الكويتية 422: اختطاف "الجابرية" يوم سقط آخر جدار بين الأمن الخليجي والتدخل الإيراني المسلح.

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
16,062
التفاعل
23,799 485 13
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

تظل حادثة اختطاف طائرة الخطوط الجوية الكويتية الرحلة 422، المعروفة باسم "الجابرية"، والتي وقعت في 5 أبريل 1988، واحدة من أكثر فصول تاريخ المنطقة العربية دموية ورمزية. لم تكن مجرد عملية سطو جوي عابرة، بل تحولت إلى أطول أزمة اختطاف طائرة مدنية في التاريخ (إذ استمرت 16 يوماً)، وإلى مرآة عاكسة لتعقيدات الصراع الإقليمي المتصاعد على ضفتي الخليج.

انطلقت الطائرة "بوينغ 747" في رحلتها من بانكوك إلى الكويت، وهي تحمل على متنها 111 شخصاً، لتُخطف فوق الأجواء العُمانية وتدخل في رحلة رعب قادتها عبر مشهد (إيران) ولارنكا (قبرص) وصولاً إلى الجزائر. كان الهدف واضحاً وغير قابل للتفاوض بالنسبة للخاطفين: إجبار دولة الكويت على إطلاق سراح 17 سجيناً مداناً بأعمال إرهابية سابقة.

تكتسب "الجابرية" أهميتها التاريخية لأنها مثلت، وبشكل علني، نقلة نوعية في تهديدات الأمن الخليجي، مسقطة آخر الجدران الوهمية بين الصراعات الإقليمية الخارجية وسلامة المواطنين في عقر دارهم. كانت الحادثة تجسيداً لأسلوب جديد من الإرهاب الممنهج، الذي استغل ضعف الرقابة الدولية، مُعلناً عن تمدد نفوذ "محور المقاومة" المرتبط بإيران إلى الساحة المدنية الإقليمية، ليصبح أول فصل دموي في المواجهة العلنية بين دول مجلس التعاون والمحاور الإقليمية المعارضة.


1761415356292.png


 

2. خلفية الأحداث: عقد الثمانينيات ونار الصراع العابر للخليج​


لم تكن حادثة اختطاف "الجابرية" في ربيع 1988 سوى ذروة لمواجهة إقليمية شرسة ألقت بظلالها على أمن دول الخليج العربي. كانت الثمانينيات هي الفترة التي انتقل فيها الصراع بين ضفتي الخليج من حرب تقليدية (الحرب العراقية-الإيرانية) إلى حرب غير متماثلة (إرهاب وعمليات تخريب).

الجبهة المفتوحة: تمدد الصراع الإيراني إلى دول الخليج


موقف دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة السعودية والكويت، كان داعماً بشكل لا لبس فيه للعراق ضد إيران في حربها التي استمرت ثماني سنوات. هذا الدعم المالي والسياسي جعل دول الخليج أهدافاً مشروعة في نظر طهران والجهات الموالية لها، التي تبنت استراتيجية "تصدير الثورة" وتهديد استقرار الجبهة الداخلية للخصوم.

1. المملكة العربية السعودية وأزمة الحرم:
لم يكن التوتر مقتصراً على الهجمات البحرية، بل وصل إلى أقدس الأماكن. ففي عام 1987، أي قبل عام واحد من اختطاف "الجابرية"، شهدت مكة المكرمة "أحداث الحج الدامية"، حيث تحولت مسيرات بعض الحجاج الإيرانيين إلى اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن السعودية. أدت هذه الأحداث إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران، وكانت بمثابة إعلان واضح لرفض المملكة لاستغلال الشعائر الدينية لأغراض سياسية. وتذكر التقارير أن هذه الأحداث كشفت عن محاولات سابقة لتهريب متفجرات.

كشف رئيس الوزراء الإيراني السابق، مير حسين موسوي، في إحدى رسائله عن طبيعة "العمليات الخارجية" التي كانت تتم دون علم الحكومة: "وبعد كشف المواد المتفجرة في أمتعة حجاجنا في جدة أعلم بالأمر بعد أن يحدث... ما تزال مثل هذه العمليات أن تتم باسم الحكومة في أي لحظة وأي ساعة." (اقتباس يكشف عن وجود "جناح خارجي" للعمليات).

1761415780552.png

2. الكويت ومسلسل الإرهاب الداخلي:
بالنسبة للكويت، كان التهديد ملموساً ومتواصلاً منذ بداية الثمانينيات:

  • 1983 - تفجيرات السفارات (أصل الأزمة): شكلت سلسلة التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية ومنشآت كويتية حيوية، نقطة التحول الأبرز. قادت التحقيقات إلى القبض على مجموعة من الأفراد تابعين لتنظيم حزب الدعوة (العراقي-الموالي لإيران). وحكم على 17 متهماً في هذه القضية بالإعدام والسجن، ليصبح هؤلاء الهدف الأوحد لعملية "الجابرية".
  • 1985 - محاولة اغتيال الأمير: تلا ذلك بعامين، محاولة اغتيال أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح عبر تفجير موكبه، مما أكد أن العمليات الإرهابية لم تستهدف البنية التحتية وحسب، بل وصلت إلى رأس الدولة.

1761415866290.png


1761415931060.png

3. البحرين والإرهاصات الأمنية:
حتى البحرين، التي غالباً ما تتبع سياسة حذرة، تعرضت لمخاطر التغلغل. ففي بداية الثمانينات، كشفت المنامة عن "مؤامرة انقلاب" عام 1981، وجهت فيها أصابع الاتهام إلى جبهة تابعة لجهات إقليمية، بهدف زعزعة استقرار الحكم.

الخلاصة الجيوسياسية: هدف الخطف


قبل وقوع "الجابرية"، كان واضحاً أن الجدار الفاصل بين الصراع الإقليمي والأمن الداخلي لدول الخليج قد بدأ ينهار بفعل تفجيرات ومحاولات اغتيال واضطرابات في الحج. جاء اختطاف الطائرة ليقدم تحدياً غير مسبوق للسيادة الكويتية، حيث تحولت المطالبة بإطلاق سراح "السجناء الـ 17" إلى قضية دولية، وأصبحت أرواح المدنيين الأبرياء هي الرهان الأخير للضغط على الكويت لتغيير أحكام قضائها السيادية.
 

3. تفاصيل رحلة الرعب: 16 يوماً من العذاب بين القتل والترهيب​


تحولت الرحلة رقم 422، طائرة "الجامبو" الكويتية، إلى مسرح دولي للمواجهة بين إرادة سيادية رافضة للابتزاز وإرهابيين محترفين مدعومين لوجستياً. بدأ الرعب فوق الأجواء العمانية حيث اقتحم ثمانية مسلحين مقصورة الركاب وقمرة القيادة، حاملين مسدسات وقنابل يدوية. لم يكن هدفهم المال أو التخريب العشوائي، بل كانت العملية مصممة لـ "تطهير" الطائرة من غير الكويتيين وتركيز الضغط على الدماء الكويتية.

روى مساعد الطيار، الكابتن عيد العازمي، تفاصيل سيطرة الخاطفين، مؤكداً أنهم طلبوا على الفور تغيير الوجهة:

"طلبوا من الكابتن أن يتوجه إلى الشمس ناحية الأجواء الإيرانية... الكابتن طبعاً ما يقدر يقول لا فوق رأسه مسدس، فلا يتوجه شرقاً باتجاه إيران."

1761416579958.png

المحطة الأولى: مشهد، إيران (الفرز والتمهيد)


بأمر من الخاطفين، تم تحويل مسار الطائرة إلى مطار مشهد الدولي في إيران، حيث بقيت الطائرة جاثمة لأربعة أيام عصيبة. لم يكن الهدف من مشهد إطلاق الرهائن فقط، بل كان بمثابة "نقطة لوجستية آمنة" لإعادة تنظيم الخاطفين والتخلص من الركاب الذين لا يخدمون الهدف الرئيسي.
خلال هذه المحطة، كشف الخاطفون عن هويتهم الجادة في الترهيب. روى الكابتن عيد العازمي (مساعد الطيار) أن الخاطفين عملوا على فرز الركاب: نُزِّل الأجانب والركاب غير الخليجيين، في حين تم عزل الكويتيين ومن تبين أنهم ينتمون لعائلة الصباح الحاكمة، مثل أخ الرهينة خالد القبندي.
شهادة العزل: أكد الكابتن العازمي أن الخاطفين كانوا يهدفون لجعل العملية "عربية 100% ومسلمة"، فتم إنزال الأجانب وحتى الكابتن (الطيار العراقي المسيحي) سُمح له بالنزول، في حين بقي الكويتيون. هذه العملية لم تكن مفاوضات بقدر ما كانت تصفية لعناصر الضغط غير المرغوب فيها، مع بقاء الورقة الرابحة: الرهائن الكويتيين الذين يمكن إعدامهم.


1761416694875.png

المحطة الثانية: لارنكا، قبرص (الاغتيال والترويع)


بعد التلاعب بمسألة تزويد الوقود في مشهد، انطلقت الطائرة إلى قبرص بعد محاولة فاشلة للهبوط في بيروت. كانت قبرص هي النقطة التي قرر فيها الخاطفون تصعيد اللعبة إلى مستوى الدم. كان رفض الحكومة الكويتية الثابت لتبادل الـ 17 سجيناً مقابل الرهائن هو السبب المباشر للتصعيد.
قرر الخاطفون إثبات جديتهم عبر القتل بدم بارد، واختاروا الضحايا بعناية لزيادة الضغط العائلي والسياسي. قُتل الشهيد عبد الله حباب الخالدي أولاً، ثم تلاه الشهيد خالد أيوب الأنصاري.
مشهد رمي الجثث: لم يكن القتل كافياً لكسر إرادة الكويت، لذا لجأ الخاطفون إلى عمل إرهابي صريح لإحداث الصدمة الدولية. قاموا بإلقاء جثتي الضحيتين من باب الطائرة على مدرج مطار لارنكا. كان هذا المشهد المروع بمثابة رسالة واضحة لكل من يتابع الأزمة: لن يتوانى المنفذون عن القتل الجماعي.

نقل عن أحد المضيفين استذكاره لحظة الاغتيال: ”تذكر أن القاتل يُقتل ولو بعد حين“ (في إشارة إلى زعيم الخاطفين)، مؤكداً الوحشية التي رأى بها القتل.

1761416757066.png

روى مضيفو الطائرة عن قسوة التعامل. أشار أحد المضيفين إلى الوحشية:

"تعامل الخاطفين مع الركاب سيئ للغاية، حيث إن أحد الركاب، لا أتذكر اسمه، كان مصاباً بالسكري وعمره 70 عاماً، وكان يطلب دخول دورة المياه بشكل متكرر، والخاطفون كانوا يرفضون دخوله لدرجة أنه حينما كان يريد الدخول كانوا يسمعونه كلاماً قاسياً ويضربونه ضرباً مبرحاً."

المحطة الثالثة: الجزائر العاصمة (المفاوضات الغامضة والنهاية المفتوحة)


بعد تزويدها بالوقود قسراً في قبرص، وصلت الطائرة إلى مطار هواري بومدين في الجزائر، حيث استمرت الأزمة تسعة أيام أخرى لتدخل في طور المفاوضات المعقدة. هذه المحطة كانت هي الأطول والأكثر غموضاً، حيث تداخلت فيها الدبلوماسية الكويتية والجزائرية، مع وساطات عربية أخرى.
  • تكتيك الخاطفين داخل الطائرة: مع دخول شهر رمضان (1408 هـ)، كان الرهائن يعانون في ظروف غير إنسانية. الخاطفون، بقيادة محترفة، واصلوا الضغط النفسي مع طلبهم "مصاحف وإفطار" في تناقض صادم مع وحشية أفعالهم. استمرت التهديدات بتفجير الطائرة، بينما كانت المفاوضات تتجمد ثم تُستأنف على أمل كسر صمود الكويت.
  • دور الوسيط الجزائري: لعب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد دوراً محورياً في احتواء الأزمة. كانت مهمة الجزائر صعبة: إنهاء الأزمة دون إجبار الكويت على التنازل عن مبدئها السيادي. استمرت المحادثات لأيام طويلة، حيث كان الوفد الكويتي على تواصل مباشر مع السلطات الجزائرية، لكنهم تمسكوا برفض الإفراج عن الـ 17.
  • الانتهاء الغامض: بعد 16 يوماً، وفي 20 أبريل 1988، أُعلن فجأة عن انتهاء الأزمة. تم التوصل إلى "اتفاق غامض" أدى إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين. المقابل كان السماح للخاطفين بالمغادرة سراً من الجزائر على متن طائرة خاصة، دون الكشف عن تفاصيل الصفقة، وبدون محاكمة أو تسليمهم للكويت. هذا الخروج الآمن للخاطفين، الذين قتلوا مواطنين كويتيين، أثار سخطاً كويتياً ودولياً، وأكد أن العملية لم تنتهِ بانتصار قضائي أو أمني للكويت، بل بتسوية سياسية سمحت للمنفذين بالإفلات.
انطوت رحلة "الجابرية" بانتهاء عذاب الرهائن، لكنها فتحت فصلاً جديداً من التوتر، مؤكدة أن الإرهابيين قد أفلتوا بجرائمهم، وأن الصراع الإقليمي قد وجد أداة جديدة فعالة لاختراق أمن الدول المستهدفة.

1761416840060.png



 

4. من وراء الاختطاف: مطالبات الـ 17 ودور "الحاج رضوان"​


لم يكن الخاطفون مجرد هواة أو مجموعة منشقة، بل كانوا جزءاً من شبكة إقليمية منظمة، تهدف إلى إجبار دولة ذات سيادة على التنازل عن أحكام قضائية حاسمة. كانت الأصابع تشير مباشرة إلى تنظيم حزب الله اللبناني، الموالي لإيران، كون الهدف الرئيسي من العملية هو إطلاق سراح الـ 17 سجيناً المدانين بتفجيرات 1983، والذين كانوا ينتمون إلى حزب الدعوة العراقي، وهو تنظيم شيعي متطرف نشأ على أيدي رجال دين عراقيين مرتبطين بالقيادة في طهران.
الربط هنا كان واضحاً ومباشراً: كانت الكويت تتعرض للانتقام على دعمها للعراق في حرب الخليج الأولى، والطرف الذي تولى تنفيذ عملية "الانتقام" هو الذراع العملياتية لإيران في المنطقة.

عماد مغنية: القائد الذي لا يُنسى


القيادي البارز في حزب الله، عماد مغنية، المعروف بلقب "الحاج رضوان"، كان هو الاسم الذي تردد باستمرار على أنه العقل المدبر والمنفذ المباشر لعملية الاختطاف.

  • شهادات الرهائن المباشرة:
    العديد من الناجين أكدوا رؤيتهم لعماد مغنية داخل الطائرة، وتحديداً في المراحل الأولى من الاختطاف، وأشاروا إليه كرئيس للخاطفين. الرهينة خالد القبندي، على سبيل المثال، أكد في لقاء تلفزيوني أن عماد مغنية كان هو رئيس الخاطفين اللبناني عضو حزب الله. هذه الشهادات الحية من داخل الطائرة هي الدليل الأكثر إقناعاً على تورط مغنية المباشر في إدارة الأزمة.
  • وصف القائد والوحشية:
    أحد المضيفين (عرف باسم "س")، الذي كان على متن الطائرة، استذكر تفاصيل الحوارات المرعبة مع القائد المغطى بالغموض، واصفاً إياه بـ "إنسان بلا قلب وأقسى من الشيطان". وأشار المضيف إلى أن مغنية كان هو ذاته الذي قاد عملية اختطاف طائرة كاظمة الكويتية في 1984، وهو ما يؤكد احترافية المنفذين وارتباطهم ببرنامج إرهابي طويل الأمد ضد الكويت.
  • اعتراف متأخر وتبرير رسمي:
    على الرغم من أن الأدلة غير الرسمية وشهادات الضحايا كانت دامغة، إلا أن الحكومات غالباً ما تحتاج إلى أدلة قانونية قاطعة. بعد سنوات طويلة، وتحديداً بعد اغتيال عماد مغنية عام 2008، تجرأ المسؤولون الكويتيون على الحديث علناً عن تورطه. وزير الداخلية الكويتي آنذاك، الشيخ جابر الخالد الصباح، صرح بأن لديهم "أدلة دامغة على تورط مغنية باختطاف الجابرية". ومع ذلك، ظلت طبيعة تلك الأدلة غير معلنة في المحافل الدولية الرسمية.
التناقض الكويتي: بعد مقتل مغنية، حدث انقسام حاد في الساحة الكويتية عندما أقام بعض النواب حفلات تأبين له. هذا التصرف أثار موجة غضب عارمة بين المواطنين وذوي الضحايا، واعتبره كثيرون "خيانة وطنية". كان هذا الحادث نفسه دليلاً على أن تداعيات "الجابرية" لم تنتهِ بانتهاء الأزمة، بل استمرت كشرخ أيديولوجي وسياسي داخل المجتمع الخليجي.
لقد كانت "الجابرية" عملية إرهابية مكتملة الأركان، مدفوعة بأجندة إقليمية تهدف إلى استخدام العنف المفرط لإعادة تشكيل المشهد السياسي والقانوني في دولة الكويت، تحت إشراف قادة أمنيين بارزين في تنظيمات مسلحة مدعومة من ضفة الخليج الأخرى.
1761417068969.png


5. التداعيات الإقليمية: صراع الضفتين وسقوط آخر جدار​


لم يكن اختطاف "الجابرية" مجرد حادث عارض، بل كان بمثابة إعلان صريح عن تصعيد نوعي في الصراع الإقليمي، مؤكداً أن الضفة الأخرى للخليج قد قررت نقل المعركة من حرب الناقلات في البحر إلى حرب إرهابية عابرة للقارات تستهدف الأمن القومي لدول مجلس التعاون.

هل كانت "الجابرية" أول شرارة لتدخل إيران؟


الجواب الدقيق هو أن "الجابرية" لم تكن الشرارة الأولى للتدخل الإيراني، بل كانت ذروة وتأكيداً لاستراتيجية قائمة، ومثلت سقوطاً لآخر جدار بين الأمن الداخلي لدول الخليج والتهديدات الموجهة من المحور الإيراني.

  1. الشرارة سبقت "الجابرية":
    الشرارة الأولى الفعلية كانت مع تفجيرات 1983 في الكويت، التي استهدفت السفارات الأجنبية، تلتها محاولة اغتيال أمير الكويت 1985، ثم أحداث الحج الدامية 1987 في السعودية. كل هذه الأحداث كانت دليلاً دامغاً على أن طهران، وعبر أذرعها، بدأت تستخدم أدوات غير حكومية لتقويض استقرار دول الخليج الداعمة للعراق.
  2. التأكيد والتصعيد النوعي:
    لكن "الجابرية" كانت التحدي الأعظم على الإطلاق. لقد أثبتت العملية القدرة على:

    • تنفيذ عمل إرهابي محترف عابر للحدود: بدءاً من آسيا (بانكوك) إلى الشرق الأوسط (إيران وقبرص) وصولاً إلى شمال أفريقيا (الجزائر).
    • الوصول إلى قيادات الصف الأول: حيث أشرف على العملية شخصية بحجم عماد مغنية، الذي وُصف لاحقاً بأنه "رئيس أركان" حزب الله.
    • إظهار العنف المفرط: عبر إعدام الرهائن ورمي جثثهم، ما يرسخ مبدأ "الإرهاب بلا خطوط حمراء" في مواجهة الرفض السياسي.
يصف المحللون هذه المرحلة بأنها كانت تحولاً من الصراع العسكري إلى صراع المحاور والأدوات الوظيفية.
يرى بعض المؤرخين أن عملية "الجابرية" كانت بمثابة "استراتيجية إيرانية للضغط على الكويت وإجبارها على الرضوخ لمطالب طهران". (من تحليل للبعد الإيراني في العملية).

تأكيد استراتيجية "الإرهاب العابر للحدود"


بعد "الجابرية"، أصبح لدى دول الخليج يقين بأن التهديد الأمني لم يعد مقتصراً على الصراع التقليدي، بل أصبح منظماً ومُداراً من شبكات إرهابية إقليمية مدربة. إن نجاح الخاطفين في التنقل بين القارات والهروب في نهاية المطاف أكد وجود "غطاء" سياسي ولوجستي قوي لهم.

  • ردود الأفعال الخليجية: كان الرفض الكويتي المطلق لـ "المقايضة" دليلاً على إصرار القيادة على عدم الانحناء للابتزاز، حتى بثمن الدماء. هذا الموقف كان مدعوماً من دول مجلس التعاون، التي رأت في "الجابرية" تهديداً لسيادتها جمعاء. كانت الرسالة الموحدة هي "الكويت رقم صعب جداً، ومن المستحيل أن يقبل القسمة" (كما ورد على لسان وزير الخارجية الكويتي آنذاك محمد الصباح)، وهي رسالة موجهة لطهران بأن الوحدة الخليجية لن تسمح بكسر إرادة دولة عضو.
  • تداعيات لاحقة: لم ينتهِ التوتر عند هذا الحد، فالاكتشافات المتكررة لـ "خلايا التجسس" و"الخلايا النائمة" التابعة لجهات إيرانية في الكويت والسعودية والبحرين في السنوات اللاحقة، أثبتت أن استراتيجية الاختراق الأمني والضغط الداخلي استمرت وتطورت بعد نموذج "الجابرية".
إذن، "الجابرية" كانت اللحظة التي سقط فيها الوهم بأن الأمن الخليجي محصن. لقد أعلن عماد مغنية ومن خلفه، بالدماء والمسدسات، أن الصراع بين ضفتي الخليج قد تحول إلى حرب مفتوحة تستخدم فيها كل الأدوات المتاحة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
 

خاتمة: الإرث الدائم لـ "الجابرية" ودروس الصراع الممتد​


تطوى حادثة اختطاف طائرة "الجابرية" بانتهاء أيام الرعب الستة عشر في الجزائر، لكنها لم تنهِ تداعياتها التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الأمن الإقليمي. لقد مثلت الرحلة 422 تجربة قاسية كشفت عن تصميم دولة الكويت على التمسك بقراراتها السيادية ورفض الابتزاز، حتى في وجه أقصى أشكال الإرهاب المنظم والمدعوم إقليمياً.
لقد أكدت "الجابرية" حقيقة جيوسياسية لا يمكن إنكارها: أن الصراع بين ضفتي الخليج قد تحول بشكل نهائي إلى صراع أدوات عابرة للحدود. فتنفيذ العملية بقيادة شخصية محترفة بحجم عماد مغنية، واستهداف الأبرياء بدم بارد، ثم الهروب الآمن للمنفذين في النهاية، كان دليلاً على وجود شبكة دعم متكاملة تستهدف استقرار المنطقة.
الأثر الذي تركته "الجابرية" كان عميقاً ومستمراً. لم يقتصر الأمر على الحزن على الشهيدين عبد الله الخالدي و خالد الأنصاري، بل امتد ليشمل قلقاً دائماً من تمدد النفوذ الإيراني عبر وكلائه في قلب الدول الخليجية. كما أيقظ الحادث دول مجلس التعاون على ضرورة رفع جاهزيتها الأمنية والاستخباراتية لمواجهة تحديات لا تحترم القوانين الدولية أو خطوط الطيران المدني.
في الختام، تبقى "الكويتية 422: اختطاف الجابرية" تذكيراً مؤلماً بأن ثمن الأمن غالٍ، وأن الإفلات من العقاب يُشجع على المزيد من الأعمال الإرهابية. هي قصة صمود كويتية في وجه تحدٍ دولي، وعبرة تاريخية تؤكد أن الصراعات الأيديولوجية والإقليمية عندما تستخدم المدنيين كرهائن، فإنها تكون قد أسقطت كل جدران الإنسانية والسيادة معاً، ليظل هذا الفصل الدموي هو نقطة التحول التي كشفت عن طبيعة "صراع المحاور" الذي ما زالت المنطقة تعاني من تداعياته حتى اليوم.


1761417458329.png
 

الدور الإيراني المُبطّن والتواطؤ الاستخباراتي

تشير وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية المُرفوع عنها السرية إلى أن إيران لم تكن مجرد محطة عبور أولى للطائرة المخطوفة، بل كان لها دور أعمق من المُعلن رسمياً. فبينما أعلنت طهران رسمياً أنها لم تُشارك في التخطيط للعملية ولم تقدم دعماً مادياً مباشراً، إلا أن شهادات الركاب المُفرج عنهم تناقض ذلك بشدة. ذكر العديد من الرهائن أن الخاطفين تلقوا أسلحة ومتفجرات إضافية أثناء وجود الطائرة في مطار مشهد، مما يُشير إلى تواطؤ السلطات الإيرانية أو على الأقل تسهيلها لعملية تسليح الخاطفين.

علاوة على ذلك، كشفت تقارير استخباراتية أن جواسيس إيرانيين في الكويت كانوا يراقبون أنظمة حجوزات شركات الطيران بحثاً عن أسماء شخصيات مهمة على متن الرحلات، وهو ما يفسر معرفة الخاطفين المُسبقة بوجود ثلاثة أفراد من العائلة الحاكمة الكويتية على متن الرحلة 422. هذا التنسيق الاستخباراتي المُسبق يُثبت أن العملية لم تكن عفوية بل مُخطط لها بدقة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإيرانية.

عماد مغنية: العقل المُدبّر الخفي

بينما لم يُعلن رسمياً في حينه، أكدت السلطات الكويتية لاحقاً أن عماد مغنية، القيادي البارز في حزب الله، كان العقل المُدبّر وراء الاختطاف. وأكد وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح في عام 2008 أن مغنية كان مسؤولاً عن الحادثة ومقتل الكويتيَين على أرض مطار لارنكا.

الأكثر إثارة أن طاقم الطائرة المصري تعرّف على مغنية شخصياً، حيث ذكر أحد مضيفي الطيران المصريين – الذي كان على متن الطائرة المخطوفة عام 1984 أيضاً – أنه شاهد مغنية وجهاً لوجه في عملية الاختطاف هذه، واصفاً إياه بأنه "عديم الرحمة وأقسى من الشيطان". هذه الشهادة تُؤكد أن مغنية لم يكن مُخططاً من الخلف فحسب، بل كان حاضراً شخصياً على متن الطائرة أو في مراحل معينة من العملية.

ما يزيد الأمر غموضاً أن مغنية خضع لعمليات تجميل متعددة في إيران لتغيير ملامح وجهه منذ عام 1990، واستخدم جوازات سفر دبلوماسية إيرانية مُزيّفة للتنقل بين طهران ودمشق وبيروت، مما سهّل تنفيذه لعمليات إرهابية دون أن يُكشف أمره لعقود.

الصفقة الجزائرية السرية: ممر آمن للخاطفين

أحد أكثر الجوانب غموضاً في الحادثة هو الطريقة التي انتهى بها الاختطاف في الجزائر. فبينما أُعلن رسمياً أن الخاطفين أطلقوا سراح الرهائن دون مقابل، تُشير مصادر متعددة إلى وجود صفقة سرية لم يُكشف عنها حتى اليوم.

حسب تقارير صحفية أمريكية، نقل الخاطفون على متن طائرة جزائرية خاصة إلى دمشق، ثم سافروا براً إلى بيروت. مصادر كويتية قريبة من الوفد المُفاوض في الجزائر أكدت أن الخاطفين "طاروا إلى وجهة غير مُعلنة" على متن طائرة خاصة ضمن ضمانة جزائرية بالمرور الآمن.

وفق مصادر دبلوماسية، كان القرار الجزائري بالسماح للطائرة المخطوفة بالهبوط في الجزائر قد جاء بعد اتصالات مباشرة بين الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد وقيادة الكويت. لكن التفاصيل الدقيقة للاتفاق – بما في ذلك ما إذا كانت الكويت قدمت أي تنازلات غير مباشرة أو ما إذا كانت الجزائر قد توسطت في ترتيبات سرية مع إيران أو حزب الله – ظلت طي الكتمان.

السجناء السبعة عشر: الهروب الغامض عام 1990

كانت المطالب الرئيسية للخاطفين تتمحور حول إطلاق سراح 17 سجيناً من حزب الدعوة الإسلامية العراقي المُدانين بتفجيرات الكويت عام 1983. من بين هؤلاء السجناء كان مصطفى بدر الدين (المعروف بالاسم المستعار "إلياس فؤاد صعب")، ابن عم وصهر عماد مغنية، الذي حُكم عليه بالإعدام.

ما لم يُنشر على نطاق واسع هو الطريقة الفعلية لهروب هؤلاء السجناء. عندما غزا العراق الكويت في أغسطس 1990، شهدت السجون الكويتية فوضى عارمة. سجين لبناني يُدعى عبد العزيز كريّم – الذي كان مسجوناً بتهمة التعاون مع الـ17 – أكد أنه شاهد السجناء السبعة عشر وهم يركبون سيارات أجرة كويتية بعد اقتحام السجن.

لكن الرواية الأكثر إثارة تُشير إلى أن بدر الدين والسجناء الآخرين لم يهربوا بشكل عشوائي، بل تم تهريبهم من قِبل عناصر الحرس الثوري الإيراني الذين دخلوا الكويت مع القوات العراقية أو بالتنسيق معها. هناك تقارير تفيد بأن بدر الدين لجأ مباشرة إلى السفارة الإيرانية في الكويت أو في العراق قبل أن يُهرّب إلى بيروت. هذا التنسيق الدقيق يُشير إلى عملية استخباراتية مُخطط لها وليس مجرد هروب عفوي.

التعذيب والقتل على الأرض القبرصية

بينما أُعلن رسمياً عن مقتل راكبين كويتيَين في قبرص – عبد الله محمد حبيب شبيب الخالدي (25 عاماً) وخالد أيوب بندر (20 عاماً) – فإن الروايات الكاملة لطريقة قتلهما لم تُنشر تفصيلياً.

شهادات الرهائن المُفرج عنهم كشفت أن الخالدي، وهو ضابط في حرس الحدود الكويتي، تعرّض للتعذيب الشديد قبل إطلاق النار عليه عندما رفضت السلطات القبرصية تزويد الطائرة بالوقود. تم إلقاء جثته على المدرج في مشهد صُمّم لإرهاب السلطات القبرصية والرهائن معاً.

الأكثر إثارة أن أحد الرهائن الذين أُفرج عنهم كشف أن أيديهم كانت مُقيّدة بأربطة بلاستيكية قطعت عميقاً في معاصمهم، وأن الرهائن مُنعوا من القراءة أو التحدث طوال الرحلة، وكانوا مُكدّسين في المقاعد الأمامية للطائرة. بعض الرهائن أُصيبوا بالمرض بسبب تلوث دورات المياه التي لم يُسمح بتنظيفها لأيام.

الشبهات حول الضحايا الأمريكيين

في عملية الاختطاف السابقة لطائرة الخطوط الجوية الكويتية رقم 221 عام 1984، قُتل موظفان أمريكيان من وكالة التنمية الدولية الأمريكية: تشارلز هيغنا وويليام ستانفورد. ما لم يُنشر على نطاق واسع هو أن الخاطفين اتهموا هيغنا وستانفورد بأنهما عميلان لوكالة الاستخبارات المركزية، وهو ما استخدموه كمبرر لقتلهما.

وثائق الاستخبارات الأمريكية تُشير إلى أن الخاطفين كانوا يعرفون بدقة هوية المسؤولين الأمريكيين على متن الطائرة، مما يُعزز فرضية وجود تسريب استخباراتي مُسبق. في حادثة 1988، لم يكن هناك أمريكيون بارزون على متن الطائرة، لكن الخاطفين كانوا يُركزون على الكويتيين وأفراد العائلة الحاكمة تحديداً.

دور حسن عز الدين: القاتل المطلوب

أحد الخاطفين البارزين في عملية 1988 كان حسن عز الدين، الذي سبق أن شارك في اختطاف طائرة TWA رقم 847 عام 1985 وقتل الغطّاس الأمريكي روبرت ستيثم. عز الدين كان مطلوباً بموجب أمر اعتقال أمريكي قبل عملية اختطاف الطائرة الكويتية، لكنه تمكن من تنفيذ عملية جديدة دون أن يُلقى القبض عليه.

السلطات الأمريكية اشتبهت في أن أحد الخاطفين في عملية 1988 قد يكون نفس الشخص الذي قتل ستيثم عام 1985، وهو ما دفعها للمطالبة بمقاضاة الخاطفين، لكن اختفاءهم في الجزائر أحبط هذه الجهود.

الاتهامات المُتبادلة: الكويت ترفض أي صفقة

بينما أنكرت الكويت رسمياً تقديم أي تنازلات للخاطفين، فإن بعض المصادر الإعلامية ذكرت أن الكويت قدّمت صوراً وتسجيلات للسجناء الـ17 لإثبات أنهم لم يتعرضوا للأذى أثناء سجنهم. هذا العرض، وإن لم يكن إطلاق سراح مباشراً، كان بمثابة استجابة جزئية لمطالب الخاطفين التي لم تُعلن للجمهور.

علاوة على ذلك، ظلت الكويت ممتنعة عن تنفيذ أحكام الإعدام بحق السجناء الثلاثة المحكومين بالإعدام، خشية أن يُثير ذلك الأقلية الشيعية في الكويت التي تُشكل نحو 30% من السكان. هذا الموقف الحذر يُظهر أن الكويت كانت تُوازن بين الصمود أمام الإرهاب وبين تجنب الفتنة الداخلية.

العلاقات الجزائرية-الإيرانية: الخلفية غير المُعلنة

ما يُفسّر الدور الجزائري الغامض في إنهاء الأزمة هو طبيعة العلاقات بين الجزائر وإيران في تلك الفترة. فالجزائر كانت تُمثّل مصالح إيران في الولايات المتحدة منذ عام 1981 حتى اندلاع الحرب الأهلية الجزائرية. هذا الدور الوسيط منح الجزائر قنوات اتصال مباشرة مع طهران، وهو ما سهّل التفاوض غير المباشر في أزمة الاختطاف.

لكن العلاقات بين البلدين شهدت توتراً لاحقاً عندما اتهمت الجزائر إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية عام 1993. هذا التاريخ المُعقّد يُفسّر لماذا فضّلت الجزائر عدم الكشف عن تفاصيل الصفقة التي أنهت الاختطاف حفاظاً على علاقاتها الإقليمية.

الإرث المخفي: تأثير الحادثة على السياسة الإقليمية

ما لم يُناقش على نطاق واسع هو التأثير طويل المدى للحادثة على الأمن الخليجي. فاختطاف الجابرية عزّز قناعة دول الخليج بأن إيران وحزب الله يُشكلان تهديداً استراتيجياً مباشراً، وهو ما دفع الكويت لتعزيز تعاونها الأمني مع الولايات المتحدة والدول الغربية.

كما أن هروب السجناء الـ17 عام 1990 فتح الباب لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في لبنان، حيث كانت "منظمة الجهاد الإسلامي" (الواجهة الإعلامية لحزب الله) تُطالب بإطلاق سراح هؤلاء السجناء مقابل الإفراج عن الرهائن الأمريكيين مثل تيري أندرسون. بعد هروب السجناء، أصبح الطريق مفتوحاً أمام مفاوضات الأمم المتحدة التي أدت لإطلاق سراح أندرسون في ديسمبر 1991.
 
اختطاف الجابرية لم يكن مجرد عملية إرهابية عابرة، بل كان جزءاً من شبكة معقدة من العمليات الاستخباراتية الإيرانية-اللبنانية التي استهدفت الكويت بسبب دعمها للعراق في حربها مع إيران. العملية نُفّذت بتنسيق استخباراتي دقيق مع إيران، وأُديرت ميدانياً من قِبل أبرز الإرهابيين في التاريخ المعاصر – عماد مغنية – وانتهت بصفقة سرية في الجزائر لم تُكشف تفاصيلها حتى اليوم.

الحادثة مثّلت نقطة تحوّل في فهم دول الخليج لطبيعة التهديدات الإيرانية، وأثبتت أن الحرب الباردة بين الكويت وإيران قد تحولت إلى مواجهة مباشرة ودموية استهدفت المدنيين والعائلة الحاكمة على حد سواء
 
عملوا عنها مسلسل لكن الغي
بعد ضغط كويتي مع العلم ان الطاقم اغلبه
كويتيين

الشي الآخر لما اغتيل الهالك عماد مغنيه
قام بعض السفله من شيعة الكويت
بأقامة عزاء وتأبين لموتت هذا الكلب
 
عملوا عنها مسلسل لكن الغي
بعد ضغط كويتي مع العلم ان الطاقم اغلبه
كويتيين

الشي الآخر لما اغتيل الهالك عماد مغنيه
قام بعض السفله من شيعة الكويت
بأقامة عزاء وتأبين لموتت هذا الكلب

دولة مخترقه تميييع وتسامح
من يخوون بهذا الشكل

ولا عندها حزم الى ان تطاولو

حتى تخيل اعظم خيانه خلية العبدلي كيف برئوهم وليس عفو عنهم

يارجل الحمد الله بس
 
دولة مخترقه تميييع وتسامح
من يخوون بهذا الشكل

ولا عندها حزم الى ان تطاولو

حتى تخيل اعظم خيانه خلية العبدلي كيف برئوهم وليس عفو عنهم

يارجل الحمد الله بس

الان ارى ان هناك شدّه وحزم مع الشيخ مشعل
وهذا امر جيد
 
الان ارى ان هناك شدّه وحزم مع الشيخ مشعل
وهذا امر جيد

ما شد الا ع القبايل يارجال

يبي يرميهم على العراق وسوريا وعليك

ودشتي وفشتي وخشتي يبيهم عنده

كنه ناصر المحمد الي مناسبهم

ماش
 
ما شد الا ع القبايل يارجال

يبي يرميهم على العراق وسوريا وعليك

ودشتي وفشتي وخشتي يبيهم عنده

كنه ناصر المحمد الي مناسبهم

ماش

السحب مشمول لكن صحيح
الاغلب عرب
وعلى طاري ناصر المحمد
قبل فتره بسيطه انصدمت من مشهد غريب
طلع حاضر زواج ولد عبدالله النفيسي
 
السحب مشمول لكن صحيح
الاغلب عرب
وعلى طاري ناصر المحمد
قبل فتره بسيطه انصدمت من مشهد غريب
طلع حاضر زواج ولد عبدالله النفيسي

الدنيا شوربه عندهم
ناصر المحمد هذا حفله لازال طامح
اذا تبي تعرف عنه شف بلاغ شريط الكويت واحداثها سياسيا

🤣
رايحين فيها
 
عودة
أعلى