بالصور... أجهزة تنصت لا تخطر على بالك الأمن التقني
المجد- خاص بات التنافس على صنع كل ما يمكن بيعه وتحقيق أكبر قدر من الدخل بأية طريقة هو الشاغل الأكبر لكثير من الناس، وفي سبيل ذلك لم يعد الناس يلتفتون لمدى أخلاقية بضائعهم. ومن أمثلة البضائع اللا أخلاقية التي سنستعرضها اليوم : أجهزة التنصت عبر الجوال، حيث باتت شركات تصنيع هذه الأجهزة تستخدم كل طريقة ممكنة للتمويه على أجهزتها، فتجدها بشكل ساعة، أو مصباح أو حتى فأرة حاسوب، كما أن هناك اليوم أشكال جديدة لا تخطر على بال، مثل (مشترك - موزع) كهربائي يحوي ميكروفون وكاميرا داخله ! كما تم إضافة نقلة نوعية لهذه الأجهزة : فأصبح بإمكان مالكها برمجتها عن طريق أوامر ترسل بالرسائل القصيرة SMS للتسجيل في وقت معين فقط (مثال : من الساعة الواحدة ظهراً إلى الساعة الرابعة عصراً)، كل يوم أو في أيام محددة، وأما الأخطر فهو إمكانية وضع شريحة جوال بداخل هذه الأجهزة، بحيث أنه بمجرد الإتصال عليها فإنك تسمع كل ما يحيط بالجهاز، ببساطة لا يوجد رنين، فقط يتم فتح الميكروفون مباشرة بمجرد اتصالك من أي مكان في العالم. كما أن بعض الأجهزة يمكن برمجتها لتتصل مباشرة عبر شبكة الجوال في حال التقاطها لمحادثة ما في محيطها، كما يمكنها العمل فقط في حال كان هناك حديث في محيطها مما يوفر استهلاك البطاريات. وبعض هذه الأجهزة يمكنه البقاء لمدة شهر كامل في حالة استعداد ودون اعادة شحن. قطع أخرى يمكن وصلها بين كابل لوحة المفاتيح وبين الحاسوب، حيث يمكن تسجيل كل ضغطة زرمباشرة على هذه القطعة الوسيطة، يستغرق وصلها ثوان قليلة فقط، ولا يشترط اي تعديل على النظام، ولا يمكن لمضادات الفيروسات كشف هذه القطعة لأنها خارج النظام بل خارج صندوق الحاسوب تماماً. وهذه بعض الأمثلة والنماذج :
جهاز تنصت على شكل موزع كهربائي، من يمكن الشك بواحد كهذا ؟؟ كما أنه يقوم بشحن نفسه تلقائياً من المقبس المتواجد به.
جهاز خاص للأماكن التي يتعذر فيها توصيل قابس كهربائي للجهاز، يبقى على حالة استعداد دون إعادة شحن لمدة شهر كامل.
فأرة عادية جداً وتعمل كأي فأرة حاسوب، عدا أنها تحوي ميكروفوناً ومكاناً لشريحة جوال لتحويلها لجهاز تنصت في أي وقت، تعمل على الكهرباء التي تأتي من وصلها بالحاسوب، كما تحوي بطارية صغيرة تمكنها من العمل عندما يكون الحاسوب مطفئاً !
فلاش عادي جداً ولكنه بالإضافة لذلك جهاز تنصت، يمكنه التنصت لثلاث ساعات متواصلة، كما يقوم بالشحن بشكل آلي بمجرد وصله بالحاسوب.
بطارية جوال عادية لا تلفت الإنتباه، عدا انها ليست عادية ! حيث يمكنك وضع شريحة جوال فيها ومن ثم الإتصال بها وسماع ما يدور في المكان.
جهاز يتم تركيبه ودمجه في النظام الكهربائي للسيارات، بحيث يمكن الإتصال عن بعد على شريحة الجوال داخل الجهاز وسماع اي محادثات داخل السيارة.
وهكذا توجد عشرات بل مئات الأشكال والأنواع التي تناسب كل استعمال يومي تقريباً. مما يستلزم الحيطة والحذر التام من قبل عناصر المقاومة وأفراد عوائلهم.
رد: سلسلة أمن السجون (من بداية الاعتقال الى الخروج) كيف تتعامل مع ضابط المخابرات (الشاباك)
سلسلة أمن السجون (الحلقة الرابعة)
الاجراءات القانونية وعزيمة الأسير
المجد- خاص
تعد طواقم التحقيق المتخصصة خطة متكاملة للتعامل مع الأسير ليحصلوا من خلاله على المعلومات التي تدينه أمام محاكمهم التي شكّلوها وفق قوانينهم الظالمة, وهذه المحاكم هي جزءٌ من الشكل الديمقراطي الذي يحرصون على تجميله.
لذلك فهم يلتزمون بتلك القوانين إلى حد ما, وبعد حصولهم على الاعترافات التي تدين الأسير, أو تدين غيره في السجن أو خارجه فإنهم ينقلونه إلى محقّقٍ من الشرطة ليقوم بإعادة الاستجواب حول التهم المقدمة له من المخابرات, ويطلب محقق الشرطة من الأسير التوقيع على إفادة الشرطة التي تشمل نتائج إجابات الأسير للشرطة وهذه الإفادة هي الوثيقة الرسمية التي تقدّم إلى النيابة.
أما إذا رفض الأسير التوقيع عند الشرطة على الإفادة فإن الشاباك طبعا سيفيد من الاعترافات كمعلومة ثمينة تساعده في ضرب المقاومة, وتحاول بعد ذلك النيابة إدانة الأسير باعترافات آخرين وتقوم بتمديده عبر نظام الحكم الإداري الذي سيأتي الحديث عنه, وقد تفشل النيابة بمحاكمة الأسير على تهم الشاباك لأنّه لم يوقع على إفادة الشرطة كونها الجهة الرسمية التي تمثّل القانون عندهم. أمّا إذا وقّع الأسير على الإفادة بالشكل الذي يرضي الشاباك فإنه يقومون بتقديم الإفادة للنيابة وهي بدورها تتوجه بها إلى المحكمة, وإصدار الأوامر باستمرار اعتقال هذا الأسير إلى حين عرضه على المحكمة لمحاكمته على تلك التهم.
إذاً هذا الجزء من النظام هو عبارة عن إجراءات للوصول إلى وضع ذلك الأسير في السجن والانتقام منه على الأعمال التي قام بها, وذلك بطريقة قانونية تحافظ على تلك الديمقراطية المزعومة, لكنّهم في كثير من الحالات على مدى هذه الفترة الطويلة من الاحتلال كانوا يعجزون إلى إيصال الأسير إلى تلك المرحلة التي يُدلي فيها باعترافاته أمام محقق الشرطة.
وكثيرا ما كانوا يعجزون عن الحصول على أي اعترافات عند الشاباك, ولذلك فإنهم اضطروا إلى ابتكار ما يسمّى الحكم الإداري وهو عبارة عن حكم يتجاوز كل تلك الأشكال القانونية فيقوم الشاباك باستصدار حكم من المحكمة بتمديد اعتقال الأسير لمدة ستة شهور لدواعٍ أمنية ويدّعي أمام المحكمة أن هناك تقريرًا سريًا لدى النيابة لا يمكن كشفه أمام محامي الأسير أو عرضه في المحكمة وبعد انتهاء هذه المدة تقوم النيابة أيضا بعرض الأسير على المحكمة بتمديد اعتقاله حسب رغبة الشاباك, وقد يتكرّر هذا التمديد فيصل إلى بضع سنوات.
والجدير بالذكر هنا أن مدة التوقيف الأولى الموجودة حاليا في قانونهم -هو طبعا قابل للتغيير- هي ثمانية أيّام ثمّ يُعرض الأسير على محكمة تمديد حسب طلب الشاباك, ولا تمانع المحكمة تمديد مدّة الاحتجاز بما لا يزيد عن ثلاثة شهور, يعني أنّ الشاباك يجب أن يكون قد أنهى التحقيق في هذه المدة وهو غالبا يستوفي هذه المدة كاملة ولا يكون حريصا على إخراج الأسير من زنازين التحقيق ونقله إلى السجن.
لكن في حالة عدم اعتراف الأسير وصموده خلال الأشهر الثلاثة فإن الشاباك عن طريق النيابة يقوم بالطلب من المحكمة التي يسمّونها المحكمة العليا للسماح لهم بتمديد اعتقاله لثلاثة شهور أخرى, وهذا يعني أن القانون حاليّا يسمح لهم باستمرار التحقيق لمدة ستة شهور, وهذا القانون قابل للتغيير حسب الحاجة.
ورغم أن طول فترة التحقيق والتوقيف دون تهم واضحة يتعارضان مع معايير الديمقراطية التي يدّعونها إلا أنهم لا يعبؤون كثيرا بهذه المعايير فيما يخص الفلسطينيين, والدليل على ذلك أن دعاة القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان عندهم لم يستطيعوا إلى اليوم إلغاء ما يسمّى الحكم الإداري, الذي قال عنه أحد القانونيين المشهورين عندهم إنه وصمة عار في جبين الديمقراطية الصهيونية.
هذه صورة مختصرة عن الإجراءات التي تمر على الأسير وهي كما أسلفنا قابلة للتغيير حسب الحاجة, ومن المتوقّع أن تزيد فترة التحقيق المسموح بها حتى يتمكّنوا خلالها من استخدام كل أساليبهم, والتي تقف عاجزة بإذن الله أمام عزيمة المجاهد, وإرادته القوية.
إذن على المجاهد أن لا يُلقي درع الحذر مهما طالت فترة التحقيق, ومهما حاولوا خداعه بزعم أن التحقيق انتهى, فمن المفاصل الحقيقية لكثير من الخدع ومصائد التحقيق إيهام الأسير أن التحقيق انتهى حتى يتخلّى الأسير عن درع الحذر.
رد: سلسلة أمن السجون (من بداية الاعتقال الى الخروج) كيف تتعامل مع ضابط المخابرات (الشاباك)
سلسلة أمن السجون (الحلقة الخامسة والأخيرة)
خدعة انتهاء التحقيق "أمثلة تطبيقية"
المجد- خاص تحدثنا في الحلقة الرابعة عن الأساليب القانونية في السجن وطرق الخداع التي يتبعها المحققون مع الأسير للإيقاع به من جديد ودفعه للإدلاء بمعلومات جديدة تدينه أو تدين آخرين من المقاومة. وللوقاية من هذا المدخل الخطير على الأسير بمجرّد شعوره بأن هناك من يحاول إيهامه أنّ التحقيق قد انتهى, عليه أن يشعل كل أضواء الحذر الحمراء, وعليه أن يتذكّر أن التحقيق لا ينتهي إلا عندما يصل إلى بيته. وهناك نماذج كثيرة من القصص التي تفنن الشاباك فيها بتطوير الخدع التي توصل الأسير إلى ذلك الشعور الخطير, ويكفي فقط أن نذكر نموذجاً صغيراً لأسير صمد فترة طويلة في التحقيق, وكانت هناك محاولة أخيرة للشاباك معه وهو في السيارة التي تنقله إلى الحاجز المؤدي إلى منطقته بعد أن أبلغوه بأنّه مفرج عنه, وأنهم تأكدوا أنه بريء وليس عليه أي تهمة.
خدعة حقيقية
ونقلوا أسير آخر معه في السيارة, وقال له ذلك الأسير إنّه متوجه معه إلى محكمة التمديد الموجودة على نفس الطريق, وهذا أمر دارج ومعروف في نظام النقليات بين السجون والمحاكم حيث من الطبيعي أن يُنقل عدة أسرى في نفس السيارة أو الحافلة, وهي تسمّى (بوسطة). المهم أن هذا الأسير المنقول إلى المحكمة أخبر الأسير المفرج عنه بطريقة غير مباشرة أنّه كان في زنزانة فيها أسرى آخرون, وأنّه ذاهب إلى المحكمة وسيعود إلى نفس الزنزانة وقام هذا المخادع بإخباره أيضا بأسماء الأسرى الموجودين في تلك الزنزانة, وكان أحدهم هو صديق ذلك الأسير, والشاباك يشتبه بأن هناك علاقة تنظيمية بين الصديقين. وعندما شعر الأسير المفرج عنه أنّه أنهى التحقيق وأن لديه فرصة لإيصال بعض التحذيرات والتطمينات لصديقه فما كان من صاحبنا إلّا أن طلب من ذلك المخادع أن يخبر صديقه الذي ما زال في الزنزانة أنّه قد أُفرج عنه وأنّه لم يعترف بشيء, وقال له أيضا أخبره أن الموضوع الذي بيننا لم أتحدّث عنه بأي كلمة, فلا تقلق وإياك أن يخدعوك ويقولوا لك بأني قد اعترفت عليك. وعندما توقّفت السيارة اكتشف صاحبنا أنّ هذه الرحلة لم تكن سوى خدعة, ولم يكن الأسير الآخر إلا أحد عملاء الشاباك "عصفور" ووجد نفسه في غرفة التحقيق مرّة أخرى وأمامه المحقق الذي رتّب له هذه المصيدة الخبيثة ليكشف من خلالها أن هناك علاقة بينه وبين صديقه الآخر.
خدعة أخرى
وهنا بدأت مرحلة جديدة من التحقيق مع هذا الأسير الذي تحطّمت معنوياته بهذه الخدعة ومع أنّه كان قادرا على الاستمرار في إنكار العلاقة السريّة مع صديقه الآخر إلّا أن الموقف تغيّر كليّا حيث قام المحقق مباشرة بمواجهة الأسير مع ذلك العميل فصُدم صاحبنا واعترف بأنّ هناك علاقة تنظيمية بسيطة وذلك على أمل أن يكتفي المحقق بذلك ولا يسأله عن أعمال أخرى. وفعلا تظاهر المحقق بأنه اقتنع أن هذا الاعتراف كاف وهو متطابق مع اعتراف صديقه الآخر, ولكي يثبت ذلك المحقق لصاحبنا أنّ صديقه تعاون مع المحقق قام بأخذه جولة في حديقة جانبية عبارة عن استراحة لضبّاط الشاباك, وجعله ينظر إلى صديقه من بعيد وهو يجلس مع محقّق آخر وكانوا يشربون العصير ويضحكون فأُلْقي في روع صاحبنا!!!.. وظنّ فعلا أن صديقه بدأ التعاون الفعلي مع الشاباك بدرجة الانسجام والضحك, ولكنّها في الحقيقة خدعة أخرى يستخدمها الشاباك كثيرا حيث يدّعي أحد المحققين أنّه إنساني ويحب السلام, وأنه غير راض عن كل هذا العمل, ويقول إنه مجبر على أداء وظيفته, ويقول للأسير المستهدف دعنا نبتعد عن التحقيق ونتبادل النكت ثم يطلب منه أن يجلسوا في الخارج في المطعم أو في الحديقة, إلى أن يوصله إلى ذلك الجو من الحديث والضحك ليكون هذا المشهد مصيدة لأصدقائه الآخرين. وبعد ذلك الاعتراف البسيط ظنّ صاحبنا أنّه سينقل إلى السجن ليقضي فترة بسيطة تناسب ذلك الاعتراف, وفعلا قاموا بنقله إلى السجن وبعد عدة أسابيع في السجن اكتشف صاحبنا المسكين أنه في سجن وهمي, وقد قام الذين مثّلوا دور التنظيم في ذلك السجن بخداع الأسير مرّة أخرى حيث أدخلوه في دوّامة من التساؤلات في اعترافاته, وقاموا بنقل مراسلات بينه وبين صديقه حيث أوهموه أنّه موجود في قسم آخر من ذلك السجن, وكانت تلك الدوّامة مشتملة على الاتّهام بالعمالة أو التساهل بالاعتراف, وكانت الصدمة الكبرى عندما وجد صاحبنا نفسه مرّة أخرى أمام المحققين وفي أيديهم كل المراسلات وكل الأوراق التي كتبها وكل الكلام الذي تحدّث به في ذلك السجن الوهمي, ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذا المثال يكشف لنا خطورة الشعور بأن التحقيق قد انتهى لذلك احفظ القاعدة جيدا" التحقيق لا ينتهي قبل وصولك إلى البيت, وليس إلى السجن " نعم إلى البيت وليس الطريق المؤدي إلى البيت. ويجب التنبيه هنا أنّ الطرق التي يمكن من خلالها إيصال الأسير إلى مرحلة الاطمئنان والشعور بأن التحقيق قد انتهى هي طرق كثيرة ومتنوعة, والشاباك دائما يقوم بتطويرها حسب نفسية السجين لذلك لا تحفظ الشكل وتنسى المضمون, واعلم جيّدا أنّ هذه الطرق غير مباشرة, فمثلا قد يأتي أسير آخر ويُخبرك بأن التحقيق ينتهي عندما تذهب عند شرطي التحقيق للتوقيع على إفادة الشرطة, وأخذ البصمات. وقد يُخبرك ذلك عدّة أسرى آخرين وقد يكون ذلك إجابة على أسئلتك لأنك تكون في تلك المرحلة مترقبا وتنتظر تلك اللحظة التي تنتهي فيها تلك المعاناة ونتيجة هذه المعلومة التي أخبرناك في القاعدة الثانية "ألا تستقبلها ولا تصدّقها" فإنّك بمجرّد أن تقابل شرطي التحقيق والبصمات ستشعر تلقائيا أنّ التحقيق قد انتهى, وهنا تبدأ المصيبة, وقد يسألك بعد ذلك أسير آخر عن توقعاتك فتخبره أنّك أنهيت التحقيق وبكل تأكيد, وبهذا السؤال الموجّه وإجابته المرصودة, يكون المحقق قد تأكّد أنك أصبحت جاهزا لمرحلة الخداع, فيرسلك بعدها إلى السجن الوهمي, لتظنّ نفسك بين إخوانك الأسرى فتحدّثهم عن أسرارك التي لم يستطع ضباط المخابرات أخذها منك, والله المستعان. وهناك أيضا طريقة مشهورة لإقناعك بأنّ التحقيق انتهى وأنّك ستنقل إلى السجن, وهي طريقة المحكمة الوهمية التي يصدر فيها حكم إداري على الأسير الذي لم يعترف بشيء حتى يقتنع بأنه فعلا منقول إلى السجن الحقيقي وبالنسبة للأسير الذي اعترف بأشياء بسيطة فإنه سيكون مقتنعا بأنه سيذهب إلى السجن ولا يحتاج إلى محكمة وهميّة أو حكم إداري, وكما ذكرنا فإن كل الاحتمالات واردة فطرقهم تتطور, وكل يوم, فعليك أن تلتزم بالقواعد العامّة ودعك من الأشكال والتفاصيل.
المجد- خاص اعتمد الإنسان في القديم على تقصي الأثار على الرمال من أجل رصد النشاطات والأحداث التي حدثت في مكان معين، مالا يعرفه كثير من الناس ان استخدامهم للحواسيب يترك آثاراً أكثر بكثير من تلك التي يتركها الإنسان على الرمال عندما يسير أو يركب. فالمواقع التي زرتها (ماهي وكم مرة زرتها)، والملفات التي فتحتها(ما هي ومتى فتحتها)، والبرامج التي شغلتها (ما هي وكم مرة وفي أي وقت)، وأسماء المستخدم وكلمات المرور التي خزنتها، والملفات التي حملتها، والمفردات التي بحثت عنها في محركات البحث، وغير ذلك الكثير يقوم الكمبيوتر بتسجيله، وذلك دون أي برامج تجسس من أي نوع! هذه الآثار الكثيرة التي يخلفها استخدام الناس للحاسوب لها فوائد، حيث بمجرد أن تبدأ بكتابة رابط مثلاً فإن الحاسوب يبدأ في عرض الروابط التي تتصفحها غالباً بناء على السجلات، مما يسهل الأمر عليك، حيث يمكنك فتح رابطك المفضل بكتابة اول حرف من العنوان فقط (ميزة الإكمال التلقائي). لكن في نفس الوقت هذه الآثار الكثيرة لها مضار ومخاطر، فلو تم سرقة حاسوبك الشخصي أو المحمول، وكذلك لو تم اختراقه فقد تهدد الآثار المسجلة في حاسوبك نشاطك وخصوصيتك وأسرار عملك أو بيتك، ولهذا فقد قام بعض المهتمين بالخصوصية ببرمجة الأداة الرائعة ccleaner. هذه الأداة تعد الأداة رقم 1 في تنظيف نظام التشغيل وندوز تحديداً من آثار الإستخدام، كما أنها تدعم العربية، وأهم مجالات التنظيف التي تعمل عليها : * المتصفحات : وتشمل Internet Explorer - Firefox - Google Chrome - Opera - Safari حيث يمكنها (بحسب الطلب) محو كل من تاريخ التصفح والملفات المؤقتة، ونماذج الإكمال التلقائي، وكلمات المرور، مما يزيل أي أثر يقود إلى كشف بياناتك الحساسة. * نظام التشغيل : حيث يمكنه بحسب اختيارك محو كل من الملفات المؤقتة القديمة، والملفات المفتوحة حديثاً، وسجلات استخدام البرامج، وسلة المحذوفات، والتسجيل (Registry) حيث يحذف المفاتيح غير المستعملة. * بقية البرامج : مثل الأوفيس بإصداراته المختلفة، والوين رار، ومشغلات الصوت والفيديو، و عشرات غيرها. والأهم من ذلك أن هذا المسح يمكن أن يتم بطريقة آمنة (بحيث لا يمكن استرجاع الملفات المحذوفة) ولكن يجب ضبط إعداداته لهذا الغرض كما سنرى. هذه الأداة يمكن تحميلها من الرابط التالي : http://www.piriform.com/ccleaner/download/slim بعد التحميل وتشغيل البرنامج تظهر هذه النافذة : http://www.almajd.ps/upload/001.jpg
والتي تستفسر عما إذا كنت تريد أن تستثني الكوكيز الخاصة ببعض المواقع الشخصية (مثل البريد الإلكتروني) من الحذف. بعد اختيارك لما يناسبك، تظهر الشاشة الرئيسية : http://www.almajd.ps/upload/002.jpg
كما نرى، الشاشة الرئيسية وبها قائمتين هامتين : النظام Windows و البرامج المثبتة على النظام، يمكن الإختيار منها بحسب الرغبة، وهنا نفس الشاشة بعد التحول إلى الواجهة العربية : http://www.almajd.ps/upload/003.jpg
وأما الإعدادات فيمكن ضبطها بحيث يكون الحذف آمناً، أو بحيث يبدأ البرنامج بشكل آلي في كل مرة يعمل فيها الجهاز، كما في الصورة التالية :
وهناك بدائل لمسح البيانات الخاصة، وذلك إما : * بإستخدام كلمة مرور رئيسية Master Password للمتصفح, (وذلك بديل عن مسح كلمات المرور فقط وليس بديلاً عن أي شئ آخر). * أو بإستخدام تشفير كامل للنظام كما سيأتي لاحقاً في درس آخر.