الحضارة المصرية القديمة بين الطقوس الجنائزية والبنية المدنية: دراسة مقارنة مع حضارات بلاد الرافدين.

طويق (!)

عضو
إنضم
24 مارس 2013
المشاركات
2,977
التفاعل
6,259 53 0
الدولة
Saudi Arabia
المقدمة:

تعرف الحضارة المصرية القديمة بتقديسها للحياة بعد الموت ، وهو ما وجه كثيراً من منجزاتها الفنية والعلمية نحو طقوس البعث والتحنيط. لكن هل كانت هذه الحضارة محصورة في هذا البعد؟! ، أم أن هناك أبعاداً مدنية أخرى تستحق إبرازها؟!.

من السائد في بعض الدراسات العلمية والشعبية أن الحضارة المصرية القديمة تصنف بوصفها "حضارة قبور"، باعتبار أن منجزاتها الكبرى، من أهرامات ومعابد وممارسات طبية ، قد وُجهت بدرجة كبيرة نحو تأمين الحياة الآخرة للفرعون والنبلاء. ورغم فخر بعض المصريين بالمومياء المصرية والأهرامات والمدافن الملكية ، باعتبارها أرث فرعوني قيم ، بغض النظر عن الإرث الحضاري العلمية المصري في مجمله ، غير أن هذا الوصف والمجاراة معه ، عند تحليله بعزلة عن السياق الزمني والمكاني، قد يكون مبالغاً فيه، بل ومجحفا إن لم يُقارن بغيره من الحضارات المعاصرة مثل حضارات بلاد الرافدين: السومرية، الأكادية، البابلية.

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل هذه المقولة وتفكيكها من خلال مقارنة علمية بين حضارتي وادي النيل وبلاد الرافدين في سبعة مجالات رئيسية هي:

1. الطب.

2. الهندسة والعمارة.

3. الرياضيات.

4. الفلك.

5. الزراعة.

6. الأدب.

7. الحياة المدنية.

 
أولا : الطب:

الطب في مصر الفرعونية:

في مصر، الموت هو سيد المشهد ، فحين يغادر الفرعون الحياة ، تبدأ رحلة التقديس ، والتي دفعت الطب إلى خدمة احتياجات التحنيط والطقوس الجنائزية ، لذا لم يكن المريض الحي من أولويات الطب المصري. فهو متجذر بعمق في منظومة دينية شعائرية هدفها الأسمى خدمة فكرة البعث والحياة بعد الموت. لهذا ، كان التحنيط أقرب ليكون فناً تقنياً مقدساً ، أكثر من أن يكون شأنا طبياً خالصاً ، صحيح أنه يقوم على تشريح جزئي للجسد ومعرفة أعضائه ، ولكنه فقط لهدف حفظه من التحلل، ليعود الفرعون أو النبلاء إلى الحياة في عالم آخر.
تلك الشعائر الجنائزية دفعت الكهنة والعلماء المصريين إلى تطوير معرفة طبية محدودة ولكنها جيدة في مجال دراسة الأعضاء الداخلية.

منهجية التشخيص والمعاينة :

اعتمد المصريون القدماء على ملاحظة الأعراض السطحية للمريض ، كالجلد ، العين ، البول، والنبض أحياناً ، ولم يكن لديهم تشريح علمي للجسد بشكل رسمي ، لأن التحنيط فرض عليهم اعتقاد أن الجسد يجب أن يبقى سليماً للبعث ، ولذلك لم يتم إجراء تشريح داخلي معمق للجسد ، فالفحص كان محدوداً ، وكان يرتكز على وصف الأعراض وربطها بمعتقدات دينية وأرواح شريرة أو آلهة.

العلاقة بين الطب والدين والشعائر:

الدين والسياسة كان لهما دور مركزي في الطب المصري ، حيث الكهنة هم الأطباء في آن واحد ، والطب جزء لا يتجزأ من الطقوس الجنائزية. وكان الهدف الأساسي من الطب هو الحفاظ على الجسم للبعث والخلود، لذلك التحنيط وتقنيات الحفظ كانت أولوية ، والمريض غالبا ينظر إليه على أنه متأثر بقوى خارقة ، لذلك الطقوس الدينية والصلوات كانت عنصراً رئيسياً في العلاج.

طرق العلاج والدواء:

في مجال العلاج ، قدم الطب المصري القديم وصفات متعددة لأمراض شائعة كالحروق والتهابات العين ، تراوحت فعاليتها بين النافع والضار. فقد أثبتت بعض المواد مثل العسل والألوة خصائص مهدئة ومضادة للبكتيريا ، وظهرت فائدتها في تخفيف الالتهاب وتسريع التئام الجلد ، وهو ما تؤكده دراسات حديثة. في المقابل، استخدمت مواد سامة كـالرصاص وأكاسيد النحاس ، خصوصاً في وصفات العين ، مما يجعل بعض العلاجات ضارة أو خطيرة صحياً ، هذا التباين يعكس مزيجاً من التجربة الناجحة أحياناً ، إلى جانب محدودية الفهم العلمي في تلك المرحلة.



الطب في بلاد الرافدين :

في بلاد الرافدين، على الجانب الآخر ، بدأ الطب يمارس كفن عملي أكثر. لم يكن مجرد مراسم جنائزية ، بل مجموعة من المعارف تستخدم لمعالجة المرضى ، على الرغم من ارتباطها بالكهنة. إلا أن الوثائق الطينية تشهد على وجود أطباء أجروا معاينات دقيقة للجسد ، وطبقوا علاجات تستند إلى تجارب سريرية نسبية ، مستفيدين من المعرفة المكتسبة عبر أجيال. صحيح أن الطقوس الدينية لم تكن غائبة ، لكنها لم تهيمن على الطب ، مثل الحالة الفرعونية. لذا فقد نما الطب كممارسة علاجية علمية ، تحاول فك ألغاز الجسد والمرض بطرق مادية وعملية أكثر.

التشخيص والطب التطبيقي:

على عكس مصر ، كان الطب في بلاد الرافدين أكثر علمية وعملية ، مع سجلات واضحة عن التشخيص والعلاج التجريبي ، فقد تم العثور على ألواح طينية تحتوي على وصفات طبية مفصلة ، تشمل الأعشاب ، العمليات الجراحية البسيطة ، وتوجيهات علاجية للأمراض المختلفة ، كما كانت هناك دراسة للمرض باعتباره حالة جسدية تؤثر على الإنسان ، مع محاولة فهم أسبابها وتأثيرها على الجسم، وليست مجرد عقاب أو تأثير روحي ، فقد كانوا يعالجون المرضى فعلياً ، وكان الطب مزيجا من العلاج بالأدوية والجراحة وبعض الطقوس الدينية التي تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة ، لكن العلاج الجسدي كان محورياً وواضحاً.

طرق العلاج والدواء:

اتسمت وصفات العلاج بقدر أعلى من الطابع العملي، حيث استخدم الأطباء مزيجا من الأعشاب، المعادن الطبيعية ، والوصفات المركبة لعلاج الحروق وأمراض العين ، كما وثقته الألواح الطبية البابلية ، شملت العلاجات مواد مثل التمر ، زيت الأرز ، الكبريت ، والطين الطبي لتبريد الجروح ، إلى جانب طقوس رمزية لطرد الأرواح. ورغم استمرار البعد الروحي، فإن التركيز الأكبر كان على التجربة والملاحظة ، وتدوين الأعراض ونتائج العلاج ، وقد تميز الطب في بلاد الرافدين بالتوجه نحو الطب الوقائي والعلاجي الواقعي ، مقارنة بالطابع الشعائري الغالب في مصر.


خلاصة :

يتبين أن كلا النظامين قدما علاجات متنوعة لأمراض مثل الجروح والحروق والتهابات العين ، إلا أن الطب في بلاد الرافدين برز بوضوح كأكثر واقعية وأمانا في التطبيق. فقد اعتمد على مواد طبيعية ذات فعالية مثبتة ، مع منهج تجريبي واضح يقلل من المخاطر الصحية. في المقابل ، رغم التقدم المعرفي في الطب المصري ، غلب على علاجاته الطابع الروحي والطقوسي ، مع استخدام بعض المواد السامة التي قد تسبب ضررا للمريض ، ومن ثم ، فإن الطب في بلاد الرافدين كان أكثر نجاحا وأقل سمية ، مما يجعله أقرب إلى الطب العلمي العملي مقارنة بالنمط المصري الذي تداخل فيه البعد الديني بشكل أكبر.
----------------------​

الأدلة التاريخية: برديات الطب الفرعوني:

من أشهر المصادر الطبية المصرية برديات مثل بردية إدوين سميث وبردية إبيرس ، وهما يعودان إلى ما بين 1600 و1500 ق.م.
بردية إدوين سميث :
تركز بشكل أساسي على الجراحة، وتشير إلى معرفة تفصيلية بالجسم البشري، العظام، الكسور، الجروح، وطرق العلاج الجراحية، لكنها تظهر أيضا تركيزاً واضحاً على الطقوس والتعويذات التي ترافقت مع العلاج، مما يعكس أهمية الجانب الروحي في الطب.
بردية إبيرس:
تشمل وصفات علاجية تحتوي على أعشاب، مواد طبيعية ، وأدعية أو تمائم. وهذا يعكس اعتماد الطب الفرعوني على مزيج بين العلاج الطبيعي والروحي ، فتأتي مصحوبة بجمل مثل:
"اقرأ هذه الكلمات المقدسة على المريض ليزول المرض" ، أو : "اذكر اسم الإله وحضر روح الشفاء".
مثال آخر : لعلاج الصداع يوصي النص بـ "لف الرأس بقماش معين مع تلاوة تعويذات".



الوثائق الطبية في بلاد الرافدين:

ألواح مثل "ألواح جمجمة الورق" ، كتبها الأطباء البابليون تضم وصفات علاجية ، نصائح طبية، وإرشادات تشخيصية، وهي شبيهة بكتب الطب الحديثة في منهجها العلمي.​
 
أولا : الطب:

الطب في مصر الفرعونية:


في مصر، الموت هو سيد المشهد ، فحين يغادر الفرعون الحياة ، تبدأ رحلة التقديس ، والتي دفعت الطب إلى خدمة احتياجات التحنيط والطقوس الجنائزية ، لذا لم يكن المريض الحي من أولويات الطب المصري. فهو متجذر بعمق في منظومة دينية شعائرية هدفها الأسمى خدمة فكرة البعث والحياة بعد الموت. لهذا ، كان التحنيط أقرب ليكون فناً تقنياً مقدساً ، أكثر من أن يكون شأنا طبياً خالصاً ، صحيح أنه يقوم على تشريح جزئي للجسد ومعرفة أعضائه ، ولكنه فقط لهدف حفظه من التحلل، ليعود الفرعون أو النبلاء إلى الحياة في عالم آخر.
تلك الشعائر الجنائزية دفعت الكهنة والعلماء المصريين إلى تطوير معرفة طبية محدودة ولكنها جيدة في مجال دراسة الأعضاء الداخلية.

منهجية التشخيص والمعاينة :

اعتمد المصريون القدماء على ملاحظة الأعراض السطحية للمريض ، كالجلد ، العين ، البول، والنبض أحياناً ، ولم يكن لديهم تشريح علمي للجسد بشكل رسمي ، لأن التحنيط فرض عليهم اعتقاد أن الجسد يجب أن يبقى سليماً للبعث ، ولذلك لم يتم إجراء تشريح داخلي معمق للجسد ، فالفحص كان محدوداً ، وكان يرتكز على وصف الأعراض وربطها بمعتقدات دينية وأرواح شريرة أو آلهة.

العلاقة بين الطب والدين والشعائر:

الدين والسياسة كان لهما دور مركزي في الطب المصري ، حيث الكهنة هم الأطباء في آن واحد ، والطب جزء لا يتجزأ من الطقوس الجنائزية. وكان الهدف الأساسي من الطب هو الحفاظ على الجسم للبعث والخلود، لذلك التحنيط وتقنيات الحفظ كانت أولوية ، والمريض غالبا ينظر إليه على أنه متأثر بقوى خارقة ، لذلك الطقوس الدينية والصلوات كانت عنصراً رئيسياً في العلاج.

طرق العلاج والدواء:

في مجال العلاج ، قدم الطب المصري القديم وصفات متعددة لأمراض شائعة كالحروق والتهابات العين ، تراوحت فعاليتها بين النافع والضار. فقد أثبتت بعض المواد مثل العسل والألوة خصائص مهدئة ومضادة للبكتيريا ، وظهرت فائدتها في تخفيف الالتهاب وتسريع التئام الجلد ، وهو ما تؤكده دراسات حديثة. في المقابل، استخدمت مواد سامة كـالرصاص وأكاسيد النحاس ، خصوصاً في وصفات العين ، مما يجعل بعض العلاجات ضارة أو خطيرة صحياً ، هذا التباين يعكس مزيجاً من التجربة الناجحة أحياناً ، إلى جانب محدودية الفهم العلمي في تلك المرحلة.



الطب في بلاد الرافدين :

في بلاد الرافدين، على الجانب الآخر ، بدأ الطب يمارس كفن عملي أكثر. لم يكن مجرد مراسم جنائزية ، بل مجموعة من المعارف تستخدم لمعالجة المرضى ، على الرغم من ارتباطها بالكهنة. إلا أن الوثائق الطينية تشهد على وجود أطباء أجروا معاينات دقيقة للجسد ، وطبقوا علاجات تستند إلى تجارب سريرية نسبية ، مستفيدين من المعرفة المكتسبة عبر أجيال. صحيح أن الطقوس الدينية لم تكن غائبة ، لكنها لم تهيمن على الطب ، مثل الحالة الفرعونية. لذا فقد نما الطب كممارسة علاجية علمية ، تحاول فك ألغاز الجسد والمرض بطرق مادية وعملية أكثر.

التشخيص والطب التطبيقي:

على عكس مصر ، كان الطب في بلاد الرافدين أكثر علمية وعملية ، مع سجلات واضحة عن التشخيص والعلاج التجريبي ، فقد تم العثور على ألواح طينية تحتوي على وصفات طبية مفصلة ، تشمل الأعشاب ، العمليات الجراحية البسيطة ، وتوجيهات علاجية للأمراض المختلفة ، كما كانت هناك دراسة للمرض باعتباره حالة جسدية تؤثر على الإنسان ، مع محاولة فهم أسبابها وتأثيرها على الجسم، وليست مجرد عقاب أو تأثير روحي ، فقد كانوا يعالجون المرضى فعلياً ، وكان الطب مزيجا من العلاج بالأدوية والجراحة وبعض الطقوس الدينية التي تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة ، لكن العلاج الجسدي كان محورياً وواضحاً.

طرق العلاج والدواء:

اتسمت وصفات العلاج بقدر أعلى من الطابع العملي، حيث استخدم الأطباء مزيجا من الأعشاب، المعادن الطبيعية ، والوصفات المركبة لعلاج الحروق وأمراض العين ، كما وثقته الألواح الطبية البابلية ، شملت العلاجات مواد مثل التمر ، زيت الأرز ، الكبريت ، والطين الطبي لتبريد الجروح ، إلى جانب طقوس رمزية لطرد الأرواح. ورغم استمرار البعد الروحي، فإن التركيز الأكبر كان على التجربة والملاحظة ، وتدوين الأعراض ونتائج العلاج ، وقد تميز الطب في بلاد الرافدين بالتوجه نحو الطب الوقائي والعلاجي الواقعي ، مقارنة بالطابع الشعائري الغالب في مصر.


خلاصة :

يتبين أن كلا النظامين قدما علاجات متنوعة لأمراض مثل الجروح والحروق والتهابات العين ، إلا أن الطب في بلاد الرافدين برز بوضوح كأكثر واقعية وأمانا في التطبيق. فقد اعتمد على مواد طبيعية ذات فعالية مثبتة ، مع منهج تجريبي واضح يقلل من المخاطر الصحية. في المقابل ، رغم التقدم المعرفي في الطب المصري ، غلب على علاجاته الطابع الروحي والطقوسي ، مع استخدام بعض المواد السامة التي قد تسبب ضررا للمريض ، ومن ثم ، فإن الطب في بلاد الرافدين كان أكثر نجاحا وأقل سمية ، مما يجعله أقرب إلى الطب العلمي العملي مقارنة بالنمط المصري الذي تداخل فيه البعد الديني بشكل أكبر.
----------------------​

الأدلة التاريخية: برديات الطب الفرعوني:

من أشهر المصادر الطبية المصرية برديات مثل بردية إدوين سميث وبردية إبيرس ، وهما يعودان إلى ما بين 1600 و1500 ق.م.
بردية إدوين سميث :
تركز بشكل أساسي على الجراحة، وتشير إلى معرفة تفصيلية بالجسم البشري، العظام، الكسور، الجروح، وطرق العلاج الجراحية، لكنها تظهر أيضا تركيزاً واضحاً على الطقوس والتعويذات التي ترافقت مع العلاج، مما يعكس أهمية الجانب الروحي في الطب.
بردية إبيرس:
تشمل وصفات علاجية تحتوي على أعشاب، مواد طبيعية ، وأدعية أو تمائم. وهذا يعكس اعتماد الطب الفرعوني على مزيج بين العلاج الطبيعي والروحي ، فتأتي مصحوبة بجمل مثل:
"اقرأ هذه الكلمات المقدسة على المريض ليزول المرض" ، أو : "اذكر اسم الإله وحضر روح الشفاء".
مثال آخر : لعلاج الصداع يوصي النص بـ "لف الرأس بقماش معين مع تلاوة تعويذات".



الوثائق الطبية في بلاد الرافدين:

ألواح مثل "ألواح جمجمة الورق" ، كتبها الأطباء البابليون تضم وصفات علاجية ، نصائح طبية، وإرشادات تشخيصية، وهي شبيهة بكتب الطب الحديثة في منهجها العلمي.​
الكلام اللي أنت كاتبه فيه جزء صحيح، لكن فيه مبالغة وظلم كبير للطب المصري القديم، لأنه يختزل الطب عند المصريين القدماء في التحنيط والطقوس الجنائزية، بينما الحقيقة التاريخية والآثار المكتشفة بتقول إن الطب في مصر القديمة كان من أرقى وأعقد النظم الطبية في العالم القديم، وسبق عصره بقرون، لدرجة إن الطب الحديث استفاد مباشرة من كثير من معارفه وممارساته.


سأوضح لك بالأدلة كيف كان الطب المصري القديم متطورًا، وفي أي مجالات برع:




1- الطب لم يكن فقط للتحنيط


صحيح أن التحنيط كان مجالًا مهمًا ويتطلب معرفة تشريحية، لكن الطب في مصر القديمة لم يكن محصورًا فيه. المصريون عرفوا:


  • الجراحة: بردية إدوين سميث (حوالي 1600 ق.م) تعتبر أقدم نص جراحي في التاريخ، فيها توصيف 48 حالة إصابة وجروح وكسور في الرأس والرقبة والصدر، مع طرق العلاج وخطط المتابعة.
  • الطب الباطني: بردية إبيرس (حوالي 1550 ق.م) تحتوي على أكثر من 800 وصفة علاجية لأمراض القلب، الجهاز الهضمي، الجلد، أمراض النساء… إلخ.
  • طب الأسنان: هناك جماجم محفوظة بها حشوات أسنان مصنوعة من مزيج العسل واللبان، وهو نوع بدائي من الحشو الوقائي.
  • طب العيون: بردية كاهون وأخرى من وادي الجرف بها وصفات لالتهابات العين والرمد.



2- منهجية علمية للتشخيص


  • كانوا يراقبون النبض، لون الجلد، رائحة الفم، البول والبراز.
  • في بعض الحالات كانوا يضعون خطة علاجية تدريجية: "إذا تحسن المريض… تابع كذا، إذا لم يتحسن… غيّر الدواء".
  • استخدموا نظام فرز الحالات (curable – treatable – untreatable) وهو أقرب لفكرة "التشخيص التفريقي" في الطب الحديث.



3- الأدوية والعقاقير


الطب الحديث أثبت فعالية كثير من الوصفات المصرية:


  • العسل كمضاد للبكتيريا ومانع للتلوث.
  • الكمون، الكزبرة، الثوم لعلاج اضطرابات الهضم وخفض الضغط.
  • الألوة (الصبار) لتهدئة الحروق والجروح.
  • الكتان كمضمضة ومضاد للالتهابات.
  • استخدموا الخرزات المعدنية والنحاس، وهو ما نعرف اليوم بخصائصه المضادة للميكروبات.

حتى منظمة الصحة العالمية درست بعض وصفاتهم وأكدت فعاليتها.




4- التخصصات الطبية


في مصر القديمة كان فيه أطباء متخصصون:


  • "سونو" Swnw: الطبيب العام.
  • أطباء عيون، أسنان، أمراض نساء، جراحة.
  • أطباء للجيش والعمال في المشاريع الكبرى.
  • أطباء بيطريين للحيوانات المقدسة وللماشية.



5- التأثير على الطب اللاحق


  • الإغريق (مثل أبقراط) واليونانيون اعتمدوا على ما تعلموه من المصريين، خاصة في التشريح والجراحة.
  • حتى الرومان تبنوا وصفات من برديات مصرية.
  • مبادئ التعقيم، الضمادات، تثبيت الكسور، وقياس النبض — كلها معروفة في مصر قبل آلاف السنين.



📌 الخلاصة:
الطب في مصر القديمة كان منظمًا، علميًا، ومتقدمًا جدًا بالنسبة لعصره، ولم يكن مجرد طقوس دينية. صحيح أن الدين كان حاضرًا في الثقافة الطبية (كما كان في كل حضارات العالم القديم)، لكن الممارسة الطبية المصرية امتلكت جانبًا تجريبيًا قويًا، وبعض تقنياتها ووصفاتها ما زال مستخدمًا حتى اليوم.

تمام، سأضيف لك اقتباسات ومقولات من مصادر تاريخية وأكاديمية، بعضها مترجم من نصوص أثرية، وبعضها من كتابات مؤرخين وعلماء مصريات، بحيث تدعم فكرة أن الطب المصري القديم كان متطورًا جدًا وليس مجرد طقوس جنائزية.




🏺 اقتباسات من مصر القديمة


  1. بردية إدوين سميث (حوالي 1600 ق.م) – نص جراحي عن إصابة في الرأس:

"إذا فحصت رجلاً مصابًا في رأسه ووجدت شقًا في عظمه، ولم يكن منتفخًا، ولم ينزف… فقل: حالة يمكن علاجها."
هذا الاقتباس يوضح تصنيف الحالات وإعطاء حكم طبي على إمكانية علاجها.

  1. بردية إبيرس (حوالي 1550 ق.م) – وصفة لآلام المعدة:

"اعمل شرابًا من الكمون، والكزبرة، والعسل، واسقه للمريض حتى يهدأ بطنه."
هذه الوصفة أثبت الطب الحديث فعاليتها كمضاد للتقلصات.

  1. نقش على قبر الطبيب "إيرى" – طبيب ملكي في الأسرة السادسة:

"أنا الذي شفى الملك من آلامه، وحفظ جسده من الهلاك."
يدل على مكانة الأطباء وثقة الملوك في مهارتهم.



📜 اقتباسات من مؤرخين وعلماء


  1. هيرودوت (القرن الخامس ق.م) – المؤرخ الإغريقي:

"المصريون هم أكثر الناس اعتناءً بصحتهم… لديهم طبيب لكل مرض، ولكل عضو من الجسد."
يدل على وجود تخصصات طبية.

  1. جورج إيبرس (مكتشف بردية إبيرس – 1873م):

"هذه البردية وحدها تكفي لتثبت أن المصريين القدماء كانوا أطباء بارعين، يجمعون بين التجربة والطب الوقائي والعلاج الطبيعي."

  1. ول ديورانت – قصة الحضارة:

"الطب عند المصريين بلغ حدًّا من الدقة والتنظيم لم يصل إليه غيرهم إلا بعد قرون طويلة… وكانوا يجرون الجراحات ويعالجون الكسور بمهارة تُحسد."



🩺 أقوال تدعم سبقهم للطب الحديث


  1. آلان غاردينر – عالم المصريات:

"بردية إدوين سميث تكشف عن عقلية علمية تحليلية في التعامل مع الإصابات، بعيدة عن الخرافة في كثير من الحالات."

  1. بيرسي نيوبيري – طبيب وباحث في المصريات:

"المصريون القدماء عرفوا التعقيم واستعملوا العسل والنحاس لخصائصهما المضادة للبكتيريا قبل أن يعرف العالم الميكروبات بآلاف السنين."
 
أولا : الطب:

الطب في مصر الفرعونية:


في مصر، الموت هو سيد المشهد ، فحين يغادر الفرعون الحياة ، تبدأ رحلة التقديس ، والتي دفعت الطب إلى خدمة احتياجات التحنيط والطقوس الجنائزية ، لذا لم يكن المريض الحي من أولويات الطب المصري. فهو متجذر بعمق في منظومة دينية شعائرية هدفها الأسمى خدمة فكرة البعث والحياة بعد الموت. لهذا ، كان التحنيط أقرب ليكون فناً تقنياً مقدساً ، أكثر من أن يكون شأنا طبياً خالصاً ، صحيح أنه يقوم على تشريح جزئي للجسد ومعرفة أعضائه ، ولكنه فقط لهدف حفظه من التحلل، ليعود الفرعون أو النبلاء إلى الحياة في عالم آخر.
تلك الشعائر الجنائزية دفعت الكهنة والعلماء المصريين إلى تطوير معرفة طبية محدودة ولكنها جيدة في مجال دراسة الأعضاء الداخلية.

منهجية التشخيص والمعاينة :

اعتمد المصريون القدماء على ملاحظة الأعراض السطحية للمريض ، كالجلد ، العين ، البول، والنبض أحياناً ، ولم يكن لديهم تشريح علمي للجسد بشكل رسمي ، لأن التحنيط فرض عليهم اعتقاد أن الجسد يجب أن يبقى سليماً للبعث ، ولذلك لم يتم إجراء تشريح داخلي معمق للجسد ، فالفحص كان محدوداً ، وكان يرتكز على وصف الأعراض وربطها بمعتقدات دينية وأرواح شريرة أو آلهة.

العلاقة بين الطب والدين والشعائر:

الدين والسياسة كان لهما دور مركزي في الطب المصري ، حيث الكهنة هم الأطباء في آن واحد ، والطب جزء لا يتجزأ من الطقوس الجنائزية. وكان الهدف الأساسي من الطب هو الحفاظ على الجسم للبعث والخلود، لذلك التحنيط وتقنيات الحفظ كانت أولوية ، والمريض غالبا ينظر إليه على أنه متأثر بقوى خارقة ، لذلك الطقوس الدينية والصلوات كانت عنصراً رئيسياً في العلاج.

طرق العلاج والدواء:

في مجال العلاج ، قدم الطب المصري القديم وصفات متعددة لأمراض شائعة كالحروق والتهابات العين ، تراوحت فعاليتها بين النافع والضار. فقد أثبتت بعض المواد مثل العسل والألوة خصائص مهدئة ومضادة للبكتيريا ، وظهرت فائدتها في تخفيف الالتهاب وتسريع التئام الجلد ، وهو ما تؤكده دراسات حديثة. في المقابل، استخدمت مواد سامة كـالرصاص وأكاسيد النحاس ، خصوصاً في وصفات العين ، مما يجعل بعض العلاجات ضارة أو خطيرة صحياً ، هذا التباين يعكس مزيجاً من التجربة الناجحة أحياناً ، إلى جانب محدودية الفهم العلمي في تلك المرحلة.



الطب في بلاد الرافدين :

في بلاد الرافدين، على الجانب الآخر ، بدأ الطب يمارس كفن عملي أكثر. لم يكن مجرد مراسم جنائزية ، بل مجموعة من المعارف تستخدم لمعالجة المرضى ، على الرغم من ارتباطها بالكهنة. إلا أن الوثائق الطينية تشهد على وجود أطباء أجروا معاينات دقيقة للجسد ، وطبقوا علاجات تستند إلى تجارب سريرية نسبية ، مستفيدين من المعرفة المكتسبة عبر أجيال. صحيح أن الطقوس الدينية لم تكن غائبة ، لكنها لم تهيمن على الطب ، مثل الحالة الفرعونية. لذا فقد نما الطب كممارسة علاجية علمية ، تحاول فك ألغاز الجسد والمرض بطرق مادية وعملية أكثر.

التشخيص والطب التطبيقي:

على عكس مصر ، كان الطب في بلاد الرافدين أكثر علمية وعملية ، مع سجلات واضحة عن التشخيص والعلاج التجريبي ، فقد تم العثور على ألواح طينية تحتوي على وصفات طبية مفصلة ، تشمل الأعشاب ، العمليات الجراحية البسيطة ، وتوجيهات علاجية للأمراض المختلفة ، كما كانت هناك دراسة للمرض باعتباره حالة جسدية تؤثر على الإنسان ، مع محاولة فهم أسبابها وتأثيرها على الجسم، وليست مجرد عقاب أو تأثير روحي ، فقد كانوا يعالجون المرضى فعلياً ، وكان الطب مزيجا من العلاج بالأدوية والجراحة وبعض الطقوس الدينية التي تهدف إلى طرد الأرواح الشريرة ، لكن العلاج الجسدي كان محورياً وواضحاً.

طرق العلاج والدواء:

اتسمت وصفات العلاج بقدر أعلى من الطابع العملي، حيث استخدم الأطباء مزيجا من الأعشاب، المعادن الطبيعية ، والوصفات المركبة لعلاج الحروق وأمراض العين ، كما وثقته الألواح الطبية البابلية ، شملت العلاجات مواد مثل التمر ، زيت الأرز ، الكبريت ، والطين الطبي لتبريد الجروح ، إلى جانب طقوس رمزية لطرد الأرواح. ورغم استمرار البعد الروحي، فإن التركيز الأكبر كان على التجربة والملاحظة ، وتدوين الأعراض ونتائج العلاج ، وقد تميز الطب في بلاد الرافدين بالتوجه نحو الطب الوقائي والعلاجي الواقعي ، مقارنة بالطابع الشعائري الغالب في مصر.


خلاصة :

يتبين أن كلا النظامين قدما علاجات متنوعة لأمراض مثل الجروح والحروق والتهابات العين ، إلا أن الطب في بلاد الرافدين برز بوضوح كأكثر واقعية وأمانا في التطبيق. فقد اعتمد على مواد طبيعية ذات فعالية مثبتة ، مع منهج تجريبي واضح يقلل من المخاطر الصحية. في المقابل ، رغم التقدم المعرفي في الطب المصري ، غلب على علاجاته الطابع الروحي والطقوسي ، مع استخدام بعض المواد السامة التي قد تسبب ضررا للمريض ، ومن ثم ، فإن الطب في بلاد الرافدين كان أكثر نجاحا وأقل سمية ، مما يجعله أقرب إلى الطب العلمي العملي مقارنة بالنمط المصري الذي تداخل فيه البعد الديني بشكل أكبر.
----------------------​

الأدلة التاريخية: برديات الطب الفرعوني:

من أشهر المصادر الطبية المصرية برديات مثل بردية إدوين سميث وبردية إبيرس ، وهما يعودان إلى ما بين 1600 و1500 ق.م.
بردية إدوين سميث :
تركز بشكل أساسي على الجراحة، وتشير إلى معرفة تفصيلية بالجسم البشري، العظام، الكسور، الجروح، وطرق العلاج الجراحية، لكنها تظهر أيضا تركيزاً واضحاً على الطقوس والتعويذات التي ترافقت مع العلاج، مما يعكس أهمية الجانب الروحي في الطب.
بردية إبيرس:
تشمل وصفات علاجية تحتوي على أعشاب، مواد طبيعية ، وأدعية أو تمائم. وهذا يعكس اعتماد الطب الفرعوني على مزيج بين العلاج الطبيعي والروحي ، فتأتي مصحوبة بجمل مثل:
"اقرأ هذه الكلمات المقدسة على المريض ليزول المرض" ، أو : "اذكر اسم الإله وحضر روح الشفاء".
مثال آخر : لعلاج الصداع يوصي النص بـ "لف الرأس بقماش معين مع تلاوة تعويذات".



الوثائق الطبية في بلاد الرافدين:

ألواح مثل "ألواح جمجمة الورق" ، كتبها الأطباء البابليون تضم وصفات علاجية ، نصائح طبية، وإرشادات تشخيصية، وهي شبيهة بكتب الطب الحديثة في منهجها العلمي.​
اخي العزيز
انا مااعرف شنو مصدرك
اذا كلام عن بردية إيبرس مش كله دعاء بل فيها كثير من طرق العلاج علمية مقارنة بزمانها
طب في مصر القديمة كانت متطورة جدا
تعتبر مخطوطة بردية إيبرس هي أكبر مخطوطة مصرية قديمة في الطب. فهي تحتوي على 108 من الأعمدة المكتوبة على ملفوفة بردي طولها 19 متر، وتصف عددا كبيرا من الحالات المرضية التي تتفرع حاليا إلى عدة تخصصات في الطب: طب النساء، الطب الباطني، طب الأسنان، طب الطفيليات، طب العيون، وطب الأمراض الجلدية.
هم اظن اول من اخترعوا اطراف صناعية !!
IMG_4947.jpeg
IMG_4949.jpeg
IMG_4946.jpeg
IMG_4948.jpeg
IMG_4950.jpeg
 
الكلام اللي أنت كاتبه فيه جزء صحيح، لكن فيه مبالغة وظلم كبير للطب المصري القديم، لأنه يختزل الطب عند المصريين القدماء في التحنيط والطقوس الجنائزية، بينما الحقيقة التاريخية والآثار المكتشفة بتقول إن الطب في مصر القديمة كان من أرقى وأعقد النظم الطبية في العالم القديم، وسبق عصره بقرون، لدرجة إن الطب الحديث استفاد مباشرة من كثير من معارفه وممارساته.


سأوضح لك بالأدلة كيف كان الطب المصري القديم متطورًا، وفي أي مجالات برع:




1- الطب لم يكن فقط للتحنيط


صحيح أن التحنيط كان مجالًا مهمًا ويتطلب معرفة تشريحية، لكن الطب في مصر القديمة لم يكن محصورًا فيه. المصريون عرفوا:


  • الجراحة: بردية إدوين سميث (حوالي 1600 ق.م) تعتبر أقدم نص جراحي في التاريخ، فيها توصيف 48 حالة إصابة وجروح وكسور في الرأس والرقبة والصدر، مع طرق العلاج وخطط المتابعة.
  • الطب الباطني: بردية إبيرس (حوالي 1550 ق.م) تحتوي على أكثر من 800 وصفة علاجية لأمراض القلب، الجهاز الهضمي، الجلد، أمراض النساء… إلخ.
  • طب الأسنان: هناك جماجم محفوظة بها حشوات أسنان مصنوعة من مزيج العسل واللبان، وهو نوع بدائي من الحشو الوقائي.
  • طب العيون: بردية كاهون وأخرى من وادي الجرف بها وصفات لالتهابات العين والرمد.



2- منهجية علمية للتشخيص


  • كانوا يراقبون النبض، لون الجلد، رائحة الفم، البول والبراز.
  • في بعض الحالات كانوا يضعون خطة علاجية تدريجية: "إذا تحسن المريض… تابع كذا، إذا لم يتحسن… غيّر الدواء".
  • استخدموا نظام فرز الحالات (curable – treatable – untreatable) وهو أقرب لفكرة "التشخيص التفريقي" في الطب الحديث.



3- الأدوية والعقاقير


الطب الحديث أثبت فعالية كثير من الوصفات المصرية:


  • العسل كمضاد للبكتيريا ومانع للتلوث.
  • الكمون، الكزبرة، الثوم لعلاج اضطرابات الهضم وخفض الضغط.
  • الألوة (الصبار) لتهدئة الحروق والجروح.
  • الكتان كمضمضة ومضاد للالتهابات.
  • استخدموا الخرزات المعدنية والنحاس، وهو ما نعرف اليوم بخصائصه المضادة للميكروبات.

حتى منظمة الصحة العالمية درست بعض وصفاتهم وأكدت فعاليتها.




4- التخصصات الطبية


في مصر القديمة كان فيه أطباء متخصصون:


  • "سونو" Swnw: الطبيب العام.
  • أطباء عيون، أسنان، أمراض نساء، جراحة.
  • أطباء للجيش والعمال في المشاريع الكبرى.
  • أطباء بيطريين للحيوانات المقدسة وللماشية.



5- التأثير على الطب اللاحق


  • الإغريق (مثل أبقراط) واليونانيون اعتمدوا على ما تعلموه من المصريين، خاصة في التشريح والجراحة.
  • حتى الرومان تبنوا وصفات من برديات مصرية.
  • مبادئ التعقيم، الضمادات، تثبيت الكسور، وقياس النبض — كلها معروفة في مصر قبل آلاف السنين.



📌 الخلاصة:
الطب في مصر القديمة كان منظمًا، علميًا، ومتقدمًا جدًا بالنسبة لعصره، ولم يكن مجرد طقوس دينية. صحيح أن الدين كان حاضرًا في الثقافة الطبية (كما كان في كل حضارات العالم القديم)، لكن الممارسة الطبية المصرية امتلكت جانبًا تجريبيًا قويًا، وبعض تقنياتها ووصفاتها ما زال مستخدمًا حتى اليوم.

تمام، سأضيف لك اقتباسات ومقولات من مصادر تاريخية وأكاديمية، بعضها مترجم من نصوص أثرية، وبعضها من كتابات مؤرخين وعلماء مصريات، بحيث تدعم فكرة أن الطب المصري القديم كان متطورًا جدًا وليس مجرد طقوس جنائزية.




🏺 اقتباسات من مصر القديمة


  1. بردية إدوين سميث (حوالي 1600 ق.م) – نص جراحي عن إصابة في الرأس:



  1. بردية إبيرس (حوالي 1550 ق.م) – وصفة لآلام المعدة:



  1. نقش على قبر الطبيب "إيرى" – طبيب ملكي في الأسرة السادسة:





📜 اقتباسات من مؤرخين وعلماء


  1. هيرودوت (القرن الخامس ق.م) – المؤرخ الإغريقي:



  1. جورج إيبرس (مكتشف بردية إبيرس – 1873م):



  1. ول ديورانت – قصة الحضارة:





🩺 أقوال تدعم سبقهم للطب الحديث


  1. آلان غاردينر – عالم المصريات:



  1. بيرسي نيوبيري – طبيب وباحث في المصريات:

حياك الله أخي الكريم ، وشكراً على مداخلتك القيمة ، والتي أقدرها وأجلها ، وأتفهم تماما الحماسة التي دفعتك للدفاع عن الطب المصري القديم ، لكن دعني أوضح أن ما كتبته لم يكن تقليلا من إنجازات مصر ، بل قراءة تحليلية مقارنة بين منظومتين طبيتين تشكلتا في سياقين مختلفين.
الطب المصري كان بالفعل متطورا في بعض جوانبه ، وامتلك معرفة مبكرة بالجراحة ، وتركت برديات مثل إدوين سميث وإبيرس أثراً مهماً في تاريخ الطب ، وقد ذكرت هذا بالفعل ، ولكن الدراسة ليست تفصيلية بالكامل ، إنما مجرد مقارنة بسيطة لكيفية أدارك المعرفة الطبية لكلا الحضارتين. ولكن المشكلة لم تكن في المعرفة ذاتها ، بل في الطريقة التي مورست بها ضمن منظومة فكرية ودينية مغلقة ، حيث كان الكهنة هم الأطباء في مصر ، والتشخيص مرتبطاً بتفسيرات روحانية ، والعلاج مشروطاً بالتعاويذ والطقوس ، نعم، كانوا يقيسون النبض ويراقبون الأعراض ، وهذا ما ذكرته صراحة في كلامي سابقاً ، وقد ذكرت عدد من العلاجات أيضاً ، لكن كل ذلك تم ضمن بنية فكرية ترى المرض أحياناً كعقاب إلهي أو تسلط أرواح شريرة ، وبالتالي ، لم يتم استثمار المعرفة التشريحية الناتجة عن التحنيط في تطوير جراحة داخلية أو دراسات تشريحية حقيقية ، وذلك بسبب قدسية الجسد وحرمة شقه بعد الموت ، وهذا أيضاً ما ذكرته سابقاً في ردي السابق ، في المقابل ، الطب في بلاد الرافدين ورغم تأثره أيضاً بالدين ، إلا أنه شهد انفصالاً وظيفياً بين الطبيب والكاهن ، فكان هناك "أشيبّو" الروحاني و"أسو" الطبيب ، وأغلب الألواح التي عثر عليها تظهر اهتماماً عملياً واضحاً بتشخيص الأمراض ، ملاحظات الأعراض ، وتحديد العلاجات بناء على تجارب ، لا على وصايا روحانية ، وقد اعترف فلاسفة ومؤرخون يونانيون بهذا الفارق ، مثل سيمبليكيوس الذي قال :
"الطب البابلي كان ذا طابع مادي ملموس، يسبق الزمن في تركيزه على الجسد وأعراضه".
وكذلك جالينوس، الطبيب الروماني الشهير، الذي قال:
"أخذ الإغريق من البابليين مبادئ التشخيص المبني على الملاحظة السريرية، وهو ما أسس لتطور الممارسة الطبية لاحقاً".
في حين وصف أبقراط بعض الممارسات الطبية المصرية بأنها "علاج ممتزج بالعبادة" ، ما يعكس نظرتهم إلى الطابع الشعائري المبالغ فيه في مصر ، إضافة إلى ذلك ، فإن المواد المستخدمة في العلاج بلاد الرافدين كانت غالباً آمنة ، تعتمد على أعشاب وزيوت معدنية ، مقارنة بالمواد السامة التي استخدمت في مصر مثل الرصاص وأكاسيد النحاس ، خصوصاً في وصفات العيون ، وعليه ، فإن التقييم الذي قدمته لا يحط من شأن الطب المصري ، بل يضعه في سياقه الثقافي والديني ، ويقارن بنيته المعرفية بمنظومة الرافدين التي كانت أكثر اقتراباً من المنهج العلمي الحديث ، الطب المصري كان مدهشا بقدر ما كان مقيدا بالعقيدة ، أما في بلاد الرافدين فقد بدأ يظهر اتجاه نحو الفهم المادي للأمراض وملاحظتها وتدوينها ، وهو ما يجعل الطب البابلي ، رغم قلة الاحتفاء به ، أقرب إلى العلم التجريبي من نظيره المصري الذي ظل ممتزجا بالطقوس إلى حد كبير ، لذلك فإن قولي بأن الطب في بلاد الرافدين أكثر واقعية وتجريبية ، لا يعني تجاهل إنجازات مصر ، بل الاعتراف بأن ظروف كل حضارة شكلت مسار طبها ، ومسار الطب العلمي الحديث بدأ من حيث توقفت التجريبية في بلاد الرافدين، لا من حيث توقفت الروحانية في مصر.

ابقى قريباً ، فأنا اتنفس مع النقاش والحوار ، فالموضوع لم يبدأ بعد.​
 
اخي العزيز
انا مااعرف شنو مصدرك
اذا كلام عن بردية إيبرس مش كله دعاء بل فيها كثير من طرق العلاج علمية مقارنة بزمانها
طب في مصر القديمة كانت متطورة جدا
تعتبر مخطوطة بردية إيبرس هي أكبر مخطوطة مصرية قديمة في الطب. فهي تحتوي على 108 من الأعمدة المكتوبة على ملفوفة بردي طولها 19 متر، وتصف عددا كبيرا من الحالات المرضية التي تتفرع حاليا إلى عدة تخصصات في الطب: طب النساء، الطب الباطني، طب الأسنان، طب الطفيليات، طب العيون، وطب الأمراض الجلدية.
هم اظن اول من اخترعوا اطراف صناعية !!
مشاهدة المرفق 805185مشاهدة المرفق 805186مشاهدة المرفق 805187مشاهدة المرفق 805188
مشاهدة المرفق 805190

كتبت اختصار ما كتب في البرديات المصرية ، من الكسور إلى العلاجات كلها ، وكل ماذكرته أنت مذكور ، ولكن الذي لم أذكره هو الطرف الصناعي الخشبي ، فشكراً على الإضافة.
 
حياك الله أخي الكريم ، وشكراً على مداخلتك القيمة ، والتي أقدرها وأجلها ، وأتفهم تماما الحماسة التي دفعتك للدفاع عن الطب المصري القديم ، لكن دعني أوضح أن ما كتبته لم يكن تقليلا من إنجازات مصر ، بل قراءة تحليلية مقارنة بين منظومتين طبيتين تشكلتا في سياقين مختلفين.
الطب المصري كان بالفعل متطورا في بعض جوانبه ، وامتلك معرفة مبكرة بالجراحة ، وتركت برديات مثل إدوين سميث وإبيرس أثراً مهماً في تاريخ الطب ، وقد ذكرت هذا بالفعل ، ولكن الدراسة ليست تفصيلية بالكامل ، إنما مجرد مقارنة بسيطة لكيفية أدارك المعرفة الطبية لكلا الحضارتين. ولكن المشكلة لم تكن في المعرفة ذاتها ، بل في الطريقة التي مورست بها ضمن منظومة فكرية ودينية مغلقة ، حيث كان الكهنة هم الأطباء في مصر ، والتشخيص مرتبطاً بتفسيرات روحانية ، والعلاج مشروطاً بالتعاويذ والطقوس ، نعم، كانوا يقيسون النبض ويراقبون الأعراض ، وهذا ما ذكرته صراحة في كلامي سابقاً ، وقد ذكرت عدد من العلاجات أيضاً ، لكن كل ذلك تم ضمن بنية فكرية ترى المرض أحياناً كعقاب إلهي أو تسلط أرواح شريرة ، وبالتالي ، لم يتم استثمار المعرفة التشريحية الناتجة عن التحنيط في تطوير جراحة داخلية أو دراسات تشريحية حقيقية ، وذلك بسبب قدسية الجسد وحرمة شقه بعد الموت ، وهذا أيضاً ما ذكرته سابقاً في ردي السابق ، في المقابل ، الطب في بلاد الرافدين ورغم تأثره أيضاً بالدين ، إلا أنه شهد انفصالاً وظيفياً بين الطبيب والكاهن ، فكان هناك "أشيبّو" الروحاني و"أسو" الطبيب ، وأغلب الألواح التي عثر عليها تظهر اهتماماً عملياً واضحاً بتشخيص الأمراض ، ملاحظات الأعراض ، وتحديد العلاجات بناء على تجارب ، لا على وصايا روحانية ، وقد اعترف فلاسفة ومؤرخون يونانيون بهذا الفارق ، مثل سيمبليكيوس الذي قال :
"الطب البابلي كان ذا طابع مادي ملموس، يسبق الزمن في تركيزه على الجسد وأعراضه".
وكذلك جالينوس، الطبيب الروماني الشهير، الذي قال:
"أخذ الإغريق من البابليين مبادئ التشخيص المبني على الملاحظة السريرية، وهو ما أسس لتطور الممارسة الطبية لاحقاً".
في حين وصف أبقراط بعض الممارسات الطبية المصرية بأنها "علاج ممتزج بالعبادة" ، ما يعكس نظرتهم إلى الطابع الشعائري المبالغ فيه في مصر ، إضافة إلى ذلك ، فإن المواد المستخدمة في العلاج بلاد الرافدين كانت غالباً آمنة ، تعتمد على أعشاب وزيوت معدنية ، مقارنة بالمواد السامة التي استخدمت في مصر مثل الرصاص وأكاسيد النحاس ، خصوصاً في وصفات العيون ، وعليه ، فإن التقييم الذي قدمته لا يحط من شأن الطب المصري ، بل يضعه في سياقه الثقافي والديني ، ويقارن بنيته المعرفية بمنظومة الرافدين التي كانت أكثر اقتراباً من المنهج العلمي الحديث ، الطب المصري كان مدهشا بقدر ما كان مقيدا بالعقيدة ، أما في بلاد الرافدين فقد بدأ يظهر اتجاه نحو الفهم المادي للأمراض وملاحظتها وتدوينها ، وهو ما يجعل الطب البابلي ، رغم قلة الاحتفاء به ، أقرب إلى العلم التجريبي من نظيره المصري الذي ظل ممتزجا بالطقوس إلى حد كبير ، لذلك فإن قولي بأن الطب في بلاد الرافدين أكثر واقعية وتجريبية ، لا يعني تجاهل إنجازات مصر ، بل الاعتراف بأن ظروف كل حضارة شكلت مسار طبها ، ومسار الطب العلمي الحديث بدأ من حيث توقفت التجريبية في بلاد الرافدين، لا من حيث توقفت الروحانية في مصر.

ابقى قريباً ، فأنا اتنفس مع النقاش والحوار ، فالموضوع لم يبدأ بعد.​
في انتظار انتهائك من جميع جوانب الموضوع اخي الكريم و ان شاء الله يبقي موضوع شيق نستفيد بيه و يخلي في نقاش هادف و متميز ان شاء الله
 
عودة
أعلى