طائرات حربية سودانية تقصف "بنتيو" كبرى مدن الجنوب النفطية
قصفت مقاتلات حربية سودانية الاثنين مجددا مدينة بنتيو الحدودية فى جنوب السودان وكبرى مدن ولاية الوحدة النفطية موقعة قتيلا على الأقل، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس فى المكان.
وهزت انفجارات عنيفة المكان حين استهدفت المقاتلات جسرا استراتيجيا واحد الأسواق مما أدى إلى مقتل طفل على الأقل رأت المراسلة جثته المتفحمة.
وصرح ماك بول المدير المساعد للاستخبارات فى جنوب السودان "لقد تعرض الجسر والسوق للقصف.. وأرسلنا فريقا للتحقق من عدد القتلى فى هذه الهجمات"، وأضاف أن الحصيلة المؤقتة هى مقتل طفل وإصابة ثلاثة مدنيين بجروح، وتابع "أنه تصعيد خطير وانتهاك لأراضى جنوب السودان.. برأيى أنه استفزاز واضح".
وسقطت القذائف التى استهدفت الجسر الواقع على طريق بين بنتيو والحدود مع السودان (60 كلم إلى الشمال) على مقربة من مراسلة فرانس برس التى كانت على متن سيارة.
وتصاعدت سحب الدخان من السودان من السوق الذى اندلعت فيه النيران بينما راح المدنيون المذعورون يركضون فى أرجائه.
وتأتى هذه الغارة على بنتيو التى استهدفت فى السابق من قبل سلاح الجو السودانى غداة إعلان جيش جنوب السودان الانسحاب الكامل من منطقة هجليج النفطية التى تقع على الحدود بين البلدين والمتنازع عليها بينهما.
وبررت السلطات فى جوبا الانسحاب من المنطقة التى سيطرت عليها قواتها فى العاشر من أبريل بعد طرد الجيش السودانى منها، بالسعى إلى تفادى نشوب حرب مع الخرطوم.
ثوار بجنوب السودان يعلنون سقوط مقاطعة "بانتيو" جزئيا بأيديهم
أعلن ثوار دولة جنوب السودان سقوط مقاطعة "بانتيو" عاصمة ولاية "الوحدة" الجنوبية جزئيا بأيديهم عقب احتلالهم معسكر "الألوب" الذى يعتبر الحامية العسكرية الرئيسية للمدينة، وقالوا إن سقوط عاصمة الولاية فى يدهم مسألة وقت.
وكشف الثوار عن أسرهم لقائد الحامية العقيد يهانس أتيم، وقال الناطق باسمهم فوزى قبريال لصحيفة (الانتباهة) السودانية الصادرة اليوم الاثنين "إن الجيش الشعبى تكبد فى الهجوم على معسكر "الألوب" 117 قتيلا".
وأضاف الناطق أن الثوار دمروا ثلاث دبابات "تى - 55" موضحا أن تعبان دينق حاكم الولاية وجيمس هوث رئيس أركان الجيش الشعبى تم إجلاؤهما بمروحية إلى جوبا عاصمة دولة الجنوب.
ومن جانبها ذكرت ذلك قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم أن الطيران السودانى قام بشن غارات مكثفة على مدينة بانتينو وربكونا بولاية الوحدة الجنوبية.
وكان حزب "المؤتمر الوطنى" الحاكم فى السودان أكد فى وقت سابق، أنه لا تفاوض مع دولة الجنوب إلا بعد تحرير كل البقاع فى ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان من التمرد.
خسائر فادحة فى حقل هجليج النفطى الحيوى بالنسبة للسودان
تعرض حقل النفط الأساسى فى منطقة هجليج الحدودية، المتنازع عليها، لأضرار فادحة فى المعارك التى دارت فى الأسابيع الماضية، بحسب مراسل لـ"فرانس"، تمكن من التوجه إلى المنطقة اليوم الاثنين.
ودمرت الحرائق خزانا وثمانية محركات، بينما تدفق النفط على أرض الحقل الذى تديره شركة "جريتر نايل بتروليوم كومبانى" (جى إن بى أو سى) فى المنطقة التى سيطر عليها جيش جنوب السودان فى العاشر من إبريل قبل أن تستعيد قوات الخرطوم السيطرة عليها.
وأعلنت الخرطوم، الجمعة، استعادة السيطرة على هجليج، إلا أن جيش السودان أكد أنه قام، وتحت ضغوط دولية، بسحب تدريجى طوعى لقواته منها انتهى الأحد. وصباح الاثنين كانت المنطقة مليئة بجثث الجنود من جنوب السودان، بحسب مراسل فرانس برس.
واتهم عبد العظيم حسن المهندس السودانى من "جى إن بى أو سى" قوات جنوب السودان بتخريب المنشآت النفطية فى هجليج، والتى تشكل نصف الإنتاج النفطى فى الشمال منذ انفصال الجنوب فى يوليو 2011.
وقال حسن، "لقد دمروا محطة الكهرباء الأساسية التى تزود حقول النفط ومحطة التكرير"، مضيفا أن مخربين "محترفين" دمروا أيضا قاعات التحكم ونظام الأمن لمحطة التكرير.
وأوضح أن الشركة تسعى لإعادة تشغيل وحدات الإنتاج يدويا "بأسرع ما يمكن"، إذ إن توقف الإنتاج النفطى فى هجليج منذ العاشر من إبريل أدى إلى تدهور أكبر لاقتصاد السودان الذى يمر بأزمة، ولا يزال التوتر حاداً بين البلدين اللذين فشلا فى الاتفاق حول ترسيم الحدود بينهما وتقاسم عائدات النفط.
أعلن الرئيس السودانى عمر البشير الذى يقوم الاثنين بزيارة تفقدية لمنطقة هجليج النفطية المتنازع عليها، أنه لن يتفاوض مع جنوب السودان، وذلك على رغم النداءات الملحة من قبل الأمم المتحدة وواشنطن.
وصرح البشير: "لا تفاوض مع هؤلاء" فى إشارة إلى حكومة جنوب السودان التى كان قد وصفها بـ"الحشرة" الأسبوع الماضى، وأضاف بعد استعادة السيطرة على هجليج التى احتلتها قوات الجنوب طيلة 10 أيام "هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد أن يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة".
أعلن النائب الأول للرئيس السودانى على عثمان محمد طه، عن توجيهات وأوامر بتطبيق قوانين الطوارئ بصورة فورية على طول الحدود مع دولة جنوب السودان، وأكد فى هذا الخصوص أن السودان لن يسمح بعد اليوم بـ"إمداد العدو ولو بشق تمرة"، قائلا "إن القوت للشعب وليس للعدو".
وأضاف النائب الأول للرئيس السودانى فى البرلمان اليوم "الاثنين" إن الحكومة ستتخذ كافة الإجراءات التى تكفل سلامة السودان بمقتضى الحق والمواثيق "ولن نبالى بأحد فى الداخل أو الخارج".
وقال طه إن "الحرب مع العدو متشعبة وإن للعدو امتدادات فى داخلنا من الخلايا النائمة وضعاف النفوس وأصحاب الهمم الخربة الذين يؤثرون الكسب الحرام على الحلال فيقومون بإمداد العدو بالزاد الذى ننتجه من خلال حركة التهريب".
وذكر النائب الأول "أن من يثبت تورطه فى التخابر مع العدو سنتعامل معه بحزم شديد" وقال إن الحرب مع حكومة الجنوب لم تنته ولن تنتهى "إلا بتحرير كل شبر من أرضنا وذلك من خلال التأسيس لعلاقة جديدة مع الجنوب تقوم على تصحيح السياسة الخاطئة والظالمة التى تنتهجها حكومة الحركة الشعبية".
وتابع طه قائلا "معركتنا ليست مع المواطن الجنوبى إنما مع حكومة الحركة الشعبية التى ارتضت أن تكون أداة شقاء لشعبها فى الجنوب وأداة لزعزعة الاستقرار فى السودان الدولة الأم".
وأوضح أن محاولة تدمير المنشآت النفطية فى "هجليج" لن تقعد الشعب السودانى وهو قادر على تجديد قوته الاقتصادية وتوفير الموارد ومضاعفة قدرته على الإنتاج فى كل الساحات.
وحيا الشباب الذين أخمدوا نيران الحرائق التى أشعلها الجيش الشعبى، بجهد وإمكانيات سودانية قبل وصول المساعدة من دولة السعودية الصديقة وطالب بإعادة النظر فى الموارد المتاحة ومصارحة الشعب بالحقائق.
ودعا كل القوى السياسية لتجاوز خلافاتها، محملا الهيئة التشريعية بمجلسيها "الوطنى والولايات" بقيادة عملية جمع الصف وتعزيز الحوار والنظر إلى المستقبل بروح متجددة.
إسبانيا تدعو السودان والجنوب لوقف العنف واستئناف المفاوضات
دعت الحكومة الإسبانية، اليوم الاثنين، إلى وقف النزاع والقتال بين السودان وجنوب السودان، مطالباً إياهما باحترام الحدود بين البلدين، معربة عن انتقادها للرئيس السودانى عمر البشير الذى أعلن اليوم رفضه لأى مفاوضات مع جنوب السودان.
وأشارت صحيفة إيكو دياريو الإسبانية إلى البيان الذى أصدرته وزارة الخارجية الإسبانية، حيث أعربت فيه مدريد عن قلقها الشديد إزاء تصاعد التوتر بين السودان وجنوب السودان.
وطالبت إسبانيا بالوقف الفورى لأعمال العنف بين الطرفين واحترام السلامة الإقليمية لكلا الدولتين.
وحثت الحكومة الإسبانية الطرفين على استئناف المفاوضات على الفور، وأن تكون تحت رعاية الاتحاد الأفريقى فى أديس أبابا".
وأفادت الأنباء الواردة من جنوب السودان بأن مقاتلات حربية سودانية قصفت اليوم، الاثنين، مدينة بانتيو الحدودية، كبرى مدن ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وذلك فى الوقت الذى أعلن الجيش السودانى أن قواته قتلت أكثر من ألف جندى جنوبى فى معارك هجليج.
ويشار إلى أن الرئيس السودانى عمر البشير أعلن أنه لن يتفاوض مع جنوب السودان، وذلك رغم النداءات الدولية لإنهاء الأزمة بين البلدين، وذلك خلال زيارة تفقدية إلى مدينة هجليج النفطية التى شهدت معارك قبل انسحاب جيش الجنوب منها يوم الجمعة الماضى، قائلا "لا تفاوض مع هؤلاء" فى إشارة إلى حكومة جنوب السودان، مضيفا أن "هؤلاء الناس لا يفهمون ونحن نريد أن يكون هذا الدرس الأخير وسنفهمهم بالقوة".
معارك هجليج زادت من حدة التوتر بين البلدين (الجزيرة نت)
تبادلت الخرطوم وجوبا أمس الأحد الاتهامات بشن هجمات جديدة على أراضي الدولتين، في الوقت الذي لم يبد فيه أي من الطرفين علامة على الرضوخ للضغوط العالمية من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات.
وقال جنوب السودان إن القوات السودانية هاجمت قرى على عمق عشرة كيلومترات داخل أراضيه، وشنت غارات جوية على سلسلة من المناطق بينها ولاية الوحدة المنتجة للنفط.
وقال ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في جنوب السودان للصحفيين -في بلدة بنتيو الحدودية بجنوب السودان- إن دولة الجنوب تعزز قواتها لأنها ترى أن الجيش السوداني يعزز قواته أيضا.
وقد نفى السودان هذه الاتهامات وأكد أنه صد هجوما "ضخما" شنه مقاتلو الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود.
دمار كبير
وكانت الخرطوم قد أعلنت في وقت سابق أن منطقة هجليج النفطية بولاية جنوب كردفان تعرضت لدمار كبير أثناء سيطرة الجيش الشعبي عليها.
واعتبرت الدمار الذي ألحقه الجيش الشعبي بالمنطقة عملا تخريبيا يعاقب عليه القانون الدولي، مؤكدة أنها ستطالب بتعويضات عن هذه الخسائر.
وكانت الجزيرة قد حصلت على صور من هجليج تظهر حرائق ودمارا لحق بمستشفى المدينة والمنشآت النفطية، كما أظهرت الصور آثار المعارك وقتلى الجيش الشعبي في المدينة.
وقالت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية سناء حمد إن الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان فجّر المحطة الأولى لخط الأنابيب الناقل للنفط، مما أدى إلى إشعال الحرائق فيه.
في المقابل قال رياك مشار نائب رئيس جمهورية جنوب السودان إن قرار الانسحاب من هجليج غير مرحب به في أوساط الجنوبيين، مؤكدا أن بلاده غير قادرة على احتمال أي عقوبات من مجلس الأمن.
وأضاف مشار أن الجنوب بحاجة إلى حملة توعية دولية للتعريف بتبعية منطقة هجليج وغيرها لدولة جنوب السودان.
بدوره أكد المتحدث باسم الجيش الجنوبي العقيد فيليب أغوير تعرض قواته لقصف من القوات السودانية أول أمس السبت أثناء انسحابها من المنطقة، لكنه أكد في الوقت نفسه إتمام عمليات الانسحاب. لكن القوات السودانية تقول إن قوات الجيش الشعبي هُزمت وفرت من ميدان المعركة ولم تنسحب كما تدعي، مستدلة بالعدد الكبير للقتلى والأسرى.
شروط للتفاوض
في سياق متصل طرحت الخرطوم أربعة شروط لاستئناف المفاوضات مع دولة جنوب السودان عقب انتهاء معركة هجليج. وتصدرت قائمة الشروط مطالبة السودان لجارته بالاعتراف بالاتفاقيات الموقعة سابقا ومذكرة التفاهم في شأن الأمن، ومن بينها ميثاق عدم اعتداء وقعه رئيسا استخبارات البلدين في فبراير/شباط الماضي.
كما أكد السودان ضرورة اعتراف حكومة الجنوب بحدود ما قبل استقلال السودان عن الاستعمار البريطاني في يناير/كانون الثاني 1956، مشددا على ضرورة إنهاء الاعتداءات على أراضيه وانسحاب قوات الجنوب التي لا تزال على هذه الأراضي.
كم دعا جوبا إلى إيقاف دعم المتمردين الذين يقاتلون الدولة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى كفها عن دعم أو استقبال الفصائل المتمردة من إقليم دارفور.
وتزامنت الشروط السودانية مع دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وقف القتال بين السودان وجنوب السودان، وبدء مفاوضات مباشرة بين قيادتي الدولتين لحل النزاع بينهما، ودعوته الخرطوم إلى وقف أعمالها العسكرية، ومطالبته جوبا بوقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان.
وقال أوباما في رسالة فيديو على الإنترنت موجهة إلى شعبي البلدين "نعرف ما نحتاج إليه.. على حكومة السودان وقف أعمالها العسكرية بما في ذلك القصف الجوي، وكذلك على حكومة جنوب السودان وقف دعمها للمجموعات المسلحة داخل السودان ووقف أعمالها العسكرية عبر الحدود".
يشار إلى أن حقل هجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان، فهو ينتج نصف إنتاج الدولة البالغ 115 ألف برميل يوميا. وقال مسؤول نفطي الأربعاء الماضي إن السودان خسر نحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج بسبب القتال الذي اندلع عقب سيطرة قوات الجنوب على المنطقة الأسبوع الماضي
قال مراسل الجزيرة إن القوات الجوية السودانية شنت غارات مكثفة على مواقع تابعة لجنوب السودان بمدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الحدودية الغنية بالنفط ومنطقة ربكونا بنفس الولاية. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلها بالمنطقة أن عدة قذائف سقطت قرب جسر رئيسي وداخل أحد السواق مما أدى إلى مقتل طفل واحد على الأقل وإصابة عدة مدنيين آخرين.
وقد أعلن السودان أن أربعمائة من جنود جنوب السودان قتلوا في المعارك للسيطرة على منطقة هجليج. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نافع علي نافع أحد المساعدين الكبار للرئيس السوداني عمر البشير أن من بين القتلى عددا من "المرتزقة" بينما لم يشر إلى عدد قتلى الجيش السوداني.
وذكر مصور وكالة الصحافة الفرنسية أنه شاهد نحو مائة جريح في مستشفى بالخرطوم. وكان جيش جنوب السودان قد أعلن في وقت سابق أن 19 من جنوده قتلوا إضافة إلى 240 جنديا سودانيا, بينما لم يتم تأكيد تلك التقديرات من مصدر مستقل, حيث لم يسمح للصحفيين أو المراقبين بالتوجه إلى منطقة هجليج خلال المواجهات مع الجنوب الذي أكد في وقت سابق أمس الأحد الانتهاء من سحب قواته من المنطقة.
اتهامات متبادلة
في هذه الأثناء, تبادل الجانبان الاتهامات بشأن مزيد من الهجمات كشف عنها مؤخرا, في وقت تتعثر فيه محاولات دفعهما إلى العودة لطاولة المفاوضات.
وتحدث جنوب السودان عن هجمات قالت إنها استهدفت قرى تقع على عمق عشرة كيلومترات على جانبه من الحدود, من بينها غارات جوية على مناطق بولاية الوحدة المنتجة للنفط بجنوب السودان.
وفي مؤشر على استمرار التوتر, كشف ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في بلدة بانتيو الحدودية بجنوب السودان أن الجنوب يعزز قواته, قائلا إن الجيش السوداني أيضا يعزز قواته.
وعرض مسؤولون بجنوب السودان على الصحفيين أمس الأحد حقلا نفطيا قالوا إنه تعرض لقصف القوات الجوية السودانية الأسبوع الماضي.
وقد نفى السودان تلك الاتهامات, وأعلن صد هجوم كبير من جانب مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بولاية جنوب كردفان على الجانب السوداني من الحدود.
في هذا السياق, دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ الطرفين إلى وقف القتال واستئناف المفاوضات, وقال إنهما بحاجة للتحلي "بالحنكة السياسية وأن يكون الدافع وراء تصرفاتهما رؤية تضع في الاعتبار المصالح طويلة الأمد لدولتيهما وشعبيهما والمسؤولية صوب المنطقة وبقية أفريقيا والمجتمع الدولي على نطاق أوسع".
كما طالب بينغ الطرفين بالامتناع عن البيانات التحريضية "التي لا تعقد الموقف الحالي والحساس فقط ولكنها تقوض احتمالات إقامة علاقات أخوية بين الدولتين".
وبينما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتقادات حادة, دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن الخلافات على الحدود والنفط, معتبرا أن الفرصة لا تزال قائمة لتفادي الحرب.
في مقابل ذلك, اعتبر وزير الدولة السوداني للنفط إسحاق آدم جامع أن فرص التوصل لتسوية قريبة لا تزال بعيدة, وتحدث عن احتمال أن تطلب الخرطوم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهجليج قبل أي محادثات. وكشف عن فقدان الخرطوم لنحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج النفطي بسبب القتال, لكنه أشار إلى أن لدى بلاده احتياطيات كافية لتسعة أشهر.
وطبقا لرويترز, فإن القتال سيخلف آثارا مدمرة لاقتصاد البلدين الذي يعتمد على النفط, كما يمكن أن يفجر أزمة لاجئين على طول الحدود المشتركة والمناطق المجاورة.
وأشارت رويترز إلى توتر من نوع آخر, حيث قالت نقلا عن شهود إن مئات الأشخاص اقتحموا كنيسة يستخدمها الجنوبيون بالخرطوم السبت الماضي مما أثار المخاوف من إشعال توترات طائفية وعرقية.
ويعيش بالسودان أغلبية مسلمة, ويقدر عدد المسلمين في جنوب السودان بنحو 17% من السكان وعدد المسيحيين بنحو 18%، ويعتنق بقية السكان الديانات الأفريقية القديمة. ولا يزال مئات الآلاف من الجنوبيين يعيشون بمناطق قريبة من الحدود المشتركة, حيث يواجهون أزمة قانونية تتعلق بتوفيق أوضاعهم القانونية.
يُذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان بعد استفتاء نصت عليه اتفاقية السلام التي وقعت بين طرفي الحرب الأهلية عام 2005 وأنهت عقودا من الحرب خلفت نحو مليوني قتيل.
وقد تزايد التوتر بين السودان وجنوب السودان منذ ذلك التاريخ حيث اندلع أعنف قتال منذ الانفصال, في وقت سابق من الشهر الجاري على منطقة هجليج المنتجة للنفط مما أثار مخاوف من العودة إلى الحرب الشاملة.
وقد قال الجيش السوداني قبل أيام إنه سيطر على هجليج بالكامل، بينما يقول الجنوبيون إن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أصدر أمرا لجيشه بالانسحاب من المنطقة بدءا من يوم الجمعة
البشير أصدر تهديدات متتالية لحكومة جنوب السودان مؤخرا (الجزيرة)
وصل رئيس السودان عمر البشير إلى منطقة هجليج التي قال الجيش إنه تمكن من استعادتها، بينما قالت حكومة جنوب السودان إنها سحبت قواتها منها.
وقال مراسل الجزيرة بالخرطوم الطاهر المرضي إن زيارة البشير لها دلالة كبيرة جدا بالنسبة للسودانيين، وتؤكد العمق الإستراتيجي للمدينة بالنسبة للسودان.
وأضاف أن الزيارة تبعث برسالة واضحة إلى السودانيين بأن هذه الأرض لا يمكن التفريط فيها, مع رسالة أخرى إلى الجنوب بأن السودان قادر على حماية أراضيه.
يأتي ذلك في حين اتهمت حكومة جنوب السودان حكومة الخرطوم بشن غارات على مدينتي بانتيو وربكونا بولاية الوحدة بجنوب السودان "مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص". غير أن الخرطوم نفت صحة تلك الأنباء وقالت إنها لم تشن أي غارات على أي من أراضي جنوب السودان.
في غضون ذلك قالت مصادر عسكرية إن أكثر من ألف جندي من جنوب السودان قتلوا في مواجهات هجليج, بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن نافع علي نافع أحد كبار مساعدي البشير أن أربعمائة جندي من الجنوب قتلوا بالمعارك الأخيرة, وتحدث عن وجود قتلى من "المرتزقة" بينما لم يشر إلى عدد قتلى جيش السودان.
وذكر مصور وكالة الصحافة الفرنسية أنه شاهد نحو مائة جريح في مستشفى بالخرطوم. وكان جيش جنوب السودان قد أعلن في وقت سابق أن 19 من جنوده قتلوا إضافة إلى 240 جنديا سودانيا, بينما لم يتم تأكيد تلك التقديرات من مصدر مستقل, حيث لم يسمح للصحفيين أو المراقبين بالتوجه لمنطقة هجليج خلال المواجهات مع الجنوب الذي أكد في وقت سابق أمس الانتهاء من سحب قواته من المنطقة.
اتهامات متبادلة
في هذه الأثناء, تبادل الجانبان الاتهامات بشأن مزيد من الهجمات كشف عنها مؤخرا, في وقت تتعثر فيه محاولات دفعهما إلى العودة لطاولة المفاوضات.
وتحدث جنوب السودان عن هجمات قالت إنها استهدفت قرى تقع على عمق عشرة كيلومترات على جانب من الحدود, من بينها غارات جوية على مناطق بولاية الوحدة المنتجة للنفط بجنوب السودان.
وفي مؤشر على استمرار التوتر, كشف ماك بول نائب مدير المخابرات العسكرية في بلدة بانتيو الحدودية بجنوب السودان أن الجنوب يعزز قواته, قائلا إن الجيش السوداني أيضا يفعل الشيء نفسه.
وعرض مسؤولون بجنوب السودان على الصحفيين أمس حقلا نفطيا قالوا إنه تعرض لقصف القوات الجوية السودانية الأسبوع الماضي.
وقد نفى السودان تلك الاتهامات, وأعلن صد هجوم كبير من جانب مقاتلي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بولاية جنوب كردفان على الحدود الجنوبية للسودان.
في هذا السياق, دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ الطرفين لوقف القتال واستئناف المفاوضات, وقال إنهما بحاجة للتحلي "بالحنكة السياسية وأن يكون الدافع وراء تصرفاتهما رؤية تضع بالاعتبار المصالح طويلة الأمد لدولتيهما وشعبيهما والمسؤولية صوب المنطقة وبقية أفريقيا والمجتمع الدولي على نطاق أوسع".
كما طالب بينغ الطرفين بالامتناع عن البيانات التحريضية "التي لا تعقد الموقف الحالي والحساس فقط ولكنها تقوض احتمالات إقامة علاقات أخوية بين الدولتين".
وبينما وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون انتقادات حادة, دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن الخلافات على الحدود والنفط معتبرا أن الفرصة لا تزال قائمة لتفادي الحرب.
في مقابل ذلك, اعتبر وزير الدولة السوداني للنفط إسحاق آدم جامع أن فرص التوصل لتسوية قريبة لا تزال بعيدة, وتحدث عن احتمال أن تطلب الخرطوم تعويضات عن الأضرار التي لحقت بهجليج قبل أي محادثات. وكشف عن فقدان الخرطوم نحو أربعين ألف برميل يوميا من الإنتاج النفطي بسبب القتال, لكنه أشار إلى أن لدى بلاده احتياطيات كافية لتسعة أشهر.
وطبقا لرويترز, فإن القتال سيخلف آثارا مدمرة لاقتصاد البلدين الذي يعتمد على النفط, كما يمكن أن يفجر أزمة لاجئين على طول الحدود المشتركة والمناطق المجاورة.
وأشارت رويترز إلى توتر من نوع آخر, حيث قالت نقلا عن شهود إن مئات الأشخاص اقتحموا كنيسة يستخدمها الجنوبيون بالخرطوم السبت الماضي مما أثار المخاوف من إشعال توترات طائفية وعرقية.
ويعيش بالسودان أغلبية مسلمة, ويقدر عدد المسلمين في جنوب السودان بنحو 17% من السكان وعدد المسيحيين 18%، ويعتنق بقية السكان الديانات الأفريقية القديمة. ولا يزال مئات الآلاف من الجنوبيين يعيشون بمناطق قريبة من الحدود المشتركة, حيث يواجهون أزمة تتعلق بتوفيق أوضاعهم القانونية.
يُذكر أن جنوب السودان انفصل عن السودان بعد استفتاء نصت عليه اتفاقية السلام التي وقعت بين طرفي الحرب الأهلية عام 2005، وأنهت عقودا من الحرب خلفت نحو مليوني قتيل.
وقد تزايد التوتر بين الدولتين منذ ذلك التاريخ حيث اندلع أعنف قتال منذ الانفصال, في وقت سابق من الشهر الجاري، على منطقة هجليج المنتجة للنفط مما أثار مخاوف من العودة إلى الحرب الشاملة.
وقد قال جيش السودان قبل أيام إنه سيطر على هجليج بالكامل، بينما يقول الجنوبيون إن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أصدر أمرا لجيشه بالانسحاب من المنطقة بدءا من الجمعة.