فإسرائيل لم يكن عندها استعداد حقيقي لإعادة شبر واحد من سيناء لمصر ولو حتى في مقابل تسوية سلمية كاملة , وهذا الأمر الذى كانت تردده إسرائيل أو ساستها في هذا الشأن لا يخرج عن كونه ألاعيب معتادة في السياسة الإسرائيلية التي لا تعترف إلا بالقوة ,
بدليل أنها لم تستجب لمبادرة السادات قبل الحرب بالإنسحاب الجزي لعدة كيلومترات غرب القناة لإعادة فتح القناة للملاحة , فضلا على أنها طيلة تاريخها القريب لم تلتزم أبدا بالإنسحاب من شبر واحد قامت بإحتلاله إلا بالقوة المسلحة وحدها على نحو ما تم في اتفاقية السلام التي وقعتها مع مصر ,
ولولا حرب أكتوبر وأثرها ونتائجها لما بادرت إسرائيل بإعادة سيناء كاملة قط ,
وكدليل آخر على اعتماد إسرائيل لسياسة التضليل أنها لم تنسحب من الجولان نهائيا حتى يومنا هذا رغم قبول سوريا للتسوية السلمية في عام 1992 م وأصر شيمون بيريز على الإحتفاظ بأجزاء من الجولان لضمان الأمن الإسرائيلي ,
وهذا رغم أن إسرائيل كانت تعرض الجولان كاملة في بدايات مرحلة التفاوض عقب حرب أكتوبر ,
وإذا قارنا هذا الأمر بما فعلته مصر سنجد أنها استعادت سيناء بالكامل بناء على نتائج حرب أكتوبر ,
لا سيما وأن مقولة أن إسرائيل لم تكن تنوى البقاء بسيناء مقولة تنقصها الدقة ,
فربما كان هذا صحيحا قبل عام 67 , أما بعد حرب يونيو فقد تطورت أهداف إسرائيل كثيرا عما كان يردده بن جوريون قبلها , وأصبحت أرض الضفة الغربية والجولان وسيناء أرضا إسرائيلية في العرف الإسرائيلي ,
ولو أنها كانت لا تنوى البقاء بسيناء وتهدف فقط للضغط على مصر فلماذا بقيت في الجولان رغم أنها ليست لها مطالب تاريخية أو دينية فيها .. تماما كما هو الحال مع أرض سيناء ,
ورغم هذا فلم تنسحب من الجولان ومدت مستوطناتها إلى أراضيها وأقر الكنيست الإسرائيلي هذا الواقع ,
بالإضافة إلى أن إسرائيل قامت بإنشاء مستوطنات على أرض سيناء واستمرت في البناء فيها حتى بعد حرب أكتوبر ومنها مستوطنة ( ياميت ) كما أنها كانت مصرة على عدم الإنسحاب من كامل سيناء وكان من أهدافها الإحتفاظ بشرم الشيخ وطابا كضمان أمنى لدرجة أن موشي ديان صرح في أثناء مفاوضات كامب ديفيد أن الحرب بشرم الشيخ أفضل من السلام بدون شرم الشيخ
وهذا رغم حرب أكتوبر وما أتبعته من تأثير على القيادة الإسرائيلية ,
ورغم هذا فقد دفعت نتائج حرب أكتوبر إسرائيل إلى هدم مستوطناتها والتخلى عن سيناء كاملة وتم الإنسحاب الشامل ,
وكل هذا بسبب حرب أكتوبر ونتائج حرب أكتوبر على الأرض حيث تمكنت السياسة من استثمار نتائج الحرب ودفعت إسرائيل للإنسحاب الكامل رغم أن الجيش المصري لم يكن باسطا نفوذه إلا على عمق 15 كيلومتر فقط من سيناء ,
فكيف يمكن بعد ذلك أن نقول أن السياسة خذلت السلاح في حرب أكتوبر ؟!
وأى إنجاز أكبر من إتمام سيطرة مصر على سيناء كاملة رغم أن قواتها المسلحة لم تحرر أكثر من ثلثها ؟!
* يعتمد هيكل في وجهة نظره على أن السياسة خذلت السلاح في حرب أكتوبر , باعتبار أن السادات قام بحل منفرد مع إسرائيل وكان لزاما أن يقوم بحل شامل ,
وعندما نعود لوقائع الأحداث سنجد أن السادات في خطابه أمام مجلس الشعب في 16 أكتوبر عام 1973 م عرض التسوية الشاملة بضمان كافة الحقوق العربية في الأرض المحتلة عام 1967 م ,
واستمر الخط السياسي المصري قائما على أساس تسوية شاملة تعود بها الجولان والضفة الغربية جنبا إلى جنب مع سيناء كمقابل لفرض عملية السلام وإنهاء حالة الحرب ,
بل قام السادات بالتركيز على الجزئية في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي بعد زيارته للقدس عام 1977 م , ومن يعود للخطاب سيجد أنه ركز على أن مصر لا ولن تبحث عن حل منفرد مع إسرائيل إلا في ظل حل شامل يعيد الحقوق العربية كاملة ويمنح حق الحكم الذاتى للفلسطينيين ,
وفى كل تلك المراحل رفضت الدول العربية السير في طريق المفاوضات رفضا تاما , رغم أن السادات أوضح في سياسته عدم نيته على حل منفرد حتى أجبرته السياسة العربية المصرة على مقاطعة المفاوضات في أن يمضي وحده ويستعيد أرضه ,
ورفضت سوريا مبدأ التفاوض على الجولان ورفض الفلسطينيون حل الحكم الذاتى في غزة وأريحا , وكانت النتيجة أن كلا الطرفين خسرا العرض بعد فوات الأوان وكان السلام في كامب ديفيد ـ على حد تعبير وزير الخارجية المصري إبراهيم كامل ـ فرصة ضائعة كان ينبغي إستثمارها !
لكن نعرة التيار القومى وما خلفته في العقول العربية كانت السبب في ضياعها , وكان يمكن إعادة هذه الأراضي باتفاقية سلام شامل لم تكن أبدا ستقف عائقا أمام إعادة حالة الحرب عند الضرورة ,
لكنها كانت ستعمل كهدنة ـ مسماة سياسيا باتفاقية السلام ـ إلى أن يحين الظرف الدولى لمواصلة النضال ,
وهو ما تمثله بالفعل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ,
إذ أنها ليست اتفاقية سلام واقعى أو فعلى بل هى مجرد هدنة يعرف الطرفان المصري والإسرائيلي أنها هدنة مؤقتة مهما طال الزمن بها ,
ولا زالت العقيدة العسكرية المصرية والإسرائيلية تحمل العداء المتبادل ويمثله في وضوح أن المشروعات الإستراتيجية للمناورات في الجيش المصري لا تقوم إلا في مواجهة عدو واحد وهو الجيش الإسرائيلي
وهذا رغم انعقاد معاهدة السلام !
فما الذى منع العرب من السير خلف خطا السادات واستثمار نتائج حرب أكتوبر لاتفاقية كاملة تكون القوة العربية معها موحدة على مطالب محددة تعيد الأرض لأصحابها في إنجاز غير مسبوق ؟!
* ثم نسأل الأستاذ هيكل ,
ما هو البديل المتاح والإسثمار الناجح في نظره لحرب أكتوبر ,
من الطبيعى أن هيكل لم يكن يؤيد استمرار القوة العسكرية فاعلة في الصراع عقب وقف إطلاق النار , لأنه يدرك كما ندرك أن هذا الأمر لم يكن مطروحا في ظل الظرف الدولى الذى شهد التنامى المتزايد للقوة الأمريكية وبالتالى الإسرائيلية ,
إذا كان مقصد هيكل من استثمار النتائج هو أن تقوم مصر بقيادة اتفاقية التسوية الشاملة متحدثة باسم العرب جميعا وضامنة لإعادة الحقوق المسلوبة عام 1967 م ,
ونحن لا نختلف معه في أن هذا كان واجبا ,
لكن على من يقع عبء عدم تحقيق هذه الأهداف ؟!
هل يقع العبء على سياسة السادات الذى عرض طيلة خمس سنوات اتفاقية مشتركة مع إسرائيل وطلب التفويض للحديث باسم العرب في المفاوضات مع إسرائيل حتى رفض العرب جميعا ؟!
أم يتحملها القادة العرب الذين رفضوا خيار المفاوضات وفى نفس الوقت عجزوا عن إقرار معادلة القوة في الحرب مع إسرائيل فلم نشهد معركة أو حتى شبه معركة قامت بعد حرب أكتوبر لاسترداد الجولان أو الضفة الغربية ؟!
بل رأينا العكس ,
قبل العرب ما رفضوه بالأمس ـ وكان متاحا أمامهم ـ بعد ضياع الفرصة وكان أداؤهم في المفاوضات مما يرثي له حيث عجزت المفاوضات إلى اليوم في إعادة شبر واحد من الأراضي المحتلة عام 1967 م !!
فمن يتحمل هذه المسئولية ؟!
* آخر نقطة يجدر بنا التنويه عنها في هذا المقام وهى انتقاد هيكل للتوجه الأمريكى للسادات وسبق أن عرضنا عدم امتلاك هيكل أحقية أن ينتقد السادات في هذا الشأن لأنه كان الراعى الأول للتوجه السوفياتى لعبد الناصر , والتوجه للسوفيات ليس فرضا مفروضا أو قرآنا منزلا على السياسة المصرية ,
والذي يمتلك الحق في نقد اتجاه السادات للسياسة الأمريكية هم من ينادون بالنزعة المستقلة التي تعتمد على الحضارة العربية الراسخة في أعماق التاريخ , وليس هذا من حق دعاة القومية الذين رهنوا مصائر الأمة في يد صنم الإشتراكية التي لم تعد كونها تعريب للشيوعية السوفياتية ,
أما انتقاد هيكل وغيره لبنود معاهدة السلام وأخطرها ـ من وجهة نظرهم ـ هو إخلاء سيناء من التواجد العسكري المصري ,
فهذا اعتراض يثير السخرية حقا ,
ليس لأنه اعتراض غير وجيه , بل لأنه يأتى من القوميين بالذات ؟!
فمنذ متى في الحقبة الناصرية كانت مصر تمتلك أى قوات عسكرية في سيناء ؟!
لم يحدث منذ قيام الثورة وحتى رحيل عبد الناصر أن تمكنت مصر من فرض وجود عسكري مصري واحد في سيناء حتى تفجرت الأزمة في مايو 1967 , وهو العام الذى اضطر فيه عبد الناصر لحشد القوات المصرية في سيناء ,
والسؤال للقوميين هنا ..
ما الداعى لحشد القوات في سيناء من الأصل ولماذا لم تحتشد هذه القوات بشكل طبيعى في مواجهة العدو الأول والأخير لمصر ؟!
الأمر الآخر الهام ,
أنه إن قبل السادات وجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود المصرية الإسرائيلية عقب انتصار أكتوبر فلماذا لم تلوموا عبد الناصر على دخول قوات الطوارئ إلى قلب سيناء وتمركزها في شرم الشيخ وحمايتها للملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة رغم خروج عبد الناصر منتصرا في عام 1956 م , ؟!
ولماذا قبل عبد الناصر إخلاء سيناء كاملة من أى تواجد عسكري مصري بعد حرب 1956 وفقا لما طالبت به إسرائيل كشرط للإنسحاب من سيناء , وهو الشرط الذى قبله عبد الناصر !!
فلماذا كان قبول عبد الناصر لهذا الأمر نصرا .. وقبول السادات له كفرا ؟!
هذا مع نقطة مفصلية شديدة الأهمية :
وهى الفارق الضخم بين الشرط الذى قبله عبد الناصر والشرط الذى قبله السادات ,
فعبد الناصر لم يكن يمتلك أى سيطرة أو تواجد عسكري حتى في شرم الشيخ رغم وقوعها في قلب سيناء ,
بينما كانت الشرط الذى قبله السادات مختلف إختلافا جذريا حيث أن سيناء تم تقسيمها لمناطق مختلفة تبدأ بالمنطقة الأولى وهى الربع الأول من سيناء وتتمركز فيه قوة عسكرية كاملة مدرعة متمثلة في فرقة من 22 ألف جندى بتسليحها الكامل ,
والمنطقة الثانية وهى الوسطى وتتمركز فيها القوات العسكرية الخفيفة ,
والمنطقة الثالثة هى فقط المنطقة التي تعتبر منزوعة السلاح الثقيل وتتمركز فيها قوات حرس الحدود والشرطة
وعليه فليست سيناء بأكملها منزوعة السلاح كما يروج القوميون , بل ثلثها الأعلى فقط وفى المقابل فإن المنطقة ( د ) والواقعة في الحدود الإسرائيلية هى أيضا منزوعة السلاح بالمثل
وهى الحقيقة التي يتعمد القوميون المرور عليها مرور الكرام !
هذا فضلا على تمركز القوات المسلحة جميعها على أبواب سيناء حيث يتمركز الجيشان الثانى والثالث الميدانيين بكامل تسليحهما في السويس والإسماعيلية على حدود مصر الشرقية ..
بالإضافة إلى أن الإصرار الإسرائيلي والأمريكى على هذه التدابير كان مبنيا أصلا على سياسة مصر الخارجية في حرب يونيو 67 م حيث ظهرت مصر أمام العالم أجمع باعتبارها الدولة المعتدية والمتحفزة للإعتداء مما جعل لإسرائيل مشروعية أمام العالم في اتخاذ التدابير الواجبة بشن حرب استباقية !
والإصرار على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم نية مصر بتفجير الحرب مرة أخرى
* أما القول بأن السادات تسبب بسياسته في شق الصف العربي ,
فهذا أمر ينطق به القوميون بينما هو من الخيال العلمى !
فأسطورة التضامن العربي التي رددها القوميون مع بداية حركات التحرر في الخمسينيات بناء على مذهب القومية كانت ولا زالت أسطورة حاول القوميون صبغها بصبغة الحقيقة عن طريق الإعلام المكثف وحده ,
فمصر بعد الثورة بدأت سياسة التصنيف للأوطان العربية على صنفين وهما البلاد التقدمية التي تمثلها مصر الثورة والبلاد الرجعية التي يأتى في مقدمتها البلاد العربية ذات الحكومات الملكية ,
ودخل الطرفان في معركة عربية ـ عربية هائلة وانتهجت فيها مصر سياسة تشجيع الإنقلابات والثورات على أنظمة الحكم العربية واعتبار التقدمية والقومية لا تقوم إلا على هذا الأساس
وأدت هذه السياسة فيما بعد إلى تورط مصر في حرب اليمن ضد السعودية التي تحالفت مع قوات الأمير البدر المعزول بسبب ثورة عبد الله السلال ,
وما حدث في اليمن حدث في العراق وتفجرت الثورة العراقية هناك بقيادة عبد الكريم قاسم الذى دخل في مواجهة على الزعامة مع جمال عبد الناصر استوجبت معارك إعلامية محتدمة بين مصر والعراق
هذا فضلا على الخلاف الأردنى ـ المصري والذي استخدم فيه الطرفان مدفعية الإعلام الثقيلة لتخوين بعضهما البعض
وفى نفس الوقت تقريبا تفجرت الخلافات العقيمة بين مصر وسوريا عقب تجربة الوحدة وممارسات عبد الحكيم عامر في سوريا والتى انتهت بترحيله إلى مصر بطريقة مهينة , عقب انقلاب عسكري دبره عبد الكريم النحلاوى مدير مكتب المشير عامر نفسه في دمشق !
وعندما حاول عبد الناصر التدخل عسكريا في سوريا لقمع الإنقلاب وأصدر أوامره للقوة المتوجهة إلى هناك بالرحيل فعلا , عاد وألغي أوامره عندما وصله تحذير سوفياتى أن يدع سوريا وشأنها !
وبسبب العداءات القومية المتبادلة تفجرت أحداث أيلول الأسود التي شهدت معركة ضارية مسلحة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الملكى الأردنى في عام 1970م , كادت أن تنتهى بمذبحة بين الطرفين لولا خروج قوات منظمة التحرير من الأردن
وقام جمال عبد الناصر نفسه بإلغاء إذاعة صوت فلسطين من القاهرة بسبب تهجم هذه الإذاعة عليه شخصيا عقب قبوله لمبادرة روجرز التي أوقفت حرب الإستنزاف !
وقبل كل هذا ,
سقط مذهب القومية في بداياته سقطة غير متوقعة عندما قبلت مصر التضحية بالسودان وهى العمق الإستراتيجى الطبيعى لمصر والذي كان الجنوب الطبيعى للحدود المصرية ,
فدخل نظام جمال عبد الناصر في مواجهة مع إسماعيل الأزهرى زعيم الإئتلاف الحزبي في السودان والذي رفض الوحدة مع مصر مع أن أطاح جمال عبد الناصر بمحمد نجيب من السلطة , وكان محمد نجيب يحظى بشعبية هائلة في السودان كانت تؤهله لضمان استمرار وحدة وادى النيل
وكانت الطامة الكبري عندما نشبت معركة يونيو 67 وساعدت في اشتعالها وجر مصر إلى الفخ العسكري دول عربية وحركات مقاومة وجدت نفسها مغزلا يحيك خيوط المؤامرة جنبا إلى جنب مع الخيوط الأمريكية ـ الإسرائيلية !
حتى في المرة الوحيدة التي حملت شبه فرصة للتضامن العربي وهى تجربة حرب أكتوبر !
كان القادة العرب أصغر من مستوى الحدث فاختلف السادات وحافظ الأسد في ثانى أيام القتال بعد أن اقترح السفير السوفياتى وقف إطلاق النار وادعى أن هذه هى رغبة سوريا !
مما فجر شكوك السادات ودفعه للحركة المتوجسة التي أدت لاختلاف القائدين فيما بعد على وقف إطلاق النار ثم على مفاوضات فك الإشتباك .. وهلم جرا
فأين هو التضامن العربي الذى يرثي هيكل لقطعه وخروج مصر من صفه ووحدته ؟!
وإذا كان العرب لم يجتمعوا على كلمة واحدة متحدة ـ ولو لمرة واحدة ـ في أيام جمال عبد الناصر نفسه , فكيف يمكن تصور اتحادهم على يد السادات ,
رغم أن هذا الأخير وغيره من حكام المنطقة حاولوا بالفعل لكن سياسة المزايدات كانت حاكمة !
وفى النهاية تبقي كلمة ..
أن أمل الأمة اليوم ليس معقودا إلا مفكريها , وشباب مثقفيها ,
وهؤلاء ليس للأمة أمل فيهم إلا إذا أعادوا قراءة التاريخ مرة أخرى قراءة جديدة وبتجرد كامل وفهم عميق لحقيقة الأدوار والأشخاص ومحاولة استقراء عناصر القوة وعناصر الضعف بعيدا عن المزايدات والتورط في سياسة الإستقطاب ومبدأ ( مع أو ضد )
ثم بسط هذه الحقائق للناس ,
وهى المهمة المعقودة على المفكرين والمحللين باعتبارهم رعاة تربية الرأى العام وقادته في جميع العصور
وهى مهمة ينبغي لأهلها التصدى بعيدا عن نوازع اليأس وكلمة ( لا فائدة ) لأن الفائدة لن تتحقق إذا ألقي المفكر قلمه والمعلم عصاه وتركوا مهماتهم تحت زعم اليأس ,
ولو أدى كل منا دوره فحتما سيكون في بناء المستقبل لبنة ,