Follow along with the video below to see how to install our site as a web app on your home screen.
ملاحظة: This feature may not be available in some browsers.
نشرت مراسلة صحيفة يديعوت احرونوت ,الصحفية سمادار بيري مقالاً تحدثت فيه عن لقاء جمعها مع خمسة سوريين من رجال أعمال وأكاديميين قادمين من دمشق وذلك في عاصمة أوروبية وقالت :
فوجئنا بأن حتى كبار الشخصيات السورية لا يزالون غير قادرين، حتى هذه اللحظة، على فك شفرة رؤية "الرئيس"الشرع ومقاصده تجاه إسرائيل ؟!.
.........
الهجوم الإسرائيلي يُنظر إليه في سوريا على أنه إشارة تحذير
عندما يخرج الجولاني إلى الشوارع، تحيط به حلقة مشددة من الحراس الشخصيين. يُجري معظم نشاطاته المصورة داخل القصر. لا أحد يستطيع أن يضمن أنه لن تُحاك محاولات لاغتياله.
قبل أيام قليلة، اجتمعنا—خمسة أكاديميين ورجال أعمال سوريين مع اثنين من الإسرائيليين—في منزل خاص بإحدى العواصم الأوروبية. من الجانب الإسرائيلي، فوجئنا بأن حتى كبار الشخصيات السورية لا يزالون غير قادرين، حتى هذه اللحظة، على فك شفرة رؤية "الرئيس" (محمد الجولاني) ومقاصده تجاه إسرائيل.
هل لا يزال متمسكًا بتصريحه قبل أسبوعين بأنه لا يرغب في الدخول بمشاكل مع الدول المجاورة ولن يشن هجومًا عسكريًا ضد إسرائيل؟ هل هناك احتمال حقيقي أن تنضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام؟
وبعد أن طرد الإيرانيين، ما هي خطته تجاهنا؟
هل يسعى فقط لترسيخ سلطته داخل سوريا وجرّ فلول داعش لأعمال إرهابية، أم أنه بالفعل يتجه نحو تغيير إيجابي وجذري؟
أذهلنا عمق معرفة السوريين الخمسة بالقضايا الإسرائيلية، المستمدة من متابعة وسائل الإعلام وترجمات الصحافة العبرية. أرادوا أن يسمعوا المزيد والمزيد عن نتنياهو ورؤيته الأمنية. وأقر كل واحد منهم: "نحن بالفعل لا نعرف إلى أين تتجه سوريا"، مضيفين في نفس اللحظة: "رئيسنا يواجه الكثير من المشكلات، من الصعب تصديق أنه سيضيف إسرائيل إلى لائحة تلك المشكلات."
هؤلاء الخمسة هم من "خريجي" نظام بشار الأسد، تتراوح أعمارهم بين الأربعين والخمسين. فوجئوا بالتحول السياسي، وكانت هذه المرة الأولى التي يجلسون فيها مع إسرائيليين. تحدثوا عن الوضع الاقتصادي الصعب، وعن الصراع الطائفي المعقد، والنزاعات الداخلية. وعندما قال أحدهم ببرود: "الرئيس الجديد لم يتمكن بعد من فرض السيطرة الكاملة حتى في دمشق"، هز الأربعة الآخرون رؤوسهم موافقين.
الجولاني عندما يظهر في الأماكن العامة يكون محاطًا بحراسة مشددة. معظم نشاطاته المصورة تتم داخل القصر. ولا أحد يمكنه أن يضمن نجاته من محاولة اغتيال.
في نهاية الأسبوع، وقع هجوم إسرائيلي بالقرب من القصر الرئاسي السوري. وأوضحت إسرائيل أنها عازمة على حماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، في وقت يهاجمهم فيه جهاديون سنة ينتمي إليهم الجولاني وقوات "الجيش السوري الجديد".
حتى الآن، يُنظر للهجوم الإسرائيلي في سوريا على أنه رسالة تحذيرية—كمحاولة لإثارة فوضى داخلية قد تؤدي إلى إسقاط نظام "الرئيس" غير المستقر. ومع ذلك، من المتوقع استمرار المحادثات السرية بين ممثليه والمبعوثين الإسرائيليين. يدٌ تُحذر وتحارب، ويدٌ أخرى تتحسس النبض وتستطلع فرص التوصل إلى تسوية سياسية.
زعماء الطائفة الدرزية في سوريا أبدوا في نهاية الأسبوع موافقة شفهية على تسليم الأسلحة الثقيلة. لكن من غير المرجح تنفيذ هذه الموافقة. في هذا السياق، يجدر الانتباه إلى المنشور اللاذع الذي نشره الدكتور حسين الشرع، والد الرئيس السوري الجديد، والذي هاجم فيه "دولة العدو الصهيوني".
كتب يقول إن الكيان (إسرائيل) يهاجم الآن دفاعًا عن الدروز في سوريا في عملية انتهازية، وكأن سوريا الجديدة ستصمت. هذه هجمات صهيونية سافرة، وكأننا لسنا مسؤولين عن مواطني الدولة. وأعتقد أن والد الرئيس لم يكن ليشن هذا الهجوم الشرس لولا أن سلاح الجو الإسرائيلي قصف نقاطًا حساسة في دمشق. كما أرجح أن النص الحاد مرّ بموافقة الرئيس نفسه.
أنهى السوريون الخمسة اللقاء بمبادرتهم—ومن يصدق؟—بعناق. عدنا نحن إلى تل أبيب، وهم إلى دمشق. وربما يستمر التواصل بيننا.
(( أعلاه هو ترجمة حرفية ))