حنين للاستقامة

الزعيم

صقور الدفاع
إنضم
20 يوليو 2012
المشاركات
8,456
التفاعل
378 1 0
بسم الله الرحمن الرحيم
منقول
حنينإلى الاستقامة..!!

عبد الرحمن بن فؤادالجار الله



هذه كلماتٌ كتبتها وأنا أشعرُ أنَّ الكثير مناقد يدورُ في مخيلتهِ وخاطره مثلها.. خاصةً وأنَّ هناك من رقَّ قلبهُ ودينهُفاجتاحهُ الضعفُ في الإيمان والتدينِ عامةً بعد الانفتاحِ الهائل والغير طبيعي علىالعالم، وذلك من خلالِ وسائلَ متعددةٍ ومتجددةٍ تنهالُ على المسلمين يوماً بعديوم.. والتي من خلالها اختل التوازنُ عند بعضنا وخاصةً ما يتعلق بالسيطرةِ علىالنفسِ التي أصبحت تقودُ بدلاً من أن تقاد..

حنينٌ إِلى الاستِقامةِ..

استقامتي أين أنتِ..!

أين أنتِ..! هلتسمعينني.. إِنّي أناديكِ بأعلى صوتي أطلبُ منكِ أن تعودي.. وتعودي بسرعة.. يا منأُحِنُ لقربها مني.. وآسى لفقدها..

أناديكِ لأخبركِ عن حالي بعدكِ.. وماصارت إليه بعد رشاد... أناديكِ لأُذكِّركِ وأسلي نفسي بتلك الذكرى..

فإنكنتِ تسمعيني فأجيبي ولا تتأخري فالهمومُ تعصفُ بي مُذ بعدتِ عني.. فلقد ضعتُ فينفسي وحرتُ معها وقادتني إلى المهالك بدلاً من أقودها إلى الخير..

أناديكِلأُطلعكِ فتري بنفسكِ ما حدثَ لي.. أناديكِ لأُذكِّرك وأقولُ لكِ..

هل تذكري..

هل تذكري ذاك التبكير إلى الصلاةِوالمسابقة على الصف الأول.. بل ومسابقتي للمؤذن لأدخل قبله إلى المسجد.. هل تذكريذاك الحرص..!

صار تخلفاً وتضييعاً.. نعم أصبحتُ من الذين تمرُ عليهم الأياموالأسابيع ولم يدركوا تكبيرةَ الإحرام.. ولا أخفيكِ إن قلتُ لكِ أنه لا يمر يوم إلاوأصلي صلاة أو صلاتين في البيت لفواتهما عليّ جماعةً في المسجد..!

هل تذكري..

هل تذكري محافظتي على السننِالرواتب.. تلك السننُ التي دائماً ما كنتُ أردِدُ ذلك الحديث العظيم الذي يبينفضلها وعظم ثوابها.. وهو أن الله يبني - لمن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة - بيتافي الجنة.. صدقيني لقد ذهبت وأصبحت عليَّ أثقلُ من الجبال..! بل حتى الخشوع فيالصلاةِ عامةً لا أجدُ له طعماً ولا أجد له مكاناً في قلبي.. وأصبحَ همّي في الصلاةمتى ينتهي الإمام منها ومتى أخرجُ من المسجد..!! حتى الذكرُ بعد تلك الصلوات ذاب معتضييعها وإهمالها..

هل تذكري..

هل تذكري تلك السجداتُ التي أختلي بها في ظلمةِ الليل.. والتي كنتُمواظباً عليها ولا أتركها مهما كانت الأحوال.. إنني أفتقدها منذ زمن.. أفتقدها وأجدصعوبةً شديدةً في العودة إليها..! بل لا أجدُ في نفسي أيَّ إقبالٍ عليها..

هل تذكري..

هل تذكري أُنسيبكتابِ الله في كل وقت.. والذي كنتُ أحفظُ الكثيرَ منه خاصةً بعد صلاة العصر فيحلقةِ تحفيظِ القرآن.. يوم أن كنتُ لا أخرج من المسجد إلا بعد القراءة والحفظوالمراجعة..! لقد ابتعدتُ عنه أميالاً وضاع الكثيرُ مما كنتُ أحفظ منه..! وأصبحتتمر الأيام والأسابيع وأنا لم أقرأ في كتاب الله..!

هل تذكري..

هل تذكري أيتها البعيدةُ يوم أنكنتُ أسيرُ وأنا خافضُ الطرفِ.. خشيةَ أن يقع بصري على شيءٍ مُحرم.. أتذكري ذلك..! لقد ذهبت تلك الخشية.. وأصبحتُ أقلبُ بصري في المحرمات وأصرُ على ذلك دون أن أجد فينفسي ألماً أو مجردَ إحساسٍ بالألم..

هل تذكري..

هل تذكري تمعّر وجهي عند رؤية المنكر.. وسعيي من أجل إنكاره.. ذهبذلك الإنكار وأصبحتُ لا أفرق أحياناً بين المنكر والمعروف..! ولا أخفيكِ إن قلتُلكِ أنني قد أجلسُ في المجالس التي تعِجُ ببعض المنكرات..

إن كنت لا تذكريفأنا لازلتُ أذكر تلك الأيام... لازلت أذكر حلاوتها... لازلتُ أذكر أُنسي بها... لازلتُ أذكرها ولن أزال...

استقامتي الحبيبة..

لم تركتيني هكذا لوحدي...؟ لم ابتعدتِ عني؟ إنني أشعرُ بخوفٍ وقلقٍ،ولا آمن على نفسي من الوقوع في المعصية.. حتى السمعُ والكلام اللذين كنتُ أنعمُمعكِ بحفظهما من الخطأ، امتلأ كلٌّ منهما بالمعصية.. فصرت أغشى مجالس الغيبةوالنميمة ولا أُبالي..

استقامتي..

هل بالإمكان أن تعودي إليّ..!! هل بالإمكان أن تساهمي في عودتي إلىالخير ليعود إليَّ ما فقدت بسببِ بعدكِ؛ من لذةِ العبادةِ والأُنسِ بالله..! هلبالإمكان أن تعينيني على نفسي المقصرة.. ناشدتكِ الله إلا عُدتِ..

عُودي لنتعاون أناوأنتِ على الطاعة وهجر المعصية.. عُودي ليعود إليَّ خشوعي وأُنسي بخلوتيبربي.. عُودي ليعود إليَّ حفظي لبصري وسمعي وجوارحي عن المحرمات.. عُودي فمرارةُ فقدكِ أفسدت عليّ طعم الحياة.. عُودي قبل أن يحولبيني وبينكِ الموت.. عُودي فقد جربتُ نفسي بدونكِ فوجدت نفسي أسبحُ فيمتاهاتِ الضلال.. عُودي فصنوفُ الشر والفساد تبرقُ لي في كل مكان..
أيتها الحبيبة الغائبة.. أتعلمي ماذا أخافُ منه؟

أخافُ أن تكوني ضيعتِ الطريق إليَّ.. حينها أعضُ على أصابعِ الندم وأقطعُكل شيء في هذه الحياة إلا بالله الذي يحي الأرض بعد موتها.. ويبعثُ لها الحياةَ منجديد..

أخشى أن يرفُضَ قلبي استقبالكِ من جديد بسبب بعده عن الله وعن مواطنالخير..

قاتل الله رفقة السوء كم فرقت بيني وبينكِ.. كم سلبت عقلي وجوارحيعنكِ.. كم أنستني العلاقةَ الوثيقةَ التي كانت بيني وبينكِ؟ قاتل الله رفقة السوءفلم أشعر بنفسي إلا وأنا بلا استقامة!! لم أشعر بنفسي إلا وأنا بعيداً عن أسبابِالخير!! قاتل الله رفقة السوء فكم قسى قلبي بسببها وكم ضعفتُ أمامها وأماممغرياتها؟! قاتل الله رفقةَ السوء فكم أخذت وقتي واحتلت أكبرَ مساحةٍ من فراغي..

استقامتي..

صدقيني أنني أذكرُ ذلكالكلام الذي قلتِ لي فيه - عندما صحبت رفقة السوء -: إنك لن تصمدَ أمامها.. أذكرُتلك الكلمة ولازال صداها يترددُ.. لكن مع الأسف كنتُ أظنُ نفسي أقوى من تحدياتهافما لبثتُ أن فشلتُ أمامها ورسبتُ في امتحانِ الصمودِ حيثُ يجبُ الثبات.. كنتأعتقدُ أنني بلغتُ درجةَ التأثيرِ في الغير دون التأثُرِ في النفس.. لكن مع الأسفخابَ اعتقادي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

فمن يساعدُ مكلوماً فقد عزيزةًعلى قلبهِ اسمها الاستقامة!؟ من يدلني على الطريقِ إلى هذه الاستقامةِ إن أبت أنتعود! اللهم يا من جمعت يوسُفَ بيعقوب، اجمعني وكل مسلمٍ باستقامتهِ وأصلح ما فسدَمن قلوبنا وسدِّدنا في القولِ والعملِ...آمين
 
بارك الله فيك يا أخى و الله ذكرتنى بشريط جميل جدا كان له أشد التأثير فى نفسى وهو بعنوان دمعة منتكس للشيخ خالد الراشد و شريط أخر بعنوان الإلتزام الأجوف ولا أتذكر أسمه الشيخ عفواً على ذلك
 
عودة
أعلى