موقعة فارنا الحرب الصليبية الجديدة
المكان: مدينة فارنا - بلغاريا - أوربا
الموضوع: العثمانيون بقيادة مراد الثاني ينتصرون على التحالف الصليبي الأوربي.
الأحداث:
تعجب كثير من المسلمين عندما أعلن الرئيس الأمريكي بوش قيام قوات التحالف بحرب صليبية جديدة على المسلمين, ذلك لأن هذا الاسم قد غاب عن ذهن المسلمين وتفكيرهم وظنوا أن الحرب الصليبية قد انتهت من أمد بعيد ولكن الحق الغائب عن المسلمين أن الحرب الصليبية لم ولن تنته أبدًا في يوم من الأيام حتى ينزل المسيح عليه السلام فيقتل الدجال وترفع الجزية ويقتل الخنزير ويكسر الصليب فلا ترفع راية صليبية بعدها..
وقبل ذلك فما زال وسيظل الصليب مرفوعًا في قلوب أتباعه يجعلونه راية وعنوانًا لحروبهم ضد المسلمين, والغفلة التي تحيط بالمسلمين تجعلهم دائماً لا يفهمون البعد الديني في تفكير النصارى ظنًّا منهم أن الحرية والانفلات والفجور التي تحياها أوربا وغيرها من دول الصليب قد قضى تماماً على عقيدتهم وحبهم للصليب فما زال الدين يحكم ويسيطر ويوجه تصرفات النصارى.
وصفحتنا تلك حلقة من حلقات الحروب الصليبية التي شنتها أوربا على المسلمين.
عندما بدأت الدولة العثمانية في الظهور اعتمدت سياسة توسيع الرقعة الأفقية للدولة بضم إمارات الأناضول في آسيا الصغرى فلما تم لها ذلك اتجهت ناحية أوربا لفتح البلاد ونشر دين الإسلام وتحقيق وصية جدهم الأول عثمان مؤسس الدولة العثمانية وبالفعل استطاعت الدولة ضم إمارات الأناضول ووحدت تحت راية العثمانيين سنة 793هـ وبدأت الدولة تلتفت لأوربا..
واستطاع السلطان بايزيد الثاني الملقب بالصاعقة أن يضم أجزاء كبيرة من أوربا ولكنه ما لبث أن اصطدم مع جحافل جيوش التتار بقيادة تيمور لنك والتي قدرت بـ 800000 مقاتل وأسفر هذا الصدام عن تجزؤ الدولة العثمانية مرة أخرى وانفراط عقدها وانفصلت إمارات الأناضول مرة أخرى وظلت الدولة من سنة 804 هـ تكافح لإعادة البناء مرة أخرى حتى استطاع السلطان مراد الثاني إعادة إمارات الأناضول لسيادة الدولة العثمانية وذلك في سنة 825هـ وتفرغ بعدها مراد الثاني للجهاد في أوربا.
كانت أكثر الحروب التي خاضها السلطان مراد الثاني في أوربا مع ملك المجر الذي كان يعتبر نفسه حامي الصليبية في أوربا؛ لأنه كان أقوى ملوك أوربا وتقلبت نتائج هذه الحروب بين انتصار وهزيمة هكذا تارة وتارة, فعند بدء القتال انتصر السلطان على طاغية المجر انتصارًا باهرًا جعل ملك المجر يطلب عقد هدنة على أن يتنازل للعثمانيين عن أملاكه شرقي نهر الدانوب الذي أصبح حدًّا فاصلاً بين الدولتين, وهذا الانتصار أدخل الرعب على باقي ملوك أوربا وأمرائها فسارع أمير الصرب جورج برنكوفتش على ملكه فعقد معاهدة مع العثمانيين تنازل فيها عن بعض المواقع للعثمانيين مع دفع جزية سنوية وأيضًا مع التعهد بقطع صلاته مع ملك المجر.
شجع هذا الانتصار السلطان مراد الثاني على مواصلة الجهاد في أوربا ففتح مدينة سالونيك وبلاد الأرنؤوط "ألبانيا" وسلم أميرها أبناءه الأربعة كرهينة للسلطان وعندما مات هذا الأمير سنة 834هـ ضم السلطان بلاده إليه, واعترف أمير "الأفلاق" جنوب رومانيا بالسيادة العثمانية سنة 836هـ, ثم استعد السلطان مراد الثاني لفتح القسطنطينية وعندها عادت الدولة الصليبية لنقض العهود والتمرد..
وكان أول المتمردين أمير الصرب "جورج برنكوفتش" الذي أعلن العصيان فهاجمه السلطان وقتله وفتح جزءًا من بلاد الصرب وحاصر بلجراد ستة أشهر ولكنه لم يتمكن من فتحها ثم أرسل السلطان جيشًا إلى غرب رومانيا وكان يتبع ملك المجر لتأديب الخائنين فأرسل المجر جيوشًا ضخمة بقيادة أشهر قادة أوربا الحربيين وهو "رينالد" المجري والذي استطاع الانتصار على العثمانيين واستشهد منهم عشرون ألفًا فأعاد السلطان مراد الثاني الكرة وأرسل جيشًا آخر ولكن "رينالد" المجري انتصر عليه واستشهد من العثمانيين ثمانون ألفًا وذلك سنة 845هـ وتوالت الهزائم على السلطان مراد الثاني مما اضطره ذلك إلى توقيع معاهدة تنازل بمقتضاها عن الأفلاق للمجر ورد للصرب بعض المواقع..
وقامت هدنة لمدة عشر سنوات, ووقع حادث أثر في نفسية السلطان مراد جدًّا وهو وفاة ولده الأكبر علاء الدين فنزل عن السلطنة لولده الآخر محمد الثاني "الفاتح" وكان عمره أربعة عشر سنة واعتزل مراد الثاني الدنيا واعتكف في ولاية أيدين غربي الأناضول.
اطمأن مراد الثاني على ولده محمد الثاني لأن بينه وبين أوربا معاهدة عشر سنوات يكون ولده قد كبر واشتد عوده أمامهم ولم يعلم أن الروح الصليبية تشتعل نارًا على المسلمين دائمًا حيث استغل البابا هزائم المسلمين الأخيرة واعتزال مراد الثاني السلطة وحث ملك المجر على نقض العهود مع المسلمين وأوفد إليه الكاردينال "سيرازيني" لإقناعه بأن نقض العهد مع المسلمين واجب وطاعة للرب وبالفعل اقتنع ملك المجر وتنادى نصارى أوربا بحرب صليبية جديدة ضد المسلمين وانضم للمجريين ألمان وفرنسيون وإيطاليون وبولنديون وصرب ورومان وحمى الصليب في قلوب الجميع وقرروا القضاء نهائيًّا على أمة الإسلام..
وعندها قرر السلطان مراد الثاني الخروج من عزلته والتغلب على أحزانه لإحساسه بخطورة الموقف وتعرض الإسلام للخطر فقاد السلطان الجيوش المسلمة بنفسه, وكان جميع ملوك أوربا قد هجموا على بلاد بلغاريا والتقى الجمعان في مدينة فارنا البلغارية في 28 رجب سنة 848هـ فأنزل الله تعالى نصره على المسلمين وانكسر الصليب وهزم حزب الشيطان وحلف البابا شر هزيمة وقتل ملك المجر في المعركة, كما قتل مندوب البابا الكاردينال "سيرازيني" في المعركة, واستولي السلطان على معسكرهم كله وكان فتحًا عظيمًا هائلاً أعز الله سبحانه فيه الإسلام وأهله وأذل الصليب وأهله.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام
الموضوع: العثمانيون بقيادة مراد الثاني ينتصرون على التحالف الصليبي الأوربي.
الأحداث:
تعجب كثير من المسلمين عندما أعلن الرئيس الأمريكي بوش قيام قوات التحالف بحرب صليبية جديدة على المسلمين, ذلك لأن هذا الاسم قد غاب عن ذهن المسلمين وتفكيرهم وظنوا أن الحرب الصليبية قد انتهت من أمد بعيد ولكن الحق الغائب عن المسلمين أن الحرب الصليبية لم ولن تنته أبدًا في يوم من الأيام حتى ينزل المسيح عليه السلام فيقتل الدجال وترفع الجزية ويقتل الخنزير ويكسر الصليب فلا ترفع راية صليبية بعدها..
وقبل ذلك فما زال وسيظل الصليب مرفوعًا في قلوب أتباعه يجعلونه راية وعنوانًا لحروبهم ضد المسلمين, والغفلة التي تحيط بالمسلمين تجعلهم دائماً لا يفهمون البعد الديني في تفكير النصارى ظنًّا منهم أن الحرية والانفلات والفجور التي تحياها أوربا وغيرها من دول الصليب قد قضى تماماً على عقيدتهم وحبهم للصليب فما زال الدين يحكم ويسيطر ويوجه تصرفات النصارى.
وصفحتنا تلك حلقة من حلقات الحروب الصليبية التي شنتها أوربا على المسلمين.
عندما بدأت الدولة العثمانية في الظهور اعتمدت سياسة توسيع الرقعة الأفقية للدولة بضم إمارات الأناضول في آسيا الصغرى فلما تم لها ذلك اتجهت ناحية أوربا لفتح البلاد ونشر دين الإسلام وتحقيق وصية جدهم الأول عثمان مؤسس الدولة العثمانية وبالفعل استطاعت الدولة ضم إمارات الأناضول ووحدت تحت راية العثمانيين سنة 793هـ وبدأت الدولة تلتفت لأوربا..
واستطاع السلطان بايزيد الثاني الملقب بالصاعقة أن يضم أجزاء كبيرة من أوربا ولكنه ما لبث أن اصطدم مع جحافل جيوش التتار بقيادة تيمور لنك والتي قدرت بـ 800000 مقاتل وأسفر هذا الصدام عن تجزؤ الدولة العثمانية مرة أخرى وانفراط عقدها وانفصلت إمارات الأناضول مرة أخرى وظلت الدولة من سنة 804 هـ تكافح لإعادة البناء مرة أخرى حتى استطاع السلطان مراد الثاني إعادة إمارات الأناضول لسيادة الدولة العثمانية وذلك في سنة 825هـ وتفرغ بعدها مراد الثاني للجهاد في أوربا.
كانت أكثر الحروب التي خاضها السلطان مراد الثاني في أوربا مع ملك المجر الذي كان يعتبر نفسه حامي الصليبية في أوربا؛ لأنه كان أقوى ملوك أوربا وتقلبت نتائج هذه الحروب بين انتصار وهزيمة هكذا تارة وتارة, فعند بدء القتال انتصر السلطان على طاغية المجر انتصارًا باهرًا جعل ملك المجر يطلب عقد هدنة على أن يتنازل للعثمانيين عن أملاكه شرقي نهر الدانوب الذي أصبح حدًّا فاصلاً بين الدولتين, وهذا الانتصار أدخل الرعب على باقي ملوك أوربا وأمرائها فسارع أمير الصرب جورج برنكوفتش على ملكه فعقد معاهدة مع العثمانيين تنازل فيها عن بعض المواقع للعثمانيين مع دفع جزية سنوية وأيضًا مع التعهد بقطع صلاته مع ملك المجر.
شجع هذا الانتصار السلطان مراد الثاني على مواصلة الجهاد في أوربا ففتح مدينة سالونيك وبلاد الأرنؤوط "ألبانيا" وسلم أميرها أبناءه الأربعة كرهينة للسلطان وعندما مات هذا الأمير سنة 834هـ ضم السلطان بلاده إليه, واعترف أمير "الأفلاق" جنوب رومانيا بالسيادة العثمانية سنة 836هـ, ثم استعد السلطان مراد الثاني لفتح القسطنطينية وعندها عادت الدولة الصليبية لنقض العهود والتمرد..
وكان أول المتمردين أمير الصرب "جورج برنكوفتش" الذي أعلن العصيان فهاجمه السلطان وقتله وفتح جزءًا من بلاد الصرب وحاصر بلجراد ستة أشهر ولكنه لم يتمكن من فتحها ثم أرسل السلطان جيشًا إلى غرب رومانيا وكان يتبع ملك المجر لتأديب الخائنين فأرسل المجر جيوشًا ضخمة بقيادة أشهر قادة أوربا الحربيين وهو "رينالد" المجري والذي استطاع الانتصار على العثمانيين واستشهد منهم عشرون ألفًا فأعاد السلطان مراد الثاني الكرة وأرسل جيشًا آخر ولكن "رينالد" المجري انتصر عليه واستشهد من العثمانيين ثمانون ألفًا وذلك سنة 845هـ وتوالت الهزائم على السلطان مراد الثاني مما اضطره ذلك إلى توقيع معاهدة تنازل بمقتضاها عن الأفلاق للمجر ورد للصرب بعض المواقع..
وقامت هدنة لمدة عشر سنوات, ووقع حادث أثر في نفسية السلطان مراد جدًّا وهو وفاة ولده الأكبر علاء الدين فنزل عن السلطنة لولده الآخر محمد الثاني "الفاتح" وكان عمره أربعة عشر سنة واعتزل مراد الثاني الدنيا واعتكف في ولاية أيدين غربي الأناضول.
اطمأن مراد الثاني على ولده محمد الثاني لأن بينه وبين أوربا معاهدة عشر سنوات يكون ولده قد كبر واشتد عوده أمامهم ولم يعلم أن الروح الصليبية تشتعل نارًا على المسلمين دائمًا حيث استغل البابا هزائم المسلمين الأخيرة واعتزال مراد الثاني السلطة وحث ملك المجر على نقض العهود مع المسلمين وأوفد إليه الكاردينال "سيرازيني" لإقناعه بأن نقض العهد مع المسلمين واجب وطاعة للرب وبالفعل اقتنع ملك المجر وتنادى نصارى أوربا بحرب صليبية جديدة ضد المسلمين وانضم للمجريين ألمان وفرنسيون وإيطاليون وبولنديون وصرب ورومان وحمى الصليب في قلوب الجميع وقرروا القضاء نهائيًّا على أمة الإسلام..
وعندها قرر السلطان مراد الثاني الخروج من عزلته والتغلب على أحزانه لإحساسه بخطورة الموقف وتعرض الإسلام للخطر فقاد السلطان الجيوش المسلمة بنفسه, وكان جميع ملوك أوربا قد هجموا على بلاد بلغاريا والتقى الجمعان في مدينة فارنا البلغارية في 28 رجب سنة 848هـ فأنزل الله تعالى نصره على المسلمين وانكسر الصليب وهزم حزب الشيطان وحلف البابا شر هزيمة وقتل ملك المجر في المعركة, كما قتل مندوب البابا الكاردينال "سيرازيني" في المعركة, واستولي السلطان على معسكرهم كله وكان فتحًا عظيمًا هائلاً أعز الله سبحانه فيه الإسلام وأهله وأذل الصليب وأهله.
المصدر: موقع مفكرة الإسلام.
عن موقع قصة الإسلام