من ان ينال بالقوة مالم ينله بمنطق الحق ، فتحرك الجيش المصرى فى 31 اكتوبر سنة 1831 تحت امرة كوجوك ابراهيم ( ابن اخت محمد على ) وكان مؤلفا من 30 الف جندى مزودين بكثير من مدافع الميدان والحصار ، وسار الجيش فى ذات الطريق الذى اتبعه نابليون عندما غزا فلسطين وهو طريق العريش ومنها الى خان يونس ثم الى غزة ومنها الى يافا .

وفى 2 نوفمبر سنة 1831 تحرك الاسطول المصرى حاملا جزءا من الجيش وكميات كبيرة من المؤن والذخائر الحربية .

ولقد اقل الاسطول ايضا ابراهيم باشا واركان حربه وسليمان الفرنساوى الى يافا .

وفى 8 نوفمبر سنة 1831 دخل المصريون يافا ، وفى 13 نوفمبر احتلوا حيفا ، وفيها وفد اليهم زعماء قبائل عرب نابلس وطبرية والقدس وقدموا الطاعة .

  • حصار عكا :
ثم بدا المصريون حصار ( عكا ) ذلك الحصن الذى عجز نابليون عن اقتحامه وارتد عنه خائبا ، وفى اثناء ذلك اراد السلطان اثارة الرأى العام ضد محمد على ، فألف مجلسا كان متفى الاستانه من اعضائه ، واعلن فى 23 ابريل سنة 1831 تمرد محمد على وعزله وتعيين حسين باشا سردارا وواليا على مصر بدلا من محمد على ، الا ان قرار التمرد والعزل لم يثن محمد على عن عزمه فواصل القتال بعزم وبأس .
وفى 5 ابريل سنة 1831 دخل المصريون طرابلس وكانوا من قبل احتلوا صور وصيدا وبيروت وكانت كلها داخلة فى ولاية عبد الله .

وكانت اول موقعة بين المصريين والاتراك عند قرية الزراعة ( جنوبى حمص ) ، فألتقى الاتراك بقيادة عثمان باشا بالمصريين فدارت الدائرة على الاتراك وطاردهم المصريون حتى دفعوا بهم الى نهر العاصى حيث غرق عدد عظيم منهم .

ثم شدد المصريون الحصار على عكا وامطروها وابلا من القنابل وكانت حاميتها تتألف من 6 الاف مقاتل يقودهم ضباط اوروبيون .

وكان سورها منيعا فقاومت مقاومة عظيمة ولكن نتيجة ذلك ان دك السور واقتحمه المصريون واستولوا على القلعة بعد قتال مروع ، واسروا عبد الله والى عكا نفسه بعد ان دافع عنها دفاع الابطال ، وقد ارسله ابراهيم باشا الى مصر فأقام فى جزيرة الروضة ذليلا حتى 22 ديسمبر سنة 1833 .

وبذلك انتهى حصار عكا بتسليمها للجيش المصرى بعد ان استمر ستة اشهر ، وقد تكبد كل من الفريقين خسائر فادحة بلغت فى الجيش المصرى 4500 قتيل وخسرت الحامية 5600 قتيل ، وقد بلغ عدد القنابل التى القاها المصريون على عكا 50.000 وعدد القذائف 203.000 ، على ان هذا الفتح كان له دوى عظم تجاوب فى الخافقين ، لأن عكا هذه قد امتنع من قبل على نابليون من نيف وثلاثين سنة ، وعجز عن فتحها ، فأنتصار ابراهيم باشا فى فتحها هو صفحة مجد وفخار للجيش المصرى .

  • فتح دمشق :
ابراهيم باشا

بعد ان استتب الامر لأبراهيم باشا فى عكا واعاد ترميم قلاعها وتحصينها اراح جنودة ورتب اموره كى يمضى شمالا قاصدا فتح دمشق ، فغادر عكا يوم 9 يونيه سنة 1832 فى جيش مؤلف من 18.000 مقاتل ، وعند اقترابه من دمشق اشتبك مع القوات التركية خارج المدينة وهزمها وفر والى الشام بجنودة ، ولقد رحب اهل دمشق بأبرايم باشا ، فدخلها يوم 16 يونيه ، واقام بها ثمانية عشر يوما رتب فيها الادارة على نظام جديد .

  • موقعة حمص ( 8 يوليو 1832 ) :
استولى الفزع على الباب العالى بعد ان علم بسقوط عكا ، وكان يظن انها سترد محمد على خائبا كما ردت نابليون من قبله ، فلما واجهته الحقائق خشى على مركزه ان يتزعزع امام انتصارات المصريين وكان قد اعلن الحرب على محمد على وابنه فى 23 ابريل سنة 1832 ابان حصار عكا وحشد جيشا كبيرا بقيادة حسين باشا مؤلفا من 60 الف مقاتل ، واعد اسطولا من 25 سفينة للاقلاع من الدردنيل ومحاربة الاسطول المصرى ، تقدم جيش حسين باشا ببطء والتقى بالمصريين فى 8 يوليه سنة 1832 عند ( حمص ) ولم يلبث ان هزم الاتراك شر هزيمة وبلغت خسائرهم 2000 قتيل و 2500 جريح ، وغنم المصريين كميات عظيمة من المؤونه والذخائر وعشرين مدفعا ، ولم تتجاوز خسارة المصريين 260 من القتلى والجرحى ، وقد دلت هذه المعركة على حسن تدريب الجيش المصرى وتفوق قادته فى ادارة رحى القتال ، وفى 10 يوليه سنة 1832 استولى المصريون على ( حماه ) .
  • موقعة بيلان ( 30 يولية 1832 ) :
بعد هزيمة الجيش العثمانى فى حمص ارتد شمالا نحو ( حلب ) لأتخاذها قاعدة لعملياته ضد الجيش المصرى ، وفى خلال ذلك تقدم ابراهيم باشا نحو حلب فأنسحب حسين باشا شمالا الى مضيق ( بيلان ) جنوبى الاسكندرونة وهو احد مافتيح سوريا من الجهة الشمالية وحصن فيها مواقعة تحصينا منيعا وساعدتة طبيعة الارض على ذلك .
وفى 14 يولية سنة 1832 دخل الجيش المصرى حلب واسر حاميتها البالغ عددها الف جندى ومكث بها بضعة ايام استراح فيها من عناء التقدم ثم واصل ابراهيم باشا زحفه حتى صار على مقربة من الاتراك فى ( بيلان ) .

وبعد ان قام ابراهيم باشا بالاستكشاف اللازم لتقرير الخطة التى يتبعها اتضح له ان مواقع القوات التركية منيعة وانه لاسبيل الى مهاجمتها هجوما اماميا بل الاصوب ان يقوم بحركة التفاف حول ميسرة الجيش التركى .

وفى صباح 29 يولية سنة 1832 بدأ ابراهيم باشا فى تنفيذ خطته وقاد بنفسه القوات التى كلفت بالقيام بحركة الالتفاف على الجانب الايسر للاتراك واستمر المصريون فى زحفهم شرقا الى ان اجتازوا مواقع الجناح الايسر للاتراك فهاجموه من الامام والجنب هجوما شديدا لم تصمد له القوات التركية فأرتدت للشمال وتعقبتها القوات المصرية ، وبأنسحاب ميسرة الاتراك ووصول المصريين فى تقدمهم الى طريق بيلان نفسه تحرج مركز قلب الجيش العثمانى ، فلم تلبث جموعه امام هجوم المصريين ولاذوا بالفرار وتخلوا عن مواقعهم وتشتتوا فى الجبال .

واصاب الجناح الايمن للاتراك مثل مااصاب قلبهم وبذلك احتلت القوات المصرية الخط التركى بأكمله وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى انهزاما تاما بعد قتال دام ثلاث ساعات فقد فيه الاتراك 2500 بين قتيل وجريح و 2000 اسير وغنم المصريون 25 مدفعا وكثيرا من الذخائر ، وفى اليوم التالى اى فى 30 يوليه سنة 1832 دخل المصريون ( بيلان ) .

واحتلت القوات المصرية بعد ذلك الاسكندرونة وتقدمت الفرسان سائرة حذاء الساحل واحتلت بياس واستسلمت ايضا انطاقية واللاذقية والسويدية ، وبهذا تم لمحمد على فتح سوريا من اولها الى اخرها .

  • زحف الجيش المصرى فى الاناضول ) :
اجتاز الجيش المصرى حدود سوريا الشمالية بعد معركة بيلان ودخل ولاية ( ادنه ) حيث احتل ادنه وطرسوس واخذ ابراهيم باشا يوطد مركزه وينظم الولايات التى فتحها قبل ان يزحف بجيشه متقدما ، فحشد قواته فى مدينة ( ادنه ) واتخذها قاعدة لزحفه على الاناضول وارسل بعضا من قواته فأحتلت اورفا وعينتاب ومرعش وقيصرية .
لم تهن عزيمة السلطان امام الهزائم المتتالية التى حاقت بجيوشة ، بل لقد اعد جيشا اخر بقيادة ( محمد رشيد باشا ) وكان هذا الجيش مكونا من 53 الف مقاتل هم خليط من اجناس السلطنة العثمانية لاتربطهم رابطة ولاتجمعهم غاية .

وتقدم رشيد باشا بجيشه هذا فى بطاح الاناضول ليوقف زحف الجيش المصرى وكان ابراهيم باشا قد ارسل قواته لأحتلال مضيق ( كولك ) من مضايق طوروس ، وقد تمكنت هذه القوات من احتلال ذلك المضيق ، وبذلك ذللت اكبر عقبة تعترض تقدم الجيش المصرى فى زحفه على الاناضول .

واستمرت القوات المصرية فى تقدمها فهزمت الاتراك فى اولو قشلاق وهرقله ، وبذلك فتح امامها الطريق فمضت فى زحفها حتى بلغت ( قونية ) التى اخلاها الاتراك من غير قتال ، فأتخذها ابراهيم باشا قاعدة لعملياته واخذ يتأهب لملاقاة الجيش التركى .

  • معركة قونية ( 21 ديسمبر 1832 ) :
فى صبيحة يوم 20 ديسمبر وصلت الجيوش التركية بقيادة رشيد باشا الى قونية واخذ كل من القائدين العمل على توزيع قواته للقتال .
وفى اليوم التالى ( يوم المعركة ) خيم ضباب كثيف على ميدان القتال ، فحال دون استكشاف كل من القائدين لمواقع الاخر ، على ان ابراهيم باشا كان يمتاز على رشيد باشا بأنه قد الم بطبيعة الارض التى دار فيها القتال الماما تاما ودرب جنوده على العمليات بينما كان الاتراك يعملون على غير هدى .

وهاجم ابراهيم باشا ميسرة الجيش التركى هجوما شديدا بمعاونة نيران المدفعية ، فلم تصمد القوات التركية لشدة هذا الهجوم ، وانسحبت متقهقرة شمالا فى غير نظام ، ثم تابع المصريون تقدمهم وتوسطوا ميدان المعركة حيث واجهوا القوات التركية التى اقتحمت الميدان فأحاط بهم المصريون من كل جانب ، واصلوهم نبيران مدفعيتهم فأضطروا للاستسلام .

ولما نمى الى رشيد باشا ان ميسرته قد وقع فيها الاضطراب والفشل ، اراد ان يلم شعثها فأسرع بنفسه الى حيث مواقع الجند ، ولكنه لم يفز بطائل لأنه ضل الطريق بسبب كثافة الضباب فوقع فى ايدى الجند المصريين الذين قادوه اسيرا الى ابراهيم باشا .

وانتهت المعركة بهزيمة الجيش التركى بعد قتال دام سبع ساعات ، ولم تزد خسارة المصريين عن 262 قتيلا و 530 جريحا ، اما الجيش التركى فقد اسر قائده ونحو 5000 من رجالة من بينهم عدد كبير من الضباط والقواد ، وقتل من جنوده 3000 ، وغنم المصريون 46 مدفعا وعددا كبيرا من البيارق .

ولقد كانت معركة قونيه من المعارك الفاصلة فى حروب مصر لانها فتحت امام الجيش المصرى طريق الاستانة ، اذ اصبح على مسيرة ستة ايام من البسفور ، وكان الطريق خاليا لايعترضه فيه جيش ولامعقل .

ولقد استرعت انتصارات الجيش المصرى انظار الدول الاوروبية ، وصارت مصر قبلة انظارها ، اذ كان مناط امال تلك الدول اقناع محمد على باشا بتسوية الخلاف مع تركيا حتى لايؤدى تدخل روسيا الى ازمة اوربية قد تنتهى بتحكيم السيف ، ومن اجل ذلك اوفدت الدول الاوروبية رسلها للتفاهم مع محمد على باشا من كل صوب .

  • احتلال كوتاهيه ومغنيسيا :
وفى غضون ذلك تقدم ابراهيم باشا بجيشه فأحتل كوتاهيه وصار على خمسين فرسخا من الاستانه ، ثم ارسل كتيبة من جنوده احتلت مغنسيا بالقرب من ازمير ، وبعث رسوله الى ازمير ليقيم الحكم المصرى بها ، ولكن سفير فرنسا تدخل فى الامر ورجاه عدم احتلال ازمير حتى لاتتخذها روسيا ذريعة للتدخل ، فأجابه ابراهيم باشا الى طلبه .
  • اتفاق كوتاهيه ( 8 ابريل 1833 ) :
ولقد بذلت فرنسا جهودها لحسم الخلاف بين محمد على باشا وتركيا وبعد مفاوضات دامت اربعة ايام تم الاتفاق على الصلح فى 8 ابريل سنة 1833 ، وهو المعروف بأتفاق كوتاهيه ، ويقضى بأن يتخلى السلطان لمحمد على باشا عن سوريا واقليم ادنه مع تثبيته على مصر وجزيرة كريت والحجاز مقابل ان يجلوا الجيش المصرى عن باقى بلاد الاناضول .
وبذلك انتهت الحرب السورية الاولى بتوسيع نطاق الدولة المصرية وبسط نفوذها على سوريا وادنه وتأييد سلطتها على كريت وشبه جزيرة العرب .

  • موقعة نصيبين ( 24 يونيه سنة 1839 ) :
وفى يناير سنة 1839 عقد الباب العالى مجلسا حربيا قرر فيه اعداد حملة من ثمانين الف جندى بقيادة ( حافظ باشا ) ، فلما كمل تجهيزها وتعبئتها وتوزيعها بدأت القوات الامامية منها تتحرش بالمواقع المصرية واحتلت ستين قرية وراء ( عينتاب ) .
لم يطق محمد على صبرا على هذا الحال ، فأذاع منشورا ارسله لجميع الدول اعلن فيه رغبته عن الحرب وعن عدم اقدامه على عمل عدائى ورغبته فى الاستقلال .

ولكن لما تفاقم الخطب خول محمد على ابنه ابراهيم فى يونيه سنة 1839 الحق المطلق فى ان يبدأ الحرب او يحافظ على السلم حسبما تقتضى الظروف ، فرأى الا مندوحة من الحرب ، وكان الجيش التركى مؤلفا يومئذ من 38 الف جندى بقيادة فريق من الضباط الالمان وعلى رأسهم القائد الشهير ( فون مولتك ) ، اما الجيش المصرى فكان عدده اربعين الف جندى موحدين فى القيادة وممتازين فى التدريب .

وفى 20 يونيه سنة 1839 تحرك الجيش المصرى نحو قرية ( مزار ) فأحتلها وانسحبت منها الحامية التركية واتجهت لتلحق بمعسكر الجيش التركى فى نصيبين .

وفى اليوم التالى قام ابراهيم باشا على رأس قوة صغيرة لأستكشاف مواقع الاتراك فى نصيبين ومناوشتها ، وكان معسكر الاتراك منيعا جدا ولايمكن مهاجمته من الجناحين او بالمواجهة ، فعول على القيام بحركة التفاف للوصول الى خلف المواقع التركية ليضطر المدافعين الى مغادرة المواقع المحصنه الى اخرى ضعيفة غير محصنة ، وفى فجر يوم 22 يونيه عاد ابراهيم باشا بقواته الاولى التى ناوش بها الاتراك وعبر نهر ( مزار ) الى الضفة اليمنى وسار شرقا بموازاة النهر ، فتوهم الاتراك انهم قهروا عدوهم الذى بدأ يتقهقر .

واستطاع ابراهيم باشا بسهولة تنفيذ خطته التى اتمها بسرعة ، واجتاز نهر ( هاركون ) ، ومر خلف مواقع حافظ باشا واضطره الى مغادرة مراكزه الحصينة فى ( نصيبين ) وتغيير وجهة جيشه ، وانقضى نهار 23 يونيه بينما كان يتأهب الجيش الى اللقاء فى اليوم التالى .

وفى فجر اليوم الرابع والعشرين اتخذ الجيشان مواقعهما ، وفى الساعة الثامنه صباحا بدأت المعركة بنيران المدفعية من الجانبين ثم ابتدأ القتال ولم يستطع الاتراك صد الهجوم المصرى القوى ، فلجأوا الى الفرار تاركين اسلحتهم وذخيرتهم واحتل المصريون مواقعهم واستولوا على جميع مهامتهم ومن بينها حوالى عشرين الف بندقية ومائة واربعين مدفعا بذخيرتها ، وبلغت خسائر الاتراك نحو اربعة الاف وخمسمائة قتيل وجريح واسر منهم مابين اثنى عشر الف وخمسة عشر الف رجل ، وترك الجيش العثمانى خزينته وبها نحو ستة ملايين فرنك ومضاربه بأكملها ، اما خسائر الجيش المصرى فبلغت نحو ثلاث الاف بين قتيل وجريح .

وفى اول يوليه سنة 1839 توفى السلطان محمود قبلما يبلغه خبر هزيمة جيشه فى ( نصيبين ) فمات فى الوقت الملائم .

  • تدخل الدول الاوروبية :
ولقد سبب انتصار الجيش المصرى فى هذه المعركة تدخل الدول الاوربية التى سرعان ماعقدت معاهدة ( لندره ) ، بين انجلترا وروسيا والنمسا وبروسيا وتركيا فى 15 يوليه سنة 1840 ، وكانت هذه المعاهدة سببا فى بدء دسائس كثيرة سببت اخلاء الجيش المصرى لسوريا فى ديسمبر سنة 1840 .



لولا تحالف العثمانيين و الغرب لمنا امبراطورية عظيمة
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

محمد على هو اعظم حاكم حكم مصر حتى الان
نحن الان فى حاجة الى محمد على جديد
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

محمد على هو اعظم حاكم حكم مصر حتى الان
نحن الان فى حاجة الى محمد على جديد
ده سبب الموضوع محمد على وابراهيم باشا
شوف بيقول ايه
كان إبراهيم باشا ينوه بفضل على المدنيّة والتاريخ، يقول معاصره البارون دوبوا لوكومت De Bois Le
سئل كيف يطعن في
الأتراك وهو منهم فأجاب: «أنا لست تركياً فإني جئت إلى مصر صبياً، ومن ذلك
الحين مصرتني شمسها وغيرت من دمي». وكتب إلى أبيه في
أثناء حصار عكا حين بلغه أن السلطان حشد الجيوش لدفع الجيش المصري عن
أسوارها «ومهما بحثوا فلا يمكنهم أن يعثروا على مثل جنود المصريين الذين أقودهم أنا».
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

محمد على هو اعظم حاكم حكم مصر حتى الان حديثا مصرى الهوىه مصر مصرته مصر
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

محمد علي رحمه الله كان ذو عقل جبار و هو بالفعل مؤسس مصر الحديثة

لكن ايضا له اخطاؤه و خطاياه

 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

محمد علي رحمه الله كان ذو عقل جبار و هو بالفعل مؤسس مصر الحديثة

لكن ايضا له اخطاؤه و خطاياه

لا انكر لكن لايوجد احد بدون مميزات وعيوب لكن لوقارنت مميزات وعيوب محمد على مميزاته تغلب
انشا اول دولة ذو توجه قومى مصرى بمعنى مصر قوق الجميع
حديثا
 
رد: محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة

رأٍس الموضوع بدون مصدر وبه تكرار ناتج عن النقل
مغلق
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى