مقدمة
رغم أنها حصدت أرواح أكثر من 5 ملايين شخص، تُعد حرب الكونغو واحدة من أكثر النزاعات المنسية في العصر الحديث. امتد الصراع لعقود في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وشهد تدخلات من دول عدة أبرزها رواندا، مما جعل المنطقة ميدانًا لصراعات حدودية، عرقية، ومعدنية معقدة.
خلفية الصراع
بدأ الصراع مع نهاية حكم موبوتو سيسي سيكو في 1997، وتصاعد لاحقًا في ما يُعرف بـ”الحرب العالمية الأفريقية” (1998–2003)، بمشاركة أكثر من 9 دول، على رأسها رواندا وأوغندا وأنغولا.
ورغم انتهاء الحرب رسميًا، استمرت الاشتباكات في الشرق، خاصة في كيفو الشمالية، بفعل الجماعات المسلحة مثل M23 المدعومة سابقًا من رواندا، وجماعات الهوتو الكونغولية المسلحة.
الدور الرواندي
رواندا كانت طرفًا مباشرًا في النزاع، وقدّمت دعمًا عسكريًا ولوجستيًا لحركات متمردة ضد الحكومة الكونغولية، بزعم حماية أمنها القومي من فلول الإبادة الجماعية عام 1994.
كما استغلّت وجودها العسكري للسيطرة على مناجم الكولتان والذهب في شرق الكونغو.
اتفاق السلام الجديد – يونيو 2025

- مسودة موقعة بتاريخ 18 يونيو 2025 في واشنطن
- التوقيع الرسمي النهائي سيتم في 27 يونيو 2025

- وقف دعم رواندا لحركة M23
- نزع سلاح الجماعات المسلحة في شرق الكونغو
- احترام متبادل للسيادة والحدود
- نشر قوة أمنية أفريقية محايدة بضمان أمريكي وقطري
- بدء برنامج إدماج تدريجي للمسلحين في الجيش أو الحياة المدنية
- إنشاء آلية مراقبة ثنائية بإشراف دو
أهداف الاتفاق
الطرف | الهدف |
الكونغو | استعادة السيطرة على أراضيها الشرقية ووقف نزيف النزوح |
رواندا | تقليل الضغوط الدولية وفتح مجال للتعاون الاقتصادي |
أمريكا | استقرار منطقة غنية بالمعادن الاستراتيجية (كوبالت، ليثيوم) |
قطر | تعزيز دورها كوسيط دولي في القارة الأفريقية |
التحديات بعد الاتفاق
- استمرار وجود M23 في مناطق مثل رويتشورو وكاباريه رغم الاتفاق
- انعدام الثقة المتبادل بين الكونغو ورواندا
- أكثر من 120 جماعة مسلحة ما زالت تنشط في شرق البلاد
- الحاجة لتمويل آليات نزع السلاح وإعادة الدمج
التأثيرات المباشرة
أمنيًا:
- انخفاض في حدة القتال مؤقتًا منذ توقيع المسودة.
- مؤشرات لهدوء نسبي في بعض مناطق غوما ونييراكوندي
إنسانيًا:
- السماح بوصول جزئي للمساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
- تخفيف موجات النزوح من القرى الحدودية.
- فتح باب التفاوض مع شركات التعدين الدولية للعودة إلى الاستثمار في مناطق النزاع.
- انسحاب مؤقت لشركات كبرى مثل Heineken من منشآتها في كيفو.
الخاتمة
اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا يُعد خطوة بالغة الأهمية نحو إنهاء أطول صراع دموي في أفريقيا، لكنه لا يشكل نهاية للمعاناة. نجاح هذا الاتفاق يعتمد على الإرادة السياسية، والمراقبة الدولية، ونزع سلاح الميليشيات، وتوفير بيئة إنمائية تُعيد بناء الثقة في شرق الكونغو.
مصادر
التعديل الأخير: