SU-34M/NVO هل هو تحديث يخص الاسم فقط؟
(Су-34 НВО - Навигация и Внешнее Оборудование)
( سو-34 نظام الملاحة والمعدات الخارجية)
بعد فترة من أول رحلة طيران لها في أبريل 1990, دعت الحاجة إلى تحديث القاذفة Su-34 , اين حدد الروس مجموعة من النقاط التي ينبغي معالجتها وإعادة تصميمها لتحسين الأداء والتغلب على التقادم الطبيعي للقاذفة في برنامج البحث والتطوير المسمى "سيش" (Сыч) 2012.(Су-34 НВО - Навигация и Внешнее Оборудование)
( سو-34 نظام الملاحة والمعدات الخارجية)
رغم أن الهيكل والمعمارية الأساسية للطائرة لم يتم تغييرهم, ركز التحديث بالدرجة الأولى على المعدات الإلكترونية المحمولة على متن الطائرة، سواء باستبدالها أو تحديثها. وتشمل النقاط الرئيسية التي كان يجب معالجتها ما يلي:
- رادار جديد.
- إلكترونيات طيران جديدة مع إعادة تصميم قمرة القيادة.
- نظام خيبيني لتشويش محمول على متن الطائرة جديد.
- إضافة بودات خارجية متخصصة للاستطلاع والتشويش (UKR-RL/-OE/-RT).
- دمج أسلحة جديدة.
إنتاج طائرات جديدة تستخدم عائلة محركات AL-31F يبدو بشكل متزايد انه غير صالح للزمن الحالي، خاصة في ظل وجود محركات حديثة قيد الإنتاج تتميز بكونها أكثر تطورا وأقل استهلاكا للوقود، وأكثر قوة دفع واكثر اعتمادية (وقت تشغيلي اكبر). رغم أن هذه المشكلة المعروفة منذ وقت طويل فهي لاتزال بدون حل.
كما يبدو ان تحديث Su-34NVO لا يتمتع إلا باختلافات طفيفة مقارنة بالنسخة الأصلية، النقطة الأكثر إشكالا تكمن في وسائل الدفاع الذاتي. فالمعدات المحمولة على متن Su-34 متطابقة تقريبا مع تلك التي تحملها الـ Su-27، حيث تستخدم نظام التحذير من الرادارات L150 Pastel، وقاذفات الشراك الحرارية APP-50، بالإضافة إلى دعمهم بنظام التشويش Khibiny.
المنطق الذي يتبعه الروس في هذا المجال بالتحديد يصعب فهمه, فطائرات سوخوي Su-35S وSu-57 مزودة بمجموعة واسعة من وسائل الحماية التي تركب بشكل قياسي، وفي الوقت ذاته، تترك النسخ "المحدثة" من Su-34NVO وSu-30SM2 على حالها الأصلي. هل هي مجرد محاولات لتوفير بعض المال؟ أم أن هناك أسبابا تقنية محددة؟ من المؤكد أن وجود مثل هذه الأنظمة كان من الممكن أن ينقذ بعض الطائرات (وليس جميعها بطبيعة الحال) التي شاركت في العمليات فوق أوكرانيا.
ومن بين التساؤلات العالقة أيضا. يبدو أن Su-34NVO لم تخضع لأعمال تطوير عميقة على مستوى الرادار Leninets V004، إذ يقال إن الحاسوب المرتبط به (K-030B) قد تم استبداله بنسخة أقوى، بينما بقيت حاضنة التصويب المدمجة Platan على حالها. ورغم أن الامر قد يبدو عاديا لطائرة من هذه الفئة، إلا أن رادار V004 من نوع PESA يعود إلى أعمال تطوير بدأت في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، ويبدو أنه لم يستفد من أي عملية تحديث معمقة.
SU-34 كان بإمكانها أن تستفيد بشكل كبير من التقدم في مجال رادارات AESA نظرا إلى حجم أنف طائرة الذي يسمح بحمل هوائي ذا قطر ضخم ويسمح بمستوى تبريد عال، مما يعزز بشكل كبير من قدرات الكشف للطائرة.
بود Platan
على الرغم من أن تركيبه داخل هيكل الطائرة يوفر ميزة كبيرة تتمثل في عدم شغل نقطة تعليق (مما يتيح استخدامها لحمل الاسلحة)، إلا أن غياب إمكانية التوجيه الجانبي، و محدودية التوجيه العمودي، يجعل أداء Platan متواضعا بشكل واضح مقارنة بأداء البودات البصرية الحديثة المزودة برأس متحرك و القدرة على التوجيه الجانبي الواسع (مثل بودات Sniper أو Litening). وعلاوة على ذلك فإن وضعه داخل الهيكل يعد إهدارا للمساحة ويعقد عمليات الصيانة والإصلاح والتطوير كما يفقده ميزة الموائمة مع المقاتلات الأخرى والعكس صحيح.
مدى فعالية التحديثات التي أجريت على طراز Su-34NVO تبدو محدودة إلى حد ما ومع ذلك، فإن إدماج الحاضنات الخارجية للاستطلاع والحرب الإلكترونية من نوع UKR-RL/RT/OE التي كانت قيد الاختبار منذ منتصف العقد 2010، سمح بتحويل طائرة Su-34 إلى منصة استطلاع وحرب إلكترونية (حيث تكمل هذه الحاضنات تجهيزات نظام Khibiny المدمجة مسبقا) اذا ما قارناها مع الأسطول الروسي من طائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية، والمكون أساسا من طائرات Su-24MR وعدد محدود من طائرات IL-20M/IL-20R، الذي قد شاخ ولم يعد بمقدوره مواكبة المتطلبات الحديثة. لقد كشفت العمليات في أوكرانيا عن حاجة الروس الملحة إلى تقليص دورة OODA (المراقبة – التوجيه – اتخاذ القرار – الفعل). ويكون تقليص هذه الدورة ممكنا من خلال الانتشار الكثيف للطائرات المسيرة الاستطلاعية، إلى جانب وسائل جوية ثقيلة لكنها محدودة العدد. ومن هنا، فإن القدرة على نشر طائرات Su-34NVO المجهزة بحاضنات UKR قد تسمح بزيادة كبيرة في الإمكانات الجوية المتاحة فوق ساحة المعركة.


