عبـــــر التـــــــــاريخ...
أفضـــل 10 أدوات في تقنيـات التجسـس
أفضـــل 10 أدوات في تقنيـات التجسـس
ننشر لكم أفضل ما تم التوصل إليه من ابتكــاراتٍ وإختراعاتٍ في عــــالم الجـــاسوسية والمخابــــــرات عبر التاريخ.
1.الشمسية أو المظلة ذات السّن المسموم :
- لا شك أن من أشهر أدوات وأسلحة الإغتيال السرية في عالم الجاسوسية والمخابرات ، هي تلك الشمسية الخاصة التي إستعانت بها أجهزة المخابرات البلغارية - بمساعدة من الـ(كى. جى. بى) - في عملية إغتيال المترجم والصحفي البلغاري المنشّق ، "جورجي ماركوف".
شكل يوضح تــــــركيب الشمسيــــة من الداخل...
"ولندرك خطورة وتأثير هذا السلاح المميت، لابد وأن نعرف القصة التي ورائه ، والعمليه التي إستخدم فيها"
قاتل المظلة
ولد (جورجي إيفانوف ماركوف) في الأول من مارس سنة 1929 في العاصمة (صوفيا)، ببلغاريا والتى صارت تحت سيطرة الحزب الشيوعى البلغارى منذ عام 1944.
وبالرغم من أن والده كان من الأعداء الرسميين للحزب، إلا أنه تمكن من نشر كتابه وهو في الثانية والثلاثين من عمره، فصار بعد ذلك روائياً وكاتباً مسرحياً معروفاً, بحلول عام 1971 كان (ماركوف) قد قرر أن يهاجر إلى بريطانيا بعد سأم من المعاناة والاضطهاد الذي كان يعيشهما في بلاده كل يومٍ...
وفي بريطانيا حصل فعلاً على حق اللجوء السياسي.
أصبح (ماركوف) صحفياً إذاعياً ، ومعلقاً في هيئة الإذاعة البريطانية ، الـ"بى. بى. سى"، ينشر الأخبار عن الحياة الثقافية خلف الستار الحديدى, وفي يونيو 1975 بدأ بتقديم برامج فى "إذاعة اوروبا الحرة" والتي كان تموّل وتدعم سراً من قبل المخابرات الأمريكية.
كانت برامجه الأسبوعية تشن هجمات عنيفة وتعليقاتٍ ساخرة على البيروقرطيين البلغار والمسئولين في الحزب الشيوعي, وبالأخص، عضو الحزب البارز "تودور زايكوف"..
وعلى مر ثلاث سنوات ، كانت برامج (ماركوف) تلهب وتثير من حماسة الشباب البلغارى المعارضين لنظام الحكم في بلادهم، والرافضين لسيطرة الحزب الشيوعي البغيض على كل شئٍ في دولتهم.
بدأ "تودور زايكوف" وأصدقائه من الشرطة السرية البلغارية ينتابهم قلق شديد من أثير كلمات هذا المنشق على المعارضين في البلاد... فراحوا يشكون إلى أصدقائهم السوفيت ويطلبون مساعدتهم في إسكات (ماركوف) إلى الأبد....
- وداخل أروقة جهاز المخابرات السوفيتية، تمكن بعض خبراء "القسم السري" من تحويل السن المدبب للشمسية أو المظلة العادية، إلى سلاح فتاكٍ صامت ...
هذا السلاح المبتكر يمكنه إطلاق كريةٍ صغيرة جداً ، يبلغ قطرها 1.5 مليميتر، تبدو في حجم رأس الدبوس، ومصنوعة من سبيكة البلاتينيوم والإيرديوم، كان بها حفرتان دقيقتان قطر كل منهما 0.34 مليميتر يصنعان زاوية قائمة من الخارج ، ومن الداخل يكونان شكل حرف إكس " X" ، يحتويان على جرعةً قاتلة من سّم "الريسين*" ، الذي يعتبر أشد سميةً حتى من السيانيد نفسه، ولا تظهر أعراضه على الشخص إلا بعد مرور 24 ساعة على إصابته.
"القــــــــــاتل الدقيق"
شكل يوضح الكريّة المعدنية الدقيقة بعد تكبيرها.
وفي بدايات عام 1978 ، بدأ (ماركوف) يتلقى تهديدات بالقتل من هاتف منزله, وفي آخر مكالمةٍ تلقاها في أغسطس 1978، أخبره الشخص بأن ميتته ستبدو طبيعية جداً، ولن يشك فيها مخلوق واحد، لأنها ستكون بسمٍ لن يتمكن الغرب من إكتشافه أو حتى إيجاد مصلٍ مضادٍ له!
وبعد مرور أسبوعين كان (ماركوف ) يقف كعادته أمام الموقف المخصص لركن السيارات في "ووتر بريدج" بـ (لندن)، ينتظر دوره ليستقل الحافلة المتوجهة إلى مقر عمله في الـ"بى. بى .سى"...
في تلك اللحظات وصل رجل إلى المحطة ووجد موقعاً له خلف الصحفي في يوم ماطر مما أتاح له فتح مظلته والجميع يهمون بركوب الاوتوبيس.. الا ان الرجل لم يكن فعلاً يفتح مظلته ، بل وخز (ماركوف) بطرفها الحاد في أعلى فخذه الأيمن ، فلما شعر (ماركوف) بوخزةٍ مؤلمةٍ في فخذه ، التفت ورائه بسرعة ، فوجد الرجل يلملم مظلته من على الأرض ثم يعتذر إليه "بلكنة غريبة"... وغادر الطابور على الفور، ثم أوقف سيارة أجرة واختفى عن الأنظار تماماً ...في ذلك الوقت لم يكن يشعر (ماركوف) بأي شئٍ غريب ولم يلبث أن نسى أمر ذلك الرجل تماماً...
لكن بعد مرور يومٍ واحد فقط ، بدأت أعراض غريبة بالظهور عليه ، حيث تورمت ساقه وأخذ جلده في الاحمرار....ولما اشتد به الألم اتجه إلى طبيب الإذاعة الذي عاينه وأشار عليه بضرورة التوجه إلى المستشفى المعتاد لفحصه .
حيث بدأ الأطباء هناك بمعالجته من تعفّن الدم ( أو تسمم الدم) أولاً، لكن بعد مرور عدة أيامٍ ، اكتشفوا أن جسده في طريقه للإنهيار لا محالة ، وأن ضغط دمه سيستمر فقط في الهبوط.. ثم تطور الأمر وصار يتقيئ دماً..... وبدأت كليتاه تموتان تدريجياً...
وفي صباح الحادي عشر من سبتمبر عام 1978، كان قلبه قد توقف عن النبض تماما.ومات (جورجي ماركوف)!, ولم يتم التعرف أبداً على قاتله إلى يومنا الحالى....
}((سم الريسين)) : يتكون الريسين عادةً من مادتين سامتين. واحدة تقوم بشق طريقها خلال خلايا الجسم وفي نفس الوقت تمهد الطريق أمام المادة الثانية التي بدورها تقوم بشل قدرة الخلايا على إنتاج البروتين أي تجعل الخلية تقتل نفسها بنفسها. وبمجرد أن يصل السم إلى مجرى الدم ، تبدأ أعراضه التدميرية بالظهور على بقية خلايا الجسم{.
2. مسدس السهم المسموم :
لم يكن العملاء السوفييت فقط هم الذين يحظون بآخر الإبتكارات في عالم الجاسوسية والمخابرات.
ففي عام 1975 وخلال إحدى جلسات الإستماع لمجلس الشيوخ الأمريكي ، قام مدير المخابرات الأمريكية ، "ويليام كولبي" ، بعرض إحدى النماذج الجديدة من مسدسٍ قام بتطويره مؤخراً خبراء ومهندسي الوكالة ، أمام رئيس اللجنة كما يبدو واضحاً في الصورة.
مـــدير الــ(سى. آى. إيه) ، "ويليـام كولبي" يعرض الســـلاح الجديد أمام رئيس اللجنة
وصـــــــــرّح "كولبــــــي" أمام المجلس بأن هذا المسدس لم يتم استخدامه أبداً في أي عمليةٍ سابقة (هذا كان في عام 1975)، لكنه مع ذلك لا يستبعد احتمالية الاستعانة به في عمليةٍ مستقبلية.
3. بوصلة داخل الأزار :
عند إندلاع الحرب العالمية الثانية ، كان هناك أيضاً حرب خفية قد اشتعلت بين الطابور الخامس لكلاً من ألمانيا والحلفاء ، وكان هناك حاجة شديدة لإنشاء جهاز يقوم بتزويد العملاء السريين والجواسيس بالمعدات والأجهزة والأدوات التي يحتاجونها داخل أراضي العدو ، فأسست الحكومة البريطانية وحدة العمليات الخاصة البريطانية (SOE) وأسس الأمريكيون مكتب الخدمات الإستراتيجية (OSS) ليساعد العملاء السريين وعناصر المقاومة في دول أوروبا المحتلة على توجيه ضرباتٍ محكمة إلى المحتل النازي على أراضيهم.
وانكب الفنيون والخبراء في كلا الجهازين على ابتكار واختراع طرق جديدة لإخفاء المعدات والأدوات التي يحتاجها العملاء داخل أشياء تبدو من الخارج بريئة المظهر
ولا يمكن تثير أدنى شك في نفس العدو ...
كان من ضمن الأدوات البارعة التي صممها البريطانيون لعملائهم هي تلك البوصلة المخفية داخل أزرار المعطف العادي ، حيث كان يمكن إخفاء بوصلة صغيرة ، ولكن فعالة في نفس الوقت ، داخل أحد هذه الأزرار.
وبمجرد أن يصبح السجين الهارب حرّاً أو العميل الذي ضلّ طريقة في مأمن ، بإمكانه إستخدام هذه البوصلة ليعرف طريقة أو يجتاز ارض العدوّ بأمان.
أشكـــال الأزرار من الـــداخل بعد فتحها
أشكـــــال الأزرار من الخـــــارج...
4. الحقيبة الحارقة :
كانت إحدى الابتكارات الأخرى التي صممها خبراء وحدة العمليات الخاصة (SOE) لعملائهم السريين، هي تلك الحقيبة العادية التي صنعت خصيصاً لحمل الوثائق السريّة التي يحملها الجواسيس دوماً....لكن ما هو الشئ الذي يميزها عن اي حقيبةٍ أخرى؟!حسناً... عند الضغط على القفل الأيمن فقط لهذه الحقيبة ثم دفعه إلى اليمين على الفور،فإن الحقيبة سوف تنفتح بأمان كاشفةً عن الوثائق السرية التي بداخلها.
لكن الشيء الطبيعي الذي سيفعله أي شخص تقع في يده تلك الحقيبة، ولا يعرف الطريقة الخاصة لفتحها، هو انه سيتعامل معها كما يفعل مع إي حقيبةٍ أخري ، وسيضغط القفلين الأيمن والأيسر معاً في نفس الوقت ، لكن هذا سيشعل نظام الحماية المدمج مع الحقيبة ، الذي سينتبه إلى أن هناك محاولة لفتح الحقيبة عنوةً ، ويبدأ على الفور في تدمير كافة الوثائق والمستندات بداخل الحقيبة ، حتى لا تقع في أيدي الأعداء.
5. الفأر الملغّم :
في عام 1941 وفي ذروة الصراع بين البريطانيين والألمان خلال الحرب العالمية الثانية، قام البريطانيون بتطوير قنبلةٍ جديدة على شكلفأر ميت لخداع الألمان، حيث أتوا بفأرٍ حقيقتي ولكنه قد مات حديثاً... ثم أخرجوا أحشائه بالكامل، وحشّو بطنه بأكملها بكميةٍ كافيـــة من المتفجرات البلاستيكية... وبعد ذلك وضعوا بداخلها قلم تفجير خاص ينفجر بعد مرور مقدار معين من الوقت...
وكان لابد من تجربة هذه الفكرة عملياً قبل أن يطبقوها مع كافة عملائهم...كان الهدف هو تدمير الغلايات في محطة ألمانية لتوليد الطاقة الكهربائية من البخار...
لكن يبدو أن العميل المكلف بالمهمة قد ارتكب خطأ ما، حيث سرعان ما اكتشف الألمان هذه الخدعة ...ولم تطبق أبداً بعد ذلك.
6. مسدّس في علبة سجائر وآخر يعمل بالكهرباء :
في 23 أبريل سنة 1945 أعلنت السلطات الأمريكية في "ألمانيا الغربية" أن ثلاثةُ من عملاء الإدارة السرية السوفيتية ، الـ(كى. جى. بى)، قد سلمو أنفسهم إليها، وأن قائدهم (نيقولاي خوخلوف)، الضابط في وزارة الشئون الداخلية، قد اعترف بأن مهمتهم كانت قتل (جيورجي أكولوفتش)، رئيس الجمعية الروسية للإتحاد القومي، وهي منظمة كانت مناهضة للشيوعيين في "فرانكفورف" بألمانيا.
عندما قرر (خوخولوف) أن يرتّد إلى الغرب، لم يأتي خالي اليدين، بل جلب معه هدية خاصة للأمريكان، الأسلحة والأدوات التى كان من المفترض أن يستخدمها لأداء مهمته الأخيرة ......
ولم يتواني الأمريكيون عن عرض الأسلحة والأدوات أمام الصحافة والرأي العام العالمي ، تلك الأسلحة التي يزود بها السوفييت "جلاديهم" وعملائهم حتى يؤدوا مهمتهم على أكمل وجه.
كان من ضمن تلك الأسلحة :
- علبة سجائر ذهبية تبدو عاديةً جداً لمن ينظر إليها لأول مرة ، لكن ما كان بداخلها لم تكن سجائر عادية على الإطلاق....
فخلف طبقة صغيرةٍ من أنصاف السجائر وضعت للتمويه في أول العلبة ، يوجد صندوق صغير بإمكانه إطلاق رصاصات "دَمْدَم*" المتفجرة عبر أطراف أنصاف السجائر التي في الطبقة الأولى.
- والسلاح الثاني ، كان مسدساً صغيراً جداً يمكن إخفائه في راحة اليد ، طوله أربع بوصات وارتفاعه ثلاث بوصاتٍ ونصف ، ولا يصدر عنه صوتٍ أقوى مما يصدر عن قرقعة أصابع اليد ، ويطلق رصاصته بالكهرباء وليس بقوة الدفع الميكانيكية كما هو المعتاد...
ليس هذا فحسب.. فالرصاصات التي يطلقها يحتوى رأسها على سنٍ مدبب مطلي بسم "السيانيد" القاتل.
صورة توضح الأسلحة التى جلبها (خوخلوف) إلى الأمريكان...
*رصاصات "دَمْدَم" : رصاصات خاصة متفجرة ، طورها الجيش البريطاني وقام بتجربتها في (الهند) في أواخر القرن التاسع عشر. تتمدد عند اصطدامها بالهدف ، ثم تنفجر به ، وتنتشر أجزائها على هيئة شظايا لتلحق الضرر بمناطق واسعة من الجسم ، مما يؤدي لتفاقم الإصابة و جعل العلاج منها شبة مستحيل و بخاصة إذا أصابت العظام حيث تؤدي لتهشيمها بشكل حاد . هذا النوع من الرصاصات يعتبر من الأسلحة المحرّمة دولياً.
شكل يوضح ما يحدث لرصاصة "دَمْدَم"منذ لحظة إطلاقها حتى إصطدامها بالهدف
7. الولاّعة المجـــــوفة :
في عام 1960 وفي ظل الحرب الباردة بين الغرب والإتحاد السوفيتي ، أعلن مكتب مكافحة الجاسوسية البريطاني، (إم. آى. 5)، عن إيقاعة بشبكة تجسس شيوعية تابعةً للمخابرات السوفيتية، مكونةٍ من 5 أفراد ، وبينهم مواطنان يحملان الجنسية الأمريكية... السيد (موريس كوهين) وزوجته السيدة (لونا كوهين).
كان آل (كوهين) يقطنان في منزل من طابقٍ واحد ، يقع في بلدة "روسليب"- شمال غرب لندن،منتحلين صفة بائعين في متجرٍ للكتب القديمة تحت إسم (بيتر و هيلين) كروجر.
حينما اقتحم رجال الـ (إم.آى. 5) منزلهم لتفتيشه...لم يصدقوا ما رأوه، وأصابهم الذهول من ذلك الكم الهائل من معدات وأدوات التجسس التى كانت بحوزة آل (كوهين) طوال ذلك الوقت.
ومن بين تلك الأدوات التي وجدوها بالصدفة أثناء تفتيشهم للمنزل...كانت ولاعة سجائر عادية، ماركة "رونسون" ، من ذلك النوع الذي يوضع على المنضدة أمام الضيوف.
لا يمكننا أن ندري ما الذي حدث بالضبط في تلك اللحظة ، لكن يبدو أنها هي طبيعة رجال المخابرات التي تتميز بالشك دوماً في كل شئ ،فعندما أداروا الولاعة بين أيديهم وجدوا عند قاعدتها مسمار ضخم يربط القاعدة بجسم الولاعة ، فشرعوا على الفور في فك هذا المسمار... ولما انتهوا...
وجدوا أنفسهم أمام تجويفٍ سرّي في الولاعة من الداخل... هذا التجويف عثروا بداخله على ستة لفائف من اوراق الشفرة التى تستعمل لمرةٍ واحدة.
كانت الشفرة مطبوعةٌ على ورقٍ خاص مصنوع من مادة النتروسيليلوز سريعة الاشتعال، ومشبعٍ أيضاً بأكسيد الزنك، حتى يسهل على العميل التخلص منه بسرعة، مدمراً أي وثائق أو أدلةٍ يمكن بأي حالٍ أن تشير إليه او تدينه.
لكن يبدو أن آل (كوهين) لم يكونوا بالسرعة الكافية للتخلّص من كل شيء ، حيث تم القبض عليهم وباقى أفراد شبكتهم ومحاكمتهم...حكم على آل (كوهين) بالسجن لمدة ثمان سنوات.
لكن في عام 1969 تم الاتفاق على مبادلتهم مع مدرّس بريطاني كان قد اعتقل في الإتحاد السوفيتيبتهمة " إدارة أنشطة مناهضة للفكر الشيوعي على أراضٍ سوفيتية".
صورة توضح شكل "الولاعة المجوفة" من زوايا مختلفة
8. محفظة تصور المستندات :
تُفضل غالبية أجهزة المخابرات أن تجند عملائها من هؤلاء الذين يتيحون لهم الوصول المباشر إلى معلوماتٍ في غاية السرية ، دون تكبد العناء في الانتظار حتى يبلغ العميل موقعاً يتيح له الإطلاع على هذا النوع من المعلومات. ولكن مع هذا تبقى مشكلةٌ كبيرة ، حتى بعد أن تنجح عملية تجنيد هؤلاء العملاء...
فكيف سيتمكن العملاء من تصوير المستندات السرية دون ان ينكشف امرهم؟!!
هناك حل واحد لهذه المشكلة حتى في وجود نظام امن محكم يحصد أنفاس الداخلين والخارجين معاً...فإذا كنت لا تستطيع أن تصور أي شئٍ وأنت بداخل المبنى...فما رأيك في إدخال آلة تصوير إلى المبنى!!أو بمعنى آخر تهريبها إلى المبنى....أثناء الحرب الباردة ، عكف خبراء الـ"كى. جى. بى" على تطوير عدة أنواعٍ وأشكالٍ مختلفة من آلات التصوير الخفيّة...
كان من بينها واحدةٌ تبدو تماماً كمحفظة جلدية عادية ، لكن ما بداخلها لم يكن نقوداً بل كان آلة تصويـــــر خفية..طريقة عملها كانت بأن تفرد المحفظة في مقابل الوثائق المراد تصويرها حتى يستطيع أن يلتقطها الفيلم بالكامل.ولعل أحد أشهر الاستخدامات العملية لهذه المحفظة ، كانت في ستينيات القرن الماضي حينما أجبر أحد الخبراء في وحدة إستخبارات الإشــارة البريطانية،"دوجلاس بريتين"، على إستخدام واحدة من هذه الآلات لتصوير مستندات داخل إحدى القواعد الجوية بالقرب من قرية "ديجبي" في بـــريطانيــــا ،
بعد أن تعرض لعملية إبتزازٍ من جهاز المخابرات السوفيتية ، الـ"كى. جى. بى".
لكن مالم يكن يدركه "بريتين" حينها... أن المكتب الخامس ، الـ"إم. آى. 5" ، كان يلتقط له الصور هو الآخر عندما كان يتردد على القنصلية السوفيتية في لندن. وعندما تمت مواجهته بالأدلة والصور التي لديهم ، اعترف بكل شئٍ وأقرّ بخيانته لوطنه.
9. ميكروفون داخل حبّة زيتون :
يبدو أن الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والغربي ، كانت بمثابة مباراة طويلة الأمد... تنافس فيها خبراء الفريقين على ابتكار واختراع كل ما هو جديدلينالوا كأس البطولة، كأس الفوز بحرب الجاسوسية والمخابرات.
ففي الستينيات أيضاً... كانت أضواء الشهرة تلاحق التحري الخاص الأمريكي، (هال ليبست) بعد أن قدم عرضاً رائعاً لنموذج أولي من جهاز تنصت مبتكر،أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأمريكي حول آخر الصيحات في تقنيات المراقبة والتنصت.
كان جهاز التنصت هذا عبارة عن ميكروفون (جهاز إرسال) مخفي بمهارة داخل حبة زيتون زائفة...
نعم... تخيل!! جهاز تنصت داخل حبة الزيتون العادية مناسبٌ تماماً ليوضع على كأس (عصير الكوكتيل). أما الهوائي الخاص به فهو عود الأسنان هذا الذي يأتي مع الزيتونه!
بالرغم من أن مدى إرساله كان قصيراً جداً ، 30 قدماً (أي حوالي 9 متر)، إلا أن العرض الذي قدمه "ليبست"، قد أقنع المجلس بضرورة سّن قوانين جديدة وعقوبات أشد على من يتنصت أو يسجل للأشخاصٍ دون إذنٍ منهم.
10. "الصخرة لها آذان" :
نعم.. إنك لم تخطئ قراءة العبارة فعلى شاكلة المثل المعروف "الحيطان لها ويدان"، هذه المرة ستكون للـصخرة آذان...
فنرى في هذه الأيام أن الكاميرات العادية بدلاً ما كانت تصور المستندات فقط منذ عدة عقود... صارت الآن كاميرات مراقبة تستطيع أن تصورك بالصوت والصورة دون أن تراها أو تحسّ بوجودها. لكن حتى مع هذا التطور المدهش في تقنيات التجسس في عصرنا الحالى.
لا يستطيع المرء أن يقاوم جاذبية الطرق القديمة في إخفاء أدوات التجسس أو عمل مخابئ سرية في الأشياءٍ التي نستخدمها بشكل شبه يومي.
ففي عام 2006 ، أعلن التليفزيون الروسي أن بحوزته شريط فيديو لمسؤولين في السفارة البريطانية بروسيا، يظهرهم وهم يرسلون الرسائل إلى عملائهم في (موسكو) عبر جهاز استقبال موضوع بداخل صخرةٍ، موجودة في شارع موسكو, لكن الحكومة البريطانية كانت قد أنكرت أي علاقة لها أو مسئوليها في (موســـــــــكو) بهذا الأمر.
حصرياً للمنتدى الكريم
لا تنسوا التقييم
التعديل الأخير: