الحرب في مالي

رد: الحرب في مالي

شهود عيان ينقلون شهاداتهم عن "جرائم الحرب بمالي" إلى الشروق

ميليشيات زنجية موالية للفرنسيين تُبيد الأطفال وتحرق مدارس القرآن

مالي: مراسلة خاصة للشروق

[FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][/FONT]
مسلحون يبحثون عن رجال العرب والطوارق ويختطفون نساءهم

لم أتصور يوما أن تكون الحرب بهذه القساوة والضراوة، ولم أعتقد يوما أن يسوقني القدر إلى أفظع شيء يمكن لإنسان أن يقف عليه.. إنها التصفيات العرقية في حق مدنيين ذنبهم الوحيد -كما يقولون- أن الإسلاميين دخلوا مدينتهم يوما ما أو ناصروهم، كما يحدث الآن في شمال مالي وإقليم الأزواد.
.. هي الحقيقة التي وقفت عليها "الشروق"، حيث وقعت خلال الساعات الماضية في شمال مالي العديد من التجاوزات ضد السكان المحليين العرب والطوارق، قال عنها من تحدثت إليهم "الشروق" أنها جرائم حرب طالت السكان الذين دخلت الجماعات الجهادية في وقت سابق قراهم .
وحسب شهود في منطقة ديابالي "للشروق"، فإن مسلحين زنوج جاؤوا إلى القرية على متن سيارات عسكرية صباح اليوم، يبحثون عن العائلات من أصول عربية أو الطوارق، أسفر هذا الهجوم عن قتل العديد من الأشخاص واختطاف مجموعة من النساء.
وقال شاهد عيان لـ "الشروق" استيقظنا مفزوعين إلى درجة أننا لم نقو على الخروج من منازلنا، واعتقدنا أن الأمر يخص إبادة سكان القرية كاملة، خاصة وأن الجيش المالي يعرف أن السكان استقبلوا الإسلاميين من قبل، وأقاموا عندنا في القرية أياما ولم نر منهم إلا الخير والعدل. وبعدها استنتجنا أن الأمر يخص جيراننا، عائلة خيري ولد حمة، الذي قتل في مدينة غاو قبل أيام فقط وهم من الجنوب الجزائري من قبيلة بني ملوك، وسمعنا الصراخ والبكاء، كانوا يتوسلون إليهم بتركهم حال سبيلهم، وبعدها سمعنا حديثا الأشخاص المهاجمين بلكنة من باماكو: "حضرة النقيب ماذا أفعل بهم، فأجابه، أقتلهم أو ادفنهم أحياء فهم لا يستحقون الحياة، هذه الحثالة التي تريد أن تجعل من مالي إسلامية، واستقبلت الجهاديين، لن ينفعكم اليوم الجهاديون أبدا، فقد ذهبوا دون عودة".
في منزل الضحايا، وجدنا ثلاث جثث مرمية على الأرض وشخص طاعن في السن ينتحب على ما وقع لأبناء أخيه اليتامى الذين كان يكفلهم، يقول قريب الضحايا محمد ولد محمود الخيري، "للشروق" (لا حول ولا قوة إلا بالله، أصبحت دماء العرب والطوارق وأرواحهم تزهق أمام كل العالم وهم لا يحركون ساكنا، يزعمون أنهم يحررون الشمال من الإسلاميين، فهل يعقل أن تكون الحرية بالاعتداء على الآمنين واختطاف النساء من منازلهن؟ لقد جلبوا لنا الخراب والدمار والقتل لفلذات أكبادنا".
ويضيف قريب الضحايا: "اليوم، جاء جنود مالي إلى هنا مجددا بعد أن دخلوها مع الفرنسيين من قبل، وكانوا بالزي العسكري للجيش المالي، أو مليشيات (الغندكوي) ومعهم أشخاص بيض يتحدثون الإنجليزية، فحطموا باب المنزل ودخلوا فعاثوا فيه فسادا وجمعوا أطفالا لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر وقتلوهم بدم بارد، ثم خرّبوا مكان تدريس القرأن والمصاحف والألواح الخشبية، وبعدها سارعوا إلى مغادرة القرية".
علما أن حديث السكان الآن يدور حول هذه الجرائم التي تحدث هنا وهناك في حق المسلمين من العرب والطوارق.

 
رد: الحرب في مالي

رئيس جنوب إفريقيا يتهم من أسقطوا القذافي بالوقوف وراء أزمة مالي
باريس تدعو حكومة مالي للحوار مع المسلحين من غير الإرهابيين
الخميس 31 جانفي 2013 الجزائر: ح. سليمان


دعت، أمس، الخارجية الفرنسية السلطات في مالي، لفتح ''محادثات'' مع ممثلي السكان في مدن الشمال، بمن فيهم ''المسلحون من غير الإرهابيين الذين يعترفون بالوحدة الترابية لمالي''.
قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فليب لاليو إنه ''يجب على السلطات المالية الشروع دون أي تأخير، في مباحثات مع الممثلين الشرعيين لسكان الشمال (منتخبون محليون والمجتمع المدني) وكذا مع المسلحين من غير الإرهابيين الذين يعترفون بالوحدة الترابية لمالي. كما حيّا فليب لاليو مصادقة البرلمان في مالي على ''خريطة طريق سياسية'' لما بعد الحرب، في إشارة إلى المسار الانتخابي في مالي والتي وصفها بـ''الخطوة الهامة والإيجابية في المسار السياسي''، وهو المطلب الذي كانت تشدد عليه خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية ووراء تحفظها في دعم القيادة المالية الحالية غير المنتخبة. كما اعتبر الناطق باسم الكيدورسي ''فقط الحوار بين الشمال والجنوب الذي يمكـّن من عودة الدولة المالية''.
وبالنسبة للرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، فإن الأزمة المالية هي ''نتيجة مباشرة للأزمة الليبية التي أدى التدخل الدولي خلالها إلى إجهاض وإنهاء الوساطة الإفريقية''. وقال زوما في تصريح لإذاعة فرنسا الدولية، إن الاتحاد الإفريقي وضع خريطة طريق لحل الأزمة الليبية ووافق عليها العقيد معمر القذافي، لكن أشخاصا هامين من الذين لهم السلطة، قرروا مطاردة القذافي، وعندما أزيح من السلطة لم يكن هناك في ليبيا أحد في السلطة لمنع تهريب الأسلحة إلى دول الجوار، حيث تضرر منها كل الساحل والوضع خطير جدا''، مشيرا إلى أن بلاده ''ساندت العملية العسكرية في مالي، لأنه لم يكن هناك بديل آخر''، رافضا إرسال قوات بلاده إلى مالي.


 
رد: الحرب في مالي

فابيوس قال إن بلاده ستخرج من مالي بسرعة
فرنسا بدأت الحرب جوا وتريد من الأفارقة إنهاءها أرضا
الخميس 31 جانفي 2013 الجزائر: حميد يس


الإرهابيون فروا نحو موريتانيا والنيجر والحدود مع الجزائرl صرح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، بأن تحرير غاو وتومبكتو ''بشكل سريع جدا'' يدخل ضمن مخطط التدخل العسكري الذي انطلق قبل 20 يوما. وأوضح أن ''الأفارقة مطالبون بتولي تسيير العملية بعدها''، ويفهم من كلامه أن المعارك المنتظرة مع الإسلاميين المسلحين على الأرض، ستخوضها القوة الإفريقية المشتركة وليس الفرنسيين الحريصين على تفادي سقوط قتلى في صفوفهم.
نقلت صحيفة ''لوباريزيان'' أمس عن فابيوس، قوله إن فرنسا ''قررت حشد الإمكانيات من رجال وعتاد لتوفير شروط نجاح المهمة، وللضرب بقوة. ولكن التدابير العسكرية الفرنسية (المتخذة في مالي)، ليست موجهة للاستقرار هناك.. سوف نغادر بسرعة''. وكان وزير الخارجية يتحدث لموفد ''لوباريزيان''، في الطائرة التي نقلته أول أمس إلى أديس أبابا لحضور مؤتمر الدول المانحة.
ومن بين ما جاء على لسان فابيوس، أن فرنسا أعدت لحرب خاطفة في مالي محددة في الزمن. فالتقديرات، حسبه، تشير إلى أن حسم الموقف في شمال مالي مسألة ''بضعة أسابيع ليس أكثر، وذلك تفاديا لخطر الوقوع في مأزق''. وقد تم تداول الاحتمالات المتعلقة بمستقبل الحرب، حسبه، في اجتماع مجلس الدفاع الضيق بقصر الإليزي، الإثنين الماضي.
ويحمل حديث وزير الخارجية الفرنسي مخاوف من إطالة عمر الحرب التي لم تشهد حتى الآن مواجهة مباشرة مع عناصر التنظيمات الإسلامية المسلحة الثلاثة، المسيطرة على مدن الشمال الثلاث، وهي أنصار الدين، القاعدة والتوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وتعود هذه المخاوف إلى قضيتين وارد أن تثيرا ردود فعل ساخطة على الاشتراكيين الذين يحكمون فرنسا منذ ماي الماضي. الأولى مقتل عدد كبير من الجنود الفرنسيين، ولهذا السبب تريد حكومة الرئيس فرانسوا هولاند أن يكمل الأفارقة الحرب، عندما تصل إلى مرحلة معينة هي القتال رجل لرجل. أما المسألة الثانية، فهي ارتفاع كبير لتكلفة الحرب مع ما يربط ذلك بالأزمة الاقتصادية وتوجه الحكومة إلى اعتماد التقشف.
وذكر فابيوس أن حرب الصحراء لم تنته، رغم سيطرة القوات الفرنسية والمالية على تومبكتو (كانت تحت سيطرة حركة أنصار الدين) وجزء من غاو (يسيطر عليها التوحيد والجهاد). مشيرا إلى أن شمال مالي، وخاصة منطقة كيدال حيث يعادي السكان السلطة المركزية، يظل خاضعا لنفوذ الجماعات الإرهابية. وقال أيضا إنه وارد أن تشارك الوحدات الفرنسية ''بشكل أو بآخر'' في استعادة كامل التراب المالي. واعتبر كيدال ''هدفا عسكريا بالنسبة لباريس''، يقصد أنها أولوية للقوات الفرنسية وهي منطقة تسيطر عليها القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
ودعا فابيوس إلى ''الحذر''، فكون الإسلاميين لم يظهروا مقاومة لا يعني ذلك، حسبه، أن خطرهم زال. وذكر بهذا الصدد: ''سوف ندخل في مرحلة معقدة، تحمل معها مخاطر كبيرة تتعلق بالاختطاف والتعرض لعمليات مسلحة''. وأضاف: ''مصالح الفرنسيين مهددة في كامل منطقة الساحل، وقد شددنا من إجراءات الحماية في كل مكان ولكننا لسنا بمنأى عن ضربة قوية''.
وحول ما إذا كان أفراد الجماعات الإسلامية، يختبئون حاليا تحضيرا لردة فعل استعراضية، قال وزير الخارجية: ''قتلنا الكثير منهم، ونحن بصدد حساب السيارات رباعية الدفع التي حطمناها وعدد المقاتلين الذين كانوا بداخلها، لمعرفة كم عدد القتلى في صفوفهم''. وتابع فابيوس: ''الإرهابيون غير منظمين وهم متأثرون جدا، ويعلمون بأننا نستطيع التنصت على اتصالاتهم وهو ما يحد من قدرتهم على رد الفعل''.
وتكتب ''لوباريزيان'' نقلا عن مصالح الأمن الفرنسية، أن عدة مئات من الإسلاميين لقوا حتفهم في الحرب. وأشارت إلى أنها أحصت قبل انطلاق عملية ''القط المتوحش''، 2500 مسلح موزعين على التنظيمات الثلاثة، بعضهم هرب إلى المنطقة الجبلية أدرار إيفوغاس، بينما يختبئ آخرون، حسب أجهزة الأمن، في غابة واغادو بالحدود الموريتانية. ويوجد احتمال في أن آخرين هربوا إلى النيجر والجزائر والدول المجاورة لمالي. وبحسب فابيوس، فإن التخلص من التهديد الإرهابي ''يتطلب وقتا''. ويرى أن البحث عن حل سياسي لمشكلة التوارف القديمة، شرط أساسي لإقامة سلم دائم في البلاد.

 
رد: الحرب في مالي

''الخبر'' تنقل شهادات لتجار ماليين وجزائريين عن الوضع في المدينة
فرار الجماعات الإرهابية والأزواد تستعيد سيطرتها على كيدال
الخميس 31 جانفي 2013 الجزائر: نوار سوكو




توقع عودة اللاجئين إلى ديارهم بعد قرابة عام من سيطرة القاعدة على المنطقة
كشف مواطنون عائدون من كيدال ومسؤولون ببلديتي تيمياوين وتين زاواتين، أن حركة الأزواد قد بسطت سيطرتها خلال 48 ساعة الأخيرة رفقة جناح منشق عن حركة أنصار الدين على منطقة كيدال برمتها حتى حدود تين زاواتين المالية، وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى المنطقة على نحو ما كانت عليه قبل أن تسيطر عليها عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
قال تجار يشتغلون بمدينة كيدال المالية في اتصال مع ''الخبر'' أمس، إن حالة اطمئنان بدأت تسود وسط عدد من العائلات التي فرت إلى المناطق الحدودية الجزائرية مع بدء الطيران الفرنسي غاراته على مواقع وقلاع الجماعات المسلحة الإرهابية في شمال مالي، حين سمعت وتأكدت من الأخبار التي مفادها أن حركة تحرير الأزواد بسطت سيطرتها ونفوذها على كامل تراب منطقة كيدال خلال 48 ساعة الماضية، حتى آخر نقطة من تراب تين زاواتين المالية، ويدعم حركة الأزواد في استعادة السيطرة على المنطقة جناح منشق عن حركة أنصار الدين.
وأفاد جزائريون من تين زاواتين يشتغلون في ميدان النقل على خط تين زاواتين ـ تمنراست، نقلا عن عائلات من التوارف المالية نصبت خيمها على خط تماس حدود تين زاواتين المالية مع تين زاواتين الجزائرية، أن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى كيدال واستبشرت العديد من العائلات خيرا بعودة الأمن إلى المنطقة بعد أن فرت الجماعات المسلحة الإرهابية إلى وجهات أخرى. وصرح عضو المجلس الشعبي البلدي لتيمياوين يحيى باياوي لـ'' الخبر'' في اتصال معه أمس، بأن الأجواء الآخذة في التشكل بتيمياوين ترجح عودة العديد من العائلات المالية إلى ديارها في كيدال وتساليث، خلال الأيام المقبلة، في حالة إذا لم تصل المعارك وغارات الطيران الفرنسي إلى المنطقة، خاصة وأن أغلبية العائلات التي فرت من الحرب تشتغل في التجارة وتربية المواشي، فيما تحوز عائلات أخرى على مقاولات وأملاك أخرى.
وقال المتحدث إنه برغم ذلك مازالت تيمياوين تستقبل يوميا معدل 7 إلى 8 عائلات، أغلبيتها تحوز على الجنسية المزدوجة، بينها من بقي في تيمياوين، وأخرى تواصل رحلتها إلى تمنراست، وفي كل مرة تجد البلدية نفسها في موضع العاجز عن استقبال هذه العائلات لافتقارها لمختلف الهياكل والخيم، ما ولد بالتالي حالة ضغط كبيرة على المواطنين البسطاء ممن لا يترددون في التطوع بحاجياتهم. وتبعا لذلك، أشار إلى أن بلدية تيمياوين توجه نداء إلى السلطات العمومية بالسماح للاجئين بدخول المخيم الذي ظل ممنوعا عليهم منذ قرابة العام رغم مغادرة عشرات العائلات له.

 
رد: الحرب في مالي

شهود عيان ينقلون شهاداتهم عن "جرائم الحرب بمالي" إلى الشروق

ميليشيات زنجية موالية للفرنسيين تُبيد الأطفال وتحرق مدارس القرآن

مالي: مراسلة خاصة للشروق

[font=&quot][/font]

[font=&quot][/font]
مسلحون يبحثون عن رجال العرب والطوارق ويختطفون نساءهم

لم أتصور يوما أن تكون الحرب بهذه القساوة والضراوة، ولم أعتقد يوما أن يسوقني القدر إلى أفظع شيء يمكن لإنسان أن يقف عليه.. إنها التصفيات العرقية في حق مدنيين ذنبهم الوحيد -كما يقولون- أن الإسلاميين دخلوا مدينتهم يوما ما أو ناصروهم، كما يحدث الآن في شمال مالي وإقليم الأزواد.
.. هي الحقيقة التي وقفت عليها "الشروق"، حيث وقعت خلال الساعات الماضية في شمال مالي العديد من التجاوزات ضد السكان المحليين العرب والطوارق، قال عنها من تحدثت إليهم "الشروق" أنها جرائم حرب طالت السكان الذين دخلت الجماعات الجهادية في وقت سابق قراهم .
وحسب شهود في منطقة ديابالي "للشروق"، فإن مسلحين زنوج جاؤوا إلى القرية على متن سيارات عسكرية صباح اليوم، يبحثون عن العائلات من أصول عربية أو الطوارق، أسفر هذا الهجوم عن قتل العديد من الأشخاص واختطاف مجموعة من النساء.
وقال شاهد عيان لـ "الشروق" استيقظنا مفزوعين إلى درجة أننا لم نقو على الخروج من منازلنا، واعتقدنا أن الأمر يخص إبادة سكان القرية كاملة، خاصة وأن الجيش المالي يعرف أن السكان استقبلوا الإسلاميين من قبل، وأقاموا عندنا في القرية أياما ولم نر منهم إلا الخير والعدل. وبعدها استنتجنا أن الأمر يخص جيراننا، عائلة خيري ولد حمة، الذي قتل في مدينة غاو قبل أيام فقط وهم من الجنوب الجزائري من قبيلة بني ملوك، وسمعنا الصراخ والبكاء، كانوا يتوسلون إليهم بتركهم حال سبيلهم، وبعدها سمعنا حديثا الأشخاص المهاجمين بلكنة من باماكو: "حضرة النقيب ماذا أفعل بهم، فأجابه، أقتلهم أو ادفنهم أحياء فهم لا يستحقون الحياة، هذه الحثالة التي تريد أن تجعل من مالي إسلامية، واستقبلت الجهاديين، لن ينفعكم اليوم الجهاديون أبدا، فقد ذهبوا دون عودة".
في منزل الضحايا، وجدنا ثلاث جثث مرمية على الأرض وشخص طاعن في السن ينتحب على ما وقع لأبناء أخيه اليتامى الذين كان يكفلهم، يقول قريب الضحايا محمد ولد محمود الخيري، "للشروق" (لا حول ولا قوة إلا بالله، أصبحت دماء العرب والطوارق وأرواحهم تزهق أمام كل العالم وهم لا يحركون ساكنا، يزعمون أنهم يحررون الشمال من الإسلاميين، فهل يعقل أن تكون الحرية بالاعتداء على الآمنين واختطاف النساء من منازلهن؟ لقد جلبوا لنا الخراب والدمار والقتل لفلذات أكبادنا".
ويضيف قريب الضحايا: "اليوم، جاء جنود مالي إلى هنا مجددا بعد أن دخلوها مع الفرنسيين من قبل، وكانوا بالزي العسكري للجيش المالي، أو مليشيات (الغندكوي) ومعهم أشخاص بيض يتحدثون الإنجليزية، فحطموا باب المنزل ودخلوا فعاثوا فيه فسادا وجمعوا أطفالا لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر وقتلوهم بدم بارد، ثم خرّبوا مكان تدريس القرأن والمصاحف والألواح الخشبية، وبعدها سارعوا إلى مغادرة القرية".
علما أن حديث السكان الآن يدور حول هذه الجرائم التي تحدث هنا وهناك في حق المسلمين من العرب والطوارق.



حسبنا الله ونعم الوكيل ..
 
رد: الحرب في مالي


.mali-guerre-infographie1_m.jpg




Mali-Infographie-17-01-2013_1_0.png




slide_276178_2011826_free.jpg



slide_276178_2011825_free.jpg



slide_276178_2011827_free.jpg



slide_276178_2011833_free.jpg



slide_276178_2011823_free.jpg



slide_276178_2011824_free.jpg



20130122223430_2013mtln007_002_015.jpg


20130131005707_290113-dxm-le-bpc-dixmude-c-marine-nationale.jpg




20130131005704_290113-dxm-2013mtln007_008_070.jpg



do.php



do.php



do.php



do.php




do.php



do.php



do.php

 
التعديل الأخير:
رد: الحرب في مالي

إسلاميون منشقون في كيدال يرفضون دخول جنود حكوميين أو أفريقيين للمدينة قبل التسوية

بعد سيطرة الجيش الفرنسي ليل الثلاثاء الأربعاء على مطار كيدال وبعد أن أكدت باريس دخول قواتها إلى هناك، طالب إسلاميون منشقون، لا يزالون يسيطرون على جزء من المدينة، بعدم دخول الجنود الماليين ونظرائهم من دول غرب أفريقيا إلى المدينة قبل التوصل إلى "حل سياسي" مع باماكو.
طالب اسلاميون منشقون يسيطرون على جزء من كيدال في اقصى شمال شرق مالي، في بيان الاربعاء بعدم دخول الجنود الماليين ومن دول غرب افريقيا الى المدينة ومنطقتها قبل التوصل الى "حل سياسي" مع باماكو

وسيطر جنود فرنسيون ليلا على مطار كيدال على بعد 1500 كلم من العاصمة باماكو والتي تشكل اخر مدينة كبرى في شمال مالي التي ما زالت تحت سيطرة مجموعات مسلحة هي الحركة الاسلامية في ازواد (اسلاميون منشقون) والحركة الوطنية لتحرير ازواد (طوارق يطالبون بالحكم الذاتي)
وافاد البيان ان "الحركة الاسلامية في ازواد توجه نداء عاجلا الى المجتمع الدولي وفرنسا من اجل عدم دخول الجيش المالي وقوات دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا الى اراضي جبال ادرار ايفوقاس في منطقة كيدال قبل التوصل الى حل سياسي"
وتابع البيان ان "الحركة بهذا الشرط الوحيد مستعدة على ما اكدت في اعلانات سابقة للمساهمة بشكل كامل وتام في مكافحة الارهاب وكذلك في التوصل الى حل دائم لهذه الازمة"
وتشكل كيدال ومنطقتها في جبال ايفوقاس مهد الطوارق المطالبين بالحكم الذاتي والذين يخوضون تمردا ضد نظام باماكو
ويشهد شمال البلاد توترا كبيرا بين الاقليات العربية والطوارق الذين يشكلون اكثرية في اوساط الجماعات الاسلامية المسلحة من جهة والسود الذين يشكلون اكثرية في مالي من جهة اخرى
وتابع البيان ان "الحركة الاسلامية في ازواد والحركة الوطنية لتحرير ازواد اثبتتا التزامهما التعاون مع فرنسا نظرا الى دخول القوات الفرنسية الى كيدال من دون طلقة نار، هذا دليل على ان كيدال ليست ملاذا للارهابيين"
ووصل الجنود الفرنسيون الى كيدال بعد السيطرة الى جانب الجيش المالي على اكبر مدينتين هما غاو وتمبكتو في شمال مالي كانتا خاضعتين لجماعات اسلامية مسلحة كثفت اعمال العنف فيهما منذ اكثر من تسعة اشهر
وكانت كيدال ومنطقتها في اقصى شمال شرق مالي الصحراوي قرب الحدود الجزائرية، معقلا لجماعة انصار الدين وهي مجموعة اسلامية مسلحة بقيادة اياد اغ غالي وهو متمرد سابق من الطوارق متحالف مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي
وحيال تقدم القوات الفرنسية، انقسمت هذه الحركة التي ولدت منها مجموعة جديدة هي حركة ازواد الاسلامية التي اكدت الاسبوع الماضي انها تريد "المضي نحو حل سلمي"
وافاد مصدر امني مالي ان كبار قادة الحركات الاسلامية بمن فيهم اغ غالي والجزائري ابو زيد، احد قياديي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، لجأوا الى جبال ايفوقاس شمال كيدال قرب الحدود الجزائرية
أ ف ب



Mali-carte-AR_30-01.jpg


 
رد: الحرب في مالي

هذه الجريدة لا يصدقها اهل البلد من الجزائريين فهي تسمى بجريدة البرقوق وتبيع الكلام لمن يدفع اكثر
لكن لا انفي او اجزم بالاحداث
لكن شخصيا لدي قناعة صورة او فيديو تدحض مليار مقال
 
رد: الحرب في مالي

ملاحظة الاعمال الانتقامية حصلت على يد الفارين من الزنوج

صورة تذكرني بالليبيين المسلمين يوم خرجوا لاستقبال الطائرات الفرنسية وبيرنار ليفي اليهودي

images
 
رد: الحرب في مالي

وزراء الخارجية طالبوا بالإسراع في إرسال مراقبين
الاتحاد الأوروبي ''قلق'' بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في مالي
الجمعة 01 فيفري 2013 الجزائر: ب. سهيل
أعرب وزراء الخارجية للاتحاد الأوروبي،أمس، في اجتماع لهم ببروكسل، عن''قلقهم'' بشأن مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان في مالي. ودعا رؤساء دبلوماسية الاتحاد السلطات المالية إلى ''تحقيق فوري'' حول عمليات انتقام ضدّ الأقليات العرقية أو غيرها من التوارف. وقال وزراء الخارجية إن ''الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم المناسب لمكافحة هذه التجاوزات''.
ورحّب الوزراء بـ''قرار المحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق في هذه القضية''، متمنّين ''تعبئة سريعة لمراقبين وتعزيز التعاون بين المنظّمات الدولية''، من أجل ضمان ''احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء الإقليم''، في مالي.
وسجّل الاتحاد الأوروبي وجود ''توتّرات مرتفعة في شمال مالي بين الأقليات العربية والترفية، من جهة، الذين يتواجدون بقوّة ضمن صفوف الجماعات المسلّحة الإسلامية، وبين غيرها من السود في غالبية مالي. كما طلب وزراء الاتحاد الأوروبي من السلطات في مالي بوضع، دون تأخير، ''خارطة الطريق'' السياسية بعد الحرب، في منظور الاستعادة الكاملة للنظام الدستوري، بما في ذلك السيطرة المدنية على القوات المسلّحة، وسلطة الدولة في جميع أنحاء أراضي مالي. كما دعا الاتحاد الأوروبي لفتح ''حوار وطني''، بما في ذلك مع الجماعات التي تنبذ الإرهاب ولا تمسّ بالسلامة الترابية لمالي.
وسجّلت المنظّمات الحقوقية، على غرار الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظّمة ''هيومن رايت ووتش'' عمليات اعتداء وانتهاكات وإعدامات في صفوف التوارف والأقليات العربية، وكذا مداهمات لمحلاّت التجار، بما فيها محلات تابعة لجزائريين في غاو وتومبكتو وموبتي

 
رد: الحرب في مالي

واشنطن تحذّر من عمليات الانتقام من التوارف والأقليات الأخرى
الرئيس المالي يعد بمحاكمة أياد غالي ويقصي أنصار الدين من أيّ مفاوضات
الجمعة 01 فيفري 2013 الجزائر: ح . سليمان

أكّد رئيس مالي بالوكالة ، ديونكوندا تراوري ، أمس ، أن ''المحاور الوحيد من التوارف لباماكو في أيّ مفاوضات سياسية مقبلة سيكون الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بعدما سقطت مصداقية جماعة أنصار الدين''. وقال تراوري ، في حوار لإذاعة فرنسا الدولية ، من الواضح أن ''أنصار الدين فقدت مصداقيتها ، ولم تعد مؤهّلة للحوار، أيّا كان القناع الذي قرّر بعضهم وضعه من الآن فصاعدا'' ، في إشارة إلى انشقاق حركة أزواد الإسلامية عن أنصار الدين ودعوتها إلى ''حلّ سلمي''. وأشار الرئيس المالي ، في أعقاب دعوته من قِبل الخارجية الفرنسية ، لضرورة الإسراع في فتح مباحثات مع المسلّحين من غير الإرهابيين، إلى أن ''الحركة الوحيدة التي قد نفكّر في التفاوض معها هي ، بالتأكيد، الحركة الوطنية لتحرير أزواد، بشرط أن تتخل عن كلّ هذه الادّعاءات الجغرافية'' ، يقصد التخلّي عن مطلب الانفصال والاستقلال عن مالي . وعن مصير زعيم حركة أنصار الدين، أياد أغ غالي، في حال وقوعه في أيدي الجيش المالي ، أوضح ديوكندا تراوري بأنه ''سيحاكم كما يجب. سيحاكم دون شكّ في مالي، أو ربما من قِبل المحاكم الدولية، لأنه قام بانتهاكات ومسؤول عن مجازر، وعليه أن يجيب عن كلّ ذلك'' . وكان النوّاب الماليون قد صوّتوا بالإجماع، الثلاثاء الفارط ، على خارطة طريق سياسية لمرحلة ما بعد الحرب في شمال مالي، تنصّ على إجراء محادثات مع بعض المجموعات المسلّحة في إطار المصالحة الوطنية.
كما حذّرت ولشنطن من عمليات الانتقام ضدّ التوارف والأقلّيات الأخرى ، في المناطق التي تمّ تحريرها ، بحجّة مساندتهم للحركات الإسلامية المسلّحة



وزير الدفاع الفرنسي يتكتّم عن الحرب البرّية
لودريان يرجّح احتجاز الرهائن الفرنسيين في منطقة ''ايفوغاس''
الجمعة 01 فيفري 2013 الجزائر: ح .س

أعلن وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، أمس، عن احتمال احتجاز الرهائن الفرنسيين من قِبل القاعدة في المنطقة الجبلية ''ايفوغاس'' في شمال مالي . وقال الوزير الفرنسي إن ''هناك احتمالا عن تواجدهم في هذه المنطقة، ولن يغيب عن نظرنا أو تفكيرنا أو إحساسنا بوجود رهائن فرنسيين في هذا الإقليم''. للتذكير تحتجز الحركات الإسلامية المسلّحة في مالي 7 رهائن فرنسيين، 6 منهم لدى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وآخر عند حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا . وامتنع وزير الدفاع الفرنسي عن الردّ على سؤال بشأن تقدّم الجيش الفرنسي إلى أبعد من مدينة كيدال، التي يسيطر فيها على مطار المدينة، مكتفيا بالقول ''سنرى''، بخصوص تنفيذ هجوم برّي ضدّ الإرهابيين في شمال مالي.

 
رد: الحرب في مالي

01.02.2013 08:37

واشنطن تريد خوض الحرب بأيادٍ غريبة !

وقعت النيجر مؤخراً اتفاقاً عسكرياً مع الولايات المتحدة الأمريكية، يسمح لواشنطن بنشر طائرات استطلاع دون طيار على أراضي تلك الدولة الوسط أفريقية. وتنفي الولايات المتحدة بشكل قاطع نيتها بارسال جنود الى تلك المنطقة. أي أن واشنطن ستحارب باستعمال الغير. وحسب الخبراء فان الاستراتيجية الأمريكية ضد الارهاب في المنطقة، هي مثال صارخ على هذا السلوك الذي أطلقت عليه بعض الألسنة في واشنطن وصف القيادة من خلف الظهر. وفحوى هذه السياسة يتجلى في تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للحليف. أما ما يخص العمليات العسكرية، فان الولايات المتحدة توكلها للبلدان المضطرة لحماية مصالحها الحيوية، وفي أغلب الأحيان هي حكومات البلدان التي تجري فيها النزاعات، والدول المجاورة لها. واذا كان ذلك غير كافٍ فان واشنطن ترى أن الدعم العسكري يجب أن يأتي من الدول الكبرى التي تربطها بذاك البلد صلات تاريخية. وفي وضع مالي، تم تنفيذ هذا السيناريو بحذافيره. الولايات المتحدة تقدم دعما كبيرا غير عسكري، بينما يقوم جيش مالي وبمساعدة دول أفريقية أخرى بتنفيذ العمليات العسكرية بالاعتماد على فرنسا، التي تدخلت في مستعمرتها السابقة بناء على نداء الاستغاثة الذي أطلقته مالي.
ويبدو أن واشنطن قد أخذت العبر من الحرب التي تخوضها دون انقطاع منذ 11 عاما في أفغانستان والعراق، حيث فقدت أكثر من 6 آلاف شخص، وكلفتها أكثر من تريليون دولار. ولا تريد واشنطن حسب مجلة "ايكونوميست" الدخول في حروب لانهاية لها، مع أعداء غير مرئيين، ومساعدة السكان المحليين غير الممتنين من ذلك. يقول فيكتور كريمينوك نائب رئيس معهد دراسات الولايات المتحدة وكندا: "ان فكرة الحرب باستخدام الأيادي الغريبة ظهرت منذ زمن طويل قبل اوباما. وكانت تظهر بعد انتهاء كل حملة غير موفقة لواشنطن في الخارج، كما حدث في فيتنام. وتتلخص تلك الاستراتيجية في استخدام الدول الأخرى، والقوى السياسية عن طريق دعمهم بالسلاح والمال، والخبرة، والاستفادة من قدراتهم ما أمكن ذلك. وقد تستخدم القوى الاستعمارية القديمة كفرنسا، أو الحركات المحلية، كما في بلدان الشرق الأوسط. وهذه السياسة تخفف من التدخل المباشر للولايات المتحدة وتخفض المصاريف الى أقل ما يمكن، بالاضافة الى تفعيل السياسة المناهضة للإرهاب". ويلفت فيكتور كريمينوك الانتباه، الى الاتجاهات الداخلية الجديدة في سياسة مكافحة الارهاب في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة - تفتيت القاعدة الاجتماعية الحاضنة للإرهاب. ويورد الخبير الروسي مثالاً على ذلك، من خطاب الرئيس اوباما في لوس أنجلوس مؤخرا، حين دافع الرئيس الأمريكي عن التسوية القانونية لأوضاع 11 مليون من المهاجرين غير الشرعيين: "مادامت هذه الفئة تشعر بالاضطهاد والملاحقة، فهي بيئة ملائمة لتجنيد الارهابيين، ولكننا بتسوية وضعها القانوني سنستطيع تحييد هذه المجموعة البشرية الكبيرة، وجعلها لا تهتم لدعوات المتطرفين".

المصدر: صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" ، الكاتب: داريا تسيلوريك

 
التعديل الأخير:
رد: الحرب في مالي

مناطق أفريقيا المتمردة والتدخلات العسكرية

6e3b8a3c-285b-4d83-858a-075f76230349

جنود فرنسيون عند نهر النيجر في مدينة غاو شمالي مالي

"الفرنسيون حرروا تمبكتو". عبارة تبدو وكأنها عنوان لخبر من عصر الإمبريالية. لكنها في حقيقة الأمر تعبير عن حلقة من سلسلة الصراعات والتدخلات الحديثة العهد في القارة الأفريقية.

هكذا استهل الكاتب الصحفي والباحث الأميركي مايكل جيرسون مقاله الذي كتبه في صحيفة واشنطن بوست بعنوان "مناطق أفريقيا المتمردة".

وعدَّد جيرسون التدخلات الغربية في أفريقيا، واصفاً "عملية سيرفال" الفرنسية في مالي بأنها أعاقت تنظيم القاعدة والمنتمين إليه في شمالي تلك الدولة الواقعة غربي أفريقيا.

وقال إن المقاتلات الأميركية وفرت الدعم لعملية إنقاذ الرهائن الفرنسيين التي باءت بالفشل في الصومال، مشيرا إلى أن فرنسا انتهت للتو من تدخل "ناجح" لمنع وقوع حرب أهلية في كوت ديفوار.

واشتبكت القوات الأوغندية -المدعومة لوجيستياً واستخبارياً من الولايات المتحدة- مؤخرا مع جيش الرب للمقاومة شمال بلدة جيما في جمهورية أفريقيا الوسطى. وتعتزم الأمم المتحدة اقتراح زيادة قوات حفظ السلام شرقي الكونغو بنحو 2500 جندي، بعد أن أجاز لها مجلس الأمن استخدام طائرات بدون طيار هناك.

كل تلك العمليات تأتي في سياق التحدي الإستراتيجي المتمثل في وجود ما سماه جيرسون "الفراغ السيادي". وثمة مناطق بأكملها تفتقر إلى حكومة عادلة وفاعلة، وهي مناطق اُلحِقت عَرَضاً أحيانا ضمن حدود دولة بعينها حسبما اقتضته خرائط المستعمِر.

وتستقطب تلك الأجزاء من العالم -ويعني بها جيرسون شمالي مالي والكونغو والصومال والحدود الأفغانية/الباكستانية وغيرها- عناصر "غير مرغوب فيها"، كالمسلحين وأمراء الحروب و"الإسلاميين المتطرفين"."
مايكل جيرسون:
ليست كل حرب أهلية تفرز فراغا سيادياً، ومع ذلك فإن الحروب الأهلية الطويلة والقذرة قد تفعل ذلك بكل تأكيد، ولعل صوملة الأزمة في سوريا خير شاهد على ذلك
"


ولا تكتفي هذه العناصر في الغالب بالتسبب في كارثة إنسانية محلية فحسب، بل إنها تصبح مُصَدِّرة للمشاكل، مثل تدفقات اللاجئين والنشاط الإجرامي، وزعزعة الاستقرار الإقليمي، والمختطفين الذين يقودون الطائرات التي تصطدم بالمباني.

ومع أنه ليست كل حرب أهلية تفرز فراغا سيادياً، فإن الحروب الأهلية الطويلة والقذرة -حسب تعبير كاتب المقال- قد تفعل ذلك بكل تأكيد، ولعل صوملة الأزمة في سوريا خير شاهد على ذلك.

إن هذه المشكلة المتمثلة في فوضى محلية تنجم عنها تحديات عالمية، وينتج عنها أيضا "انفصام جيوسياسي"، على حد وصف المقال. فمن السهل انتقاد التدخل باعتباره شكلا من أشكال الاستعمار الجديد، والإمبريالية والتسلط العسكري.

ثم كان أن حدثت اغتصابات لنساء البوسنة والكونغو بالجملة، ولقي مئات الألوف من التوتسي مصرعهم بالمُدى والآلات الحادة. وقبل هذا وذاك أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، بحسب المقال.

إن التدخلات العسكرية المباشرة أمر شائع، فالفرنسيون وحدهم أقدموا على 46 تدخلا في مستعمراتهم الأفريقية السابقة ما بين 1960 و2005، لكن نتائجها تباينت. وبريطانيا أعادت الديمقراطية إلى سيراليون في عملية عسكرية عام 2000. وانتهت عملية "استعادة الأمل" الأميركية في مقديشو عام 1993 إلى خيبة أمل.

ويرى جيرسون في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بديلا آخر لسيادة الدول، حيث يتمتع أصحاب الخوذات الزرق على الفور بشرعية ومصداقية. غير أن القوات الأممية تؤدي أداء أفضل بكثير عندما يتعلق الأمر بحفظ سلام قائم أكثر من إرساء النظام من رحم الفوضى.

ولمنظمات الأمن الإقليمي -مثل الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا- الإمكانيات، لكن تعوزها القدرة اللوجستية. لذلك فإن الولايات المتحدة تتدخل غالبا عبر دعم أطراف بالوكالة، كالقوات الكينية والإثيوبية واليوغندية في الصومال، والقوات اليوغندية في ملاحقتها جيش الرب للمقاومة.

وخلص الكاتب إلى أن الأميركيين تستهويهم الحلول التكنولوجية للمشكلات السياسية، حيث تشن الطائرات بدون طيار غارات على أهداف في الصومال واليمن، مشيرا إلى أن من شأن ذلك أن يفرض شكلا واحدا من أشكال النظام، ألا وهو القضاء على مكامن خطر محددة، لكنه لا يشجع على إرساء الاستقرار السياسي أو تحسين الظروف المحلية.

مصدر
 
رد: الحرب في مالي

شاهد يروي محنة عرب وطوارق تمبكتو

6e3b8a3c-285b-4d83-858a-075f76230349

عدد من تجار تمبكتو العرب وجدوا أنفسهم مضطرين للنزوح أمام اندلاع أعمال العنف والنهب

وصل إلى مدينة باسكنو الموريتانية الحدودية مع مالي أول شاهد من السكان العرب في مدينة تمبكتو (شمال مالي) على دخول القوات الفرنسية والمالية للمدينة قبل أيام، وتحدث الرجل للجزيرة نت عما عاشه خلال ذلك اليوم من خوف وترقب، قبل أن ينجو بجلده تاركا سيارته وثروته خلف ظهره.

الشيخ ولد حمودي أحد التجار العرب القاطنين بمدينة تمبكتو، ظل يحاول البقاء فيها متمسكا بخيط أمل رقيق، رافضا مغادرة المدينة رغم إلحاح الأهالي وتوسل الأقارب والأصدقاء. يملك الرجل محلين تجاريين كبيرين بسوق المدينة أحدهما لبيع المواد الغذائية، والآخر لبيع الأثاث.

غادر الكثيرون المدينة وبقي ولد حمودي ينتظر لعل الجيش المالي والمليشيات المحسوبة عليه تكون هذه المرة أكثر رحمة بسكان المدينة وأقل انتقامية وبطشا بأبنائها، ولكن خاب أمله وبدا أنه يتعلق بسراب وأوهام لا أكثر، حسب قوله.
الشيخ ولد حمودي فر من تمبكتو وترك محليْن تجاريين (الجزيرة نت)


دخول القوات
يقول ولد حمودي إنه بات بمنزله ليلة (الاثنين) حين دخول الفرنسيين قلقا وجلا، وفي الضحى شاهد الجيش المالي ينتشر في الشوارع، والناس يستقبلونه استقبال الفاتحين، حاول بعد ذلك الاقتراب من محلاته التجارية فإذا بجموع هائلة من السكان الزنوج تحيط بالسوق وتكسر أبواب جميع المحلات وتنهبها نهبا كاملا.

وأضاف أن القوات الفرنسية بقيت في أطراف المدينة على ما يبدو، إذ لم يلاحظ لهم أي وجود في داخل المدينة، في حين كانت القوات المالية تنتشر في الشوارع الرئيسية، ولكنها مع ذلك لم تكن تمنع المواطنين الزنوج من نهب وسلب أموال المواطنين البيض عربا وطوارق.

وقال إنه لما شاهد جموع الناهبين تتجه نحو المنازل -بعد أن استنفدت ما في المحلات التجارية التي تقدر بالعشرات- خرج من المدينة خائفا يترقب، مخلفا سيارته وفارا على رجليه حتى وصل إلى بلدة حاسي علال نحو 9 كيلومترات شمال مدينة تمبكتو.

هناك وجد ولد حمودي من أنقذ حياته، وهم -حسب روايته- بعض مربي الماشية الذين يتجولون في المنطقة بمواشيهم بحثا عن الماء والكلأ، بقي معهم ثلاثة أيام ينتظر ويبحث عن وسيلة نقل تحمله إلى موريتانيا أو الجزائر، وهو ما تحقق له فجر الخميس حين مرت به سيارة تحمل بعض الفارين إلى موريتانيا، الخائفين من أن يشملهم الاستهداف من لدن القوات المالية والسائرين في فلكها.

لا يعرف ولد حمودي على وجه اليقين ما إن كان بقي في مدينة تمبكتو أفراد من البيض عربا أو طوارق، ولكنه متأكد من شيء واحد هو أنه ستتم تصفيتهم لو وجدوا، خصوصا مع ورود أنباء من جهات عدة من شمال مالي عن تصفيات وأعمال قتل وثأر استهدفت مواطنين عربا وطوارق.
الجيد ولد عالي سخر من اتهامات للتجار الذين نهبت أموالهم بالتعاون مع المسلحين (الجزيرة نت)


تصفيات
وقال مواطن عربي آخر قدم قبل أيام من مدينة تمبكتو وهو أحد تجارها ويدعى الجيد ولد عالي إن سبعة مواطنين عرب قتلوا في اليومين الماضيين ببلدة دوغو فري قرب مدينة إديابيلي (153 تقريبا شرق موريتانيا) وهي المدينة التي قتل فيها الجيش المالي 16 موريتانياً من جماعة الدعوة والتبليغ، وقال إن من بين القتلى السبعة تاجرا عربيا.

وسخر من الاتهامات التي تنقلها وسائل إعلام عالمية عن الجيش المالي باتهام التجار الذين نهبت ممتلكاتهم في تمبكتو وغاو بالتعاون مع الجماعات الإسلامية المسلحة، قائلا إن الجيش أدخل بعض الذخائر إلى متاجر تابعة لمواطنين عربا، وسمح بالتقاط صور تعطي الانطباع بتخزين هذه الأسلحة والذخائر في المتاجر العربية.

وتـُتهم السلطات المالية من قبل سكان عرب وطوارق وهيئات حقوقية بارتكاب تصفيات عرقية وأعمال عنف وسلب ونهب ضد المواطنين العرب والطوارق في مدن الشمال المالي منذ اندلاع الحرب الأخيرة، وأدت تلك الحرب لنزوح عشرات الآلاف من الطوارق والعرب إلى الدول المجاورة، وخصوصا موريتانيا والجزائر.

مصدر
 
التعديل الأخير:
رد: الحرب في مالي

هولاند يزور مالي وتحذيرات من انتهاكات

أعلن في باريس أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سيزور مالي غدا السبت. في الوقت الذي قالت فيه منظمة العفو الدولية إن مدنيين في شمال مالي تعرضوا للقتل وأعمال عنف أخرى من قبل الجيش والمتمردين المسلحين.

فقد قال مكتب الرئيس الفرنسي في بيان أن هولاند سيزور مالي غدا السبت وسيرافقه في زيارته وزراء الدفاع والخارجية والتنمية.

وتأتي زيارة هولاند بعد ثلاثة أسابيع تقريبا على بدء التدخل العسكري الفرنسي لدعم القوات المالية ضد المقاتلين الإسلاميين في شمال البلاد.

ويشارك 4600 جندي فرنسي 3500 منهم على أرض مالي في العملية التي أطلقت في 11 يناير/ كانون الثاني وتمكنت من استعادة مدينتي غاو وتمبكتو في شمال البلاد من أيدي الإسلاميين.

من جهة ثانية وصلت غاو كتيبة من الطوارق تابعة للجيش المالي بقيادة الحجي جمول الذي كان مسؤولا عن الدفاع عن منطقتي غاو وكيدال حتى تاريخ سقوطهما في أيدي الحركات المسلحة في مارس/آذار الماضي. وتقول القوات الأفريقية والمالية التي تسيطر على المدن الرئيسية في شمال مالي إنها ستحترم حقوق المواطنين.

324cb39d-59f8-4ba8-b657-df9f2db0a231

العفو الدولية حذرت من انتهاكات يقوم بها الجيش والمتمردون على حد سواء

انتهاكات
لكن العفو الدولية قالت اليوم الجمعة إن مدنيين في شمال مالي تعرضوا للقتل وأعمال عنف أخرى من قبل الجيش، وأيضا المتمردين الإسلاميين المسلحين.

ووفقا للمنظمة، أعدمت حكومة مالي 13 شخصا يشتبه في أنهم من الإسلاميين، بالإضافة إلى خمسة آخرين اختفوا في بلدتي سيفاري وكونا في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضافت أن المتمردين في بلدة كونا أعدموا ما لا يقل عن سبعة من جنود جيش مالي، كما استخدموا الأطفال جنودا.

وأوضحت المنظمة في تقريرها استنادا إلى شهود أن الجيش احتجز ركاب حافلة يشتبه بأن لهم علاقة بالجماعات "المتمردة" بمحطة في مدينة سيفاري ثم أعدم بعضهم في وقت لاحق.

وذكر التقرير أنه بدا أن الجيش يستهدف الأشخاص الذين يشتبه في قيامهم بدعم "المتمردين" الإسلاميين، معتمدا إلى حد كبير على مظهرهم.

وقال شاهد عيان بأحد أحياء سيفاري "لاحظت أن كل الأشخاص الذين تم قتلهم كانوا يرتدون ملابس مشابهة لتلك التي يرتديها الإسلاميون". وأكد أنه أحصى 12 جثة ألقاها جنود في بئر في وقت لاحق.

baca08b0-aa02-4ba0-947a-cacc5bef3259

الأمم المتحدة أقرت تحويل القوات الأفريقية بمالي إلى بعثة لحفظ السلام

حفظ السلام
من ناحية أخرى أعلنت السلطات الفرنسية الخميس أن باريس تؤيد تحويل القوة الأفريقية التي أجازت الأمم المتحدة نشرها في مالي، إلى بعثة أممية لحفظ السلام.

وقال وزير الدفاع جان إيف لو دريان إن "هذا التطور الذي أعلنته الأمم المتحدة سيكون إيجابيا جدا، وآمل في أن تنفذ هذه المبادرة من جانب الأمم المتحدة حتى النهاية".

وردا على احتمال مشاركة فرنسا بالقوة الدولية الجديدة في مالي، قال الوزير "عندها سنؤدي دورنا بالتأكيد".

وأعلن دبلوماسيون ومسؤولون أمميون الأربعاء في نيويورك أن المنظمة الدولية قد تسرع وتيرة تشكيل قوة لحفظ السلام في مالي.

من جانبه عرض رئيس مالي المؤقت ديونكوندا تراوري إجراء محادثات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد (حركة متمردي الطوارق) في مسعى لتحقيق مصالحة وطنية.

وأعلن تراوري بضغوط من فرنسا استعداده لبدء محادثات مع تلك الحركة بشرط احترام تعهد بإسقاط مطالبها الخاصة باستقلال شمال مالي، مضيفا أن "الجماعة الوحيدة التي يمكن أن نفكر في التفاوض معها اليوم هي الحركة الوطنية لتحرير أزواد لكن بالطبع شرط أن تتخلى عن أي مزاعم تتعلق بمطالب إقليمية" مستبعدا إجراء أي محادثات مع أي جماعات إسلامية.

وكان زعماء الحركة عرضوا المشاركة في القتال ضد الإسلاميين، وسط مخاوف من أن يشن جيش مالي هجمات انتقامية ضد الطوارق عند استعادة البلدات الشمالية.

ويحمل كثيرون في مالي مسؤولية الأزمة الراهنة لتمرد الطوارق العام الماضي مما دفع ضباط الجيش الساخطين إلى الإطاحة بالحكومة في باماكو.

ودعا تراوري -الذي تم تنصيبه رئيسا بعد الانقلاب العسكري في مارس/آذار- إلى انتخابات عامة تجرى في 31 يوليو/تموز لاستكمال عملية انتقال سياسي.

مصدر
 
رد: الحرب في مالي

منحت الجزائر حكومة مالي مساعدة عسكرية ومالية وإنسانية، في إطار المساعي الدولية لدعم السلطات الانتقالية هناك في مواجهة الجماعات المتشددة والوضع الإنساني المتردي.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية، في 30 كانون الثاني/ يناير، أن هذه المساعدة موجهة أساسا "للتنمية وتعزيز قدرات قوات الدفاع والأمن في مالي".

ونقلت الوكالة عن مصدر جزائري رسمي، قوله إن وقوف المجتمع الدولي إلى جانب مالي سيساهم في "تفعيل المسار السياسي بين الماليين لتسوية المشاكل التي يواجهها هذا البلد بشكل دائم، وتفضيل المصالحة بين كل أبناء مالي، في ظل احترام الوحدة والسيادة الترابية للبلد".

 
رد: الحرب في مالي

''الخبر'' عاشت الوجه الآخر لصحرائنا الكبرى
رحلة مع المهربين إلى شمال مالي
الثلاثاء 04 ديسمبر 2012 مبعوث ''الخبر'' إلى شمال مالي: م. إيوانوغان
une_805758296.jpg




لعبة القط والفأر مع العواصف وقوات الأمن

''الصحراء لا يحكى عنها بل نعيش غرائبها. هي في غاية الجمال تثير الهيجان وتسحر النفوس في نفس الوقت''. هذا شعار مكتوب على لوحة إشهارية منصوبة عند مدخل فندق تاهات الذي دشنه الراحل هواري بومدين قبل وفاته بأشهر في مدينة تمنراست. بدا مجرد عبارات، صاحبها يتقن الأسلوب الأدبي وكفى، لكن بعدما قطعت مسافة الـ600 كلم التي تفصل تمنراست عن برج باجي مختار على طريق رملية أحيانا وحجرية وترابية أحيانا أخرى، طريق ملتوية تتخللها وديان وأفق يظهر ويجعلك تشعر أنك تسير في الاتجاه الصحيح ثم يختفي ويتسرب إليك اليأس من أنك ستخرج سالما من مغامرتك.. حينها فهمت أن المقال الصحفي أو الأدبي أو أي نوع آخر من الكتابة لن يكفي لنقل كل خبايا الصحراء لمن لم يعايشها.



البداية إذن كانت من فندق تاهات مساء الأربعاء 21 نوفمبر الماضي. التغطية الهاتفية منعدمة، جربت ما لا يقل عن عشرة أرقام للمتعاملين الثلاثة في الهاتف النقال قصد الاتصال بالمصادر التي اتفقت معها قبل التنقل إلى عاصمة الأهفار. ولا مكالمة تمر.. الخيبة بدأت تتسرب إلى نفسي، خشيت أن أقضي كل فترة مهمتي في الدخول والخروج من بهو الفندق بحثا عن الـ''ريزو''. وأمام استحالة الاتصال بالأصدقاء هناك، بدأت أحضر مواضيع بديلة للموضوع الذي تنقلت من أجله إلى تمنراست: ''موضوع أزمة مالي واللاجئين الماليين في الجزائر''. الملف الثاني في ترتيب الأهمية في هذه الولاية هو السياحة ومدى تأثـرها بالوضع الأمني في المنطقة والساحل الإفريقي ككل. وزير السياحة الأسبق والحالي أكدا مرارا أن سياحتنا الصحراوية ستنتعش قريبا ولم يؤثـر عليها نشاط القاعدة. لكن أخبار السياح في فندق تاهات، الأكبر في المنطقة وتابع للقطاع العام، تقول العكس. الزبائن هنا جزائريون شباب يشتغلون في الشركة الوطنية لأشغال الأنابيب وشركات أخرى، أما الأجانب فمنهم صينيون وروس جاءوا في مهمة تعاون مع الجيش الوطني الشعبي. لا أثـر إذن للسياح في الفندق، والذين مازالوا يقصدون تمنراست يأتون إلى معارفهم، فحتى النشاط السياحي سيطرت عليه السوق الموازية ومداخيله لا تستفيد منها الخزينة العمومية عن طريق الضرائب، ولا الاقتصاد الوطني عن طريق الفنادق والمطاعم أو محلات المواد الغذائية والمصنوعات التقليدية. هم يأتون إلى إقامات خاصة توفرها لهم عائلات وأصدقاء في المنطقة، إلى درجة أن من ينزل في مطار الحاج موسى أخاموخ دون احتياطات مسبقة لن يجد من ينقله إلى المدينة. الناقلون يعلمون أن كل من يسافر إلى مدينتهم له من يتكفل بنقله، وبالتالي لا يراهنون على خط المطار لكسب قوت يومهم.



فرار من جحيم ''القاعدة''
بإمكان واقع السياحة إذن أن ينقذ مهمتي في حالة بقاء التغطية الهاتفية على حالها، ويمكنني الآن أن ألتحق بالغرفة للاستراحة. قضيت الليلة أتابع ''فرانس ''24 لعل من أخبار عن تطورات الوضع في شمال مالي، لكن لا شيء في الأفق تلك الليلة. وفي الصبيحة بدأت الأمور تنفرج، صديقي عبد القادر اتصل بي مبكرا: ''أين أنت؟ أبحث عنك منذ أمس''. - ''أنا في فندق تاهات''. ''أخرج إلى باب الحراسة سأكون عندك بعد لحظات''. عبد القادر هو عضو جمعية دولية خيرية للشبيبة العربية، مقرها كان في تمبوكتو المالية. هو جزائري ومعه جزائري آخر ترفي خريج جامعة بومرداس، إلى جانب ماليين وسودانيين وسوريين وتونسيين... وأول نشاط للجمعية تأسيس مدرسة قرآنية في تمبوكتو سنة 2011 وكانت تهتم بالحفاظ على المعالم الأثـرية والمخطوطات التاريخية. وبعدما دخلت الجماعات الإرهابية المنطقة، تفككت الجمعية ولم يبق منها سوى ختمها وبعض وثائق ملفها الإداري، بحوزة عبد القادر.

لحظات بعد المكالمة الهاتفية، وصل عبد القادر الذي يشتغل حاليا في قطاع الصحة مكلفا بنقل المرضى الذين يحولون من تمنراست إلى مستشفيات العاصمة. هذه المهمة سمحت له بالوقوف على معاناة مرضى الكبد والسرطان بشكل خاص، حيث ينقلون إلى العاصمة دون أي دعم من السلطات المعنية. يتكفل بنفسه بإيوائهم وتسوية إجراءات المستشفى... ما جعله يؤسس جمعية لمرضى السرطان والكبد في تمنراست، مطلبها الأساسي هو تزويد ولاية تمنراست بسيارات الإسعاف الكافية ومساعدة المرضى لدى تنقلهم إلى العاصمة، خاصة في مجال الإيواء...

كان هذا موضوعا ثانيا اتفقنا مع عبد القادر على تناوله، حيث اشتكى من تجاهل الصحافة لمعاناة مرضى تمنراست، خاصة مرضى السرطان والكبد منهم. لكن قبل العودة إلى ملف السياحة ومعاناة المرضى، دخلنا في موضوع مهمتي الأصلية، وكانت شهادة عبد القادر دليلا حيا على ما صنعته القاعدة بمجرد استيلائها على تمبوكتو وغيرها من مناطق شمال مالي. وأظهر لنا عبد القادر تلك المحفظة الحمراء منتهية الصلاحية، لكنها سمحت له بنقل أرشيف جمعيته إلى الجزائر على طريقة الأفلام السينمائية التي تروي لنا وقائع الحروب ومقاومي الغزاة... قصة عبد القادر وجمعيته في تمبوكتو لحظة هجوم السلفيين (كما يسميهم) أو عناصر القاعدة عليها، تشبه قصة عائلة محمد الكنتي، شيخ الزاوية القادرية في العاصمة المالية باماكو. حيث فر هو إلى الجزائر بينما توجهت زوجته وأبناؤه الأربعة رفقة عائلته الكبيرة من مسقط رأسها ماناكا إلى العاصمة النيجرية، نيامي. ولا يدري محمد هل سيستقر في الجزائر أم سيعود يوما إلى بلاده، لكنه بدأ حياة جديدة في تمنراست فور وصوله إليها منذ شهر. فقد تزوج هناك ويقول: ''أنا شيخ وهذه المسألة بسيطة بالنسبة لي'' ولا يتوقف عن زيارة عائلته في النيجر...

أصدقاء الشيخ ممن فروا من جحيم الحرب من مالي كثيرون في تمنراست، وكان لنا موعد بعد ظهر الخميس للقاء هؤلاء ونقل ظروفهم الاجتماعية والظروف التي تنقلوا فيها إلى الجزائر. غير أن الوقت داهمنا وكنا منشغلين بترتيب سفرية برج باجي مختار ثم بلدة الخليل المالية القريبة من حدودنا.



files.php




لعبة ''ما شفتني ما شفتك''

الرحلة كانت مقررة مساء الخميس على أن نصل إلى وجهتنا صبيحة الجمعة، وحينها يكون الدخول إلى المنطقة مفتوحا. لكن الترتيبات تأخرت، لأن السفر عبر الصحراء لمسافة مئات الكيلومترات محفوف بالمخاطر ويتطلب إعداد العدة من أكل وشرب وأغطية ووقود... زيادة على كل هذا، اشترطت من مرافقي أن أعلم مصالح الأمن بالسفرية قبل الانطلاق كوني في مهمة بتمنراست. مرافقي أخبروني أن الرحلة ملغاة مسبقا إذا كان سفري يمر حتما عبر إخبار مصالح الأمن. وأثناء الأخذ والرد الطويل، اكتشف السائق عطبا في سيارة الـ''4/''4 أو ''الحاجة'' كما يلقبها. الوقت تأخر كثيرا وسنجد الطريق مقطوعة على مسافة 70 كلم من مدينة تمنراست، أي على مستوى مقر بلدية سيلات.

في الصباح التقينا أنا ومرافقي الاثنين والسائق ومرافقيه الاثنين كذلك أمام بيت يبدو أنه مخزن للوقود. ظننت في البداية أن الأمر يتعلق باحتياطات السفر، لكن الكمية التي تم شحنها على سقف السيارة وداخل الصندوق الخلفي جعلتني أشك في حقيقة السائق وجماعته. فكرت بداية في إلغاء الرحلة، لكني تداركت بسرعة وقررت خوض المغامرة لاكتشاف خبايا أخرى في الصحراء وفي جزائرنا العميقة عامة. ثم لا أحد سيقبل بنقلي في تلك الوجهة من غير من أسميهم في هذا المقام بـ''المهربين'' التزاما بقوانين الجمهورية، ومن يسميهم رفيقاي بـ''خدامين على شرهم''، ثم ''عبور الصحراء يحمل مفاجآت عديدة تجعل أي كمية من الوقود التي تحملها معك غير كافية لإنقاذ نفسك من الضياع، وعندما ينجح هؤلاء في إيصال ما يمكنهم من السلعة إلى الوجهة الأخيرة فيكسبون بعض النقود تعوضهم عن مصاريفهم'' يقول رفيقاي. بعض النقود هذه هي 200 دينار للتر البنزين و100 للتر المازوت، بمعنى أن الكمية على متن السيارة يقدر مدخولها بعشرات ملايين السنتيمات.

بمجرد ابتعادنا عن الأحياء السكنية لمدينة تمنراست، دخلنا في طريق ترابية ستوصلنا إلى طريق ''الفودرون''. ظننت أن الطريق الرئيسية مقطوعة، لكن هذا الانحراف هدفه تفادي أول حاجز للدرك الوطني عند مخرج المدينة باتجاه بلدية سيلات. وعند دخولنا مجددا في الطريق الرئيسية وجدنا سيارة كانت مركونة بجانب سيارتنا، في الاتجاه المعاكس. تحية سريعة ثم انطلقت السيارة. ''إنه صاحبكم''، فرد السائق ''إيه ليسكورت''. ''وهل هناك إيسكورت أخرى تنتظرنا فيما تبقى من المشوار؟'' يرد أحد رفيقيّ: ''ما تكثرش الأسئلة عليهم حتى لا يشكوا في أمرك''. إلى هنا الجماعة اعتقدت أنني أمثل منظمة إنسانية، وبعد انطلاق المغامرة تركت الأمر في نفس الإطار ولم أكشف عن هويتي. قطعنا بضعة كيلومترات وانحرفت السيارة مجددا عن الطريق الرئيسية. هناك حاجز آخر للدرك الوطني يجب تجاوزه على طريق ملتوية. والغريب أن الحاجز نصب على مسافة ليست بعيدة عن الطريق الملتوية وتجاوزه كذلك لا يتطلب الابتعاد عنه لمسافة بعيدة. السائق بحاجة لتفادي الإحراج لا أقل ولا أكثـر لأنه، على حد تعبيره ''إذا مررت أمام الحاجز فهذا يعني قفازة'' ولا يعقل أن يجهل أعوان الدرك أو الأمن حيل المهربين والسائقين لتجنب حواجزهم وهم يشتغلون ليل نهار على محاربة الغش والتهريب.

دخلنا مقر بلدية سيلات وتوقفنا عند محطة الوقود الوحيدة المتواجدة في المنطقة. لا يجوز ملء خزان السيارة هنا بكمية تفوق قيمتها 400 دينار. أنهينا العملية البروتوكولية وإذا بسيارة شرطة تمر أمامنا قبيل الخروج من المحطة بلحظات قليلة. سرنا خلف السيارة وبدأ السوسبانس، هل نتجاوزها أم نتوقف قليلا حتى تبتعد عنا أم نواصل السير خلفها...؟ أخيرا قرر سائقنا تجاوز أعوان الشرطة دون ضجيج، وعلى مسافة أمتار انتهت الطريق المعبدة وتبدأ المغامرة الكبرى.



ساعات في تعداد المفقودين
العاصفة الرملية لم تتأخر طويلا لاستقبالنا بحفاوة والرؤية منعدمة علينا على مسافة أمتار، مع ذلك السائق لم يخفض السرعة. وقت الوصول إلى وجهتنا كان مقررا في حدود الرابعة أو الخامسة بعد الزوال، وأكثر من ذلك سنضطر للمبيت في الهواء الطلق. الساعة تشير إلى الحادية عشرة وربع بالضبط، تتوقف السيارة لأول مرة، إنها بداية المفاجآت. عطب في العجلة وليس أكثر، ولم يتطلب تغييرها وقتا طويلا، رغم أن العملية هنا تختلف عن تغيير العجلة في طريق عادية. هنا ضغط رافعة السيارة يتجه إلى عمق الرمال أكثر مما يتجه إلى الأعلى، علينا إذن أن نحفر تحت العجلة لتنحيتها. انتهينا من العملية وانطلق السائق مجددا بسرعة لا تقل عن 80 كلم في الساعة، وبعد ساعة تقريبا خفّت العاصفة وكان المرشد الترفي الذي رافقني في الرحلة أول من انتبه أننا ابتعدنا كثيرا عن الطريق الصحيحة. السائق لا يوافقه الرأي ويشير إلى حجرة سوداء، ''هذه الحجرة تبعد عن العرق حوالي 20 كلم''، والعرق هو دليلنا الرئيسي، بالإضافة إلى التضاريس الأخرى التي تظهر لنا في الأفق وكذلك عجلات وأعمدة وشجيرات نلتقي بها من حين لآخر... وبعد ربع ساعة أخرى من السير يتوقف السائق عند حافة واد، وهنا يقتنع بأنه ضيّع فعلا الطريق ويطلب من الجماعة كلها أن تجتهد وتبدي رأيها في الاتجاه الذي نسلكه.

مرشدنا اشتغل مع السيّاح الأجانب لسنوات طويلة، ويقول إنه كان يحقق ثلاث إلى أربع ملايين سنتيم في كل مهمة، وحاليا دخل البطالة بعدما أوقفت وكالة السفر التي كانت توظفه، نشاطها. يعرف الصحراء من حدود ليبيا إلى حدود موريتانيا، على حد تعبيره. جبل ليس بعيدا عنا كثيرا، والمرشد تعرف عليه، إنه ''جبل العسكر''، نسبة إلى قوات الجيش الوطني الشعبي المستقرة في أسفله في السنوات الماضية، لكن السائق يقول ''لا ليس هذا جبل العسكر''. المرشد يصر على رأيه ''لقد اكتسحته الرمال فعلا لكنه جبل العسكر عرفته، علينا أن نتجه نحو اليسار''. نزل السائق عند رغبة المرشد واتجه نحو اليسار. لا شيء في الأفق، ويقول مرافقي الآخر ''علينا أن نتبع إتجاه الشمس''، لكن السماء غائمة والعاصفة استعادت قوتها، ''الشمس من هنا''، يشير المرافق بيده مائلة قليلا بإتجاه اليمين، وفعلا بعد كيلومترات قليلة ظهرت لنا كثبان رملية. علينا الآن أن نسير في خط مواز لتلك الكثبان، لقد تجاوزنا الخطر، لكننا نسير حوالي ساعة أخرى لنجد الطريق الصحيحة. أخيرا عثرنا على واحد من الأعمدة المستعملة للدلالة على أنك في الطريق الوطني. اعتقدت أن هذه الطريق كانت مهيأة بالزفت وإشارات المرور... والرمال أفسدتها، لكن رفقائي على متن السيارة شرحوا لي أن الطريق الوطني تعني الاتجاه المسطر من قبل السلطات للسفر عبر الصحراء. دخلنا وسط الكثبان الرملية وقابلتنا مفاجأة أخرى، الرمال حاصرتنا وعلينا نزع أجزاء منها ودفع السيارة لإخراجها إلى مسافة قريبة. العملية ليست في غاية التعقيد مقارنة مع تلك الشاحنة نصف المقطورة التابعة لشركة وطنية مختصة في نقل العتاد. ركابها قدموا لنا يد المساعدة وطلبوا منا علبة سجائر يدفعون ثمنها أضعاف المرات إن اشترطنا ذلك. تركناهم في نفس المكان وسط الرمال رفقة شاحنتين أخريين لا تستطيع أي منها مساعدة الأخرى.

حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، وصلنا إلى منطقة تيميساو، أين توقفنا مجددا، لكن للاستراحة وتناول وجبة هذه المرة. الموقع سطح مترامي الأطراف تحيط به جبال بعيدة عنا نسبيا، به أشجار أوراقها وأغصانها تشكل مظليات تقي من يستريح تحتها من أشعة الشمس. موقع يشفي المريض، ليس بعيدا عن جبل العسكر، وتذكرت حينها عملية تحرير السياح الألمان والسويسريين الذين اختطفتهم جماعة عبد الرزاق البارة سنة .2003 لكن رفقائي ذكروني أن العملية لم تتم هنا بل شمال تمنراست. بقيت أمامنا نصف المسافة تقريبا، ما يعني أن الوصول إلى وجهتنا سيتأخر عن موعده المحدد بكثير.

وقت غروب الشمس، ابتعدنا عن تيميساو وعن البئر الوحيدة المتواجدة على طول الطريق، وصادفنا أول شاحنة للجيش الوطني الشعبي مرفوقة بسيارتين للدرك الوطني. مررنا أمام الموكب دون إشكال، لأن حركات أفراد الأمن هنا وأجهزة قياسهم للمسافة توحي أنهم في مهمة تحري عن موقع لاستقرار قوات أمنية أخرى. مسافة قصيرة ونصادف شاحنات عديدة للجيش متوقفة، ومررنا بشكل عادي أيضا. لكن مع بداية زوال الرؤية واشتعال أضواء السيارات بدأت الجماعة تشك في كل سيارة تتحرك خلفنا وبإتجاهنا.




الصلاة بسرعة
لا بد من زيادة السرعة والانحراف عن أضواء السيارات أو مواقع الجيش وقوات الأمن. نتوقف مجددا، ماذا هناك؟ ''لدينا وقت مع الله سبحانه وتعالى''، يجيبني المرشد، أي نتوقف لأداء الصلاة، وتم ذلك بسرعة وواصلنا السير بسرعة متزايدة في ظلام دامس، وفجأة موكب آخر للجيش يسير في إتجاهنا في هدوء تام. وضعية توحي أن الموكب ينقل أفراد الجيش لموقع العمل أو عائدين منه. الساعة تشير إلى حدود العاشرة، دخلنا موقعا يبدو أنه أثري، بقايا سكنات وأسوار... لا أضواء كهربائية ولا تقليدية، الهدوء يخيم على المكان. ''أنت الآن في مالي''، يقول لي المرشد. هنا انقلبت على رفيقي ''لم نتفق على خرق الحدود خفية على مصالح الأمن وفي الظلام... أنا الآن في وضعية مهرّب أليس كذلك''. رفيقي يجيب ''أنت بين أيد آمنة، عليك فقط أن تخفض صوتك أو تسكت.. ما تفضحناش''.



أصدقاؤنا المهربون انتبهوا إلى التوتر الذي تسرب إلينا وعملوا على طمأنتنا أن المكان آمن لا نخشى شيئا، لكن علينا تجنب الحديث للأشخاص المتواجدين معنا. أنزلت الحمولة بسرعة وأفرغت في براميل حديدية، السائق يسأل عن المطعم المتواجد في الموقع، كان ينوي دعوتي لوجبة عشاء أرقى. ''أعلم أنك لا تستطيع أكل طعامنا، لكن للأسف المطعم مغلق''. جلسنا في حلقة وحضر الطعام تركوا لي الملعقة الوحيدة المتوفرة، تناولت ملعقتين أو ثلاثا وتوقفت عن الأكل، ليس لأن الطعام سيئ، هو طعام البسطاء لا يختلف عما يأكله الجزائريون، لكن الشهية فقدت مبرر وجودها في نفسي، الوضع تجاوز حدود المفاجآت التي كنت مستعدا لها. لكنني شعرت فعلا أنني بين أشخاص مسالمين، يخاطرون بحياتهم من أجل لقمة العيش، ولو وجدوا مصدر رزق أكثر راحة وأكثر إفادة للمجتمع لما اختاروا هذا النشاط.



حان موعد النوم وخصصوا لي مخبأ يمكن وصفه بـ''سويت''، مقارنة بظروف الإقامة الأخرى المتوفرة في المكان. لم تتوقف حركة السيارات طيلة الليل وطلقات نارية نسمعها على مسافة بعيدة من هنا، ''النشاط الجاري في الخليل ليلا ما يعلم بيه غير ربي''، يقول أحد المرافقين. وربما غياب التيار الكهربائي ساعد على ذلك، ولو تتصدق السلطات الجزائرية على هذه البلدة المالية بالتيار الكهربائي، لضمنت لنفسها نصف درجة اليقظة المطلوبة. في الصباح الجو جميل والحركة بدأت مبكرا في المحيط الذي نتواجد فيه، هو ''محيط تجاري''، يقول أحد أصدقائنا الذين سافرنا معهم. لكنه بالمفهوم القانوني محيط تهريبي، والعلاقات بين الأشخاص تحكمها قواعد المهربين الجزائريين: الحريات الفردية محترمة، بإمكاني التدخين هنا بكل حرية. شباب وأطفال منتشرون في كل مكان حول إبريق شاي وسجائر... وشاحنات بترقيم 11 (ولاية تمنراست) و39 (وادي سوف) تحمل علامات شركات لنقل البضائع وفلاحين... مركونة في حظيرة مكتظة بهياكل سيارات قديمة.

اجتزنا المحيط الذي يسيطر عليه الجزائريون في الخليل، واجتزنا المبنى الوحيد الذي يرمز للهندسة المعمارية العصرية في البلدة، هو مركز شرطة الحدود المالية، كما قيل لي، وهو مغلق، وعند مدخله شيخ بسط ''زربيته'' وجلس بمفرده يسبح بحمد الله ويداعب سواكا بفمه... وبعد أمتار قليلة ظهر لنا أول علم للأزواد عند مدخل محل تجاري. ثم ظهر العلم الأزوادي فوق سقف كل بيت وفي جل المحلات التجارية. نحن هنا عند الأزواد، أليس كذلك؟ ''مخلطة الحالة''، يجيبني رفقائي. وعلي الآن أن أحذر من التدخين، لأن أنصار الدين يفرضون عقوبة قطع الأصابع على المدخنين. لم أشاهد أشخاصا يرتدون لباسا أبيض بلحية كثيفة، كما وُصف لي أنصار الدين، وطُلب مني ألا أحدثهم إذا صادفتهم، لكن شاهدت هؤلاء في تمنراست.. ملكان أبيضان، لحية سوداء على متن ''4/''4 في معقل التهريب بعاصمة الأهفار.


الأزواد يسترجعون سيطرتهم على الخليل
من بين الشعارات المكتوبة على جدران مباني بلدة الخليل ''مثلما حرر آباؤنا البلاد من الاستعمار سنحررها من الإرهاب الهمجي الأعمى''، أو شعار ''شارع شارع، دار دار، زنفة زنفة''. الظاهر أن الأزواد استرجعوا سيطرتهم على الخليل بعدما كانت هذه الأخيرة مقرا لقيادة أركان القاعدة. وهنا أيضا تذكرت مقالات الصحف التي كانت تخبرنا بنقل جماعة البارة رهائنها إلى بلدة مالية قريبة من الحدود الجزائرية. لكن القاعدة الآن تنقلت إلى غاو، وهذا لا يعني أنها اختفت من الحدود الجزائرية ومن التراب الجزائري تماما. هي تستدرج ضحاياها باستعمال معارفهم وإغرائهم بما يحبونهم، وبين لحظة وأخرى تتوقف سيارة ''ستايشن'' أمامهم وينزل مسلحون يأمرون الضحية بالركوب... وبداخل الـ''ستايشن'' يتم ربط أرجلهم وأيديهم، وبعد ساعات قليلة تجد الضحية نفسها في غاو. بعد هذه الأخبار... ركبنا أول سيارة ''تويوتا'' متوجهة إلى برج باجي مختار، على مسافة 20 كلم من الخليل.

أخيرا وصلنا إلى حاجز أمني جزائري، لقد انتهت المغامرة بالنسبة لي. اتفقنا على جواب واحد إذا سألنا أعوان الدرك من أين أتينا: ''جئنا من تيمياوين''، لأن الطريق المعبدة هنا تربط مدينتي برج باجي مختار بتيمياوين، والخليل المجانبة للطريق ليست محسوبة كوجهة رسمية، مع أن سائقنا يمر على الحاجز مرة كل نصف ساعة وسيارته ممتلئة بجنسيات مختلفة، وتيمياوين تبعد عن برج باجي مختار بـ160 كلم... الدركي يوقفنا، وكنت الوحيد الذي أثار انتباهه في السيارة. ''وين تسكن أنت؟''.. منحت رخصة سياقتي وتأكد من هويتي الجزائرية... ''روحوا''. سائق الأجرة تأسف لكون الخليل ليست جزائرية، وحلم عامة الخليليين هو إلحاق بلدتهم بدائرة ''البرج''، كما يسمون برج باجي مختار، ولذلك حفظوا تفاصيل ما تنص عليه القوانين الدولية في مجال تسيير الحدود.



الجنسية الجزائرية كأي سلعة

files.php




برج باجي مختار، بالرغم من بساطتها بساطة كل مدننا الصحراوية، لكنها تستقبل ما لا يقل عن 30 جنسية إفريقية، والجنسية الجزائرية تباع فيها وفي تمنراست كأي سلعة. لاكتشاف جانب من هذا العالم كان كافيا أن نتوجه إلى طاكسي يقلنا إلى رفان، لأننا قررنا عدم العودة إلى تمنراست عبر الطريق التي جئنا منها. بعد الاتفاق مع صاحب الطاكسي علينا أن نصرح بأنفسنا لدى مصالح الدرك الوطني. الساعة الثانية بعد الزوال، علينا أن ننتظر على مسافة مائة متر أو أكثر عن مدخل فرقة الدرك. وبعد لحظات نادانا أحد أعوان الدرك من نفس المسافة: ''إيييي أرجعو على الثالثة''. شعرت وكأن عسكريا كولونياليا يخاطب الأهالي... توجهت مباشرة إلى داخل المقر، سألت عن المسؤول وطلبت منه أن يسهل لنا العملية، فاستجاب دون أي إشكال. نادينا أنا والسائق باقي الركاب وعند المدخل دائما دركي آخر جالس على كرسي يصرخ ويصدر أوامر بالانصراف والدخول ووضع الأمتعة على الأرض...



بدأ تسجيل المسافرين واكتشف الدركي القائم على العملية أن السوداني الذي كان معنا وثائقه منتهية الصلاحية أو مزورة... الشاب يحمل جواز سفر أحمر، أعاده الدركي للسائق وطلب منه أن يستبدله بمسافر آخر. عند موعد الانطلاق ركب معنا السوداني ولا أدري كيف تمت تسوية وضعيته. منطقيا إذا كان الشاب لا يستطيع السفر إلى رفان فهو مهاجر في وضعية غير قانونية، ويعني هذا توقيفه على الفور... فإما الشاب كان ضحية محاولة ابتزاز، أو سلك طرقا أخرى ليحصل على رخصة السفر. وعلمنا بعدها أن سائقنا يطبق تسعيرتين: 2000 دينار للمسافرين العاديين الجزائريين والمهاجرين القانونيين، و5000 دينار لمن لا يحمل وثائق سليمة تسمح له بالسفر والإقامة في الجزائر. مررنا على العديد من الحواجز الأمنية بين برج باجي مختار ورفان ولم يتعرض السوداني لأي مضايقة. وعند وصولنا إلى رفان في حدود الواحدة صباحا، وجدنا أنفسنا في محطة للشباب الإفريقي أكثر منها للمسافرين الجزائريين. فكرت في التقرب من هؤلاء الأفارقة وسؤالهم عن جنسيتهم وظروف قدومهم إلى الجزائر وظروف إقامتهم... لكن التعب نال مني وعبارة ''لا تكثر من الأسئلة'' ما زالت مسجلة في ذهني...

 
رد: الحرب في مالي

جنوب ليبيا يشهد مظاهرات احتجاج ضد “التصفية العرقية” التي يتعرض لها الطوارق في شمالي مالي

62334_285123228283986_802757802_n.jpg

304891_285149504948025_1981574514_n.jpg

398080_285150861614556_1653955232_n.jpg

5842_285149581614684_1337745483_n.jpg

528967_285151364947839_1017471018_n.jpg


نددت منظمات ومؤسسات المجتمع المدني لطوارق ليبي، بما قالت إنه تطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية ضد الطوارق والعرب في شمالي مالي.
وخرجت مظاهرات احتجاج، اليوم الجمعة، في مناطق متفرقة في مدن جنوب ليبيا، حيث ندد المتظاهرون في كل من، سبها, أوباري, غات، مكنوسة، تنديدا بالتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الحكومة المالية ضد الطوارق والعرب في شمال مالي.
وناشد، المحتجون الحكومة الليبية، بالتدخل الفوري لإغاثة اللاجئين في دول الجوار واحتواء الكارثة الإنسانية التي تحدث هناك.
ورفع المحتجون، لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، للتعبير عن احتجاجهم لعمليات التطهير، كتب عليها “أين المجتمع الدولي من الجرائم البشعة التي تحدث في أزواد”، “نعم لمحاربة الإرهاب والقاعدة، نعم لاحترام حقوق الإنسان”.
عرض رئاسي
يذكر، أن رئيس مالي عرض، الخميس، إجراء محادثات مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد حركة متمردي الطوارق في مسعى لتحقيق مصالحة وطنية بعد أن طرد الهجوم الذي قادته فرنسا حلفاءهم الإسلاميين السابقين الذين فروا إلى مخابئ في الجبال.
في المقابل، قال موسى أغ اساريد، “ندعم بقوة التدخل الفرنسي، ونحن مستعدون للاضطلاع بدورنا باعتبارنا سكان البلاد الأصليين الذين يقاتلون من أجل حقوق شعب أزواد”.
وأضاف، “نستطيع التحرك على الأرض، ودورنا يمكن أن يكون أساسياً لأننا نملك رجالاً وأسلحة وخصوصاً الإرادة للقضاء على الإرهاب في أزواد… ونحن اكثر فاعلية من قوة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا”، التي يتجمع جنودها في باماكو لدعم الجيش المالي.


مصدر
 
رد: الحرب في مالي

فرانسوا هولاند يزور تمبكتو قبل خطابه في العاصمة باماكو بمالي
وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مدينة تمبكتو شمال مالي صباح السبت قادما من بلدة سيفاريه حيث قضى بضع ساعات برفقة الرئيس المالي بالوكالة ديونكوندا تراوري. كما التقى أيضا الرئيس الفرنسي بسكان هذه المدينة وبعض المسؤولين فيها. وسيزور الرئيس الفرنسي في تمبكتو مسجدا تاريخيا ومركز حفظ المخطوطات القديمة قبل أن يلتقي بسكان المدينة.
وقد تجمع ما بين الفين الى ثلاثة الاف شخص في الساحة الرئيسية في تمبكتو "لشكر" فرنسا. ويرقصون على انغام الموسيقى التي كانت محظورة اثناء احتلال المجموعات الاسلامية للمدينة.
واتخذت اجراءات امنية مشددة في مدينة تمبكتو الواقعة على بعد 900 كلم شمال شر ق باماكو: ويتمركز عسكريون فرنسيون كل مئة متر وتجوب مدرعات الشوارع اضافة الى سيارات بيك-آب مكتظة بجنود ماليين.
واعلنت ديارا توري (53 عاما) العاملة السابقة في قاعة استقبال فندق وهي ترفع العلم الفرنسي "فرنسوا هولاند، نحن نساء تمبكتو نشكركم شكرا جزيلا. يجب ان نقول له انه اسقط الشجرة، لكن يبقى استئصالها".
ويرافق الرئيس الفرنسي في مالي ثلاثة وزراء هم لوران فابيوس (الخارجية) وجان ايف لو دريان (الدفاع) وباسكال كانفان (التنمية).
وكان هولاند وصل السبت الى سيفاري وسط مالي حيث استقبله الرئيس ديونكوندا تراوري. ثم توجه الى تمبكتو. وسينتقل ظهر اليوم الى باماكو حيث تقام مادبة غداء عمل مع الرئيس المالي قبل ان يدلي بكلمة.
وسيدعو الرئيس الفرنسي الدول الافريقية الى ان تحل سريعا محل فرنسا والى الحوار السياسي والمصالحة الوطنية في مالي.






 
عودة
أعلى