السعودية ومصر تتجهان لاطلاق أول مشروع للربط السككي فائق السرعة بين القارتين عبر نيوم
القاهرة – 4 يونيو 2025 – بقلم: عمرو إمام
في خطوة استراتيجية تعكس تزايد التعاون الاقتصادي بين مصر والمملكة العربية السعودية، أعلنت الدولتان عن المضي قدمًا في تنفيذ أول مشروع للربط السككي فائق السرعة بين البلدين، وهو أيضًا أول ربط مباشر من نوعه بين قارتي أفريقيا وآسيا عبر جسر بري يمر بجزيرة تيران في البحر الأحمر.
الخط الجديد سيبدأ من مدينة شرم الشيخ المصرية على البحر الأحمر، ويتجه إلى منطقة رأس الشيخ حميد في السعودية، الواقعة ضمن الحدود الشمالية الغربية لمشروع نيوم العملاق، الذي يمثل حجر الزاوية في رؤية المملكة 2030 لتنويع الاقتصاد وتطوير البنية التحتية والسياحة.
نيوم: مركز الربط الاقتصادي والتحول الاستراتيجي
سيُشكل المشروع إضافة نوعية لمخططات نيوم، المدينة المستقبلية التي تطورها السعودية باستثمارات تُقدّر بمئات المليارات من الدولارات، وتُعدّ بوابة المملكة نحو إفريقيا وأوروبا. ويعزز المشروع طموحات نيوم لتكون مركزًا للنقل الذكي والبنية التحتية الحديثة.
وقال المحلل السياسي السعودي عمر سيف في تصريح لـ العربي الجديد :
الربط السككي لن يغير فقط معادلة النقل بين مصر والسعودية، بل سيوفر محورًا حيويًا لحركة التجارة والسياحة بين آسيا وأفريقيا عبر نيوم، مما يرفع من أهميتها الجيوسياسية.
تكامل اقتصادي عابر للقارات
المشروع، الذي تبلغ تكلفته التقديرية نحو 4 مليارات دولار، سيكون جزءًا من جسر الملك سلمان الذي طُرح لأول مرة في 2017، وستسير عليه القطارات لمسافة قصيرة (7-10 كم) فوق البحر الأحمر، ما سيختصر زمن التنقل الذي كان يعتمد سابقًا على العبارات البحرية أو الطرق البرية الطويلة.
ويرى الخبير الاقتصادي المصري خالد الشافعي أن المشروع سيساهم في مضاعفة حجم التبادل التجاري، الذي بلغ في 2024 نحو 15.98 مليار دولار ، ويُتوقع أن تصل حركة البضائع إلى 200 مليار دولار سنويًا مستقبلاً.
انعكاسات جيوسياسية واقتصادية
ورغم التباينات السياسية بين القاهرة والرياض في بعض الملفات الإقليمية، إلا أن المشروع يؤكد أن المصالح الاقتصادية أصبحت تتقدم على الخلافات السياسية، في ظل رغبة كلا البلدين في تعظيم استفادتهما من موقعهما الجغرافي ضمن مشاريع كبرى مثل:
• مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تمر عبر قناة السويس.
• ممر الهند-الشرق الأوسط-أوروبا الذي تسعى الولايات المتحدة والهند لتفعيله.
• منافسة قناة بن غوريون الإسرائيلية المحتملة، والتي تسعى مصر لإفشالها عبر مشروعات سككية موازية.
دفع قوي للتنمية في سيناء ونيوم
وفي حين تسعى مصر إلى تنمية شبه جزيرة سيناء ودمجها في الاقتصاد الوطني، تعتبر السعودية المشروع فرصة لتعزيز دور نيوم كمركز لوجستي وسياحي عالمي، خصوصًا وأن الربط سيسهّل أيضًا حركة الحجاج والعمالة، إذ يعيش أكثر من 1.47 مليون مصري في المملكة.
واختتم عمر سيف بقوله:
الجسر والقطار لن يربطا مصر والسعودية فقط، بل سيكونان رمزًا للربط بين القارات، ودافعًا حقيقيًا لتكامل اقتصادي عربي أوسع يشمل آسيا وأفريقيا.
المصدر
Egypt and Saudi Arabia plan to build first high-speed rail link