لطالما كان السؤال الاصعب في اي حرب مع إسرائيل هو:
ما الحل مع القنابل الذرية التي تمتلكها إسرائيل؟
مهما كان الحديث عن التكتيكات الحربية و القوات الجوية القوية لأسرائيل و سبل التصدي لها فإن السؤال الحقيقي الذي لا مفر منه هو كيفية التعامل مع السلاح النووي الإسرائيلي.
في الحقيقة واجهت الصين و الاتحاد السوفياتي هذا السؤال عندما اندلعت بينهم مواجهات في الستينيات من القرن الماضي، في حين ان كلا الدولتين كانتا تعتنقان الشيوعية إلا أنهما اختلفا في تفسير الشيوعية و ادى ذلك إلى حالة من شيطنة كل نظام للنظام الآخر، الصين وقتها لم يكن مشروعها النووي قد نضج في حين ان مشروع السوفييت كان قد نضج وامتلكت السلاح النووي فعليا.
قدم ماو تسي تونغ حينها السلاح الرادع للسلاح النووي السوفيتي، وكان هذا السلاح مرعبا لدرجة ان جنرالات السوفييت أخذوه على محمل الجد و من بعدها سعوا إلى سلام حقيقي مع الصين.
فما هو السلااح الذي أخاف السلاح النووي السوفيتي؟
"الحرب الشعبية"
اقتباس من
ويكيبيديا :
كان لدى الاتحاد السوفيتي أسلحة نووية لفترة أطول من الصين، لذلك تبنى الصينيون إستراتيجية ردع غير متكافئة فهددوا «بحرب شعبية» تقليدية كبيرة ردًا على الضربة السوفيتية النووية الوقائية. كان التفوق العددي الصيني أساس استراتيجيتها لردع الهجوم النووي السوفيتي. منذ عام 1949 أكدت الاستراتيجية الصينية مثلما أوضحها ماو تسي تونغ على تفوق «الإنسان على الأسلحة». في حين أن الأسلحة كانت بالتأكيد عنصرًا مهمًا في الحرب، قال ماو إنها «لم تكن العامل الحاسم، فالناس هم العامل الحاسم وليس الأشياء. إن صراع القوة ليس فقط صراعًا على القوة العسكرية والاقتصادية، ولكنه أيضًا صراع على القوة البشرية والروح المعنوية». بالنسبة لماو، فإن العوامل «غير المادية» مثل «الإبداع، والمرونة، والروح المعنوية العالية» كانت أيضًا «عناصر حيوية في الحرب».
لم يكن السوفييت واثقين من قدرتهم على كسب مثل هذا الصراع. فالتوغل الصيني الكبير كان من الممكن أن يهدد المراكز الاستراتيجية في بلاغوفيشتشينسك، وفلاديفوستوك، وخاباروفسك، بالإضافة إلى نقاط مهمة على سكة الحديد العابرة لسيبيريا. وفقًا لأركادي شيفتشينكو، وهو لاجئ روسي رفيع المستوى إلى الولايات المتحدة، «كان المكتب السياسي مرعوبًا من احتمال قيام الصينيين بتوغل جماعي في الأراضي السوفيتية». جعل كابوس غزو الملايين من الصينيين القادة السوفييت شبه مسعورين. «على الرغم من تفوقنا الساحق في مجال الأسلحة، لن يكون من السهل على الاتحاد السوفيتي التعامل مع هجوم بهذا الحجم». بالنظر إلى «عدد سكان الصين الهائل ومعرفتها العميقة وخبرتها في حرب العصابات»، إذا شن السوفييت هجومًا على برنامج الصين النووي، فمن المؤكد أنهم سيصبحون «غارقين في حرب لا نهاية لها».
كانت المخاوف بشأن القوة البشرية الصينية واستراتيجية «حرب الشعب» عميقة للغاية لدرجة أن بعض البيروقراطيين في موسكو ذكروا بأن السبيل الوحيد للدفاع ضد هجوم تقليدي واسع هو استخدام الأسلحة النووية. حتى أن البعض دعا إلى نشر الألغام النووية على طول الحدود الصينية السوفيتية. من خلال التهديد ببدء صراع تقليدي مطول ردًا على الضربة النووية، استخدمت بكين إستراتيجية ردع غير متكافئة تهدف إلى إقناع موسكو بأن تكاليف الهجوم ستفوق الفوائد. وجدت الصين أساس منطقها الاستراتيجي. في حين أن معظم المتخصصين العسكريين السوفييت لم يخشوا انتقامًا نوويًا صينيًا، اعتقادًا منهم أن ترسانة الصين صغيرة جدًا وبدائية وضعيفة لدرجة أنها لن تتمكن من النجاة من الضربة الأولى وتنفيذ هجوم انتقامي، لكنهم كانوا قلقين جدًا بشأن الجيش الصيني التقليدي الضخم. اعتقد نيكولاي أوغركاف، الضابط العسكري السوفيتي الكبير، أن الهجوم النووي الهائل يعني «حتمًا حربًا عالمية». قال أوغركاف إنه حتى الضربة المضادة المحدودة على المنشآت النووية الصينية خطيرة، لأن القليل من الأسلحة النووية «بالكاد يقضي على» دولة بحجم الصين، وردًا على ذلك ستقاتل الصين «بلا هوادة».
انتهى.
ممكن لمصر أن تقدم نفس المقاربة في وجه السلاخ النووي الإسرائيلي، كونها تمتلك خزانا بشريا هائلا مقارنة بمساحة اسرائيل.