رد: حدائق الايمان فى حرب رمضان
ولكن لماذا تم اعتبار الثغرة معركة تليفزيونية مظهرية فى نظر الخبراء العسكريين ,
رغم أن الثغرة ـ كخطة ـ تعتبر إحدى الخطط البارعة التي كان بإمكانها لو نجحت أن تغير موازين القتال
إجابة هذا السؤال هى المدخل لفهم موضوع الثغرة من خلال فهم طبيعة التفكير الإسرائيلي الذى خبرته مصر بعد أن عركتها التجربة وأدركت أبعاده ولهذا لم تفلح معها إسرائيل فى هذه المرة ,
فالإستراتيجية الإسرائيلية تعتمد اعتمادا مطلقا فى تأمين نفسها على عناصر معينة لا يمكن أن تغيرها ,
أولها : الإعتماد على الحرب الخاطفة التى لا تكلف جهدا أو ضحايا بطريقة الصدمة المربكة للخصم
ثانيها : استخدام الإعلام استخداما أسطوريا كسلاح فى حرب نفسية تحقق لها من الأهداف ما تعجز عنه القوة العسكرية بحيث يجنح للإستسلام ولا يكلف الجيش الإسرائيلي عائقا بالمقاومة
وقد طبقت هذا الأمر بنجاح فى حرب يونيو عندما نفذت ضربة الطيران فأفقدت القيادات المهتزة اتزانها وصدر قرار الإنسحاب الغريب الذى فتح سيناء بكل سهولة أمام العدو وبلا معارك ,
وعندما فوجئ العدو بحرب أكتوبر اعتمد نفس الإستراتيجية كحل أخير ينقذ الوضع ويرد مصر عن كل مكاسبها وهو حل توجيه ضربة إعلامية فى المقام الأول تسبب إرتباكا وقلقا وحيرة يدفع مصر للتخلى طواعية عن مكاسبها ,
وكانت الفكرة من تجهيز وإعداد الجنرال إريل شارون وتتلخص فى أن تقوم قوة إسرائيلية بعبور الضفة الغربية لقناة السويس بحيث تقبع فى مؤخرة الجيوش الميدانية حيث لا توجد قوات مقاتلة بالطبع ,
وتقوم القوة الإسرائيلية ـ حسب إمكانياتها ـ باحتلال السويس أو الإسماعيلية أو المدينتين معا نظرا لشهرتهما العالمية الواسعة بسبب قناة السويس التى ارتبط اسمها بالسويس المدينة , والإسماعيلية باعتبار أنها مقر شركة قناة السويس وكلتا المدينتين معروفتين للعالم أجمع منذ حرب العدوان الثلاثي المعروفة باسم ( حرب السويس )
فإذا سقطت السويس والإسماعيلية بما لهما من الشهرة الواسعة سيكون لهذا النصر دوى فى العالم يمحو بعضا من العار الإسرائيلي , لا سيما إن تم التخطيط له بإتقان بحيث يتم فرض وقف إطلاق النار بعده مباشرة قبل أن تأتى الفرصة لمصر لترد الهجوم ,
وبالتالى عندما يجلس الإسرائيليون للمفاوضات فى فض الإشتباك بعد وقف إطلاق النار سيكون التفاوض من موقف قوة حيث يقبع الإسرائيليون باحتلال أهم مدينتين فى القناة
هذا فضلا على تهديد مؤخرات الجيوش الميدانية والتسبب فى إرتباكها , فتكون القوات المصرية مضطرة إلى أن تقبل بهذا الوضع دون مقاومة ـ لعدم وجود احتياطى فى الخلف ـ أو أنها تقوم بسحب قواتها من الشرق للغرب بهدف مقاومة الإختراق وهذا يحقق للإسرائيليين ما يتمنونه وهو تخلى مصر عن مكاسبها على الأرض قبل وقف إطلاق النار
وألح شارون فى عرض خطته منذ الثامن من أكتوبر ,
واجتمع مجلس الأركان لدراسة الموقف ودراسة نقاط الإختراق واختاروا بين الثلاث نقاط المرشحة منطقة الدفرسوار بالذات لكونها المفصل بين قوات الجيش الثانى والجيش الثالث ,
ولكى نعرف ما هو مفهوم الثغرة عسكريا ,
نتعرف أولا إلى تقسيم الجيوش فى المفاهيم العسكرية , بشكل مبسط
فالقوات المسلحة تتكون من وحدات صغري تكبر شيئا فشيئا إلى أن تكّون جيشا أو جيشين أو ثلاث حسب إمكانية الدولة
ومفهوم كلمة جيش فى العلم العسكري ليس معناها كما هى عند العامة حيث يعتبر هذا المفهوم مقصودا به القوات المسلحة فى مجموعها , فجيش الدولة هو قواتها المسلحة
أما كلمة الجيش فى العلم العسكري فهى أكبر التصنيفات التى تتكون منها القوات المسلحة لأى دولة , أى أن مفهوم القوات المسلحة مفهوم عام يضم تحته مفهوم الجيش
فتقسيم القوات يبدأ وينتهى كالتالى :
الفصيلة : وهى مجموعة صغيرة من الأفراد يقودهم ضابط صغير الرتبة كالملازم والملازم أول وهما أول سلم الرتب العسكرية
السرية : وهى مجموعة أكبر وحدتها الفصيلة فالسرية تتكون من مجموعة فصائل وقوادها بين رتبة النقيب والرائد
الكتيبة : وهى الوحدة الأعلى حيث تتكون من مجموعة كتائب ويكون قائدها غالبا فى رتبة المقدم
اللواء : وهو أول التقسيمات الكبري حيث يتكون من مجموعة كتائب وقائد اللواء غالبا يكون فى رتبة العقيد , والألوية هى الوحدات التى تعتبر صراعاتها مع العدو معركة من معارك الحرب
فالحرب فى العلم العسكري مجموعة معارك , والمعركة الواحدة يتم إطلاقها على الصراع الذى يتقاتل فيه من الجانبين مجموعة تكون على الأقل بحجم لواء فما أعلى , فأى اشتباك يتم بين لواءين أو أكثر هو معركة كاملة من معارك الحرب
الفرقة : وتتكون من مجموعة ألوية وقائدها يكون فى رتبة العميد
الجيش : ويتكون من فرقتين أو أكثر حيث تكوّن الفرق فى الميدان جيوشا ميدانية يتولى قيادتها من هم فى رتبة اللواء فأعلى وهى واحدة من الرتب القيادية الكبري فى الجيوش ,
ولا يعلوها إلا ثلاث رتب وهى الفريق والفريق أول ثم أخيرا رتبة المشير ( الماريشال ) وهى أعلى درجات السلم العسكري ولا يجوز منحها إلا لمن تقدم بإضافة جديدة غير مسبوقة في العلوم العسكرية أو التطبيقات الميدانية
وليس متصورا أن يكون في القوات المسلحة لأى دولة أكثر من شخص واحد في تلك الرتبة الحساسة وقد لا يوجد أصلا من يحملها حيث يكون الفريق أول رتبة من رتب وزارة الدفاع لأى دولة عادية ,
أما في الدول العظمى فالأمر يختلف قليلا نظرا لحجم الجيوش فيجوز أن يتوافر في رتبة الماريشال أكثر من شخص وقد كان في الإتحاد السوفياتى السابق بعد الحرب العالمية الثانية 12 ماريشالا حازوا هذه الرتبة بعد نصرهم في أكثر من ثلاث معارك ميدانية كبري في ميدان القتال
وأشهر من حمل رتبة الماريشال عالميا هو الماريشال أدوين روميل قائد الفيلق الألمانى والماريشال مونتجمرى قائد القوات البريطانية الذى تمكن من رد هجوم قوات روميل قبل استيلائها على العلمين
رغم أن الثغرة ـ كخطة ـ تعتبر إحدى الخطط البارعة التي كان بإمكانها لو نجحت أن تغير موازين القتال
إجابة هذا السؤال هى المدخل لفهم موضوع الثغرة من خلال فهم طبيعة التفكير الإسرائيلي الذى خبرته مصر بعد أن عركتها التجربة وأدركت أبعاده ولهذا لم تفلح معها إسرائيل فى هذه المرة ,
فالإستراتيجية الإسرائيلية تعتمد اعتمادا مطلقا فى تأمين نفسها على عناصر معينة لا يمكن أن تغيرها ,
أولها : الإعتماد على الحرب الخاطفة التى لا تكلف جهدا أو ضحايا بطريقة الصدمة المربكة للخصم
ثانيها : استخدام الإعلام استخداما أسطوريا كسلاح فى حرب نفسية تحقق لها من الأهداف ما تعجز عنه القوة العسكرية بحيث يجنح للإستسلام ولا يكلف الجيش الإسرائيلي عائقا بالمقاومة
وقد طبقت هذا الأمر بنجاح فى حرب يونيو عندما نفذت ضربة الطيران فأفقدت القيادات المهتزة اتزانها وصدر قرار الإنسحاب الغريب الذى فتح سيناء بكل سهولة أمام العدو وبلا معارك ,
وعندما فوجئ العدو بحرب أكتوبر اعتمد نفس الإستراتيجية كحل أخير ينقذ الوضع ويرد مصر عن كل مكاسبها وهو حل توجيه ضربة إعلامية فى المقام الأول تسبب إرتباكا وقلقا وحيرة يدفع مصر للتخلى طواعية عن مكاسبها ,
وكانت الفكرة من تجهيز وإعداد الجنرال إريل شارون وتتلخص فى أن تقوم قوة إسرائيلية بعبور الضفة الغربية لقناة السويس بحيث تقبع فى مؤخرة الجيوش الميدانية حيث لا توجد قوات مقاتلة بالطبع ,
وتقوم القوة الإسرائيلية ـ حسب إمكانياتها ـ باحتلال السويس أو الإسماعيلية أو المدينتين معا نظرا لشهرتهما العالمية الواسعة بسبب قناة السويس التى ارتبط اسمها بالسويس المدينة , والإسماعيلية باعتبار أنها مقر شركة قناة السويس وكلتا المدينتين معروفتين للعالم أجمع منذ حرب العدوان الثلاثي المعروفة باسم ( حرب السويس )
فإذا سقطت السويس والإسماعيلية بما لهما من الشهرة الواسعة سيكون لهذا النصر دوى فى العالم يمحو بعضا من العار الإسرائيلي , لا سيما إن تم التخطيط له بإتقان بحيث يتم فرض وقف إطلاق النار بعده مباشرة قبل أن تأتى الفرصة لمصر لترد الهجوم ,
وبالتالى عندما يجلس الإسرائيليون للمفاوضات فى فض الإشتباك بعد وقف إطلاق النار سيكون التفاوض من موقف قوة حيث يقبع الإسرائيليون باحتلال أهم مدينتين فى القناة
هذا فضلا على تهديد مؤخرات الجيوش الميدانية والتسبب فى إرتباكها , فتكون القوات المصرية مضطرة إلى أن تقبل بهذا الوضع دون مقاومة ـ لعدم وجود احتياطى فى الخلف ـ أو أنها تقوم بسحب قواتها من الشرق للغرب بهدف مقاومة الإختراق وهذا يحقق للإسرائيليين ما يتمنونه وهو تخلى مصر عن مكاسبها على الأرض قبل وقف إطلاق النار
وألح شارون فى عرض خطته منذ الثامن من أكتوبر ,
واجتمع مجلس الأركان لدراسة الموقف ودراسة نقاط الإختراق واختاروا بين الثلاث نقاط المرشحة منطقة الدفرسوار بالذات لكونها المفصل بين قوات الجيش الثانى والجيش الثالث ,
ولكى نعرف ما هو مفهوم الثغرة عسكريا ,
نتعرف أولا إلى تقسيم الجيوش فى المفاهيم العسكرية , بشكل مبسط
فالقوات المسلحة تتكون من وحدات صغري تكبر شيئا فشيئا إلى أن تكّون جيشا أو جيشين أو ثلاث حسب إمكانية الدولة
ومفهوم كلمة جيش فى العلم العسكري ليس معناها كما هى عند العامة حيث يعتبر هذا المفهوم مقصودا به القوات المسلحة فى مجموعها , فجيش الدولة هو قواتها المسلحة
أما كلمة الجيش فى العلم العسكري فهى أكبر التصنيفات التى تتكون منها القوات المسلحة لأى دولة , أى أن مفهوم القوات المسلحة مفهوم عام يضم تحته مفهوم الجيش
فتقسيم القوات يبدأ وينتهى كالتالى :
الفصيلة : وهى مجموعة صغيرة من الأفراد يقودهم ضابط صغير الرتبة كالملازم والملازم أول وهما أول سلم الرتب العسكرية
السرية : وهى مجموعة أكبر وحدتها الفصيلة فالسرية تتكون من مجموعة فصائل وقوادها بين رتبة النقيب والرائد
الكتيبة : وهى الوحدة الأعلى حيث تتكون من مجموعة كتائب ويكون قائدها غالبا فى رتبة المقدم
اللواء : وهو أول التقسيمات الكبري حيث يتكون من مجموعة كتائب وقائد اللواء غالبا يكون فى رتبة العقيد , والألوية هى الوحدات التى تعتبر صراعاتها مع العدو معركة من معارك الحرب
فالحرب فى العلم العسكري مجموعة معارك , والمعركة الواحدة يتم إطلاقها على الصراع الذى يتقاتل فيه من الجانبين مجموعة تكون على الأقل بحجم لواء فما أعلى , فأى اشتباك يتم بين لواءين أو أكثر هو معركة كاملة من معارك الحرب
الفرقة : وتتكون من مجموعة ألوية وقائدها يكون فى رتبة العميد
الجيش : ويتكون من فرقتين أو أكثر حيث تكوّن الفرق فى الميدان جيوشا ميدانية يتولى قيادتها من هم فى رتبة اللواء فأعلى وهى واحدة من الرتب القيادية الكبري فى الجيوش ,
ولا يعلوها إلا ثلاث رتب وهى الفريق والفريق أول ثم أخيرا رتبة المشير ( الماريشال ) وهى أعلى درجات السلم العسكري ولا يجوز منحها إلا لمن تقدم بإضافة جديدة غير مسبوقة في العلوم العسكرية أو التطبيقات الميدانية
وليس متصورا أن يكون في القوات المسلحة لأى دولة أكثر من شخص واحد في تلك الرتبة الحساسة وقد لا يوجد أصلا من يحملها حيث يكون الفريق أول رتبة من رتب وزارة الدفاع لأى دولة عادية ,
أما في الدول العظمى فالأمر يختلف قليلا نظرا لحجم الجيوش فيجوز أن يتوافر في رتبة الماريشال أكثر من شخص وقد كان في الإتحاد السوفياتى السابق بعد الحرب العالمية الثانية 12 ماريشالا حازوا هذه الرتبة بعد نصرهم في أكثر من ثلاث معارك ميدانية كبري في ميدان القتال
وأشهر من حمل رتبة الماريشال عالميا هو الماريشال أدوين روميل قائد الفيلق الألمانى والماريشال مونتجمرى قائد القوات البريطانية الذى تمكن من رد هجوم قوات روميل قبل استيلائها على العلمين