قوّات صَوْل… رؤية لتحالف عربي موحّد
في ظل اشتداد التحديات الأمنية وتزايد التوترات الإقليمية في العالم العربي، تبرز ضرورة إنشاء قوة عربية مشتركة تمتلك القدرة على حماية الأمن القومي العربي والمحافظة على استقرار الدول، بعيدًا عن التدخلات الأجنبية والخلافات الداخلية. ومن هنا تأتي فكرة قوات دول الجامعة العربية – اختصارًا "قوات صَوْل"، وهي تسمية مستوحاة من كلمة عربية أصيلة تعني القوّة والشِّدّة، في إشارة واضحة إلى طبيعة هذه القوة ودورها المرتقب.
رؤية التحالف
تقوم رؤية قوات صول على تأسيس تحالف عربي عسكري يعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، وتنتشر وحداته نظريًّا عبر كامل الامتداد الجغرافي العربي؛ من الأحواز شرقًا إلى المغرب العربي غربًا، ومن شمال سوريا حتى القرن الإفريقي جنوبًا.
الهدف من هذا الانتشار هو تعزيز الأمن الإقليمي وتشكيل مظلّة دفاعية مشتركة تُخفّف من حدة التهديدات العابرة للحدود وتحدّ من تأثير الانقسامات والصراعات في المنطقة.
التمويل والتنظيم
يعتمد مشروع صول على آلية مالية ثابتة، يتم بموجبها تخصيص 1% من الناتج القومي لكل دولة عضو لتمويل القوة وتسليحها وتوفير ميزانيتها السنوية.
كما تُتخذ القرارات العسكرية وفق تصويت 90% من الدول الأعضاء، بما يمنح القرار مصالح جماعية ويحد من الانفراد أو فرض توجهات غير مرحّب بها.
ويُعدّ مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول أساسًا ثابتًا في عمل صول، بحيث لا تكون قوة موجهة للتأثير السياسي أو لتغيير توازنات الحكم، بل قوة عربية لحماية الشعوب والدول وضمان الاستقرار.
المهام الرئيسية لقوات صول
تُكلف القوة بجملة من المهام الدفاعية والأمنية الكبرى، أبرزها:
- مكافحة الإرهاب بشقّيه الفكري والميداني.
- مواجهة التدخلات الخارجية والتهديدات الإقليمية المؤثرة على الأمن العربي.
- التصدي للجماعات المسلحة غير النظامية والميليشيات العابرة للحدود.
- تعزيز التعاون العسكري العربي عبر برنامج تبادل خبرات ونظام إنذار مبكر موحد.
- إنشاء شبكة ربط راداري عربية للدفاع الجوي والسيطرة العملياتية.
هذه المهام تهدف إلى منع تحوّل المنطقة إلى ساحة صراعات دولية، وإيجاد مظلة أمان عربية ذاتية.
مقر القيادة والتدريب
يُقترح أن يكون مقر القيادة الدائمة لقوات صول في مدينة جدة، لما تملكه من موقع استراتيجي واتصال مباشر بين الدول العربية شرقيًا وغربيًا.
أما مراكز التدريب والمناورات المشتركة فتُقام في مصر، نظرًا لقدراتها العسكرية والبشرية والتدريبية الكبيرة.
القوات البرية والهيكل العسكري
تتكون القوات البرية لقوات صول من أربعة فيالق رئيسية، جاهزة للنقل جوًا وبحرًا إلى مناطق النزاعات أو العمليات السريعة. وتشمل تشكيلاتها:
- لواءا دبابات (Abrams – M60 – دبابات T).
- ثلاثة ألوية آلية (مشاة آلية).
- أربعة ألوية مشاة.
- لواء محمول جوًا.
- لواء قوات مظلات – قوات خاصة.
- لواءان لقوات التدخل السريع.
وتعمل القوات وفق مبدأ الجاهزية الدائمة، من خلال تدريبات مستمرة ومناورات يومية وتنقلات ميدانية بين الدول المشاركة، مع استخدام القواعد الجوية والبرية في الدول العربية كمحطات عملياتية تحت مراقبة الحكومات المحلية.
آلية التدخل
تقوم قوات صول بالتدخل السريع في مناطق النزاع للحفاظ على الأمن ومنع انهيار الدول العربية، مثل الحالة السودانية كمثال افتراضي.
وتشمل المهام:
- حماية العواصم والمرافق الاستراتيجية.
- حماية المشاريع العربية المشتركة والمصالح المدنية.
- تقديم الإمداد الغذائي للمناطق المحاصرة.
- منع استهداف المدنيين والبنية التحتية.
- دعم القوى المحلية التي تحظى بإجماع داخل الجامعة (وفق تصويت 90%).
ويتمّ تشغيل العمليات تحت إدارة مشتركة عسكرية ومدنية من السعودية ومصر لضمان سرعة اتخاذ القرار وضمان عدم تعطيل التحركات الميدانية.
القوة الجوية والقدرات الداعمة
تمتلك قوات صول – وفق التصور المقترح – تشكيلًا جويًا واسعًا يشمل:
- 50 مقاتلة F‑15 للدعم البرّي وتدمير الأهداف الاستراتيجية.
- 100 مقاتلة F‑16 للعمليات التكتيكية.
- 100 مقاتلة دعم جوي قريب.
- 5 طائرات إنذار مبكر.
- 5 طائرات للتزود بالوقود جوًا.
- 100 طائرة نقل عسكري.
- 100 مروحية نقل.
- 50 مروحية قتالية.
- 50 طائرة دعم لوجستي.
إلى جانب نظام ربط راداري عربي موحد يتيح تغطية واسعة وقدرة عالية على السيطرة والقيادة.
الدفاع الجوي
تتكون منظومة الدفاع الجوي من بطاريات عربية موجودة مسبقًا تُدمج ضمن قيادة صول، بشرط أن تكون مخصّصة لهذه القوة وتعمل تحت ربط كامل مع الشبكة الرادارية العربية الموحدة، مع توفير كوادر محلية ضمن إطار التنسيق المشترك.
القوة البحرية
تشمل القوة البحرية تشكيلًا موحدًا لحماية المياه العربية وتأمين السواحل ودعم عمليات صول في البحر والبر.
وتُخصص سفن وغواصات ووحدات بحرية من أساطيل الدول العربية، وتعمل تحت قيادة عملياتية موحدة، مع المحافظة على التنسيق الكامل مع القوات البحرية للدول العربية المشاركة.
الزي العسكري
يتم اعتماد زي موحد لقوات صول يختلف عن أزياء الجيوش العربية الأخرى، مع مراعاة اختلاف البيئات الجغرافية والمناخية، وخلق هوية مرئية مستقلة تعكس وحدة القوة وتخصصها.
خاتمة
إن مشروع قوات صَوْل ليس مجرد فكرة عسكرية، بل هو رؤية متكاملة لبناء قوة عربية قادرة على التدخل السريع، وحماية الأمن القومي العربي، وتثبيت الاستقرار في منطقة عانت طويلًا من الصراعات والتجاذبات.
قوة تستند إلى مبدأ التضامن والعمل المشترك، وتطمح إلى تأسيس مستقبل عربي أكثر أمنًا وقدرة على مواجهة التحديات بقرار عربي مستقل.
