رد: عاجل : موقع ويكيليكس يبدأ في نشر وثاق سرية تخص وزارة الخارجية الأمريكية
عواصم
أسانج المشرف على موقع ويكليكس
الوثائق :
- قادة ومسؤولين من الإمارات ومصر والأردن والسعودية و"إسرائيل" وصفوا طهران بالشر وطالبوا ضربها
- القذافي لديه ممرضة أوكرانية مثيرة للشهوة ترافقه أينما حل وارتحل
- السفراء الأمريكيين: كرزاي يدفعه جنون العظمة . . وبوتين الكلب ألفا . . وميركل ليست مبدعة
- السفارات الأمريكية في العالم جزء من شبكة التجسس العالمية التي تديرها أمريكا
- "إسرائيل" مرتاحة بعد نشر الوثائق
كشف موقع ويكيليكس الأحد عن نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سارعت كبريات الصحف العالمية إلى نشر أعداد منها تكشف عن خفايا الاتصالات الدبلوماسية الأميركية، مثل دعوة الرياض واشنطن إلى ضرب إيران.
وسارع البيت الأبيض إلى التنديد بالعمل "غير المسؤول والخطير" لموقع ويكيليكس، معتبرا أن هذه الخطوة يمكن أن تعرض حياة كثيرين للخطر.
وما تم الكشف عنه هو عبارة عن "ربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سرية"، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
وحصلت الصحيفة على حق الإطلاع على وثائق ويكيليكس، مع أربعة صحف ودوريات عالمية مهمة هي: لوموند الفرنسية، والغارديان البريطانية ، والباييس الاسبانية، ودر شبيغل الألمانية، فيما لم تحصل قناة الجزيرة على حق النشر،(الجزيرة وسيلة الإعلام العربية الوحيدة التي حصلت على حق نشر الوثائق السابقة التي تخص الحرب على العراق).
صحيفة نيويورك تايمز قالت إن البرقيات المسربة "تقدم صورة غير مسبوقة للمفاوضات الخفية التي تقوم بها السفارات في العالم".
وويكيليكس الذي أكد سابقا انه تعرض خلال لعملية قرصنة معلوماتية، بدأ الأحد بنشر عدد قياسي من الوثائق بلغ "251 ألفا و287" برقية دبلوماسية تغطي مرحلة تمتد من العام 1966 حتى شباط الماضي.
الملف الإيراني
وتشير الوثائق إلى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز دعا الولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي. كما تضمنت آراء سلبية عن حلفاء رئيسيين لواشنطن.
من أهم ما كشف عنه الدور السعودي والإلحاح من قبل قادة الدولة على واشنطن لضرب إيران، التي باتت القوة الإقليمية وتهدد مصالح الرياض في المنطقة.
وتكشف البرقيات إلحاح الملك عبدالله المتواصل على أمريكا لضرب إيران، و"إنهاء البرنامج النووي الإيراني"، وتكشف برقية أن الملك طلب من الأمريكيين "قطع رأس الحية"، وهي إيران. وذلك نقلا عن عادل الجبير، سفير الرياض في واشنطن الذي التقى مع الجنرال ديفيد بترايوس في نيسان 2008.
وحذر الملك عبد الله من انه في حال نجاح المشروع الإيراني، فكل واحد يريد أن يمتلك سلاحا في المنطقة.
ولاحظت إحدى البرقيات أن المسؤولين في السعودية من البيروقراط أنهم "معتدلون" في مواقفهم من إيران، وتختلف آراؤهم عن كبار المسؤولين. ويقول مسؤول أمريكي انه في نقاش مع الملك حمد بن خليفة، طلب العاهل البحريني اتخاذ القوة لوقف المشروع الإيراني ولو بالقوة العسكرية.
وتشير البرقيات إلى أن إسرائيل ترغب بالإبقاء على هيمنتها النووية على المنطقة. وأنها عبرت عن استعداد لتوجيه ضربة بنفسها دون اخذ إذن أمريكي.
وتشير البرقيات إلى أن مسؤولين في الأردن والبحرين تحدثوا بصراحة عن ضرورة ضرب إيران بأي طريقة حتى عبر القوة. وأشار مسؤولون إماراتيون ومصريون إلى إيران على أنها "الشر" وتمثل "تهديدا وجوديا" عليهم، وأنها القوة التي "تجرنا للحرب". وحذر مسؤولو هذه الدول روبرت غيتس، وزير الدفاع الأمريكي انه في حالة فشل الجهود الدبلوماسية لوقف إيران فالمنطقة ستشهد انتشارا للأسلحة النووية.
ونقلت الوثائق أن زيد الرافعي(أحد أعضاء مجلس الأعيان الأردني)قوله:" إن الخطر من المشروع الإيراني اكبر من الخطر الذي سينتج عن منعه". وفي نقاش مع رئيس دولة الإمارات حبذ الشيخ خليفة بن زايد الخيار العسكري في الحال بدلا من تأجيله، وقال الشيخ إن هذا الرجل (الرئيس الإيراني احمدي نجاد) يريد جرنا للحرب، وشخصيا لا أتحمل هذا الخطر مع شخص كهذا، فهو شاب وعدواني.
وتكشف البرقيات صورة عن الصراحة التي استخدمها مسؤولون لوصف إيران ورئيسها مثل قول الملك عبد الله بن عبد العزيز لمسؤول انه "لا يمكن الوثوق بهم"، وان الرئيس المصري حسني مبارك قال لنائب أمريكي عن "إيران دائما تثير المشاكل".
فيما كشفت برقية قول وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم "يكذبون علينا ونكذب عليهم". والى جانب الحرص العربي على ضرب إيران يظهر الحرص الإسرائيلي كذلك، فقد قال الجنرال عاموس يالدين، مسؤول الاستخبارات العسكرية" إن على إسرائيل ألا تتعامل بليونة مع التهديد الإيراني".
وأشارت الوثائق إلى أن الاستخبارات الأميركية على قناعة، بان إيران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ فائقة التطور، يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا.
وأوردت برقية دبلوماسية مؤرخة في 24 شباط الماضي، بأن "تقارير سرية للاستخبارات الأميركية توصلت الى خلاصة مفادها أن إيران حصلت على صواريخ فائقة التطور مصممة على قاعدة نموذج روسي".
ولفتت البرقية إلى أن إيران حصلت من كوريا الشمالية على 19 من هذه الصواريخ وهي نسخة مطورة من صاروخ "ار-27" الروسي، موضحة أن طهران "تعمل على امتلاك تكنولوجيا للتمكن من تصنيع جيل جديد من الصواريخ".
التنصت الأمركي
وبعد اعتلائها سدة وزارة الخارجية بدأت في الحال، هيلاري للتنصت، أمرت الدبلوماسيين الأمريكيين بالتنصت على العدو، والصديق.
ولم تفلت الأمم المتحدة من تحرشات الدبلوماسية الأمريكية، حيث طلبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من دبلوماسييها التجسس على كبار مسؤولي الأمم المتحدة بما في ذلك امينها العام بان كيمون.
وتحمل معظم البرقيات التي كشف عنها عبارة "سري"، ومنها تلك التي تكشف عن تحول في طبيعة العلاقات بين امريكا والصين وكوريا الشمالية، ومخاوف الإدارة على استقرار باكستان خاصة أنها تملك أسلحة نووية. فيما تحدثت وثائق عن وجود علاقة بين الحكومة الروسية والجريمة المنظمة.
ملف أفغانستان
وانتقدت برقيات السفارة الأمريكية في لندن بشكل حاد، العملية العسكرية البريطانية في أفغانستان. ولم تفلت العائلة الحاكمة البريطانية من شر البرقيات حيث تطرقت الى تصرفات غير مناسبة من جانب أعضائها.
وتقرأ الحكومة البريطانية الوثائق بعين مختلفة. وتتراوح البرقيات بين توجيه نقد حاد لسياسات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ومطالب من المؤسسات الأمنية بتوفير معلومات خاصة عن نواب في البرلمان البريطاني.
واكدت الوثائق ان دبلوماسيين اميركيين ينظرون الى احمد والي كرزاي شقيق الرئيس الافغاني حميد كرزاي على انه "فاسد الى حد كبير وضالع في تهريب المخدرات" في جنوب البلاد.
وهذه البرقيات الدبلوماسية التي اعدت في السفارة الاميركية في كابول تؤكد، لكن بدون تقديم ادلة، الاتهامات التي وجهتها اجهزة الاستخبارات ووسائل الاعلام الاميركية في الاونة الاخيرة لرئيس مجلس ولاية قندهار (جنوب). لكن احمد والي كرزاي نفى على الدوام هذه التهم مؤكدا انه لم يتم تقديم اي دليل في هذا الصدد.
وقالت احدى هذه الوثائق التي اعدت اثر لقاء عقد في قندهار بين شقيق الرئيس ومبعوث اميركي ان "احمد والي كرزاي الذي يتعين علينا التعامل معه بصفته رئيسا لمجلس ولاية قندهار، يعتبر فاسدا الى حد كبير مهرب مخدرات".
واضافت "هذا اللقاء مع احمد والي كرزاي يوضح واحدا من اكبر التحديات التي نواجهها في افغانستان: كيفية مكافحة الفساد واقامة علاقة بين الشعب وحكومته عندما يكون ابرز مسؤولي الحكومة فاسدين".
وبين العناصر الملموسة التي قدموها، تشير الوثائق الى انه في العام 2009 طلب شقيق الرئيس من مسؤولين اميركيين تمويل اضافي لمشاريع اعمار كبرى.
واضافت "لكن نظرا لسمعة احمد والي كرزاي في مجال العقود المشبوهة، يجب التشكك في طلبه مشاريع ضخمة ومكلفة". وتابع هذا التقرير "سنواصل مطالبة احمد والي كرزاي بتحسين سمعته".
ملف حلف شمال الأطلسي
وكشفت الوثائق أن حوالي 800 برقية دبلوماسية أميركية تتعلق بحلف شمال الأطلسي، الذي يوجد مقره في بلجيكا، إلا أن أيا من هذه الوثائق ليس سريا للغاية"."
وأوضحت الوثائق أن "799 وثيقة تتعلق بالحلف الأطلسي. من بينها 111 مصنفة "أسرار (دفاعية) و520 وثيقة سرية".
وتتطرق إحدى هذه البرقيات إلى موقف الحكومة البلجيكية، بشأن استقبال معتقلين من "غوانتانامو "في طريقة سهلة لتتخذ بلجيكا مكانة مهمة في أوروبا.
واستقبلت بلجيكا سجينا سابقا من غوانتانامو لمساعدة حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما على إغلاق هذا المعتقل، الذي تم استحداثه في كانون الثاني عام 2002 من قبل سلفه الرئيس السابق جورج بوش لإيداع "المحاربين الأعداء" في الحرب ضد الإرهاب بعد اعتداءات 11 أيلول.
وفي شباط دعا سفير الولايات المتحدة في بلجيكا هاورد غوتمان، بروكسل إلى تقديم نموذج يحتذى عبر استضافتها مزيدا من معتقلي غوانتانامو.
ملف أردوغان
ونقلت البرقيات التي كشف عنها موقع ويكيليكس عن دبلوماسيين أميركيين في أنقرة قولهم إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "يكره اسرائيل بكل بساطة"، وذلك تعليقا على رد فعله العنيف على الهجوم الإسرائيلي الدامي على قطاع غزة في 2008/2009.
وقال الدبلوماسيون إن "اردوغان يكره إسرائيل بكل بساطة"، مشيرين إلى أنهم يؤيدون نظرية السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي الذي اعتبر ان تصريحات رئيس الحكومة التركية العنيفة ضد إسرائيل نابعة قبل كل شيء "من منطلق عاطفي، لأنه إسلامي".
وقال السفير الإسرائيلي للدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في العاصمة التركية "من وجهة نظر الدين، هو يكرهنا والاحتقار الذي يكنه لنا ينتشر" في بلاده.
ونسب السفير تدهور العلاقات بين "إسرائيل" وتركيا إلى شخصية رئيس الوزراء التركي، الناشط الإسلامي السابق الذي يترأس حكومة إسلامية-محافظة منذ 2003. وفق الوثائق.
وتعتبر الولايات المتحدة أن "كره" اردوغان لإسرائيل يشكل "عاملا" في تدهور العلاقات الإسرائيلية- التركية.
وهذه البرقيات التي كتبت في تشرين الأول عام 2009، جاءت قبل الهجوم الذي شنه كوماندوس إسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متوجها الى غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي، وقتل خلاله تسعة ناشطين أتراك في 31 ايار2010.
رأي السفراء الأمريكين برؤساء دول العالم
ومع النقد الحاد الذي تحمله البرقيات لقادة دول أجنبية وفسادهم، فهي تحتوي على نقد المسؤولين الأمريكيين. وتغطي البرقيات مواقف مسؤولين في سفارات دول كبيرة، وكذا ممثليها في جزر صغيرة في البحر الكاريبي.
وتصف البرقيات الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين، بـ'الكلب الفا' فيما وصف حامد كرزاي بالرجل المصاب (بالبارانويا) واحمدي نجاد وصف بهتلر. ويقول سفراء أمريكا عن شخصية الزعيم الليبي معمر القذافي بأن لديه " ممرضة أوكرانية مثيرة للشهوة ترافقه أينما حل وارتحل".
وحول تقييمات سفراء ودبلوماسيين أمريكيين للرئيس الأفغاني، يصفون كرزاي بأنه "شخصية ضعيفة .. ويدفعه جنون العظمة ونظريات المؤامرة" وجاء في إحدى الوثائق أن الخارجية الأمريكية في واشنطن طالبت السفارة الأمريكية في روما بالتحقق من شائعات حول علاقته ببوتين والممتلكات الخاصة بينهما.
ووصفت الوثائق الصادرة عن سفراء ودبلوماسيين امريكيين الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف بأنه "ضعيف ومتردد". وفي معرض تقييم للمستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، وصفها دبلوماسي بأنها "تتفادى الخطر، وليس مبدعة كثيرا".
السفارات الأمريكية والتجسس
وتظهر الوثائق أن الخارجية الأمريكية تستخدم السفارات كجزء من شبكة التجسس العالمية التي تديرها. فقد أصدرت وزيرة الخارجية كلينتون ومن قبلها كوندوليزا رايس لسفراء أمريكا طلبا لجمع معلومات عن المواقع العسكرية والأسلحة والعربات والشخصيات السياسية، واخذ بصماتهم وصور لقرنيات عيونهم.
واشنطن واليورانيوم الباكستاني
وكشفت تسريبات وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة حاولت سرا منذ العام 2007، لكن دون جدوى "سحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل نووي في باكستان تخشى ان يتم تحويله لصنع سلاح غير شرعي".
وبذلت الولايات المتحدة بسرية فائقة منذ العام 2007 جهدا، بقي حتى الآن بدون نتيجة،"لسحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل أبحاث في باكستان يخشى المسؤولون الأميركيون أن يحول لصنع سلاح نووي غير شرعي".
وأضافت "في أيار 2009 أفادت سفيرة الولايات المتحدة في إسلام أباد آن باترسون أن باكستان ترفض السماح بزيارة تقنيين اميركيين لأنه- وكما نقلت عن مسؤول باكستاني كبير- اذا علمت وسائل الإعلام المحلية بسحب هذا الوقود فستعتبره بالتأكيد مصادرة من قبل الولايات المتحدة لأسلحة باكستان النووية. "
ويتطرق مسؤولون في واشنطن وبرلمانيون أميركيون أيضا بانتظام إلى مخاطر سقوط الترسانة النووية للجمهورية الاسلامية الباكستانية، القوة العسكرية النووية الوحيدة في العالم الإسلامي، بين أيدي متطرفين أو مخاطر انتشارها في الخارج.
إيران ولبنان
وجاء في احدى البرقيات الدبلوماسية الاميركية التي نشرها موقع ويكيليكس ان ايران استخدمت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر الايراني لارسال الاسلحة وعناصر من الحرس الثوري الايراني الى حزب الله في لبنان خلال حرب عام 2006 بين اسرائيل والحزب.
وتعود هذه البرقية الى العام 2008 ومصدرها دبي، وهي تستند الى مصدر ايراني قال للدبلوماسي الاميركي كاتب البرقية ان الهلال الاحمر الايراني كان يستخدم كغطاء لعناصر الحرس الثوري للتسلل الى لبنان خلال النزاع.
وجاء في البرقية التي نشرت على موقع ويكيليكس "ان سيارات الهلال الاحمر التي كانت تنقل المعدات الطبية كانت تنقل ايضا السلاح". واضاف المصدر نفسه ان عناصر من الهلال الاحمر الايراني شاهدوا في ايران "صواريخ تحمل في طائرات متوجهة الى لبنان الى جانب المعدات الطبية". وتابع المصدر ان الطائرة "كانت نصف مليئة قبل وصول المعدات الطبية" لنقلها الى الطائرة نفسها. واضاف المصدر الايراني ان الاشراف على مستشفى للهلال الاحمر الايراني في لبنان نقل الى حزب الله بناء على طلب من الامين العام للحزب حسن نصرالله.
صدمة عالمية
وفي السياق ذاته تراوحت ردود الفعل في الاوساط الدبلوماسية في العالم بين الصدمة والاحراج، اثر قيام موقع ويكيليكس بنشر مضمون نحو ربع مليون برقية دبلوماسية اميركية، كشفت بشكل خاص الخوف الكامن لدى الكثير من الدول ازاء البرنامج النووي الايراني. وعنونت صحيفة الغارديان البريطانية الاثنين صفحتها الاولى "تسرب البرقيات الاميركية يشعل ازمة دبلوماسية عالمية". وكانت الغارديان حصلت على هذه الوثائق من موقع ويكيليكس مثلها مثل اربع من كبار الصحف العالمية الاخرى هي نيويورك تايمز الاميركية والموند الفرنسية والباييس الاسبانية ودر شيبغل الالمانية.
وبخلاف التسريبات الاولى لويكيليكس حول افغانستان في تموز التي لم تتضمن سوى القليل من الاسرار، وحول العراق في تشرين الاول التي ركزت على التجاوزات التي تقوم بها الفصائل المتنازعة في العراق، فان الوثائق الاخيرة القت الضوء بفجاجة على خلفيات الدبلوماسية الاميركية ووضعت الولايات المتحدة في موقف حرج.
ومست الوثائق عددا كبيرا من قادة دول العالمم، فمن دعوة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز واشنطن الى التدخل لضرب ايران، الى حصول ايران على صواريخ متقدمة جدا من كوريا الشمالية، الى الطلب الاميركي بالتجسس على مسؤولين في الامم المتحدة، وتعليقات غير لائقة بحق الكثير من القادة في العالم، تسبب الكشف عن هذه المعلومات بصدمة، ولا يزال من الصعب معرفة التداعيات الكاملة لهذا العمل.
وحاولت الدبلوماسية الاميركية خلال الايام القليلة الماضية الحد من الاضرار عبر الاتصال بنحو عشرة بلدان لحثها على تفادي اي ردود فعل سريعة. وسارع البيت الابيض الاحد الى ادانة العمل "غير المسؤول والخطير" المتمثل بنشر هذه الوثائق، محذرا من تداعياته على حياة الكثير من الناس.
وسار حلفاء واشنطن على المنوال نفسه. فدانت بريطانيا "اي نشر غير مسموح به لمعلومات سرية" معتبرة ان هذا الامر يمكن "ان يعرض الامن القومي للخطر".
وفي فرنسا اعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان الاثنين ان باريس "متضامنة تماما مع الادارة الاميركية" ضد نشر هذه الوثائق الذي قد يشكل حسب قوله "تهديدا للسلطات الديموقراطية".
وفضلت الامم المتحدة عدم التعليق على الوثائق التي تشير الى طلب الجانب الاميركي جمع معلومات حول كبار موظفيها في العالم، الا انها شدددت على ضرورة "احترام الدول الاعضاء" لحصانة موظفيها.
في الشرق الاوسط اعلن مسؤول اسرائيلي كبير الاثنين ان "اسرائيل" تشعر بالارتياح بعدما كانت تخشى احراجا جديا بفعل مضمون الوثائق الاميركية التي نشرها موقع ويكيليكس.
وقال مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه تعليقا على ما نشره الموقع حتى الان "خرجنا بصورة جيدة".
وتتضمن هذه الوثائق اعادة للموقف الاسرائيلي التقليدي الذي يدعو الى الحزم الشديد في التعامل مع ايران بخصوص برنامجها النووي، ويشكك بسياسة اليد الممدودة لايران التي ينتهجها الرئيس الاميركي باراك اوباما.
الا انها كشفت ايضا القلق الكبير لدى الدول العربية ازاء البرنامج النووي الايراني، حيث دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز واشنطن الى ضرب ايران لمنعها من تطوير سلاح نووي.
ويمكن لهذه المعلومات ان تزيد من حدة التوتر في المنطقة. وعلق مستشار حكومة سعودي على نشر هذه المعلومات بالقول "كل هذا سلبي وغير جيد لبناء الثقة".
من جهته اعلن موقع ويكيليكس انه اراد بنشر هذه الوثائق ابراز "التعارض" بين الموقف الرسمي الاميركي "وما يقال خلف الابواب الموصدة".
ولم توفر انتقادات الدبلوماسيين الاميركيين حلفاء الولايات المتحدة. ويوصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب"الحساس والمتسلط"، ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني ب"غير المسؤول"، والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بانها "تفتقر كثيرا الى الخيال".
وكتبت صحيفة الموند الفرنسية في هذا الاطار ان من واجبها "الاطلاع على هذه الوثائق وتحليلها صحافيا ووضعها في متناول القراء".
إسرائيليون مسرورون
وقال مستشار سابق للأمن القومي الإسرائيلي إن تسريبات موقع ويكيليكس عن الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لكبح جماح البرنامج النووي الإيراني تمثل "مكاسب غير متوقعة على صعيد العلاقات العامة بالنسبة لإسرائيل".
وأظهرت البرقيات السرية التي سربها الموقع الإلكتروني المتخصص في نشر المعلومات السرية امس الأحد محاولة "إسرائيل" حث واشنطن -التي تساورها في بعض الأحيان الشكوك- على اتخاذ إجراءات اكثر صرامة مثل فرض العقوبات وقلب نظام الحكم وحتى شن هجوم عسكري ضد طهران بحلول عام 2011 .
لكن الوثائق ذكرت ايضا أن السعودية حثت الأمريكيين على "قطع رأس الأفعى" بمهاجمة إيران وهي نبرة كررها زعماء عرب آخرون وتشير الى الشكوك في أن الصواريخ الكورية الشمالية ربما تكون أمدت الإيرانيين بالمدى الذي يصل الى غرب اوروبا وما بعده.
وقال جيورا ايلاند الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي عمل مستشارا للأمن القومي لرئيسي الوزراء السابقين ارييل شارون وايهود أولمرت "هذه (التسريبات) لا تضر بإسرائيل على الإطلاق ربما العكس."
وأضاف "لو كان هناك ما يتعلق بالمسألة الإيرانية ففي رأيي أن هذا يفيد إسرائيل لأن هذه التسريبات تظهر أن اهتمام دول عربية مثل السعودية بإيران اكبر بكثير من اهتمامها بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني على سبيل المثال."
وقال المعلق سيفر بلوتزكر الذي يكتب في صحيفة يديعوت احرونوت اكبر صحيفة إسرائيلية إن "صورة واحدة دقيقة وواضحة" ظهرت وهي أن "العالم بأسره وليس اسرائيل فحسب مرعوب من البرنامج النووي الإيراني."
ويبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حين تحدث قبل تسريبات ويكيليكس قد توقع الإحراج المحتمل للعرب السنة الذين يخشون من تزايد نفوذ الشيعة.
وقال نتنياهو "في هذه الأمور (الدبلوماسية) تكون هناك عادة فجوة بين ما يقال في العلن وما يقال في السر. في إسرائيل الفجوات ليست كبيرة جدا لكن في بعض الدول الأخرى بالمنطقة تكون الفجوات كبيرة للغاية."
وتعتبر "إسرائيل" التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك ترسانة نووية أنها هي الوحيدة المهددة باحتمال امتلاك إيران قنبلة نووية وهي تسعى منذ فترة طويلة الى حشد التأييد للتدخل الأجنبي.
ويعتقد بعض المحللين أن "اسرائيل" تفتقر الى القوة التسلحية اللازمة لشن هجوم وقائي وقد تحجم عن إثارة حرب جديدة بالشرق الأوسط مع إيران التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
ويقول موقع ويكيليكس إن وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس سئل في اجتماع مغلق في فبراير شباط عن احتمال شن "إسرائيل" هجوما ورد قائلا "إنه لا يعلم إن كان سينجح لكن إسرائيل يمكن ان تنفذ عملية."
وتورد برقية أخرى من مايو ايار 2009 إبلاغ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أعضاء الكونجرس الأمريكي بأن هناك فرصة تتراوح بين ستة و18 شهرا لضرب إيران دون إلحاق "أضرار جانبية غير مقبولة."
واعترف ايلاند بأن موقع ويكيليكس عكس درجة من "المبالغة" الإسرائيلية لكن بلا تهور. وقال "في الوقت الحالي على الأقل لم يتم الكشف عن سر من أسرار الدولة بشأن خطط العمليات او القدرات المخابراتية."
خامنئي وسرطان الدم
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية ان البرقيات الدبلوماسية الامريكية التي نشرها موقع ويكيليكس الالكتروني المتخصص في تسريب الاسرار تضمنت تصريحات لمصدر عام 2009 تحدث عن اصابة الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي بسرطان في مراحله النهائية.
وطبقا للبرقية المؤرخة في اغسطس اب عام 2009 علم المصدر وهو رجل اعمال غير ايراني يعمل في اسيا الوسطى ويسافر كثيرا الى طهران "من أحد معارفه ان (الرئيس الايراني السابق علي أكبر) رفسنجاني أبلغه ان الزعيم الاعلى علي خامنئي مصاب بسرطان الدم في مراحله الاخيرة ويمكن ان يموت خلال بضعة أشهر."
وجاء في البرقية التي كتبها دبلوماسي امريكي ان رفسنجاني وهو من منتقدي الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد والذي عبر عن تعاطفه مع الحركة الاصلاحية قرر حين علم بمرض خامنئي ان يبدأ اعداد نفسه ليكون خليفته.
وخامنئي هو الزعيم الاعلى لايران منذ عام 1989 وله القول الفصل في الجمهورية الاسلامية التي تخوض مواجهة مع الغرب بشأن طبيعة انشطتها النووية.
والوثيقة التي نقلت عنها لوموند هي واحدة من نحو 250 ألف برقية دبلوماسية نشرها موقع ويكيليكس في مطلع الاسبوع تكشف عن اراء ومعلومات سرية من جانب دبلوماسيين أمريكيين في الخارج كانت ستظل في الاحوال الطبيعية طي الكتمان لعشرات السنوات القادمة.
وقالت لوموند وهي من بين عدد من الصحف على مستوى العالم اطلعت بشكل مبكر على البرقيات المسربة ان الوثائق المتعلقة بايران تظهر ان الولايات المتحدة تعتمد على شبكة تراقب ايران في الشرق الاوسط لالقاء الضوء على دولة تعتبرها واشنطن لغزا.
وقطعت الولايات المتحدة علاقتها الدبلوماسية مع ايران قبل 30 عاما بعد قيام الثورة الاسلامية بفترة قصيرة من الوقت حين سيطرت مجموعة من الطلبة على السفارة الامريكية في طهران واحتجزت موظفيها رهائن 444 يوما.
مصر والسلطة على علم بحرب غزة
وكشفت الوثائق التي نشرها الموقع أن وزير الجيش الإسرائيلي أيهود باراك أوضح لأعضاء من الكونغرس الأمريكي خلال لقائه معهم في تل أبيب في شهر حزيران (يونيو) 2009، أنه أبلغ كلاً من مصر والسلطة الفلسطينية بنية "إسرائيل" بشن العملية العسكرية على قطاع غزة التي بدأت في كانون أول 2008، وأنه حاول التنسيق معهما لإدارة الأمور بعد تلك العملية وتوضح الوثيقة وفق ما ذكرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن باراك قام بعدة مشاورات مع مصر وحركة "فتح" قبل بدء العملية، وأنه سأل مصر والسلطة "إذا ما كانتا على استعداد لتولي السلطة على قطاع غزة بعد أن تهزم "إسرائيل" حركة حماس"، لكنه حصل على "رد سلبي" من مصر.
وذكرت الوثيقة أن باراك أكد على أهمية التشاور مع مصر وحركة "فتح" فيما يتعلق بعملية ترميم وإصلاح ما دمرته الحرب على غزة، ولم يتطرق باراك إلى أي اتفاقات بشأن الجندي الأسير جلعاد شاليط. واستنادا إلى برقية كتبها نائب السفير الأمريكي في "إسرائيل" في تلك الفترة، فإن باراك قد صرح خلال اللقاء مع أعضاء الكونغرس بأن السلطة الفلسطينية ضعيفة وينقصها الثقة بالنفس، وأن منسق الأمن الأمريكي لدى السلطة في حينه الجنرال كيث دايتون يبذل جهودا كبيرة من أجل إعادة الثقة في صفوف السلطة.كما ذكرت الوثائق أن قيادات إسرائيلية ومنها باراك ووزيرة الخارجية السابقة وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، شككا في قدرات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إنجاز المفاوضات السلمية مع "إسرائيل"، وكسب النزاع الجاري بين حركتَيْ "فتح" و"حماس".
http://www.assabeel.net/علا-الملأ/2...-برقية-دبلوماسية-أميركية-معظمها-‘‘سرية‘‘.html