السلام عليكم
سلام مقران فلاوغ'
أخي العزيز
أنا أمازيغي شاوي من الجزائر و لعلمك فإن الشاوية هم أكبر تجمع أمازيغي في العالم و لا أحد يمكن أن يزايد أو يناقص على أمازيغيتهم
1- نحن الشاوية نعتبر أن الحديث عن البعد الأمازيغي لهويتنا هو في حد ذاته تبني لها
2- لا توجد علميا ما يسمى باللغة الأمازيغية و ما هو موجود حاليا إنما هي مجموعة لهجات و لكي يتفاهم جميع الأمازيغ فيما بينهم لا بد من من استعمال لغة واحدة مشتركة و الحمد لله على وجود لغة القرأن الكريم و هذا هو سر بقاء اللغة العربية حية في ديار الأمازيغ حتى الأن، و ما محاولة فرض لغة الفرنسيس إلا مشروع فاشل، و القاعدة العامة في العالم: لا وحدة وطنية بدون وحدة لغوية و انظر الى حال مملكة بلجيكا اليوم
3- بالإشارة الى الإرث اللغوي الإستعماري الفرنسي: فإن هذه القضية الأمازيغية المفتعلة ماهي إلا مشروع فرنسي استعماري قديم بدأ بعد فشل ثورة المقراني و الشيخ الحداد -رحمهما الله- عام 1871م مباشرة و الهدف واضح و بسيط: اختراع أقلية مزعومة تدعي الأمازيغية لكنها فرنسية التفكير و الأخطر نصرانية العقيدة و ذلك على المدى البعيد و الهدف : خلق "لبنان" أخر لغوي-طائفي يشكل ورم سرطاني دائم الصراع في بلاد الأمازيغ ، تماما كما حالة لبنان في بلاد الشام، و لا حظ معي أن المخطط للحالتين واحد هي فرنسا ، و الزمن نفسه ( انشاء متصرفية جبل لبنان بعد حوادث 1860م) و المنطقة المرشحة لهذا المخطط الشيطاني هي منطقة قبائل زواوة المشهورة بالقبائل (لاحظ معي أن اللفظ عربي قح لمنطقة أمازيغية) و السبب هو قربها الشديد من العاصمة الجزائر بالإضافة إلى وقوعها على ساحل البحر و كذلك استغلال فرصة كثافة القرى الجبلية و النقص الكبير للرجال المثقفين بعد استشهادهم أو نفي الأحياء منهم خارج الوطن بعد فشل ثورة 1871م ، ثم امتد المخطط الفرنسي لتجمعات امازيغية أخرى و بدرجات متفاوتة لخلق الفتنة و الشقاق كما حدث عام 1930م بقصة الظهير البربري في المغرب الأقصى.
4- منذ أول إنفصال عن الخلافة العباسية و نشأة الدولة الرستمية هنا في الشمال الإفريقي كانت جميع الدول تعتمد على ولاء القبائل الأمازيغية بل و كانت معظم الأسر الحاكمة أمازيغية قحة بإستثناء بني رستم-أصل فارسي- و الأدارسة -أصل علوي شريف- و التساؤل الكبير هو: لماذا لم تفرض هوية أمازيغية في المنطقة أنذاك؟ لماذا كانت جميع الدول لغتها الرسمية هي العربية و نظامها إسلامي؟ لماذا لم يفرض المرابطون أو الموحدون "اللغة" الأمازيغية المفترضة كلغة رسمية؟ لماذا لم يكتبوها بحروف التيفيناغ الإصطناعية، و هم أمازيغ أقحاح....
5- يظهر لنا إذن أن أول طرح لهذه القضية المفتعلة كان من طرف الإستعمار الفرنسي بهدف شق صف الشعب في شمال افريقيا و ذلك بعد عام 1871م و للأسف.. إلى الأن و ذلك عبر دراسات و أبحاث وهمية كقضية حروف التيفيناغ المزعومة أو إكتشاف مولود معمري بدعم من الأكاديمية البربرية المؤسسة في باريس عام 1967م ، و لا أنفي هنا أن أجدادنا كتبوا فعلا مؤلفات في علوم شتى و بمختلف اللهجات الأمازيغية لكن... بالحرف العربي كما تكتب الفارسية و الأوردية ، و الحرف العربي يناسب تماما النطق الأمازيغي و الأمثلة كثيرة.
6- إن أي طرح للأمازيغية حاليا في بلدان الشمال الإفريقي ماهو إلا طرح تفتيتي إنفصالي يخدم مخطط فرنسا القديم ، و للإنصاف تتحمل أنظمة الحكم بعد استقلال بلدان المغرب العربي مسؤولية تفاقم هذا الأمر و ذلك بتجاهلها للتراث الأمازيغي و عدم إظهار حقيقته و توجيهه لتدعيم الهوية الوطنية مما سمح للمستعمر و أعوانه بإستغلال هذا الفراغ و ما غزو قوافل المنصرين في القبائل إلا نتيجة لهذا التوجه ، خصوصا في زمن حماية الأقليات و ذلك بإنشاء أقلية أمازيغية نصرانية تطلب الحماية ، و تمهد لعودة الإستعمار من جديد.
7- و الحمد لله أن أحفاد طارق بن زياد و يوسف بن تاشفين و غيرهم من الأمازيغ الأحرار مازالوا بكثرة في البلاد و أن الإسلام مايزال ثابت الأركان هنا ، و نفتخر أيضا بعروبتنا لأن العربية كما قال المصطفى- صلى الله عليه و سلم- هي اللسان و ليست عصبية قبلية أو قومية عنصرية