التشدد الاسرائيلي والتشد الاردني المضاد
سيناريو النصر الاردني
سيناريو النصر الاردني
في ضل الاجواء المشحونه التي تمر بها المنطقه بسبب التشدد الاسرائيلي والتشد الاردني المضاد ، يتضح لجميع المحلليين العسكريين بوادر حرب عربيه وتحديدا اردنيه ضد عدهم القديم اسرائيل ...
يعود جذور الصراع العربي الاسرائيلي لقبل عام 1948 عندما اقدم اليهود بمساعده بريطانيا وفرنسا باعلان اسرائيل دوله قوميه لليهود . فتدخلت الدول العربيه لمنع هذه المهزله فقامت حرب 1948، ولكن لاسباب معروفه للجميع هزم العرب وسقطت معظم فلسطين في يد اليهود . ولم يتبقى من هذه الارض الطاهره سوى القدس وما يسمى حاليا بالضفه الغربيه التي كانت تحت سيطره الجيش الاردني بالاضافه لقطاع غزه الذي كان تحت حمايه المصريين .
في عام 1967 اقدمت اسرائيل على شن حربها الثانيه ضد دول الجوار جميعا فيما يعرف بالنكسه ، حيث سقطت فلسطين كامله وسيناء وهضبه الجولان . ثم تبعها النصر العربي الي اعاد سيناء للمصريين فيما احتفضت اسرائيل بهضبه الجولان والاراضي المقدسه كامله .
خلال القمه العربيه عام 1983 ، اعلن باجماع عربي بان تكون منظمه التحرير الفلسطينيه هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني والمفاوض الرئيسي لاستعاده الاراضي المحتله بعد عام 1948 . وتم فصل الضفتنيين عن بعضهما اداريا عام 1987 خلال القمه العربيه في تونس . فقد كانت تخضع هذه المنطقه للسيطره الاردنيه اداريا واقتصاديا حتى خلال فتره احتلالها من اسرائيل بعد حرب 1967 .
قدمت اسرائيل احدى اذكى تنازلاتها في تلك الفتره ، وجعلت الضفه الغربيه منطقه حكم ذاتي تحت سيطره منظمه التحرير الفلسطينيه التي كانت تفتقد للتنظيم والتسليح والجيش المنظم ، وتخلصت اسرائيل من الكابوس الاردني المزعج باستعاده الضفه الغربيه كامله وعلى راسها القدس الشريف شرطا اساسيا لاتمام اي عمليه السلام بين البلديين .
وقع الاردن معاهده السلام عام 1993 فيما بعرف بمعاهده وادي عربه ، بعدما قرر العرب في قمتهم المشئومه انهاء السيطره الاردنيه على الضفه الغربيه ، واعدام الشرط الاساسي الذي كان يتمسك به الاردن . فخضع الاردن للارداه الدوليه ووقع على هذه المعاهده . فلم يكن يمتلك اي حجه للامتناع عن توقيعها .
في عام 2000 وبعد وفاه الملك الحسين وتسلم الملك عبدالله الحكم في الاردن ، حاولت اسرائيل التحرش بالاردن لمعرفه قدرات هذا الملك الشاب من ناحيه ومعرفه ولاء الشعب الاردني له . فانطلقت الاصوات المتشدده من قلب اسرائيل تدعو لطرد الفلسطينيين من الضفه الغربيه واقامه وطن بديل لهم في الاردن .
اضهر الملك الشاب والشعب الاردني تماسكا قل نضيره ، فقد كان قرارهم حازما لا مجال للتفاوض ولا للتراجع فيه . ولاقى هذا الموقف الاردني ايضا قبولا عربيا فقد رفض المبدأ الاسرائيلي جمله وتفصيلا .
هذه الدعوات الاسرائيليه اضافت شرخا جديدا لمدى العلاقات الاردنيه الاسرائيليه التي اهتزت مرارا وتكرارا في عهد الملك الباني الحسين بن طلال رحمه الله . لكن هذه المره لن يتسامح الاردنيون كما فعلوا بالسابق ، فبدا مشوار التشدد الاسرائيلي والتشدد الاردني المضاد .
اعادت اسرائيل التفكير مره اخرى بسبب الرفض العربي لفكره الوطن البديل ، وحاولت تاجيل الحاجز الاردني لوقت اخر . وبدا التفكر اليهودي الخبيث في ايجاد عوامل جديده تضع الاردن في موقف اليأس وتحت الضغوط الدوليه ليقبل هذه الفكره رغما عنه .
اولى تلك الواقف عزل سوريا عن المحيط العربي والدولي ، فسوريا اشد الدول العربيه معارضتا لفكره الوطن البديل والغاء حقوق الاجئيين الفلسطينيين بالعوده . بدات اسرائيل باتهام سوريا بدعم المقاومه والارهاب ، ومحاوله الحصول على اسلحه نوويه بصوره غير شرعيه . وبالفعل نجحت اسرائيل جزئيا بمخططها وعزلت سوريا عن المجتمع الدولي بشكل كامل وابتعدت كثيرا عن محيطها العربي .
هنا جاء الرد الاردني بشكل صريح على تلك المخططات الاسرائيليه ففي اواسط عام 2004 اقلعت الطائره الملكيه الاردنيه لتحط في مطار دمشق معلنه كسر الحصار السياسي والدولي التي احيطت به سوريا لمده تزيد عن ال 3 سنوات .
كانت هذه الخطوه بدايه لاعاده سوريا لبيئتها العربيه ونهايه العزله الدوليه ، التي فرضتها الاتهامات الاسرائيليه للقياده السوريه . وبالفعل نشاهد الان مصالحات عربيه عربيه واخرى سوريه اجنبيه وزيارات متبادله بين جميع الاطراف اعادت سوريا للبيت العربي وحطمت الاحلام الاسرائيليه في الغاء الدور السوري الرافض لفكره الوطن البديل .
حرب لبنان الاخيره في تموز 2006 هي صوره اخرى للتشدد الاسرائيلي والتشد الاردني المضاد ، ففي اوج الحرب وقيام اسرائيل متعمده بضرب مطار بيروت لمنع اي مساعدات عربيه او دوليه وفرض حصار جوي فوق لبنان الشيقيق . اقلعت الطائرات العسكريه الاردينه محمله بالمساعدات الانسانيه والطبيه العاجله وفرق الانقاذ بالاضافه لكتيبه عسكريه اردنيه من سلاح الهندسيه متخصصه باصلاح المطارات ، وحطت في مطار بيروت الدولي رغم انف اسرائيل واصلاح المطار وجعله جاهزا لاستقبلات المساعدات العربيه والدوليه . وهذا هو التحدي الاردني الثاني لاسرائيل .
التحدي الثالث خلال حرب غزه ، فبعد فرض اسرائيل حصار بحري وجوي وبري على اهلنا في غزه واغلاق جميع المنافس والمعابر في وجههم لدفعهم لمغادره القطاع وطلب اللجوء لمصر ، وبالتالي تحقيق الجزء الاسهل من خطه الوطن البديل .
تحرك الاردن سريعا لدعم صمود هذا الشعب ، فاطلق مئات القوافل المحمله بالمساعادات الطبيه والغذائيه والانسانيه وقدم مليارات الدولارات لهذا الشعب ، بل تعدى ذلك بارسال مستشفى عسكري يخترق الاراضي الاسرائيليه وصولا لقطاع غزه . وهذه هي المره الاولى في عمر اسرائيل التي تخترق بها اليات عسكريه عربيه الاراضي الاسرائيليه من اقصى الشرق الى اقصى الغرب وصولا لهذا القطاع المنكوب .
تتعدى مهمات هذا المستشفى العسكري المجود في غزه ( ولغايه الان ) تقديم الخدمات الطبيه لاهالي هذا القطاع ، فهو يتكون من 188 جندي وضابط اردني ، 88 فقط هم الطاقم الطبي لهذا المتشفى و ال 100 الاخريين بالتاكيد لم يذهبوا سياحه او استجمام .
فبتفكير بسيط وبشكل منطقي ستجد بالتاكيد وصول ضباط وجنود من الاستخبارات الاردنيه ومن سلاح الهندسه ومن ومن ومن ومن .... يقومون بدراسه الاسلحه والتكتيكات الاسرائيليه استعدادا لاي مواجهه اردنيه اسرائيليه قريبه .
بعد ما سبق وبعد توضيح مقوله الملك عبدالله عن السلام الاردني الاسرائيلي بانه سلام بارد ويزداد بروده ، ومع تهديد الملك باكثر من مره وخلال لقائاته مع الصحف العالميه بضروره حل الدولتيين او الاستعداد لحرب شامله . وضروره احترام حقوق الشعب الفلسطيني باقامه دولته المستقله على تراب فلسطين وعاصمتها القدس الشريف . وبالمقابل التشدد الاسرائيلي ودعواته المستمره باقامه الوطن البديل واصراره على بناء المستوطنات وتهجير العائلات من القدس الشريف وتهويد الاماكن الدينيه المقدسه . ستعود المنطقه مره اخرى للصراع بعد تعذر اي حل وغياب دولي عن الساحه .
سنعرض لكم سيناريو عسكري بحت بعيدا عن التعصب والجهل والضوضائيه .... فارجو قرائته بصوره دقيقه والانتباه لكل كلمه في محتواه .
واهلا بالمشاركات العسكريه البحته المبنيه على الثقافه العسكريه العامه . فلا نريد مشاركات مبنيه على الجهل والتعصب والتقليل من الاخريين .